تراثنا ـ العدد [ 123 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 123 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣٠٢

اتّخذ هناك داراً يعرف بدار الشبّر ، لسكنى الطلاّب بعنوان المدرسة ، وبعد قليل تبرّع الحاج الميرزا عبد الحسين أمين التجّار في بمبئى بتوسّط ولده الحاج الميرزا محمّد فاشترى خاناً كبيراً وعمّرها ، وجعلها مدرسة تحت زعامة سيّدنا الشيرازي ، وبعده قام على أمرها الشيخ محمّد تقي الشيرازي.

وفي سنة (١٣٤٤هـ) قام العلاّمة الطهراني صاحب الذريعة والشيخ الميرزا محمّد الطهراني بتأسيس مكتبة للمدرسة فجمعا فيها كتباً متفرّقة ، وموقوفات كانت في مكتبتَي سيّدنا وشيخنا الشيرازيَّيْن.

ثمّ إنّ مؤلّف الذريعة كتب فهرساً لهذه المكتبة بعد أن أهدى إليها كتب ولده الفاضل الميرزا محمّد باقر الطهراني الذي اخترم عن نيّف وعشرين سنة من العمر في سابع عشر من جمادى الأولى سنة (١٣٤٣هـ).

وقد أهدى إلى المكتبة كتباً كثيرة : الميرزا هاشم الايپكچي ، والشيخ حسن علي الطهراني ، والشيخ محمّد حسين الشيرازي وغيرهم.

وفي سنة (١٣٥٩هـ) جاء إلى سامرّاء الشيخ حسين الصحّاف الإصفهاني ، وصاحب مجلّتي الغري ودرة النجف ، فبادر إلى تجليد كتب المكتبة ، وتمّم الفهرس السابق ذكره ، وتشتمل المكتبة اليوم على أكثر من ألف مجلّد خمسها مخطوطات (١).

__________________

(١) لقد هدّمت هذه المدرسة في العهد البعثي الظالم ، وتلفت هذه المكتبة ، ولم يَبْقَ منها شيء ، وقد قام الدكتور ياسر البدري في سامرّاء بإحصاء جملة من الكتب التي كانت في هذه المكتبة في كتابه عن الإمام المجدّد الشيرازي ، وفّقه الله لإكماله وطبعه.

٢٤١

٨٩ ـ المكتبة المرجانيّة : أو مكتبة جامع مرجان ، هي مكتبة الشيخ خير الدين نعمان بن أبي الثناء محمود بن عبد الله البغدادي الآلوسي المفسّر (م ١٣١٧هـ) ومؤلّف جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ، وقفها على المدرسة المعروفة بالمرجانية ببغداد ، حين كان مدرّساً فيها.

وظلّت هناك حتّى عام (١٩٢٨م) حيث أسّست الحكومة مكتبة الأوقاف العامّة فنقلت (١٤٦٣) مجلّداً من هذه الكتب إليها.

٩٠ ـ المكتبة المركزية لجامعة طهران : راجع مكتبة السيّد المشكاة (١).

٩١ ـ مكتبة مدرسة المروي بطهران : مكتبة مدرسة أسّسها الأمير محمّد حسين خان بن بيرام علي خان عزّ الدين لوي قاجار المروزي الملقّب فخر الدولة ، ولذلك تسمّى المدرسة بالفخرية أيضاً. هاجر إلى طهران بعد قتل ولده بيرام علي ، بيد الأُوزبك ، فبنى بطهران مدرسةً ، وأسّس لها مكتبة ، وتوفّي يوم الخميس ٢١ جمادى الآخرة سنة (١٢٣٤هـ) (٢).

٩٢ ـ مكتبة السيّد المشكاة : وهي مكتبة العلاّمة الفقيد السيّد محمّد المشكاة البيرجندي (١٣١٩ هـ / ١٣٥٩هـ. ش) ، بعث فهرسها الأستاذ علي نقي

__________________

(١) أرجع التعريف بالمكتبة المركزية لجامعة طهران إلى مكتبة السيّد المشكاة ، لأنّها البذرة الأولى لتأسيس هذه المكتبة ، ولكن كان المفروض أن يعكس الأمر ؛ إذ تعرف اليوم بمكتبة جامعة طهران ، وعلى أيّ حال : فالمكتبة عامرة اليوم ، ولا تزال تصدر فهرس مخطوطاتها.

(٢) هذه المكتبة موجودة اليوم في المدرسة نفسها ، وقد طبع فهرس مخطوطاتها.

٢٤٢

المنزوي إلى صاحب الذريعة ، فأدرجها في موسوعته.

وفي سنة (١٣٢٨هـ. ش) ، أهدى السيّد المشكاة مكتبته إلى جامعة طهران ، وسمّيت بعد ذلك بالمكتبة المركزية لجامعة طهران ، وهكذا تأسّست هذه المكتبة ، ثمّ زيدت عليها نسخ كثيرة.

٩٣ ـ مكتبة آل مشكور : أسّسها الشيخ مشكور بن محمّد الخاقاني نسباً ، الحولاوي مولداً ، النجفي مسكناً ومدفناً (ت ١٢٧٢هـ).

وبعده انتقلت المكتبة إلى الشيخ جواد (ت ١٣٣٥هـ) ، وبعده انتقلت إلى ولده الشيخ مشكور (ت ١٣٥٢هـ) ، وبعده انتقلت إلى ولده الشيخ حسين مشكور.

انتقلت بعده إلى ولده الشيخ نور الدين الذي كان إمام الجماعة مكان آبائه في النجف ، هجّرته الحكومة العراقية مع آلاف آخرين ، وصادرت المخطوطات التي كانت بمكتبتهم مع كلّ غال وثمين ، كما فعلته بمكتبة الطهراني بسامراء.

٩٤ ـ مكتبة الملك : مكتبة شخصية بطهران للفاضل الأديب الحاج حسين آقا الملك ابن محمّد كاظم ملك التجّار أخذ يجمع الكتب القيّمة من حدود سنة (١٣٣٠هـ) ، والمكتبة الآن تشتمل على آلاف المخطوطات أكثرها نفائس ، ومنها ما لا توجد في غيرها.

وقد وقف المؤسّس هذه المكتبة ، وجعلها شعبةً من المكتبة الرضوية ، لكنّها بطهران ، وكتب الوقفية ونشرها في (٣٦) صفحة في تاريخ (٢٧ مهر ماه

٢٤٣

١٣٣٦هـ. ش) (١).

٩٥ ـ المكتبة الوطنية الإيرانية بطهران : هي أكبر مكتبة في إيران اليوم. أسّستها وزارة المعارف الإيرانية بطهران في سنة (١٣١٦هـ. ش) ، فنقلت إليها كتب مكتبة المعارف.

٩٦ ـ مكتبة موسى (مسيّب) الأردبيلي : المتوفّى ١٥ شهر محرّم الحرام سنة (١٣٥٧هـ) بالنجف ، مؤلّف غاية الإرشاد ، أدرج مخطوطاتها في الذريعة والطبقات.

٩٧ ـ مكتبة نائلة خاتون : وهي زوجة مراد أفندي ، أحد رجال الدولة العثمانية ، وقد أسّست المدرسة المعروفة باسمها في القرن الثالث عشر ببغداد ، وأوقفت لها هذه المكتبة ، ثمّ إنّ سعيد أفندي المدرّس بتلك المدرسة أوقف كتبه عليها أيضاً ، وكانت هناك إلى عام (١٩٢٨م) ، حيث أحدثت الحكومة المكتبة العامّة للأوقاف ببغداد ، فنقلت (٣٥٨) مجلّداً من هذه الكتب إليها ، كما نقلت من غيرهما كما ذكرناه في عنوان : مكتبة الأوقاف العامّة.

٩٨ ـ مكتبة النفيسي : هي مكتبة شخصية بطهران لسعيد النفيسي أستاذ جامعة طهران المولود (١٢٧٤هـ. ش) ، وصاحب التصانيف المطبوعة الكثيرة ، وهو من بيت النفيسي المشهورة بطهران ، ينتسبون إلى النفيس الكرماني.

__________________

(١) هذه المكتبة عامرة اليوم ، وقد زيدت عليها وأهديت إليها مخطوطات كثيرة ، ولا تزال تفهرس مخطوطاتها.

٢٤٤

ووالده الدكتور علي أكبر ناظم الأطباء (ت ١٣٠٣هـ) كان ابن محمّد حسن بن علي أكبر بن محمّد بن أبو القاسم بن برهان الدين نفيس ، الذي شرح كتاب الأسباب والعلامات للسمرقندي وهو ابن عوض ابن الحكيم الكرماني.

والمكتبة كبيرة ، وفيها مخطوطات نفيسة كثيرة ، وتشتمل على عشرين ألف مجلّد تقريباً ، ألفان منها مخطوطات والبقية مطبوعات ، ستّة آلاف منها فارسية ، وخمسة آلاف عربية ، وسبعة آلاف من اللغات المختلفة الأوروبية والشرقية.

وبعد وفاته بيعت بعض مطبوعاتها إلى أمريكا ، وبعضها لجامعة طهران ، وبيعت (١٠٨١) مجلّداً من مخطوطاتها للمكتبة المركزية الجامعة طهران ، والبقية موجودة في داره بطهران ظاهراً(١٢٠).

٩٩ ـ مكتبة الشيخ هادي كاشف الغطاء : هو الشيخ هادي بن عباس ابن علي ـ صاحب الخيارات ـ ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ، وكانت المكتبة منتقلة إليه بالإرث من آبائه ، وقد زاد عليها بعض المخطوطات وكثيراً من المطبوعات فكان جمّاعاً للكتب.

وبعد وفاته انتقلت إلى أولاده ، ومنهم الشيخ محمّد رضا كاشف الغطاء

__________________

(١) لم يبق شيء من مخطوطات النفيسي ، وقد بيعت إلى مكتبات مختلفة ، وقد انتقلت عمدتها إلى جامعة طهران ، وقسم منها إلى مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، وقسم آخر إلى مركز إحياء الميراث الإسلامي.

٢٤٥

(ت١٣٦٦هـ) مؤلّف الشريف الرضي ، وبعد وفاته انتقلت إلى أولاده ومنهم الشيخ علي ، وهي باقية حتّى اليوم ، وتشتمل على زهاء أربعة آلاف مجلّد ، بين مخطوط ومطبوع (١).

١٠٠ ـ مكتبة السيّد هبة الدين الشهرستاني : مكتبة شخصية للسيّد محمّد علي هبة الدين الشهرستاني (١٣٠١ ـ ١٣٨٦هـ).

كانت المكتبة تحتوي على (٢٥٠٠) مجلّد ، (٥٠٠) منها مخطوطات ، فأهدى (١٢٠٠) مجلّد منها لمكتبة الجوادين العامّة سنة (١٣٦٠هـ) ، والبقية موجودة في داره بالكاظمية (٢).

١٠١ ـ المكتبة الهندية بكربلاء : وهي مكتبة المدرسة الهندية ، أسّسها الشيخ جعفر الرشتي مدرّس تلك المدرسة سنة (١٣٦١هـ) ، ولذلك قد تسمّى بالمكتبة الجعفرية أيضاً ، جمع فيها أكثر من ألف مخطوط ، بعضها ممّا كانت في مكتبة شيخ العراقين الطهراني بكربلا (٣).

__________________

(١) بيع قسمٌ منها إلى مكتبة الإمام الخوئي قدس‌سره في عهد العلاّمة الشيخ علي آل كاشف الغطاء ، وبقي قسمٌ آخر في المدرسة المهديّة في النجف الأشرف.

(٢) هذه المكتبة موجودة اليوم في مكتبة الجوادين العامّة في الصحن الكاظمي الجوادي

الشريف ، وقد سرق جملة من مخطوطاتها ، والمتبقّي موجود في المكتبة ، وفّق الله العاملين عليها لفهرستها.

(٣) هذه المكتبة ـ تبعاً للمدرسة ـ من موقوفات العتبة العباسية المقدّسة ، وقد فهرسها الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي ، كما مضى عليك.

٢٤٦

المصادر

١ ـ الإجازة الكبيرة للشيخ آقا بزرك الطهراني : تأليف السيّد حسن الصدر ، (مجلّة كتاب شيعة ، العدد الأوّل).

٢ ـ البديعة في تلخيص الذريعة : السيّد محمّد حسين الحسيني الجلالي ، شيكاغو ، أمريكا ، طباعة محدودة.

٣ ـ جمع پريشان ، مجموعة مقالات الشيخ رضا المختاري : نشر دليل ما ، قم ، ١٣٨٢ ش.

٤ ـ جُنگ انجمن فهرست نگاران نسخ هاى خطّى (المجموعة الثانية والثالثة) : إعداد محسن الصادقي ، انتشارات مجمع الذخائر الإسلامية ، سنة ١٣٨٩ و١٣٩٠هـ. ش.

٥ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : الشيخ آقا بزرك الطهراني ، النجف ـ طهران ، ١٣٥٥ ـ ١٣٨٩ هـ.

٦ ـ زندگى نامه وخدمات علمى وفرهنگى مرحوم آيت الله شيخ آقا بزرك تهراني : إعداد ونشر انجمن آثار ومفاخر فرهنگى ، طهران ، ١٣٨٧ ش.

٢٤٧

٧ ـ شيخ آقا بزرك تهراني : تأليف علي اكبر صفري ، مؤسّسة تراث الشيعة ، قم ، ١٣٩٠.

٨ ـ على هامش الذريعة : السيّد أحمد الحسيني الإشكوري ، مجمع الذخائر الإسلامية ، ١٣٨٨.

٩ ـ فهرست نسخه هاى خطّى كتابخانه عمومى آيت الله العظمى المرعشي النجفي : تأليف السيّد أحمد الحسيني الإشكوري وآخرين ، مكتبة آيت الله العظمى النجفي ، بين سنتين ١٣٥٤ ـ ١٣٩٠.

١٠ ـ المحقّق الطباطبائي في ذكراه السنوية الأُولى : إعداد اللجنة التحضيرية ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ١٤١٧ هـ.

١١ ـ نسخه پژوهي (العدد الثاني والثالث) : إعداد أبو الفضل حافظيان ، مكتبة مجلس الشورى الإسلامي ، سنة ١٣٨٤ و١٣٨٥ ش.

١٢ ـ يادنامه شيخ آقا بزرك : إعداد عبد الحسين الطالعي ، نشر خانه كتاب ، طهران ، ١٣٨٨.

٢٤٨

من ذخائر التراث

٢٤٩
٢٥٠

٢٥١
٢٥٢

مقـدّمة التحقيـق

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير البرية محمّد المصطفى وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

أمّا بعد : فإنّ من نعم الله تعالى على عباده أن شرع لهم شريعة وجعل لهم مناسك تقرّبهم إلى رحمته الواسعة وتدخلهم جنانه ، وعلماؤنا الأبرار بذلوا الغالي والنفيس في سبيل بيان أحكامه تعالى وإظهار مناسكه لنا ، فكتبوا في الفقه الشريف الكثير من المصنّفات وبأساليب ومناهج مختلفة فبعض ما كتبوا استدلالي مطوّل للعلماء وبعضه فتوائي مختصر للناس ، بل تراهم أفردوا لأهمّية بعض المسائل رسالة خاصّة.

وبين يدي القارئ الكريم رسالة خاصّة في مناسك الحجِّ ألّفها العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي.

٢٥٣

العلاّمة الحلّي في سطور :

هو الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي المكنّى بأبي منصور ، والمشهور بالعلاّمة ، وآية الله على الإطلاق (١).

واتّفق المؤرّخون على أنّ ولادة العلاّمة كانت شهر رمضان سنة (٦٤٨ هجرية) في مدينة الحلّة ، وقد ذكر ذلك في الخلاصة حيث قال : والمولد التاسع عشر من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة(٢).

وينتسب العلاّمة إلى أُسرتين عربيّتين فهو من جهة الأب ينتسب إلى آل المطهّر الأسدي ، ومن جهة الأم ينتسب إلى أُسرة بني سعيد التي ترجع إلى قبيلة هذيل المعروفة(٣).

والده : سديد الدين يوسف بن المطهّر الحلّي ، كان فقيهاً ، محقّقاً ، مدرّساً ، عظيم الشأن كما وصفه ابن داود(٤).

والدته : بنت الفقيه الحسن بن الشيخ أبي زكريّا يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلّي ، وهي أُخت الشيخ أبي القاسم جعفر المعروف بالمحقّق

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٤٥ ، الوافي بالوفيات ١٣ : ٨٥.

(٢) خلاصة الأقوال : ٤٨ ، رياض العلماء ١ : ٣٦٦.

(٣) روضات الجنات ٢ : ٢٨٢.

(٤) رجال ابن داود : ٧٨.

٢٥٤

الحلّي صاحب كتاب شرائع الإسلام(١).

أخوه : رضيّ الدين عليّ بن يوسف بن المطهّر صاحب كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية(٢).

ولده : الشيخ فخر الدين محمّد بن الحسن المعروف بفخر المحقّقين صاحب كتاب إيضاح الفوائد في شرح القواعد.

مشايخه : حضر العلاّمة الحلّي عند الكثير من علماء عصره في شتّى العلوم ، ومن أبرز أساتذته والده الشيخ سديد الدين بن يوسف بن عليّ الحلّي وخاله نجم الدين جعفر بن الحسن المعروف بالمحقّق ، وقد أخذ العلوم العقلية عند الخواجة نصير الدين الطوسي والشيخ كمال الدين ميثم بن عليّ البحراني.

وحضر أيضاً عند ابن عمّ والدته الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي صاحب جامع الشرائع وجماعة من سادة آل طاووس مثل السيّد أحمد بن موسى صاحب كتاب البشرى والسيّد عليّ بن طاووس صاحب كتاب الإقبال والسيّد عبد الكريم بن طاووس صاحب كتاب فرحة الغريّ.

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ٣٤٥ ، لؤلؤة البحرين : ٢٢٨.

(٢) أمل الآمل ٢ : ٢١١.

٢٥٥

تلامذته : أخذ العلم عن العلاّمة الحلّي جهابذة من العلماء منهم ولده فخر المحقّقين صاحب كتاب إيضاح الفوائد ، ومنهم ابن أُخته السيّد عبد المطّلب الحسيني الأعرجي الحلّي والسيّد عبد الله الحسيني الأعرجي والسيّد تاج الدين بن معية الحلّي والسادة بنو زهرة ومهنا بن سنان وغيرهم.

قال السيّد الصدر : خرج من عالي مجلس تدريسه خمسمائة مجتهد(١).

وقال العلاّمة الطهراني في طبقات أعلام الشيعة (الحقائق الراهنة في المائة الثامنة) : «وأمّا تلاميذه فكثير ممّن ترجمته في هذه المائة كانوا من تلاميذه والمجازين منه أو المعاصرين المستفيدين من علومه ، فليرجع إلى تلك التراجم حتّى يحصل الجزم بصدق ما قيل من أنّه كان في عصره في الحلّة ٤٠٠ مجتهد»(٢).

العلاّمة في لسان العلماء :

العلاّمة غنيٌّ عن التعريف ، وقد مدحه كلّ من ترجم له :

ـ قال الشيخ ابن داود : «شيخ الطائفة وعلاّمة وقته وصاحب التحقيق والتدقيق كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول»(٣).

ـ وقال تلميذه محمّد بن عليّ الجرجاني : «شيخنا المعظّم وإمامنا

__________________

(١) تأسيس الشيعة : ٢٧٠.

(٢) طبقات أعلام الشيعة : ٥٢.

(٣) رجال ابن داود : ٧٨ / ٤٦٦.

٢٥٦

الأعظم سيّد فضلاء العصر ، ورئيس فضلاء الدهر ، المبرّز في فنَّي المعقول والمنقول ، المطرّز للواء علمي الفروع والأصول ، جمال الملّة والدين سديد الإسلام والمسلمين»(١).

ـ ومدحه الصفدي من علماء العامّة قائلاً : «الإمام العلاّمة ذو الفنون ، عالم الشيعة وفقيههم صاحب التصانيف التي اشتهرت في حياته وكان إماماً في الكلام والمعقولات(٢).

وقال ابن حجر العسقلاني : «عالم الشيعة وإمامهم ومصنّفهم ، وكان آية في الذكاء»(٣).

تأليف العلاّمة في الحجّ :

أثرى العلاّمة الحلّي رحمه‌الله المكتبة الإسلامية وكتب في فنون مختلفة ، بل تراه قد كتب في الفنّ الواحد كتباً متعدّدة مراعياً بذلك حال القارئ ونوعيّته ، فما من طالب علم ، بل ما من فقيه أو متكلّم إلاّ ويمرّ على كتاباته ونظريّاته.

وقد تعرّض رحمه‌الله لموضوع الحجّ في كتبه الفقهية بصور مختلفة فتارة يكون كلامه مع فقهاء المسلمين من العامّة كما في كتاب تذكرة الفقهاء ومنتهى المطلب.

__________________

(١) حكاه في اعيان الشيعة ٥ : ٣٩٧.

(٢) الوافي بالوفيات ١٣ : ٨٥.

(٣) لسان الميزان ٢ : ٣١٧.

٢٥٧

وأخرى يكون كلامه مع علماء الإمامية كما في كتاب مختلف الشيعة.

وثالثة تعرض له بصورة بيان فتوى للمكلّفين من دون استدلال ونقض وإبرام كما في كتاب قواعد الأحكام ونهاية الإحكام في معرفة الأحكام وكما عليه في هذه الرسالة الشريفة.

يضاف إلى ذلك أنّ للعلاّمة رحمه‌الله كتاباً كبيراً مستقلاًّ في الحجّ لم يصل لأيدينا أشار إليه في أوّل هذه الرسالة الشريفة ، حيث جاء في أوّل المخطوطتين اللّتين اعتمدنا عليهما في تحقيقها أنّ له رحمه‌الله كتاباً كبيراً في الحجّ اسمه المنهاج في مناسك الحاجّ ، وهذا العنوان مطابق للمذكور في نسخة خلاصة الأقوال التي اعتمد عليها القاضي نوّر الله في المجالس والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار(١).

ولكن في خلاصة الأقوال المطبوعة جاء بعنوان المنهاج في مناسك الحجّ(٢).

وقال العلاّمة الطهراني في الذريعة : «المنهاج في مناسك الحاجّ للعلاّمة الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّي المتوفّى سنة (٧٢٦ هجرية) ذكره في الخلاصة»(٣).

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٤ : ٥٣ ، مقدمة كتاب إرشاد الأذهان ١ : ١٠٨.

(٢) خلاصة الأقوال : ١١١.

(٣) الذريعة ٢٣ : ١٧١ / ٨٥٣١.

٢٥٨

اسم هذه الرسالة :

لم يظهر عن المخطوطتين المعتمدتين في التحقيق اسم خاصّ لهذه الرسالة الشريفة.

ـ نعم ذكر العلاّمة الطهراني أنّ اسم هذه الرسالة مناسك الحجّ حيث قال في الذريعة : «مناسك الحجِّ من واجباته وأركانه دون الأدعية والمستحبّات ، للعلاّمة الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف الحلّي المتوفّى سنة (٧٢٦)»(١).

ـ قال في الرياض : «عندنا منه نسخة قريبة من عصر المصنّف عتيقة ، وهو غير كتابه الموسوم بالمنهاج في مناسك الحاجّ على ما يظهر من ديباجته».

ـ وذكره العلاّمة الطباطبائي في مكتبة العلاّمة الحلّي بعنوان خلاصة المنهاج في مناسك الحاجّ وذكر مقداراً من مقدّمة هذه الرسالة وذكر مكان وجود النسختين»(٢).

مخطوطات الرسالة :

بعد البحث والتنقيب عن نسخ هذه الرسالة استطعنا أن نحصل على المخطوطتين اللّتين أشار إليهما السيّد عبد العزيز الطباطبائي لهذه الرسالة الشريفة :

__________________

(١) الذريعة ٢٢ : ٢٦٠.

(٢) مكتبة العلاّمة الحلّي : ١٢٧.

٢٥٩

الأولى : النسخة التي حصلنا عليها من مكتبة ملك في طهران المكتوبة في آخر كتاب منهاج الصّلاح في المجموعة ٥٧١٢ من ١٣٨ ب ـ ١٤٤ ب.

ـ عدد صفحاتها : ١٢ صفحة.

ـ عدد سطورها : ١٧ سطر في كلّ صفحة.

ـ وقد رمزنا لها بالرمز (م).

الثانية : النسخة التي حصلنا عليها من مكتبة كلّية الإلهيّات في مدينة مشهد المقدّسة والتي ذكرت في فهرسها برقم ٢ / ١٧٥.

ـ عدد صفحاتها : ١٢ صفحة.

ـ عدد سطورها : ١٧ سطر في كلّ صفحة.

ـ وقد رمزنا لها بالرمز (ل).

عبد الحليم عوض الحلّي

مشهد المقدّسة

٢٦٠