علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي
المحقق: عبد الإله أحمد نبهان و محمّد فاتح صالح زغل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مركز زايد للتراث والتاريخ
المطبعة: دار البارودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
ISBN: 9948-06-105-5
الصفحات: ٤٠٦
مقدمة المؤلف
[س ٣] [م / ١] بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
قال عبد الله الفقير إلى رحمته عليّ بن عبد الرحمن بن هذيل وفّقه الله : الحمد لله المنعم بسوابغ المنن والآلاء ، المحسن بجلائل القسم والنعماء ، الذي أكرمنا بالإسلام وهدانا برحمته إلى دار السلام ، وأخرجنا إلى نور الهدى من ظلم الشّرك والردى ، وجعلنا ممّن وفّق لطاعته وبكتابه اقتدى.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد عبده ورسوله نبيّ الملاحم ، ومتمّم المكارم الذي ختم به النبيين ونسخ بشريعته شرائع الأولين والآخرين ، فمحا ـ عليهالسلام ـ بسيوف حزبه المجاهدين مقال الملحدين ، وكفّ بأوليائه المهتدين أكفّ المارقين ومكر المعتدين ، وأظهر على كلّ ثنية وفد الله وركبه ، وأشعر دينه القيّم شرق المعمور وغربه ، صلاة تنظم في سلكها أهله الطاهرين وصحبه ، وسلّم كثيرا.
أما بعد :
ـ كتب الله النصر المؤيّد ، والعزّ المؤبّد ، والثناء المخلّد ، للمقام الكريم / [س ٤] السنيّ الجليل ، الطاهر العليّ ، مقام مولانا وملجئنا ومنجانا ، وعصمة ديننا ودنيانا ، ظهير الدين وعماد المؤمنين ، وخليفة ربّ العالمين ، [قمر السّعد وصفوة بيت الملك الرفيع المجد ، ذي الآثار العليّة والمآثر الجهاديّة] الشهير المناقب ، العالي المراتب ، أمير المسلمين الغنيّ بالله أبي عبد الله محمد (١) ابن الهمام الأوحد الأشرف الأمجد ، المثيل الخطير ، الشهير الكبير ، الكريم المآثر ، السامي المفاخر ، أمير المسلمين
__________________
(١) تولّى مملكة بني الأحمر عام ٧٩٧ ه وهو السلطان الحادي عشر من ملوك الدولة النصرية.
المقّدس أبي الحجّاج يوسف ابن مولانا الهمام الأعلى ، الأوحد الأسمى ، الأشهر الأكبر الأرضى ، المجاهد الأمضى ، حامي حمى الإسلام ، وصدر الملوك وعلم الأعلام ، أمير المسلمين المقدس أبي الوليد إسماعيل بن نصر ، وارث الفخر الأنصاريّ ، ومنتهى الشرف العربيّ ، وناهيك من شرف صميم ، ومنتمى كريم ، وفخر كبير ، وعلاء شهير ، ومجد ما فوقه مرتقى لمجد ، ولا مجال لحمد ، وقدر رفع الله محلّه على الأقدار ، وجعل نجاره من السادة الأخيار ، البررة الأنصار ، الذين ثبتوا مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند الفرار ، وكابدوا من أجله حدّ الذّوابل وذلق الشّفار : سؤدد يكلّ في وصفه القرطاس والقلم ، وتعجز / [س ٥] عن حصره العرب والعجم / [م ٢].
فما جازه مجد ولا حلّ دونه |
|
ولكن يصير المجد حيث يصير (١) |
ملك الدنيا الذي وقع عليه الإصفاق ، والتأم به الاتّفاق ، وتحدّثت بسيره الجميلة الرفاق ، فتشوّفت إليه الشام والعراق ، اليمن مكتنف بسلطانه ، والظفر مبتسم عن سنانه ، والنّجح عاقد لوائه ، والحمد نسج ردائه ، إذا خفق لواؤه ، أذنت بالنصر هيجاؤه ، وإن غزا قوما أو نهد إلى بلد ، تقدّمه جيشان من الرعب والعدد ، ولو لم يقد جحفلا ، لكان بنفسه في الحروب متكفلا ، وكيف لا؟!! وهو قد سلب البغاة الأمر قسرا ، وأكسب الطغاة من
__________________
(١) هذا البيت لأبي نواس من قصيدته التي مدح بها الخصيب أمير مصر وأولها :
أجارة بيتينا أبوك غيور |
|
وميسور ما يرجى لديك عسير |
ص ٤٨٠ ـ ٤٨١ ، ديوان أبي نواس «أحمد عبد المجيد الغزالي» المجلد الثاني ، الناشر دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ بلا تاريخ.