رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

الشيخ محمّد تقي التستري

رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

المؤلف:

الشيخ محمّد تقي التستري


المحقق: مؤسّسة النشر الإسلامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٢٣

وقال أيضا مصعب الزبيري : ولدت أمّ كلثوم لعمر زيدا ورقيّة (١) فتزوّجها بعد عمر محمّد بن جعفر فمات عنها فتزوّجها عون بن جعفر فمات عنها ، فتزوّجها عبد الله بن جعفر فمات عنها ... الخ. ومثله ابن قتيبة ، إلاّ أنّه قال : ماتت عند عون بن جعفر بعد محمّد بن جعفر (٢).

وتزوّج عمر بها (٣) وإن دلّت عليه أخبار العامّة والخاصّة ، إلاّ أنّه كان جبرا.

وأمّا أولاد الحسن عليه‌السلام

فقال المفيد : خمسة عشر : زيد وأمّ الحسن وأمّ الحسين من أمّ بشر. والحسن المثنّى من خولة. والحسين الأثرم وطلحة وفاطمة من أمّ إسحاق. والقاسم وعبد الله وعمرو من أمّ ولد. وعبد الرحمن من أمّ ولد. وأمّ عبد الله وفاطمة وأمّ سلمة ورقيّة لامّهات شتّى ، انتهى (٤).

قلت : قد ذكر في مقتولي الطفّ « أبا بكر بن الحسن » من أمّ « القاسم » وهنا بدّله بعمرو بن الحسن ، فلعلّ الأصل واحد عبّر هنا بالاسم وثمّة بالكنية ، إلاّ أنّ السروي جعلهما اثنين ، وقال : إنّ عمرا من أمّ « القاسم » وأبا بكر من أمّ إسحاق بنت طلحة (٥). لكن الظاهر وهمه ، فصرّح أبو الفرج بأنّ أبا بكر امّه أمّ ولد (٦) وأبو بكر وعمرو هنا نظير أبي بكر ومحمّد في أولاد أمير المؤمنين عليه‌السلام في الاختلاف في الاتّحاد والتعدّد ، وقد عرفت أنّ المفيد جعل عبد الله وعمرا من أمّ « القاسم » وجعل أبو الفرج عبد الله من بنت الشليل البجلي ، وابن قتيبة عمرا من الثقفيّة. وتقدّم قول المفيد : إنّ الحسين الأثرم من أمّ إسحاق ، وجعله ابن قتيبة من أمّ ولد.

وكيف كان ، فلا ريب أنّ « القاسم » من أمّ ولد. والظاهر أنّ ما اشتهر من أنّ امّه

__________________

(١) نسب قريش : ٣٤٩ ، ولم نجد باقي ما نسبه إليه فيه.

(٢) المعارف : ١٢٢.

(٣) أي بامّ كلثوم عليها‌السلام.

(٤) الإرشاد : ١٩٤.

(٥) المناقب ٤ : ٢٩.

(٦) مقاتل الطالبيّين : ٥٧.

٨١

« أمّ فروة » محرّف « أمّ ولد ».

هذا ، ونقل سبط ابن الجوزي عن الواقدي وهشام في ولده عليه‌السلام اثني عشر ذكرا : عليّين أكبر وأصغر ، وحسنا ، وحسينا ، وعقيلا ، وإسماعيل ، وأحمد ، وزيد ، وقاسما ، وعبد الله ، وجعفر ، وعبد الرحمن. وثلاث بنات : فاطمة ، وسكينة ، وأمّ الحسن (١).

وعن كاتب الواقدي ستّة عشر ذكرا وخمس بنات ، أسقط « سكينة » وزاد أمّ الخير ، وأمّ سلمة ، وأمّ عبد الله. كما زاد في البنين : محمّدين أكبر وأصغر ، ويعقوبا ، وأبا بكر ، وحمزة (٢).

قلت : يعارض ما نقله من المسمّى بأحمد ما نقله ابن النديم في خليل النحوي : أنّ أباه أوّل من سمّي بأحمد في الإسلام (٣).

وفي نسب قريش مصعب الزبيري : ولدت أمّ كلثوم بنت الفضل بن عبّاس للحسن عليه‌السلام محمّدا وجعفرا وحمزة وفاطمة ، درجوا (٤).

هذا ، ومن الغريب! ما في الكتاب المعروف بدلائل الطبري : من أنّه كانت له عليه‌السلام بنت واحدة اسمها « أمّ الحسن » (٥) مع أنّك عرفت أنّ المفيد عدّهنّ سبعا ، مع أنّ « أمّ عبد الله » أمّ الباقر عليه‌السلام ممّا لا ريب فيه.

هذا ، وقد قالوا : إنّه عليه‌السلام أعقب من زيد والحسن المثنّى (٦). وأعقب المثنّى من أربعة : المثلّث وعبد الله المحض ، وإبراهيم ، وداود (٧).

وأمّا أولاد الحسين عليه‌السلام

فقال المفيد : ستّة : السجّاد عليه‌السلام من شاهزنان ، والمقتول من ليلى ، وجعفر المتوفّى في حياته عليه‌السلام من قضاعيّة ، وعبد الله المذبوح بسهم في حجره من

__________________

(١) راجع تذكرة الخواصّ : ٢١٤ ، والموجود فيها : قال الواقدي وهشام : كان له خمسة عشر ذكرا وثمان بنات.

(٢) راجع المصدر السابق.

(٣) الفهرست : ٤٨.

(٤) نسب قريش : ٢٨.

(٥) دلائل الإمامة : ٦٣.

(٦) مطالب السئول : ٢٤٤.

(٧) لم نقف على مأخذه ، وفي عمدة الطالب ( ص ١٠١ ) : أعقب من خمسة رجال ( المذكورين ، وجعفر ).

٨٢

الرباب ، وسكينة من الرباب أيضا ، وفاطمة من أمّ إسحاق (١). ونقل عن ابن طلحة وابن الخشّاب إضافة بنتين اخريين : فاطمة وزينب ، وابنين آخرين : محمّد وعليّ (٢).

وأثبت أبو حنيفة الدينوري وأعثم الكوفي ابنا له عليه‌السلام مسمّى بعمر ، فقال الأوّل ـ بعد ذكر وقعة الطفّ وتعداد من قتل ـ : لم يبق من أهل بيته إلاّ ابناه : عليّ الأصغر وقد كان راهق وإلاّ عمر وقد كان بلغ أربع سنين ، وقال يزيد ذات يوم لعمر بن الحسين : هل تصارع ابني هذا؟ ـ يعني خالدا وكان من أقرانه ـ فقال : بل أعطني سيفا وأعطه سيفا حتّى اقاتله فتنظر أيّنا أصبر ، فضمّه يزيد إليه وقال : شنشنة أعرفها من أخزم ، هل تلد الحيّة إلاّ حيّة (٣)! ومثله الثاني إلاّ أنّه قال : كان لعمر سبع سنين.

وإنّما أعقب عليه‌السلام من السجّاد عليه‌السلام.

وأمّا أولاد السجّاد عليه‌السلام

فقال المفيد : عشر : الباقر عليه‌السلام من أمّ عبد الله. وعبد الله الباهر والحسن والحسين من أمّ ولد. وزيد وعمر من أمّ ولد. ومحمّد الأصغر من أمّ ولد. وفاطمة وعليّة وأمّ كلثوم من أمّ ولد (٤).

وعن طبقات ابن سعد : أنّه زاد حسينا أصغر وسليمانا وقاسما وعليّا في بنيه. ومليكة وخديجة وأمّ الحسن وأمّ البنين في بناته (٥).

ومن الغريب! أنّ ابن الخشّاب والكتاب المعروف بدلائل الطبري أنكرا أن تكون له بنت رأسا (٦) مع أنّ النجاشي في فهرسته روى لعليّة بنته عليه‌السلام كتابا ، وقال :

__________________

(١) الإرشاد : ٢٥٣.

(٢) نقله عنهما الإربلي ، لكن نقل عن الثاني ثلاث بنات ، راجع كشف الغمّة ٢ : ٣٩.

(٣) الأخبار الطوال : ٢٥٩ و ٢٦١ ، ولا يوجد عندنا تاريخ أعثم الكوفي.

(٤) قال المفيد : خمسة عشر ولدا ، راجع الإرشاد : ٢٦١.

(٥) الطبقات الكبرى ٥ : ٢١١.

(٦) دلائل الإمامة : ٨١ ، ونقل عن ابن الخشّاب في كشف الغمّة ٢ : ١٠٥.

٨٣

رواه محمّد بن عبد الله عن رجاء بن جميل ، عن أبيه ، عن زرارة ، عنها (١). وأمّ كلثوم ابنته عليه‌السلام كانت تحت داود بن الحسن المثنّى ، وبواسطتها يصير عليّ بن طاوس الحسني حسينيّا أيضا ، فإنّها كانت جدّته.

وأعقب عليه‌السلام من الباقر عليه‌السلام والباهر وزيد وعليّ وعمر والحسين ، رواه الخصال عن الرضا عليه‌السلام بلفظ : أنّ أسباط الحسن ستّة وأسباط الحسين ستّة كأسباط بني إسرائيل الاثني عشر (٢).

وأمّا أولاد الباقر عليه‌السلام

فقال المفيد : سبعة : الصادق عليه‌السلام وعبد الله من أمّ فروة. وإبراهيم وعبيد الله من أمّ حكيم درجا في حياته عليه‌السلام. وعليّ وزينب لأمّ ولد. وأمّ سلمة لأمّ ولد (٣).

ومثله الزبيري في أنسابه (٤).

وأمّا أولاد الصادق عليه‌السلام

فقال المفيد : عشرة : الكاظم عليه‌السلام وإسحاق ومحمّد لأمّ ولد. وإسماعيل وعبد الله الأفطح وأمّ فروة من فاطمة بنت الحسين الأصغر ( وهو ابن السجّاد عليه‌السلام ) وفي الكشف : بنت الحسين الأثرم (٥) ( وهو ابن المجتبى عليه‌السلام ) قال (٦) : وعليّ العريضي لأمّ ولد. والعبّاس لأمّ ولد. وأسماء لأمّ ولد. وفاطمة لأمّ ولد (٧).

وزاد الزبيري : فاطمة الكبرى وبريهة من أمّ الكاظم عليه‌السلام. وقال : كانت فاطمة عند محمّد بن إبراهيم الإمام فتوفّيت ، فخلف على بريهة فماتت قبل أن يدخل بها (٨).

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٠٤ ، الرقم ٨٣٢.

(٢) كتاب الخصال : ٤٦٦.

(٣) الإرشاد : ٢٧٠.

(٤) نسب قريش : ٦٣.

(٥) كشف الغمّة ٢ : ١٦١.

(٦) نسب قريش : ٥١.

(٧) الإرشاد : ٢٨٤.

(٨) لم نعثر عليه في نسب قريش.

٨٤

وأمّا أولاد الكاظم عليه‌السلام

فقال المفيد : سبعة وثلاثون :

ثمانية عشر ابنا : الرضا عليه‌السلام لأمّ ولد. وإسماعيل وجعفر وهارون والحسن لأمّ ولد. وأحمد ومحمّد وحمزة لأمّ ولد. وعبد الله وعبيد الله وزيد وإسحاق وسليمان والفضل والحسين وإبراهيم والقاسم والعبّاس لامّهات أولاد. وسبع عشرة بنتا : فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى ورقيّة ورقيّة الصغرى وحكيمة وأمّ أبيها وأمّ كلثوم وأمّ سلمة وأمّ جعفر ولبانة وعليّة وآمنة وحسنة وبريهة وعائشة وزينب وخديجة (١).

وقال ابن الخشّاب : عشرون ابنا ، زائدا فيهم عمرا وعقيلا ، وثماني عشرة بنتا (٢).

وقال صاحب عمدة الطالب : له ستّون ولدا ، ثلاث وعشرون ابنا. سبعة وثلاثون بنتا.

درج من بنيه خمسة لم يعقبوا بغير خلاف ، وهم عبد الرحمن وعقيل والقاسم ويحيى وداود.

ومنهم ثلاثة لهم اناث وليس لأحد منهم ذكر ، وهم سليمان والفضل وأحمد.

ومنهم خمسة في أعقابهم خلاف ، وهم الحسين وإبراهيم الأكبر وهارون وزيد والحسن.

ومنهم عشرة أعقبوا بغير خلاف ، وهم عليّ وإبراهيم الأصغر والعبّاس وإسماعيل ومحمّد وإسحاق وحمزة وعبد الله وعبيد الله وجعفر ؛ فكذا قال شيخنا أبو نصر البخاري (٣).

وقال النقيب تاج الدين : أعقب موسى الكاظم عليه‌السلام من ثلاثة عشر رجال ، أربعة منهم مكثرون ، وهم عليّ الرضا وإبراهيم المرتضى ومحمّد العابد وجعفر. وأربعة متوسّطون ، وهم زيد النار وعبد الله وعبيد الله. وخمسة مقلّون ، وهم العبّاس

__________________

(١) الإرشاد : ٣٠٢.

(٢) عنه في كشف الغمّة ٢ : ٢٣٧.

(٣) عمدة الطالب : ١٩٧.

٨٥

وهارون وإسحاق وإسماعيل والحسن. وقد كان الحسين بن الكاظم عليه‌السلام أعقب في قول شيخنا أبي الحسن العمري ثمّ انقرض (١).

وفي فرق النوبختي : كان الرضا عليه‌السلام أكبر ولد موسى عليه‌السلام وهم ثمانية عشر ذكرا ، وخمس عشرة بنتا لامّهات أولاد (٢).

وفي الطبري : وفي سنة ٢٣١ ماتت أمّ أبيها بنت موسى اخت عليّ الرضا (٣).

وأمّا أولاد الرضا عليه‌السلام

فقال المفيد : ولم يترك ولدا نعلمه إلاّ ابنه الإمام عليه‌السلام (٤).

وقال في المناقب وأعلام الورى : وله الجواد عليه‌السلام لا غير (٥).

قلت : بل له بنت أيضا مسمّاة « فاطمة » فقد روى العيون في باب أخباره المجموعة بإسناده عنها ، عن أبيها عليه‌السلام (٦).

ولا ينافي ما ذكرناه ما رواه المسعودي في إثباته والحميري في دلائله : عن حنان بن سدير ، قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : أيكون إمام ليس له عقب؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام أما إنّه لا يولد لي إلاّ واحد ، ولكن الله ينشئ منه ذرّيّة كثيرة (٧).

وما رواه الأوّل بإسناده عن كلثم بن عمران ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : أنت تحبّ الصبيان فادع الله أن يرزقك ولدا ، فقال : إنّما ارزق ولدا واحدا ، وهو يرثني ... (٨) الخبر.

وما رواه أيضا عن محمّد بن عيسى الأشعري قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام ارتفع الشكّ ، ما لأبي ولد غيري (٩).

لأنّ المراد بالولد فيهما الذكر الّذي يحتمل إمامته وخلفيّته.

__________________

(١) حكاه عن تاج الدين ، في عمدة الطالب : ١٩٧.

(٢) فرق الشيعة : ٨٧.

(٣) تاريخ الطبري ٩ : ١٤٥.

(٤) الإرشاد : ٣١٦.

(٥) المناقب ٤ : ٣٦٧ ، إعلام الورى : ٣٢٩.

(٦) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : الباب ٣١ ، ح ٣٢٨.

(٧) إثبات الوصيّة : ١٨٥ ، ١٨٣ ، ١٩١.

(٨) إثبات الوصيّة : ١٨٥ ، ١٨٣ ، ١٩١.

(٩) إثبات الوصيّة : ١٨٥ ، ١٨٣ ، ١٩١.

٨٦

وأمّا قول ابن طلحة وابن الخشّاب والأخضر : له خمسة بنين : الجواد والحسن والحسين وجعفر وإبراهيم ، وبنتا واحدة : عائشة (١) ، فغلط ، لردّ الأخبار الثلاثة وأقوال الثلاثة لهم.

وأمّا السادات الرضويّة : فأولاد موسى المبرقع ابن الجواد عليه‌السلام كما صرّح به في تاريخ قم (٢).

وكان الرضا عليه‌السلام لاشتهاره في عصر المأمون بولاية العهد ينسب جميع ولده عليه‌السلام إليه عليه‌السلام حتّى أنّ العامّة كانوا يقولون لكلّ من الجواد والهادي والعسكري عليهم‌السلام أيضا : « ابن الرضا ».

وأمّا قول صاحب العدد : له ولدان : محمّد وموسى (٣) وإن أمكن استناده إلى خبر القرب عن البزنطي ، قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام بالقادسيّة ( إلى أن قال ) وقد سألتك منذ سنين ـ وليس لك ولد ـ عن الإمامة فيمن يكون بعدك؟ فقلت في ولدي ، وقد وهب الله لك ابنين ، فأيّهما عندك بمنزلتك الّتي كانت لك عند أبيك؟ ...

الخبر (٤) إلاّ أنّ الترجيح لتلك الأقوال وتلك الأخبار المتعدّدة.

وأمّا أولاد الجواد عليه‌السلام

فأبناؤه : عليّ الهادي عليه‌السلام وموسى المبرقع.

وأمّا بناته : فقال المفيد : فاطمة وامامة (٥).

وفي المناقب وإعلام الورى : حكيمة وخديجة وأمّ كلثوم (٦).

وعن تاريخ قم : زينب وأمّ محمّد وميمونة ، وقال : دفنّ في قم عند فاطمة بنت الكاظم عليه‌السلام وقال : إنّهن نزلن قم عند أخيهم موسى أوّل من نزل قم من الرضويّة (٧).

__________________

(١) مطالب السئول : ٣٠٢ ، ونقله عن ابن الخشّاب والأخضر كشف الغمّة ٢ : ٢٦٧ و ٢٨٤.

(٢) تاريخ قم : ٢١٥.

(٣) العدد القويّة ، عنها في البحار ٤٩ : ٢٢٢.

(٤) قرب الإسناد : ٣٧٦.

(٥) الإرشاد : ٣٢٧. إعلام الورى : ٣٨٠.

(٦) المناقب ٤ : ٣٨٠ ، إعلام الورى : ٣٣٨.

(٧) تاريخ قم : ٢١٤ ـ ٢١٦.

٨٧

قلت : أمّا حكيمة : فالأخبار بوجودها ورواية تولّد الصاحب عليه‌السلام عنها مستفيضة (١).

وأمّا خديجة : فوردت الرواية أيضا في تولّد الحجّة عليه‌السلام عنها في إثبات المسعودي وغيبة الشيخ (٢).

وأمّا أولاد الهادي عليه‌السلام

فأبناؤه أربعة : الحسن الإمام والحسين ومحمّد ، وجعفر المعروف بالكذّاب. وله بنت واحدة : عليّة.

وقال في الملل والنحل : له فاطمة ، ونقل أنّ فرقة قالوا بإمامتها مع أخيها جعفر (٣).

وأمّا أولاد العسكري عليه‌السلام

فصرّح المفيد وغيره بأنّه لم يخلف غير الحجّة (٤) بل هو إجماع الشيعة.

ولكن روى الإكمال في باب من رآه عليه‌السلام عن إبراهيم بن مهزيار ـ في خبر طويل ـ قال لي وأيم الله! إنّي لأعرف الضوء بجبين محمّد وموسى ابني الحسن بن عليّ ، ثمّ إنّي لرسولهما إليك قاصدا لإتيانك أمرهما ، فإن احببت لقاءهما والاكتحال بالتبرّك بهما ، فارتحل معي إلى الطائف ( إلى أن قال ) فدخل فسلّم عليهما وأعلمهما بمكاني ، فخرج إليّ أحدهما وهو الأكبر سنّا محمّد بن الحسن صلّى الله عليه ( إلى أن قال ) ثمّ نسب نفسه وأخاه موسى ، واعتزل في ناحية ... الخبر (٥).

وروى بعده بفاصلة حديث سعد خبرا آخر عن عليّ بن مهزيار ، وفيه : أتعرف الصريحين؟ قلت : نعم ، قال : ومن هما؟ قلت : محمّد وموسى ... الخ (٦) والخبران موضوعان وآثار الوضع عليهما عيان. ورواه الغيبة بتفصيلهما عن عليّ بن إبراهيم ابن مهزيار دون ذكر أخ له (٧).

__________________

(١) البحار ٥١ : ٢.

(٢) إثبات الوصيّة : ٢٣٠ ، الغيبة للشيخ : ١٣٨.

(٣) الملل والنحل ١ : ١٧٠.

(٤) الإرشاد : ٣٤٥.

(٥) كمال الدين : ٤٤٦ الباب ٤٣ ح ١٩.

(٦) كمال الدين : ٤٦٧ ، الباب ٤٣ ، ح ٢٣.

(٧) الغيبة للشيخ : ١٥٩.

٨٨

وقول المفيد : « لم يخلف غير الحجّة » ولا يمنع من وجود ابن آخر له عليه‌السلام مات قبله. ويدلّ عليه ما قال المسعودي في إثباته : حدّثني الثقة من إخواننا عن إبراهيم بن إدريس ، قال : وجّه إليّ أبو محمّد عليه‌السلام بكبشين وقال : عقّهما عن ابني فلان ( إلى أن قال ) ثمّ لقيته بعد ذلك فقال : إنّ المولود الّذي ولد مات. ثمّ وجّه إليّ بكبشين بعد ذلك وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، عقّ هذين الكبشين عن مولاك وكلّ هناك الله وأطعم إخوانك. ففعلت ولقيته بعد ذلك ، فما ذكر لي شيئا (١).

وأمّا الحجّة عليه‌السلام

فلم يتعرّض القدماء أنّ له ولدا فعلا. وأصرّ النوري على ذلك (٢) استنادا إلى حديث مدائن أبناء له (٣) وحديث البحر الأبيض ، والجزيرة الخضراء. وهما خبران مجعولان ليس أثر منهما في كلام المعصومين ، ولا في كلمات المتقدّمين ، وإنّما قال بهما بعض من كان حسن الاعتقاد كابن طاوس والمجلسي من المتأخّرين ، واستنادا إلى ما رواه في الغيبة « ولا يطّلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره » (٤) وهو خبر محرّف ، وصحيحه ما رواه النعماني « من وليّ ولا غيره » (٥). وقوله : « إنّ النعماني رواه مثله » وهم.

هذا ، وأمّا وجود الولد له عليه‌السلام بعد ظهوره ، ووجود الخلف له بعد وفاته ، فالأخبار والأقوال فيه مختلفة.

أمّا الأخبار : فروى في الغيبة في أخبار الأئمّة الاثني عشر باسناده عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خبرا فيهم عليهم‌السلام وفيه بعد ذكر العسكري عليه‌السلام : فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد ، فذلك اثنا عشر إماما. ثمّ يكون من بعده اثنا عشر مهديّا فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أوّل المؤمنين ، له ثلاثة أسامي : اسم كاسمي واسم أبي ، وهو

__________________

(١) إثبات الوصيّة : ٢٢١.

(٢) انظر نجم ثاقب ( فارسيّة ) : ٢٦٠ باب ٧.

(٣) كذا قرأناها ، وكتابتها في الأصل غير واضحة.

(٤) الغيبة للشيخ : ١٠٢.

(٥) الغيبة للنعماني : ١١٤.

٨٩

« عبد الله » و « أحمد » والاسم الثالث « المهدي » هو أوّل المؤمنين (١).

وروى في آخر أخبار من رآه عليه‌السلام صلوات ، وفيه : « اللهمّ أعطه في نفسه وذرّيّته ( إلى أن قال ) وصلّ على وليّك وولاة عهدك والأئمّة من ولده » (٢). وعن دعوات التلّعكبريّ : « السلام على ولاة عهده والأئمّة » (٣).

وفي خبر كتاب عمل شهر رمضان لابن أبي قرّة ـ على نقل ابن طاوس ـ : « وتجعله وذرّيّته فيها الأئمّة الوارثين » (٤).

ويعارضها ما رواه المسعودي في إثباته عن عليّ بن أبي حمزة في دخوله مع ابن أبي السّراج وابن أبي سعيد على الرضا عليه‌السلام ( إلى أن قال ) فقال له ابن أبي حمزة : فإنّا روينا أنّ الإمام لا يمضي حتّى يرى عقبه ، فقال له الرضا عليه‌السلام : « أما رويتم في هذا الحديث بعينه إلاّ القائم؟ » قالوا : لا ، قال الرضا عليه‌السلام : « بلى قدر رويتموه وأنتم لا تدرون لم قيل ولا ما معناه » قال ابن أبي حمزة : إنّ هذا لفي الحديث ... (٥) الخبر.

وما رواه الشيخ في غيبته في عنوان « ردّ من زعم أنّ الأمر قد اشتبه عليه فلا يدري هل لأبي محمّد عليه‌السلام ولد أمّ لا؟ » عن الحميري ، عن عليّ بن سليمان بن رشيد ، عن الحسن بن عليّ الخزّار ، قال : دخل عليّ بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فقال له : أنت إمام؟ قال : نعم ، فقال له : إنّي سمعت جدّك جعفر بن محمّد عليه‌السلام يقول : لا يكون الإمام إلاّ وله عقب ، فقال : أنسيت يا شيخ أم تناسيت؟ ليس هكذا ، قال جعفر عليه‌السلام : إنّما قال لا يكون إمام إلاّ وله عقب ، إلاّ الإمام الّذي يخرج عليه الحسين بن عليّ عليه‌السلام فإنّه لا عقب له ، فقال له : صدقت جعلت فداك! هكذا سمعت جدّك يقول (٦).

__________________

(١) الغيبة للشيخ : ٩٧.

(٢) الغيبة للشيخ : ٩٧.

(٣) نقله في البحار عن كتاب عتيق ، وفيه : « السلام على ولاة عهده وعلى الأئمّة من ولده » بحار الأنوار ٩٩ : ٢٢٨.

(٤) لم نعثر عليه في إقبال ابن طاوس.

(٥) إثبات الوصيّة : ١٧٥.

(٦) الغيبة للشيخ : ١٣٤.

٩٠

ورواه في الكتاب المعروف بدلائل الطبري (١). ونقل عن غيبة الفضل أيضا (٢). وأمّا الأقوال : فقال المفيد في إرشاده : وليس بعد دولة القائم عليه‌السلام لأحد دولة ، إلاّ ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك ولم يرو به على القطع والثبات. وأكثر الروايات أنّه لن يمضي مهديّ الامة إلاّ قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء (٣). والله أعلم بما يكون.

وقال النعماني ـ بعد ذكر أخبار الاثني عشر من طريق العامّة ـ وفي قوله في آخر الحديث : « ثمّ الهرج » أدلّ دليل على ما جاءت به الروايات متّصلة من وقوع الهرج بعد مضيّ القائم خمسين سنة ... الخ (٤).

وقال الشيخ في غيبته : فأمّا من قال : إنّ للخلف ولدا وأنّ الأئمّة ثلاثة عشر ، فقولهم يفسد بما دلّلنا عليه من أنّ الأئمّة اثنا عشر ، فهذا القول يجب اطراحه ... إلخ (٥). وكلامه محتمل لنفي ولد رأسا ، ونفي ولد لا يكون إماما.

__________________

(١) دلائل الإمامة : ٢٣١.

(٢) لم نقف عليه.

(٣) الإرشاد : ٣٦٦ ، وفيه : الهرج وعلامات خروج الأموات ...

(٤) الغيبة للنعماني : ٦٤.

(٥) الغيبة للشيخ : ١٣٧.

٩١

فصل

في ممدوحي أولادهم عليهم السلام ولو بالواسطة

والممدوحون من ولد أمير المؤمنين عليه‌السلام

العبّاس وإخوته المقتولون بالطفّ :

قال أبو الفرج : كان العبّاس رجلا وسيما يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان الأرض ، وكان يقال له : قمر بني هاشم. وروى عن الصادق عليه‌السلام أنّ الحسين عليه‌السلام عبّأ أصحابه فأعطاه رايته. وعن الباقر عليه‌السلام أنّ زيد بن رقاد الجهني وحكيم بن الطفيل قتلاه. قال : وفيه يقول الكميت :

وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو

شفاء النفوس من الأسقام

قتل الأدعياء إذ قتلوه

أكرم الشاربين صوب الغمام (١)

وروى الصدوق عن السجّاد عليه‌السلام قال رحم الله العبّاس! فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه ، فأبدله الله عزّ وجلّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب ، وإنّ للعبّاس عند الله تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة (٢).

وروى أبو الفرج عن الباقر عليه‌السلام : أنّ جعفر بن عليّ عليه‌السلام قتله خولى بن يزيد

__________________

(١) مقاتل الطالبيّين : ٥٥ ـ ٥٦.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٧٤ المجلس السبعون ، ح ١٠.

٩٢

وروى عن عليّ بن إبراهيم : أنّه قتل وهو ابن تسع عشرة سنة.

وروى عن الضحّاك : أنّ هانئ الحضرمي قتل عبد الله. وعن عليّ بن إبراهيم أنّه قتل وهو ابن خمس وعشرين سنة.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه سمّى عثمان ابنه باسم أخيه عثمان بن مظعون.

وعن الضحّاك أنّ خوليا رماه ورجلا دارميّا أخذ رأسه. وعن عليّ بن إبراهيم أنّه كان ابن سبع عشرة سنة (١).

ومنهم أبو بكر بن عليّ ، وروى عن الصادق عليه‌السلام (٢) أنّ رجلا من همدان قتله.

ومحمّد الأصغر بناء على قول أبي الفرج من كونه غير أبي بكر ، كما تقدّم وروى عن المدائني أن أبان بن دارم قتله (٣).

ومن غير المقتولين :

محمّد الأكبر ابن الحنفيّة فقد أقرّ للسجّاد عليه‌السلام بالإمامة لمّا حاكمه إلى الحجر (٤) وغمضه الباقر عليه‌السلام وغسّله ودفنه (٥).

وروى ابن أبي الحديد بإسناده ، قال : خطب ابن الزبير فنال من عليّ عليه‌السلام فبلغ ذلك محمّد بن الحنفيّة فجاء إليه وهو يخطب ، فوضع له كرسيّ فقطع عليه خطبته وقال : يا معشر العرب شاهت الوجوه! أينتقص عليّ عليه‌السلام وأنتم حضور؟ إنّ عليّا عليه‌السلام كان يد الله على أعدائه ، وصاعقة من الله أرسله على الكافرين به والجاحدين لحقّه ، فقتلهم بكفرهم ، فشنئوه وأبغضوه وأضمروا له الشنف والحسد وابن عمّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد حيّ لم يمت فلما نقله الله إلى جواره وأحبّ له ما عنده أظهرت له رجال أحقادها وشفت أضغانها ، فمنهم من ابتزّ حقّه ... الخ (٦).

وروى الكافي خبرا في منع عائشة دفن الحسن عليه‌السلام وفيه : ثمّ تكلّم محمّد بن الحنفيّة وقال : يا عائشة يوما على بغل ويوما على جمل! فما تملكين نفسك ،

__________________

(١) في المقاتل : ابن إحدى وعشرين سنة.

(٢) بل رواه عن الباقر عليه‌السلام.

(٣) مقاتل الطالبيّين : ٥٤ و ٥٥ و ٥٦.

(٤) كشف الغمّة ٢ : ١١١.

(٥) لم نعثر عليه.

(٦) شرح نهج البلاغة ٤ : ٦٢.

٩٣

ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم! قال : فأقبلت عليه وقالت : يا ابن الحنفيّة هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك ، فقال لها الحسين عليه‌السلام وأنت تبعدين محمّدا من الفواطم! فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم ، وفاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت زائدة بن الأصمّ ... إلخ (١).

وعدّ المناقب من رجال السجّاد عليه‌السلام ابناه : إبراهيم والحسن (٢).

وفي ولد العبّاس جمع ممدوحون :

فمنهم ابنه عبيد الله ، فعن الزبير بن بكّار : أنّه كان من العلماء (٣).

وعبيد الله بن عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس ، أبو عليّ ، فعن ابن الجوزيّ : أنّه كان عالما فاضلا جوادا ، طاف الدنيا وجمع كتبا تسمّى « الجعفريّة » فيها فقه أهل البيت عليهم‌السلام قدم بغداد فأقام بها وحدّث ، ثمّ سافر إلى مصر فتوفّي بها سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة (٤). وقال الخطيب : وكان يمتنع من التحديث ، ثمّ حدّث وكتبت عنه عن البغداديّين ، وكانت عنده كتب تسمّى « الجعفريّة » فيها فقه على مذهب الشيعة ... إلخ (٥).

والعبّاس بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس ، فعن الخطيب : كان فاضلا شاعرا فصيحا وله إخوة علماء فضلاء : محمّد وعبيد الله والفضل وحمزة ... إلخ (٦).

وعليّ بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس ، وثّقه النجاشي وقال : روى نسخة عن الكاظم عليه‌السلام (٧).

وابنه (٨) محمّد بن عليّ بن حمزة ، قال النجاشي أيضا : إنّه ثقة عين في الحديث صحيح الاعتقاد ، له رواية عن أبي الحسن وأبي محمّد عليهما‌السلام وأيضا له مكاتبة (٩).

__________________

(١) الكافي ١ : ٣٠٣.

(٢) المناقب ٤ : ١٧٦.

(٣) لم نعثر عليه.

(٤) تذكرة الخواص : ٥٥.

(٥) تاريخ بغداد ١٠ : ٣٤٦ ، الرقم ٥٤٨٥.

(٦) تاريخ بغداد ١٢ : ١٢٦ ، الرقم ٦٥٨١.

(٧) رجال النجاشيّ : ٢٧٢.

(٨) يعني ابن عليّ بن حمزة المذكور سابقا.

(٩) رجال النجاشي : ٣٤٧ ، وفيه بدل « وأيضا له مكاتبة » : واتّصال مكاتبة.

٩٤

قلت : وتقدّم أيضا قول النجاشي : في داره حصلت أمّ الصاحب عليه‌السلام بعد وفاة أبيه (١).

قلت : وله كتاب « مقاتل الطالبيّين » وعلى حذوه جرى أبو الفرج في مقاتله ، ومنه أخذ. وروى عنه الفضل بن شاذان (٢).

وابن ابن ابنه حمزة بن القاسم بن عليّ بن حمزة ، قال النجاشي : ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث ، له كتاب « من روى عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام » من الرجال وهو كتاب حسن.

وعليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة ، روى أبو الفرج عنه عن عمّه محمّد بن عليّ بن حمزة (٣).

وروى النعماني في غيبته عن البندنيجي ، عن عبيد الله بن موسى العلوي العبّاسي (٤). والظاهر إماميّته.

وفيهم جمع مجهولون :

منهم طاهر بن محمّد بن حمزة ، ذكر أبو الفرج خروجه في أيّام المهتدي مع عليّ بن زيد إلى الناجم بالبصرة (٥).

ومحمّد بن عبد الله بن محمّد بن القاسم بن حمزة ، قال في أيّام المعتضد : انّه اخذ في أيّام عليّ بن محمّد صاحب البصرة ، فحبس ومات في خلافته (٦).

ومحمّد بن حمزة بن عبيد الله بن العباس بن عبيد الله بن العباس ، ذكره في أيّام المكتفي ، وقال : استغوى طغج جماعة من الرجّالة ، فكبسوه وهو في بستان له ، فقطعوه بالسكاكين (٧).

ونقل عن محمّد بن عليّ بن حمزة فيمن قتل ولم يذكر تاريخه : داود بن

__________________

(١) رجال النجاشي ٣٤٧ ، الرقم ٩٣٨.

(٢) لم نعثر عليه.

(٣) مقاتل الطالبيّين : ٣٧٥.

(٤) الغيبة للنعماني : ٣٥.

(٥) ذكر خروج « محمّد بن القاسم بن حمزة » مع عليّ بن زيد ، راجع مقاتل الطالبيّين : ٤٣٦.

(٦) مقاتل الطالبيّين : ٤٤٥.

(٧) مقاتل الطالبيّين : ٤٤٨.

٩٥

عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس قتله إدريس بن موسى بن عبد الله بن موسى بنسع (١).

وممدوحوا ولد الحسن عليه‌السلام

الثلاثة المقتولون بالطفّ : القاسم وأبو بكر وعبد الله :

قال أبو الفرج في الثاني : في حديث عمرو بن شمر عن جابر عن الباقر عليه‌السلام : أنّ عقبة الغنوي قتله وإيّاه عنى سليمان بن قتّة بقوله :

وعند غني قطرة من دمائنا

وفي أسد اخرى تعدّ وتذكر (٢)

وروى في الثالث عن الباقر عليه‌السلام : أنّ حرملة بن كاهل الأسدي قتله (٣).

قلت : الظاهر أنّ صدر بيت سليمان إشارة إلى الثاني وعجزه إلى الثالث.

والحسين الأثرم قال المفيد : كان له فضل (٤).

وطلحة بن الحسن : قال المفيد : كان جوادا (٥).

وأمّ عبد الله : وقد تقدّم في باب امّهاتهم خبر عن الصادق عليه‌السلام : أنّها كانت صدّيقة لم تدرك في آل الحسن عليه‌السلام مثلها ، وخبر عن الباقر عليه‌السلام في كرامة لها (٦).

ومن ممدوحيهم بالواسطة :

الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن ، صاحب فخّ.

فروى الكافي عن الكاظم عليه‌السلام أنّه قال له حين ودّعه : يا ابن عمّ إنّك مقتول فأجدّ الضراب ، فإنّ القوم فسّاق (٧).

__________________

(١) مقاتل الطالبيّين : ٤٥٤ وفيه بدل « بنسع » بيتبع.

(٢) مقاتل الطالبيّين : ٥٧.

(٣) مقاتل الطالبيّين : ٥٨.

(٤) الإرشاد : ١٩٧.

(٥) الإرشاد : ١٩٧.

(٦) تقدّم في ص ٥٧.

(٧) الكافي ١ : ٣٦٦.

٩٦

وروى أبو الفرج خبرا عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخبرا عن الصادق عليه‌السلام في مدحه (١).

وروى عنه أنّه قال حين خرج على الهادي : أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد (٢).

وروى عن الكاظم عليه‌السلام أنّه قال : مضى والله مسلما صالحا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله (٣).

وجعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن عليه‌السلام أبو عبد الله.

قال النجاشي : كان وجها في الطالبيّين متقدّما ، كان ثقة في أصحابنا ، وسمع وأكثر وعمّر وعلا إسناده ... إلخ (٤).

وعبد العظيم بن عبد الله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه‌السلام له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام روى النجاشي والصاحب بن عبّاد عن أحمد البرقي قصّته وعبادته (٥). وروى ثواب الأعمال وكامل الزيارة بإسنادهما عن الهادي عليه‌السلام أنّه قال لرجل رازيّ : لو زرت قبر عبد العظيم كنت كمن زار الحسين بن عليّ عليه‌السلام (٦).

وممدوحوا ولد الحسين عليه‌السلام

عليّ المقتول بالطفّ ، وهو الأكبر على الأشهر ، كما عرفت في مولد السجّاد عليه‌السلام ويكفي في جلالته ما في زيارة صفوان الجمّال عن الصادق عليه‌السلام فيه « السلام عليك يا وليّ الله وابن وليه ... الخ » (٧). وهو أوّل قتيل من أهل البيت عليه‌السلام كما صرّح به المفيد والطبري والدينوري والأصبهاني (٨) ورواه الأخير عن الصادق عليه‌السلام وورد في الناحية (٩).

__________________

(١) مقاتل الطالبيّين : ٢٩٠.

(٢) مقاتل الطالبيّين : ٢٩٩.

(٣) مقاتل الطالبيّين : ٣٠٢.

(٤) رجال النجاشيّ : ١٢٢.

(٥) رجال النجاشي : ٢٤٧ ، رسالة صاحب بن عبّاد ، المنقولة في خاتمة مستدرك الوسائل ٤ : ٤٠٤.

(٦) ثواب الأعمال : ١٢٤ ، كامل الزيارات : ٣٢٤.

(٧) مصباح المتهجّد : ٦٦٦.

(٨) الإرشاد : ٢٣٨ ، تاريخ الطبري ٥ : ٤٤٦ ، الأخبار الطوال : ٢٥٦ ، مقاتل الطالبيّين : ٥٢ ، ولم نقف على روايته عن الصادق عليه‌السلام.

(٩) البحار ١٠١ : ٢٦٩.

٩٧

كما أنّ أخاه عبد الله الرضيع آخر قتيل ، قال في الاحتجاج : قيل : لمّا بقي فريدا ليس معه إلاّ ابنه عليّ زين العابدين وابن آخر في الرضاع اسمه عبد الله تقدّم عليه‌السلام إلى باب الخيمة ، فقال : ناولوني ذلك الطفل اودّعه ، فناولوه الصبيّ فجعل يقبّله وهو يقول : يا بنيّ! ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا بسهم قد أقبل حتّى وقع في لبة الصبيّ ، فنزل الحسين عليه‌السلام عن فرسه وحفر للصبي بجفن سيفه وزمّله ودفنه ، ثمّ وثب قائما وهو يقول : كفر القوم وقدما رغبوا من ثواب الله ربّ الثقلين ... الخ (١).

وروى أبو الفرج بإسناده عن حميد ، قال : دعا به الحسين عليه‌السلام فأقعده في حجره ، فرماه عقبة بن بشر فذبحه وعن موزع عمن شهد ( إلى أن قال ) فجعل يأخذ الدم من نحر لبّته فيرمي به إلى السماء فما رجع منه شيء ، ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل (٢).

وقال المفيد : ثمّ جلس أمام الفسطاط فاتي بابنه عبد الله وهو طفل ، فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد بسهم ... الخ (٣).

وما اشتهر : من أخذه إلى المعركة والاستقاء له لم يوجد في كتاب معتبر ، وإنّما هو في كتاب افتري على أبي مخنف (٤).

وممدحوا ولد السجّاد عليه‌السلام

زيد ، وقد عقد العيون له بابا فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام فيه ، وروى عن أبي عبدون قال : لمّا حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون ، وكان خرج إلى البصرة وأحرق دور ولد العبّاس وهب المأمون جرمه لا لأخيه الرضا عليه‌السلام وقال : يا أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقتل ، ولو لا مكانك منّي لقتلته فليس ما أتاه بصغير ، فقال له الرضا عليه‌السلام : لا تقس أخي زيدا إلى

__________________

(١) الاحتجاج : ٣٠٠.

(٢) مقاتل الطالبيّين : ٥٩.

(٣) الإرشاد : ٢٤٠.

(٤) مقتل أبي مخنف : ١٣٠.

٩٨

زيد بن عليّ ، فإنّه كان من علماء آل محمّد ، غضب لله عزّ وجلّ فجاهد أعداءه حتّى قتل في سبيله ، ولقد حدّثني موسى بن جعفر عليه‌السلام أنّه سمع أباه يقول : رحم الله عمي زيدا ، إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، ولقد استشارني في خروجه فقلت له : يا عمّ إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك ، فلمّا ولي قال جعفر بن محمد عليه‌السلام : ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه ... الخبر (١).

ثمّ قال الصدوق لزيد بن عليّ فضائل كثيرة عن غير الرضا عليه‌السلام أحببت إيراد بعضها على أثر هذا الحديث ، ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الإماميّة فيه. ثمّ روى أخبارا كثيرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والباقر والصادق عليهما‌السلام في مدحه.

وقال المفيد في مسارّه وأحزانه : أوّل يوم من شهر صفر سنة إحدى وعشرين ومائة كان مقتل زيد ، وهو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمّد عليهم‌السلام (٢).

قلت : وقد ورد أيضا فيه أخبار قادحة (٣) إلاّ أنّ أخبار مدحه متواترة ، وأخبار قدحه شاذّة نادرة.

وعبد الله ، على قول المفيد ، فقال : كان فاضلا فقيها يلي صدقات الرسول وأمير المؤمنين عليهما‌السلام (٤).

إلاّ أنّ الراوندي قال : روى أبو بصير عن الباقر عليه‌السلام أنّ أباه قال له : واعلم أنّ عبد الله أخاك يدعو الناس إلى نفسه ، فامنعه فإن أبى فإنّ عمره قصير ... الخ (٥).

ويمكن أن يكون خلطا بعبد الله بن جعفر أي الأفطح.

وعمر ، قال المفيد : كان فاضلا جليلا ورعا سخيّا يلي صدقاتهما عليهما‌السلام وروى أنّه كان يشترط على من ابتاع صدقات عليّ عليه‌السلام أن يثلم في الحائط كذا وكذا ثلمة ولا يمنع من دخله أن يأكل منه.

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٤٨ ، الباب ٢٥ ، ح ١.

(٢) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٦.

(٣) راجع الكشّي : ٢٣٢ ، الرقم ، ٤٢٠ ، و ٤١٦ الرقم ، ٧٨٨ ، و ١٥٣ ، الرقم ، ٢٤٨.

(٤) الإرشاد : ٢٦٧.

(٥) الخرائج ١ : ٢٦٤.

٩٩

والحسين : قال المفيد : كان فاضلا ورعا ، روى حديثا كثيرا عن أبيه وأخيه وعمّته فاطمة.

وتقدّم عن النجاشي رواية محمّد بن عبد الله عن رجاء بن جميل عن زرارة عن عليّة بنته عليه‌السلام (١) كتابا.

ومن ممدوحيهم بالواسطة :

عليّ بن عبد الله بن الحسين بن عليّ عليه‌السلام. روى الكشّي بإسناده عن سليمان ابن جعفر عن الرضا عليه‌السلام في خبر سليمان : أنّ عليّ بن عبد الله وامرأته وولده من أهل الجنّة ، يا سليمان إنّ ولد عليّ وفاطمة عليهما‌السلام إذا عرّفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس (٢).

وعبيد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ ، روى الخطيب عن التنوخي : أنّ بعض الخلفاء أراد قتله فجعلت زبية له هناك وسيّر عليها وهو لا يعلم ، فوقع فيها وهيل عليه التراب حيّا ، وشهر قبره بقبر النذور ، ما يكاد ينذر له نذر إلاّ صحّ ، وسمع ذلك عضد الدولة فما اعتقد حتّى جرّبه (٣).

والحسن بن حمزة بن عليّ بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ عليه‌السلام أبو محمّد الطبري المرعشي ، قال النجاشي : كان من أجلاّء هذه الطائفة وفقهائها ، قدم بغداد ولقيه شيوخنا في سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة (٤). وقال الشيخ : كان فاضلا ديّنا عارفا فقيها زاهدا ورعا كثير المحاسن ، روى عنه التلّعكبريّ (٥).

وعبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ عليه‌السلام (٦)

__________________

(١) يعني بنت السجّاد عليه‌السلام.

(٢) الكشّي : ٥٩٣ ، الرقم ، ١١٠٩. وفيه علي بن عبيد الله.

(٣) تاريخ بغداد : ١ : ١٢٣.

(٤) رجال النجاشيّ : ٦٤ ، الرقم ١٥٠.

(٥) راجع الفهرست : ١٣٥ ، الرقم ، ١٩٥. والرجال : ٤٢٣ ، الرقم ، ٦٠٨٧.

(٦) أي السجّاد عليه‌السلام.

١٠٠