علي بن أبي الغنائم العمري
المحقق: أحمد المهدوي الدامغاني
الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-6121-59-4
الصفحات: ٦٨٧
المجدى في أنساب الطالبيّين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ».
* * *
«إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».
* * *
«إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».
«صدق الله العليّ العظيم»
هر آن كس كه جدّش محمّد بود |
|
جهان را از او عزّ سرمد بود |
اگر سازد از قدر انگشترى |
|
نگينش نشايد مگر مشترى |
ابن فندق بيهقى مؤلّف لباب الأنساب تاريخ بيهق ص ٥٤
علوى دوست باش خاقانى |
|
كز عشيرت على است فاضلتر |
بدشان بهتر از همه نيكان |
|
نيكشان از فرشته كاملتر |
خاقانى ـ ديوان ص ٦٣٩
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي هدانا لطاعته ، واختصّنا من بريّته ، واصطفانا بإمامته ، وجعل منّا خاتم النبيّين والأئمّة المعصومين ، وهو الوفيّ بما وعد ، والصادق فيما أوعد ، الذي لا تراه عيون النواظر ، ولا يتصوّره الأفكار والخواطر ، لا يفعل القبيح وهو قادر عليه ، وليس الحسن حسنا بالنسبة إليه ، بل كلّ واحد منهما لذاته يفعل ويجتنب لمرضاته ، حمدا تدوم بها النعماء ، ولا يحيط به الإحصاء.
وصلّى الله على من أنقذنا به من الضلالة ، وجانبنا بمعرفة آله الجهالة محمّد وعلي وسبطيه خير من عزّي إلى والدة ، أو إلى والدين وعلى الأئمّة من بعدهم من ولد الحسين صلاة من اعتقد طاعتهم ، ورجا لعلوّ الدرجات شفاعتهم.
قال علي بن محمّد بن علي العلوي ابن الصوفي العمري : لمّا سافرت إلى أرض مصر حرسها الله ، متعرّض لمواساة أحمّ السلاطين منّي قربى ، وهو الإمام المستنصر ابن الطاهر ابن الحاكم بن العزيز بن المعزّ بن المنصور بن القائم المهدى.
وإنّما قلت أحمّ السلاطين منّي قربى ؛ لأنّ العبّاسي ولد لجدّي الأقصى عبد المطّلب ، والجعفري ولد لجدّي الأدنى أبي طالب ، والحسني وإن كان ولد أبي فليس لي منهم أمّهات ، وإنّما أمّهاتي من ولد الحسين عليهالسلام أجمعين ، فهم عصبتي
وذو رحمي.
وذلك أنّ أبا عمر محمّد بن عمر بن أمير المؤمنين عليهالسلام خطب إلى ابن عمّه زين العابدين ابنته خديجة عليهمالسلام ، فزوّجه إياها ، فأولدها عدّة أولاد ، منهم عبد الله بن محمّد بن عمر بن أمير المؤمنين عليهالسلام.
وخطب عبد الله بن محمّد بن عمر إلى الباقر محمّد بن علي عليهالسلام بنت ابنه عبد الله المدعوّة بامّ الحسين ، فزوّجه ايّاه ، فأولدها بعض ولده ، منهم أمّ عبد الله بنت عبد الله بن محمّد بن عمر ، ويحيى بن عبد الله بن محمّد بن عمر ، وتزوّج أبي (١) أبو عبد الله محمّد الصوفي ، الملقّب ملقطة «قال لي أبو عبد الله ابن طباطبا النسّابة المعروف أبقاه الله ببغداد ، عند قراءتي عليه : إنّما لقّب جدّك أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد الصوفي ، «ملقطة» لأنّه كان يلقط الأخبار ، وبذلك وجدت خطّ ابن أبي جعفر النسّابة رحمهالله» فاطمة بنت محمّد بن الحسين بن محمّد الملقّب كرشا من ولد الحسين الأصغر بن علي ابن الحسين السبط عليهماالسلام فأولدها ، فلهذا صار بنوا الحسين عليهمالسلام أحمّ قرابة.
مثّلت بمجلس نقابة الطالبيّين أدام الله تمكينهم وكثر عددهم ، محاضرا لسيّد الشريف الأجلّ نقيب نقباء الطالبيّين ، مجد الدولة أبا الحسن ابن فخرها ونقيب نقباء الطالبيّين أبي يعلى ابن حاكم الدولة ، والمتوجّه فيها الحسن بن العبّاس بن علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، وذلك في شهور سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
__________________
(١) من باب تسمية الأجداد آباء ، لأنّ محمّد الصوفي أحد أجداد المصنّف رحمهما الله.
ذاكرني أدام الله أيّامه ، وأوزعه شكر النعمة ، فيما أتعبت فيه فكري ، وأفنيت في جمعه عمري ، واستفدته من نقلي ، وعرضت صحّته وسقمه على أماثل أهلي من العلم بالنسب العلوي الذي خبّرته ، والعقب الطالبيّ الذي جمعته ، فأوردت بعالي حضرته من ذلك ما حضرني صوّب رأيي في ما فعلت ، واستحسن ما قرأت وجمعت ، رسم السيّد الشريف الأجلّ الأجمّ الفضل الغزير العقل ، أبو طالب محمّد بن مجد الدولة حرس الله نعمتهما وكبت حسدتهما مختصرا في الأنساب الطالبيّة يفتقر إليه من قلّ علمه بهذا الشأن ، ولا يستغني عنه من كثر جمعه منه ، فأجبته إلى عمل هذا الكتاب ، ووسمته ب «المجدى».
وسأبيّن بحمد الله ومشيئته فيه مذاهب أصحاب النسب ومن لقيت منهم ، واختلافهم فيما ركبوا فيه الخلاف ، وما يحتمله مواضح الشروح منسوبة إلى قائلها ، والله الموفّق والمعين لما قرب من رضاه وجنّته وديب (١) الطريق إلى طاعته.
قال ابن الصوفي : اختلف الناس (٢) في نسب مولانا رسول الله صلىاللهعليهوآله من عدنان إلى آدم ، واتّفقوا على نسبه عليهالسلام المرويّ عنه إلى عدنان ، والصحيح ما قرأته على شيخي أبي الحسن محمّد بن أبي جعفر محمّد بن علي العلوي العبيدلي من ولد الحسين الأصغر الملقّب شيخ الشرف ، وقال لي : هذه رواية أبي بكر محمّد بن عبدة العبقسي الطرسوسي النسّابة الذي انتهى إليه نسب العرب
__________________
(١) كذا في الأصل ، وأضيف فوقه في المتن «كذا» بخطّ الناسخ ، والظاهر ان شاء الله أنّه :ديث ، ففي اللسان : ديث الطريق ، وطأه وطريق مديث أي مذلّل.
(٢) من هنا يبتدئ نسخة «ك».
والعجم (١) ، وهي الرواية التي يروى عن عبد الله بن العبّاس.
فولد رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآله ماتت أمّه وله ستّ سنين ، وهذا قول ابن عبدة ولد عام الفيل ولم يدرك يرى أباه ، وأدرك الفجار وله عشرون سنة ، وتزوّج خديجة عليهاالسلام وله خمس وعشرون سنة ، ومات مسموما وله ثلاث وستّون سنة.
هذا قول ابن عبدة ، وقبره بالمدينة.
ابن عبد الله ، مات والنبي صلىاللهعليهوآله حمل ، وله خمس وعشرون سنة ، وقالوا : كان للنبي صلىاللهعليهوآله سنتان حين مات أبوه.
ابن عبد المطّلب ، مات وللنبي صلىاللهعليهوآله ثماني سنين ، ودفن بالحجون.
ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معدّ بن عدنان بن أد بن ادد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن النبت ، هكذا رواه معرّفا ، ابن حمل بن قيدار بن إسماعيل.
ابن إبراهيم الخليل بن تارخ بن تاخور بن سروغ ـ بالسين غير معجمة والغين معجمة ـ ابن أرغو بن فالغ ، بالغين معجمة فيها ، ابن عامر ، بفتح الباء والعين غير معجمة ، ابن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن منوشلح ، بكسر اللام ، ابن اخنوخ بن البارذ بالذال المعجمة ابن مهلائيل بن قنيان بن أنوش ابن شيث بن آدم أبي محمّد (٢) عليهالسلام وعلى رسول الله وآله الطاهرين.
__________________
(١) يعني علم نسب العرب والعجم (ظ).
(٢) كذا ولا أدري أنّ «أبا محمّد» كنية لآدم عليهالسلام أو العمري رحمهالله ذهب مذهب من قال :
وإنّي وإن كنت ابن آدم صورة |
|
فلي فيه معنى شاهد بابوّتي |
وفي رواية أبي يعلى حمزة بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي ابن أبي طالب عليهالسلام ، النسّابة المعروف بالسماكي ، وأبي بكر بن عبدة العبقسي ، وصاحب كتاب المبسوط الشريف النسّابة أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسن ابن الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب الحسني المعروف بابن معيّة ، ثمانية منهم أربعة بنين وأربع بنات ، وهي أوفى الروايات.
فالبنون وأمّهم خديجة ، ما خلا إبراهيم ، القاسم وبه كنّي صلوات الله عليه وآله ، والطاهر ، والطيّب هو عبد الله ، وإبراهيم وأمّه مارية القبطيّة.
والبنات : فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين خرجت إلى ابن عمّها أمير المؤمنين عليهالسلام ، ورقيّة خرجت إلى عتبة بن أبي لهب ، ثمّ إلى عثمان بن عفّان ، وأمّ كلثوم خرجت إلى أبي العاص بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس ، وزينب خرجت إلى عثمان أيضا ، وأمّهن خديجة الكبرى عليهماالسلام ، وهو قول لا يؤخذ به (١) ، وقال قوم : إنّ زوجتي عثمان بنتا خديجة من غير النبيّ عليهالسلام.
وولد أبو طالب واسمه عبد مناف ، وقالوا : بل اسمه كنيته ورويت عن أبي علي النسبة ، وله مبسوط يعمل به ، وهو محمّد بن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر الأعرج بن عبد الله بن جعفر قتيل الحرّة فتح الحاء ابن محمّد بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، أنّه كان يرى ذلك ، ويزعم أنّه رأى خطّ علي عليهالسلام : «وكتب علي بن أبو طالب» والصحيح الأوّل.
__________________
(١) كذا في النسخة ولا يستقيم المعنى ، والظاهر أنّه خطا من الناسخ ولعلّ الصحيح : وأمّهنّ خديجة الكبرى عليهاالسلام ، وقال قوم : إنّ زوجتي عثمان بنتا خديجة من غير النبيّ صلىاللهعليهوآله.
طالبا وبه يكنّى أبوه ، وألزمته قريش النهضة معها في بدر ، فحمل نفسه على الغرق ، وله شعر معروف في كراهية لقاء النبي صلىاللهعليهوآله ، وغاب خبر طالب (١).
وعقيلا ، ففي تعليق أبي نصر (٢) سهل بن عبد الله بن داود المهري البخاري النسابة ، أو تعليقة أبي الحسين محمّد بن إبراهيم بن علي الأسدي الكوفي المعروف بابن دينار النسّابة ، ووجدته بخطّ أحدهما ، أنّ عقيل بن أبي طالب كان أعور يكاد يخفى ذلك على متأمّله.
وروى الشريف أبو محمّد النسّابة الدنداني المعروف بابن أخي طاهر ، واسمه الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر الحجّة بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام عن جدّه ، يرفعه ، أنّ النبي عليهالسلام قال لعقيل بن أبي طالب : أنا أحبّك يا عقيل حبّين : حبّا لك ، وحبّا لأبي طالب ؛ لأنّه كان يحبّك.
ولمّا جاء النبيّ والعبّاس إلى أبي طالب عليهالسلام يحملان بعض ولده ، قال : إذا خلّيتما لي عقيلا فخذا من شئتما ، وكان عقيل ناسبا وصار إلى معاوية ، على وجه
__________________
(١) «... واستهووا طالب بن أبي طالب ، فلم يوجد له أثر إلى يومنا هذا»!!!
جاحظ : الحيوان ج ٦ ص ٢٠٩ ذكر من قتلته الجنّ أو استهوته.
(٢) هل «أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود المهري البخاري النسّابة» هذا ، غير «الشيخ أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري الذي ألّف «أنساب آل أبي طالب» أيّام الناصر بالله الخليفة العبّاسى المتوفّى سنة ٦٢٢ في وزارة ناصر بن مهدي ونقابة السيّد شرف الدين محمّد بن عزّ الدين يحيى الذي فوّضت النقابة إليه سنة ٥٩٢»؟ كما في الذريعة «لشيخ مشايخنا العلاّمة الجليل الشيخ آقا بزرك الطهرانى طيّب الله ثراه وجزاه من عظيم خدمته بالشيعة والعلم أحسن الجزاء» الذريعة ص ٣٧٧ «رديف ١٥١٧» والظاهر أنّه التبس الأمر على العلاّمة الطهرانى رض وصدق من قال «أبى الله إلاّ أن يصحّ كتابه».
يعرف إذا استنبط.
وجعفرا ، في كتاب يحيى بن الحسن النسّابة ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : خلقت أنا وجعفر بن أبي طالب من شجرة واحدة ، أشبه خلقه وخلقه خلقي وخلقي.
وقال أبو القاسم الحسين بن جعفر بن الحسين وامّه خداع بها يعرف النسّابة الأرقطي : يكنّى عقيل أبا يزيد.
وقال ابن عبدة : يكنّى عقيل أبا يزيد ، وجعفر أبا عبد الله ، ويقال له : أبو المساكين لرأفته عليهم في قول ابن عبدة ، وكان جوادا وقتل بمؤتة من أرض الروم غازيا سنة سبع (١) من الهجرة ، وحزن عليه النبي صلىاللهعليهوآله وجماعة المسلمين ، ورثاه من يعمل الأشعار من الصحابة ، منهم كعب بن مالك من قصيدة بقوله :
وجدا على النفر الذين تتابعوا |
|
يوما بمؤتة وسدّوا لم ينقلوا |
صلّى الإله عليهم من فتية |
|
وسقى عظامهم الغمام المسبل |
صبروا بمؤتة للإله نفوسهم |
|
حذر الردى وحفيظة أن ينكلوا |
حتّى تفرّجت الصفوف وجعفر |
|
حيث التقوا بين الصفوف مجدّل |
إذ يهتدون بجعفر ولوائه |
|
قدّام أوّلهم ونعم الأوّل |
فتغيّر القمر المنير لفقده |
|
والشمس قد كسفت وكادت تأفل |
قرم علا بنيانه من هاشم |
|
فرع أشمّ وسؤدد ما ينقل (٢) |
وسمّى جعفر طيّارا ؛ لأنّ يديه قطعتا قبل أن يقتل ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : عوّض
__________________
(١) هذا سهو من المؤلّف أو خطأ من الكاتب ، فإنّ وقعة مؤتة كانت فى جمادي الأولى من سنة الثامنة.
(٢) في الأصل تصحيفات وتحريفات كثيرة في هذه الأبيات والتصويب من الديوان ص ٢٦١.
جعفر بيديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث يشاء.
وعليّا أمير المؤمنين خوطب بها ورسول الله حيّ ، فكنيته أبو الحسن ، وفضائله أكثر من أن تعدّ.
وحدّثني أبو عبد الله حموية بن علي حموية أحد شيوخ الشيعة بالبصرة ، يرفعه أنّ عليا عليهالسلام لمّا كان حملا قالت أمّه عليهاالسلام : كنت إذا أردت أن أسجد للأصنام وعلي حمل معي يعترض بين سرّتي وظهري ، فلا أقدر على السجود ، فأنشدني في ذلك صالح القيسي البصري رحمهالله لنفسه من قصيدة طويلة :
وقد روى عن أمّه فاطمة |
|
ذات التقى والفضل من بين النسا |
بأنّها كانت ترى أصنامهم |
|
نصب على الكعبة أو فوق الصفا |
فربّما رامت سجودا كالذي |
|
كانت مرارا من قريش قد ترى |
وهي به حاملة فيعتدي |
|
منتصبا بمنعها ممّا تشا |
قال «حاملة» بتاء فردّه إلى الأصل ، وليس هذا من جيد الشعر ، وقد ركب فيه ضرورات تهجنه في السمع ، لكنّا أوردناه شاهدا.
وحدثني أبو الحسن علي بن سهل التمّار رحمهالله ، عن خاله أبي عبد الله محمّد بن وهبان الدبيلي الهنائي رحمهالله ، عن ابن عقدة ، يرفعه أنّ أبا بكر وعمر وافيا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال صلىاللهعليهوآله : من أين أقبلتما؟ قالا : عدنا عليا وهو لما به (١) ، فقال صلىاللهعليهوآله : لن يموت حتّى تملآه غيظا وتجداه صابرا.
__________________
(١) كذا في جميع النسخ ـ وفي رواية اخرى مختلفة المتن والاسناد مع هذه الرواية :«يخاف عليه ممّا به» وراجع التعليقات.
ولمّا صعد علي عليهالسلام منبر البصرة بعد هدوء الفتنة ، قام إليه الجعدة بن بعجة (١) بالباء ، فقال : أيّما خير أنت أم أبو بكر وعمر؟ فتضاحك حتى قيل قالها ، ثمّ قال :عبدت الله قبلهما ومعهما وبعدهما.
وقتل في شهر رمضان مواصل ليلتين ، والمواصلة الأعلى الأئمّة والأنبياء عليهمالسلام محظورة ، وكان عمره عليهالسلام خمسا وستّين سنة ، هذا الذي نعوّل عليه ، وهي الرواية التي رويناها عن الشريف النسّابة أبي علي عمر بن علي بن الحسين ابن أخي اللبن العلوي العمري الكوفي الموضح ، وقد قيل : إنّ عمره ثلاث وستّون سنة ، وعلى الأوّل أعول وبه أقول.
وبنتا تدعى فاختاه (٢) ، وتكنّى أمّ هاني وهي هند ، وبنتا تدعى جمانة.
وكانت فاختاه أجارت رجلا يوم فتح مكّة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : عليك الرجل ، فأقبل علي إلى البيت كالسحاب الزاحف ، فقامت فاختاه إلى أخيها ، فدفعت في صدره فقالت : قد أجرته فرقّ لها النبي صلىاللهعليهوآله ، وقال : كلّ من ولد أبي طالب شجاع ، قد أجرنا من أجرته ، وأقبل النبي صلىاللهعليهوآله فعجب كيف ظنّت أنّها تدفع أخاها عن الرجل بالمقاواة ، ويروى جمانة بنت أبي طالب.
__________________
(١) هذا هو الذي ورد اسمه في الغارات ص ٦٧ بصورة الجعد بن نعجة ، ونقل العالم الفاضل السيّد عبد الزهراء الحسيني محقّق الطبعة الأخيرة من الغارات من مستدرك الوسائل أنّه خارجي من أهل البصرة. ولا يخفى أيضا أنّ اسم أبيه في الغارات والمستدرك «نعجة» بالنون غير مضبوط ، فمع تصريح العمري وضبطه بأنّه بعجة بالباء لا محلّ للبحث. ويحتمل أن يكون هذا الرجل ابن بعجة بن زيد الجذامي الصحابيّ (والله أعلم) الإصابة ج ١ ص ١٦٢.
(٢) كذا في الأصل والمشهور فاخته.
وخبّرني شيخ الشرف ابن أبي جعفر النسّابة رحمهالله ، وجدت في كتاب ابن معيّة أبي جعفر : وطليقا بن (١) أبي طالب ، وما أعرف طليقا ولا سمعت به من طريق يسكن إليها.
وبين كلّ ولد وولد عشر سنين ، علي عليهالسلام أصغرهم ، وطالب أكبرهم ، وقد رتّبناهم على الولادة ، والآن فنبدأ بالامامة ونقدّم عليا عليهالسلام.
وامّهم أجمع فاطمة بنت أسد بن هاشم هاجرت عليهاالسلام ، وقبرها بالمدينة ، وكان يسمّيها النبي صلىاللهعليهوآله ، أمّي ، ولها أحاديث في علوّ المنزلة شهيرة كثيرة ، وهي أوّل هاشميّة ولدت هاشميّا ، وولدت عليا عليهالسلام في الكعبة ، وما ولد قبله أحد فيها.
فولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام والرحمة في أكثر الروايات خمسة وثلاثين ولدا ، ذكورهم أكثر من إناثهم.
فممّن حدّثنى بذلك أبو علي ابن شهاب العكبري في داره بعكبرا ، قال :حدّثنى ابن بطّة (٢) يرفعه بالعدّة واللفظ لأبي علي.
ووجدت بخطّ شيخى أبي الحسن ابن أبي جعفر النسّابة في نسخة لا أثق بها ، لعلي عليهالسلام عشرون ذكرا وتسع عشر أنثى ، فذلك تسعة وثلاثون ، وذلك في كتابه الذي وسمه بالحاوي ، وروى ولده عليهالسلام سبعة وعشرين.
والذي عليه القول إنّه ولد فيما قرأته سماعا من الشريف أبي علي النسّابة
__________________
(١) لم أعثر على مرجع يضبط هذا الاسم بالمخصوص ، وفي الأصل وبعض المصادر المطبوعة كتب غير مضبوط ، ولكن اللغويّين صرّحوا بأنّ طليق كزبير في (طليق بن سفيان الصحابي رض).
(٢) لعلّه هو «محمّد بن بطّة» مؤلّف كتاب «أسماء مصنّفي الشيعة ـ أو ـ أبو العلاء ابن بطّة وزراء عضد الدولة الديلمي» راجع «الشيعة وفنون الاسلام» للسيّد حسن الصدر (قده).
العمري الموضح الكوفي : حسنا ، وحسينا ، وزينب ، ورقيّة ، وامّهم فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومحمّد الاكبر ابن الحنفيّة ، ومحمّد الأصغر ، وأمّ الحسن ، ورملة بنت الثقفيّة ، والعبّاس ، وعثمان ، وجعفر ، وعبد الله ، بني الكلابيّة.
والعبّاس الأصغر ، وعمر ، ورقية ، بني الثعلبيّة ، وأبا بكر ، وعبد الله ، بني النهشليّة ، ويحيى ابن أسماء ، وأمامة ، وفاطمة ، وخديجة ، وميمونة ، وأمّ سلمة ، وجمانة ، وأمة الله ، وأمّ الكرام ، ورقيّة الصغرى ، وزينب الصغرى ، وفاختاه ، هي أمّ هانى ، وأمّ كلثوم ، هي نفيسه زيادة الشيخ الشرف رحمهالله في الذكور :عبد الرحمن ، عمر الأصغر ، عثمان الأصغر ، عون ، جعفر الأصغر ، محسن.
ويجب أن يكون : له رقيّة الكبرى ، وزينب الكبرى بنتي فاطمة عليهاالسلام ، فذلك الجملة خمسة وثلاثون نفسا ، من ذلك الرجال ثمانية عشر رجلا ، والنساء سبع عشر نفسا ، ولم يحتسبوا بمحسن ؛ لانه ولد ميّتا ، وقد روت الشيعة خبر المحسن والرفسة (١).
ووجدت بعض كتب أهل النسب يحتوى على ذكر المحسن ، ولم يذكر الرفسة من جهة اعوّل عليها.
ووجدت بخطّ شيخ الشرف : قال محمّد بن محمّد ـ يعني نفسه ـ : مات من جملة أولاد أمير المؤمنين عليهالسلام من الذكور وعدّتهم تسعة عشر ذكرا ، في حياته ستّة نفر ، وورثه منهم ثلاثة عشر نفسا ، وقتل منهم في الطفّ ستّة رضوان الله
__________________
(١) في الأصل : «الرقية» وطالما صرفت الوقت لأجد الصورة الصحيحة لهذه الكلمة وما ظفرت بها حتّى منّ الله تعالى عليّ ووجدت كلام العمري منقولا بعينه في «منتهى الآمال» ص ١٨٨ للشيخ الجليل والمحدّث الثقة النبيل الحاج شيخ عبّاس القمّى رضوان الله عليه و «الرفسة الصدمة بالرجل في الصدر» القاموس.
عليهم.
أخبار بني علي لصلبه عليهالسلام
حدّثني أبو علي العمري الموضح ، قال : ولد الحسن عليهالسلام لثلاث من الهجرة ، وكان بين ولادة الحسن والحمل بالحسين عليهماالسلام خمسون ليلة ، كان وجهه يشبه النبي صلىاللهعليهوآله ، وتوفّي سنة اثنين وخمسين ، وعمره ثمان وأربعون سنة ويكنّى أبا محمّد.
وقال أبو بكر بن عبدة النسّابة من طريق ابن معيّة رحمهالله : ولد الحسن ابن علي عليهالسلام بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوآله جدّه أحاديث ، ومات بالمدينة سنة تسع وأربعين من الهجرة ، وكان بين ولادة الحسن والحمل بالحسين عليهالسلام طهرا واحدا ، وكان الحسن يشبه جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله من النصف الفوقاني ، ويشبه الحسين جدّه من النصف السفلاني صلوات الله عليهم أجمعين.
وذكر أبو الغنائم الحسين (١) البصري عمّ أبي القاسم الصفي رحمهما الله أنّ أبا القاسم الحسين بن خداع النسّابة المصري الأرقطي قال : ولد الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وقبض سنة خمسين ، فكان عمره إذ ذاك سبعا وأربعين سنة ، وقبره بالبقيع.
قال أبو علي الموضح النسّابة : والحسين يكنّى أبا عبد الله ، ولد لأربع من الهجرة ، وقتل إحدى وستّين ، فعمره سبع وخمسون سنة ، وأرضعته أمّ الفضل زوجة عمّ أبيه العبّاس بلبن قثم بن العبّاس بن عبد المطلّب ، وقتل يوم عاشوراء
__________________
(١) كذا في الأصل والظاهر : الحسيني.
وبه سبعون جراحة ، قالوا : ما رأينا مكثورا أربط جأشا منه ، والذي قتله خولي ابن يزيد الأصبحى من حمير ، وقبره بالحائر من أرض الكوفة وسقى الفرات.
وبهذا قال أبو القاسم الحسين بن جعفر بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام المعروف بابن خداع سواء ، وزاد في الخبر أنّ الحسين عليهالسلام كان يخضب بالسواد.
قال أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمّد الصوفي ابن يحيى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام النسّابة الموضح الكوفي : ورد إلينا إلى البصرة ، وكان ثقة جليلا ، ومحمّد ابن الحنفيّة يكنّى أبا القاسم ، وسمّته الشيعة الكيسانيّة «المهدى» وادّعوا أنّه حيّ بجبال رضوى ، قالوا : هي جبال تتّصل بجبال عمّان.
ووجدت أنا في «المقالات» لأبي عيسى الورّاق ، وكان يخبر مقالات الشيعة أنّ الحيّانيّة وهم أصحاب حيّان السراج يزعمون أنّ الامام علي ومحمّد ابنه ، ولا يرون للحسن والحسين عليهماالسلام أجمعين إمامة ، قال : وإلى هذا ذهب المختار بن أبي عبيدة وأصحابه.
قال شيخ الشرف أبو الحسن محمّد بن محمّد بن علي بن الحسن بن علي ابن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، وهو نسّابة العراق الشيخ المسنّ ، قرأت عليه واستكثرت منه ، قال أبو نصر البخاري النسّابة شيخي ، الحنفيّة : خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد الله بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنفيّة بن لحيم.
وحكى لي أن ابن الكلبي ذكر عن خراش بن إسماعيل أنّ خولة سباها قوم من العرب في سلطان أبي بكر ، فاشتراها اسامة بن زيد وباعها من علي عليهالسلام ، فلمّا عرف علي عليهالسلام صورتها ، أعتقها وأمهرها وتزوّجها ، فقال ابن الكلبي فيما زعم البخاري من قال إنّ خولة من سبي اليمامة فقد أبطل.
وقال ابن خداع ناسب المصريّين في كتابه «المبسوط» : قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : «يولد لك ولد تحلّيه اسمي وكنيتي».
وقال ابن خداع : وكانت رخصة من النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام ، فولد محمّد بن الحنفية على خلاف من الرواة في ولاة عمر ، فسمّاه أبوه محمّدا ، وكنّاه أبا القاسم ولم يكن ذلك إلاّ له.
حدّثني شيخ الشرف ، قال : حدّثنا البخاري ، قال : حدّثنا ابن دينار ، عن ابن عبدة ، عن خليفة (١) ، عن الحسن بن أبي عزّة ، عن منذر الثوري ، عن محمّد ابن الحنفيّة ، قال : قتل مع الحسين بن علي عليهالسلام ستّة عشر رجلا كلّ منهم قد ركض في بطن فاطمة عليهمالسلام والرضوان.
ومات محمّد ابن الحنفيّة بالطائف ، وهو ابن خمس وستّين سنة ، كذلك ذكر أبو المنذر علي بن الحسين بن طريف البجلي الخزّاز الكوفي ، وكان فاضلا متبحّرا قرأ عليه شيخ الشرف واستكثر منه.
قال النسّابة الموضح : والعبّاس الأكبر أبو الفضل قتل بالطفّ ، ويلقّب السقّاء ، دمه في بني حنيفة ، وكان صاحب راية أخيه الحسين ، قتل وله يومئذ أربع
__________________
(١) هو أبو عمرو خليفة بن خيّاط شباب العصفري المتوفّى سنة ٢٤٠ صاحب «كتاب الطبقات» و «التاريخ» وغيرها.
وثلاثون سنة ، وبذلك قال والدي أبو الغنائم ابن الصوفي النسّابة وابن خداع.
واختلفوا أنّ العبّاس أكبر أم أخوه عمر ، فكان ابن شهاب العكبري وأبو الحسين الاشناني وابن خداع يرون أنّ عمر هو الأكبر ، وشيخنا أبو الحسن شيخ الشرف والبغداديّون ووالدي يرون أنّ عمر أصغر من العبّاس ، ويقدمون ولد العبّاس على ولده.
رجعنا إلى رواية الموضح العمري رحمهالله ، قال : وعثمان بن علي عليهالسلام يكنّى أبا عمرو ، قتل وهو ابن احدى وعشرين سنة ، وجعفر أبو عبد الله قتل وهو ابن تسع وعشرين سنة ، وعبد الله أبو محمّد الأكبر قتل وهو ابن خمس وعشرين سنة ، ودمه في بني دارم ، أمّ الأربعة أمّ البنين بنت خزام الكلابيّة ، قتلوا جميعا بالطفّ رضي الله عنهم.
قال الموضح : وعمر المكنّى أبا القاسم. وقال ابن خداع : بل يكنّى أبا حفص ورقيّة ، أمّهما الصهباء بنت ربيعة الثعلبيّة ، وهو توأم ، وكان آخر من مات من بني علي عليهالسلام الذكور المعقّبين ، وكان عمر بن علي ذا لسن وجود وعفّة.
فوجدت أنا في كتاب صنّفه أبو أحمد عبد العزيز (١) بن أحمد الجلودي ، بفتح الجيم ، وسمه بكتاب بيوت السخاء والكرم ، قال : اجتاز عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام في سفر كان له في بيوت من بني عدي ، فنزل عليهم ، وكانت شدّة ، فجاءه شيوخ الحيّ فحادثوه ، واعترض رجل منهم مارّا له شارة (٢) ، فقال : من
__________________
(١) أشهر من أن يعرف ألّف قرب مائتين كتابا في شتّى العلوم ، منها في الفقه والحديث والتفسير والأدب والتاريخ والسيرة والطبّ والنجوم والكلام وغيرها (راجع الفهرست وتنقيح المقال وتأسيس الشيعة لفنون الاسلام) تجد فيها أسماء كتبه رضوان الله عليه.
(٢) في الأصل : ساره ، والتصحيح قياسي.
هذا؟ فقالوا : سلم بن قتة ، وله انحراف عن بني هاشم ، فاستدعاه وسأله عن أخيه سليمان ابن قتة ، وكان سليمان من الشيعة ، فخبّره أنّه غائب ، فلم يزل عمر يلطف له في القول ويشرح له الأدلّة حتّى رجع سلم إلى مذهب أخيه.
وفرّق عمر في البيوت أكثر زاده ونفقته وكسوته ، وأشبع جميعهم طول مقامه ، فلمّا رحل عنهم بعد يوم وليلة عشبوا وخصبوا ، فقالوا : هذا أبرك الناس حلاّ ومرتحلا ، فكانت هداياه تصل إلى سلم ، فلمّا مات قال يرثيه :
صلّى الإله على قبر تضمّن من |
|
نسل الوصيّ علي خير من سئلا |
ما كنت يا عمر الخير الذي جمعت |
|
له المكارم طيّاشا ولا وكلا |
بل كنت أسمحهم كفّا وأكثرهم |
|
علما وأبركهم حلاّ ومرتحلا |
ومات عمر وعمره سبع وسبعون سنة ، قال ابن خداع وجماعة يعوّل على قولها : بل كان عمره خمسا وسبعين سنة.
ووجدت في بعض الكتب أنّ عمر شهد حرب المصعب بن الزبير ، وكان من أصحابه ، وأنّه قتل وقبره بمسكن ، وهذه رواية باطلة بعيدة عن الصواب ، وقال لي بعض أصحابنا : إنّما هذا عمر بن علي الأصغر ، ولا أعلم لهذه الرواية صحّة.
وممّا يدلّ على بطلان ذلك ما رواه الدنداني الناسب عن جدّه : خاصم ابن أخيه حسنا إلى بعض بني عبد الملك في ولايته في صدقات علي عليهالسلام ، وهذا يزعم أنّه مات من جراح أصابه أيّام مصعب ، ومصعب قتل قبل أخيه عبد الله وعبد الملك حيّ ، وما ولي أحد من بني عبد الملك إلاّ بعد موت أبيه ، فهذه مناقضة.
قال الموضح : وأبو بكر واسمه عبد الله ، قتل بالطفّ ، وأبو علي عبيد الله أمّهما النهشليّة ، فأمّا عبيد الله فكان مع أخواله بني تميم بالبصرة حتّى حضر وقائع
المختار ، فأصابه جراح وهو مع مصعب ، فمات وقبره بالمزار من سواد البصرة يزار إلى اليوم ، وكان مصعب يشنّع على المختاريّة ويقول : قتل ابن امامه.
وأبو الحسين يحيى ، قال الموضح : مات طفلا في حياة أبيه ، أمّه أسماء بنت عميس الخثعميّة ، فأولاد جعفر وأبي بكر منها إخوته لامّه.
أخبار البنات
خرجت أمّ كلثوم بنت علي من فاطمة واسمها رقيّة عليهمالسلام إلى عمر بن الخطّاب فأولدها زيدا ، ومات هو وأمّه (في يوم) (١) واحد ، وكان الشريف الزاهد النقيب الأخبارى ببغداد ، أبو محمّد الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمّد العويد العلوي المحمّدي (٢) رحمهالله يروي أنّ الذي تزوّجها عمر ، شيطانة ، وآخرون من أهلنا يزعمون أنّه لم يدخل بها ، وآخرون يقولون : هو أوّل فرج غصب في الاسلام (٣).
والمعوّل عليه من هذه الروايات ما رأيناه آنفا من أنّ العبّاس بن عبد المطّلب زوّجها عمر برضا أبيها عليهالسلام وإذنه ، وأولدها عمر زيدا.
وكانت زينب بنت علي يكنّى أمّ الحسن روت عن أمّها فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهي زينب الكبرى ، خرجت إلى عبد الله بن جعفر بن أبي
__________________
(١) فى الأصل : مات هو وامّه واحد.
(٢) يأتي ذكره ره.
(٣) مسألة زواج السيّدة أمّ كلثوم بعمر بن الخطّاب من أهمّ المسائل المبحوث عنها في القرنين الرابع والخامس خصوصا ، وكتب غير واحد من أعاظم الشيعة رضوان الله عليهم في هذا الموضوع كتابا ، ويأتى ذكرها أيضا في كتب الفقه في مبحث أولياء العقد.
طالب ، فأولدها عليا وعونا وعبّاسا وغيرهم ، كذلك قال الموضح ، وبهذا قال الدنداني النسّابة ، عن جدّه يحيى العبيدلي رحمهالله.
قال الموضح : وخرجت رملة بنت علي إلى عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب.
قال أبو علي الموضح : وخرجت أمّ الحسن بنت علي أمير المؤمنين من الثقفيّة إلى جعدة بن هبيرة المخزومي.
قال : وخرجت أمامة بنت علي إلى الصليب بن عبد الله بن نوفل بن حارث بن عبد المطّلب. وخرجت فاطمة بن علي إلى أبي سعيد بن عقيل ، وخرجت خديجة بنت علي إلى ابن كريز من بني عبد الشمس.
قال أبو علي : وخرجت ميمونة بنت علي إلى عبد الله الأكبر ابن عقيل ، قال : وخرجت رقيّة الصغرى إلى مسلم بن عقيل ، وخرجت زينب الصغرى إلى محمّد ابن عقيل ، وخرجت أمّ هاني فاختاه (١) بنت علي إلى عبد الرحمن بن عقيل ، وخرجت نفيسة وهي أمّ كلثوم الصغرى إلى عبد الله بن عقيل الأصغر ، والباقيات من بناته لم يذكر لهنّ خروجا ، قالت الجماعة بغير خلاف.
فالمعقّبون من ولد علي عليهالسلام خمسة رجال ، وهم : الحسن عليهالسلام ، والحسين عليهالسلام ، ومحمّد ابن الحنفيّة ، وعمر ابن الثعلبيّة ، والعبّاس ابن الكلابيّة سلام الله عليهم ، واختلفوا في تقديم عمر على العبّاس ، وقد بيّناه أوّلا.
فولد الحسن أبو محمّد بن علي عليهماالسلام في رواية شيخ الشرف ستّة عشر ولدا ،
__________________
(١) كذا في الاصول.