• الفهرس
  • عدد النتائج:

ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفيّة ، فوافق ذلك صورة نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال الله عزّ من قائل : أنت المختار المنتخب ، وعندك مستودع نوري وكنوز هدايتي ، من أجلك اسطّح البطحاء ، واموج الماء ، وأرفع السماء ، وأجعل الثواب والعقاب ، والجنّة والنار ، وأنصب أهل بيتك للهداية ، وأوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق ، ولا يعييهم خفيّ ، وأجعلهم حجّتي على بريّتي ، والمنبّهين على قدرتي ووحدانيّتي.

ثم أخذ الله الشهادة عليهم بالربوبيّة ، والإخلاص بالوحدانيّة.

فبعد أخذ ما أخذ من ذلك شاب ببصائر الخلق انتخاب محمّدا وآله عليهم‌السلام ، وأراهم أنّ الهداية معه ، والنور له ، والإمامة في آله ، تقديما لسنّة العدل ، وليكون الأعذار متقدّما.

ثم أخفى الله الخليقة في غيبة ، وغيّبها في مكنون علمه ، ثم نصب العوالم ، وبسط الزمان ، وموّج الماء ، وأثار الزبد ، وأهاج الدخان ، فطفى عرشه على الماء ، فسطّح الأرض على ظهر الماء ، ثم استجلبهما إلى الطاعة فأذعنتا بالاستجابة.

ثم أنشأ الله الملائكة من أنوار أبدعها ، وأرواح اخترعها ، وقرن توحيده بنبوّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض.

فلمّا خلق الله آدم أبان فضله للملائكة ، وأراهم ما خصّه به من سابق العلم ، حيث عرّفه عند استنبائه إيّاه أسماء الأشياء ، فجعل الله آدم محرابا وكعبة وقبلة ، أسجد إليها الأبرار والروحانيّين الأنوار.

ثم نبّه آدم على مستودعه ، وكشف له عن خطر ما ائتمنه عليه ، بعد ما سمّاه إماما عند الملائكة ، فكان حظّ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا.

ولم يزل الله تعالى يخبّئ النور تحت الزمان ، الى أن وصل محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في ظاهر الفترات ، فدعا الناس ظاهرا وباطنا ، ونبّههم سرّا وإعلانا ، واستدعى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التنبيه على العهد الذي قدّمه إلى الذّر