أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-386-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٤٤
فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها ) يَعْنِي بَعْدَ مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي عَلِيٍّ عليهالسلام( وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) يَعْنِي بِهِ (١) عَلِيّاً عليهالسلام( وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ )(٢)».(٣)
٧٦٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَمَّا أَنْ قَضى (٤) مُحَمَّدٌ نُبُوَّتَهُ ، واسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ ، أَوْحَى اللهُ ـ عزَّ وجَلَّ ـ إِلَيْهِ : أَنْ يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ ، واسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ؛ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ والْإِيْمَانَ (٥) والِاسْمَ الْأَكْبَرَ ومِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ ، عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهالسلام ؛ فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ (٦) الْعِلْمَ والْإِيمَانَ وَالِاسْمَ الْأَكْبَرَ ومِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ (٧) مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ ذُرِّيَّاتِ (٨) الْأَنْبِيَاءِ عليهمالسلام ». (٩)
__________________
(١) في « ب ، ه » : ـ « به ».
(٢) النحل (١٦) : ٩١ ـ ٩٤.
(٣) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٦٨ ، ح ٦٤ ، عن زيد بن الجهم ، مع زيادة ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ، مرسلاً عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الإرشاد ، ج ١ ، ص ٤٨ الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٧٥١.
(٤) قال ابن الأثير : « القضاء ، أصله القطع والفصل. يقال : قَضَى يَقْضِي قضاءً فهو قاض ، إذا حكم وفصل ، وقضاءالشيء : إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٨ ( قضا ).
(٥) في « بر » : « الأيمان ». وفي البصائر ، ص ٤٦٨ : « الآثار ». واحتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة بمعنى الميثاقوالعهد بالولاية. واستبعده المجلسي.
(٦) في « ف » والكافي ، ح ١٤٩٠٧ ، والبصائر ، ص ٤٦٩ وتفسير العيّاشي : « لم أقطع ».
(٧) « العَقِب » : مؤخّر القدم. وعَقِبُ الرجل أيضاً : ولَده ووَلَدُ ولده. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ).
(٨) في الكافي ، ح ١٤٩٠٧ والبصائر وتفسير العيّاشي وكمال الدين : « بيوتات ».
(٩) بصائر الدرجات ، ص ٤٦٩ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب ؛ الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩٠٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٦٨ ، ح ٢ ، وكمال الدين ، ص ٢١٦ ، بسندهما عن محمّد بن الفضيل. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٦٨ ـ ٤٦٩ ، ح ١ و ٤ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرة مع زيادة في أوّله. وفي تفسير فرات ، ص ٣٩ ، ح ٥٣٠ ؛ وكفاية
٧٦٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (١) وغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛
ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ (٢) مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْصى مُوسى عليهالسلام إِلى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ (٣) ، وأَوْصى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ (٤) إِلى ولَدِ هَارُونَ ، ولَمْ يُوصِ إِلى ولَدِهِ ، ولَا إِلى ولَدِ مُوسى ؛ إِنَّ اللهَ ـ عزَّ وجَلَّ ـ لَهُ الْخِيَرَةُ ، يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ ، وبَشَّرَ مُوسى ويُوشَعُ بِالْمَسِيحِ عليهمالسلام.
فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللهُ (٥) ـ عَزَّ وجَلَّ ـ الْمَسِيحَ عليهالسلام ، قَالَ الْمَسِيحُ عليهالسلام لَهُمْ (٦) : إِنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ ولْدِ إِسْمَاعِيلَ عليهالسلام ، يَجِيءُ بِتَصْدِيقِي وتَصْدِيقِكُمْ (٧) ، وَعُذْرِي (٨) وعُذْرِكُمْ ، وجَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ فِي الْحَوَارِيِّينَ (٩) فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ.
__________________
الأثر ، ص ١٧٨ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٣١ ، عن أبي حمزة ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٨١ ، ح ٧٥٢.
(١) هكذا في « ب ، ض ، بر » وحاشية بدرالدين والوسائل والبحار ، ج ١٣ و ١٧. وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم ذيل ح ٢٥٠ و ٥٢٥.
(٢) هكذا في « ب ، ض ، بر » والوسائل والبحار ، ج ٧ و ١٣ و ١٧. وفي سائر النسخ والمطبوع : « و » بدل « عن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ] كتب محمّد بن سنان وتوسّط محمّد بن الحسين بينه وبين محمّد بن يحيى في عددٍ من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٢٨ ، الرقم ٨٨٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٠٦ ، الرقم ٦٢٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٢٠ ـ ٤١ ، ص ٤٣٢.
فعليه في السند تحويل بعطف « محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين » على « محمّد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمّد بن عيسى » ويروي عن محمّد بن سنان ، محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين معاً.
(٣) في « ب ، ه ، بح ، بف » : ـ « بن نون ».
(٤) في الوافي : ـ « بن نون ».
(٥) في « ج » : ـ « الله ».
(٦) في « ف » : ـ « لهم ».
(٧) في « بح » : « بتصديقكم ».
(٨) « العُذْر » : الحجّة ، من تعذّر بمعنى اعتذر واحتجّ لنفسه. أو البراءة من السوء ، من عَذَرتُ بمعنى مَحَوتُ الإساءة ، وطمستُها. أو مصدر بمعنى العاذِر وهو الأثر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٤٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ـ ١٩٨ ( عذر ).
(٩) « الحَواريّون » : جمع الحواري ، وهم خُلْصان المسيح عليهالسلام وأنصاره. وأصله من التحوير بمعنى التبييض.
وَإِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللهُ ـ عزَّ وجَلَّ ـ الْمُسْتَحْفَظِينَ ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الْأَكْبَرَ ، وَهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِهِ عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، يَقُولُ اللهُ عزَّ وجَلَّ : ( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ ) (١) ( وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) (٢) الْكِتَابُ : الِاسْمُ الْأَكْبَرُ ، وإِنَّمَا عُرِفَ ـ مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ ـ التَّوْرَاةُ والْإِنْجِيلُ والْفُرْقَانُ ، فِيهَا كِتَابُ نُوحٍ عليهالسلام ، وفِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وشُعَيْبٍ وإِبْرَاهِيمَ عليهمالسلام ، فَأَخْبَرَ (٣) اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) (٤) فَأَيْنَ صُحُفُ (٥) إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّمَا (٦) صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الِاسْمُ الْأَكْبَرُ ، وصُحُفُ مُوسَى الِاسْمُ الْأَكْبَرُ.
فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ حَتّى دَفَعُوهَا إِلى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَلَمَّا بَعَثَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أَسْلَمَ لَهُ الْعَقِبُ مِنَ الْمُسْتَحْفَظِينَ ، وكَذَّبَهُ (٧) بَنُو إِسْرَائِيلَ ، ودَعَا إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وجَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ.
ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ عَلَيْهِ (٨) : أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ وصِيِّكَ ، فَقَالَ : رَبِّ (٩) ، إِنَّ الْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ (١٠) ، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ ، ولَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ ، ولَايَعْرِفُونَ فَضْلَ (١١) نُبُوَّاتِ
__________________
إنّما سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا يطهّرون نفوس الناس ، أو أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كلّ عيب ، أو كانوا قصّارين يحوّرون الثياب ، أي يبيّضونها. راجع : المفردات للراغب ، ص ٢٦٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥٨ ( حور ).
(١) هكذا في القرآن والبصائر ، ص ٤٦٩. وفي النسخ والمطبوع : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ ). ولعلّ هذاتصحيف من النسّاخ ، أو خلط بين الآية ٣٨ من سورة الرعد (١٣) ؛ ( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ ) والآية ٢٥ من سورة الحديد (٥٧).
(٢) الحديد (٥٧) : ٢٥.
(٣) في حاشية « ج ، بح » : « وأخبر ».
(٤) الأعلى (٨٧) : ١٨ ـ ١٩.
(٥) « الصُحُف » : جمع الصحيفة ، وهي قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٣٤ ( صحف ).
(٦) في حاشية « ج » : « إنّ ». وفي البصائر ، ص ٤٦٩ : « أمّا ».
(٧) في « بس » : « كذّبوه ».
(٨) في « بس » : ـ « عليه ».
(٩) في « ف » : « ياربّ ».
(١٠) « الجُفاة » : جمع الجافي ؛ من الجفاء ، وهو الغلظ في العشرة ، والخرق في المعاملة ، وترك الرفق. راجع : المغرب ، ص ٨٦ ( جفا ).
(١١) في « ف » : « فضائل ».
الْأَنْبِيَاءِ ولَاشَرَفَهُمْ ، ولَايُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي ، فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) (١) ، ( وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) (٢)
فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ وصِيِّهِ ذِكْراً ، فَوَقَعَ النِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَعَلِمَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلِكَ ومَا يَقُولُونَ ، فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : يَا مُحَمَّدُ ، ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ) (٣) ، ( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) (٤) لكِنَّهُمْ (٥) يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ.
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَتَأَلَّفُهُمْ ، ويَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ ، ولَايَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ وصِيِّهِ حَتّى نَزَلَتْ هذِهِ السُّورَةُ (٦) ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أُعْلِمَ بِمَوْتِهِ ونُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ (٧) ، فَقَالَ اللهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ : ( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) (٨) يَقُولُ : فَإِذَا (٩) فَرَغْتَ فَانْصَبْ (١٠) عَلَمَكَ ، وأَعْلِنْ وصِيَّكَ ، فَأَعْلِمْهُمْ (١١) فَضْلَهُ (١٢) عَلَانِيَةً ، فَقَالَ عليهالسلام (١٣) : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللهُمَّ والِ مَنْ والَاهُ ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
__________________
(١) الحجر (١٥) : ٨٨ ؛ النحل (١٦) : ١٢٧ ؛ النمل (٢٧) : ٧٠.
(٢) الزخرف (٤٣) : ٨٩. وفي أكثر النسخ والوافي : « تعلمون ».
(٣) الحجر (١٥) : ٩٧.
(٤) الأنعام (٦) : ٣٣.
(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : « ولكنّهم ».
(٦) في « بف » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « الآية ». وقوله : « هذه السورة » ، أي سورة ألم نشرح ، بقرينة مابعده. وجملة : « فاحتجّ عليهم » معترضة. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٢٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٥.
(٧) « نُعيت إليه نفسه » ، أي اخبر بموته ؛ من النعي وهو خبر الموت. والتعدية بـ « إلى » للتأكيد. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ).
(٨) الشرح (٩٤) : ٧ ـ ٨.
(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : « إذا ».
(١٠) « فانصب » ، بفتح الصاد من النَصَب بمعنى التعب والاجتهاد ، أي اتعب نفسك في نصب وصيّك بما تسمع من المنافقين في ذلك ، ولكنّ المستفاد من هذا الحديث أنّه بكسر الصاد من النَصْب بمعنى الرفع والوضع. وهذا مخالف لما في القرآن ، فيحتمل أن يقال : لعلّه ورد بالفتح أيضاً بمعنى النَصْب وإن لم يذكر في كتب اللغة. راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٥ ـ ٢٧٦.
(١١) في « ب ، ف » : « فأعْلَمَهم » ، أي بصيغة الماضي.
(١٢) في حاشية « ج » : « فضلاً ».
(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
ثُمَّ قَالَ : لَأَبْعَثَنَّ رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ ورَسُولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللهُ ورَسُولُهُ ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ ؛ يُعَرِّضُ (١) بِمَنْ رَجَعَ ، يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ (٢) ويُجَبِّنُونَهُ.
وَقَالَ صلىاللهعليهوآلهوسلم : عَلِيٌّ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ.
وَقَالَ (٣) : عَلِيٌّ عَمُودُ الدِّينِ (٤)
وَقَالَ : هذَا هُوَ (٥) الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى الْحَقِّ بَعْدِي.
وَقَالَ : الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ.
وَقَالَ : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابَ اللهِ (٦) عَزَّ وجَلَّ ، وَأَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي ؛ أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْمَعُوا و (٧) قَدْ بَلَّغْتُ (٨) ، إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَأَسْأَلُكُمْ (٩) عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ (١٠) ، والثَّقَلَانِ كِتَابُ اللهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ وأَهْلُ بَيْتِي ، فَلَا تَسْبِقُوهُمْ (١١) ؛ فَتَهْلِكُوا ، ولَاتُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.
__________________
(١) في « ه ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني : « معرّض » ، أي هو معرّض. وفي حاشية « ج » ومرآة العقول : « معرّضاً ». وقال الخليل : « وعرّضت لفلان وبفلان ، إذا قلت قولاً وأنت تعيبه بذلك ». وقال الجوهري : « التعريض ، خلاف التصريح. يقال : عرّضت لفلان وبفلان ، إذا قلت قولاً وأنت تعنيه ». وفي الوافي : « جملة حاليّة ، يعني قال : ليس بفرّار تعريضاً بمن فرّ ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٧٥ ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٨٧ ( عرض ).
(٢) « يُجَبِّنُ أصحابه » ، أي ينسبهم إلى الجُبْن. تقول : جبّنتُهُ تجبيناً ، إذا نسبته إلى الجبن. قال المجلسي : « أي يخوّف أصحابه ويدعوهم إلى الجبن عند الحرب ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٠ ( جبن ).
(٣) في « ف ، بح » وشرح المازندراني : ـ « قال ».
(٤) وفي حاشية « بح ، بف » : « الإيمان ».
(٥) في « ف ، ه ، بف » والوافي : ـ « هو ». وفي حاشية « ج ، بر » : « هو هذا ».
(٦) في مرآة العقول : « كتاب الله ، مرفوع بتقدير : هما كتاب الله ، أو منصوب بدل تفصيل لأمرين ».
(٧) في « ف ، ه ، بف » والوافي : ـ « و ».
(٨) في « ب » : + « وقال ». وفي « بح » : « بُلِّغْتُ » مبنيّاً للمفعول. وفي مرآة العقول : « وقد بلّغت ، على صيغة المعلوم ، أي بلّغت ما يلزمني تبليغه في أهل بيتي ، أو على المجهول ، أي بلّغني جبرئيل عن الله بالوحي ».
(٩) في « ب » : « فأسأل لكم ». وفي « بح » : « أسألكم ».
(١٠) يقال لكلّ شيء خطير نفيس : ثَقَل ، فسمّاهما ثَقَلَين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٦ ( ثقل ).
(١١) في « ج » : « فلا تستبقوهم ».
فَوَقَعَتِ الْحُجَّةُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبِالْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَؤُهُ النَّاسُ ، فَلَمْ يَزَلْ (١) يُلْقِي فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالْكَلَامِ ، ويُبَيِّنُ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) وقَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ) (٣) ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٤)
فَكَانَ عَلِيٌّ عليهالسلام (٥) ، وكَانَ حَقُّهُ الْوَصِيَّةَ الَّتِي جُعِلَتْ لَهُ ، والِاسْمَ الْأَكْبَرَ ، ومِيرَاثَ الْعِلْمِ ، وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٦) ثُمَّ قَالَ : ( وَإِذَا ( الْمَوَدَّةُ ) (٧) سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (٨) يَقُولُ : أَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوَدَّةِ ـ الَّتِي أَنْزَلْتُ (٩) عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا ـ مَوَدَّةِ الْقُرْبى بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتُمُوهُمْ.
وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١٠) قَالَ : الْكِتَابُ : (١١) الذِّكْرُ ، وَأَهْلُهُ : آلُ مُحَمَّدٍ عليهمالسلام ، أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ بِسُؤَالِهِمْ ، ولَمْ يُؤْمَرُوا بِسُؤَالِ الْجُهَّالِ ، وَسَمَّى اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ الْقُرْآنَ (١٢) ذِكْراً ، فَقَالَ (١٣) تَبَارَكَ وتَعَالى : ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ
__________________
(١) في « ض » : « لم يزل ». وفي « بف » : « ولم يزل ».
(٢) الأحزاب (٣٣) : ٣٣.
(٣) الأنفال (٨) : ٤١.
(٤) الإسراء (١٧) : ٢٦.
(٥) « فكان عليّ عليهالسلام » ، أي فكان عليهالسلام ذا القربى ، على حذف الخبر بقرينة المقام. أو كان تامّة. راجع : شرحالمازندراني ، ج ٦ ، ص ١٢٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٩.
(٦) الشورى (٤٢) : ٢٣.
(٧) كذا في « ألف ، ب ، ض ، و، بح ، بف » والمطبوع وشرح المازندراني والوافي. ويقتضيه المقام. وكانت القراءةالمشهورة ( الْمَوْؤُدَةُ ) من الوأد ، وعليها ظاهر بعض النسخ. قال الفيض في الوافي : « بفتح الواو وتشديد الدال من غير همز ، ويستفاد من تأويله أنّهم عليهمالسلام هكذا كانوا يقرؤونه ».
(٨) التكوير (٨١) : ٨ و ٩. وفي البحار ، ج ٧ : + « قال ».
(٩) في « ج ، بح ، بس » والبحار ، ج ٧ : « نزلت ».
(١٠) النحل (١٦) : ٤٣ ؛ الأنبياء (٢١) : ٧.
(١١) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والوسائل. وفي المطبوع : + « [ هو ] ».
(١٢) في شرح المازندراني : « الكتاب ».
(١٣) في « ض ، ه » : + « الله ».
لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (١) وقَالَ عَزَّ وجَلَّ : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (٢)
وَقَالَ عَزَّ وجَلَّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٣) وقَالَ (٤) عَزَّ وجَلَّ : ( وَلَوْ رَدُّوهُ (٥) إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٦) فَرَدَّ الْأَمْرَ ـ أَمْرَ النَّاسِ ـ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمُ الَّذِينَ أَمَرَ (٧) بِطَاعَتِهِمْ وبِالرَّدِّ (٨) إِلَيْهِمْ.
فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام ، فَقَالَ : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) (٩) فَنَادَى النَّاسَ ؛ فَاجْتَمَعُوا ، وأَمَرَ (١٠) بِسَمُرَاتٍ (١١) ؛ فَقُمَّ (١٢) شَوْكُهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ (١٣) صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا أَيُّهَا النَّاسُ (١٤) ، مَنْ ولِيُّكُمْ وأَوْلى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟ فَقَالُوا : اللهُ ورَسُولُهُ ، فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللهُمَّ والِ مَنْ والَاهُ ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
__________________
(١) النحل (١٦) : ٤٤.
(٢) الزخرف (٤٣) : ٤٤. وفي الوسائل : ( إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ). وقال : ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) بدل « وأنزلنا إليك ـ إلى تسئلون ».
(٣) النساء (٤) : ٥٩.
(٤) في « ج » : + « الله ».
(٥) هكذا في القرآن و « ب ، ه ، بف » والوافي ومرآة العقول والوسائل. وفي أكثر النسخ والمطبوع : + « إلى الله و ». قال في المرآة : « وفي أكثر النسخ : ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول ، فيكون نقلاً بالمعنى ؛ للإشعار بأنّ الردّ إلى الرسول ردّ إلى الله ».
(٦) النساء (٤) : ٨٣.
(٧) في « ف » : « امِرَ ». وفي الوسائل : + « الله ».
(٨) في « ب » والوسائل : « والردّ ».
(٩) المائدة (٥) : ٦٧.
(١٠) في « ب » : « فأمر ».
(١١) « سَمُرات » : جمع سَمُرَة ، وهي من شجر الطَلْح ـ وهو شجر عظيم من شجر العِضاه له شوك وليس في العضاه أكثر صمغاً منه ـ وضرب من العضاه ، وهو جمع عِضاهة وعِضَةٌ وهما كلّ شجر يعظم وله شوك. وقيل : السَمُرَة من الشجر صغار الورق قصار الشوك ، وله بَرَمة صفراء يأكلها الناس ، وليس في العضاه شيء أجود خشباً من السَمُر. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ( سمر ).
(١٢) « فَقُمَّ » ، أي كُنِسَ ، من القُمامة بمعنى الكُناسة. يقال : قَمَّ البيتَ قَمّاً ـ من باب قتل ـ : كَنَسَهُ. والمراد : ازيل. راجع : المصباح المنير ، ص ٥١٦ ( قمم ) ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢.
(١٣) في « ج ، بح ، بر » : + « رسول الله ».
(١٤) في « ه ، بس ، بف » : ـ « يا أيّها الناس ».
فَوَقَعَتْ حَسَكَةُ (١) النِّفَاقِ فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ ، وقَالُوا : مَا أَنْزَلَ اللهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ هذَا عَلى مُحَمَّدٍ قَطُّ ، ومَا يُرِيدُ إِلاَّ أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ (٢) ابْنِ عَمِّهِ.
فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، أَتَتْهُ (٣) الْأَنْصَارُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا ، وشَرَّفَنَا بِكَ وبِنُزُولِكَ (٤) بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا (٥) ، فَقَدْ فَرَّحَ اللهُ (٦) صَدِيقَنَا ، وكَبَتَ (٧) عَدُوَّنَا ، وقَدْ يَأْتِيكَ وفُودٌ ، فَلَا تَجِدُ مَا تُعْطِيهِمْ ، فَيَشْمَتُ بِكَ الْعَدُوُّ (٨) ، فَنُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ ثُلُثَ أَمْوَالِنَا حَتّى إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ وفْدُ مَكَّةَ ، وجَدْتَ مَا تُعْطِيهِمْ ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلَيْهِمْ شَيْئاً ، وكَانَ يَنْتَظِرُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ رَبِّهِ ، فَنَزَلَ (٩) جَبْرَئِيلُ عليهالسلام ، وقَالَ : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١٠) ، ولَمْ يَقْبَلْ أَمْوَالَهُمْ.
فَقَالَ (١١) الْمُنَافِقُونَ : مَا أَنْزَلَ اللهُ هذَا عَلى مُحَمَّدٍ ، ومَا يُرِيدُ إِلاَّ أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ
__________________
(١) « الحَسَكَةُ » : واحدة الحَسَك ، وهي نبات تَعْلَق ثمرته بصوف الغنم ، ورَقُه كورق الرِجْلَة وأدقّ ، وعند ورَقهشوك مُلَزَّز صُلْب ذو ثلاثة شعب ، وله ثمر شربه يفتّت حَصَى الكليتين والمثانة. والحَسَك أيضاً : الحقد والعداوة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٤٠ ( حسك ).
(٢) « الضَبْعُ » : العَضُد كلّها ، أو وسطها بلحمها ، أو الإبط ، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٢ ( ضبع ).
(٣) في « ف » : « وأتته ». وفي « بح » : « وأتت ».
(٤) في « ف » : « نزولك ».
(٥) « بَيْنَ ظَهْرانَيْنا » ، المراد بها أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم. زيدت فيه ألف ونون مفتوحة للتأكيد. ومعناه : كأنّ ظهراً منّا قدّامك وظهراً منّا وراءك فأنت مكنوف من جانبيك ومن جوانبك ـ إذا قيل : بين أظْهُرِنا ـ ثمّ كثر حتّى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ( ظهر ).
(٦) في « ج » : ـ « الله ».
(٧) في « ه » : « كبّب ». وفي « ف » : « كبّ ». وظاهر الشروح : « كَبَتَ » ، من باب ضرب ، من الكَبْت بمعنى الصرف والإذلال. يقال : كَبَتَ الله العدوَّ ، أي صرفه وأذلّه ، وكَبَتَهُ لوجهه ، أي صرعه. وهو الموافق لما في اللغة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ( كبت ).
(٨) « فيشمت بك العدوّ » ، أي يفرح ببليّتك ، من الشَماتَة ، وهو الفرح ببليّة العدوّ. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ( شمت ).
(٩) في « ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « عليه ».
(١٠) الشورى (٤٢) : ٢٣.
(١١) في « ه » : « قال ».
عَمِّهِ ، ويَحْمِلَ عَلَيْنَا أَهْلَ بَيْتِهِ ، يَقُولُ أَمْسِ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، والْيَوْمَ (١) : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الْخُمُسِ ، فَقَالُوا : يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ (٢) أَمْوَالَنَا وفَيْئَنَا (٣)
ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ قَدْ قَضَيْتَ (٤) نُبُوَّتَكَ ، واسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ، فَاجْعَلِ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ ومِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِيٍّ ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتْرُكِ الْأَرْضَ إِلاَّ وَلِيَ فِيهَا عَالِمٌ تُعْرَفُ (٥) بِهِ طَاعَتِي ، وتُعْرَفُ بِهِ ولَايَتِي (٦) ، ويَكُونُ حُجَّةً لِمَنْ يُولَدُ بَيْنَ قَبْضِ النَّبِيِّ إِلى خُرُوجِ النَّبِيِّ الْآخَرِ ، قَالَ : فَأَوْصى إِلَيْهِ بِالِاسْمِ الْأَكْبَرِ ومِيرَاثِ الْعِلْمِ وَآثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ (٧) ، وأَوْصى إِلَيْهِ بِأَلْفِ كَلِمَةٍ وأَلْفِ بَابٍ ، يَفْتَحُ (٨) كُلُّ كَلِمَةٍ وكُلُّ بَابٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ وأَلْفَ بَابٍ ». (٩)
__________________
(١) في « ف » : + « قال ».
(٢) في الوافي : « نعطيهم ».
(٣) « الفَيءُ » : هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار من غير حَرْب ولا جهاد وأصل الفيء : الرجوع ، يقال : فاء يفي ، فِئَةً وفُيُوءًاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٢ ( فيأ ).
(٤) قال ابن الأثير : « القضاء ، أصله القطع والفصل. يقال : قضى يَقْضي قضاءً فهو قاض ، إذا حكم وفصل. وقضاءالشيء إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٨ ( قضا ).
(٥) في « ف ، بف » والبصائر ، ص ٤٦٩ : « يعرف ».
(٦) « الوِلاية » و « الوَلاية » ، نحوُ الدِلالة والدَلالة ، وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).
(٧) في البصائر ، ص ٤٦٩ : + « إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ».
(٨) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « تفتح ».
(٩) بصائر الدرجات ، ص ٤١ ، ح ١٩ ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، من قوله : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) إلى قوله : ( لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ؛ وفيه ، ص ٤٦٩ ، ح ٤ ، عن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، إلى قوله : « حتّى دفعوها إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم » مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير فرات ، ص ١٣٠ ، ح ١٥١ ؛ وص ٣٩٨ ، ح ٥٣٠ ؛ وص ٥٧٤ ، ح ٧٣٨ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٣٧ ، ح ٥٤ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٥٧ ، ح ١٨٦ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ، ح ٧٧٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٦ ، ح ٣٣٢١ ، من قوله : « وقال جلّ ذكره ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) إلى قوله : « الذين أمر بطاعتهم وبالردّ إليهم » ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣٨ ، وفيه من قوله : ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) إلى قوله : « بأيّ ذنب
٧٦٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وصَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَمَّرٍ الْعَطَّارِ ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ (١) : ادْعُوا لِي خَلِيلِي (٢) ، فَأَرْسَلَتَا إِلى أَبَوَيْهِمَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَعْرَضَ عَنْهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي خَلِيلِي ، فَأُرْسِلَ إِلى عَلِيٍّ عليهالسلام ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَكَبَّ عَلَيْهِ (٣) يُحَدِّثُهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ لَقِيَاهُ فَقَالَا لَهُ (٤) : مَا حَدَّثَكَ خَلِيلُكَ؟ فَقَالَ : حَدَّثَنِي أَلْفَ بَابٍ ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ ». (٥)
٧٧٠ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « عَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلِيّاً عليهالسلام أَلْفَ حَرْفٍ ، كُلُّ حَرْفٍ يَفْتَحُ
__________________
قتلتموهم » ؛ وج ١٣ ، ص ٣٦٤ ، ح ٣ ، إلى قوله : « وبشّر موسى ويوشع بالمسيح » ؛ وج ١٧ ، ص ١٤٢ ، ح ٢٩ ، إلى قوله : « ودعا إلى الله عزّ وجلّ وجاهد في سبيله ».
(١) في البصائر ، ص ٣١٤ : + « لعائشة وحفصة ».
(٢) « الخليل » : الصديق ، من الخُلَّة ، وهي الصداقة والمحبّة التي تخلّلت القلب فصارت خِلالَه ، أي في باطنه. فالخليل مَنْ خُلَّتُه كانت مقصورة على حبّ الله تعالى فليس فيها لغيره متّسع ولا شَرِكة من محابّ الدنيا والآخرة ، وهذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد ، فإنّ الطباع غالبة ، وإنّما يخصّ الله بها من يشاء من عباده. وخليل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خليل الله تعالى. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٢ ( خلل ).
(٣) « أكَبَّ عليه » ، أي أقبل ولزم. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٨ ( كبب ).
(٤) في « ه » والبصائر ، ص ٣٠٣ و ٣١٤ والخصال ، ص ٦٤٦ : ـ « له ».
(٥) بصائر الدرجات ، ص ٣٠٣ ، ح ٢ ، عن السنديّ بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمّد بن بشير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ٣٠٤ ، ح ٨ ، بسنده عن يحيى بن معمّر العطّار ؛ وفيه أيضاً ، ص ٣١٤ ، ح ٥ ، بسنده عن جعفر بن بشير ؛ الخصال ، ص ٦٤٦ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٣٢ ، بسنده عن جعفر بن بشير البجلي ، عن أبي يحيى معمّر القطّان ، عن بشير الدهّان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ٦٤٧ ، ح ٣٨ ، بسنده عن بشير الدهّان. الكافي ، كتاب الروضة ، ذيل ح ١٤٩٣٨ بسند آخر ؛ بصائر الدرجات ، ص ٣١٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن امّ سلمة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢ ، ح ٧٧٨.
أَلْفَ حَرْفٍ (١) ». (٢)
٧٧١ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ فِي ذُؤَابَةِ (٣) سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم صَحِيفَةٌ صَغِيرَةٌ ».
فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَيُّ شَيْءٍ كَانَ فِي تِلْكَ الصَّحِيفَةِ؟
قَالَ : « هِيَ الْأَحْرُفُ الَّتِي يَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ أَلْفَ حَرْفٍ ».
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « فَمَا خَرَجَ مِنْهَا (٤) حَرْفَانِ حَتَّى السَّاعَةِ ». (٥) ٧٧٢ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ (٦) سُكَّرَةَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هَلْ لِلْمَاءِ الَّذِي يُغَسَّلُ بِهِ الْمَيِّتُ حَدٌّ
__________________
(١) في « ه » + « والألف حرف ، كلّ حرف منها يفتح ألف حرف ».
(٢) بصائر الدرجات ، ص ٣٠٧ ، ح ٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٤ عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ وفي بصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٥ ؛ والخصال ، ص ٦٤٨ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٤١ ، بسندهما عن منصور بن يونس. بصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع : الكافيكتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر و ... ، ح ٦٣٧ ؛ والخصال ، ص ٦٤٨ ، نفس الباب ، ح ٤٠ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٢.
(٣) ذُؤابة كلّ شيء : أعلاه ، وذُؤابة السيف : مقبضه ، أو عِلاقة قائمه. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ( ذأب ).
(٤) في البصائر والخصال : + « إلاّ ».
(٥) بصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ؛ الخصال ، ص ٦٤٩ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٤٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى. بصائر الدرجات ، ص ٣٠٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن عليّ بن أبي حمزة ، عن حمران الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله ؛ الاختصاص ، ص ٢٨٤ ، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمران بن عليّ الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليهماالسلام ، وفيهما : « كان في ذؤابة سيف علي عليهالسلام صحيفة صغيرة ... » مع زيادة الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٣.
(٦) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و، بر ، بس ، بف » والكافي ، ج ٤٣٧٣ ، والوسائل : ـ « بن ». وقد تقدّم في الكافي ، ح ٦٤٤ ، خلوّ بعض نسخ الكتب الرجاليّة من لفظة « بن ».
مَحْدُودٌ؟
قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ لِعَلِيٍّ عليهالسلام : إِذَا أَنَا (١) مِتُّ فَاسْتَقِ (٢) سِتَّ قِرَبٍ (٣) مِنْ مَاءِ بِئْرِ غَرْسٍ (٤) ، فَغَسِّلْنِي (٥) وكَفِّنِّي وحَنِّطْنِي (٦) ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ غُسْلِي وكَفْنِي ، فَخُذْ بِجَوَامِعِ (٧) كَفَنِي ، وأَجْلِسْنِي ، ثُمَّ سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ ، فَوَ اللهِ ، لَاتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَجَبْتُكَ فِيهِ (٨) ». (٩)
٧٧٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ (١٠) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :
__________________
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل والوافي والكافي ، ح ٤٣٧٣ والتهذيب والاستبصار والبصائر ، ح ٨ و ٩. وفي المطبوع : ـ « أنا ».
(٢) في الوسائل والكافي ، ح ٤٣٧٣ والتهذيب والاستبصار ، والبصائر ، ح ٨ و ٩ : + « لي ».
(٣) قال الجوهري : « والقِرْبَة ، ما يستقى فيه الماء. والجمع في أدنى العدد : قِرَبات وقِرِبات وقِرْبات ، وللكثير : قِرَب ». الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٩ ( قرب ).
(٤) « الغَرْس » : بئر بالمدينة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ ( غرس ).
(٥) في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « فاغسلني ».
(٦) في الوسائل والكافي ، ح ٤٣٧٣ : « كفني وتحنيطي ».
(٧) في الوسائل والكافي ، ح ٤٣٧٣ ، والتهذيب والبصائر ، ح ٨ و ٩ : « بمجامع ». وفي مرآة العقول « والجوامع : جمع الجامعة ، وهي المواضع التي جمعت طرفي الثوب الملفوف على شيء ».
(٨) في « ف » : « عنه ».
(٩) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب حدّ الماء الذي يغسل به الميّت والكافور ، ح ٤٣٧٣ ، وفيه : « عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة ». بصائر الدرجات ، ص ٢٨٤ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة ؛ وفيه ، ص ٢٨٤ ، ح ٨ ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي نصر عن فضيل سكّرة ؛ التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ١٣٩٧ ؛ الاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ٦٨٨ إلى قوله : « فغسّلني وكفّني » ، وفيهما : عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة. بصائر الدرجات ، ص ٢٨٣ ، ح ٢ و ٣ ، بطرق مختلفة ، مع اختلاف يسير ؛ وفي الكافي ، كتاب الجنائز ، باب حدّ الماء الذي ... ، ح ٤٣٧٤ ؛ والتهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ١٣٩٨ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ٦٨٧ بسند آخر هكذا : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : يا عليّ إذا أنا متّ فاغسلني بسبع غرف من ماء بئر غرس » الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ، ح ٧٨١ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ ، ح ٢٨٤٦.
(١٠) في « ج ، ض » : أبي سعيد. وفي « و » وحاشية « ج » : « ابن سعيد ».
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْمَوْتُ ، دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ عليهالسلام ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِي وكَفِّنِّي ، ثُمَّ أَقْعِدْنِي وسَلْنِي (١) وَاكْتُبْ (٢) ». (٣)
٧٧٤ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ أَنَا وكَامِلٌ التَّمَّارُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ لَهُ كَامِلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَدِيثٌ رَوَاهُ فُلَانٌ؟ فَقَالَ : « اذْكُرْهُ ». فَقَالَ (٤) : حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حَدَّثَ عَلِيّاً عليهالسلام بِأَلْفِ بَابٍ يَوْمَ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) ، كُلُّ بَابٍ يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ ، فَذلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ؟ فَقَالَ : « لَقَدْ كَانَ ذلِكَ ».
__________________
والخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٢٨٢ ، ح ١ ، بسنده عن عمر بن أبي شعبة ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام. ورواه أيضاً في ص ٢٨٣ ، ح ٥ ، بالسند المذكور إلى عمر بن أبي شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
ثمّ إنّه قد روى أحمد بن عمر الحلبي ـ وهو أحمد بن عمر بن أبي شعبه ـ عن أبيه عن أبان بن تغلب في الكافي ، ح ٥٠٥٠.
وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٢٠٥ من رواية أحمد بن عمر الحلبى عن أبان بن تغلب ـ وهو نفس الخبر الذي ورد في الكافي ، ح ٥٠٥٠ ـ ففيه سقط لا محالة ؛ فإنّ أحمد بن عمر من أصحاب الرضا عليهالسلام ، وأبان بن تغلب مات في حياة أبي عبد الله عليهالسلام ، فيبعد إدراك أحمد إيّاه وأخذ الرواية عنه. راجع : رجال النجاشى ، ص ١٣ وص ٩٨ ، الرقم ٢٤٥ ؛ رجال الكشّي ، ص ٥٩٧ ، الرقم ١١١٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٤ ، الرقم ٦١. فالمحتمل في ما نحن فيه ، وقوع التصحيف في العنوان ، وكون الصواب « ابن أبي شعبة ».
(١) في البصائر : « واسألني ».
(٢) في « ف » : « فاكتب ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٢٨٢ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ... عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمر بن أبي شعبة من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ؛ وفيه ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمر بن أبي شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. وفيه أيضاً ، ص ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ، ح ٤ و ٦ و ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ، ح ٧٨٠.
(٤) في « ه » : « قال ».
(٥) في « بح » : + « فيه ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَظَهَرَ (١) ذلِكَ لِشِيعَتِكُمْ ومَوَالِيكُمْ (٢)؟ فَقَالَ : « يَا كَامِلُ ، بَابٌ أَوْ بَابَانِ ».
فَقُلْتُ (٣) لَهُ (٤) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا يُرْوى مِنْ فَضْلِكُمْ مِنْ أَلْفِ أَلْفِ بَابٍ إِلاَّ بَابٌ أَوْ بَابَانِ؟ قَالَ : فَقَالَ : « وَمَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَرْوُوا مِنْ فَضْلِنَا ، مَا تَرْوُونَ مِنْ فَضْلِنَا إِلاَّ أَلِفاً (٥) غَيْرَ مَعْطُوفَةٍ (٦) ». (٧)
٦٦ ـ بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام
٧٧٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ وعُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :
شَهِدْتُ وصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام حِينَ أَوْصى إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ عليهالسلام ، وأَشْهَدَ عَلى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ ومُحَمَّداً عليهماالسلام ، وجَمِيعَ ولْدِهِ ، ورُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ ، وأَهْلَ بَيْتِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ والسِّلَاحَ ، وقَالَ (٨) لِابْنِهِ الْحَسَنِ عليهالسلام : « يَا بُنَيَّ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ ، وأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وسِلَاحِي ، كَمَا أَوْصى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ودَفَعَ إِلَيَّ
__________________
(١) في « بر » : « ظهر ».
(٢) في « ف » : « لشيعتك ومواليك ».
(٣) في « ه » : « قال فقال ».
(٤) في « ض ، بس » : ـ « له ».
(٥) كذا في « ب ، ج ، و، بح ، بر » والمطبوع. وفسّره في حاشية « ض » وشرح المازندراني ومرآة العقول بالألف. ويقتضيها تأنيث « معطوفة » أيضاً. واحتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة وسكون اللام. وللمزيد راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٠.
(٦) في الوافي : « من فضلكم ، أي من علمكم « إلاّ ألِفاً غير معطوفة » يعني إلاّحرفاً واحداً ناقصاً ، أي أقلّ من حرف واحد. وإنّما اختار الألِف لأنّها أقلّ الحروف وأبسطها وأخفّها مؤونة ، وعدم عطفها كناية عن نقصانها ، فإنّها تكتب في رسم الخطّ الكوفي هكذا « ا » فإذا كان طرفها غير مائل كان ناقصاً ».
(٧) راجع : بصائر الدرجات ، ص ٣٠٥ ، ح ١١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ؛ والخصال ، ص ٦٤٢ ـ ٦٤٩ ، فصل ما بعد الألف ، ح ٢٢ ـ ٤١ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ، ح ٧٧٩.
(٨) في حاشية « ف » وكتاب سليم بن قيس والفقيه والتهذيب : « ثمّ قال ».
كُتُبَهُ وسِلَاحَهُ (١) ، وأَمَرَنِيأَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَالْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى (٢) ابْنِهِ الْحُسَيْنِ عليهالسلام ، فَقَالَ (٣) : « وَأَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى ابْنِكَ (٤) هذَا ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهالسلام ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : « وَأَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وأَقْرِئْهُ (٥) مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومِنِّي السَّلَامَ ». (٦)
٧٧٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ عليهالسلام : ادْنُ مِنِّي حَتّى أُسِرَّ (٧) إِلَيْكَ مَا أَسَرَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلَيَّ (٨) ، وَأَئْتَمِنَكَ عَلى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ ، فَفَعَلَ ». (٩)
٧٧٧ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ
__________________
(١) في « ه » : ـ « كتبه وسلاحه ».
(٢) في « ج » : « إلى ».
(٣) في الوافي وكتاب سليم بن قيس : + « له ».
(٤) في « ه » : + « عليّ ».
(٥) في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٤ : « اقرأه ، أمر من المجرّد ، أو من المزيد. يقال : قرأ عليه وأقرأه عليه ، إذا بلّغه ». وفي الصحاح ، ج ١ ، ص ٦٥ ( قرأ ) : « وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلامَ بمعنى ».
(٦) كتاب سليم بن قيس ، ص ٩٢٤ ، الحديث ٦٩ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ، بسنده عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي ؛ وأيضاً بسند آخر عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ، ح ٥٤٣٣ عن سليم بن قيس ؛ الغيبة للطوسي ، ص ١٩٤ ، ح ١٥٧ بسند آخر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ، ح ٧٩٠.
(٧) « اسِرُّ » ، أي افضِي. يقال : أسْرَرْتُ إلى فلان حديثاً ، أي أفضيتُ إليه في خفية. وقد يفسَّر بالإظهار ، وهذاصحيح ؛ فإنّ الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يُفْضى إليه بالسرّ ، وإن كان يقتضي إخفاءه عن غيره ، وهو من الأضداد. راجع : المفردات للراغب ، ص ٤٠٤ ( سرر ).
(٨) في « ه » : ـ « إلىّ ».
(٩) بصائر الدرجات ، ص ٣٧٧ ، ح ٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛ وفيه ، ح ١ و ٢ ، بسنده عن عبد الصمد بن بشير ، مع زيادة واختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٣.
عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَجْلَحُ وسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ودَاوُدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ (١) وَزَيْدٌ الْيَمَامِيُّ (٢) ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أَنَّ عَلِيّاً عليهالسلام حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَالْوَصِيَّةَ ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ عليهالسلام ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. (٣)
٧٧٨ / ٤. وفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ : أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَنَّ عَلِيّاً ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ والْوَصِيَّةَ ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ عليهالسلام دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ ». (٥)
٧٧٩ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَوْصى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام إِلَى الْحَسَنِ عليهالسلام ، وأَشْهَدَ عَلى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ ومُحَمَّداً عليهماالسلام ، وجَمِيعَ ولْدِهِ ، ورُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ ، وأَهْلَ بَيْتِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ والسِّلَاحَ ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ : يَا بُنَيَّ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ ، وأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وسِلَاحِي (٦) ، كَمَا أَوْصى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودَفَعَ إِلَيَّ
__________________
(١) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر وقوع التحريف في العنوان ، والصواب إمّا « داود بن يزيد » أو « داودأبو يزيد ». وداود هذا ، هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري ، أبو يزيد ، روى عن شهر بن حوشب. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٨ ، ص ٤٦٧ ، الرقم ١٧٩١.
(٢) في « ألف ، ب ، ف » والوافي : « اليماني ». والظاهر أنّ كلا العنوانين مصحّف. والصواب « زُبَيْد اليامي » ، وهو زُبَيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي ، روى عن شهر بن حوشب. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٩ ، ص ٢٨٩ ، الرقم ١٩٥٨ ؛ وج ١٢ ، ص ٥٨٠.
(٣) بصائر الدرجات ، ص ١٦٢ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٤.
(٤) السند معلّق على سابقه ، ويروى عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.
(٥) بصائر الدرجات ، ص ١٦٢ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٥.
(٦) في « ب » : « كتبه وسلاحه ».
كُتُبَهُ وسِلَاحَهُ ، وأَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهُ (١) إِلى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ ، وقَالَ : أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ (٢) هذَا ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : يَا بُنَيَّ ، و (٣) أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وأَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومِنِّي السَّلَامَ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَنْتَ ولِيُّ الْأَمْرِ وو لِيُّ الدَّمِ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ ، وإِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ (٤) مَكَانَ ضَرْبَةٍ (٥) ، ولَاتَأْثَمْ (٦) ». (٧)
٧٨٠ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ (٨) رَفَعَهُ ؛ و (٩) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، حَفَّ بِهِ (١٠) الْعُوَّادُ (١١) ، وقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْصِ ، فَقَالَ : « اثْنُوا لِي وسَادَةً (١٢) » ، ثُمَّ قَالَ : « الْحَمْدُ لِلّهِ
__________________
(١) في حاشية « بح » : « تدفعها ».
(٢) في « ه » : + « عليّ ».
(٣) في « ج ، ف ، ه » : ـ « و ».
(٤) في « ف » وحاشية « بح » : + « واحدة ».
(٥) في « بس » : + « واحدة ».
(٦) « لا تأثم » إمّا نفي ، أو نهي ، من باب المجرّد ، أو من باب التفعّل.
(٧) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ؛ الغيبة للطوسي ، ص ١٩٤ ، ح ١٥٧ ، بسنده عن عمرو بن شمر. وراجع أيضاً المصادر التي ذكرنا ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧٩١.
(٨) في « ألف ، ض ، ف » : « الحسيني ».
(٩) في السند تحويل بعطف « محمّد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه » على « الحسين بن الحسن الحسني رفعه ».
(١٠) « حفّ به » ، أي أطاف به. راجع : المصباح المنير ، ص ١٤ ( حفف ).
(١١) « العُوّاد » : جمع العائد ، من العِيادة بمعنى زيارة المريض. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٣٦ ( عود ).
(١٢) في « بر ، بف » والوافي : « الوسادة ». و « اثْنُوا لي وسادةً » ، أي رُدُّوا بعضها على بعض لنرتفع فيكون لي حسنمراىً للناس حين أجلس عليها ، أو للاتّكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس مستقلاًّ. يقال : ثَنَى الشيءَ ثَنْياً ، أي
حَقَّ (١) قَدْرِهِ (٢) مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ ، و (٣) أَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ (٤) ، ولَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ (٥) ؛ أَيُّهَا النَّاسُ ، كُلُّ امْرِىً لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ (٦) ، والْأَجَلُ (٧) مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ ، والْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ (٨) ، كَمْ أَطْرَدْتُ (٩) الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا (١٠) عَنْ مَكْنُونِ (١١) هذَا الْأَمْرِ ، فَأَبَى اللهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ إِلاَّ إِخْفَاءَهُ ، هَيْهَاتَ (١٢) عِلْمٌ مَكْنُونٌ (١٣)
أَمَّا وصِيَّتِي ، فَأَنْ لَاتُشْرِكُوا بِاللهِ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ شَيْئاً ، ومُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم فَلَا تُضَيِّعُوا (١٤)
__________________
ردّ بعضه على بعض ، وقد تَثَنّى وانثنى. و « الوسادُ » و « الوسادة » : المتّكأ والمِخَدّة ، ويثلَّث. والجمع : وسُد ، ووَسائد. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١٥ ( ثنى ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٩ ( وسد ).
(١) في « ألف ، ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : ـ « حقّ ».
(٢) قال الجوهري : « قَدرُ الله وقَدْرُه بمعنى ، وهو في الأصل مصدر ، قال الله تعالى : ( ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) [ الأنعام (٦) : ٩١ ؛ و ... ] أي ما عظّموا اللهَ حقَّ تعظيمه ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٦ ( قدر ).
(٣) في « ض ، بر ، بس » والبحار : ـ « و ».
(٤) في شرح المازندراني : « كما أحبّه ».
(٥) « انتسب » و « استنسب » ، أي ذكر نسبه. والمعنى : أي كما انتسب إلى هذه الصفات في سورة التوحيد وغيرها. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٧ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٥٥ ( نسب ).
(٦) إشارة إلى الآية ٨ من سورة الجمعة (٦٢) : ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ).
(٧) قال الخليل : « الأجَلُ : غاية الوقت في الموت. وقال ابن الأثير : « هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٦ ( أجل ).
(٨) « مُوافاتُه » ، أي إتيانه. يقال : وافيتُه موافاةً ، أي أتيتُه. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٦٧ ( وفى ).
(٩) في مرآة العقول : « اطّردت ». ونقل عن البعض : « أطْرَدَتْ » بمعنى جَرَتْ. و: « الاطّراد » : الإخراج. يقال : أطْرَدُه السلطان وطرّده ، إذا أخرجه عن بلده ، وحقيقته أنّه صيّره طَريداً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١١٨ ( طرد ).
(١٠) « أبحثها » ، أي افتّشها. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( بحث ).
(١١) في حاشية « ج » : « مخزون ».
(١٢) في حاشية « ج ، بح ، بر » : + « هيهات ». وقال ابن الأثير : « هَيْهاتَ ، هي كلمة تبعيد مبنيّة على الفتح ، وناسٌ يكسرونها. وقد تبدل الهاءُ همزةً فيقال : أيْهاتَ. ومن فتح وقف بالتاء ، ومن كسر وقف بالهاء ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩٠ ( هيه ).
(١٣) في « ب » وحاشية « بح » والوافي : + « مخزون ». وفي حاشية « ج ، بر » ونهج البلاغة ، ص ٢٧٠ : « مخزون ».
(١٤) « فلا تضيّعوا » ، أي لا تُهْمِلوا. يقال : ضيّع الشيء ، وأضاعه ، أي أهمله وأهلكه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٦ ( ضيع ).
سُنَّتَهُ (١) ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ ، وأَوْقِدُوا (٢) هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ ، وخَلَاكُمْ (٣) ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا (٤) ، حُمِّلَ (٥) كُلُّ امْرِىً (٦) مَجْهُودَهُ ، وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ ، رَبٌّ رَحِيمٌ ، وإِمَامٌ عَلِيمٌ ، وَدِينٌ قَوِيمٌ (٧)
أَنَا (٨) بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ ، والْيَوْمَ (٩) عِبْرَةٌ (١٠) لَكُمْ ، وغَداً مُفَارِقُكُمْ (١١) ، إِنْ تَثْبُتِ (١٢) __________________
(١) في الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٢ : « السنّة في الأصل الطريقة ، ثمّ خصّت بطريقة الحقّ التي وضعها الله للناس وجاءبها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ليتقرّبوا بها إلى الله عزّ وجلّ ويدخل فيها كلّ عمل شرعيّ واعتقاد حقّ ، وتقابلها البدعة ». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ( سنن ).
(٢) في الوافي : « وفي بعض النسخ : وارفدوا هذين المصباحين بالراء والفاء ، أي انصروهما ».
(٣) في « بح » : + فيه. وقال الجوهري : « وقولهم : افعل كذا وخَلاك ذمٌّ ، أي اعْذِرْتَ وسقط عنك الذمّ. واستصوبه الفيض إذا فتحت الذال. وأمّا إذا كسرت الذال فالمعنى عنده : مضى لكم ذمّة وأمان. واستبعده المجلسي. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣١ ( خلا ).
(٤) في « ب ، ض ، ف » : « لم تشرَّدوا ». وفي حاشية « بح » : « لم تنفروا ». وقوله : « ما لم تَشْرُدُوا » ، أي تنفروا. يقال : شَرَدَ البعيرُ يَشْرُدُ شُرُوداً وشِراداً ، إذا نفر وذهب في الأرض. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٧ ( شرد ).
(٥) في « بف » : « وحمّل ». اعلم أنّ في قوله : « حمّل » و « خفّف » احتمالات ثلاثاً : الأوّل : أن يكونا مجهولين من باب التفعيل ـ كما في المتن ـ وحينئذٍ قوله : « ربّ رحيم » إمّا خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أو فاعل فعل محذوف يفسّره قوله : « حمّل » ، أي حمّلهم ربّ رحيم. الثاني : أن يكونا معلومين منه ، وقوله : « ربّ رحيم » وما عطف عليه فاعلهما على سبيل التنازع ، أو الفاعل هو الضمير. الثالث : أن يكون « حمل » كضرب على المعلوم ، و « كلّ » فاعله ، و « خفّف » إمّا معلوم أو مجهول من التفعيل. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٩ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٧.
(٦) في « ب ، ض ، بر ، بس » والوافي ومرآة العقول والبحار ونهج البلاغة ، ص ٢٠٧ : + « منكم ».
(٧) « قَوِيمٌ » ، أي ثابتٌ مُقوّمٌ لُامور معاش الناس ومعادهم ، من قام بمعنى ثبت وركذ ، ومعتدلٌ مستقيمٌ لا اعوجاج فيه ولا صعوبة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٦٩١ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٣ ( قوم ).
(٨) في « ه » : « وأنا ».
(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « و [ أنا ] اليوم ».
(١٠) قال الراغب : « الاعتبار والعِبْرَة مختصّان بالحالة التي يتوصّل بها من معرفة المُشاهَد إلى ما ليس بمُشاهَد ». وقال ابن الأثير : « العِبْرَة كالموعظة ممّا يتّعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر ؛ ليستدلّ به على غيره ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٤٣ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ( عبر ).
(١١) في حاشية « ف » : « افارقكم ».
(١٢) في « ه » : « أتيت ». وفي حاشية « ج ، بر » : « ثبتت ».
الْوَطْأَةُ (١) فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ ، فَذَاكَ (٢) الْمُرَادُ ، وإِنْ تَدْحَضِ (٣) الْقَدَمُ ، فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ (٤) أَغْصَانٍ ، وذَرى (٥) رِيَاحٍ ، وتَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا (٦) ، وعَفَا (٧) فِي الْأَرْضِ مَخَطُّها (٨)
وَإِنَّمَا كُنْتُ (٩) جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً ، وسَتُعْقَبُونَ (١٠) مِنِّي جُثَّةً (١١) خَلَاءً ، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ ، وكَاظِمَةً (١٢) بَعْدَ نُطْقٍ ؛ لِيَعِظَكُمْ (١٣) هُدُوِّي (١٤) ، وخُفُوتُ (١٥)
__________________
(١) « الوَطْأَةُ » : موضع القدم ، من الوَطْء وهو في الأصل الدَوْسُ بالقدم ؛ يعني إن برئت وسلمت من الموت. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٩٧ ( وطأ ).
(٢) في حاشية « ب ، ج » : « فذلك ».
(٣) « تَدْحَضُ » ، أي تَزْلُقُ وتزلّ ولم تثبت. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٥ ( دحض ).
(٤) « الأفياء » : جمع الفيء ، وأصله : الرجوع ، ومنه قيل للظلّ الذي يكون بعد الزوال فيءٌ ؛ لأنّه يرجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٢ ( فيأ ).
(٥) في شرح المازندراني : « وذَرَى الرياح ـ بالفتح ـ : كَنَفُها ومَهَبُّها. يقال : أنا في ذَرى فلان ، أي في كنفه. وذُرَىالرياح ـ بالضمّ ـ : اسم لما ذَرَتْهُ الريح وأطارته ، ولا يمكن إرادته هنا إلاّبتكلّف ». وراجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥ ( ذرا ).
(٦) « مُتلفّقها » ، إمّا بكسر الفاء بمعنى ما انضمّ واجتمع. يقال : لَفَقَ الثوب يَلْفِقُهُ لَفْقاً ، أي ضمّ شقّة إلى اخرى فخاطهما ، فتلفّق ، أي انضمّ. أو بفتح الفاء مصدر ميمي بمعنى الانضمام والاجتماع. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٩ ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٠ ( لفق ).
(٧) « عَفا » ، أي درس وانمحى ولم يبق له أثر. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٧٦ ( عفا ).
(٨) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ه ، و، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار ونهج البلاغة ، ص ٢٠٧ ، و « المخطّ » : ما يحدث في الأرض من الخطّ الفاصل بين الظلّ والنور كما في المرآة. وفي المطبوع والوافي : « محطّها ».
(٩) في « ه » : + « في الأرض ».
(١٠) « سَتُعْقَبُون » ، أي تُورَثُون. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٧ ( عقب ).
(١١) في « ه » : + « في الأرض ».
(١٢) « كاظِمَةً » ، أي ساكتة. والكُظُوم احتباس النَفَس ، ويعبَّر به عن السكوت. راجع : المفردات للراغب ، ص ٧١٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٢٠ ( كظم ).
(١٣) في مرآة العقول : « ليعظكم ، بكسر اللام والنصب كما ضبط في أكثر نسخ النهج ، ويحتمل الجزم ؛ لكونه أمراً ، وفتح اللام والرفع أيضاً ».
(١٤) « هُدُوِّي » ، أي سُكُوني. يقال : هَدَأَ هَدْءاً ، وهُدُوءاً ، أي سكن. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٨٢ ( هدأ ).
(١٥) « الخُفُوت » : السكون. قال الجوهري : « خَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً : سكن ، ولهذا قيل للميّت : خَفَتَ ، إذا انقطع