وقال حُمَيد :
فُضُولَ أزمَّتهَا أَسْجَدَتْ |
سُجُودَ النَّصَارَى لأرْبابِهَا |
قال : وأنشدني أعرابي من بني أسد : وقُلْنَ له أَسْجِدْ لِلَيْلَى فَأَسْجَدَا يعني بعيرها أنَّه طأطَأ رأسَهُ لِتَرْكَبَهُ.
وقال ابن السكَّيتِ نحواً منه ، قال : والإسْجَادُ أيضاً : فُتُورُ الطَّرْفِ.
وقال كُثيِّرٌ :
أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ دَلَّكِ عندنا |
وإسْجَادَ عَيْنَيْكِ الصَّيُودَيْنِ رابحُ |
(أبو عبيدٍ عن أبي عمرو): الإسْجَادُ : إدامةُ النَّظرِ مع سكونٍ.
وروى أبو العبَّاس عن ابن الأعرابي أنه قال : الإسْجَادُ بكسر الهمزة : اليَهُودُ.
وأنشد :
وَافَى بهَا لِدَرَاهِمِ الإسْجَادِ
وروى ابنُ هاني لأبي عبيدةَ أنه قال : يقال : أعْطَونا إسجاداً أي الجِزْيَةَ.
وروي بيت الأسودِ بالفتح : وَافَى بها لِدَراهِمِ الأسْجادِ وقال : عَنَى دَرَاهِمَ الجزيةِ.
وقال الليث في قولِ الله : (وَأَنَ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) [الجن : ١٨].
قال : السُّجُودُ مواضعُهُ من الجَسَدِ ، والأرض : مَسَاجِدُ ، واحدها : مَسْجَدٌ.
قال : والمَسْجِدُ : اسمٌ جامعٌ حيثُ يُسجَدُ عليه ، وفيه ، وحيثُ لا يُسجَدُ بعد أن يكون اتُّخِذَ لذلك ، فأمّا المَسْجَدُ منَ الأرض فموضعُ السُّجُودِ نفسُه.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : مَسْجَدٌ بفتح الجيم : مِحْرَابُ البيوت ، ومُصَلّى الجماعاتِ : مَسْجِدٌ بكسر الجيمِ ، والمَسَاجِدُ : جَمعُهُما.
والمَسَاجِدُ أيضاً : الآرَابُ التي يُسْجَدُ عليها.
ويقال : سَجَدَ سَجْدَةً.
وما أَحسنَ سِجْدَتَهُ ، أَي : هَيْئَةَ سُجوُدِهِ.
وقال الزجاج : قيل المَسَاجِدُ : مواضعُ السُّجُودِ من الإنسانِ. الجَبْهةُ ، والأنفُ ، واليَدانِ ، والركْبَتانِ والرِّجْلانِ ، ونحو ذلك قال الفراء وقال غيْرُهما في قوله (وَأَنَ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) [الجن : ١٨] : أَراد : وأنَ السُّجودَ لله ، وهو جَمعُ مَسْجِدٍ ، كقولك : ضَرَبْتُ في الأرض مَضْرَباً.
وقوله جل وعز : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ) [يوسف : ١٠٠].
قال الزّجاج : قيل : إنهُ كان من سُنَّةِ التعظيمِ في ذلك الوقتِ أن يُسجَدَ للمعظَّمِ في ذلك الوقتِ.
قال : وقيل : «خَرُّوا لَهُ سُجَّداً» أي خَرُّوا لله سُجَّداً.
(قلت) : وهذا قولُ الحَسن ، والأشبهُ
بظاهر الكِتاب أنهم سَجَدوا ليُوسُفَ ، دَلَّ عليه رُؤياهُ التي رآها حِين قال : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف : ٤]. فظاهِرُ التلاوةِ أنَّهم سَجدُوا ليوسُفَ تعظيماً له مِنْ غير أنْ أشْرَكُوا بالله شيئاً ، وكأنَّهُمْ لم يَكونوا نُهُوا عن السجودِ لغير الله في شريعتهم.
فَأمَّا أمة محمدٍ صلىاللهعليهوسلم ، فقد نهَاهُمُ الله عن السُّجودِ لغيرِ الله جلّ وعزّ.
وفيه وَجْهٌ آخرُ لأهلِ العَربيَّةِ ، وهو أن تُجعَلَ اللامُ في قوله : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً).
وفي قوله : (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف : ٤] لَامَ من أَجْل المعنى : وَخَرُّوا من أَجْلِه سُجَّدا لله تَشَكُّراً لِمَا أنْعَمَ الله عليهم بيوسفَ عليهالسلامُ ، وهذا كقولِكَ : فَعلْتُ ذلك لِعُيون الناس أَي مِن أَجْلِ عُيونهم.
وقال العجَّاجُ :
تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ إذا اسْتُحِيرَا |
لِلْمَاءِ في أجْوَافِها خَرِيرَا |
من أجْل الجَرْعِ ، والله أعلم.
وقال الليث : السَّاجِدُ في لُغةِ طَيِّئٍ : المُنْتَصِبُ.
قلت : ولا أحفظه لغيره.
حدثنا الحسين ، عثمان بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله جل وعز : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : باب ضيق (١) ، وقال : (سُجَّداً) أي ركَّعاً.
وفي نوادر أبي عمرو : الساجد في لغة طيئ المنتصب.
وروى ابنُ هانئ لأبي عبيدةَ أنه قال : عَيْنٌ ساجدةٌ إذا كانت فاترةً ، ونَخْلَةٌ ساجدةٌ إذا أَمالها حِمْلُها.
قال لبيد : غُلبٌ سَواجِدُ لمْ يَدْخُلْ بها الحَصَرُ وكل مَن ذَلَّ وخضَعَ لمِا أُمِرَ به فقد سَجَدَ.
ومنه قول الله (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ) [النحل : ٤٨] أي خُضَّعاً متسخِّرة لما سُخِّرتْ له.
وسجود المَوَاتِ كلُّه في القرآن : طاعتُه لِمَا سُخِّرَ لَهُ.
ومنه قول الله جل وعز : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) ـ إلى قوله ـ (وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) [الحج : ١٨] وليس سُجُودُ المَوَاتِ لله بأَعْجَبَ مِنْ هُبُوطِ الحِجَارَةِ من خَشْيَةِ الله ، وعلينَا التَّسْلِيمُ لله ، والإيمانُ بمَا أنْزَلَ منْ غَيْرِ تَطَلُّبِ
__________________
(١) زيادة من «اللسان» (سجد) ، وانظر : «تفسير الطبري» (١ / ٢٣٨).
كَيْفِيَّةِ ذلكَ السُّجُودِ وَفِقْهِه ، لأنَّ الله جلَّ وعزَّ لمْ يُفَقّهْنَاهُ ، ونحو ذلك : تَسْبِيحُ المَوَاتِ منَ الجبالِ وغيرها من الطيورِ والدوابِّ يلزمُنَا الإيمانُ به ، والاعترافُ بقصورِ أفْهَامِنَا عَنْ فِقْهِه. كما قال الله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء : ٤٤].
سدج : قال الليث : السَّدْجُ ، والتَّسَدُّجُ : تَقَوُّلَ الأباطِيلِ وتألِيفُهَا.
وأنشد :
فِينَا أَقَاوِيلُ امْرِئٍ تَسَدَّجَا
وأخبرني المنذريُّ عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابيّ قال : السّدَّاجُ والسَّرَّاجُ ، بالدال والراء : الكَذَّابُ.
قال رؤبةُ : شَيْطَانَ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاجِ دسج : المُدْسِجُ ، لم يذكُرِ الأزهريُّ من هذا شيئاً.
وبخط غيره : المُدْسِجُ : دُوَيْبَّةٌ تَنْسِجُ كالعَنْكَبُوتِ.
ج س ت
ستج : قال الليث : الإِسْتَاجُ والإسْتِيجُ : لُغتانِ من كلام أهل العراقِ ، وهو الذي يُلَفُّ عليه الغزلُ بالأصابع لِيُنسَجَ ، تُسَمّيه العَجمُ : اسْتُوجَةً وأُسْجوتَةً.
(قلت) : وَهما مُعَرَّبَان ، والباب مهملٌ.
ج س ظ : مهمل.
ج س ذ
استعمل منه : السَّاذَجُ ، وهو مهملٌ.
ج س ث : مهمل.
ج س ر
جسر ، جرس ، سرج ، سجر ، رجس : مستعملة.
جسر : قال الليث : الجَسْرُ ، والجِسْرُ : لُغتانِ وهو القَنْطَرَةُ ونحوُه مِمَّا يُعْبَرُ عليه.
(أبو عبيد عن الأصمعي) : رَجُلٌ جَسْرٌ إذا كانَ طَوِيلاً ضَخماً ، ومنهُ قيلَ للنَّاقَةِ : جَسْرَةٌ ، وقال ابنُ مُقْبِلٍ : هَوْجَاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ
أي ضَخْمٌ.
وقال الليث : ناقةٌ جسرةٌ إذا كانت ماضِيَةً ، قلّما يقالُ جَمَلٌ جسرٌ.
ورجلٌ جَسْرٌ : جَسيمٌ جَسُورٌ شُجاعٌ.
وإنَّ فُلاناً ليُجسِّرُ فُلاناً أيْ يُشَجِّعُهُ.
(ابن السكيت) جَسَرَ الفَحلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إذا تَرَكَ الضِّرَابَ ، قال الراعي :
تَرَى الطَّرِفَات العِيطَ مِنْ بَكَرَاتِهَا |
يَرعْنَ إلَى أَلْوَاحِ أَعْيَسَ جَاسِرِ |
وفي قُضَاعَةَ : جَسْرٌ مِن بَني عِمْرَانَ بنِ الحَافِ.
وفي قَيْسٍ : جَسْرٌ آخرُ ، وهوَ جَسرُ بن
مُحَارِبِ بن خَصَفَةَ ، وذَكَرَهُمَا الكُمَيْتُ فقال :
تَقَصَّفَ أَوْبَاشُ الزَّعَانِفِ حَوْلَنَا |
قَصِيفاً كَأَنَّا مِنْ جُهَيْنَة أَوْ جَسْرِ |
|
وَمَا جَسْرَ قَيسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أبْتَغِي |
وَلكِنْ أَبَا القَيْنِ اعتدلنا إلى الجَسْرِ |
وجَاريَةٌ جَسْرَة السَّوَاعِدِ أي مُمْتَلِئَتهُمَا ، وأنشد :
دَارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ
(شمرٌ) : نَاقةٌ جَسْرةٌ : مَاضِيَةٌ ، وَتَجَاسَرَ القَوْمُ في سَيْرهْمِ ، وأنشد :
بَكَرَتْ تجاسَرُ عَنْ بُطُونِ عُنَيْزَةٍ
أي تسيرُ ، وقال جرير :
وأَجْدَرُ إنْ تَجَاسَرَ ثمَّ نَادَى |
بِدَعْوَى يَالَ خِنْدِفَ أنْ يُجَابَا |
قال : تَجَاسَرَ : تَطَاوَلَ ، ثمَّ رَفعَ رَأَسَهُ ، وفي «النَّوادرُ» : تَجَاسَرَ فُلانٌ لِفُلانٍ بالعَصَا إذا تَحَرَّكَ لهُ بهَا.
سجر : قال الليث : السَّجْرُ : إيقَادكَ في التنُّورِ تَسْجُرُه بالوَقُودِ سَجْراً.
والسَّجُورُ : اسْمُ الحَطَبِ.
والمِسْجَرَةُ : الخَشَبَةُ التي يُسَاطُ بها السَّجُورُ في التّنُّورِ.
وقال الفراء في قول الله جل وعز : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)) [الطور : ٦] وفي قوله : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)) [التكوير : ٦] كان عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ الله عنه يقولُ : مَسْجُورٌ بالنّارِ أَيْ مَمْلُوءٌ.
وقال الفراء : المَسْجُورُ في كلامِ العَرَبِ : المَمْلُوءُ ، وقد سَجَرْتُ الإنَاءَ وسَكَرْتُهُ إذا ملأتَهُ ، وقال لبيدٌ : مَسْجُورَةً متجاوراً أقلامُهَا وقال الفراء في قوله : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)) أي أفضَى بعْضُها إلى بَعضٍ فَصَارَ بَحْراً وَاحِداً.
وقال الربيعُ بن خَيثَمٍ : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)) [التكوير : ٦] : فَاضَتْ وقال قَتَادَةُ : ذَهَبَ مَاؤُها.
وقال كَعْبٌ : البحر : هو جَهَنَّمُ يُسْجَرُ.
وقال الزَّجَّاجُ : قُرِئ سُجِّرَتْ ، وسُجِرَتْ ومَعنَى سُجِّرَتْ : فُجِّرتْ ، ومعنى سُجِرَتْ : مُلِئَتْ.
وقيل : جُعلت مياهُهَا نِيرَاناً بهَا يعذبُ أَهْلُ النارِ.
وقال الليث : الساجِرُ : السيلُ الذي يَملأُ كلَّ شيءٍ.
قال : والسَّجَرُ والسُّجرَةُ : حُمْرَةٌ في العَينِ في بياضهَا ، وبعضُهم يقولُ : إذا خالَطتِ الحُمرَةُ الزُّرقَةَ فهيَ أيْضاً سَجْرَاء.
(أبو عبيدٍ): المسْجُورُ : السَّاكِنُ ، والمُمْتَلِئُ مَعاً.
وقال الليثُ : المُسَجَّرُ : الشَّعرُ المرسَلُ ، وأَنشد :
إذا تَثَنّى فَرْعُهَا المُسَجَّرُ
(أبو عبيد وابن السكيت): السَّجِيرُ : الصَّديقُ ، وجَمعهُ : سُجَرَاءُ.
وقال الفراءُ : المسجورُ : اللبنُ الذي ماؤهُ أكثرُ مِنْ لَبَنِه.
وقال أبو زيدٍ : المَسجُورُ يكونُ المَملُوءَ ، ويكونُ الذي ليسَ فيه شيءٌ.
ولؤْلؤَة مسجورةٌ إذا كانتْ كثيرةَ الماءِ.
وكلبٌ مَسْجُورٌ : في عنقِهِ ساجورٌ.
(سلمة عن الفراء) قال : السَّجوريُ : الأحمقُ.
(أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا حنَّت النَّاقة فطرَّبتْ في إثرِ وَلدهَا قيلَ : سَجَرتْ تسجُرُ سَجْراً.
وقال أبو زُبَيدٍ :
حَنَّتْ إلى برقٍ فقلتُ لها قِرِي |
بعضَ الحَنِينِ فإنَّ سَجْرَكِ شَائِقِي |
وقال أبو زيدٍ : كَتَبَ الحجاجُ إلى عاملٍ له : أنِ ابعثْ إليّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسوجَراً ، أي مُقيداً مغلُولاً.
وشَعْرٌ منسجرٌ أي مُسْتَرْسِلٌ.
ولؤلؤٌ مَسجورٌ إذا انتَثرَ منْ نِظَامِهِ ، وأنشد :
كَاللُّؤلؤ المسجورِ أُغفِلَ في |
سِلْكِ النِّظَامِ فَخَانَهُ النَّظْمُ |
وسَجَرتُ الماءَ في حَلقِهِ : صببتُه.
قال مُزاحِمٌ :
كمَا سَجَرتْ ذا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ |
بِيُمْنَى يَدَيْهَا من قَدِيٍّ مُعَسَّلِ |
القَديُ : الطيبُ الطعمِ من الشرابِ والطعامِ.
ويُقالُ : وَرَدْنَا ماءً سَاجِراً. إذا مَلأَ السيل ، وقال الشماخ :
وَأَحْمَى عليها ابْنَا يزيدَ بنِ مُسْهرٍ |
بِبَطْنِ المَرَاضِ كُلَّ حِسْيٍ وسَاجِرِ |
وقال أبو العبَّاسِ : اختلُفوا في السَّجَرِ في العينِ فقال بعضهم : هو الحُمرَةُ في سوادِ العينِ ، وقيل : هو البياضُ الخَفِيفُ في سوادِ العينِ ، وقيل : هي كُدرَةٌ في بَيَاضِ العينِ منْ تَرْكِ الكُحْلِ.
وقال أبو سعيدٍ : بحرٌ مسجورٌ ومَفْجُورٌ.
ويقالُ : سَجِّرْ هذا الماءَ : أي فَجِّرْهُ حيثُ تُرِيدُ.
جرس : قال الليثُ : الجرسُ : مصدرُ الصوتِ المجروسِ ، والجرسُ : الصوتُ نفسُه ، وجرستُ الكلامَ أي تَكلَّمتُ بهِ ، وجرْسُ الحَرْفِ : نغمتُهُ ، والحروفُ الثَّلاثةُ الجوفُ لا جُرُوس لهَا ، وهي الياءُ والألِفُ والواوُ ، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ.
(ابن السكيت عن الأصمعيّ) قال : الجَرْسُ ، والجِرْسُ : الصَّوْتُ.
يقالُ : قد أجرَسَ الطائرُ إذا سُمعَ صوتُ مَرِّهِ.
وأَجْرَسنيِ السَّبُعُ إذا سمِعَ صَوْتِي.
وأجرَسَ الحَيُّ إذا سَمِعْتَ صَوتَ جَرْسِ شيءٍ ، وأنشد :
حَتَّى إذا أجرَسَ كلُّ طائرِ |
قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحَاضِرِ |
وفي الحديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «دَخَلَ بيتَ بعضِ نسائِهِ فَسَقَتْهُ عسَلاً ، فَتَواطأتْ ثِنتانِ منْ نِسَائِهِ أن تقولَ لهُ أَيَّتُهُمَا دخَلَ عليْهَا : أأكلتَ مَغَافيرَ؟ فإنْ قال : لا قالتْ له : فَشَرِبْتَ إذن عَسَلاً جَرَسَتْ نَحْلهُ العُرْفُطَ» ، أي : أَكَلتْ ورَعَتْ.
ونَحْلٌ جَوَارِسُ : تأكُلُ ثَمَرَ الشجَرِ ، وقال أبو ذُؤيب يصفُ النحْلَ :
يَظَلُّ على الثَّمراءِ منها جَوَارس |
مراضيعُ صُهْبُ الريشِ زُغبٌ رقابها |
صُهْبُ الريشِ : صُفْرُ الأجنحةِ ، والمراضيعُ : التي معها أولادُها.
وقال أبو عبيد : الجَرْسُ : الأكلُ ، وقد جَرَسَ يجرِسُ.
(ابن السكيت): الجَرَسُ : الذي يُضرب.
ورُوي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفقةً فيها جَرَسٌ».
وقال الليث : النحل تجرُسُ العَسَلَ جَرساً ، وتجرِسُ النَّورَ جَرساً ، وهو لحسُها إياه ثم تعسيلُهُ.
وأجرَسَ الحلىَ إذا صوَّت كصوت الجَرَس.
وقال العَجَّاجُ :
تَسمَعُ للحَلي إذا ما وَسْوَسَا |
وارتَجَّ في أجيادِها وأجرَسَا |
زَفْزَفَةَ الريحِ الحَصَادَ اليَبَسَا
ويقال : فلانٌ مَجْرَسٌ لفلان إذا كان يأنس بكلامه.
وأنشد :
أنت لي مجرُسٌ إذا |
ما نبا كلُ مجرَسِ |
(أبو عبيد عن الأصمعي) : رجُلٌ مجرَّسٌ منجَّذٌ إذا جرَّبَ الأمورَ وعرفها ، وقد جرَّسَتُه الأمورُ.
وأنشد :
مجرّساتٍ غرَّةَ الغَريرِ |
بالرَّيمِ والرَّيمُ على المزجُورِ |
(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجارُوسُ : الكثيرُ الأكلِ.
والجِرسُ : الأصلُ.
والجَرسُ ، والجِرسُ : الصَّوتُ.
(أبو سعيد): اجْتَرَسْتُ ، واجْتَرَشْتُ أي كسبتُ.
رجس : قال الله جل وعز : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ) [المائدة : ٩٠].
قال الزجاج : الرِّجسُ في اللغة : اسمٌ لكل ما استُقذِرَ من عَمَلٍ ، فبالغَ الله في ذمِّ هذه
الأشياء وسمَّاها رِجْساً.
ويقال : رَجُسَ الرَّجُلُ رَجْساً ، وَرَجِسَ يَرْجَسُ إذا عَمِلَ عَمَلاً قبيحاً.
والرَّجسُ بفتح الراء : شدة الصوت ، فكأن الرِّجسَ : العملُ الذي يقبُحُ ذِكْرُهُ ويرتفعُ في القُبْحِ.
وَرَعْدٌ رَجَّاسٌ : شديدُ الصوت ، وأنشد :
وكلُ رجَّاسٍ يسوقُ الرُّجَّسا
قال : وأما الرِّجزُ بالزاي فالعذاب ، أو العَمَلُ الذي يؤدي إلى العذاب.
وقال ابن السكيت : الرِّجْسُ : مَصْدَرُ صوتِ الرَّعدِ وتمخُّضُه.
قال : والرِّجسُ : الشيءُ القَذِرُ.
وقال ابن الأعرابي : المِرْجَاسُ : حَجَرٌ يُلقى في جوف البئر ليُعلَمَ بصوته قَدْرُ قَعْرِ الماء وعمقِهِ.
وقال الليث : رَجُسَ الرجل يرجُسُ رَجَاسَةً ، وإنه لَرِجْسٌ مَرْجُوسٌ.
وقال شمر : قال الفراء : يقال : هم في مَرْجُوسَةٍ من أمرهم ، وفي مَرجُوسَاء أي في التباسٍ.
وأنشد أبو الجَدَلِ الأعرابي :
نحنُ صَبَحْنَا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ |
بدارِ حالٍ ليلةَ الخميسِ |
قال : المَرجوسُ : الملعونُ ، وأراد مَزوَزَ بن محمد ، أخذه من الرِّجْسِ.
(أبو عبيد عن الكسائيِّ) : هم في مَرجُوسةٍ من أمرهم ، أي في اختلاط ودَوَرانٍ.
وقال الليث : بعيرٌ رجَّاسٌ ومِرجَسٌ أي شديِدُ الهَدِيرِ.
قال : والرِّجسُ في القرآن : العذابُ كالرِّجز ، وكل قَذَرٍ : رِجْسٌ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : مر بنا جماعةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ نَضِفُونَ وَجِرُونَ صقَّارونَ أي كُفَّارٌ.
وأرْجَسَ الرجل إذا قدَّر الماء بالمِرجَاسِ.
وقيل : الرِّجْسُ : المَأْثَمُ.
وقال ابن الكلبي في قول الله جل وعز : (فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً) [الأنعام : ١٤٥].
الرِّجس : المأثَمُ.
وقال مجاهد في قوله : (كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ) [الأنعام : ١٢٥] ، قال : ما لا خير فيه.
وقال أبو جعفر في قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) [الأحزاب : ٣٣].
قال : الرِّجس : الشك.
وقال ابن الكلبيِّ في قوله : (إِنَّمَا) (... الْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ) [المائدة : ٩٠] أي مَأْثَمٌ.
سرج : قال الليث : السَّرجُ : رِحَالَةُ الدابَّةِ.
يقال : أسرَجتُه إسراجاً.
ومُتَّخِذُهُ : سرَّاجٌ.
وحِرْفَتُهُ : السِّراجَةُ.
والسِّراجُ : الزَّاهِرُ الذي يَزْهَرُ بالليل.
وقد أسرَجْتُ السِّرَاجَ إسراجاً.
والمَسْرَجَةُ : التي توضع عليها المِسْرَجَةُ.
والمِسْرَجَةُ : التي توضع فيها الفتيلة.
والشَّمسُ : سِرَاجُ النهار ، والهُدى : سِرَاجُ المؤمنين.
ويقال : سرَّج الله وجهه وبهَّجَهُ أي حسَّنه : وأنشد قولَهُ : وفاحماً ومَرْسِناً مسرَّجا قال : عنى به الحُسْنَ والبهجةَ ، ولم يعنِ أنه أفطَسُ مسرَّجُ الوَسَطِ.
وقال غيره : شَبَّهَ أَنْفَهُ وامتِدَادَهُ بالسَّيْفِ السُّرَيجيِ ، وهو ضربٌ من السيوفِ التي تعرف بالسُّرَيجيَّاتِ.
وقال أبو زيد : سرَّج الله وجهه أي حسنه.
وقولُ الله : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦)) [الأحزاب : ٤٦].
وقال الزجاج : أراد بقوله : (وَسِراجاً مُنِيراً) أي وكتاباً بيِّناً.
المعنى : (أَرْسَلْناكَ شاهِداً) وذا سِرَاجٍ منير أي وذا كتاب منير : بيِّن ، وإن شِئْتَ كان سِراجاً منصوباً على معنى ، (داعِياً إِلَى اللهِ) ، وتالياً كتاباً بيِّناً.
(قلت) : وإن جعلتَ سِراجاً نعتاً للنبي صلىاللهعليهوسلم كان حسناً ، ويكون معناه هادياً كأنه سِرَاجٌ يُهتدى به في الظلم.
(أبو عبيد عن أبي زيد) : إنه لكريم السُّرجُوجَةِ ، والسِّرجيجَةِ ، أي كريم الطبيعة.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): السَّرّاج : الكذاب ، وقد سَرَجَ أي كَذَب.
ويقال : تكلّم بكلمة فَسَرَّجَ عليها بأُسْرُوجَةٍ : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا اسَتَوتْ أخلاق القوم قيل : هُمْ على سُرجُوجَةٍ واحدة ومَرِنٍ ومَرِسٍ.
ج س ل
جلس ، سجل ، سلج : [مستعملة].
جلس : قال الليث : ناقة جَلْسٌ ، وجَمَلٌ جَلْسٌ : وَثيقٌ جَسِيمٌ : وقال غَيْرُهُ : أصله جَلزٌ فقُلِبَتْ الزايُ سِيْناً كأنه جُلِزَ جَلزاً أي فُتل حتى اكتنز واشتد أَسْرُهُ.
وقالت طائفة : يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه ، والجَلْسُ : ما ارتفع عَنِ الغَوْرِ في بلاد نَجْدٍ.
وقال ابنُ السكيت : جَلَسَ القوم إذا أَتَوْا نَجْداً وهو الجَلْسُ.
وأنشد :
شِمَالَ مَنْ غَارَ به مُفْرِعاً |
وعن يَمينِ الجَالسِ المُنجِدِ |
وقال :
قل للفَرَزدَقِ والسُّفَاهَةُ كاسمِهَا |
إن كُنتَ تَارِكَ ما أَمَرتُكَ فاجلِسِ |
أي ائتِ نَجْداً.
وَجَبَلٌ جَلْسٌ إذا كان طويلاً ، وقال الهذلي :
أوفى يَظَلُّ على أقذافِ شَاهِقَةٍ |
جَلسٍ يزل بها الخُطَّافُ والحَجَلُ |
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : قال : الجِلْسُ بكسر الجيم : الفَدْمُ.
والجَلْسُ : البَقِيَّةُ من العسلِ تبقى في الإناء. وقال الطرماح :
وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرحِهَا |
جَنَى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وُشُوعُ |
ويقال : فُلانٌ جَليسِي ، وأنا جَليِسُهُ.
وهو حَسَنُ الجِلْسَةِ.
وقال الليث : الجُلَّسَانُ : دَخِيْلٌ ، وهو بالفارسية كُلَّشانُ وقال الأعشى :
لنا جُلَّسَانٌ عندها وَبَنَفْسَجٌ |
وَسِيَنسَنْبرٌ والمَرزَجُوشُ مُنَمْنَمَا |
سجل : (ابن السكيت): السَّجلُ : ذكَرٌ ، وهو الدلو ملآن ماءً ، ولا يقال له وهو فارغ : سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ ، وأنشد :
السَّجل والنُّطفَةُ والذَّنُوبُ |
حتى ترى مَركُوَّهَا يَثُوبُ |
وأنشد ابن الأعرابي :
أُرَجِّيّ نائلاً من سيب ربٍ |
له نُعمى وذمَّته سِجَالُ |
قال الذَّمَّة : البئر القليلة الماء.
والسَّجْلُ : الدلو الملآن ، والمعنى قليله : كثير. ورواه الأصمعي : ....... وذمته سِجَالُ أي عَهْدُهُ مُحكمٌ ، من قولك : سجَّل القاضي لفلان ماله أي استَوْثَقَ له به ، وقال أبو إسحاق في قول الله : (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [الحجر : ٧٤] ، قال الناس في (سِجِّيلٍ) أقوالاً.
وفي التفسير : أنها من : جِلٍّ وطين ، وقيل من جِلٍّ وحجارة.
وقال أهل اللغة هذا فارسيٌّ ، والعرب لا تعرف هذا ، والذي عندنا ـ والله أعلم ـ أنه إذا كان التفسير صحيحاً فهو فارسيٌّ أُعْرِبَ لأن الله قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال : (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣)) [الذاريات : ٣٣]. فقد بيَّن للعرب ما عُنِيَ بسِجِّيلٍ.
ومن كلام الفرس ما لا يُحصى مما قد أَعْرَبَتْهُ العربُ نحو : جاموسٍ ، وديباجٍ فلا أُنكر أن يكون هذا مما أُعرب.
وقال أبو عبيدة : (مِنْ سِجِّيلٍ) تأويله :
كثيرة شديدة.
وقيل : إن مثل ذلك قول ابن مُقبل :
وَرَجْلَةٍ يضرِبونَ البيَضَ عن عُرُضٍ |
ضَرْباً تواصَت به الأبطالُ سِجِّينا |
قال : وسِجِّينٌ وسجِّيلٌ بمعنى واحد.
وقال بعضهم : سِجِّيلُ من سَجَلْتُه أي أرسلتُه ، فكأنها مُرَسَلَةٌ عليهم.
ورُوي عن محمد بن عليٍ أنه قال في قول الله جل وعز : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (٦٠)) [الرحمن : ٦٠]. قال هي مُسْجَلَةٌ للبَرِّ والفاجر.
وقوله مُسْجَلَةٌ أي مُرسَلةٌ لم يُشترطْ فيها بَرٌّ ولا فاجر.
يقول : فالإحسان إلى كلِّ أحدٍ جزاؤُه الإحسانُ ، وإن كان الذي يصطَنِعُ إليه فاجراً.
وقال أبو إسحاق : قال بعضهم : سِجِّيل من أسجَلتُ إذا أعطيتَ ، وجعله من السِّجْلِ.
وأنشد بيت اللهبيِّ :
من يُسَاجِلْنِي يُسَاجِل ماجِداً |
يَمْلأُ الدِّلوَ إلى عقدِ الكَرَب |
وقيل : (مِنْ سِجِّيلٍ) كقولك : من سجلٍ أي ما كُتب لهم.
وهذا القول إذا فسِّر فهو أَبْيَنُها لأن في كتاب الله دليلاً عليه.
قال الله : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩)) [المطففين : ٧ ، ٩].
وسِجِّيلٌ في معنى سِجِّينٍ ، المعنى أنها حجارةٌ مما كتب الله أنه يعذِّبهُم بها ، وهذا أحسن ما مر فيها عندي.
وقال غيره : دَلْوٌ سَجِيلَةٌ أي ضَخْمَةٌ.
وقال الراجز :
خُذها وأعطِ عَمَّكَ السَّجيله |
إن لم يَكُن عَمُّك ذا حَلِيلَهْ |
وفي الحديث : أن النبي صلىاللهعليهوسلم «أمر بصَبِ سَجْلٍ على بَوْل أعرابيٍّ».
والسَّجْلُ : أعظمُ ما يكون من الدِّلاءِ ، وجمعه : سِجَالٌ.
قال لبيد : يُحِيْلُونَ السِّجَالَ على السِّجَالِ والمُسَاجَلَةُ : مأخوذةٌ من السَّجْلِ.
وفي حديث أبي سفيان : «أن هِرَقْلاً سأله عن الحربِ بينه وبين النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : «الحربُ بيننا سِجَالٌ» ، ومعناه أنا نُدالُ عليه مرةً ، ويُدَالُ علينا أخرى ، وأصله أن المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَينِ من البئر يكونُ لكلِّ واحد منهما سَجْلٌ أي دَلوٌ ملأى ماء».
وقال الليث : السَّجيلُ من الضُّروع : الطويل.
والخُصيَةُ السَّجيلةُ : المسترخيةُ الصَّفَنِ.
وقال الله : كَطَيِ السِّجِلِ للكتاب [الأنبياء : ١٠٠] ، وقُرئ السِّجْلِ بإسكان الجيم وتخفيف اللام ، وجاء في التفسير أن السِّجِلَ : الصحيفة التي فيها الكتاب.
وحُكي عن أبي زيد أنه روى عن بعضهم أنه قرأها : (السِّجْلِ للكتاب) بسكون الجيم.
قال : وقرأ بعض الأعراب : (السَّجْل) ... بفتح السين.
وقيل : السِّجِلُ : مَلَكٌ.
وقيل : السِّجِلُ بلغة الحَبَش : الرَّجُلُ.
وعن أبي الجوزاء : أن السِّجِلَ : كاتبٌ كان للنبي صلىاللهعليهوسلم، وتمام الكلام للكتاب.
وقال ابن شميل : ضَرْعٌ أَسْجَلُ وهو الواسع الرِّخوُ المضطَرِب الذي يَضربُ رِجْلَيها من خلفِها ، ولا يكون إلا في ضُروع الشاءِ.
وانسَجلَ الماءُ انسِجالاً إذا انصبَّ.
وقال ذو الرمة :
وأردَفَتِ الذِّراعُ لها بعينٍ |
سَجُومِ الماءِ فانْسَجَلَ انسِجَالا |
سلج : من أمثال العرب : «الأكل سَلَجَانٌ ، والقضاء ليّانٌ».
(أبو عبيد) : عن الكسائي : سُلِجْتُ الطعامَ سَلْجاً ، وَسَرَطْتُهُ سَرْطاً إذا ابتلعتَهُ.
وقال أبو زيد : سَلِجَ يُسْلَجُ سَلْجاً وسَلَجَاناً.
وقال الليث : السُّلَّجُ : نَبَاتٌ رِخْوٌ من دقِّ الشجَرِ.
والسُّلَّجَانُ : ضَرْبٌ منه.
(أبو عبيد عن الأمويِّ) : قال : إذا أكلتِ الإبل السُّلّجَ فاستطلقت عنه بطونُها قيل : سَلَجَتْ تسلُجُ.
وقال شمر : سَلِجَت تسلُجُ عندي أجود.
قال : والسُّلّجُ من الحَمْضِ لا يزالُ أخضرَ في القيظ والربيع ، وهي خوَّارة.
(قلت) : نَبْتٌ مَنْبِتُهُ القِيْعَانُ ، وله ثَمَرٌ ، في أطرافه حِدَّة ، ويكون أخضَرَ في الربيع ثم يهيجُ فَيَصْفَرُّ ولا يُعدُّ من شجر الحَمْضِ.
وقال اللحياني يقال : تركته يتَزَلَّجُ النبيذَ ويستَلِجهُ أي يُلحُّ في شربه.
قال : وَيْستَلِجُهُ : يُدْخِلُهُ في سِلِّجَانه أي في حلقومه.
ويقال : رماه الله في سِلِّجانهِ أي في حلقومه.
قال : وقولهم : «الأخذ سَلَجَان ، والقضاء ليَّان» تأويله : تُحِبُّ أن تأخُذَ وتكرَهُ أنْ تَرُدَّ.
وقال أبو تراب قال بعض أعرابِ قَيْسٍ : سَلَجَ الفَصِيْلُ الناقةَ ومَلَجَها إذا رضعها.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): السَّلَالِيجُ : الدُّلْبُ الطوالُ.
ويقال للسَّاجَةِ التي يُشَقُّ منها البابُ : السَّلِيجَةُ.
والسِّلَّجْنُ : الكَعْكُ ، وأنشد :
يأكلُ سِلَّجْناً بها وسُلَّجا
(قلت) : ولم أسمع السِّلَّجن لغيره ، وكأن الواجر أراد : يأكل سِلَّجْناً ، ويرعى سُلَّجا.
ج س ن
جنس ، نجس ، نسج ، سجن ، سنج.
جنس : (ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَنَسُ : جمود الماء.
وقال الليث : الجِنْسُ : كل ضَرْبٍ من الشيء ومن الناس والطير ، ومن حُدُودِ النحو والعروض والأشياء : جُمْلَةٌ ، والجميعُ : الأجناسُ.
ويقال : هذا يُجَانِسُ هذا أي يشاكله ، وفلان يُجَانِسُ البهائم ، ولا يُجَانِسُ الناس إذا لم يكن له تمييز ولا عقلٌ.
والإبل : جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ ، فإذا واليت سِناً من أسنان الإبل على حِدَةٍ فقد صنَّفتها تصنيفاً ، كأنك جعلت بنات المخاض منها صِنْفاً ، وبنات اللَّبون صنفاً ، والحِقَاقَ صنفاً ، وكذلك الجِذَاعُ ، والثَّنِيُّ ، والرُّبَعُ.
والحيوان : أَجْنَاسٌ ، فالناس : جِنْسٌ والإبل : جِنْسٌ ، والبقر : جِنْسٌ ، والشَّاءُ : جِنْسٌ.
سنج : (ثعلب عن ابن الأعرابي): السُّنْجُ : العُنَّاب.
وقال أبو عمرٍو : السِّناجُ : أثر دخان السِّراجِ في الحائط ونحو ذلك.
قال الليث ـ أبو عبيد عن الفرَّاء قال : سَنْجَةُ الميزان وصَنْجَتُهُ ، والسين أفصح.
نسج : قال الليث : النسجُ : معروف ، وعامِلُهُ : النَّسَّاج.
والريح تَنْسِجُ التراب إذا نَسَجَتِ المُورَ ، والجَولَ على رُسُومِهَا ، والريح تَنْسِجُ الماء إذا ضربت متنَهُ فانْتَسَجَتْ له طرائق كالحُبُك ، والشاعر يَنْسِجُ الشِّعر.
والكذاب يَنْسِجُ الزور.
والمِنْسَجُ : المُنْتَبِرُ من كاثبة الدابة عند منتهى منبت العرف تحت القَرَبُوس المقدم.
وناقة نُسُوجٌ وَسُوجٌ : تَنْسِجُ وَتَسِجُ في سيرها ، وهو سرعة نقلها قوائِمَهَا.
(أبو عبيد عن أبي عمرٍو) : ومِنْسَجُ الفرس بكسر الميم وفتح السين ، ونحو ذلك ، قال الأصمعي وابن شميل.
وقال شمر : قد قالوا : مَنْسِجٌ ، قال : ويقولون : مِنْسَجُ الثوب ، وَمَنْسِجُهُ حيث
يُنْسَجُ.
وقال شمر : سمِّيَ مِنْسَجُ الفرس لأن عصب العنق يجيء قِبَلَ الظهر ، وعصب الظهر يذهب قِبَلَ العنق فَيَنْسِجُ على الكتفين.
وقال أبو عبيد : المِنْسَجُ والحَارِكُ : ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العُنُقِ إلى مستوى الظهر.
وقال أبو زيد : المِنْسَجُ : ما بين عُرف الدابة إلى موضع اللِّبْدِ ، قال : والكاهل خلف المِنْسَجِ.
ومَنْسِجُ الثوب حيث يَنْسِجُونَهُ.
والمِنْسَجُ : الذي يُنسَجُ به.
وقال ابن شميل : النَّسُوجُ من الإبل : التي تُقدِّم جهازها إلى كاهلها لشدة سيرها.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): النُّسُجُ : السَّجَّادات.
وفي حديث عائشة أنها ذكرت عمر فقالت : «كان والله أحوذياً نَسِيجَ وحده» ، أرادت أنه كان منقطع القرين ، وأصله أن الثوب إذا كان نفيساً لم يُنسج على منواله غيره لدقته ، وإذا لم يكن دقيقاً عُمل على منواله سدًى لعدة أثواب ، فضُرب ذلك مثلاً لكل من بوُلغَ في مدحه ، وهذا كقولك : فلان واحد عصره ، وقريع قومه.
نجس : رُوي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه كان إذا دخل الخلاء قال : «اللهم إني أعوذ بك من الرّجس النجس ، الخبيث المخبث».
قال أبو عبيد : زعم الفراء أنهم إذا بدأوا بالنَّجَس ، ولم يذكروا الرجس فتحوا النون والجيم ، وإذا بدأوا بالرجس ثم أتبعوه النجس كسروا النون.
وقال الليث : النَّجِسُ : الشيء القَذِرُ من الناس ومن كل شيء قذرته.
رجل نَجَسٌ ، وقوم أنجَاسٌ ، ولغة أخرى : رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ ، ورجال نَجَسٌ ، وامرأة نجس.
قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة : ٢٨].
وقال الفراء : نَجَسٌ لا يجمع ولا يؤنث.
وقال أبو الهيثم في قوله : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة : ٢٨] أي أخباثٌ أنجاسٌ.
(الحراني عن ابن السكيت) أنه قال : إذا قالوا : رِجْسٌ نِجْسٌ كَسَروا لِمَكانِ رِجْسٍ وثنَّوا ، وجمعوا ، كما قالوا : جاء بالطِّمِّ والرِّم ، فإذا أفردوا قالوا : جاء بالطَّمِّ ففتحوا.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : من المَعَاذَات : التميمة ، والجُلْبَةُ والمُنَجَّسَةُ ، ويقال : للمُعَوِّذِ : مُنَجِّسٌ.
قال أبو العباس قلت لابن الأعرابي : المعوَّذ لم قيل له : مُنَجَّسٌ ، وهو مأخوذ من النَّجَاسَةِ؟ فقال إن للعرب أفعالاً يخالف معانيها ألفاظها.
يقال : فلان تنجَّس إذا فعل فعلاً يخرج به من النَّجاسة.
كما قيل : يتأثم ، ويتحرَّج ويتحنَّث إذا فعل فعلاً يخرج به من الإثم والحرج والحنث.
وقال الليث : المنجَّس : الذي يُعلَّق عليه عظام أو خِرَقٌ.
ويقال للمعوِّذ : مُنَجِّسٌ ، وأنشد :
وجَارِيَةٍ مَلبُوبَةٍ ومُنَجِّسٍ |
وطَارِقَةٍ في طَرقِهَا لم تُشدِّدِ |
يصف أهل الجاهلية أنهم كانوا بين كاهن ومُنَجِّسٍ.
وقال غيره : كان أهل الجاهلية يعلِّقون على الصّبيّ ، ومن يُخافُ عليه عيونُ الجِنِّ الأقذار من خِرَقِ المحيض.
ويقولون : الجِنُّ لا تقرُبُهَا ، ثم قيل لِلمُعَوِّذِ : مُنَجِّسٌ.
(أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا كان داء لا يُبرأ منه فهو نَاجِسُ ونَجيسٌ ، وعُقَامٌ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : النُّجُسُ : المُعوِّذون ، والجُنُسُ : المياه الجامدة.
[سجن] : قال الله جل وعز : (رَبِ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ) [يوسف : ٣٣].
قال الفراء : وقرئ (السَّجْنُ) فمن كسر السين فهو المَحْبِس ، وهو اسم ، ومن فتح السين فهو مصدر سَجَنْتُهُ سَجْناً.
وفي الحديث : «ما شيء أحقَّ بطول سَجْنٍ من اللسان».
وقول ابن مقبل : ضرباً تواصَتْ به الأبطالُ سِجِّينا قال الأصمعي : السِّجِّين من النخل : السِّلتِينُ بلغة أهل البحرين.
يقال : سَجِّنْ جِذْعَكَ هذا إذا أردت أن تجعله سِلتِيناً.
والعرب تقول : سِجِّينٌ مكان سِلتين ، وسِلِتينٌ ليس بعربيٍّ.
وقال أبو عمرٍو : السجين : الشديد.
وقال غيره : هو فِعّيل من السَّجن كأنه يُثبت من وقع به فلا يبرح مكانه.
ورواه ابن الأعرابي : سِخّيناً أي سخناً يعني الضرب.
ورواه ابن المنخَّل عن المؤرِّج قال : سِجّيل وسِجّينٌ : دائم في قول ابن مقبل.
ج س ف
جفس ، سجف ، فجس ، فسج : مستعملة.
جفس : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا اتخم الرَّجُلُ قيل : جَفِسَ الرجل جَفَساً ، فهو جَفِسٌ.
وفي «النوادر» : فلانٌ جِفْسٌ ، وجَفِسٌ ، أي ضَخْمٌ جَافٍ.
سجف : قال الليث : السِّجفَانِ : سترا باب الحَجَلَةِ ، وكل باب يَسْتُرُهُ سِتْرانِ مَشْقُوقٌ
بينهما فكل شقٍّ منهما : سَجْفٌ ، وكذلك : سِجْفَا الخِبَاءِ.
والسَّجْفُ والتَّسْجيفُ : إرخاء السِّجَفين.
(أبو عبيد عن الأصمعي): السِّجفانِ : اللذان على الباب.
يقال منه : بيت مُسَجَّفٌ.
وقال الفرزدق : رَقَدْنَ عليهنَّ الحِجَالُ المسجَّفُ فجس : قال الليث : الفَجْسُ ، والتّفَجُّسُ : عظمة وتطاول ، وأنشد :
عَسْرَاءُ حين تَرَدّى من تَفَجُّسِهَا |
وفي كِوَارَتِها من بَغْيِهَا مَيَلُ |
(أبو عبيد عن أبي زيد): فَجَسَ يَفْجُسُ فَجْساً ، وتفجَّسَ تَفَجُّساً ، وهو التّكَبُّرُ.
وقال ابن الأعرابي : أفجَسَ الرجُلُ إذا افتخر بالبَاطِلِ.
فسج : (أبو عبيد عن الأصمعي): الفَاسِجُ والفَاثِجُ : العظيمة من الإبل.
قال : وبعض العرب يقول : هما الحامل ، وأنشد :
تخدي بنا كل خنوف فَاسِجِ
وقال النضر : الفَاسِجُ : التي حَمَلَتْ فزمَّت بأنفها واستكبرت.
وقال أبو عمرٍو : هي السريعة الشَّابَّةُ.
وقال الليث : هي التي أعجَلَهَا الفَحْلُ فَضَرَبَها قبل وقت المَضْرِبِ ، وقد فَسَجَتْ فُسُوجاً.
ويقال في الشاء ، وهو في النُّوق أعرفُ عند العرب.
ج س ب
جبس ، سبج ، بجس : مستعملة.
جبس : قال الليث : الجِبْسُ : الرَّدِيُّ الدَّنيُّ الجبان.
قال الراجز : خِمْسٌ إذا سار به الجِبْسُ بكى ويقال الجبس : ولد زِنْيَةٍ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : المَجْبُوس والجَبيسُ : نعت سَوءٍ للرجل المَأْبُون.
قال : والجِبْسُ : الجَامِدُ من كل شيء.
والجِبْسُ : الثقيلُ البَدَنِ ، الثقيلُ الروح الفَاسِقُ.
(أبو عبيد): تَجَبَّسَ في مَشيهِ تجبُّساً إذا تَبَخْتَرَ.
قال عمر بن لجأٍ :
تمشي إلى رِوَاءِ عَاطِنَاتِهَا |
تَجَبُّسَ العَانِسِ في رَيْطَاتِهَا |
سبج : (أبو عبيد عن الفراء) قال : السُّبجة ، والسَّبيجةُ : كساء أسود.
وقال الليث : السُّبْجَةُ : ثوب يلبسه الطَّيَّانُونَ له جيب ، ولا يَدَانِ له ، ولا فرجان.
ورُبَّما تَسَبَّجَ الإنسانُ بِكِسَاءٍ تَسَبُّجاً.
قال العجاج : كالحَبَشِيِّ التفَّ أو تسبَّجا وقال ابن السكيت : السَّبيج : بقيرة ، وأصله بالفارسية : شَبي (١).
وفي حديث قَيْلَةُ أنها حملت بنت أخيها وعليها سُبَيِّجٌ من صوف ، أرادت تصغير السَّبيجِ ، وهو معرَّب.
وقال الليث : السَّبيجِيُ ، والجميع : السَّبابِجَةُ : قوم ذوو جلد من السِّند ، يكونون مع استيام السفينة البحرية ، وهو رأس الملَّاحين.
والسَّبَجُ : خَرَزٌ أسوَدُ ، وهو معرب ، أصله : سَبَه.
(أخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء). أنه أنشده :
إنَّ سُلَيمَى وَاضِحٌ أبدانُها |
ليِّنة الأطرَافِ من تحت السَّبَجْ |
قال : السَّبَجُ من القميص : لَبِنَتُهُ ودَخارِيصُهُ.
بجس : قال الليث : البَجْس : انشقاقٌ في قِربةٍ أو حجر أو أرض ينبُعُ منه الماء فإن لم ينبع فليس بانبجاس.
وأنشد :
وكيف غربى دالح تبجَّسا
قال الله : (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) [الأعراف : ١٦٠].
والسَّحابُ يتبجَّسُ بالمَطَر.
والانبِجَاسُ عامٌّ ، والنُّبُوعُ للعين خاصة.
وبَجْسَةُ اسم عَيْنٍ.
ج س م
جسم ، جمس ، سجم ، سمج ، مجس : مستعملة.
جسم : قال الليث : الجِسمُ يَجْمَعُ البَدَنَ وأعضاءَهُ من الناس والإبلِ والدَّوابِّ ونحو ذلك مما عَظُمَ من الخَلق الجسيم.
والفِعلُ : جَسُمَ يَجْسُمُ جَسَامَةً.
ويقال : جُسَامٌ وجَسِيمٌ بمعنى واحد.
وأنشد :
أنعتُ عَيْراً سَهْوَقاً جُسَاما
قال : والجُسْمَانُ : جسِمُ الرجُل ، يقال : إنه لَنَحيفُ الجُسمَانِ.
وقال غيره : جُسْمَانُ الرَّجُلِ ، وجُثْمَانُهُ : واحد.
وَرَجُلٌ جُسْمَانِيٌ وجُثْمَانِيٌ إذا كان ضخم الجثة.
(أبو عبيدة): تَجَسَّمتُ فلاناً من بين القوم أي اخترته.
وأنشد :
__________________
(١) وهو القميص ، كما في «اللسان» (سبج).
تَجَسَّمَهُ من بينهنِّ بمُرهَفٍ |
به جالِبٌ فوق الرِّصافِ عَليلُ |
المُرهَفُ : النّصلُ الرَّقيقُ ، والجالِبُ : الذي علته كالجُلبَة مِن الدَّمِ.
(ابن السكيت): تَجَسَّمتُ الأمر إذا ركبت أجسَمَهُ ومُعظَمَهُ ونحو ذلك. قال أبو سعيد ثعلب عن ابن الأعرابي : الجُسُمُ : الأمُورُ العِظَامُ.
قال : والجُسُمُ : الرِّجَالَ العقلاء.
جمس : قال الليث : الجَامُوسُ : دَخِيلٌ ، ويُجمَعُ جَوَامِيسَ ، تُسَمِّيهِ الفرسُ : كاوميش.
وَجَمَسَ الماءُ إذا جَمُدَ ، وسُئل ابن عمر عن فأرة وقعت في سمن فقال : إن كان جامساً ألقي ما حوله عنه وأكل وإن كان مائعاً أريق كُلُّهُ ، أراد أن السَّمْنَ إن كان جامداً أُخذ منه ما لَصِقَ الفأر به فرُمي ، وكان باقيه طاهراً ، وإن كان ذائباً حين مات فيه نَجِسَ كُلُّهُ.
(أبو عبيد عن الأصمعي) : يقال للرُّطَبَةِ إذا دَخَلَهَا كُلَّها الإرطَابُ وهي صُلبَةٌ لم تنهضم بعد فهي جُمْسَةٌ ، وجمعها : جُمْسٌ.
قال أبو عبيد : وقال الأموي : هي الجَمَامِيسٌ للِكَمْأة.
سجم : قال الليث : سَجَمَتِ العَينُ تَسْجُمُ سُجُوماً ، وهو قَطَرَانُ الدَّمعِ وسَيْلُهُ ، قَلَّ أو كَثُرَ ، وكذلك السَّاجِمُ من المَطَرِ ، وتقول العرب : دَمْعٌ سَاجِمٌ ، وقد سَجَمَ سُجُوماً ، ودَمعٌ مَسجُومٌ : سَجَمَتْهُ العين سَجْماً ، وأما قول الهُذَليِّ :
حتى أتيح له رَامٍ بِمُحدَلةٍ |
جَشءٍ وبِيضٍ نَوَاحِيهنَ كالسَّجَمِ |
فإنّ السَّجَمَ هاهنا : ماءُ السَّمَاءِ ، شَبَّهَ النِّصَال في بَيَاضِهَا به.
وقيل السّجَمُ : نَبتٌ له وَرَقٌ مُؤَلّلُ الأطراف.
ويقال : انسَجَمَ الدَّمعُ والماء فهو مُنْسَجِمٌ إذا انصَبّ ، وسَجّمَتِ السَّحَابَةُ مَطَرَهَا تَسجِيماً ، وتَسْجاماً إذا صَبَّته ، قال : .... دائماً تَسْجامُهَا
سمج : قال الليث : سَمُجَ الشيء يَسْمُجُ سَمَاجَةً ، فهو سَمِجٌ إذا لم يكن فيه مَلَاحَةٌ.
وقال اللحياني : هو سَمِيجٌ لَمِيجٌ ، وسَمِجٌ لَمِجٌ.
وقد سَمَّجَهُ تَسْمِيجاً إذا جعله سَمِجاً.
مجس : في الحديث : «كل مولودٍ يولدُ على الفِطرَةِ حتى يكون أَبَواهُ يهوِّدانِهِ ويمجِّسَانِهِ» معناه أنَّهُما يعلِّمانه دين المجوسِيَّةِ.
المَجُوسُ : جَمْعُ المَجُوسِيّ ، وهو معرب ، أصله : مِنْج قُوش ، وكان رجلاً صغير
الأذنين ، كان أول من دان بدين المَجُوسِ ، ودعا الناس إليه ، فعرَّبته العرب. فقالت : مَجُوسٌ ، ونزل القرآن به والعرب ربما تركت صرف مَجُوس إذا شُبّه بقبيلة من القبائل ، وذلك أنه اجتمع فيه العجمة والتأنيث.
ومنه قوله : كَنَارِ مَجُوس تَستَعِرُ اسْتِعَارا وقد تمجَّس الرَّجُلُ ، وَمَجَّسَ غَيْرَه.
أبواب الجيم والزاي
ج ز ط ـ ج ز د ـ ج ز ت ـ ج ز ظ ـ ج ز ث : مهملات.
ج ز ر
جزر ، جرز ، زجر ، زرج ، رجز : مستعملة.
زجر : قال الليث : زَجَرْتُ البعيرَ حتى ثارَ ومضى أزجُرُهُ زَجْراً ، وزَجَرْتُ فلاناً عن السُّوء فانزَجَرَ ، وهو كالرَّدع للإنسان ، وأما للبعير فهو كالحَثِّ بلفظٍ يكون زجْراً له.
قال الزجاج : الزَّجْرُ : النهي ، والزَّجْرُ للطير وغيرها : التَّيَمُّنُ بِسُنُوحِهَا ، أو التَّشَاؤُمُ بِبِرُوحِهَا وإنما سُمِّي الكاهنُ زاجراً لأنه إذا رأى ما يظن أنه يتشاءم به زَجَرَ بالنهي عن المضي في تلك الحاجة برفع صوتٍ وشدة ، وكذلك الزجرُ للإبل ، والدواب ، والسباع.
ويقال : زَجَرْتُهُ ، وازدَجَرْتُهُ.
قال الله تعالى : (وَازْدُجِرَ (٩) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [القمر : ٩ ، ١٠].
وقد يوضع الإزدجار موضع الإنزِجَار فيكونُ لازماً.
وازْدَجَرَ كان في الأصل ازتجر فقُلبت التاء دالاً لقرب مَخْرَجَيْهما ، واخْتِيَرت الدال لأنها أليق بالزاي من التاء.
وقال الليث : الزَّجرُ : أن يَزْجُرَ طائراً أو ظبياً سَانِحاً أو بَارِحاً فَيَتَطَيَّرَ منه ، وقد نُهي عن الطِّيَرَةِ.
(قلت) : وزَجْرُ البعير أن يقول له حَوْب ، وللناقة : حَلْ ، وأمَّا البغل فَزَجْرُهُ : عَدَسْ مجزومٌ ، ويُزْجَرُ السَّبُعُ فيقال له : هَجْ هَجْ ، وَجَهْ جَهْ ، وجَاه جَاه.
وقال الليث : الزَّجْرُ : ضربٌ من السَّمَكِ عِظامٌ ، والجميع : الزُّجُورُ.
وقال ابن الأعرابي : يقال للناقة العَلُوقِ : زَجُورٌ.
قال الأخطل : والحرب لاقِحَةٌ لَهُنَ زَجُورُ وهي التي تَرأَمُ بأنفها وتمنَعْ درَّها.
جزر : قال الليث : الجَزْرُ مجزُومٌ : انقطاعُ المد.
يقال : مَدَّ البَحْرُ أو النهر في كثرة الماء ، وفي الانقطاع : جَزَرَ جَزْراً ، وهما يَجْزُرَان.
والجَزِيْرَةُ : أرضٌ في البَحْرِ يَنْفَرِجُ عنها ماء البحر فتبدو ، وكذلك الأرض التي لا يعلوها السيل ، ويُحْدِقُ بها فهي جَزِيْرَةٌ.
والجَزِيْرَةُ أيضاً : كُورةٌ تُتَاخِمُ كُوَرَ الشَّامِ وحُدُوَدَهَا.
والجَزِيرَة بالبَصْرَةِ : أرض نَخْلٍ بين البصرة والأبُلَّة ، خُصَّت بهذا الاسم.
وجزيرة العرب : مَجَالها ، سُمِّيت جزيرة لأن البحرين بحرَ فَارِس ، وبَحْرَ السُّودان أحاطا بجانِبَيْها ، وأحاط بالجانب الشَّمالي : دجلةُ والفراتُ ، وهي أرض العرب ومَعدِنُها.
(أبو عبيد عن الأصمعي) قال : جزيرة العرب : ما بين عَدَنِ أبيَنَ إلى أطراف الشام في الطول وأما العرض فمن جُدَّة وما والاها من شط البحر إلى ريف العراق.
وقال أبو عبيدة : هي ما بين حَفَرِ أبي موسى إلى أقصى تِهَامَةَ في الطول. وأما العرض فما بين رمل يَبْرِينَ إلى منقطع السَّمَاوَةِ.
وقال الليث : الجَزْرُ : نَحْرُ الجزَّار الجَزُورَ ، والفعل : جَزَرَ يَجْزُرُ.
والجُزَارَةُ : حق الجَزَّارِ.
وتُسَمَّى قَوَائِمُ البعير ورأسُهُ جُزَارَةً ، لأنها كانت لا تُقسَّم في المَيْسِرِ وتُعطى الجزَّار.
وقال ذو الرمة :
شَخْتُ الجُزَارَةُ مثل البيت سَائِرُهُ |
من المُسُوح خِدَبٌّ شَوقَبٌ خَشِبُ |
وقال الليث : الجَزُورُ إذا أُفْرِدَ أُنّثَ ، لأن أكثر ما يَنْحَرُونَ النُّوقَ.
وقد اجتَزَرَ القومُ جَزُوراً إذا جُزِرَ لهم.
وأجزرتُ فُلاناً جَزُوراً إذا جعلتها له ، قال : والجَزَرُ : كل شيء مباح للذبح ، والواحدة : جَزَرَةٌ وإذا قُلتَ : أعطيتُه جَزَرَةً فهي شاةٌ ، ذكراً كان أو أنثى ، لأن الشاة ليست إلا للذبح خاصة ، ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقةِ والجَملِ لأنهما لسائر العَمَل.
ويقالُ : صارَ القومُ جزَراً لعدوهِمْ إذا قتِلُوا.
وقال ابنُ السكيت : يقالُ أجزرتهُ شاةً إذا دفعتَ إليه شاةً يذبحُهَا ، نعجةً أو كبشاً أو عنزاً ، وهي الجَزَرَةُ إذا كانت سَمِينَةً ، والجميع : جَزَرٌ ، ولا تكون الجَزَرَةُ إلَّا مِن الغَنَمِ ، ولا يقالُ : أجزرتُه ناقَةً.
(أبو عبيد عن الفراء) : هُوَ الجِزَرُ ، والجزرُ للذي يُؤْكَلُ ، ولا يقالُ في الشاةِ إلا الجَزَرُ.
وقال الليثُ : الجَزيرُ بلُغَة أهلِ السوادِ : رجلٌ يختارهُ أهلُ القريةِ لِمَا ينُوبهُمْ من نفقاتِ مَنْ يَنزلُ بهمْ من قِبَلِ السلطانِ ،
وأنشد :
إذَا مَا رَأَونَا قَلَّسُوا مِنْ مَهَابَةٍ |
ويَسْعَى عَلَيْنَا بِالطَّعَامِ جَزِيرُهَا |
(أبو عبيد عن اليزيدي): أجزرَ القومُ ، من الجزَار ، والجَزَار ، وهُوَ وَقْتُ صِرَامِ النَّخْلِ ، مِثْلُ الجَزَازِ.
يقالُ : جَزروا نخلهمْ إذَا صرموهُ ، وأجزرَ النخلُ إذا حانَ صرامُهُ.
ويقال أجزرَ الرجُلُ إذا أسَنَّ ودَنَا فناؤهُ كما يُجْزِرُ النخلُ إذا أتى صِرامُه.
ويقال : جزرتُ العسلَ إذا شُرْتَهُ واستخرجتَهُ من خليَّتِهِ.
وتوعَّدَ الحجاجُ بنُ يوسفَ أنسَ بنَ مالكٍ فقالَ : «لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضرَبِ» أي لأستأصلنَّكَ ، والعَسَلُ يُسَمَّى ضَرَباً إذا غلُظَ ، وإذا استضرَبَ : سَهُلَ اشتيارُه عَلَى العاسِلِ لأنَّهُ إذا رَقَّ سالَ.
وفي حديث عمر «اتَّقُوا هذه المَجَازِرَ فَإنَّ لَهَا ضراوةً كضراوةِ الخمرِ» أرادَ بالمجازرِ : مواضِعَ الجزَّارينَ التي تُنحَرُ فيها الإبلُ وتُذبحُ البَقَرُ ، ويُباعُ لُحْمَانُها ، وواحدُ المجازِرِ : مَجْزَرَةٌ ومَجْزِرَةٌ ، وإنَّمَا نَهاهُمْ عُمر عن المجازر لأنه كَرِهَ لهم إدمانَ أَكْلِ اللحُومِ وجَعَلَ لها ضَراوَة الخَمْرِ أي عادةً كعادتِها لأنَّ مَنِ اعتادَ أكلَ اللحومِ أسرفَ في النفقةِ ، فجعلَ العادةَ في أكلِ اللحمِ كالعادةِ في شربِ الخمرِ لمِا في الدوَامِ عليهِما منْ صَرْفِ النَّفَقةِ والفَسادِ.
ويقال : ضري فلان في الصيد وفي أكل اللحم إذا اعتادَه ضَراوة.
(أبو عبيد عن الأحمر): جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُهُ ويَجْزُرُهُ إذا صرمه ويَحْزِرُهُ ، ويَحْزُرُهُ إذا خَرَصَهُ.
قال : وأجزَرَ القوم ، من الجَزُورِ.
وقال الكسائي : أجْزَرَ النخل وأصْرَمَ وأجدَّ بمعنى واحد.
زرج : قال الليث الزَّرجُ في بعض : جَلَبَةُ الخيل وأصواتُها.
(قلت) : لا أعرف الزَّرْجَ ، ولا أدري ما هو.
(أبو عبيد عن الأصمعي): الزَّرَجُونُ : الخمرُ.
ويقال : شَجَرُها.
(شمر) : قال ابن شميل : الزَّرَجُونُ : شَجَرُ العِنَب ، كل شجرة : زَرَجُونَةٌ.
قال شمر : أُراها فارسية معرَّبة ذَرْدَقُونَ.
قال : وليست بمعروفة في أسماء الخمر.
وقال غيره : زَرْكُون فصُيِّرتِ الكافُ جيماً ، يريدون لونَ الذهبِ.
وقال الليث : الزَّرَجُونُ بلغة أهل الطائف وأهل الغَوْرِ : قُضْبانُ الكَرْمِ.
وأنشد :