إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٩

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٣٦

وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الاسمية بعده «سحاب مركوم» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(سَحابٌ مَرْكُومٌ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أو هذا الكسف سحاب. مرفوع بالضمة المنونة. مركوم : مرفوع بالضمة المنونة لأنه صفة لسحاب.

(فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) (٤٥)

(فَذَرْهُمْ حَتَّى) : الفاء استئنافية. ذر : فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به بمعنى فدعهم أو فاتركهم. حتى : حرف غاية وجر بمعنى إلى أن.

(يُلاقُوا يَوْمَهُمُ) : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يوم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. والجملة الفعلية «يلاقوا يومهم» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بذر بمعنى : فاتركهم يا محمد في ضلالهم حتى يلاقوا اليوم الذي يقتلون فيه.

(الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ لليوم. فيه : جار ومجرور متعلق بيصعقون. والجملة الفعلية «فيه يصعقون» صلة الموصول لا محل لها. يصعقون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى : يهلكون أي تهلكهم الصاعقة.

(يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (٤٦)

٥٦١

(يَوْمَ لا يُغْنِي) : بدل «من يومهم» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة. لا : نافية لا عمل لها. يغني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والجملة الفعلية «لا يغني عنهم كيدهم» في محل جر مضاف إليه.

(عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق بيغني وهو في مقام مفعول «يغني» بتقدير : يغنيهم بمعنى : ينفعهم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعن. كيد : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. شيئا : مفعول مطلق في موضع المصدر أي «إغناء» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون صفة ـ نعتا ـ لمصدر محذوف. التقدير : غنى أو إغناء شيئا.

(وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. ينصرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والفعل مبني للمجهول والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى : لا ينفعهم مكرهم بالرسول ولا هم يمنعون من عقاب الله أو عذابه.

(وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٤٧)

(وَإِنَّ لِلَّذِينَ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «إن» المقدم. وجملة «ظلموا» صلة الموصول لا محل لها.

(ظَلَمُوا عَذاباً) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. عذابا : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ظلموا أنفسهم بالكفر لهم عذاب.

(دُونَ ذلِكَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية بمعنى «قبل» متعلق بصفة محذوفة من «عذابا» وهو مضاف. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في

٥٦٢

محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف للخطاب بمعنى قبل عذاب الآخرة ـ يوم القيامة ـ وهو تغلب المؤمنين عليهم أو أقرب من عذاب يوم القيامة أو هو عذاب القبر.

(وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ) : الواو استدراكية. لكن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن». أكثر : اسم «لكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه.

(لا يَعْلَمُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكن». لا : نافية لا عمل لها. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : لا يعلمون ما ينتظرهم من عذاب الآخرة.

(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) (٤٨)

(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) : الواو استئنافية. اصبر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. لحكم : جار ومجرور متعلق باصبر. رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : لحكمة ربك.

(فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». بأعين : جار ومجرور في محل رفع خبر «إن» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى في حفظنا.

(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) : معطوف بالواو على «اصبر لحكم ربك» ويعرب إعرابه بمعنى : ونزه ربك من كل شائبة أو يكون الجار والمجرور «بحمد ربك» متعلقا بحال من ضمير «سبح» أي حامدا ربك أو وسبح ربك حامدا ..

(حِينَ تَقُومُ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بسبح. تقوم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل

٥٦٣

مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى من أي مكان قمت وقيل : من منامك :

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ) (٤٩)

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) : الواو عاطفة. من الليل : جار ومجرور متعلق بسبح أو تكون «من» للتبعيض .. بمعنى وسبحه بعض الليل. الفاء عاطفة. سبحه : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى وسبح الله ونزهه بقولك : سبحان الله.

(وَإِدْبارَ النُّجُومِ) : الواو عاطفة. إدبار : ظرف زمان متعلق بسبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. النجوم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : وسبحه وقت إدبار النجوم أي إذا أدبرت النجوم بمعنى : عقب غروبها آخر الليل أي وصل فيه صلاة الفجر.

***

٥٦٤

سورة النجم

معنى السورة : النجم : هو الثريا .. وهو اسم غالب لها .. والعرب تسمي «الثريا» : النجم وهي سبعة ظاهرة وواحد خفي .. وقيل : إن الثريا تخفى في السنة أربعين يوما لأن الشمس تطلع فلا ترى .. وعن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا طلع النجم ارتفعت العاهات» قال قتادة : خلق الله النجوم لثلاث : زينة للسماء .. ورجوما للشياطين .. وعلامات يهتدى بها و «النجوم» جمع «نجم» وتجمع كلمة «نجم» جمعا آخر هو «أنجم» وتأتي لفظة «نجوم» مصدرا للفعل «نجم» نحو : نجم كذا عن كذا ينجم نجوما .. بمعنى : نتج عنه وصدر وهو من باب «دخل» ونجم الشيء : أي ظهر وطلع ومثله نجم السن : بمعنى : طلع ونجم النبت : بمعنى : طلع أيضا. قال الجوهري : النجم : هو الوقت المضروب ومنه سمي «المنجم» بفتح الجيم ـ اسم مفعول ـ والنجم من النبات : هو ما لم يكن على ساق. قال تعالى في سورة «الرحمن» : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) صدق الله العظيم. والنجم : الكوكب. والنجم : الثريا .. وهو اسم علم لها كزيد وعمرو فإذا قالوا : طلع النجم : يريدون الثريا وإن أخرجت منه الألف واللام تنكر. وقال الفيومي : النجم من النبات هو ما لا ساق له والشجر ما له ساق يعظم ويقوم به. واستشهد بالآية الكريمة المذكورة.

تسمية السورة : لقد كرم الله سبحانه وتعالى «النجم» فسمى سبحانه إحدى سور القرآن الكريم بهذه اللفظة وقد ذكرت لفظة «النجم» أربع مرات في القران الكريم وجاء اللفظ في الآية الكريمة الأولى من سورة «النجم» في قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) أي أقسم سبحان بحق النجم إذا سقط وغرب أي سقط من أعلى إلى أسفل وغرب.

فضل قراءة السورة : قال التقي المتقي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «النجم» أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وجحد به بمكة» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود

٥٦٥

قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة : والنجم. فسجد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وسجد الناس كلهم إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف.

إعراب آياتها

(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) (١)

(وَالنَّجْمِ) : الواو واو القسم حرف جر. النجم : مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف .. التقدير : وحق النجم أو ورب النجم فحذف المقسم به المضاف «حق» وحل المضاف إليه محله.

(إِذا هَوى) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بحال محذوفة من النجم. التقدير : أقسم بالنجم كائنا إذا هوى. هوى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «هوى» في محل جر مضاف إليه بمعنى : إذا غرب أو انتشر يوم القيامة. أو وحق النجم الذي يرجم به انقض .. أو سقط وذهب ضوؤه.

(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) (٢)

(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) : الجملة الفعلية جواب القسم المحذوف لا محل لها. ضل : فعل ماض مبني على الفتح. صاحبكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ما ضل محمد في عقيدته والخطاب موجه لقريش. وما أعتقد باطلا.

(وَما غَوى) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. غوى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : وما خاب والجملة الفعلية لا محل لها لأنها معطوفة على جملة جواب القسم.

٥٦٦

(وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) (٣)

(وَما يَنْطِقُ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. ينطق : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(عَنِ الْهَوى) : جار ومجرور متعلق بينطق وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر وكسر آخر «عن» لالتقاء الساكنين. بمعنى : وما ينطق عن هواه أي وما أتاكم به الرسول من القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بصفة لمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف بتقدير : نطقا صادرا عن الهوى.

(إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) (٤)

(إِنْ هُوَ) : مخففة مهملة بمعنى : ما. النافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أي ما القرآن.

(إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) : أداة حصر لا عمل لها. وحي : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. يوحى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يوحى» في محل رفع صفة ـ نعت ـ لوحي بمعنى : إنما هو وحي من عند الله يوحى إليه. أي إلى محمد.

** (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى المعنى : وحق النجم أو ورب النجم إذا غرب أو انتشر يوم القيامة أو النجم الذي يرجم به إذا انقض. يروى عن عروة بن الزبير أن عتبة بن أبي لهب وكانت معه بنت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أراد الخروج إلى الشأم فقال : لآتين محمدا فلأوذينه فأتاه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : يا محمد أنا كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى .. ثم تجاسر ـ تطاول ـ على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ورد عليه ابنته وطلقها. فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك. وكان أبو طالب حاضرا فوجم لها ـ أي حزن ـ وقال : ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة! فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم : هذه الأرض مسبعة «أي ذات سباع» فقال أبو لهب لأصحابه : أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني دعوة محمد فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة فجاء الأسد يتشمم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله. والفعل «هوى» من باب «ضرب» وهو بمعنى :

٥٦٧

سقط وغرب ويأتي بمعنى : علا وصعد والمعنى يتبين أي الفرق بين المعنيين يعرف من حركة الهاء في المصدر .. فالمصدر «هويا» بفتح الهاء للارتفاع .. و «هويا» بضم الهاء : للانحدار أي السقوط.

** (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية .. بمعنى : ما ضل محمد في عقيدته وما خاب. وضل في عقيدته من الغي وهو الضلال أيضا .. يقال : ضل الشيء ـ يضل ـ بمعنى ضاع وهلك. والضلال : ضد الرشاد وقد ضل الرجل ـ يضل ـ ضلالا وضلالة وضللت بفتح اللام الأولى هي لغة نجد وهي الفصيحة وأهل العالية يقولون : ضللت ـ بكسر اللام في الماضي والمضارع أضل وضل ـ ضلالة من باب «ضرب» بمعنى : زل عن الطريق ولم يهتد إليه ومثله الفعل «غوى» وهو من بابه أيضا ـ من باب «ضرب» بمعنى : انهمك في الجهل وهو خلاف الرشد والاسم : الغواية ـ بفتح الغين وبمعنى : خاب وضل وهو غاو ـ اسم فاعل ـ وجمعه : غواة .. يقال : هذا رجل هاو ولا يقال : غاو لأن «غاو» بمعنى : منهمك في الباطل .. وتستعمل العرب أسلوب الدعاء على الإنسان وهي تريد الدعاء له كقولهم : هوت أمه : أي سقطت وهي هاوية وهذا دعاء لا يراد به الوقوع وإنما يقال عند التعجب والمدح كما يقال للديغ : سليم. واللديغ : بمعنى الملدوغ ـ فعيل بمعنى مفعول ـ

** (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة. المعنى : علم محمدا القرآن ملك شديد القوى أي شديدة قواه هو جبريل ـ عليه‌السلام ـ وأضيف «شديد» وهو صفة مشبهة إلى فاعلها «القوى» والإضافة غير حقيقة لأن المعنى : شديدة قواه .. أو بمعنى : علم جبريل ـ عليه‌السلام ـ محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الوحي. ووصف الله تعالى الملك جبريل ـ عليه‌السلام ـ بشدة قواه. ويروى عن قوة جبريل ـ عليه‌السلام ـ أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء وقلبها وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين .. وكان هبوطه على الأنبياء وصعوده في أوحى ـ أسرع ـ من رجعة الطرف. ورأى إبليس يكلم عيسى ـ عليه‌السلام ـ على بعض عقاب الأرض المقدسة فنفحه بجناحه نفحة فألقاه في أقصى جبل بالهند.

** (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة .. المعنى : ذو قوة أو ذو حصافة في عقله ورأيه فاستوى أي فاستقام للرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عند ما أحب أن يراه في صورته الحقيقية استقام له في الأفق الأعلى وهو أفق الشمس عاليا فملأ الأفق .. وقد قيل في تفسير هذه الآية الكريمة وفي قوله تعالى في سورة «التكوير» (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) قيل : لقد ثبت طاعة الملائكة أيضا لنبينا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وورد أن جبريل ـ عليه‌السلام ـ قال للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إن الله يقرئك السلام وقد أمر ملك الجبال أن يطيعك ـ عند ما آذته قريش ـ فسلم عليه الملك وقال : إن أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين ـ أي الأرضين ـ فعلت. فصبر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ واحتسب. وأعظم من ذلك وأشرف مقامه المحمود في الشفاعة الكبرى يوم لا يتقدمه أحد إذ يقول الله تعالى له : «ارقع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع» وقيل : ما رأى أحد من الأنبياء جبريل عليه‌السلام ـ في صورته الحقيقية غير محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مرتين : مرة في الأرض ومرة في السماء.

٥٦٨

** (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى .. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) : هذان القولان الكريمان هما نصا الآيتين الكريمتين الثامنة والتاسعة .. المعنى : ثم قرب جبريل ـ عليه‌السلام ـ من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فتعلق به أو عليه في الهواء ليصعده إلى السماء وقيل : ثم تدلى في الهواء أي إلى الأرض فكان منه على مقدار قوسين أو أقل .. جاء في الصحاح : أراد قابي قوس أي قدري قوس فقلبه لأن لكل قوس قابين وقال الزمخشري : بمعنى : مقدار قوسين عربيتين .. التقدير : فكان مقدار مسافة قربه منه قاب قوسين فحذفت هذه المضافات .. والقاب والقيب والقاد والقيد والقيس : بمعنى المقدار وقد جاء التقدير بالقوس والرمح والسوط والذراع والباع والخطوة والشبر والفتر والإصبع. وجاء في الحديث «لقاب قوس أحدكم من الجنة وموضع قده خير من الدنيا وما فيها» وقيل «قاب قوسين» هو كناية عن المعاهدة على لزوم الطاعة لأن الحليفين في عرف العرب إذا تحالفا على الوفاء والصفاء ألصقا وترى قوسيهما.

** (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة وفيه تفخيم للوحي الذي أوحي إليه .. بمعنى : ما أراد الله أن يوحيه إليه. أي فأوحى الله تعالى إلى عبده ـ عبد الله ـ وهو محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ما أراد الله أن يوحيه إليه وإن لم يجر لاسمه عزوجل ذكر لأنه لا يلبس : أي لا يلتبس بمعنى : لا يخفى ولا يشكل ولا يشتبه كقوله في سورة «فاطر» (ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) أي على ظهر الأرض. وقيل : إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى يدخلها الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وعلى الأمم حتى تدخلها أمته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو إشارة إلى ما جاء في الآية الكريمة المذكورة. وقوله «ما أوحى» تفخيم للوحي الذي أوحي إليه والتفخيم لما فيه من الإبهام كأنه أعظم من أن يحيط. وقيل : أوحي إليه : إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك.

** (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) .. ومناة الثالثة الأخرى : هذان القولان الكريمان هما نصا الآيتين الكريمتين التاسعة عشرة والعشرين .. اللات والعزى : اسمان لأشهر الأصنام .. المعنى : أرأيتم آيات أوثانكم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى كما رأى محمد آيات ربه؟ فالأصنام .. اللات : كانت لثقيف بالطائف وقيل كانت بنخلة تعبدها قريش .. واللفظة «فعلة» من «لوى» لأنهم كانوا يلوون عليها : أي يطوفون وزعموا أنه سمي برجل كان يلت عنده السمن بالزيت ويطعمه الحاج. وعن مجاهد : كان رجل يلت السويق بالطائف : بمعنى : يبل السويق بشيء من الماء أو يخلطه بزيت أي بالسمن. والسويق : هو دقيق ناعم من الحنطة والشعير .. وكانوا يعكفون على قبر ذلك الرجل فجعلوه وثنا .. والعزى : كانت لغطفان وهي سمرة من شجر الطلح .. وأصله : مؤنث الأعز وأصنام قريش كانت مؤنثات .. وقد بعث إليها رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خالد بن الوليد فقطعها فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها وهو يقول :

يا عز كفرانك لا سبحانك

إني رأيت الله قد أهانك

ورجع فأخبر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال عليه الصلاة والسلام : تلك العزى ولن تعبد أبدا. أما «مناة» فهي صخرة كانت لهذيل وخزاعة .. وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : هي لثقيف. و «مناة» «مفعلة» من «النوء» كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا بها وهناك أسماء أخرى لأصنام سيرد ذكرها مع شرحها في سورة «نوح».

٥٦٩

** (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى : ما كذب فؤاد محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ما رآه ببصره من صورة جبريل ـ عليه‌السلام ـ أي ما قال فؤاده لما رآه : لم أعرفك لأنه عرفه بقلبه كما رآه بصره ويؤيد ذلك أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سئل : هل رأيت ربك؟ فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : رأيته بفؤادي .. وبمعنى ما كذب فؤاد محمد من عجائب الملكوت ما رآه بصره منها لأنه كان عرفها قبل أن يراها أو ما كذب القلب البصر بما حكاه له فإن العلويات تدرك أولا بالقلب ثم تنتقل منه إلى البصر.

** (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين والإشارة إلى القسمة الجائرة .. وعن هذا الحرف «إذا» و «إذن» ومعناه وطريقة رسمه ـ رسم آخره ـ بعض الآراء واختلف في كتابته وهو في الآية الكريمة حرف ملغى لأنه جاء في وسط الكلام. ويرى الفراء أن اللفظة تكتب بالألف وأنها منونة وقال غيره من علماء اللغة تكتب بالنون لأنها مثل «لن» و «أن» ولا يدخل التنوين في الحروف ويرى الزركشي وهو من المفسرين أن معنى «إذن» الجواب والجزاء في حين يرى التنوخي وهو من البلاغيين أن معناها التقرير والتعليل. وقيل إذا كانت «إذن» متوسطة في الكلام فهي ملغاة أي عدم نصبها الفعل المضارع وكتابتها بالألف «إذا» وإن كانت في أول الكلام وكان الذي بعدها مستقبلا نصبت الفعل أما فيما يتعلق بكتابتها فقد نص الرماني على أن اختيار البصريين هو أن تكتب «إذا» بالألف وأما اختيار الكوفيين فهو كتابتها بالنون «إذن» وهذا خلاف ما ذكره ابن النحاس الذي قال بإلغائها في القرآن الكريم ويجوز ذلك في كلام العرب في حين قال المبرد : أشتهي أن أكوي يد من يكتب «إذن» بالألف لأنها مثل «لن» و «أن» ولا يدخل التنوين في الحروف. وعد حكي كتابتها بالنون عند حذاق النحويين ونسب إلى الفراء كتابتها بالألف. و «ضيزى» بمعنى : جائرة وقد أمر الله تعالى نبيه الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ باستفتاء قريش عن وجه القسمة الجائرة .. وقد كانت قريش تكره البنات بشدة وتئدهن أي يدفنونهن وهن حيات وهي عادة جاهلية منعها الإسلام بعد انتشاره. وكانت كندة تئد البنات وقال الفرزدق :

ومنا الذي منع الوائدات

وأحيا الوئيد فلم توأد

يعني الفرزدق بشعره الذي قاله مفتخرا جده صعصعة .. قدم على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فعرض عليه الإسلام فأسلم فقال : وما عملت؟ قال : أحييت ثلاثا وستين من الموءودة اشترى كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل ؛ فهل لي في ذلك أجر؟ فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : هذا من باب البر ولك أجره إذ من الله عليك بالإسلام. و «الوئيد» في بيت الشعر بمعنى : الموءودة. كان الرجل منهم إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها ـ أن يتركها حية ـ ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية .. وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية فيقول لأمها : طيبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها وقد حفر لها بئرا في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها : انظري فيها ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض. يقال : وأد البنت يئدها .. من باب «وعد» بمعنى : دفنها حية فهي موءودة ووئيدة ووئيد ـ فعيل بمعنى مفعول ـ وهو وائد ـ اسم فاعل ـ وقيل : الفعل «وأد ـ يئد ـ مقلوب من «آد ـ يئود : إذا أثقل .. يقال : وأد فلانا : أي أثقله لأنه إثقال بالتراب.

٥٧٠

(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) (٥)

(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لوحي أو في محل نصب حال من ضمير الغائب الهاء في «يوحى إليه» أي من محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهي فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب في محل نصب مفعول به أول مقدم وحذف المفعول به الثاني للفعل «علم» اختصارا بمعنى : علمه إياه ملك شديد القوى أي علم محمدا القرآن ملك شديدة قواه وهو جبريل ـ عليه‌السلام ـ فحذف الموصوف «ملك» وأقيمت صفته «شديد» مقامه. شديد : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. القوى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) (٦)

(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) : صفة ثانية للموصوف المحذوف «ملك» مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. مرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. الفاء سببية و «استوى» فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) (٧)

(وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) : الواو حالية والجملة الاسمية بعده في محل نصب حال. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. بالأفق : جار ومجرور متعلق بخبر «هو». الأعلى : صفة ـ نعت ـ للأفق مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) (٨)

(ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) : حرف عطف. دنا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. فتدلى : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «دنا» وتعرب مثلها.

٥٧١

(فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٩)

(فَكانَ قابَ) : الفاء عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. قاب : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف بمعنى فكان اقتراب جبريل ـ عليه‌السلام ـ من محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مقدار.

(قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وكلمة «أدنى» معطوفة بأو على «قاب» وتعرب مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) (١٠)

(فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ) : الفاء عاطفة. أوحى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إلى عبده : جار ومجرور متعلق بأوحى والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

(ما أَوْحى) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أوحى : أعرب. والجملة الفعلية «أوحى» صلة الموصول لا محل لها بمعنى ما أراد الله أن يوحيه إليه ..

(ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) (١١)

(ما كَذَبَ الْفُؤادُ) : نافية لا عمل لها. كذب : فعل ماض مبني على الفتح. الفؤاد : فاعل مرفوع بالضمة أي فؤاد محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(ما رَأى) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. رأى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. المعنى : ما رآه ببصره من صورة جبريل أي ما قال فؤاده لما رآه : لم أعرفك .. أو بمعنى : ما أنكر فؤاد محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ البصر فيما رآه من صورة جبريل ـ عليه‌السلام ـ.

٥٧٢

(أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى) (١٢)

(أَفَتُمارُونَهُ) : الهمزة همزة إنكار وتعجب بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. تمارونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : أفتجادلونه الجدال الباطل على ما يراه من آياته الله؟

(عَلى ما يَرى) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتمارون. يرى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : على ما يراه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «يرى» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى. التقدير : على رؤيته ..

(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) (١٣)

(وَلَقَدْ رَآهُ) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. رآه : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به ويجوز أن تكون اللام واقعة في جواب قسم محذوف.

(نَزْلَةً أُخْرى) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق برأى لأن «الفعلة» اسم للمرة من الفعل فكانت في حكمها أو تكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بمعنى : نزل عليه جبريل نزلة أخرى أي مرة أخرى في صورة نفسه فرآه عليها وذلك ليلة المعراج أو تكون في موضع الحال من ضمير الغائب ـ الهاء ـ في «رآه» بمعنى : نازلا نزلة أخرى. أخرى : صفة ـ نعت ـ لنزلة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

٥٧٣

(عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) (١٤)

(عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق برأى وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. سدرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. المنتهى : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر. السدرة هي شجرة النبق وسدرة المنتهى : هي التي ينتهي إليها علم الخلائق أو أعمالهم وهي في السماء السادسة أي في أعلى مكان في السماء والله أعلم بحقيقتها.

(عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) (١٥)

(عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) : الجملة الاسمية في محل نصب حال من «السدرة». عند : ظرف مكان أو زمان أيضا منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخبر مقدم وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. جنة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. المأوى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى الجنة التي يأوي أي ينزل إليها المؤمنون الأتقياء.

(إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) (١٦)

(إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ) : اسم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق برأى. والجملة الفعلية «يغشى ..» مع الفاعل في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد «إذ». يغشى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر أي يغطي. السدرة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وقدم المفعول على الفاعل.

(ما يَغْشى) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. يغشى : أعربت. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يغشى» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما يغشاها بمعنى : إذ يغطي السدرة ما يغطيها من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله مما لا يمكن التعبير عنه من أسرار الله تعالى وملائكته.

٥٧٤

(ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى) (١٧)

(ما زاغَ الْبَصَرُ) : نافية لا عمل لها. زاغ : فعل ماض مبني على الفتح. البصر : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى ما مال بصر محمد عن الرؤية.

(وَما طَغى) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. طغى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى وما جاوز أو تجاوز الحد أي ما جاوز ما أمر برؤيته.

(لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) (١٨)

(لَقَدْ رَأى) : اللام لام الابتداء والتوكيد أو واقعة في جواب قسم محذوف بتقدير : والله لقد رأى .. قد : حرف تحقيق. رأى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(مِنْ آياتِ رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق برأى أو بحال مقدمة من «الكبرى» لأنها متعلقة بصفة لها قدمت عليها. ربه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه.

(الْكُبْرى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر أو تكون «من» للتبعيض قائمة مقام مفعول «رأى» بمعنى : رأى بعض آيات ربه الكبرى. و «الكبرى» صفة للآيات مجرورة مثلها وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف للتعذر أو يكون المعنى : لقد رأى محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الآية الكبرى في ليلة المعراج من آيات ربه فحذف الموصوف «الآية» وحلت الصفة «الكبرى» محلها.

(أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى) (١٩)

(أَفَرَأَيْتُمُ) : الهمزة همزة تأنيب وتهكم بلفظ استفهام. الفاء تزيينية. رأيتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء

٥٧٥

ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(اللَّاتَ وَالْعُزَّى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والعزى : معطوفة بالواو على «اللات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر وهما اسما صنمين وهما مؤنثتان.

(وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) (٢٠)

(وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) : معطوفة بالواو على «اللات والعزى» منصوبة مثلهما وعلامة نصبها الفتحة ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف. الثالثة : صفة ـ نعت ـ لمناة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. الأخرى : صفة ثانية لمناة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر وجاءت الصفتان للذم. أو لتأكيد الذم. والأخرى : بمعنى : المتأخرة الوضيعة القدر.

(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى) (٢١)

(أَلَكُمُ الذَّكَرُ) : الجملة الاسمية في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف بتقدير : قيل لهم : ألكم الذكر أي أتدعون لكم الذكر أي الولد الذكر وله الأنثى .. أي ولله الإناث فتقولون إن الملائكة بنات الله وأنتم تكرهون أن تكون لكم البنات أي لا ترضونهن لأنفسكم. الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام.

لكم : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. الذكر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والميم في «لكم» علامة جمع الذكور وحرك بالضم لالتقاء الساكنين.

(وَلَهُ الْأُنْثى) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على الجملة الاسمية «لكم الذكر» وتعرب إعرابها وعلامة رفع «الأنثى» الضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى كيف جعلتم الإناث اللائي تحتقروهن وكيف جعلتم الملائكة وهذه الأصنام بنات لله وشركاء وأندادا له وتسمونهن آلهة وجعلتم الذكور. لكم وأنتم تفخرون بهم؟

(تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) (٢٢)

٥٧٦

(تِلْكَ إِذاً) : تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والإشارة إلى القسمة. إذا : حرف جواب ملغاة لأنها في وسط الكلام لا عمل لها.

(قِسْمَةٌ ضِيزى) : خبر «تلك» مرفوع بالضمة المنونة. ضيزى : صفة ـ نعت ـ لقسمة مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : قسمة جائرة. من ضازه ـ يضيزه .. إذا ضامه.

(إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) (٢٣)

(إِنْ هِيَ) : مخففة من «إن» لا عمل لها مهملة بمعنى «ما» النافية. هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ يعود على الأصنام.

(إِلَّا أَسْماءٌ) : أداة حصر لا عمل لها. أسماء : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : مجرد أسماء ليس تحتها في الحقيقة مسميات أو تعود «الأسماء» على «اللات والعزى ومناة».

(سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والسبعين من سورة «الأعراف».

(إِنْ يَتَّبِعُونَ) : أعربت. يتبعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : ما يتبعون في هذه التسمية.

(إِلَّا الظَّنَ) : أداة حصر لا عمل لها. الظن : مفعول به منصوب بالفتحة بمعنى : إلا توهم أن ما هم عليه حق.

(وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول «يتبعون». تهوى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. الأنفس : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «تهوى الأنفس» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : وما تهواه نفوسهم أي وما تشتهيه نفوسهم و «ما» معطوف على «الظن».

٥٧٧

(وَلَقَدْ جاءَهُمْ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. جاء : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم.

(مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) : جار ومجرور متعلق بجاء و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه أو يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة مقدمة من الهدى : الهدى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : جاءهم الدليل على أن دينهم باطل.

(أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى) (٢٤)

(أَمْ لِلْإِنْسانِ) : حرف عطف. وهي «أم» المنقطعة وهي بمعنى حرف الإضراب «بل» والهمزة فيها للإنكار أي ليس للإنسان. للإنسان : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم بمعنى هل ينال المرء كل ما يتمناه من أن الأصنام تشفع له؟

(ما تَمَنَّى) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. تمنى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما تمناه.

(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) (٢٥)

(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ) : الفاء استئنافية. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر مقدم. الآخرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(وَالْأُولى) : معطوفة بالواو على «الآخرة» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى هو مالكهما فهو يعطي منهما ما يشاء ويمنع ما يشاء.

(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) (٢٦)

٥٧٨

(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ) : الواو استئنافية. كم : خبرية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. من ملك : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «كم» و «من» حرف جر بياني. التقدير : عدد كثير حال كونه من الملائكة.

(فِي السَّماواتِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ملك» التقدير : كائن في السموات.

(لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «كم». لا : نافية لا عمل لها. تغني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. شفاعة : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه و «شيئا» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون مفعولا مطلقا في موضع المصدر أي إغناء شيئا.

(إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ) : أداة حصر لا عمل لها. من بعد : جار ومجرور متعلق بتغني. أن : حرف مصدري ناصب.

(يَأْذَنَ اللهُ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ولفظ الجلالة «الله» فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر مضاف إليه.

(لِمَنْ يَشاءُ) : اللام حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيأذن. يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : لمن يشاء منهم.

(وَيَرْضى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يشاء» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى) (٢٧)

(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن».

٥٧٩

(لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالآخرة : جار ومجرور متعلق بيؤمنون بمعنى بالحياة في الدار الآخرة.

(لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ يسمون : تعرب إعراب «يؤمنون». الملائكة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى يطلقون على الملائكة أسماء الإناث.

(تَسْمِيَةَ الْأُنْثى) : مفعول به في موضع المصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الأنثى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى ويزعمون أن الملائكة بنات الله أي يصف المشركون كل ملك تسمية الأنثى.

(وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (٢٨)

(وَما لَهُمْ بِهِ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. به : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة مقدمة من «علم» أي ما لهم بذلك أي بما يقولون.

(مِنْ عِلْمٍ) : حرف جر زائد لتوكيد معنى النفي. علم : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر.

(إِنْ يَتَّبِعُونَ) : مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. يتبعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(إِلَّا الظَّنَ) : أداة حصر لا عمل لها. الظن : مفعول به منصوب بالفتحة بمعنى : ما يتبعون بهذه التسمية إلا الخيالات والظنون.

(وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الظن : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لا : نافية لا عمل لها.

٥٨٠