أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي
المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٥
ابن سَلول أختُ عبد الله بن أُبيّ ، وهي التي قالت لرسول الله عليهالسلام : «ما أُعتِبُ على ثابتٍ في دِين ولا خُلُقٍ» أي لا أحقِد عليه. واختلعَتْ منه بحديقةٍ.
(فتجمَّل) (١) : في (خص). [خصص].
(ليس الجمل) : في (يد) (٢).
جمم : (جَمَ) الماءُ : كثُر (جُموماً) ومنه :
إنْ تغفر اللهمّ فاغفِرْ جَمّاً (٣).
أي ذنْباً جمَّاً كثيراً.
و (الجُمّة) بالضم : مجتَمع شَعر الرأس ، وهي أكثر من الوَفْرة.
وقوله : «رأى لُمعَةً فغسلها بجُمّتِه» أي بِبلّة جُمّته ، على حذف المضاف.
و (جُمام المَكسُّوك) بالضم : ما علا رأسَه بعد الامتلاء فوق طِفَافِه. والفتح والكسر لغة ، ومنه قوله في الكيل : «وإن كان يَمسح على الجُمام فكذلك» (٤).
__________________
(١) في قول الشاعر : وإذا تصبك خصاصة فتجمل.
(٢) كذا ، ولم يذكر شيء في الياء والدال. ولعله يريد قول الشاعر :
وإذا جوزيت قرضاً فاجزه |
|
إنما يجزي الفتى ليس الجملْ |
(٣) ع : «تغفر جما». وهو لأمية بن أبي الصلت كما في أحاديث الشعر «٥٥» وهو في ديوانه ٤٩١. وقد تمثل به النبي صلىاللهعليهوسلم ، وبعده : «وأي عبدِ لك لا ألما».
(٤) بعدها في ط : «يعني مسح الكيال على رأس القفيز». وهي مثبتة في هامش الأصل بخط مغاير.
وكبش (أجَمّ) : لا قرنَيْ له ، والأنثى (جَمّاء) وجمعها (جُمٌ).
ومنه : «تُبنى المساجد جُمّاً» أي لا شُرَفَ لجُدْرانها.
و (الجَمْجَمة) : إخفاء الكلام في الصدر. والمَجْمَجة مثلها ، عن الزوزَني.
و (الجُمْجُمة) بالضم : عظام الرأس ، ويُعبَّر بها عن الجُملة فيقال : (٤٩ / ب) «وضَع الإمامُ الخَراجَ على الجَماجم ، على كل جُمجمة كذا».
[الجيم مع النون]
جنب : (أجْنَب) الرجل : من (الجنابة) ، وهو وهي وهم وهنّ (جُنُبٌ). وفي حديث (١) صفوان بن عسال أنه عليهالسلام كان يأمرنا إذا كنا سَفْراً (٢) أن لا نَنْزِع خِفافنا ثلاثة أيام وليالِيَهُنّ ، لا من جَنابةٍ ، ولكنْ من غائطٍ أو نومٍ أو بَوْل. وفي شرح السُّنة : «إلَّا من جَنابةٍ لكنْ من بولٍ» (٣) والأول أحسن. وقوله : «الماء لا يُجْنِب (٤)» أي لا يَنْجَسُ ، مجاز.
و (جُنِبَ) فهو (مَجْنوب) : أصابه (ذاتُ الجَنْب) وهي علة معروفة.
و (جَنْبٌ) : حيٌّ من اليمن إليهم يُنسب حُصين (٥) بنُ جُنْدَب الجَنْبيُ وكنيته أبو ظِبْيانَ ، بالكسر ، والصواب الفتح (٦) عن أهل اللغة ، وحديثه في السِّيَر.
__________________
(١) ع : وحديث.
(٢) قوله : «إذا كنا سفراً» ليس في ع ، ط.
(٣) سقطت كلمة «بول» من ع.
(٤) بضم الياء وكسر النون كما في الأصل. وفي ع بفتح النون.
(٥) ع : حسين.
(٦) ع : بالفتح.
«ولا جَنب» : في (جل). [جلب].
«جَنيباً» : في (جم). [جمع].
جنح : (جنَح جُنوحاً) : مالَ. و (اجتَنح) مِثله. وفي التنزيل : «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها (١)» وفي حديث علي رضياللهعنه : «فجاء شيخ كبير قد اجتَنح يَدِفُّ» أي مالَ إلى الأرض معتمداً بكفَّيه على رُكبتيه من ضَعفه. وعن أبي هريرة أن رسول الله عليهالسلام أمر (٢) (بالتجنُّح) في الصلاة ، فشكا ناسٌ إلى النبي عليهالسلام الضعفَ ؛ فأمرهم أن يَستعينوا بالرُّكَب : قيل : (التجنّح) و (الاجتناح) هو أن يعتمد على راحتيه في السجود مُجافياً لِذراعيْه غيرَ مفترشيهما. «الدَّفيف» (٣) : الدبيب ، من باب ضرب.
جند : (الجُنْد) : جمعٌ مُعَدٌّ للحرب ، وجمعه (أجناد) و (جُنود). وبتصغيره سُمِّي والد محمد بن الجُنَيْدِ ؛ هكذا في مختصر الكرخي. وفي المتشابه : محمد بن عبد الله بن الجُنَيْدِ الجُنَيْديّ ، يَروي عن أبي حَثْمة ، وعنه شُعْبةُ.
(٥٠ / أ) و (جُنادة) بالضم والتخفيف : ابن أبي أميّة الدَّوْسِيُّ ، صحابيٌّ.
جنز : (الجِنازة) بالكسر : السَّرِير ، وبالفتح : الميّتُ.
وقيل هما لغتان. وعن الأصمعي : لا يقال بالفتح ، وعن الليث : العرب
__________________
(١) الأنفال ٦١.
(٢) ع : أمره.
(٣) في قول علي : «اجتنح يدف». وقد تقدم في أول هذه المادة. وشرح هذه الكلمة ساقط من ع.
تقول : طُعن فلان في جَنازته (١) ، ورُمي في جِنَازته إذا مات.
حديث عديّ (٢) الجُذاميّ : «قلت : يا رسول الله كانت لي امرأتان اقتتلتا فرميتُ إحداهما فرُميَتْ في جنازتها» ؛ فقال عليهالسلام : «اعقِلْها ولا ترثها» يعني ماتت هي ، وإنّما قالوا هذا لأن جنازتها تصير مَرميّاً بها ، والمراد بالرمي : الحمل والوضع.
جنس : (الجِنْس) عن أئمة اللغة : الضَّرْبُ من كل شيء ، والجمع (أجناس). وهو أعمّ من النوع ؛ يقال : «الحيوان جنس والإنسان نوع» ؛ لأنه أخصّ من قولنا : حيوانٌ ، وإن كان جنساً بالنسبة إلى ما تحته ، والمتكلمون على العكس يقولون : الألوان نوع ، والسواد جنس.
ويقال : فلان (يجانس) هذا ، أي يشاكله ، وفلان يُجانس البهائمّ ، ولا يُجانس الناس ، إذا لم يكن له تمييز ولا عقل ؛ قاله الخليل.
وعن الأصمعي أنّ هذا الاستعمال مولّد ، والذي أفاد أهلُ اللغة بالجنس أنَّ ما شارَكه فيما لأجله يَستحِقّ (٣) الاسمَ كان هو مع ذاك (٤) ضَرْباً واحداً. والأول مذهب الفقهاء ؛ ألا تراهم يقولون في السلَم : إنه لا يجوز إلا في جنسٍ مَعلوم ويَعنون به كونه تَمْراً أو حنطةً ، وفي نوع معْلوم ويعنون به التمر : كونَه بَرْنِيّاً أو مَعْقليّاً (٥) ، وفي الحنطة : كونَها خريفيّةً أو ربيعيّة.
وأما قوله : أوصى بثلث ماله لأهل بيته ؛ فهذا على بني أبيه ، وكذا إذا أوصى لجِنْسه ، لا يَدخل في ذلك أحد من قرابة (٦) الأمّ. هذا
__________________
(١) في الأساس : طعن في نيطه إذا مات.
(٢) من هنا إلى آخر مادة «جنز» ساقط من ع ومثبت في ط وهامش الأصل.
(٣) كتب تحتها في الأصل : «استحق». وهي كذلك في ع. ط.
(٤) ع : ذلك.
(٥) البرني : أجود التمر. والمعقلي : نوع من التمر بالبصرة.
(٦) ط : قرابات.
لفظ رواية (١) الزيادات والقُدوري أيضاً ، وهو الصواب.
وفي شرح الحلوائي : «لِحَسِيبه (٢)» ، قال : «لأن الحَسِيب هو كل من يُنسَب إلى من يُنسَب هو إليه». وفيه نظر ؛ وتقريره (٥٠ / ب) في (حس). [حسب].
جنف : (الجَنَف) : المَيْل ، ومنه (جَنِفَ) عليه إذا ظلَم ، من باب لَبِس. وعن بعض الفقهاء : «يُردّ من جَنَفِ الناحِل ما يُردّ من جَنَف الوصيّ (٣)» : يعني بالناحل مَن يَنْحَل بعضَ ولَده فيفضّل بعضَهم (٤) على بعض بِنُحْلِه (٥) فيَجْنَف.
وفي الحديث : «ما تَجانَفْنا لإثم» أي لم ننحرف إليه ولم نَمِلْ ، يعني ما تعمّدنا في هذا ارتكابَ المعصية (٦).
جنن : (جَنَّه) : ستَره ، من باب طلب. ومنه (المِجَنّ) التُّرس ، لأن صاحبه يتستَّر به. وفي رسالة أبي يوسف : «ولا قطْع فيما دون ثمن المجنّ» وهو عشرة دراهم ، عن ابن عباس. ولفظ الحديث في الفردوس : عن سعد بن مالك عن النبيّ عليهالسلام : «لا تُقطع اليد إلّا في ثمن المجنّ».
قال : والمجنّ يومئذ ثمنُه دينارٌ أو عشرة دراهم. وفيه : عن ابن عُمر ، وابن مسعود : «لا قَطْع فيما دون عشرة دراهم».
و (الجَنّة) : البستان ، ومنها قوله : «لأنه لا يُستَنْبَتُ (٧)
__________________
(١) ط : روايات.
(٢) أي بدل قوله : «لجنسه».
(٣) ع ، ط : الموصي.
(٤) ع : بعض ولده.
(٥) بضم النون وسكون الحاء ، مصدر نحل : إذا أعطى شيئاً من غير عوض. وفي ع : بنحلة ، بكسر النون وسكون الحاء وتاءِ بعد اللام ، وهما بمعنى.
(٦) ع : معصية.
(٧) أي القصب. وفي ع : لأنها تستنبت.
في الجِنان» أي البساتين. و (الجنّة) عند العرب : النخل الطِوال.
قال زهير :
كأن عينيَّ في غَربَيْ مُقتَّلةٍ (١) |
|
مِنَ النّواضحِ تَسقي جنّةً سُحُقا |
و (الجنين) : الولد ما دام في الرَّحِم. و (الجُنون) : زوال العقل أو فساده (٢).
و (الجِنّ) : خلاف الإنس ، و (الجانُ) أبوهم. و (الجانّ) أيضاً : حيّة بيضاء صغيرة. وفي شرح الجامع الصغير للصدر الشهيد (٣) : «الجِنّيّ من الحيات : الأبيضُ» ؛ وفيه نظر.
جني : (الجِناية) : ما تَجنيهِ من شرّ ، أي تُحْدِثه ، تسميةً بالمصدر ، من (جَنى) عليه شرّاً ، وهو عامّ إلا أنه خُصّ بما يَحْرُم من الفعل ، وأصله من (جَنْي) (٤) الثمر وهو أخْذه من الشجر (٥).
[الجيم مع الواو]
جوب : (٥١ / أ) في الحديث : «أيُّ الليل (٦) أجْوَبُ» أيْ : أيّ أجزائِه وساعاتِه أسرع جواباً؟ وهو مجاز ، فقالَ : «جوفُ الليل الآخِر أو الغابِر» أي الجزء الباقى.
__________________
(١) الصدر من ط وهامش الأصل. والبيت في ديوان زهير ٣٧. الغرب : الدلو الضخمة. والمقتلة : المذللة. والناضح : البعير يستقى عليه. والسحق : المتباعدة النواحي.
(٢) ع : وفساده.
(٣) للصدر الشهيد : من ط. وفي ع : للشهيد. وانظر مادة «ثمن».
(٤) ع : جنى ، مقصوراً.
(٥) ع : الشجرة.
(٦) على حذف المضاف وهو : ساعات. وقوله : «أجوب» باعتبار الملازمة ، أي يجاب فيه ويقطع فيه. وعبارة ع : «آناء الليل
جوث : (جُواثاءُ) : قرية بالبحْريْن ، بالمدّ عن الأزهري.
والقصْر هو المشهور (١).
جوح : (الجائحة) : المصيبةُ العظيمة التي تجتاح الأموال ، أي تستأصِلها كلَّها. وسَنَةٌ (جائحة) : جَدْبةٌ. ومنه : «في السنينَ الجَوائحِ». وعن الشافعي : هي كل ما أذهب الثمرةَ أو بعضَها من أمرٍ سماويّ. ومنه الحديث : «أمرَ بوضع الجوائح» أي بوضْع صدقات ذواتِ الجوائح ، على حذف الاسمين (٢) ، يعني ما أُصيب من الأموال بآفةٍ سماوية لا تؤخذ منه صدقةٌ.
جوخ : في الإباق : (جَوْخَى) بوزن فَوْضى : موضعٌ بالسواد (٣).
جود : (جَواداً) : في (غذ). [غذذ].
جور : (جار) عن الطريق : مال. و (جار) : ظلَم ، (جَوْراً). وفي حديث علي رضياللهعنه : «إنه لَجَوْرٌ» أي ذو جَوْرٍ ، يعني جار فيه الحاكمُ ؛ أي مال عن مُرّ القضاء (٤) فيه.
و (أجارهُ يُجيره إجارةً) : أغاثَه. والهمزة للسَّلْب. ومنه قوله : «أجِرْني ، فقال : ممّاذا؟ فقال (٥) : من دمٍ عمد» أي من هذه الجِناية.
و (الجار): المُجِير والمُجَار ، و (الجار) أيضاً : المجاوِر ، ومؤنثه الجارَة. ويقال للزوجة (جارَة) لأنها تُجاور زوجَها في محلّ واحدِ.
__________________
(١) في طبعة التهذيب ١١ / ١٦٩ : «جواثى قرية بالبحرين معروفة». وفي معجم ياقوت : «يمد ويقصر ، حصن لعبد القيس بالبحرين».
(٢) يعني الصدقات والذوات.
(٣) في معجم ياقوت : «جوخا ، بالضم والقصر ، وقد يفتح : اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد».
(٤) ع : مر الحكم والقضاء.
(٥) ع : قال.
وقيل : العرب تَكْني عن الضرّة بالجارة تطيُّراً من الضرر. ومنه : «كان ابن عباس ينام بين جارتيْه».
وفي حديث حَمَل بنِ مالك : «كنتُ بين جارَتَيَّ فضرَبتْ إحداهما الأخرى».
جوبر : (الجُوَيْبار) : فارسيّ ، وهو الجدول (٥١ / ب) على شَطَّيْه أشجارٌ.
جوز : (جاز) المكانَ و (أجازه وجاوَزه وتجاوَزه) : إذا سار فيه وخلَّفه ، وحقيقتُه : قطَع جَوْزَه ـ أي وسطَه ـ ونفَذ فيه ، ومنه : (جاز) النكاحُ أو البيعُ إذا نفذ. و (أجازه) القاضي : إذا نفّذه وحكَم (١). ومنه (المُجيز) : الوكيل أو الوصيّ ؛ لتنفيذه ما أُمِرَ بهِ ، وهو في اصطلاح أهل الكوفة. وعليه حديث شُرَيحٍ : إنه كان يجيز بيْع كلّ مُجيزٍ ، وقيل هو العبد المأذون له.
و (جَوَّز الحكْمَ) : رآه جائزاً ، و (تجويز) الضَّرّاب (٢) الدراهمَ.
أن يجعلها رائحة جائزة (٣).
و (أجازه) بجائزة سَنية : إذا أعطاه عطيةً ، ومنها (جَوائز الوُفود) للتُحَف واللَطَف (٤) ، وأصله من (أجازه) ماءً يَجُوز (٥) بهِ الطريقَ : إذا سقاه. واسم ذلك الماءِ : (الجَوازُ). وبه سُمِّي صكّ المسافر الذي يأخذه من السلطان لئلا يُتعرَّض له. وفي الحديث : «الضيافة ثلاثة أيام ، وجائزته يومٌ وليلة» أي يُعطَى ما يَجوز به مسافةَ يوم وليلة ، عن الأزهري (٦) ؛ وعن مالِك : يُكْرِمه ويُتْحِفه ويَحفَظه يوماً وليلة.
و (تجاوزَ) عن المسيء و (تجوَّز) عنه : أغضَى عنه وعفا.
__________________
(١) ع : وحكم به.
(٢) ط : الصراف ، تحريف.
(٣) ع ، ط : جائزة رائجة.
(٤) اللطف ـ بفتحتين ـ الهدايا ، ج لطفة.
(٥) ع : ما يجوز.
(٦) تهذيب اللغة ١١ / ١٥٠.
و (تجوَّز) في الصلاة : ترخَّص فيها وتساهَل. ومنه (تجوَّز) في أخذ الدراهم : إذا روَّجها ولم يَردّها. وقوله : «مَبْنَى (١) الصلح على كذا وكذا وعلى التجوّز بدون الحق» : كأنه ضمّنه معنى الرضا فعدّاه بالباء.
وفي حديث ابن رَواحة : «هذا لك وتجاوَزْ في القَسْم» يعني تجوَّزْ (٥٢ / أ) فيه ؛ وهو ـ وإن لم نسمعه ـ جائز ، لأن الترخُّص والإغضاءَ ـ وهو ترك الاستقصاء ـ من وادٍ واحد.
و (الجَوْز) : تعريب كوز. وإليه نُسب ابراهيم بن موسى الجَوْزيّ ؛ يروي عن سفيان بن عُيينة. وبفَعَّالٍ منه : لُقّب محمد ابن منصور الجَوّاز. وفي الجَرْح : محمد بن منصور بن الجَوّاز بن ثابت بن خالد المكّي الخُزاعي ؛ عن سفيان بن عيينة أيضاً. وكلاهما في شرح القُدوري.
جوس : (جَوْسٌ) (٢) عن الضحاك : «لا طَلاق قبل نِكاح» ؛ هكذا في شرح الجامع الصغير (٣) وهو تحريف ، وإنما الصواب «جُوَيْبِرً» (٤) ـ على لفظ تصغير جابرٍ ـ عن الضحاك عن النَزّالِ بن سَبْرةَ عن عليّ عن النبي عليهالسلام. هكذا في نفي الارتياب. وفي الجرح : هو جُوَيْبر بنُ سعيد البَلْخي ؛ ضعّفه ابن مَعين.
جوع : «الرَضاعة من (المَجاعة)» أي الرضاعةُ التي تثبتُ بها (٥) الحُرْمة ما تكون (٦) في صِغر الصبيّ حيث يَسُدُّ اللَّبنُ جَوْعتَه ،
__________________
(١) ط : وبني.
(٢) أي روى جوس.
(٣) الصغير : من ط.
(٤) أي أن لفظ «جوس» تحريف عن «جويبر». وجويبر لقبه ، واسمه جابر بن سعيد الأزدي ، أبو القاسم البلخي ، نزيل الكوفة ، راوي التفسير ، ضعيف جداً ، مات بعد سنة ١٤٠ ه ـ تقريب التهذيب ١ / ١٣٦.
(٥) في الأصل : به ، والتصويب من ع ، ط.
(٦) ع : ما يكون.
فأما إذا لم يَسدَّها إلا الطعام فلا ، وصاحِبها حينئذٍ لا يسمّى رضيعاً.
جوف : (الجائفة) : الطَّعْنة التي بلغت الجَوْف أو نفذَتْه.
وفي الأكمل (١) : الجائفة ما يكون في اللبّة والعَانةِ ؛ ولا تكون (٢) في العنُق والحلْق ، ولا في الفخذِ والرجْلين (٣). وطعَنه (فأجافه) و (جافه) أيضاً. ومنه الحديث : «فَجُوفُوه» أي اطْعَنوه في جَوْفه.
جول : أبو قَتادة : «أصاب المسلمين (جَوْلةٌ)» : هي كناية عن الهزيمة ولا تستعمل إلَّا في حقِّ الأولياء ، وأصلها (٤) من (الجوَلان).
جوم : (الجَامُ) : طبَقٌ أبيض من زُجاج أو فضة.
ويشهد له ما أنشَد أبو بكر (٥٢ / ب) الخُوارَزْميُّ لعَضُد الدولة :
بَهَطَّةٌ تَعجِزُ عن وصْفها |
|
يا مُدَّعي الأوْصاف بالزُّورِ (٥) |
كأنها وهي على جامِها (٦) |
|
لآلىءٌ في جامِ كافور |
[الجيم مع الهاء]
جهد : (جَهَده) : حمَّله فوق طاقته ، من باب منَع.
ومنه قول عمر رضياللهعنه في المؤذن (٧) : «يَجْهَد نفْسَه» ، وقولُ سعدِ : «أو رجلٌ يَجْهَد أن يَحمِل سلاحَه من الضَعف» ؛ على حذف المفعول ، وتقديره : يَجْهَد نفسَه أي يكلّفها مشقّةً في حمل السلاح.
__________________
(١) هو كتاب «خزانة الأكمل» في فروع الحنفية لأبي يعقوب الجرجاني ، يوسف بن علي ، مات بعد سنة ٥٢٢ ه.
(٢) ع : «الجائفة ما طعن في اللبة والعانة ولا تكون».
(٣) ع : والرجل.
(٤) في نسخة الأصل : «وأصله». وأثبت ما في ع. ط. وفي الهامش : أي في حق المسلمين.
(٥) البهطة والبهط : الأرز يطبخ باللبن والسمن ، معرب. والبيتان في البتيمة ٢ / ٢١٧.
(٦) في هامش الأصل : حالها.
(٧) ع : للمؤذن.
و (أجْهَد) : لغةٌ قليلةٌ (١). و (الجَهْد) و (المجهود) : المشقّة.
ورجل (مَجهود) : ذو جَهْدٍ. و (اجتَهد) رأيَه. و (الجِهاد) مصدر (جاهَدتُ) العدُوَّ ؛ إذا قابلتَه في تحمّل الجَهْد ، أو بَذل كلٌّ منكما (٢) (جُهْده) ، أي طاقَته في دفع صاحبه ، ثم غلَب في الإسلام على قتال الكفار ونحوِه.
جهز : «عثمانُ (أُجهِز) عليه» بضم الأول مبنيّاً للمفعول : من (أَجهزَ) على الجريح : إذا أَسرعَ قتْلَه. وفي كلام محمد : «جرحه رجلٌ وأجهزَ عليه آخَرُ» عبارةٌ عن إتمام القتل.
و (المُجاهِر) ، عند العامّة : الغنيّ من التجّار ، وكأنه أُريد (المُجهِّز) وهو الذي يَبعث التجّارَ (بالجِهاز) وهو فاخر المتاع ، أو يسافر به ، فحرِّف إلى المُجاهِز.
وأما (المجهَّز) في كتاب الحج : فانما عُني به الذي (جُهِّز) ، أي هُيّىء له ما احتاجَ إليه من الزاد والعَتاد ليَحُجَّ عن غيره.
جهض : (أجْهَضْتُه) : عن الأمر : أعجلْته وأزعجتُه.
ومنه الحديث : «طلَبْنا العدوَّ حتى أجهضناهم» أي أنهضناهم وأزلْناهُم عن أماكنهم.
جهم : رجلٌ (جَهْمُ) الوجهِ : عَبوس ، وبه سُمّي جَهْم بن صفوان (٥٣ / أ) المنسوبُ إليه (الجَهْميّةُ) وهي فِرْقة شايعْته على مذهبه وهو القول بأن الجنة والنار تَفنيان (٣) ، وأن الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر (٤) الطاعات ، وأنه لا فِعل
__________________
(١) أي قليلة الاستعمال.
(٢) ع : كل واحدٍ منكما.
(٣) ع : يفنيان.
(٤) ع ، ط : فقط دون سائر.
لأحدٍ على الحقيقة إلا لله تعالى ، وأنَّ العباد فيما يُنسَب إليهم من الأفعال كالشجرة تُحرّكها الريح ، فالإنسان عنده لا يَقدر على شيء إنما هو مُجْبَرٌ في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار ، وإنما يَخلُق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يَخلُق في الجمادات ، وتُنسَب إليه مجازاً كما تُنسَب (١) إليها.
وقوله في مقدمة المنتقَى : «لا يجوز الاقتداء بالجَهْميّ ، ولا المُقاتِليّ ، ولا الرافِضيّ ، ولا القَدَريّ» : فالجَهْميّ هذا. و «المُقاتلي» : ئمَن دان بدين مقاتل بن سليمان ، وهو من رجال «المُرجئة» وهم الذين لا يَقطَعون على أهل الكبائر بشيءٍ من عفوٍ أو عقوبةٍ (٢) بل يُرْجئون الحكْم في ذلك ، أي يؤخّرونه إلى يوم القيامة. يقال : «أرجأتُ الأمر وأرجيْتُه» ، بالهمز أو الياء (٣) ، إذا أخّرتَه. والنسبة إلى المهموز : «مُرْجِئيٌّ» كمُرْجِعيّ (٤) ، وإلى غيره : «مُرْجيٌّ» بياءٍ مشدَّدة عَقيبَ الجيم فقط. وقد تفرَّد مقاتل من هؤلاء بأن الله تعالى لا يُدخل أحداً النار بارتكاب الكبائر ؛ فإنَّه (٥) تعالى يَغفر ما دُون الكفر لا محالة ، وأن المؤمن العاصيَ ربَّه يعذَّب يوم القيامة على الصراط على متْن جهنم ، يُصيبه لَفْح النار ولَهبها فيتألم بذلك على مقدار المعصية (٥٣ / ب) ثم يُدخَل الجنة.
و «الرافضيّ» : منسوب إلى «الرافضة» وهم فرقة من شيعة الكوفة كانوا مع زيد بن علي ؛ وهو ممَّن يقول بجواز إمامة المفضول مع قيام الفاضل (٦). فلما سمعوا منه هذه المقالة وعرفوا أنه لا يتَبرّأ من الشيخينِ رفَضوه ـ أي تركوه ـ فلُقّبوا بذلك ، ثم لزم هذا اللقب كلَّ من غَلا في مذهبه واستجازَ الطعنَ في الصحابة.
__________________
(١) ع ، ط : ينسب.
(٢) ع : عفوٍ ولا عقوبة.
(٣) ع : والياء.
(٤) قوله : «كمُرجعي» ساقطة من ع ، ط.
(٥) ع ، ط : وأنه.
(٦) ط : الأفضل.
وأما «القَدَريّة» : فهم الفِرقة المُجْبِرة الذين يُثبتون كلَّ الأمر بقَدر الله ، ويَنْسبُون القبائح إليه ؛ سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً (١).
وأما تسميتهم بذلك [أنفسَهم](٢) أهلَ العدل والتوحيد والتنزيه فمِن تعكيسهم ، لأن الشيء إنما يُنسَب إليه المُثبِت لا النافي (٣). ومن زعَم أنهم يُثبتون القدَر لأنفسهم (٤) فكانوا به أولى ؛ فهو جاهل بكلام العرب.
وكأنهم لما سمعوا ما رُوي أنه عليهالسلام قال : «القدَريّة مجُوس هذه الأمة» ؛ هَربوا من الاسم وإن كانوا قد ارْتكبوا مُسمّاه.
وعن الحسن عن حذيفة أن النبي عليهالسلام قال : «لُعنت القدريةُ والمُرجئةُ على لسان سبعين نبياً». قال : قيل : ومن القدَرية يا رسول الله؟ قال : «قوم يزعمون أن الله تعالى (٥) قدّر عليهم المعاصي وعذّبهم عليها».
وفي «الأكمل» عن مالك : يُستتاب (٦) ، قال : يعني الجَبرِيّة.
وعن الحسن رضياللهعنه قال : «إن الله بعث محمداً (٧) إلى العرب وهم قَدَريّة مُجْبِرة ، يَحملون ذنُوبهم على الله تعالى (٨)» وتصديقُه في قوله سبحانه : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها ، قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) (٩). أعاذنا الله من المُجازفة والمُكابرة (٥٤ / أ) والإلحاد في آياته (١٠) تعالى.
و (دارُ بني جَهْم) : محَلَّة بمكة ، وبتصغيره كُني (أبو جُهَيم) الأنصاري ؛ ذكره أبو نُعيمِ الحافظُ فيمن عُرف بالكُنى من الصحابة (١١) ،
__________________
(١) قوله : «عن ذلك علواً كبيراً» : زيادة من ع.
(٢) من ط.
(٣) ع : لا إلى النافي.
(٤) ع : لأنفسهم القدر.
(٥) سقطت كلمة «تعالى» من ع ، ط.
(٦) أي يدعى إلى التوبة. وفي ع : «تستتاب القدرية». وعبارة ط : «مالك رحمهالله أنه يستتاب القدرية».
(٧) ع : وعن الحسن أن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه.
(٨) «تعالى» : من ع ، وكذا كلمة «سبحانه» بعدها.
(٩) الأعراف ٢٨.
(١٠) ع : آيات الله.
(١١) غ : الصحبة.
وقال : هو ابن الحارث بن الصِّمّة. وفي «الجَرْح» : «يقال له ابن الحارث ، ويقال إنه الحارث». وفي كتاب الكُنَى للحنظليّ كذلك.
وذكر خُواهَرْزاده أن اسمه أيّوب. وقد استقصيت أنا في طلبه ـ في جُمْلة من اسمُه أيّوب ـ فلم أجده. والظاهر أنه سهْو.
جهن : (جُهينة) : في (سف). [سفع].
[الجيم مع الياء]
جيش : (الجَيْش) : الجُنْد يَسيرون لحربٍ ، من (جاشَت) القِدْرُ ، إذا غلَت.
جيض : في حديث ابن عمر : «(فجاض) المسلمون جَيْضةً» ، وروي : «فحَاص» بالحاء والصاد. يقال : (جاض) عنه وحاصَ : أي عدَل ومالَ حَذراً.
جيف : في حديث عمر رضياللهعنه : «أتُكلِّم قوماً قد (جَيَّفوا)؟» أي صاروا (جِيَفاً) ، وهي جمع (جِيفة) : وهي جُثَّة الميّت المُنْتِنة.
باب الحاء
[الحاء مع الباء]
حبب : (الحُبّ) خلاف البُغض ، وبفَعيلٍ منه سُمّي (حَبيب بن سُلَيم) في الكفالة ، وكان عَبْدَ شُريحِ (١) القاضي.
وبمؤنثه كُنيت (أم حَبيبة) حَمْنة بنت جحش ، وهي التي سألت رسول الله عليهالسلام في الاستحاضة ، و (أم حَبيبة) بنت أبي سفيان في حديث الحِداد.
و (حَبّان بن منقذ) : الذي قال له (٢) عليهالسلام : «قل لا خِلابَة» ، و (محمّد بن يحيى بن حَبّان) في السّيَر : كلاهما بالفتح.
و (حِبّان بن زيد الشَّرعي) : بالكسر ، وزيد بن حيّان : تحريف مع تصحيف. وأما جعفر بن حِبّان عن الحسن (٥٤ / ب) ـ بالباء وكسر الحاء ، أو بالفتح والياء بنقطتين ـ فمختلف فيه (٣).
وفي مختصر الكرخي : (زيد بن الحُباب) بالضم ، وهو أبو الحسين العُكْليّ (٤) ، يَروي عن سفيان الثوريّ ، وعنه محمدُ بن العلاء.
(أمَة الحُباب) : فى (سل). [سلم].
__________________
(١) أي كان وكيل شريح. وفي ع ، ط : عند.
(٢) له : من ع ، ط.
(٣) قوله : «فمختلف فيه» : جاء في ع ، ط بعد قوله : «عن الحسن». وفي ع : «وبالفتح» بدل «أو بالفتح».
(٤) كذا في الأصل. وهو ما في تقريب التهذيب ١ / ٢٧٣ وخلاصة تذهيب الكمال للخزرجي ١ / ٣٥٠. وفي هامش الأصل : «العلكي» بكسر العين ، وكتب تحتها : «بياع العلك». وفي ع : «العلكى» أيضاً.
حبر : (الحِبَرَةُ) على مِثال العِنَبة : بُردٌ يَمانٍ ، والجمع (حِبَرٌ) و (حَبَرات). وعن الليث : (بُرْدُ حِبَرةٍ) و (بُرودُ حِبَرةٍ) على الإضافة (١) لضرْب من البُرود اليمانية ، وليس (حِبَرةٌ) موضعاً أو شيئاً معلوماً إنما هو وشْيٌ ، مأخوذ من التَحْبيرِ ، التزيينِ.
وباسم المفعول منه سُمّي (المحبَّر) والدُ سَلمة ، على زَعم المشرّح (٢) ، وإنما الصواب سَلمةُ بن المحبِّق ، بالقاف وكسر الباء (٣).
وفي حديث عثمان (٤) رضياللهعنه : «كلّ شيءٍ يحب ولده حتى (الحُبارى)» قالوا : إنما خصَّها لأنه يُضرب بها المثَل في الحُمْقُ.
فيقول : هي على حُمقها تحبّ ولدها وتعلّمه الطيران ، يَطير يمنةً ويسرةً فيتعلّم.
حبس : (الحَبْسُ) : المنْع. وقوله : «الصومُ محبوس» أي موقوفٌ غير مقبول ولا مرفوع (٥).
و (الحُبُس) بضمتين : جمع (حَبِيس) (٦) وهو كل ما وقفْتَه لوجه الله ، حيواناً كان أو أرضاً أو داراً. ومنه : «كانت بنُو النَّضِير حُبُساً لنَوائبه» أي أموالُ بني النضِير ، على حذف المضاف.
__________________
(١) كقولنا : خاتم فضة.
(٢) في الأصل بفتح الراء المشددة. وفي هامشه : أراد به الذي شرح المبسوط!.
(٣) في هامش الأصل ما نصه : «قوله سلمة بن المحبق اسمه صخر بن عقبة ، وهو من الحبق ، كما سمي عمرو بن هند مضرط الحجارة في الدلالة على الشجاعة ، ومضرط الحجارة أي يصوت الحجارة». وقد أثبت في متن ط قوله : «وكسر الباء واسمه صخر بن عقبة ..» إلى «مضرط الحجارة» ، كما أثبت في موضع آخر من هامش الأصل إلى جانب «سلمة بن المحبق» ما يلي : «واسمه صخر بن عقبة ، وهو من الحبق».
(٤) ع : عمر. والحديث في الفائق ١ / ٢٥٥.
(٥) أي إلى السماء ، إلى موضع يصعد العمل الصالح إليه.
(٦) مثل بريد وبرد ، بضمتين في الثانية ، كما في مجمع البحرين. وفي المختار : «الحبس بوزن القفل».
ويقال : (حَبَس) فرساً في سبيل الله ، و (أحْبَس) ؛ فهو (حَبيس) و (مُحْبَس). وقد جاء (حبَّس) بالتشديد. ومنه قوله عليهالسلام لعمر رضياللهعنه في نخلٍ له : «حَبِّس الأصل وسَبِّل الثمرة» ، أي اجعلْه وقفاً مؤبَّداً واجعل ثَمرته في سبيل الخير.
وقول شُريح : «جاء محمد عليهالسلام (٥٥ / أ) بإطلاق الحُبُس» : أراد بها ما كان أهل الجاهلية يَحبِسونه من السَّوائب والبَحائر والحامي ، فنزل القرآن بإحلال ذلك.
وأما : «لا حُبُسَ عن فرائض الله» فالصواب : «لا حَبْس» على لفظ المصدر ، كما في شرح خُواهَرْزادَه ؛ وهكذا أُثبِت في فردوس الأخبار. وتقريره في المُعْرِب.
و (المِحْبَس) بكسر الميم : ما يُبسط على ظهر فراش (١) النَّوم ؛ ويقال له : المِقْرَمة.
حبش : (الحَبَشُ) جمع (حبَشيّ). وبه سمّي الموضع الذي مات به عبد الرحمن بن أبي بكر ؛ وهو قريب من مكة. ويروى : «بالحُبْشي» وهو أصح من الحَبَش.
وبتصغيره : سمّي حُبَيْش بن خالد ، من الصحابة (٢) ، وكُنِي به والد فاطمة بنت أبي حُبَيْش.
حبق : (حُبَيْق) : في (عذ). [عذق].
ابن المحبِّق : ذُكر آنفاً (٣).
__________________
(١) ع : على فراش.
(٢) قوله : «من الصحابة» زيادة من ط.
(٣) في «حبر».
حبل : (الحَبْل) : رمْل يَستطيل ويمتدّ ، مستعار من واحد الحِبال. ومنه حديث عُروة بن مضرِّس : «وما تركتُ من حبْلٍ إلا وقفتُ عليه».
«ويَسرِق الحَبْل» : في (بي). [بيض].
و (الحَبَلَة) : الكَرْمة ، وهي شجرة العنب ، وأما الحديث : «نهى عن حبَل الحَبلة» فالحبَل (١) : مصدر (حَبِلت) المرأة (حبَلاً) فهي (حُبْلَى) وهن (حَبالَى) ، فسمي به المحمول كما سُمّي بالحَمْل ؛ وإنما أُدخِلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأُنوثة فيه ؛ لأن معناه أن يَبيع ما سوف يحمله الجَنين إن كان أنثى. ومن روى : «الحَبِلة» بكسر الباء فقد أخطأ.
و (الحُبُليُ) بضمتين وتخفيف الباء واللام وبياءي النسب (٢) : أبو عبد الرحمن ، عبدُ الله بن يزيد ؛ يَروي عن المعافِريّ وابن عَمرو (٣) والمستَورِد بن شدّاد ، وعن شُرَحْبيل بن شَريكٍ.
حبن : (الأحْبَن) : الذي به استسقاء. ومنه كُنِيت العَظَاية (٤) (٥٥ / ب) بأُمّ حُبَيْن ؛ لعِظم بطنها.
حبو : (حَبا) الصبيُّ (حَبْواً) : مشى على أربعٍ ، أو دَبَّ على اسْتِه ، عن الغوري. ومراد الفقهاء الأول ، ولهذا قال شيخنا في «جمع التفاريق» فيمن نذر أن يطوف حَبْواً : «يطوف أسبوعين ، أسبوعاً لليدين وأسبوعاً للرجْلين».
ومنه (الحَبِيّ) : السحابُ (٥) لأنه (يَحْبو). وقيل : هو من (حَبَا) إذا عرَض ، كما سمّي عارضاً لذلك.
__________________
(١) ع : «حبلة الحبلة والحبل».
(٢) ط : وبياء النسبة.
(٣) ع : وابن عمر.
(٤) العظاية : دويبة كسام أبرص.
(٥) ط : السحاب المتراكم.
و (الاحتِباء) : أن يَجمع ظهره وساقيْه بثوب أو غيره ؛ ومنه : «يقعد كيف شاء محتبياً أو متربّعاً».
و (المُحاباة) في البيع معروفة ؛ وهي (١) من (الحِباء) : العَطاءِ.
[الحاء مع التاء]
حتت : في الحديث : «حُتِيَّه واقْرُصيه» ؛ (الحَتّ) : القَشْر باليد أو العُود ، والقَرْص : الأخذ بأطراف الأصابع ، كلاهما من باب طلب.
«أَمَةُ الحُتات» : في (سل). [سلم].
حتف : قولهم : «مات (حَتْفَ) أنفه» إذا مات على الفِراش ، قيل هذا في الآدميّ ، ثم عَمّ في كل حيوان إذا مات بغير سبب.
[الحاء مع الثاء]
حثم : سليمان بن أبي حَثْمة (٢) : بفتح الأول وسكون الثاني ، واسم أبي حَثْمة : عبدُ الله بن حُذيفة ، وقيل : عَديّ بن كعب.
حثو : (حَثَيْتُ) التراب (حَثْياً) و (حَثوْتُه حَثْواً) : إذا قبضتَه ورميتَه. وقوله (٣) : «إنما يكفيكِ أن تَحْثي ثلاثَ حَثَياتٍ» أراد صبّ الماء في الغُسل. ويُروى في السُّنن : «أن تحفِني (٤)» من الحَفْنة.
__________________
(١) في الأصل : «وهو». والمثبت من ع ، ط.
(٢) ع : بن حثمة.
(٣) في الأصل. «قوله» والمثبت من ع ، ط.
(٤) ط : تحفن.
[الحاء مع الجيم]
حجب : (الحَجْب) : المنْع. ومنه (الحِجاب).
و (حاجبُ) الشمس : أوّلُ ما يبدو منها ، مستعار من حاجب الوجه.
حجج : (الحَجّ) : القَصْد ، ومنه (المحَجّة) : الطريق. قال المخبَّل السَّعْديّ : (٥٦ / أ)
يَحُجّون سِبَّ الزِبْرقانِ المُزَعْفَرا (١)
أي يَقصِدونه ويَختلفون إليه. والسِبّ : العِمامة. والزبرقان : لقَب حُصين (٢) بن بدرٍ ، وهو في الأصل : القَمرُ. وقد غلَب الحجُ على قصد الكعبة للنُسُكْ المعروف (٣).
و (الحِجّة) بالكسر : المرّة ، والقياس الفتحُ إلا أنه لم يُسمع من العرب على ما حكاه ثعلب ؛ يدُلّ على ذلك : (ذو الحِجّة) لشهر الحج ، و «نذَر خمسَ حِجَج».
ومنه : (الحُجّة) لأنها تُقصَد وتُعتمد ، أو بها (٤) يُقصَد الحقّ المطلوبُ. وقد (حاجَّهُ فحَجّه) إذا غلَبه في (الحُجّة) ، وهو (حاجٌ) (٥) ، وهو (أحَجُ منه). و (المحجُوج) : المغلوب.
و (الحَجّاج) ، في الأعلام : مُحتمِلٌ (٦) ، وبه سمي ابنُ يوسف ، وإليه يُنسب الصاع لأنه اتخذه على صاع عُمر ، فيقال :
__________________
(١) الأساس «حجج». وصدره كما في اللسان «سبب» وط : «وأشهد من عوفٍ حلولاً كثيرة». وهما بيتان في طلبة الطلبة ٢٧.
(٢) حصين : زيادة من ط ليست في الأصلين.
(٣) كلمة «المعروف» ساقطة من ع.
(٤) ع : وبها.
(٥) أي غالب.
(٦) يعني القصد والغلبة. وعبارة ط : «يحتمل أن يكون من الحج : الغلبة بالحجة ، أو من القصد».