الدكتور محمّد سالم محيسن
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
٢ ـ ومحمد بن يحيى بن بكر أبو عبد الله قاضي الجماعة بغرناطة إمام مقرئ قرأ عليه « أبو القاسم محمد بن محمد بن الخشاب ، وأبو عبد الله محمد بن علي الحفار والمالقي وهو من مشاهير العلماء.
٣ ـ محمد بن أحمد بن علي بن حسن بن علي أبو بكر المقرئ ، المشارك في فنون كثيرة ، تولى القضاء ببلده ، وخلف والده في الخطابة ، والإمامة ، وأقرأ ببلده ، فانتفع به خلق كثير.
لقد بلغ « المالقي » مكانة سامية من العلم ، والمعرفة والشهرة ، وقد خاض بحر العلوم من قراءات ، وتفسير ، وحديث ، وفقه ، وألف في القراءات كتاب شرح التيسير في القراءات السبع ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء ، كل هذه الأمور أوجبت الثناء عليه.
قال « الخطيب البغدادي » : كان « المالقي » أستاذا متقنا ، إماما في القراءات وعلوم القرآن ، حائزا قصب السبق أداء ومعرفة ورواية ، وتحقيقا ، ماهرا في صناعة النحو ، فقيها ، أصوليا ، حسن التعليم ، فسيح التحليق ، منقطع القرين في الدين والصلاح ، وسكون النفس ، ولين الجانب ، والتواضع ، وحسن الخلق ، ووسامة الصورة ، كثير الخشوع والخضوع ، أقرأ عمره ، وخطب بالمسجد الأعظم من مالقة (١).
وقال « ابن الجزري » : المالقي أستاذ كبير (٢).
توفي « المالقي » خامس ذي القعدة سنة خمس وسبعمائة من الهجرة. رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر : الإحاطة في أخبار غرناطة ج ٣ ، ص ٤٥٤.
(٢) انظر : طبقات القراء لابن الجزري ج ١ ، ص ٤٧٧.
رقم الترجمة / ٩٤
« محمّد بن الحسين الكارزيني » (١)
هو : محمد بن الحسين بن محمد بن آذر بهرام أبو عبد الله الكارزيني : بفتح الكاف والراء ، وكسر الزاي بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون ، نسبة إلى « كارزين » وهي من بلاد فارس ، نسب إليها الكثيرون من العلماء. والكارزيني إمام مقرئ جليل ، وقد انفرد بعلوّ الإسناد في وقته. قال عنه الحافظ الذهبي : الكارزيني مسند القراء في زمانه ، تنقل في البلاد ، وجاور بمكة المكرمة وعاش تسعين سنة أو دونها.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن وذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه ، ضمن علماء القراءات.
تلقى « الكارزيني » القراءات القرآنية عن عدد كبير من خيرة العلماء في كثير من المدن والأمصار وفي مقدمتهم :
« الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل بن شاذان أبو العباس المطوعي البصري العمري » ، مؤلف كتاب « معرفة اللامات وتفسيرها » ، وهو إمام عارف ثقة في القراءات ، وقد عمّر دهرا فانتهى إليه علوّ الإسناد في القراءات.
أخذ « الحسن المطوعي » القراءات عن عدد من خيرة العلماء منهم : إدريس ابن عبد الكريم ، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني ، وأحمد بن الحسين الحريري ، ومحمد بن سهل الأشناني ، والحسن بن حبيب الدمشقي ، ومحمد بن علي
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : القراء الكبار ج ١ ص ٣٩٧. طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٣٢.
الوافي بالوفيات ج ٣ ، ص ١٠. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٢٦٥.
الخطيب ، وعبيد الله بن الربيع الملطي ـ بفتح الميم واللام ، نسبة الى « الملطية » وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان ـ ومحمد بن يعقوب المعدّل ، وأبو بكر ابن شنبوذ ، وأحمد بن موسى بن مجاهد ، ومحمد بن القاسم بن يزيد الاسكندري ، ومحمد بن موسى ، وغيرهم كثير.
وقد أخذ القراءات عن « الحسن بن سعيد المطوعي » عدد كبير وفي مقدمتهم : « محمد بن الحسين الكارزيني ، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، وأبو الحسن عليّ بن محمد الخبازي ، وأبو بكر محمد بن عمر النهاوندي ـ نسبة إلى نهاوند ، بضم النون وفتح الهاء والواو ، وهي بلدة من بلاد الجبل ، كانت بها وقعة للمسلمين زمن « عمر بن الخطاب » رضياللهعنه ـ وأبو علي محمد ابن عبد الرحمن بن جعفر ، ومحمد بن الحسن الحارثي ، والمظفر بن أحمد بن إبراهيم ، وأبو زرعة أحمد بن محمد الخطيب ، وعلي بن جعفر السعيدي ، وعبد الواحد بن إبراهيم ، ومحمد بن عبد الله بن الحسن الشيرازي ، وإبراهيم بن إسماعيل بن سعيد ، وأحمد بن محمد بن صاف ، وأحمد بن محمد بن محمد القسري ، ومحمد بن علي بن أحمد » وغيرهم كثير.
ومن شيوخ « الكارزيني » : أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد بن عبد المنعم أبو بكر الشذائي البصري وهو إمام مشهور ، أخذ القراءات عن عدد من العلماء منهم : « عمر بن محمد بن نصر الكاغدي ، والحسن بن بشار بن العلاف ، وابن مجاهد ، وابن الأخرم ، ومحمد بن جعفر الحربي ، وابن شنبوذ ، ونفطويه ، ومحمد بن أحمد الداجوني الكبير ، وأبو مزاحم موسى الخاقاني ، وعبد الله بن الهيثم البلخي ، وأحمد بن سهلان ، وإسحاق بن أحمد النحوي ، ومحمد بن إبراهيم السوّاق ، والحسن بن وصيف ، ومحمد بن موسى الزينبي » وغير هؤلاء كثير.
وقد تتلمذ على « أبي بكر الشذائي » عدد كبير منهم : « أبو الفضل الخزاعي ، وأحمد بن عثمان بن جعفر المؤدب ، وأبو عمرو بن سعيد البصري ،
ومحمد بن الحسين الكارزيني ، والحسن بن علي الشاموخي ، ومحمد بن القاسم التكريتي ، وعلي بن محمد البرزندي ، وعلي بن جعفر السعيدي ، وإبراهيم بن أحمد الطبري ، وأحمد بن محمد بن أحمد الحدادي ، وعلي بن محمد الخبازي » وغير هؤلاء كثير.
ومن شيوخ « الكارزيني » : عبد الله بن الحسن بن سليمان أبو القاسم البغدادي المعروف بالنخاس بالخاء المعجمة ، وهو مقرئ مشهور ثقة ماهر متصدّر ، أخذ القراءة عرضا عن : محمد بن هارون التمار صاحب رويس ، وروى القراءة عنه عرضا : محمد بن الحسين الكارزيني ، وأبو الحسن الحمامي ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد الخبازي » وآخرون.
ومن شيوخ « الكارزيني » : عثمان بن أحمد بن سمعان أبو عمرو الرزاز البغدادي ، وهو مقرئ متصدر ، أخذ القراءة عرضا عن « أبي بكر يوسف بن يعقوب الواسطي ، وأحمد بن سهل الأشناني ، وموسى بن عبيد الله ».
وقد تتلمذ عليه الكثيرون ، منهم « عبد الباقي بن الحسن ، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني ، ومحمد بن جعفر الخزاعي ».
ومن شيوخ « الكارزيني » : محمد بن حبيب بن عبد الوهاب أبو الأشعث الجارودي البصري ، وهو مقرئ معروف ، روى القراءة عرضا عن « أحمد بن مسعود السرّاج » ، وروى القراءة عنه عرضا « أبو عبد الله الكارزيني ، ومحمد بن أحمد المالكي ، وأبو الفضل الخزاعي ».
ومن شيوخ « الكارزيني » : محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علاّن أبو عبد الله ، وهو أستاذ كبير مقرئ محقق ، روى القراءة عرضا عن « عبد الله بن عبدان ، وأحمد بن سعيد الضرير ، ومحمد بن حامد بن وهب العطار ».
وروى القراءة عنه عرضا : ابنه أحمد ، ومحمد بن عبد الله بن المرزبان ، وأبو
الفضل الخزاعي ، ومحمد بن الحسين الكارزيني.
ومن شيوخ « الكارزيني » : فارس بن موسى أبو شجاع البصري ، الفرائضي وهو مقرئ متصدر ، قرأ على « إبراهيم بن زياد القنطري ، صاحب محمد بن يحيى ، وقرأ عليه « الكارزيني ، ومحمد بن جعفر الخزاعي ».
ومن شيوخ « الكارزيني » الذين أخذ عنهم القراءات : « محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون أبو الفرج الشنبوذي ، الشطوي البغدادي » ، وهو أستاذ من أئمة علماء القراءات.
ولد سنة ثلاثمائة ، وبعد أن تمّ نضجه رحل إلى الأمصار ، وأخذ عن الشيوخ وأكثر وتبحّر ، واشتهر اسمه ، وطال عمره ، مع علمه بالتفسير وعلل القراءات.
قال « أبو بكر الخطيب » : سمعت عبيد الله بن أحمد يذكر الشنبوذي فعظم أمره وقال : سمعته يقول : أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن ».
وقال « الإمام الداني » : الشنبوذي مشهور نبيل حافظ ، ماهر حاذق كان يتجول في البلدان ».
أخذ « أبو الفرج الشنبوذي » القراءة عرضا عن : « ابن مجاهد ، وأبي بكر النقاش ، وأبي بكر أحمد المنقى ، وأبي الحسن بن الأخرم ، وإبراهيم بن محمد الماوردي ، ومحمد بن جعفر الحربي ، ومحمد بن هارون التمار ، وأبي الحسن بن شنبوذ ، وإليه نسب لكثرة ملازمته له ، ومحمد بن موسى الزينبي ، وموسى بن عبيد الله الخاقاني ، والحسن بن علي بن بشّار ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم ، ومحمد بن أحمد بن هارون الرازي ، وأبي بكر محمد بن الحسن الأنصاري » ، وغير هؤلاء.
وقد أخذ القراءة عن « أبي الفرج الشنبوذي » عدد كبير منهم : « محمد بن الحسين الكارزيني ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي ، والهيثم بن أحمد الصباغ ، وأبو العلاء محمد بن عليّ الواسطي ، وعبد الله بن محمد ابن مكي السواق ، وعلي بن القاسم الخياط ، وأبو علي الرهاوي ، وعبد الملك ابن عبدويه ، ومنصور بن أحمد العراقي ، وأحمد بن محمد بن سيار » وآخرون.
ومن شيوخ « الكارزيني » : أحمد بن محمد بن بشر بن علي بن محمد بن جعفر المعروف بابن الشارب ، أبو بكر الخراساني ، نزيل بغداد ، وهو شيخ جليل ثقة ثبت. أخذ القراءات عن : محمد بن موسى الزينبي ، وأبي بكر محمد ابن يونس ، وابن مجاهد ، وأبي مزاحم الخاقاني ، وآخرين.
وقد أخذ القراءات عن « ابن الشارب » : بكر بن شاذان ، والكارزيني ، وعلي بن أحمد بن عمر الحمّامي ، والقاضي أبو العلاء الواسطي ، وعلي بن محمد ابن الحسن الخبازي ، وأبو بكر أحمد بن غالب ، ومحمد بن إبراهيم بن البقار ، وآخرون.
ومن شيوخ « الكارزيني » : عبد الغفار بن عبيد الله بن السرّي أبو الطيب الحضيني : بالحاء المهملة ، والضاد المعجمة الكوفي ، ثم الواسطي ، وهو شيخ مقرئ ، ثقة ، وشيخ واسط.
أخذ « الحضيني » القراءة عن : « أبي العباس أحمد بن سعيد الضرير ، وأبي بكر بن مجاهد ، والحسين بن عليّ ، وأبي العباس محمد بن الحسن بن يونس النحوي ، والعباس بن الفضل ، وعبد الله بن عبد الجبار ، والحسن بن داود النقّار ، وجعفر بن سليمان القافلاني ، وعليّ بن محمد بن عمّار الزريري ، ومحمد ابن عمير القاضي » ، وغير هؤلاء.
وقد أخذ القراءة عن « الحضيني » عدد كبير منهم : « محمد بن الحسين الكارزيني ، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، وأبو بكر أحمد بن المبارك
الواسطي ، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي ، وعبد الرحمن بن الهرمزان ، وعليّ بن محمد الخبازي ، وعبيد الله بن أحمد » وغير هؤلاء.
تصدّر « محمد بن الحسين الكارزيني » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وجودة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : « الحسن بن القاسم بن علي الأستاذ أبو علي الواسطي ، المعروف بغلام الهرّاس » ، شيخ العراق ، والجوّال في الآفاق ، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وقرأ « بواسط » على : عبيد الله بن إبراهيم ، وعبد الله بن أبي عبد الله الحسين صاحب النقاش ، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي.
وقرأ ببغداد على : « عبد الملك النهرواني ، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي ، ومحمد بن المظفر الدينوري ، والقاضي أبي العلاء ، وعليّ بن محمد بن عبيد الله الحذّاء ، وعلي بن محمد بن موسى الصابوني ، وبكر بن شاذان ، والحسن بن محمد السامري ، وعلي بن أحمد الحمّامي ، والحسن ابن ملاعب ».
وقرأ بالكوفة على : القاضي محمد بن عبد الله الجعفي ، وأبي الحسن محمد بن جعفر النحوي ابن النجّاد.
وقرأ بدمشق على : « أبي علي الأهوازي ، وأبي علي الرهاوي ». وقرأ بمصر على : « أبي العباس بن نفيس ، والفضل بن عبد الرزاق ، والحسين بن إبراهيم الأنباري ».
وقرأ بالبصرة على : « الحسن بن علي بن بشّار صاحب النقاش ، وعلي بن محمد بن علاّن ».
وقرأ بالجامدة بكسر الميم ، وهي قرية كبيرة من أعمال واسط ، بين واسط والبصرة منها جماعة من العلماء.
قرأ على : « محمد بن نزار التكريتي ، وعمّه محمد بن القاسم ».
وبحران على « أبي القاسم الزيدي ».
وبمكة المكرمة على : « أبي عبد الله بن الحسين الكارزيني ، وأبي عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد العجلي ، ومحمد بن عمر بن إبراهيم الذهبي ».
ومن تلاميذ « الكارزيني » : عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي أبو معشر الطبري ، القطان الشافعي ، وهو شيخ أهل مكة عارف محقق أستاذ ثقة صالح.
له عدة مصنفات منها : كتاب التلخيص في القراءات الثمان ، وكتاب سوق العروس ضمّنه ألفا وخمسمائة رواية وطريق ، وكتاب الدرر في التفسير ، وكتاب الرشاد شرح القراءات الشاذة ، وكتاب عنوان المسائل ، وكتاب طبقات القراء ، وكتاب العدد ، وكتاب في اللغة.
أخذ « أبو معشر الطبري » القراءة عن عدد من العلماء منهم : « الكارزيني وأبو القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي ، وإسماعيل بن راشد الحدّاد ، والحسن ابن محمد الأصفهاني ».
توفي أبو معشر الطبري بمكة المكرمة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة من الهجرة. رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
رقم الترجمة / ٩٥
« محمّد بن سفيان » (١) ت ٤١٥ هـ
هو : محمد بن سفيان أبو عبد الله القيرواني الفقيه المالكي.
تفقه على « أبي الحسن علي بن خلف القابسي » حتى برع في الفقه ، وسمع منه ، ثم رحل إلى مصر ، ألف كتاب « الهادي ».
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه ، في مقدمة علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن. كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه ، ضمن علماء القراءات.
قرأ « محمّد بن سفيان » بمصر القراءات القرآنية على عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : إسماعيل بن محمد المهري لورش ، وعرض الروايات على « أبي الطيب ابن غلبون » وقرأ أيضا على « يعقوب بن سعيد الهواري ، وكردم بن عبد الله ».
قال « الحافظ أبو عمرو الداني » : سمع معنا على الشيخ أبي الحسن عليّ بن محمد بن خلف الفقيه القابسي ، وكان ذا فهم ، وحفظ ، وستر ، وعفاف ، وخرج من القيروان لأداء فريضة الحج سنة ثلاث عشرة وأربعمائة فحج وجاور بمكة ، ثم أتى المدينة المنورة فمرض ، وتوفي بها أول ليلة من صفر ودفن بالبقيع.
أخذ القراءة عن « محمّد بن سفيان » عدد من طلاب العلم وفي مقدمتهم : « أبو بكر القصري ، والحسن بن علي الجلولي ، وعبد الملك بن داود القسطلاني ، وعبد الحق الجلاد ، وأبو العباس المهدوي ، وأبو العالية البندوني ،
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٨٠. طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٤٧.
الوافي بالوفيات ج ٣ ، ص ١١٤. الديباج المذهب ج ٢ ، ص ٢٣٥. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٢٠٣. نهاية الغاية الورقة ٢٣٨. تاريخ الاسلام الورقة ١٦٧ [ آيا صوفيا ٣٠٠٩ ].
وعثمان بن بلال العابد ، وأحمد بن الحجري شيوخ ابن بليمة ، وعبد الله بن سمران القروي شيخ الهذلي ، وأبو الحسن العجمي ، وعبد الله بن سهل » وآخرون.
توفي « محمّد بن سفيان » بالمدينة المنورة أول ليلة من صفر بعد رجوعه من الحج سنة خمس عشرة وأربعمائة ، ودفن بالبقيع.
رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة / ٩٦
« محمّد بن شريح » (١) ت ٤٧٦ هـ
هو : محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف ، أبو عبد الله الرعيني الإشبيلي ، نسبة إلى بلدة من بلاد الأندلس يقال لها « إشبيلية » وقد نسب إليها الكثيرون من العلماء (٢).
وابن شريح من خيرة علماء الأندلس المعروفين ، والمشهود لهم بالثقة والأمانة ، ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وابن شريح منذ نعومة أظفاره رحل إلى بعض المدن للأخذ عن علمائها ، ويخبرنا التاريخ أنه رحل إلى كل من « مصر ، وبغداد ، ومكة ».
احتل « ابن شريح » مكانة سامية بين العلماء مما جعل الكثيرين يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « أبو عبد الله الإشبيلي المقرئ ، الأستاذ ، مصنف كتاب « الكافي » وكتاب « التذكير » وكان من جلة قراء « الأندلس » (٣).
أخذ « محمّد بن شريح » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن سعيد بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن نفيس ، أبو العباس الطرابلسي الأصل ثم المصري ».
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية :
معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٣٤ ورقم الترجمة ٣٧٠. غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٥٣ ، ورقم الترجمة ٣٠٦٢. الصلة لابن بشكوال ج ٢ ، ص ٥٥٣. مرآة الجنان ج ٣ ، ص ١٢٠. شذرات الذهب ج ٣ ، ص ٣٥٤.
(٢) انظر الأنساب للسمعاني ج ١ ، ص ١٦١.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٣٤.
وهو من القراء المشهورين ، ومن الثقات المعروفين ، انتهى إليه علوّ الإسناد ، وقد عمّر حتى قارب المائة.
أخذ القراءة عن عدد من القراء ، وفي مقدمتهم : « أبو عدي عبد العزيز ابن عليّ صاحب أبي بكر بن يوسف ».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بعلوّ الإسناد ، وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، ومن الذين قرءوا عليه : « محمد بن شريح ، وعبد الوهاب ابن محمد القرطبي » وغيرهما كثير.
توفي « أحمد بن سعيد » في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وقيل : سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
ومن شيوخ « محمّد بن شريح » في القراءة : « أحمد بن محمد أبو الحسن القنطري » نزيل مكة المكرمة. وهو من شيوخ القراء المعروفين ، أخذ القراءة عن عدد من القراء وفي مقدمتهم : « الحسن بن محمد بن الحباب ، وعمر بن إبراهيم الكتّاني ».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « محمد بن شريح ، وأحمد بن عمّار المهدوي » وغيرهما كثير.
توفي « أحمد القنطري » بمكة المكرمة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ « محمّد بن شريح » في القراءة : « أحمد بن عليّ بن هاشم » الملقب بتاج الأئمة ، أبو العباس المصري ، وهو من مشاهير القراء بمصر ، ومن الثقات المعروفين.
أخذ « تاج الأئمة » القراءة عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « عمر ابن عراك ، وأبو عدي عبد العزيز بن الإمام ». كما سمع حروف القراءات من « منير بن أحمد » عن أحمد بن إبراهيم بن جامع ، ومن « الحسن بن عمر ابن إبراهيم البزار ». ثم رحل إلى « بغداد » وقرأ على « أبي الحسن بن الحمامي ».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وصحّة الإسناد ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : « محمّد بن شريح ».
ويحدثنا التاريخ أنه دخل بلاد الأندلس سنة عشرين وأربعمائة ، فقرأ عليه بها عدد كبير منهم : « أبو عمر الطلمنكي » مع كبر سنّة.
توفي « أحمد بن عليّ بن هاشم » سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
ومن شيوخ « محمّد بن شريح » في القراءة : « الحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي » أبو علي البغدادي ، وهو من مشاهير القراء ، المشهود لهم بالثقة ، وصحة الإسناد ، ومن المؤلفين المعروفين ، فهو صاحب كتاب « الروضة في القراءات الإحدى عشرة ».
ويحدثنا التاريخ أن « أبا علي البغدادي » رحل إلى « مصر » واشتهر بها حتى أصبح شيخا لقرّائها.
أخذ « أبو علي البغدادي » القراءة ، وحروف القراءات عن مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : « أحمد بن عبد الله السوسنجردي ».
وبعد ان اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن وحروف القراءات ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « محمد بن شريح ، وإبراهيم بن إسماعيل ».
توفي « أبو علي البغدادي » في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ « محمّد بن شريح » : « مكي بن أبي طالب » يقول « الذهبي » : أجاز له ـ أي إلى « محمّد بن شريح » ـ « مكي بن أبي طالب » وأخذ عنه ، ومكي بن أبي طالب من خيرة العلماء الأندلسيين ، وهو إمام محقّق عارف ، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان.
احتل « مكي بن أبي طالب » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول صاحبه « أحمد بن مهدي » المقرئ : كان « مكي بن أبي طالب » من أهل التبحّر في علوم القرآن ، والعربية ، حسن الفهم ، والخلق ، جيّد الدين والعقل ، كثير التأليف في علوم القرآن ، محسنا ، مجوّدا ، عالما بمعاني القراءات ، أخبرني أنه سافر إلى « مصر » وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وتردّد إلى المؤدبين ، وأكمل القرآن ، ورجع إلى « القيروان » ، ثم رحل فقرأ القراءات على « ابن غلبون » سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، وقرأ بالقيروان أيضا بعد ذلك ، ثم رحل سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وحجّ ، ثم حج سنة سبع وثمانين وجاور ثلاثة أعوام ، ودخل الأندلس سنة ثلاث وتسعين ، وجلس للإقراء بجامع قرطبة ، وعظم اسمه ، وجلّ قدره (١).
ويقول « ابن بشكوال » : قلّده « أبو الحزم جهور » خطابة مسجد قرطبة بعد وفاة « يونس بن عبد الله القاضي » وكان قبل ذلك ينوب عنه ، وله ثلاثون تأليفا ، وكان خيّرا ، متديّنا ، مشهورا بالصلاح (٢).
ومن مؤلفاته : « التبصرة في القراءات السبع ، والكشف عن علل القراءات ، ومشكل إعراب القرآن ، والموجز في القراءات ، والرعاية في التجويد. ويقول « ابن الجزري » : وتواليفه تنوف عن ثمانين تأليفا.
__________________
(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٣٠٩.
(٢) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٣٠٩.
ويقول رحمهالله تعالى : « ألفت كتابي الموجز في القراءات بقرطبة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ، وألفت كتاب التبصرة بالقيروان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ، وألفت كتاب « مشكل الغريب » بمكة المكرمة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، وألفت « مشكل الإعراب » في الشام ، ببيت المقدس سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ، وألفت باقي تواليفي بقرطبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة » (١).
توفي « مكي بن أبي طالب » في المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
وبعد أن اكتملت مواهب « محمّد بن شريح » تولى خطابة مسجد « اشبيلية » وتصدّر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « ابنه الخطيب أبو الحسن ، شريح » وعيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع ، أبو الأصبغ الغافقي ، الأندلسي نزيل المريّة بفتح الميم وتشديد الرّاء ، وهي مدينة عظيمة على ساحل بحر الأندلس. من شرقيها ، نسب إليها بعض العلماء.
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « عيسى بن حزم ».
وبعد هذه الحياة التي عاشها « محمّد بن شريح » توفي سنة ست وسبعين وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٣١٠.
رقم الترجمة / ٩٧
« محمّد بن عبد الله » (١) ت ٤٣١ هـ
هو : محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان بن شاذان أبو بكر الأصبهاني الأعرج يعرف بأبي شيخ ، نزيل بغداد ، مقرئ صالح عالي الإسناد ثقة.
ذكره « الذهبي » ت ٧٤٨ ه ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن كما ذكره « ابن الجزري » ت ٨٣٣ ه ، ضمن علماء القراءات.
ولد « محمّد بن عبد الله » في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ه ، أخذ « محمد بن عبد الله » القراءة القرآنية عن خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « عبد الله بن محمد بن فورك أبو بكر القباب الأصبهاني » ، إمام وقته ، مقرئ ، مفسر ، مشهور ، قال عنه « الحافظ أبو العلاء » : « أبو بكر القباب من جلة قراء أصبهان ، ومن العلماء بتفسير القرآن ، كثير الحديث ، ثقة نبيل » ت ٣٠٧ هـ.
ومحمد بن القاسم بن حسنويه بن عبد الله الأصبهاني المقرئ ، ومحمد بن أحمد ابن عمر بن يوسف أبو عمر الأصبهاني الخرقي الضرير المقرئ ، حاذق مشهور ، بأصبهان ، ثقة ، وقد عمّر دهرا طويلا ، ومحمد بن جعفر بن محمد أبو جعفر التميمي الصابوني الأصبهاني ، مقرئ ، مشهور ضابط شيخ أصبهان. وعبد الرحيم بن محمد الحسناباذي ، ومحمد بن علان ، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد ، ومحمد بن أحمد بن محمد الهروي ، والعباس بن أحمد بن المظفر السراج ، وأبو بكر بن حسنويه.
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٧٥. القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٩٠.
إنباه الرواة ج ٣ ، ص ١٥٥. تلخيص ابن مكتوم ص ٢١٤.
تصدّر « محمّد بن عبد الله » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والضبط وجودة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ويقرءون عليه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : « عبد السيد بن عتاب ، وعبد العزيز بن الحسين ، وأبو علي الشرمقاني ، وأبو الحسن الخياط ، وأبو القاسم الهذلي » وآخرون.
اشتهر « محمّد بن عبد الله » بالثقة والضبط وغير ذلك من الصفات الحميدة مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول الإمام « ابن الجزري » : « محمّد بن عبد الله نزيل بغداد ، مقرئ صالح ، عالي الإسناد ، ثقة » اهـ.
وقال « القفطي » : « محمّد بن عبد الله الأديب الأصبهاني حافظ النحو واللغة ، وروى الحديث ، واستفاد الناس منه ، وأخذوا عنه مدة طويلة » اهـ.
توفي « محمّد بن عبد الله » في ليلة الاثنين الثاني من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
رقم الترجمة / ٩٨
« محمّد بن عبد الله » (١) ت ٤٥٢ هـ
هو : محمّد بن عبد الله ، ويقال : محمّد بن عبيد الله أبو الحسين المؤدب البغدادي ، الضرير ، وهو من القراء الثقات.
أخذ القراءة عن « عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير أبو حفص الكتاني البغدادي » ، وهو من القراء ، والمحدثين الثقات.
ولد سنة ثلاثمائة ، وأخذ القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم : « أبو بكر ابن مجاهد » وسمع حروف القراءات من « إبراهيم بن عرفة نفطويه » وآخرين.
ثم تصدر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه الطلاب ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد الحدّاد » وآخرون.
توفي « أبو حفص الكتاني » في رجب سنة تسعين وثلاثمائة عن تسعين سنة.
وأخذ « محمّد بن عبد الله » سنة الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن عدد من العلماء ، فقد سمع « أبا الحسن الدارقطني ، وأبا حفص بن شاهين ، وأبا طاهر المخلص ».
توفي « محمّد بن عبد الله » يوم السبت سادس المحرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
__________________
(١) انظر ترجمته في المراجع الآتية : تاريخ بغداد ج ٥ ، ص ٤٧٦ ورقم الترجمة ٣٠٣٠. معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢١ ورقم الترجمة ٣٥٩. وغاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ص ١٩١ ورقم الترجمة ٣٢٠٥.
رقم الترجمة / ٩٩
« محمّد بن عليّ الشّوكاني » (١) ت ١٢٥٠ هـ
هو : محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله الشوكاني ثم الصنعاني. وهو من حفاظ القرآن ، ومن خيرة العلماء المجتهدين المؤلفين : وهو مفسّر ، محدث ، فقيه ، أصوليّ ، مؤرخ ، أديب ، نحوي ، منطقي ، متكلم ، حكيم.
كتب « الشوكاني » لنفسه ترجمة في كتابه « البدر الطالع » أسوة بغيره من المحدثين ، والعلماء ، وهذا ملخص لما كتبه :
ولد يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ، بهجرة شوكان من بلاد خولان ، ونشأ بصنعاء ، فقرأ « القرآن » على جماعة من المعلمين ، ثم ختمه على الفقيه « حسن بن عبد الله » وجوّده على جماعة من مشايخ القرآن بصنعاء ، ثم حفظ الكثير من الكتب ، منها : كتاب « الأزهار » للإمام المهدي ، ومختصر الفرائض للعصيفري ، والملحة للحريري ، والكافية الشافية لابن الحاجب ، والتهذيب للتفتازاني ، والتلخيص للقزويني ، ومنظومة الجزري ، وآداب البحث للعضد ، ومع ذلك كان كثير الاشتغال بمطالعة كتب التواريخ ، ومجاميع الأدب ، ثم شرع في طلب العلم ، وأخذ علومه عن عدد كبير من العلماء : فقرأ على والده رحمهالله تعالى في شرح الأزهار ، وشرح الناظري لمختصر العصيفري ، وقرأ الفقه على « أحمد بن محمّد بن الحرازي » وبه انتفع ، وعليه تخرج ، وطالت ملازمته له نحو ثلاث عشرة سنة.
وفي أيام قراءته في الفروع شرع في قراءة النحو ؛ فقرأ عدة كتب في ذلك منها : « الملحة وشرحها » على العلاّمة « إسماعيل بن الحسن بن أحمد » ، وقرأ
__________________
(١) انظر ترجمته في : البدر الطالع للشوكاني ج ٢ ، ص ٢١٤ ورقم الترجمة ٤٨٢.
معجم المؤلفين ج ١١ ، ص ٥٣.
شرح « الرضي » على الكافية على « القاسم بن يحيى الخولاني » ، وقرأ شرح « إيساغوجي » للقاضي زكريا على « عبد الله بن اسماعيل النّهمي ».
وقرأ الشرح المطول للسعد التفتازاني ، وقرأ شرح جمع الجوامع للمحلّى على « عبد القادر بن أحمد » ، وقرأ شرح الجزرية ، على « هادي بن حسين » ، وقرأ « البحر الزخار » وحاشيته ، وتخريجه ، وضوء النهار على شرح الأزهار على « عبد القادر بن أحمد ». وقرأ الكشاف وحاشيته ، على « الحسن بن إسماعيل المغربي ».
وسمع صحيح مسلم ، وسنن الترمذي ، وبعض الموطإ ، وبعض شفاء القاضي عياض ، على « عبد القادر بن أحمد ».
وسمع جميع سنن « أبي داود » وتخريجها للمنذري ، على « الحسن بن إسماعيل المغربي ». وكذلك سمع شرح بلوغ المرام ، على « الحسن بن إسماعيل » وهناك كتب أخرى ذكرها الشوكاني ، أعرضت عن ذكرها ، وبعد ذلك يقول « الشوكاني » : هذا ما أمكن سرده من مسموعات صاحب الترجمة ومقروءاته ، وله غير ذلك من المسموعات والمقروءات.
ثم يقول الشوكاني عن نفسه : « وكانت قراءتي لما تقدم ذكره في « صنعاء » ولم أرحل لأعذار منها : عدم الإذن من الأبوين ، وقد درس جميع ما تقدم ذكره ، وأخذه عنه الطلبة ، وتكرر أخذهم عنه في كل يوم من تلك الكتب ، وكثيرا ما كان يقرأ على مشايخه ، فإذا فرغ من كتاب قراءة أخذه عنه تلامذته ، بل ربما اجتمعوا على الأخذ عنه قبل أن يفرغ من قراءة الكتاب على شيخه ، وكان يبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درسا ، منها ما يأخذه من مشايخه ، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته ، واستمرّ على ذلك مدّة حتى لم يبق عند أحد من شيوخه ما لم يكن من جملة ما قد قرأه.
ثم يقول الشوكاني عن نفسه : ثم إن صاحب الترجمة جلس لإفادة الطلبة فقط ، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس ، في فنون