تراثنا ـ العدد [ 123 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 123 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٠٢

٤ ـ التفاعل الثقافي بين البحرين والحواضر العلمية :

تتضمّن كتب الإجازات معلومات دقيقة تتيح للقاري معرفة مراكز العلم في البلاد الإسلامية وحركة تنقّل الأفراد من بلدان مختلفة ، كمدن إيران الكبرى : (بهبهان ، شيراز ، إصفهان ، بوشهر). والعراق : (بغداد ، النجف ، الحلّة ، كربلاء ، سامرّاء) وجبل عامل وشبه القارّة الهندية.

٥ ـ إيضاح أوجه النشاط العلمي والثقافي لعلماء البحرين :

ويدخل ضمن هذا النشاط العلمي والثقافي لعلماء البحرين : التدريس ، وتصنيف المؤلّفات ، والترجمة ، والمراسلات العلمية ، والإجابة على الأسئلة والخطابة والإفتاء والهجرة العلمية وغير ذلك من مظاهر الحياة الثقافية التي كان يمارسها العلماء في السابق ونجد لها ذكراً مطوّلاً وتفصيلات مهمّة في أدب الإجازات عند علماء البحرين.

ونلاحظ اهتماماً يُبديه الشيخ السماهيجي بالمسلك الأخباري فصنّف المترجمين إلى أصولي مجتهد وأخباري محدّث في الأغلب ، وتعرّض استطراداً لبعض نظرات الأصوليّين وردّ عليها ، إلاّ أنّه مع ذلك أنصف العلماء المجتهدين ومدحهم وإن خالفهم في طريقتهم وآرائهم كمخالفته لبعض آراء الأخباريّين ومسالكهم ، وبهذا يتّضح مدى التزام الشيخ السماهيجي بالنقد الموضوعي الهادف البعيد عن أساليب التجريح والنيل الشخصي الذي نعثر عليها عند غيره من العلماء المتقدّمين.

٤١

وينقل الشيخ يوسف البحراني في ترجمة الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (والد الشيخ البهائي) قصّة مجيئه إلى البحرين فيقول : « ... ولمّا سمع علماء البحرين بقدومه وكان لهم مجمع يجتمعون فيه للدرس ويحضره الفضلاء منهم في مسجد من مساجد قرية جدحفص(١) علموا أنّ الشيخ لابدّ أن يحضره بعد قدومه في هذا المجمع ، وكان من جملة فضلاء البحرين الشيخ داود بن أبي شافيز ، وكانت له يد طولى في علم الجدل .. واتّفق أنّه سمع بذلك المجمع فحضر ذات يوم في ذلك الوقت فيهم من هو في مرتبته قدس‌سره واتّفق البحث كما هي العادة الجارية بين العلماء في جميع الأصقاع بابتدار الشيخ داود لمنازعته الشيخ المذكور والبحث معه مع أنّه لا نسبة له إليه في ذلك فلمّا انقضى المجلس ومضى الشيخ قدس‌سره كتب هذين البيتين :

أناس في أموال قد تصدّوا

لمحو العلم واشتغلوا بلم لم

إن باحثتهم لم تلق منهم

سوى حرفين لم لم لا نسلم

وعندما يتطرّق إلى الشيخ راشد بن إبراهيم البحراني يقول : «هذا الشيخ فقيهاً أديباً متكلّماً لغويّاً ديّناً قرأ على مشائخ العراق وأقام به مدّة»(٢).

٦. فهرست مصنّفات علماء البحرين :

إن الإجازات الصادرة عن العلماء تتضمّن معلومات تاريخية قيّمة حول

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٦.

(٢) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ٢١٦.

٤٢

أدوار العلماء ونشاطاتهم العلمية ، وتخصّصاتهم العقيدية ، وجهودهم في آثارهم العملية ، وآرائهم ونظريّاتهم وإبداعاتهم ومؤلّفاتهم ، وما إلى ذلك من أبعاد حياتهم ومعارفهم ، سواء في ذلك المشايخ المجيزين ، أم الرواة المجازين ، وفي كلّ الطبقات والقرون.

يبذل الشيخ المجيز جهداً كبيراً في سبيل الحصول على مصنّفات السلف الصالح من شيوخه ، فيذكر في ترجمة الشيخ كلّ ما عثر عليه من عناوين مصنّفاته ، وكثيراً ما يضيف أبواب الكتاب بالتفصيل كما فعل الشيخ السماهيجي في الإجازة عندما تحدّث عن كتاب العلاّمة المجلسي بحار الأنوار(١) وهذه ظاهرة بارزة في أدب الإجازات تحكي عن حميّة علمائنا وتحمّسهم لخدمة العلم ، فالشيخ النجاشي أحمد بن عليّ (ت ٤٥٠ هـ / ١٠٥٨م) يذكر في كتابه المعروف بـ : رجال النجاشي نحو أربعة آلاف مصنّفاً من كتب المترجم لهم ، معترفاً بالقصور في عدم بلوغ الغاية في ذلك ، فبجهده هذا قد أبطل زعم كلّ من يدّعي إنّ الشيعة لا تراث لهم(٢).

وقد تضمّنت إجازة الشيخ السماهجي نحو (٦٤٧) مصنّفاً لأعلام الإمامية ، منها (١٩٤) مصنّفاً لعلماء البحرين. وكثيراً ما يكتفي الشيخ السماهيجي بالقول : «له كتب إلاّ أنّي لم أقف على شيء منها»(٣).

__________________

(١) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ٩١ ـ ٩٢.

(٢) مشيخة النجاشي : ٤٤.

(٣) أنظر على سبيل المثال : ١٩٣ ، ٢٢١ ، ٢٣١.

٤٣

وعندما ينتهي الشيخ السماهيجي من ذكر مشايخ الشيخ محمود المعني (ت ١١٣٠هـ / ١٧١٨م) يقول : «وليس لهؤلاء المشايخ شيء من التصنيف»(١). وحين يترجم للشيخ حسن بن عليّ بن داود يذكر له ثلاثة مصنّفات لكنّه يشير إلى ثناء الشهيد الثاني على سائر مصنّفاته ، ويذكر أنّها نحواً من ثلاثين مصنّفاً(٢). وحين يقف عند الشيخ الحسن بن يوسف المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦هـ / ١٣٢٦م) يقول : «وقد ملأ الآفاق بتصنيفه ، وعطّر الأكوان بتأليفه ، ومصنّفاته أكثر من أن تحصر ، وأجلّ من أن تقصر ، وقد ذكر أكثرها في خلاصة الرجال»(٣).

وحين يقف عند شخصية الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ / ١٠٦٨م) المعروف بـ : (شيخ الطائفة) يسرد بعض مصنّفاته ويعلّق تعليقات نقدية على منهجه في التصنيف ، ثمّ يقول : «وله كتب عديدة ، ذكرها في فهرسته»(٤). كما يشير إلى أنّ مؤلّفات الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٣هـ / ١٠٢٢م) تبلغ نحو مائتي مصنّف كباراً وصغاراً مذكورة في الفهارس(٥). ويذكر أنّ للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه

__________________

(١) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ١١١.

(٢) المصدر نفسه : ١٨١.

(٣) المصدر نفسه : ١٨٣.

(٤) المصدر نفسه : ٢٠٥.

(٥) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ٢٣٠.

٤٤

(ت٣٨١هـ / ٩٩١م) ثلاثمائة مصنّف(١) يسمّي منها كتاباً واحداً فقط.

كما يبذل الشيخ المجيز جهده في سبيل التثبّت من نسبة المصنّفات إلى مصنّفيها الحقيقيّين ما أمكنه ذلك ، ومثال ذلك ما فعله الشيخ السماهيجي عندما يقف عند كتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة ضمن حديثه عن مصنّفات الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني (كان حيّاً ٦٨٧هـ / ١٢٨٨م) فيقول : «لم يثبت ، وإنّما هو كتاب البدع المحدثة للشيخ أبي القاسم عليّ بن أحمد الكوفي»(٢). كما ويثبّت نسبة كتاب الإحتجاج للشيخ أحمد بن عليّ الطبرسي مشيراً إلى أنّ ابن شهراشوب ذكره في كتابه معالم العلماء : «وقد غفل جماعة من أصحابنا في نسبة الكتاب إلى أبي عليّ الطبرسي منهم محمّد أمين الإسترآبادي وقبله صاحب رسالة مشايخ الشيعة وقبله محمّد بن أبي جمهور الأحسائي في عوالي اللئالي وغيرهم»(٣). وهكذا نرى أنّ الشيخ السماهيجي بذل جهداً كبيراً في تضمين إجازته للعديد من المصنّفات والكتب ونسبتها لأصحابها ملتزماً نهجاً موضوعيّاً دقيقاً.

٧ ـ تحديد مراقد العلماء ورجال الفكر :

نلاحظ ذلك في الإجازة في أكثر من موضع ، كتحديده قبر الشيخ ميثم

__________________

(١) المصدر نفسه: ٢٥٥.

(٢) المصدر نفسه : ١٩٤.

(٣) المصدر نفسه : ٢٣٥.

٤٥

ابن عليّ بن ميثم البحرانيَّين يقول : «وقبر الشيخ ميثم معروف الآن مزاراً للخاصّ والعامّ بقرية الغريفة من قرى الماحوز من البحرين ، المحمية عن الشين ، وقبر جدّه ميثم في مقبرة الدونج من قرى الماحوز ، وهي أكبر قراها وأشهرها ، ومن أطلق عليها اسم الماحوز وباقي قراها لا تعرف إلا بأسمائها المختصّة بها كالغريفة وهرتي ، ويذكر بعض المشايخ أنّ قبر الشيخ المذكور المشهور في نواحي العراق ، وهو غير مشهور»(١). والشيخ كمال الدين عليّ ابن سليمان البحراني : «وقبره في سترة من قرى البحرين»(٢) وكذلك قبر الشيخ كمال الدين بن سعادة البحراني(٣). وقبر الشيخ الطوسي حيث يقول : «توفّي في المشهد الغروي على مشرّفه السلام ، ودفن في داره»(٤). وقبر الشيخ راشد بن إبراهيم البحراني حيث يقول : «وقبره في جزيرة النبي صالح في أوال حرست من الوبال في الدار الجنوبية المقابلة للشمال من حضرة النبي صالح»(٥) وقبر الشيخ داود بن حسن الجزائري البحراني(٦). وغيرهم.

٨ ـ ضبط التواريخ والتثبّت من الوقائع التاريخية :

تعطينا الإجازات ثروة تاريخية بالإمكان توظيف معطياتها في التثبّت من

__________________

(١) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ١٩٤.

(٢) المصدر نفسه : ١٩٩.

(٣) المصدر نفسه : ٢٠١.

(٤) المصدر نفسه : ٢٠٥.

(٥) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ٢١٦.

(٦) المصدر نفسه : ٢٣٣.

٤٦

الحوادث التاريخية والسياسية والاجتماعية والأنشطة الثقافية للعلماء ، وذلك من خلال المقارنة والتحليل والربط بين كمّ المعلومات الذي توفّرها الإجازات العلمية.

٩ ـ إبراز مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية :

لا تقتصر المعلومات الثاوية في الإجازات على معلومات ذات طبيعة دينية أو ثقافية وأدبية فحسب ، بل تتجاوزه إلى إعطاء الكثير من المعلومات التي ترتبط بالأحداث والوقائع السياسية التي جرت أو تجري في وطن المجيز (الشيخ المانح للإجازة).

فعندما يتحدّث السيّد نعمة الله الجزائري في إجازته الكبيرة عن الشيخ السماهيجي يذكر أنّه اطّلع على كتاب النفحة العنبرية في جوابات المسائل التسترية في مدينة تستر ـ وهو أوّل كتاب من مؤلّفات السماهيجي يطّلع عليه ـ قائلاً : «فشوّقني ذلك إلى الهجرة إليه ببهبهان فلم يأذن لي والدي بسبب اختلاف الدروب وثوران الفتن والحروب ، وهي السنة التي استولى فيها الأفغان على عراق العجم سنة خمس وثلاثين ...»(١).

وحين يتحدّث عن وفاة الشيخ محمّد بن مسعود الماحوزي (ت ١١٠٥ هـ/ ١٦٩٤م) يعلّق السماهيجي قائلاً : «وهو عام جلوس الملك الأعظم سلطان

__________________

(١) نعمة الله الجزائري : الإجازة الكبيرة : ٢٠٥.

٤٧

عصرنا اليوم الشاه سلطان حسين بن الشاه سليمان خلّد الله ملكه ..»(١).

وفي ختام الإجازة يقول : «وقد وافق الفراغ من تنميق هذه الإجازة مع تشويش البال ، وتقلقل الأحوال ، ومقاسات الخطوب والأهوال ، ومصادمة الحروب والقتال ، ومعاناة الشخوص والإنتقال في بلدة بهبهان في عصر الإثنين الثالث والعشرين من شهر صفر ... سنة ثمان وعشرين والمائة بعد الألف»(٢).

١٠ ـ توثيق أسماء النسّاخين ونشاطاتهم العلمية :

تشكّل الإجازة في واحدة من وجوهها سجلاًّ وثائقيّاً يتضمّن الكثير من الأسماء التي يتمّ الإشارة إليها ضمناً في سياق الحديث عن المشايخ المنتظمين في سلسلة السند المتّصل بالأئمّة عليهم‌السلام ، ومن هؤلاء الذين يتمّ الإشارة إلى أسمائهم ونشاطهم الثقافي طبقة علمية كان لها دور ثقافي كبير جدّاً في الحضارة الإسلامية على مرّ التاريخ ، ألا وهي طبقة النسّاخين ، نسّاخي الكتب أو الورّاقين.

ولأهمّية وخطر مهمّة النسّاخين برز لدى العلماء المتقدّمين ظاهرة (إجازة المخطوط) وهي تعني : «توثيق نسخة المخطوط المجازة ، بمعنى أنّها بعد اختبارها بالإقراء أو السماع تعدّ سليمة ومطابقة لحقيقة مضامين الكتاب

__________________

(١) السماهيجي : الإجازة الكبيرة : ١١٥.

(٢) المصدر نفسه : ٢٧٧.

٤٨

معنىً ومبنىً كما وضعها وأرادها المؤلّف»(١) ؛ وهي بالطبع مأخوذة من إجازة الرواية التي تعني الإذن برواية الحديث لوثاقة المجاز.

١١ ـ حفظ الكثير من النصوص التراثية الضائعة :

حفظت لنا كتب الإجازة العلمية العديد من النصوص التراثية الضائعة ، وكثير من أسماء الكتب التي حفظتها كتب الفهارس والإجازات والتي منيت بالضياع ، ولكن لحسن الحظّ فإنّ عدداً من متون بعض هذه الكتب نجت بفعل الاستنساخ ورواج النسخ الخطّية ، فكتاب السلافة البهية في الترجمة الميثمية(٢) للشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي (ت ١١٢١هـ / ١٧٠٩م) وهو كتاب في أحوال الشيخ كمال الدين ميثم البحراني (ت ٦٧٩ هـ / ١٢٨٠م) ذكرها المحدّث البحراني في إجازته لؤلؤة البحرين وأوردها بتمامها في الجزء الأوّل من كشكوله عن نسخة خطّ المؤلّف نفسه.

الخاتمة :

بيّنّا من خلال الصفحات التالية أنّ أدب الإجازة قد احتلّ عند فقهاء الإسلام مكانة كبيرة ، وذلك في إطار عنايتهم البالغة بالسنّة النبوية الشريفة

__________________

(١) أصول تحقيق التراث : ١٢٨.

(٢) ذكر الماحوزي في أوّلها أنّه سأله البعض أن يكتب ترجمة الشيخ ميثم على ما في (مجالس المؤمنين) ؛ فترجمه بما فيه مع زيادات فوائد أخر وفرغ منه في ٢٧ جمادى الأوّل ١١٠٤هـ (٣ فبراير / شباط ١٦٩٣م). انظر: الذريعة ١٢/٢١١ ـ ٢١٢.

٤٩

وخدمة علومها. وقد حرص علماء البحرين منذ قرون مضت على الاهتمام بهذا اللون من النشاط العلمي وصرفوا له الوقت واستفرغوا الجهد وتكبّدوا عناء السفر الطويل في سبيل الإستجازة وطلب العلم وأخذ الرخصة برواية الحديث ، بما أسهم في مراكمة تراث هائل من أدب الإجازات الروائية ظلّ يمثّل أزهى صور التاريخ العلمي والاجتماعي لعلماء الإسلام في مختلف العصور.

تذكير :

يذكّر الباحث ـ بناءً على ما سبق عرضه ـ بالتالي :

١ ـ العمل على جمع كافّة الإجازات العلمية لعلماء الإمامية وتحقيقها ، وإتاحتها للباحثين والدارسين ليستفيدوا منها ، ولا بدّ هنا من الإشادة بالمشروع الطموح لمؤسّسة تراث الشيعة في مدينة قم المقدّسة التي أطلقت منذ سنوات موسوعة إجازات الشيعة بإشراف الشيخ محسن الصادقي ، والتي من المقدّر أن تشتمل على جميع الإجازات والإنهاءات المتبقّية من علمائنا الأبرار حسب التسلسل الزمني ، أي حسب تاريخ وفاة المجيزين ، وربّما تبلغ عشرين مجلّداً كبيراً أو أكثر حسبما أعلن عنها.

٢ ـ تكثيف التواصل مع المحقّقين والمهتمّين بالتراث الإمامي المخطوط ، وتقديم الرعاية المادّية والتحفيز المعنوي والاحتضان العلمي لإخراج نفائس التراث المخطوط محقّقاً ومخرجاً إخراجاً يليق بأهمّيته

٥٠

التاريخية والعلمية كالشيخ محمّد عيسى المكباس الذي يعدّ بحق من أوائل من تنبّهوا إلى أهمّية الإجازات البحرانية وسعى إلى التعريف بها وإخراجها إلى النور ، كذلك الدور العلمي للسيّد محمود الغريفي والشيخ مهدي العوازم القطيفي وآخرون.

٣ ـ تنفيذ فعّاليّات وأنشطة ثقافية وعلمية متنوّعة تهتمّ بشكل خاصّ بإبراز التراث العلمي لعلماء الإمامية عبر العصور والتعريف به وتكثيف النقاش حوله ، واستكتاب الباحثين في مواضيعه ليشكّل همّاً لمثقّفي الجيل الجديد من الشباب والأكاديميّين ، وذلك عبر عقد ورش عمل وتنفيذ مؤتمرات علمية ، ومحاضرات متواصلة وغيرها من الأنشطة والفعّاليّات الفكرية.

٤ ـ تكثيف التعاون وتعزيزي الصلة العلمية مع مراكز الأبحاث العلمية والمؤسّسات التراثية في الداخل والخارج والمعنية بالتاريخ والتراث الإمامي في المنطقة ، وذلك بهدف التعريف بتراثنا ، وتوثيق الأواصر العلمية مع الباحثين لتبادل الخبرات والاشتراك مع مشاريع علمية مشتركة.

٥ ـ عدم الاكتفاء بإخراج النصوص التراثية لعلماء الإمامية وطباعتها ، بل العمل على جعلها منطلقاً للدراسات والأبحاث العلمية ومنبعاً أصيلاً يصلنا بالماضي ويقدّم فهماً أفضل لتاريخنا وتراثنا بمناهج بحث حديثة وزوايا نظر تتّسم بالمعاصرة والتجديد.

والحمد لله ربّ العالمين

٩ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤م

١١ ذي القعدة ١٤٣٥هـ

٥١

المصادر

١ ـ إجازات الحديث للعلاّمة المجلسي : لأحمد الحسيني ، مكتبة آية الله المرعشي العامّة ـ قم ، ط ١ ، ١٤١٠ هـ ـ.

٢ ـ الإجازات العلمية عند المسلمين : لعبد الله فيّاض ، مطبعة الإرشاد ، بغداد ١٩٦٧م.

٣ ـ الإجازة الكبيرة : لعبد الله بن صالح السماهيجي ، تحقيق الشيخ مهدي العوازم ، المحقّق ط١ ، قم ١٤١٩هـ.

٤ ـ الإجازة الكبيرة : لعبد الله نعمة الله الموسوي الجزائري ، تحقيق محمّد السمامي الحائري ، مكتبة المرعشي النجفي العامّة ، ط١ ، قم المقدّسة ١٤٠٩هـ ..

٥ ـ الإجازة الكبيرة أو الطريق والمحجّة لثمرة المهجة : لشهاب الدين المرعشي النجفي ، أعداد محمّد السمامي الحائري ، مكتبة آية الله المرعشي العامّة ـ قم ، ط ١ ، ١٤١٤هـ.

٦ ـ أصول تحقيق التراث : لعبد الهادي الفضلي ، مؤسّسة أمّ القرى للتحقيق والنشر ، ط٣ ، قم المقدّسة ١٤١٦هـ ..

٧ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : لمحمّد باقر المجلسي (ت ١١١١هـ) ، ط٢ ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت ١٩٨٣ م.

٥٢

٨ ـ الجغرافية التاريخية للعالم الإسلامي : لموريس لومبارد ، ترجمة عبد الرحمن حميدة ، دار الفكر ، ط١ ، دمشق ١٩٩٨.

٩ ـ الحياة الفكرية في الحلّة خلال القرن التاسع الهجري : ليوسف الشمّري ، دار التراث ، ط١ ، النجف ١٤٣٤هـ.

١٠ ـ الذخائر في جغرافيا البنادر والجزاير : لمحمّد عليّ آل عصفور (ت ١٩٤٥م / ١٣٦٥هـ) ، تحقيق محمّد عيسى المكباس ، آل مكباس للطباعة والنشر ، قم المقدّسة ٢٠٠١م.

١١ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : لآقا بزرك الطهراني ، دار الأضواء ، ط٣ ، بيروت ١٩٨٣م.

١٢ ـ فهرست علماء البحرين : لسليمان بن عبد الله الماحوزي (ت ١١٢١هـ) ، تحقيق فاضل الزاكي البحراني ، ط ١ ، المحقّق ٢٠١٠.

١٣ ـ فهرست مصنّفي الشيعة : لأحمد بن عليّ النجاشي (ت ٤٥٠هـ) ، تبويب وتعليق إبراهيم الشبّوط ، دار المحجّة البيضاء. ط١ ، بيروت ٢٠١٣م.

١٤ ـ الفوائد الطريفة : لعبد الله الأفندي الأصفهاني (ت ١١٣٠هـ) ، تحقيق مهدي الرجائي ، مكتبة المرعشي النجفي ، ط ١ ، قم المقدّسة ٢٠٠٦م.

١٥ ـ لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم الرجال : ليوسف بن أحمد البحراني (ت ١١٨٦هـ) ، تحقيق السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، دار الأضواء ، ط٢ ، بيروت ١٩٨٦م.

١٦ ـ المسلسلات في الإجازات : لمحمود المرعشي النجفي ، مكتبة المرعشي النجفي العامّة ، قم المقدّسة ١٤١٦ هـ.

٥٣

١٧ ـ مشيخة النجاشي : لمحمود درياب النجفي ، مهر ، ط١ ، قم المقدّسة ١٤١٣هـ.

١٨ ـ مصادر تاريخ الجزيرة العربية في تركيا : لسهيل صابان ، مكتبة الملك فهد الوطنية ، الرياض ٢٠٠٢م.

١٩ ـ مقدّمة ابن خلدون : لعبد الرحمن بن محمّد بن خلدون ، دار صادر ، ط٢ ، بيروت ٢٠٠٦م.

٢٠ ـ منتظم الدُرّين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين : لمحمّد عليّ التاجر (ت ١٩٦٧م/ ١٣٨٧ هـ) ، تحقيق ضياء بدر آل سنبل ، مؤسّسة طيبة لإحياء التراث ، ط١ ، بيروت ٢٠٠٩م.

٥٤

يوميّات ومؤلّفات العلاّمة

الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله

(١٢٩٣ ـ ١٣٨٩هـ)(١)

د. عبد الحسين الطالعي

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ اليوميّات التي نحن بصددها إنّما تستعرض الحياة العلمية للشيخ آقا بزرك الطهراني أمام أنظار القرّاء الكرام بنظرة سريعة ، وهنا تجدر الإشارة إلى أُمور:

١ ـ لقد تطرّقت هذه اليوميّات إلى الجهود والرحلات العلمية ومؤلّفات الشيخ آقا بزرك الطهراني فقط.

٢ ـ إنّ تعريف مؤلّفاته قد اقترنت تارةً بذكر تاريخ الشروع بالتأليف أو الانتهاء منه ، وتارة بذكر تاريخ النشر ، أو بذكرهما معاً أحياناً.

٣ ـ لقد ذكرنا في هذا المقال الأحداث التي عثرنا على تاريخها ، علماً

__________________

(١) تعريب هيئة التحرير.

٥٥

أنّ جميع هذه التواريخ هي تواريخ هجرية قمرية.

٤ ـ إنّ هذه اليوميّات بيّنت السيرة الذاتية لحياة العلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله أمّا سيرته المعنوية وأخلاقيّاته العالية فممّا لا يسعه هذا المقال ، وإنّ كلّ جانب منها يعدّ بنفسه كتاباً في مجال التربية والتعليم.

٥ ـ إنّ أهمّ المصادر المعتمدة في اليوميّات هي عبارة عن:

الأوّل : ترجمة الشيخ آقا بزرك الطهراني بقلمه سنة (١٣٣٨هـ).

الثاني : ترجمته التي جاءت بقلمه سنة (١٣٦٨هـ).

الثالث : الدورة الكاملة لكتاب أعلام الذريعة ، وهي الدورة المشتملة على ثلاثة مجلّدات التي دوّنها علي نقي منزوي ومساعدوه. (طبع : جامعة طهران).

الرابع : كتاب شيخ الباحثين ، والذي ألّفه عبد الرحيم محمّد عليّ.

الخامس : كتاب غاية الأماني في حياة الشيخ الطهراني ، تأليف : السيّد محمّد حسين الجلالي.

السادس : كتاب المسلسلات في الإجازات ، إعداد : السيّد محمود المرعشي النجفي.

السابع : المجموعات الخطّية للشيخ آقا بزرك الطهراني المتواجدة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي (راجع الفهرسة المفصّلة لها في ماهنامة پيام بهارستان ، العدد ٣٠ ، ص ١٧٢ ـ ١٧٤).

الثامن : مجلّة آفاق نجفية ، طباعة النجف ، الدورة الأُولى ، العدد (٣ ـ ٤).

التاسع : الفهرس المختصر للنسخ الخطّية لمكتبة مجلس الشورى الإسلامي ،

٥٦

تأليف : السيّد محمّد الطباطبائي (المنصور) ، (طهران : مكتبة المجلس ، ١٣٨٦ هـ ، ٩٨٣ ص).

العاشر : الشيخ آقا بزرك الطهراني ، تأليف : علي أكبر صفري ، قم مؤسّسة كتابشناسي شيعة ، ١٣٩٢ هـ. ش ، ونرمز له بـ : (آقا بزرك).

إضافة على ذلك فقد كانت إرجاعاتنا في بعض الموارد إلى مصادر أخرى غيرها.

٦ ـ لقد عُرضت هذه اليوميّات في عدّة مراحل :

ألف ـ قد جاءت المرحلة الأولى منها ضمن ذكرى الشيخ آقا بزرك الطهراني ، طبع المكتبة الوطنية بطهران.

ب ـ ومن ثمَّ بتفصيل أكثر في كتاب الشيخ آقا بزرك الطهراني تأليف : علي أكبر صفري.

ج ـ ومن ثمَّ تمَّ تأليف مستدرك على الكتاب حيث قامت بنشره في موقعها على الإنترنيت مؤسّسة تراث شيعة (الأثر) al - athar.ir.

د ـ عندها تبلورت هذه اليوميّات إثر دمج الموردين الأخيرين وإضافة بعض الموارد الأخرى إليها.

٧ ـ لقد احترزتُ في هذه اليوميّات عن ذكر الألقاب والعناوين ـ التي عادة ما تذكر في شأن العلماء الأعلام ـ كما في بقية اليوميّات التي قام بها راقم هذه السطور من قَبْلُ مثل يوميّات : (العلاّمة الأميني ، العلامة الحلّي ، آية الله المرعشي ، آية الله الميلاني و....) فإنّ جلالة قدر هؤلاء الأعلام حالت بيننا

٥٧

دون الإسهاب في ذلك.

٨ ـ إنّ قراءة هذه اليوميّات ـ ولو على عجالة ـ ممّا يثير إعجاب القارئ بهذه الشخصية الفذّة ، ويجعله يقف أمامها بكلّ خشوع إجلالا لها ، حيث خلّدت هذا الأثر العلمي والمعنوي الثرّ المبارك ، وقد تحمّلت من أجله كلّ أعباء المشقّة ، وصعوبة الطريق ، وإنّه لدرسٌ عظيم للأجيال التي تخلفه فيما بعد لتتعلّم منه الهمّة والمثابرة في العمل ، والدقّة وبعد النظر ، حيث آثر هذا الرجل غد الآخرين على يومه ، فإذا استطاعت هذه اليوميّات أن توفّر للقرّاء الكرام أبعاداً مثمرة لهذه الشخصية فحينها يكون راقم هذه السطور قد بلغ أجره.

٩ ـ وختاماً أتقدّم بالشكر من الأُستاذ المرحوم عبد الحسين الحائري لمراجعته وحثّه وإصلاحه وتصحيحه القصّاصات الأولى من هذه اليوميّات ، كما أتقدّم بالشكر أيضاً للسيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي وذلك لحثّه راقم هذه السطور على إعداد وتدوين هذه المقالة ، فشكراً لهما.

أشكره وأحمده ربّ الأرباب مهيئ الأسباب اللطيف الوهّاب الذي

ألهم عبده الضعيف فجاد فكره فسهّل وأرخص له سبحانه

سُبل توفيق هذه الخدمة خالصة لوجهه الكريم.

٥٨

السنة

الحدث والمصدر

١٢٩٣ ه

١٣٠٠هـ

١٣٠٣هـ

١٣٠٤هـ         

١٣٠٨هـ

١٣١٠هـ

١٣١١هـ

١٣١٢هـ

١٣١٣هـ

١١ ربيع الأوّل ـ مولده في طهران. (مجلّة (كرانه)، العدد ٣ ـ ٤ ص١١٠ ـ ١١٢ ؛ مجلّة (پيام بهارستان) العدد ٣٠ ص ٢٣ ـ ٢٥ ؛ غاية الأماني ص ٧٩ ـ ٨٠).

التحق فيها بحلقة درس آقا سيّد ضياء الدّين في (پامنار) طهران ؛ (نفس المصدر).

عقد والده فيها مجلساً وقد توّجه بالعمامة في ذلك المجلس السيّد جمال الدين الإفجه إي ؛ (نفس المصدر).

شرع فيها بدراسة المقدّمات الحوزويّة في مدرسة دانغي في طهران ؛ (نفس المصدر).

استنسخ فيها الإيساغوجي في المنطق، وذلك في بدء دراسته ؛ (نفس المصدر). ذي القعدة ـ سافر بها إلى مشهد الرضا عليه‌السلام، وأقام فيها ثلاثة أشهر ؛ (نفس المصدر).

تمّ فيها استنساخ رسالة القبلة تأليف الشيخ البهائي ـ في طهران ؛ واستنساخ شرح منظومة السبزواري ؛ استنساخ تهذيب الأصول للعلاّمة الحلّي ؛ استنساخ شرح الإيساغوجي في المنطق ؛ استنساخ رسالة تحقيق القبلة للشيخ بهاء الدين العاملي في بدء دراسته في مدرسة دانغي ؛ (نفس المصدر).

تمكّن فيها من الحضور في حلقات الدروس التالية : المطوّل ـ الشيخ باقر الطهراني، القوانين ـ السيّد محمّد التنكابني، المكاسب ـ الميرزا محمّد تقي الجرجاني. (غاية الأماني ص٨١ ـ ٨٢).

استنسخ فيها التعليقة على الفصول تأليف السيّد عبدالكريم اللاهيجي وهو أستاذ الطهراني ؛ وسافر بها إلى العتبات المقدّسة في العراق. (مجلّة (كرانة) العدد ٣ ـ ٤ ص١١٤ ؛ مجلّة (پيام بهارستان) العدد ٣٠ ص ٢٦ ؛ غاية الأماني ص ٦٦ ـ

٥٩

السنة

الحدث والمصدر

١٣١٤

١٣١٥ه

١٣١٦هـ

١٣١٧هـ

١٣١٩هـ

١٣٢٠هـ

٦٧).

هـ عودته فيها إلى طهران ؛ استنساخه رجال النجاشي ؛ وسفرته إلى قرية إيلكا من قرى بلدة نور المازندرانية ، وقد تمّ فيها استنساخ كتاب آداب المناظرة تأليف الفاضل الكاشي وعدّة رسائل أخر في تلك السفرة ؛ (نفس المصدر).

استنسخ فيها فهرست الشيخ الطوسي ، وقد حقّقه وصحّحه بالتعاون مع الشيخ محمّد النهاوندي ، كما قدّم له مقدّمة ؛ واستنسخ رسالة في ذبيحة أهل الكتاب تأليف الشيخ بهاء الدين العاملي ؛ واستنسخ منظومة الأصول تأليف السيّد محمّد مهدي بحر العلوم ؛ وقد انتهى فيها من دراسة السطوح في طهران ؛ وشدّ فيها رحاله إلى العتبات المقدّسة في العراق. (مجلّة (آيندة) سنة٦ العدد٣ ـ ٤ ص٢٤٨).

استنسخ فيها إيضاح الاشتباه للعلاّمة الحلّي ؛ (نفس المصدر).

ألّف فيها كتاب لامع المقالات في النجف الأشرف وهو فهرس جامع لكتاب جامع السعادات للنراقي. (الذريعة ؛ ج١٨ ص ٢٦٩).

استنسخ فيها رسالة في الجبر والتفويض للإمام الهادي عليه‌السلام ؛ واستنسخ فيها رسالة تقديم الشياع على اليد تأليف الشيخ حسين العاملي ؛ (نفس المصدر).

استنسخ فيها فهرست منتجب الدين ؛ ونال فيها إجازة الرواية من الميرزا حسين النوري ؛ وفيها توفّي أستاذه الميرزا حسين النوري ؛ ونال إجازة من الشيخ محمّد طه نجف ؛ ونال إجازة شيخ الشريعة الإصفهاني ؛ ونال فيها إجازة من الآخوند ملاّ علي النهاوندي ؛ وبها تزوّج بكريمة الشيخ علي القزويني وهي أُولى زوجة لآقا بزرك وقد توفّيت سنة (١٣٣٦هـ) ؛ (نقباء البشر ؛ ج ٢ ص٥٣٤ ، وج ٣ ص٩٦١ ؛ وغاية الأماني ص١٧٣).

٦٠