تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

وأنشد :

قدِ اكْتَفلَتْ بالحَزْن واعوَجَّ دُونَها

ضَوَارِبُ مِن خَفَّانَ مُجْتابةً سِدْرَا

ثعلب عن ابن الأعرابي : أنَّهُ أَنشده بيتَ خِدَاش بن زُهير :

إذا ما أَصَاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيثَهُمْ

من الناس إلّا مُحْرِمٌ أو مُكافِلُ

قال : والمُحْرِمُ : المُسالِم ، والْمُكافِلُ : المُعَاقِدُ المحالِف ، والكَفِيلُ : من هذا أُخِذ.

وقال أبو عبيد : الكافِلُ : الذي لا يَأْكل ، ويقال للذي يَصل الصيامَ من الناس : كافِلٌ.

وقال القطاميُّ يصف إبلا عِطاشاً :

يَلُذْنَ بِأَعْقَارِ الحِياض كأَنَّها

نِساءُ النصارَى أَصبحَتْ فهْيَ كُفَّلُ

قال ابن لأعرابي في قوله : وهي كفّلُ أي ضَمِنَتِ الصَّوْم.

وروى أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن أبي موسى «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ» قال : ضِعفين ، وقيل : مِثْلين.

يقال : ما لفلان كِفْلٌ : أي ما له مِثْلٌ.

قال عمرو بن الحارث :

يَعْلُو بها ظَهْرَ البعير ولم

يوجَد لها في قومها كِفْلُ

كأَنّه بمعنى مِثل ، قال الأزهريُّ : والضِّعْفُ يكون بمعنى المِثل.

وفي حديثٍ آخر : أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لرجُل : «لكَ كِفْلَانِ من الأجْر».

أي مِثلان ، والكِفْلُ : النصِيب ، والأجْر يقال : له كِفْلان أي جزآن ونصيبان.

أبو عبيد عن أبي زيد : أَكْفَلْتُ فلاناً المالَ إِكْفالاً إذا ضمَّنْتَه إيَّاهُ ، وكفَلَ هو به كُفولاً وكَفْلاً.

وقال الله جلّ وعزّ : (فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) [ص : ٢٣].

قال الزَّجَّاج : معناه اجْعَلْني أَنا أَكفُلُهَا وانْزِلَ أَنتَ عنها.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : كَفِيلٌ وكَافِلٌ ، وضَمِينٌ وضامِنٌ بمعنًى واحد.

وقرئَ قولُ الله جلَّ وعزَّ : (وكَفَلَهَا زكريَّاءُ) [آل عمران : ٣٧] بالتخفيف ، وقُرِئَ (وكَفَّلَهَا زكريَّاءَ) أي وكفَّلَها اللهُ زكرياءَ أي ضَمَّنَه إيَّاها حتى تكَفَّل بحَضَانَتها ، ومن قرأَ (وكَفَلَها زكريَّاءُ) [آل عمران : ٣٧] فالفعلُ لزكرياء أي ضَمِنَ القيامَ بأَمْرِها.

وقال الليث : الكَفَلُ : رِدْفُ العَجُزِ ، وإنها لَعَجْزاءُ الكفَل.

قال : والكِفْلُ من الأَجْر والإثمِ : الضِّعْفُ.

يقال : له كِفْلَان من الأجْرِ ، ولا يقال : هذا كِفْلُ فلانٍ حتى تكونَ قد هَيَّأْتَ لغيره مِثلَه كَالنَّصِيب ، فإذا أَفردْتَ فلا يقال :

١٤١

كِفْلٌ ولا نصيب.

قال : والكِفْلُ من الرِّجال : الذي يكون في مُؤخَّرِ الحَرْب ، إنما همَّتُه التأخُّر والفِرارُ وهو بَيِّنُ الكُفُولة.

قلتُ : الكِفْلُ من الرجال : الذي يكونُ في مؤخّر الحرب لا يَثْبُتُ عَلَى ظَهْر الدَّابة.

وقال الليث : الكفِيل : الضامِنُ للشيءِ.

يقال : كَفَلَ به يَكْفُلُ كَفَالةً ، وأمّا الكَافلُ.

فهو الذي كَفَلَ إنساناً يَعُولُه ويُنْفِقُ عليه.

وفي الحديث : «الرَّبِيبُ كَافِلٌ» وهو زَوْجُ أُمِّ اليتيم ، كأَنّه كفَل نفقتَه.

لفك : عمرو عن أبيه : العَفِيكُ واللَّفِيكُ : المُشْبَعُ حُمْقاً.

ثعلب عن ابن الأعرابي الألْفَكُ والألْفَتُ : الأَعْسَرُ.

وقال في موضعٍ آخر : الأَلْفَكُ : الأحمَقُ.

فلك : قال ابن الأعرابي : الأَفْلَكُ : الذي يَدُور حَوْلَ الفَلَك ، وهو التَّلُّ من الرّمل ، حولَه فضاءٌ.

وقال الليثُ : الفَلَكُ جاء في الحديث أنّه دَوَرَانُ السماءِ وهو اسمٌ للدَّوَران خاصَّةً ، وأمَّا المُنَجِّمُونَ فيقولون : سبعةُ أَطْوَاقٍ دُونَ السماءِ قد رُكِّبَتْ فيها النجومُ السبعةُ ، في كلِّ طَوْقٍ منها : نجْمٌ ، وبعضها أَرفعُ من بعض تَدُورُ فيها بإِذن الله.

وقال الفرَّاء يقال : إنَ الْفَلَكَ : مَوْجٌ مَكْفورٌ تجري فيه الشمس والقمر والكواكب.

وقال الكَلْبيُّ : الفَلَكُ : اسْتِدارةُ السماءِ.

وقال الزَّجَّاج في قول الله : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء : ٣٣] لكلٍّ منها فَلَكٌ.

أبو عُبيد عن الأصمعي : الفَلَكُ : قِطَعٌ من الأرض تستديرُ وترتفع عما حولهَا ، والواحدة : فَلَكَةٌ ، وقال الرَّاعِي :

إِذا خِفْنَ هَوْلَ بُصونِ البِلادِ

تَضَمَّنَهَا فَلَكٌ مُزْهِرُ

يقول : إذا خافتِ الأدْغَالَ وبطونَ الأرضِ ظَهَرَتِ الفَلَكَ.

شمر عن ابن شميلٍ الفَلْكَةُ : أَصَاغِرُ الإكامِ وإنما فَلَّكَهَا اجْتماعُ رَأْسهَا كأَنها فَلْكةُ مِغْزَلٍ لا تُنْبِتُ شيئاً ، والفَلْكَةُ : طويلةٌ قدرُ رُمْحَيْنِ أو رُمْحٍ ونصفٍ ، وأنشد :

يَظَلَّانِ النَّهارَ برَأْسِ قُفٍ

كُمَيْتِ اللَّوْنِ ذِي فَلكٍ رَفيعِ

وقال الليث : الفُلْكُ تُذَكَّرُ وتُؤنَّثُ وهي واحدة ، وتكونُ جَمعاً ، قال الله تعالى في التوحيدِ : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [يس : ٤١] فذكَّرَ الفُلكَ. وقال في الجمعِ (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) [يونس : ٢٢] فأَنَّثَ وجَمعَ ، ويجوزُ أَن يُؤنَّثَ واحدهُ كقولهِ تعالى : (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) [يونس : ٢٢] فقال : جَاءَتْهَا فأَنَّثَ وقال : (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ) فجمَعَ.

وقال الليث : فَلَّكَتِ الجاريةُ تَفْليكاً إذا

١٤٢

تَفلَّكَ ثَدْيُهَا أي صَارَ كالفَلْكةِ وأنشد :

جَارِيَةٌ شَبَّتْ شَبَاباً هَبْرَكَا

لم يَعْدُ ثَدْيَا نَحْرِهَا أَنْ فَلَّكَا

مُسْتَنْكِرَانِ المَسَّ قد تَدَمْلَكَا

أبو عبيد عن أبي عمرو : التَّفْليكُ : أَنْ يَجْعَلَ الرَّاعِي مِن الهُلْبَ مثلَ فَلْكةِ المِغْزَلِ ثمَّ يَثْقُبُ لِسانَ الفَصِيلِ فيَجْعَلهُ فيه لِئلا يَرضَعَ ثدْي أُمِّهِ.

قال ابنُ مُقبلٍ فيه :

رُبَيِّبُ لمْ تُفَلِّكهُ الرِّعَاءُ وَلمْ

يَقْصُرْ بِحَوْمَلَ أَدْنَى شُرِبْهِ وَرَعُ

أي كَفٌّ.

وقال الليث : فلَّكتُ الجَدْيَ ، وهو قضيبٌ يُدارُ عَلَى لسانهِ لِئَلَّا يَرضَعَ.

قلت : والصوابُ في التَّفْليكِ ما قال أبو عمرو.

وفي حديث ابن مسعودٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَجُلاً وهو جَالِسٌ عِندهُ فقال : إِنِّي تركْتُ فرسكَ كأَنَّهُ يَدُورُ في فَلَكٍ.

قال أبو عبيد في قوله : في فَلَكٍ ، فيهِ قولانِ : فأَمَّا الذي تَعرفُهُ العامَّةُ شَبَّهَهُ بِفَلكِ السماء الذي تَدُورُ عليه النجومُ وهو الذي يقال له : القُطْبُ ، شُبِّهَ بقُطْبِ الرَّحَا.

قال وقال بعضُ الأعراب : الفَلَكُ : المَوْجُ إذا ماج في البحْرِ فَاضْطربَ وجاء وذهب ، فَشبَّه الفرسَ في اضْطِرابهِ بذلك ، وإنما كانتْ عَيْناً أَصَابتْهُ وقول رؤبة : وَلَا شَظٍ فَدْمٍ وَلَا عَبْدٍ فَلِكْ قال أبو عمرو : الفَلِكُ : العَبْدُ الذي له أَلْيَةٌ على خِلْقةِ الفَلْكةِ ، وأَليَاتُ الزِّنْجِ مُدَوَّرَةٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الفَيْلَكُونُ : الشُّوبَقُ.

(قلت) : وهما مُعَرَّبانِ معاً.

ويقال فَلْكةٌ ، وفَلَكةٌ لِفَلْكةِ المِغْزَلِ.

فكل : قال الليث وغيره : الأَفكَلُ : رِعْدةٌ تَعْلُو الإنسانَ ، وَلا فِعْلَ له.

ويقال : أَخذَ فُلاناً أَفْكَلٌ إذا أَخذَتْهُ رعْدةٌ.

وفي الحديث : أنَّ موسى لمَّا ضَربَ البَحْرَ بعَصَاهُ فانْفرقَ بَاتَ وله أفْكَلٌ

أي رِعْدةٌ.

وقال ابن الأعرابي : افْتَكَلَ فلانٌ في فعْلهِ افتكَالاً ، واحْتفل احتفالاً بمعنى واحدٍ.

ك ل ب

كلب ، كبل ، لبك ، لكب ، بلك ، بكل : مستعملات.

أما بلك ، ولكب فإنَّ الليث أهملها ، وهما مستعملانِ.

لكب : روى عمرو عن أبيه أنه قال : المَلْكَبَةُ : الناقةُ الكثيرةُ الشَّحْم واللَّحْم.

قال : والملكَبَةُ : القيادةُ.

بلك : ورَوَى ثعلب عن ابن الأعرابي أنَّه قال : البُلْكُ. أَصْواتُ الأشْداق إذا

١٤٣

حرَّكتْها الأصابعُ من الوَلَع.

كلب : قال الليث : الكَلْب : واحد الكِلاب.

قال : والكَلْبُ الكَلِبُ : الذي يَكْلَبُ في أَكل لحوم الناس فيأْخذُه شِبْهُ جُنونٍ ، فإِذا عَقَرَ إنساناً كَلِبَ المعقورُ وأصابه داءُ الكَلَب ، يَعْوِي عُواءَ الكَلْب ، ويمزِّق ثيابه عن نفسه. ويَعقِرُ مَنْ أصابَ ثم يَصير آخر أمره إلى أَنْ يأخذَه العُطَاشُ فيموتَ من شدَّة العَطش ولا يشرب.

ورجُل كَلِبٌ ، وقد كَلِبَ كَلَباً إذا اشتدَّ حِرْصُه على طلب شيءٍ.

وقال الحَسن : إنَّ الدُّنيا لمّا فُتِحتْ عَلَى أهلها كَلِبوا عليها أَشدَّ الكَلَب ، وعَدَا بعضُهم على بعض بالسيف.

أبو العباس عن ابن الأعرابي : الكَلْب : خَرْزُ السَّيْرِ بَين سَيْرَيْن ، كلَبْتُه أَكلُبُه كَلْباً ونحو ذلك قال الليث. وأنشد :

سَيْرُ صَنَاعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ

وقال ابنُ الأعرابي : الكَلْبُ : مِسمارٌ يَكون في رَوافد السَّيْفِ يُجعلُ عليه الصُّفْنَةُ وهي السُّفرة التي تُجمَعُ بالخيط.

قال : والكَلْبُ : أوَّلُ زيادةِ الماء في الوادي.

والكَلْبُ : مِسْمارٌ على رأس الرَّحْل يُعَلِّقُ عليه الراكبُ السَّطِيحَةَ.

والكَلْبُ مِسمارُ مَقْبِض السيف ، ومعه آخرُ يقال له : العَجوزُ.

وقال : الكَلَبُ : القِيادةُ ، والكَلَبُ : الأكلُ الكثيرُ بلا شِبَع ، والكَلْبُ : القِدُّ ، والكَلَبُ : وُقوعُ الحبْل بين القَعْوِ والبَكْرَة ، وهو المَرَسُ ، والْحَضَبُ.

والكَلَبُ : أَنفُ الشِّتاء وحَدُّهُ. والكَلَبُ : صياحُ الذي قد عضَّه الكلْب.

قال : وقال المُفَضّل : أَصْلُ هذا أنَّ داءً يقعُ على الزرْع فلا يَنْحَلُّ حتى تطلُع عليه الشمس فيذوبَ ، فإِنْ أَكَلَ منه المالُ قبلَ ذلك مات.

ومنه مارُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه نهَى عن سَوْمِ الليل أي عن رَعْيِه ، وربما نَدَّ بعيرٌ فأَكل من هذا الزَّرْع قبْل طلوع الشمس ، فإِذا أَكله مات ، فيأتي كلْبٌ فيأكلُ من لحمِه فيَكْلَبُ ، فإِن عَضَّ إنساناً كَلِبَ المعضوضُ ، فإِذا سَمع نُباحَ كلبٍ أَجَابه.

وقال الليث : دَهْرٌ كَلِبٌ : قد أَلَحَّ عَلَى أَهْلِه بما يَسُوءُهم. وأنشد :

ما لِي أَرَى الناسَ لا أَبَا لَهُمُ

قد أَكلوا لحمَ نَابِحٍ كَلِبِ

ويقالُ للشجرة العارِدَةِ الأغصان ، والشَّوْكِ اليابِسِ المقْشَعِرَّةِ : كَلِبَةٌ. والكُلَّابُ والكَلُّوبُ : خشبةٌ في رأسها عُقافَةٌ منها أو من حديد ، فأمّا الكلبتان : فالآلة التي تَكون مع الحدَّادِين ونحو ذلك.

قال : وحَديدةٌ ذاتُ كَلْبَتيْن وحَدِيدتانِ ذَوَاتَا كَلْبتين وحَدَائدُ ذوات كَلْبتين في الجمع.

١٤٤

وكَلَالِيبُ البَازِي : مَخَالبُه.

قال. والكَلْبُ : من النجوم بحِذَاء الدلْو من أسفل ، وعلى طريقته نَجْمٌ آخرُ يقال له : الرَّاعِي.

والكَلِيبُ : جماعةُ الكِلاب ، والكَلَّابٌّ ، والْمُكَلَّبُ : الذي يُعلَم الكلابَ أخْذَ الصَّيد.

وكَلْبٌ : وكُلَيْبٌ ، وكِلَابٌ : قَبائلُ معروفة.

والكُلْبَةُ : شِدَّةُ البرْد. وأنشد :

أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ وكانَتْ

قد أقامَتْ بِكُلْبَةٍ وقِطَارِ

ويقال : كَلِبَ عليه القِدُّ كَلَباً إذا أُسِرَ به فيَبِسَ وعضَّه.

وأَسِيرٌ مُكَلَّب ومُكَبَّلٌ أي مقيَّدٌ ، وأَسِيرٌ مُكَلَّبٌ : مأْسُور بالقِدِّ.

وأرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَر إذا لم يُصِبْها الرَّبيع.

اللحياني : اكْتَلَبَ الخارِزُ إذا استَعمل الكُلْبَةَ ، والكُلْبَةُ : السَّير وراءَ الطاقة من اللِّيف ، تستعمل كما يستعمل الإِشْفَى الذي في رأسه جُحْرٌ يَدْخَلُ السيرُ أو الخيْطُ في الكُلْبَة ، وهي مَثْنِيَّة ، فيُدخَل في موضع الخَرْز ، ويُدْخِلُ الخارزُ يده في الإِدَاوةِ ، ثمَّ يَمُدُّ السيرَ أو الخيطَ ، والخارِزُ يقال له : مُكْتَلِبٌ.

ولِسَان الكَلْبِ : اسم سيفٍ كان لأوس بن حارثةَ بن لأْمٍ الطائيّ وفيه يقول :

فإنَّ لسَانَ الكَلْبِ مانعُ حَوْزَتي

إذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفنَاءُ بُحْتُرِ

وقال النَّضْرُ : الناسُ في كُلْبَةٍ أي في قَحْطٍ وشدَّةٍ من الزمان.

ورَأْسُ الكَلْبِ : اسمُ جَبلٍ معروف.

أبو زيد : كُلْبَة الشتاءِ وهُلْبَتُه : شِدَّتُه.

وقال الكسائي : أصابتهم كُلْبَةٌ من الزمان في شدَّة حالهم وعيشهم ، وهُلبةٌ من الزَّمان.

قال ، ويقال : هُلْبة ، وهُلُبّةٌ من الحرّ ومن القُرّ.

شمر عن ابن شميل عن أَبي خَيْرةَ : أرضٌ كَلِبَةٌ : أي غليظةٌ قُفٌ ، لا يكون فيها شجرٌ ولا كلأٌ ، ولا تكون جبلاً.

وقال أبو الدُّقَيْشِ : أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ أي خَشِنَةٌ يابسةٌ لم يُصِبْها الربيعُ بعدُ ، ولم تَلِنْ.

كبل : قال الليث : الكَبْلُ : قيد ضخمٌ.

وقال أبو عمرو : هو القَيدُ : والكَبْلُ ، والنِّكْلُ ، والوَلْمُ ، والقُرْزُلُ والمكْبولُ : المحبوسُ.

وفي حديث عثمان : «إذَا وَقَعَتِ السُّهْمَانُ فلا مُكَابَلَةَ».

قال أبو عبيد : قال الأصمعي : تكون المكابلةُ بمعنيين ، تكون من الحبْس ، يقول : إذا حُدَّت الحدُود فلا يحبسُ أحدٌ

١٤٥

عن حقِّه ، وأصله من الكَبْلِ ، وهو القيدُ ، وجمعه : كُبولٌ ، والمكْبول : المحبوسُ.

وأنشدني الأصمعيّ :

إِذا كنتَ في دارٍ يُهينُكَ أَهْلُهَا

ولم تكُ مَكبولاً بها فتحوَّلِ

قال الأصمعيُّ : والوجه الآخر أن تكونَ المكَابَلَةُ من الاختلاط وهو مقلوبٌ من قولك : لبَكْتُ الشيءَ ، وبكَلْته إذا خَلَطتَه.

يقول : فإذا حُدَّتِ الحدُودُ ، فقد ذهبَ الاختلاطُ.

وقال أبو عبيدة : هو الكَبْلُ ومعناه الحبْس عن حقه ، ولم يذكر الوجهَ الآخر.

قال أبو عبيد : وهذا عندي هو الصوابُ ، والتفسير الآخر غلطٌ ، لأنه لو كان من بَكلْتُ لقال : مُبَاكَلَةً.

وقال اللحياني في المُكَابَلَةِ ، قال بَعضُهم : هي التَّأخِيرُ.

يقال : كَبَلْتُكَ دَيْنَكَ : أَخَّرْتُهُ عنكَ.

وقال بعضُهم : المُكَابَلَةُ : أَن تُبَاعَ الدارُ إلى جَنْبِ داركَ وأنت تُرِيدُهَا فَتُؤَخِّر ذلك حتى يَسْتَوْجِبهَا المشتري ثم تأخذها بالشّفْعَةِ ، وهي مَكرُوهَةٌ.

قال الطِّرِمَّاحُ :

مَتَى يَعِدْ يُنْجِزْ ولا يَكْتَبِلْ

منه العَطَايَا طُولُ إِعْتَامِهَا

إِعْتَامها : الإبْطَاءُ بها ، لا يَكْتَبِلْ : لا يَحْتَبِسْ.

وذو الكَبْلَيْنِ : فَحْلٌ في الجاهليّة كان ضَبَّاراً في قَيْدِه.

لبك : قال الليث : اللَّبْكُ : جَمْعُكَ الثَّرِيدَ لِتَأْكُلَهُ.

والْتَبَكَ الأمرُ إذا اخْتَلَطَ والْتبَسَ. قال زهير : إلى الظَّهِيرَةِ أَمْرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ

أي مُلْتَبِسٌ لا يَسْتَقِيمُ رَأْيُهُمْ على شيء وَاحِدٍ.

ويقال : ما ذُقْتُ عنده عَبَكةٌ ولا لَبَكةٌ فالعَبَكَةُ : الحبّةُ من السَّويقِ ونحوه ، واللَّبَكَةُ : القِطْعَةُ من الثَّريدِ.

ابن السكيت عن الكلابي قال : أَقولُ : لَبِيكَةٌ من غنَمٍ. وقد لَبَكُوا بين الشَّاءِ أي خَلَطُوا بَيْنَه.

وقال عَرَّامٌ : رأيت لُبَاكةً من الناس ولَبيكة أي جماعة.

بكل : أبو عبيد عن الأمَوِيِّ : البَكْلُ : الأَقِطُ بالسَّمْنِ.

قال وقال أبو زيد : البَكِيلَةُ والبَكَالةُ جميعاً : الدقيقُ يُخْلَطُ بالسوِيق ثم تَبُلُّهُ بماء أو زيتٍ أو سَمْنٍ ، بَكلْتُهُ أَبْكُلَهُ بَكْلاً.

وقال ابن السكيت عن الكلابي : البَكِيلَةُ : الجافُّ من الأقِطِ الذي يُبْكَلُ به الرَّطْب.

يقال : «ابْكُلي واعْبِثي» ويقال للغنمِ إذا

١٤٦

لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى فدخَلَتْ فيها : ظَلَّتْ عَبِيثَةً واحدةً ، وبَكيلَةً واحدة أي قد اخْتَلَط بَعْضها ببَعْضٍ ، وهو مَثَلٌ ، وأصله من الأقِط والدّقِيقِ يُبْكَلُ بالسّمْن فَيُؤْكَلُ.

وقال أبو عمرو : قال الطائيّ : البَكِيلَةُ : تَمْرٌ وطَحِينٌ يُخْلَطُ ، يُصَبُّ عليه السَّمْنُ أو الزيت ولا يُطْبَخُ ، ومن أَمثالهم في الْتِبَاسِ الأمْرِ «بَكْلٌ مِنَ البَكْل» وهو اختلاط الرَّأْي فيه وارْتِجَانُهُ.

أبو عبيد : التَّبَكُّلُ : الغنِيمَةُ. وقال أَوْسٌ :

عَلَى خَيْرِ مَا أَبْصَرْتُها من بِضَاعَةٍ

لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً لهَا أو تَبَكُّلَا

وقال الليث : الإنسانُ يَتَبَكَّلُ : أي يَخْتالُ.

قال : والبَكِيلُ : مَسُوطُ الأقِطِ.

وفي بعض اللغات : إنه لجَمِيلٌ بَكِيلٌ أي مُتَنَوِّقٌ في لُبْسِهِ ومَشْيهِ.

وقال عَرَّامٌ : رَأَيتُ لُبَاكَةً من النّاس وَلبِيكَةً أي جماعةً.

ك ل م

كلم. كمل. لكم. لمك. ملك. مكل : مستعملات.

كلم : قال الليث : الكَلْمُ : الجَرْحُ ، والجميع : كُلُومٌ ، وتقول : كلَمْتُه وأَنا أَكْلِمُه كَلْماً وأَنا كالِمٌ ، وهو مَكْلُومٌ.

وقال الله جل وَعَزَّ : (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ) [النمل : ٨٢].

قال الفرَّاءُ : اجْتَمَعَ القُرَّاءُ على تشديد تُكَلِّمُهُم وهو من الكَلام وحَدَّثِني بعض المُحَدِّثِينَ أَنه قُرئ : تَكْلِمُهُمْ.

وأخبرني المنذري عن ابن اليزيدي : سَمِعَ أبا حاتم يقول : قرأ بعضُهم : تَكْلِمُهُمْ ، وفُسِّرَ : تَجْرَحُهُم ، والكِلَامُ : الجِرَاحُ ، وكذلك إنْ شُدِّدَ : تُكَلِّمُهُمْ فذلك المعنى : تُجَرِّحُهُم ، وفُسِّرَ فقيل : تَسِمُهُمْ في وُجُوهِهِم ، تَسِمُ المؤمنينَ بِنُقْطَةٍ بَيضاءَ ، فَيَبْيَضُّ وجهُهُ ، وتَسِمُ الكافرَ بنقطةٍ سوداءَ فَيَسْوَدُّ وجهه.

وقال الليث : كَلِيمُكَ الذي تُكَلِّمُهُ ويُكَلِّمُكَ ، والكلامُ : معروف ، والكِلْمَةُ : لُغَةٌ تَمِيمِيّةٌ ، والكلِمةُ : لُغة حِجَازيَّة ، والجميعُ في لغة تميم : الكِلَمُ ، قال رؤبة : لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ بها رَجْعَ الكِلَمْ وقال غيره : الكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء ، وتقع على لَفْظَةٍ واحدة مُؤلَّفةٍ من جماعةِ حروفٍ لها مَعْنى ، وتقع على قصيدة بكمالها وخُطْبَة بأسْرها.

يقال : قال الشاعر في كلمته أي في قصيدته ، والقرآنُ كلَامُ الله ، وكَلِمُ الله ، وكَلمَاتُ الله ، وكلمةُ اللهُ ، وهو كيفما تَصَرَّفَ ، مَتْلُوَّا ، ومَحْفُوظَاً ، ومَكْتُوباً ـ : غيرُ مَخْلُوق ، ورجلٌ تِكْلَامَةٌ يُحْسِنُ الكَلَامَ.

١٤٧

وقال أحمد بن يحيى في قول الله : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) [النساء : ١٦٤] لو جَاءتْ : (كَلَّمَ اللهُ مُوسى) مُجَرّداً لاحْتَمَلَ ما قلنا وما قالوا ـ يَعْني المُعْتَزِلةَ ـ فلمَّا جَاءتْ : (تَكْلِيماً) خَرجَ الشَّكُّ الذي كان يدخلُ في الكلام ، وخَرجَ الاحْتمالُ للشَّيْئَيْنِ ، والعرب تقول : إذا وُكِّدَ الكلامُ لم يَجُزْ أن يكونَ التوكيدُ لغواً ، والتَّوكيدُ بالمَصْدَرِ دَخَلَ لإخْرَاجِ الشّكِّ.

ابن السكيت يقال : كانَا مُتَهَاجِرَيْنِ ، فَأصْبَحَا يَتَكَالَمَانِ ، ولا تَقُلْ يَتَكَلَّمَانِ.

كمل : قال الليث : كَمَلَ الشيءُ يَكْمُلُ كَمَالاً ، ولُغةٌ أخْرَى : كَمُلَ يَكْمُلُ ، فهو كَاملٌ في اللُّغتيْنِ ، وأكملتُ الشيءَ أي أَجْمَلْتُهُ وأَتْمَمْتُهُ.

والكمالُ : التَّمَامُ الذي يُجَزَّأ منه أَجْزاؤهُ.

يقال : لَكَ نِصْفُهُ ، وبَعْضُه ، وكمالهُ.

وقال الله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) [المائدة : ٣] الآيةَ ، ومعنَاهُ ـ واللهُ أَعْلَمُ ـ الآنَ أكْمَلْتُ لكُمْ الدِّينَ بأن كَفَيْتُكُمْ خوْفَ عَدُوِّكم ، وأَظْهَرْتُكُمْ عليهم ، كما تقولُ : الآن كملَ لَنَا المُلكُ ، وكملَ لنا ما نريدُ ، بأَنْ كُفِينَا من كُنَّا نَخَافهُ ، وقد قيل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة : ٣] أي أكمْلتُ لكُمْ فَرق ما تَحتَاجُونَ إليه في دِينِكم ، وذلك جائزٌ ، فأَمَّا أن يكون دِينُ اللهِ في وقْتٍ من الأوقاتِ غيرَ كاملٍ فلا.

قلت وهذا كلُّهُ كلامُ أبي إسحاق النَّحْويِّ وهو حَسنٌ.

وقال الليثُ : كاملٌ : اسمُ فَرَسٍ سَابِقٍ كان لِبَنِي امرئ القَيسِ ، وتقولُ : أَعْطَيْتُه هذا المال كَمَلاً هكذا يُتَكلمُ به ، وهو في الجميع والوُحْدَانِ : سواءٌ ، وليس بمصدرٍ ولا نَعْتٍ ، إنما هو كقولك : أَعْطَيْتُهُ كلَّهُ ، ويجوزُ للشاعر أن يجعلَ الكامِلَ كمِيلاً.

وأنشد :

عَلَى أَنَّنِي بَعْدَ ما قَدْ مَضَى

ثَلاثُونَ للهَجْرِ حَوْلاً كمِيلا

ويقالُ : كَمَّلْتُ له عددَ حَقِّهِ تَكْمِيلاً وَتَكْمِلَةً ، فهو مُكَمَّلٌ.

ويقالُ : هذا المُكَمِّلُ عِشرينَ ، والمُكَمِّلُ مِئَةً ، والمُكمِّلُ ألْفاً. وقال النابغة :

فكمَّلَتْ مِئَةً فيها حَمَامَتُها

وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذلك العَدَدِ

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : المِكْمَلُ :

الرجلُ الكاملُ لِلْخَيْرِ والشَّرِّ

والكامِلِيّةُ من الرَّوافِضِ ، شَرُّ جِيل

لكم : قال الليث : اللّكْمُ : اللّكْزُ في الصَّدْرِ.

يقال : لَكَمَهُ يَلْكُمُهُ لَكْماً.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : وقال أعرابيٌّ : جاء فُلانٌ في نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَيْنِ أي في خُفَّيْنِ مُرَقّعَيْنِ ، والمُلَكَّمُ : الذي في

١٤٨

جَوانِبه رِقاعٌ يَلْكُمْ بها الأرضَ.

لمك : قال الليث : نُوحُ بْنُ لَمَكَ ويقال : ابن لَامَكَ.

(ابن السكيت) يقال : ما تَلَمَّجَ عندنا بِلَمَاجٍ ، ولا تَلَمّكَ عندنَا بلَمَاك ، وما ذاق لماكاً ولا لماجاً.

وقال ابن الأعرابي : اللّمَاكُ واللّمْكُ : الجِلَاءُ يُكحَلُ به العَيْنُ.

وقال أبو عمرو : اللِّمِيكُ : المكحُولُ العَيْنَيْنِ.

مكل : (أبو عبيد عن أبي زيد) بِئْرٌ مكُولٌ.

وهي التي يَقلُّ ماؤها فيَسْتَجمُّ حتى يجتَمِعَ الماء في أسْفلِها ، واسْمُ ذلك الماء : الْمُكْلَةُ.

وقال الكسائيُّ ، يقالُ : مُكْلَةٌ ، ومَكْلَةٌ لِجَمَّةِ البِئر.

(عمرو عن أبيه) المَكْلُ : اجْتِماعُ الماء في البِئْر.

وقال الليث : مَكَلَتِ البِئرُ إذا اجْتَمع الماء في وَسَطِها وكَثُرَ وهي : الْمُكْلَةُ وبئرٌ مَكُولٌ ، وجمّةٌ مَكُولٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): المِمْكَلُ : الغديرُ القليلُ الماء.

ملك : قرأَ ابنُ كثِيرٍ ونافِعٌ ، وأَبو عَمْرٍو ، وابنُ عامرٍ ، وحَمْزَةُ (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) بغيْر أَلفٍ ، وقَرَأَ عاصمٌ والكسائيُّ ويعقوبُ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)) [الفاتحة : ٤] بألفٍ.

ورَوَى عَبْد الوَارِث عن أبي عَمْرٍو : (مَلْكِ يَومَ الدِّينِ) وهذا من اخْتِلاسِ أَبي عمرٍو.

وأَخبرني المنْذِرِيُّ عن أَبي العباس أَنَّه اخْتَارَ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)) [الفاتحة : ٤].

وكلُّ من يمْلِكُ فهو مالكٌ لأنه بتَأويل الفِعْل مالكُ الدّرَاهِم ، ومالكُ الثَّوبِ ، ومَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ يَمْلِكُ إِقامَةَ يَوْمِ الدِّينِ ، ومنه قَوْلُه : (مالِكَ الْمُلْكِ).

قال : وأَما «مَلِكُ النّاسِ ، وسَيِّدُ الناس ، ورَبُّ النَّاسِ» ، فإنه أَرادَ أَفْضَل من هَؤلاءِ ، ولَمْ يُرِدْ أَنهُ يَمْلِكُ هَؤُلاءِ ، وقد قال اللهُ جلّ وعزَّ : مالِكَ الْمُلْكِ [الفاتحة : ٤] أَلَا ترى أَنه جعلهُ مَالِكاً لكلِّ شيءٍ ، فهذا يَدُلُّ على الفِعْلِ ، ذكرَ هذا بِعَقِبِ قول أبي عُبَيْدٍ واخْتِيَارِه.

وقال الليث : المَلِكُ هو اللهُ ، مَلكُ الملُوكِ ، لهُ المُلكُ ، وهو مالكُ يَوْمِ الدِّينِ ، وهو مَلِيكُ الْخلْقِ أي رَبُّهمْ ومالِكُهُمْ ، والملِكُ من مُلوكِ الأرْضِ ، ويقال له : مَلْكٌ بالتخفيف ، والجمعُ : ملوكٌ ، وأملاكٌ ، والمِلْكُ : ما مَلَكَتِ اليَدُ من مالٍ وخَوَلٍ ، والمَلَكةُ : مِلْكُكَ العَبْدَ ، والمَمْلَكة : سُلْطَانُ الملِكِ في رَعِيَّتِهِ.

ويقالُ : طالتْ مَمْلَكَتُهُ ، وساءتْ مملَكتُهُ ،

١٤٩

وحَسُنَتْ مَملكَتُهُ ، وعَظمَ مُلْكُهُ ، وكَبُرَ مُلْكُهُ.

ويقال : هم عَبيدُ مَملَكةٍ ، وهو أن يُغلَبَ عليهم فيُسْتَعْبَدُوا وهُم أحرارٌ.

(أبو عبيد عن الكسائي) : يقال : هذا عَبْدُ مَملَكةٍ ومملُكَةٍ جميعاً ، وهو الذي سُبِيَ ولم يُملَكْ أَبَوَاهُ.

والعَبْدُ : القِنُ الذي مُلِكَ هو وأَبوَاهُ.

وقال شمرٌ : قال الكسائيُّ : المَمْلكَةُ أَنْ يَغلِبَ عليهم وهم أَحْرَارٌ فيستعبدَهم.

(اللِّحيَانيُّ): مَلَكَ فلانٌ فهو يملِكُ مُلْكاً ، ومِلْكاً ، ومَلَكةً ، ومَملَكةً ، ومَملُكةً ، ومَلْكاً ، ورجُلٌ مَلِكٌ ، وثلاثةُ أملاكٍ إلى العَشَرَةِ ، فإِذا كثروا فهم مُلوكٌ.

ويقال للملِكِ : مَليكٌ ، ويُجْمَعُ مُلَكاءَ.

ويقال : له مَلَكُوتُ العِرَاقِ وعِزُّهُ وسُلطَانُه ومُلْكُه.

ويقال : مَلْكُوَةٌ.

ويقال : طالتْ مَلَكةُ العَبْدِ ، أي : رِقُّهُ.

ويقال : إِنهُ لَحسَنُ المَلكةِ والمِلْكِ.

ويقال للرَّجُل إذا تزوَّجَ : قد مَلَكَ فلانٌ يَملِكُ مَلْكاً ، ومُلكاً ، ومِلكاً ، وقد أُمْلِكَ فلانٌ يُملَكُ إملاكاً إذا زُوِّجَ.

وقال الكسائيُّ : يقال : شَهِدْنا إملاكَ فلانٍ ، ومِلاكُه ، ومَلاكَهُ ، وهذا مِلاكُ الأمْر ومَلاكُه ، أي صَلاحُه.

ويقالُ : خَلِّ عن مِلْكِ الطريقِ ، ومِلْك الوَادي ، ومَلْكِه ومُلْكِه أي حَدِّه ووسَطِه.

ويقال : ما لَهُ مُلْكٌ ، ومَلْكٌ ، ومِلكٌ أي شيءٌ يملِكَه.

الكسائيُّ : ارحموا هذا الشيْخَ الذي ليسَ لهُ مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء.

ويقال : مَلَّكَ القوْمُ فلاناً ، وأَملَكوهُ على أَنفُسهم ، أي صَيَّرُوهُ مَلِكاً.

ويقالُ : أُمْلِكَتْ فلانةُ أَمْرَها إذا جُعِلَ أَمرُ طلاقِها بيَدِها.

(قلت) : ومُلِّكتْ أَمرَها أكثر من أُملِكتْ ، وهو التمليكُ.

ويقالُ : مَلِّكْ ذا أَمرٍ أَمرَه ، كقولك : مَلِّكِ المالَ ربَّهُ وإن كان أَحْمَقَ.

وقال الليثُ : مِلاكُ الأمر : الذي يُعتمَدُ عليه ، والقَلْبُ : مِلاكُ الجسدِ.

وفي حديث عمر : «أَمْلِكُوا العَجِينَ فإنه أَحَدُ الرّيعيْنِ».

قال شمرٌ : قال الفراء : يقال : عَجَنَتِ المرْأَةُ فأَمْلَكتْ إذا بَلَغتْ مَلَاكتَهُ وأجادتْ عَجْنهُ ، حتى يأخُذَ بَعضُه بعضاً ، وقد مَلَكَتْه تَملِكُه مَلْكاً إذا أَنعَمتْ عَجْنَهُ ، ونحو ذلك.

وحكى أبو عبيدٍ عن الأمويِّ ، وأنشد غيره لأوْس بن حجَرٍ يصفُ قوْساً :

فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحْتَ قِشْرِها

كَغِرْقئٍ بَيْضٍ كنَّهُ القَيْضُ مِنْ عَلُ

١٥٠

قال : مَلَّكَ ، شَدَّدَ كما تمَلِّكُ المرأةُ العَجِينَ تَشُدُّ عَجْنَهُ ، أي تركَ من القِشر شيئاً تتمالكُ القوْسُ به ، يَكنُّها لئلّا يَبْدُوَ قَلبُ القَوْسِ فتتشقَّقَ ، وهم يجعلون عليها عَقَباً ، إذا لم يكن عليها قِشْرٌ.

وقال قيسُ بن الخَطِيمِ يصف طَعْنةً شَدَّ بها كفَّه حين طَعَنَ :

مَلَكْتُ بها كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَها

يَرَى قائمٌ مِنْ دونها ما وَرَاءها

أيْ شَدَدْتُ بالطعنة كَفِّي.

(غيرُه) : ما تَمالك فلانٌ أَن وقَعَ في كذا إذا لم يستطع أن يَحبسَ نفْسَه. وقال الشاعر : فلا تَمَالُكَ عن أرْضٍ لها عَمَدُوا (أبو عبيد عن الأموي) : الماءُ مَلَكُ أَمْرِه.

وأخبرني المنذريُّ ، عن ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : ما لَه مَلْكٌ ولا نَقْرٌ ، أي ما لَه ماءٌ.

(الحرّانيُّ عن ابن السكِّيت) أنَّه قال : المَلْكُ : ما مُلِكَ.

يقال : هذا مَلْكُ يَدِي ، وما لأحَدٍ في هذا مَلْكٌ غيري ، ومِلْكٌ.

ويقال : الماءُ مَلْكُ أَمْرِي إذا كان مع القوم ماءٌ مَلَكُوا أَمْرَهم.

وقال أبو وَجْزَةَ السَّعْديُّ :

ولَمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ

إِلَّا صَلاصِلُ لا تُلْوِي عَلَى حَسَبِ

(أبو عُبيد عن الأموي) : من أمثالهم : «الماء مَلك أَمْرِه أي أن الماء ملاك الأشياء يضرب للشيء الذي به كمال الأمْرِ».

والأمْلُوكُ : مَقَاوِلُ من حمِيرَ كتب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أُمْلُوكِ رَدْمَانَ ، ورَدْمَانُ : موضع باليمن.

(ابن بُزُرْجَ) : مِيَاهُنا : مُلوكُنَا ، ومات فلان عن مُلوكٍ كثيرة.

(الأصمعيُّ) : ما لَه مَلاكٌ أي لا يَتماسَك ، وهذا مِلَاكُ الأمر ، «ولا يَدخُلُ الْجنّة سَيِّئُ الْمَلَكَة» مُتَحَرِّكٌ.

ويقال : الْزَمْ مِلْكَ الطريق أي وَسَطه ، وقال الطِّرِمَّاحُ : رَثِيمَ الْحَصا مِن مَلْكِها المُتَوَضِّحِ وقال ابن الأعرابي : أَبو مالكٍ كُنْيَةُ الكِبَرِ والسنِّ ، كُنِيَ به لأنه مَلَكَه وغَلَبَهُ وأنشد :

أَبَا مَالِكٍ إنَّ الْغَوَانِي هَجَرْنَنِي

أبا مالِكٍ إِنِّي أَظنُّكَ دَائِبَا

(أبو عبيد) : جاءنا تقودُه مُلُكُهُ يَعني قوائمَه وهادِيَه ، وقوائمُ كلِّ دابَّةٍ : مُلُكُهُ.

ويقال : نفْسي لا تُمَالِكُني لأنْ أَفعلَ كذا أي لا تُطَاوِعُنِي.

وفي حديث أَنسٍ «البَصْرَةُ إِحْدَى

١٥١

المُؤْتَفِكَاتِ فانْزِلْ في ضواحيها وإِيَّاكَ والمَمْلَكَةَ».

قال شمرٌ : أراد بالممْلَكةِ وَسَطها ، ومَلْكُ الطريق : مُعْظمُه ووسَطُه.

(الفرّاء عن الدُّبَيْرِيَّةِ) : يقال للعَجِينِ إذا كان مُتمَاسِكاً متِيناً : مَمْلوكٌ ، ومُمَلَّكٌ.

وقال الليثُ : المَلَكُ : واحدُ المَلَائِكةِ ، إنما هو تخفيفُ الْمَلأَكِ ، واجتمعوا على حَذْف همزِه ، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ ، وتمامُ تفسيره في مُعْتَلَّاتِ حرف الكاف.

أبواب الكاف والنون

ك ن ف

كنف ، كفن ، نكف ، فنك ، فكن : مستعملات.

كنف : قال الليث : الكَنَفَانِ : الجَناحان ، وأنشد :

سِقْطَانِ مِن كَنَفَيْ نعَامٍ جافِلِ

وكَنَفَا الإنسانِ : جانباه ، وناحِيَتَا كلِّ شيءٍ : كَنَفاه.

وقولُهم : في حِفظ الله وكَنَفه أي في حِرزه وظلِّه ، يَكْنُفُه بالكَلاءَة وحُسْنِ الولاية.

وفي حديث ابن عمر في النَّجوى : «يَدْنُو المؤمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيَامَةِ حتَّى يَضَعَ عَليه كَنَفَهُ».

قال ابنُ المبارَكِ : يَعني ستره.

وقال ابنُ شميل : يَضعُ الله عليه كَنَفه أي رَحمتَه وبِرِّه.

قال : وكَنَفا الإنسان : ناحيَتاه عن يمينه وعن شماله ، وهُما حِضْناه. وفلانٌ يعيشُ في كَنَف فلانٍ أي في ظلِّه.

وقال الليث : أَكْنَفْتُ الرجلَ : حَفِظتُه وأعنتُه فهو مُكْنَف.

(أبو عبيد عن الكسائي): أكْنَفتُ الرَّجلَ : حفِظْتُه وأعنتُه.

وكَنَفْتُ كَنِيفاً : عَمِلْتُه ، وأَنا أَكْنُفُه كَنْفاً وكُنوفاً.

وقال غيرُه : الكَنِيفُ : الحَظيرَةُ تُحْظَرُ للإبل والغنمِ من الشَّجَرِ تقِيها البَرْدَ والرِّيحَ.

وقال الراجز : تبيت بين الزَرْب والكثيف وقال الليث : يقال للإنسانِ لا تَكْنُفُه من الله كَانِفَةٌ : أي لا تحجِزُه.

وتَكَنَّفوهُ من كل جانبٍ أي احْتَوَشُوهُ.

والكِنْفُ : وعاءٌ يضعُ فيه الصَّائغُ أداتَه.

وقال عُمَرُ لابن مسعود : كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً ، أراد أنه وعاء للعلوم بمنزلة الوعاء الذي يضع فيه الرجل أداته ، وتصغيرُه على جهة المَدْحِ له.

وناقةٌ كَنُوفٌ : وهي التي إذا أصابها البَرْدُ اكْتَنَفَت في أكْنَافِ الإبلِ تَسْتَتِرُ بها من البردِ.

اللحياني : جاء فلان بِكِنْفٍ فيه متاعٌ ، وهو

١٥٢

مثلُ العَيْبة ، وبنو فلان يكنفونَ بني فلان أي هم نزول في ناحيتهم ، وأَكْنَفْتُ فلاناً أي أعنته ، وأجاز بعضهم كنفتهُ ، واطلب ناقَتكَ كَنَفَ الإبل وكَنَفَيْها أي في ناحيتها ، وناقة كَنُوفٌ تبرك في ناحية الإبل ، وكَنَفْت الدارَ اكنُفُها اتِّخذت لها كنيفاً.

(أبو عبيد عن الكسائي) مُكْنِف من الأسماء بضم الميم وكسر النون.

وأهلُ العراقِ يسمُّونَ ما أَشرَعُوا أَعالي دُورهم كَنِيفاً.

قال واشْتقاقُ اسم الكَنِيفِ كأَنَّه كُنِفَ في أَسْتَرِ النَّوَاحي.

والحظيرةُ تسمَّى كَنِيفاً لأنها تَكْنُفُ الإبلَ من البردِ ، فعيلٌ بمعنى فاعل.

وأَكْنافُ الجَبَلِ والوادي : نواحيهما حيث تنضم إليه ، الواحدُ : كَنَفٌ.

وقال غيره : الكَنِيفُ : التُّرْسُ : وكلُّ ساترٍ : كَنِيفٌ. وقال لبيد :

حَرِيما حين لم يَمنَعْ حَرِيما

سيوفهُمُ وَلَا الحَجَفُ الكَنِيفُ

أي السَّاترُ.

(أبو عبيد): كَنَفَ عن الشيء ونكَبَ أي عدَلَ. قال القُطَامِيُّ : ليُعْلَمَ ما فينَا عن البيعِ كَانِفُ (شمر عن ابن الأعرابي): كَنَفَه عن الشيءِ أي حجزه عنه.

ويقال : انهزمَ القومُ فما كانَتْ لهم كَانِفَةٌ دونَ العَسْكَرِ : أي حاجزٌ يحجزُ العدُوَّ عنهم.

وكَنَفَ الكيالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً وهو أن يجعل يديهِ على رأسِ القَفيزِ يمسِكُ بهما الطَّعَامَ.

يقال : كِلْه كيلاً غير مَكْنُوفٍ.

كفن : (الليث): كَفَنَ الرَّجُلُ يَكْفِنُ أي يغزلُ الصوف ، كقول الشاعر :

يَظَلُّ في الشَّاءِ يرعاهَا ويَعْمِتُهَا

ويَكْفِنُ الدَّهْرَ إلَّا رَيْثَ يَهْتَبِدُ

قال : وخَالَف أبو الدُّقَيْشِ في هذا البيت بعينه ، فقال يَكْفِنُ يَخْتَلي الكَفْنَةَ للمراضيع من الشاء ، والكَفْنَةُ من دِقّ الشَّجَرِ صغيرةٌ جعدةٌ إذا يبسَت صَلُبَت عيدانُها كأنها قطعٌ شُقّقَتْ عن القَنَا.

قال : والكَفَنُ : معروفٌ ، يقال ميّتٌ مكْفونٌ مُكَفَّنٌ. وأنشده أبو عمرو :

فظلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ ورَاجِلَةٍ

يُكَفّتُ الدَّهرَ إلَّا ريثَ يَهْتَبِدُ

ويقال : يُكَفِّتُ : يَجمع ويَحْرِص إلَّا ساعة يَقْعُدُ يَطبُخُ الهَبِيدَ.

والرّاجِلَةُ : كَبْشُ الرّاعِي يَحمِلُ عليه متاعَه وهو الكَرَّازُ.

(ثعلب عن ابن الأعرابيِّ): الكَفْنُ : التَّغْطِيَةُ.

١٥٣

(قلت) : ومنه أُخذ كَفَنُ الميِّتِ لأنه يَسْتُرُه.

وقال امرؤ القيس : عَلَى حَرَجٍ كَالْقَرِّ يَحْمِلُ أَكْفَانِي أراد بأَكفانه ثيابَه التي تُوَارِيه. وكَفَنْتُ الخُبْزَةَ في المَلَّةِ إذا وَاريتها بها.

نكف : قال الليث : النَّكْفُ تَنْحِيَتُكَ الدُّموعَ عن خدِّكَ بإصبَعِك ، وأنشد :

فَبانُوا فَلَوْلَا ما تَذَكَّرُ مِنْهُمُ

مِن الْخُلْفِ لم يُنْكَفْ لعَيْنِكَ مَدْمَعُ

وسمِعتُ المُنْذِرِيّ يقول : سمِعْتُ أبا العبّاس ، وسُئِل عن الاستِنكَافِ في قوله تعالى : (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ) [النساء : ١٧٢] ، فقال : هو أَنْ يَقُولَ : لا ، وهو من النَّكَفِ والوَكَفِ.

يقال : ما عليه في ذاك الأمر نَكَفٌ ولا وَكَفٌ ، فالنكَفُ أَنْ يقالَ له سُوءٌ ، واسْتَنكَفَ ونَكِفَ إذا دفَعه وقال : لا ، والمفسِّرون يقولون : الاستِنكافُ والاستِكْبَارُ واحد.

والاستكبارُ : أن يتكبَّرَ ويتعظَّمَ والاستنكافُ : ما قُلْنَا.

وقال الزَّجَّاج في قوله تعالى : (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ) ، أيْ : ليس يَسْتنكف الذي تَزْعمون أَنَّه إلهٌ أَنْ يَكونَ عبداً لله (وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) وهم أَكْثَرُ من البَشَرِ.

قال : ومعنى (لَنْ يَسْتَنْكِفَ) : لن يأْنف ، وأصلُه مُن نَكَفْتَ الدمْعَ إذا نَحَّيْته بإِصبَعيكَ عن خدِّك ثم ذَكَر البيت.

قال : فتأويلُ «لَنْ يَسْتَنْكِفَ» لن يَنْقَبِضَ ولن يَمتنِعَ من عُبُودَةِ الله.

قال اللحياني : النَّكَفُ ذِرْبَةٌ تحتَ اللُّغْدَيْن مثل الغُدَدِ.

(الحرَّانيُّ عن ابن السكِّيت): النَّكْفُ : مَصْدَرُ نَكَفْتُ الغيْثَ أَنكفُهُ إذا أَقْطَعْته.

ويقال : هذا غيثٌ لا يُنْكَفُ.

والنَّكَفُ : غُدَدَةٌ في أصل اللَّحْي بَين الرَّأْدِ وَشَحْم الأُذن.

وإبِلٌ مُنَكِّفةٌ ، إذا ظهرت نَكَفَاتُها.

وقال أيضاً : نَكَفْتُ أَثَرَه وانتَكَفْتُه إذا اعْتَرَضْتَه أَنْكُفُهُ نَكْفاً ، وذلك إذا علا ظَلَفاً من الأرض غليظاً لا يُؤَدِّي الأثَرَ فاعْتَرَضْتَه في مكانٍ سَهْلٍ.

ويقال : نَكِفْتُ من ذلك الأمْرِ أَنْكَفُ نَكَفاً إذا اسْتَنْكَفْتَ منه ، حكاها أَبو عمرٍو عن أبي حِزَامٍ العُكْلِيِّ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : النَّكَفُ : اللُّغْدَانِ اللذانِ في الحَلْقِ وهُمَا جَانِبَا الْحُلقُوم.

وأنشد :

١٥٤

فَطَوَّحَتْ ببَضْعَةٍ والبَطْنُ خِفْ

فَقَذَفَتْهَا فَأَبَتْ أَنْ تَنْقَذِفْ

فَحَرَفَتْها فَتَلَقَّاهَا النَّكَفْ

قال : والمَنْكُوفُ : الذي يشتكي نَكَفَتَه ، وهو أَصْلُ اللِّهْزِمَة.

وقال الليث : النَّفَكَةُ : لغَةٌ في النَّكَفَة.

وقال غيرُه : النُّكَافُ أَنْ تَدْرَأَ الغُدَّةَ في النَّكَفَة.

وقال غيرُه عنده شجاعَةٌ لا تُنْكَفُ ولا تُنْكَشُ أي لا تُدْرَكُ كُلُّها.

وقال بعضُهم : انْتَكَفْتُ له فَضَرَبْتُهُ انْتِكافاً أي مِلْتُ عليه.

وأنشد :

لمَّا انْتَكَفْتُ له فَوَلَّى مُدْبِراً

كَرْنَفْتُهُ بهِرَاوَةٍ عَجْرَاء

وقال أبو تراب قال الأصمعي : ماءٌ لَا يُنْكَفُ ولا يُنْزَحُ.

قال : وقال ابن الأعرابي : نَكَفَ البِئْرَ ونَكَشَهَا أي نَزَحَهَا.

وفي «النوادر» يقال : تَناكَفَ الرَّجُلَانِ الكَلَامَ إذا تَعَاوَرَاهُ.

فكن : في الحديث : «مَثَلُ العَالِم مَثَلُ الحَمَّةِ منَ المَاءِ يأْتِيهَا البُعَدَاءُ ويَتْرُكُهَا القُرَبَاءُ ، حَتى إذا غَاضَ ماؤُهَا بَقِي قَوْمٌ يَتَفكَّنُونُ».

قال أبو عبيد : يَتَفَكَّنُونَ أي يَتَنَدَّمُونَ.

وقال اللحياني : أزْدُ شَنُوءَةَ يقولونَ : يَتَفَكَّهُونَ ، وتَمِيمٌ تقولُ : يَتَفَكَّنُونَ.

وقال مجاهدٌ في قوله : (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) [الواقعة : ٦٥] أي تَعَجَّبُونَ.

وقال عِكْرِمَة : تَنَدَّمُونَ.

وقال ابن الأعرابي : تَفَكَّهْتُ وَتَفَكَّنْتُ أي تَنَدَّمْتُ. وقال رؤبة :

أَمَا جَزَاءُ العَارِفِ المُسْتَيْقِنِ

عِنْدَكِ إلَّا حَاجَةُ التَّفَكُّنِ

وقال الكسائيُّ وأبو عمرٍو : التَّفَكُّنُ : التَّلَهُّفُ على ما فات. وأنشد :

وَلا خَائِبٌ إنْ فَاتَهُ زَادُ ضَيْفِهِ

يَعَضُّ على إبْهَامِه يَتَفَكَّنُ

وقال أَبو تراب سَمِعْتُ مُزَاحِماً يقول : تَفَكَّنَ وتَفَكَّر : واحدٌ.

وروى أبو العَبَّاسِ عن ابن الأعرابي قال : الفُكْنَةُ : النَّدَامَةُ.

فنك : قال ابن الأعرابي : الفَنْكُ العَجَبُ ، والفَنْكُ الكَذِبُ ، والفَنْكُ التَّعَدِّي ، والفَنْكُ اللَّجَاحُ.

(أبو عبيد عن أبي عبيدةَ): فَنَكَ في أَمْرِه أي ابْتزّه وغَلَبَه. من قول عبيدٍ : إِذْ فَنَكَتْ في فَسَاد بَعْدَ إِصْلاحِ قال : والفَنَكَ : مِثْلُه سَوَاء.

قال وقال الكسائي : فَنَكَ بالمَكَانِ فُنُوكاً وأَرَكَ أُرُوكاً إِذَا أَقَامَ.

(سَلَمَةُ عن الفراء) : قال فَنَكْتَ في لَوْمِي

١٥٥

وأَفْنَكْتَ إِذَا مَهَرْتَ ذَاكَ وأَكْثَرْتَ فيه ، فَنَكْتَ تَفْنُكُ فَنْكاً وفُنُوكاً.

وأنشد :

لَمَّا رَأَيْتُ أَمْرَهَا في حُطِّي

وفَنَكَتْ في كَذبِي ولَطِّي

أَخَذْتُ منها بقُرُونٍ شُمْطِ

وقال أبو طالب : فَانَكَ في الكَذِبِ والشَّرّ ، وفَنَكَ وفَنَّكَ ، ولا يقال في الخَيْرِ ومعناهُ لَجَّ فيه ومَحك وهو مثل التَّتَابُعِ لا يَكونُ إلّا في الشَّرِّ.

(أبو عبيد عن الكسائي): الفَنِيكُ : طَرَفُ اللّحْيَيْنِ عندَ العَنْفَقَةِ ، ولم يَعْرِف الإفْنِيك.

وأَخْبَرَنِي الإيَادِيُّ عن شمرٍ أنَّه قال : الفَنِيكَانِ : طَرَفَا اللّحْيَيْنِ ، العَظْمَانِ الدَّقِيقَان النَّاشِزَان أسْفَلَ من الأذُنَيْنِ بَيْنَ الصُّدْغِ والوَجْنَةِ ، والصَّبِيّانِ : مُلْتَقَى اللَّحْيَيْنِ الأسْفَلَيْنِ.

وقال الليث : الفَنِيكَانِ من لَحْي كُلِّ إِنْسَانٍ : الطّرَفَان اللّذَان يتَحَرّكان مِنَ المَاضِغِ دُونَ الصُّدْغَينِ. ومَنْ جَعَلَ الفَنِيكَ واحداً في الإنْسَانِ فهو مَجمَعُ اللّحْيَينِ في وَسَطِ الذّقَنِ.

وفي الحديث أَنَّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالَ : «أَمَرَنِي جبريلُ عليه‌السلام أَنْ أَتَعَاهَدَ فَنيكَيَ بالمَاءِ عِنْدَ الوُضُوءِ».

وقال الفَنِيكانِ : عَظْمَانِ مُلزَقَان في الحَمَامَةِ إذا كُسِرَا يَسْتمْسِكْ بيضُها في بَطْنها حتَّى تُخْدِجَهُ.

والفَنَكُ مُعَرَّب.

(عَمْرٌو عن أَبيه): الفَنِيكُ : عَجْبُ الذّنَبِ.

ك ن ب

كنب ، كبن ، نكب ، نبك ، بنك ، بكن : مستعملات.

كنب : (أبو عبيد عن أبي زيد): أكْنَبَتْ يَدُهُ فهي مُكْنِبَةٌ ، وثَفِنتَ ثَفَناً : مِثْلُه.

وأنشد ابن السكيت :

قَدْ أكْنَبَتْ يَدَاكَ بَعْدَ لِينِ

وبَعْدَ دُهْنِ البَانِ والمَضْنُونِ

وهَمَّتَا بالمَسِّ والمُرُونِ

والمضنون : جِنْس من الغالية.

وقال العجاج : قَدْ أَكْنَبَتْ نُسُورهُ وأكْنَبَا أَيْ : غَلَظَتْ وَعَسَتْ.

وقال الليث : الكَنَبُ : غِلَظٌ يَعْلُو اليَدَ من العَمَلِ إذا صَلُبَتْ.

(أبو عبيد عن الأمَوي): الكِنَابُ والعَاسِي : الشِّمْرَاخُ. وقال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة :

وأَنْتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفَا مُتَعَكِّسٌ

مِنَ الأقِطِ الْحَوْلِيِّ شَبْعَانُ كانِبُ

وقال أبو زيد : كَانِبٌ : كَانِزٌ. يقال : كَنَبَ في جِرَابِه شَيئاً إذا كَنَزَه فيه.

١٥٦

الكَنِبُ : شَجَرٌ ، قال الشاعر : في خَضَد من الكَرَاث والكَنِب كبن : (أبو عبيدٍ عن الفراء) : رَجُلٌ مَكْبُونُ الأصابعِ : مِثْلُ الشَّثنِ.

(اللحياني عن الأصمعي) : كلُ كَبْنٍ : كَفٌّ ، يقال : كَبَنْتُ عنكَ لِسَاني أي : كَفَفْتُه.

(ابن السكيت عن الأصمعي) : رَجُلٌ كُبنَّةٌ ، وامرأةٌ كُبُنَّةٌ : الذي فيه انقباضٌ ، وأنشد :

في القَوْمِ كل كَبُنَةٍ عُلْفُوفِ

قال وقال أبو عمرو : الكُبُنّةُ : الْخُبْزَةُ اليَابِسَةُ.

وقال الليث : الكَبْنُ : عَدْوٌ ليِّنٌ في اسْتِرْسَالٍ. وأنشد :

يَمُرُّ وهْوَ كَابِنٌ حَيِيُ

والفِعْلُ كَبَنَ يَكْبِنُ كُبوناً وكَبْناً.

(قُلْتُ): الكبْنُ في العَدْوِ : أَنْ يَكُفَّ بَعْضَ عَدْوِه وَلَا يَجْهَدَ نَفْسَه والكُبُونُ : السُّكُونُ.

ومنه قوله :

وَاضِحَةُ الخَدِّ شَرُوبٌ لِلَّبَنْ

كَأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قَدْ كَبَنْ

أي سَكَنَ.

(أبو عبيد عن الأصمعي): الكَبْنُ : ما ثُنِيَ مِنَ الجِلْدِ عندَ شَفَةِ الدَّلْوِ.

وقال ابن السكيت : هو الكَبْنُ والكَبْلُ ، بالنُّونِ واللَّام ، حكاه عن الفراء.

وقال أبو عبيد : اكْبَأَنَ اكْبئْناناً إذا انْقَبَضَ.

وقال ابنُ بُزُرْجَ : الْمُكْبِئنُ الذي قد احْتَبَى وأَدخَلَ مِرْفَقَيْهِ في حُبْوَتِه ثم خَضَعَ بَرقَبته ورَأْسِه على يَدَيْهِ.

قال : والْمُكْبَئِنُ والمُقْبَئِنُ : الْمُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ.

وقال غيره : الكُبْنَةُ : لُعْبَةٌ للأعْرَابِ ، تُجْمَعُ كُبَناً. وأنشد :

تَدَكّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ

(أبو عبيدة) : فَرَسٌ مَكْبُونٌ ، والأُنْثى : مَكْبُونَةٌ ، والجميعُ : المكَابِينُ ، وهو القَصِيرُ القَوَائِمِ ، الرَّحيبُ الجَوْفِ ، الشّخْتُ العِظَامِ.

قال : ولَا يكُونُ المكْبُونُ أَقْعَسَ.

(أبو عبيد عن الفراء) : فَرَسٌ فيه كُبْنَةٌ وَكَبَنٌ إذا كان ليس بالعَظِيمِ ولا القَمِئِ.

قال : والكُبَانُ : دَاءٌ يأْخُذُ الإبِلَ ، يقال منه : بَعِيرٌ مَكْبُونٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): المكْبُونَةٌ : المرْأَةُ العَجِلَةُ.

والمكْبُونَةُ : الذّلِيلةُ.

بكن : أهمله الليث ، وقال ابن الأعرابي : المَبْكونَةُ المرأَةُ الذَّلِيلَةُ.

نكب : قال الليث : النَّكَبُ : شِبْهُ مَيَلٍ في المَشْيِ. وأنْشَدَ :

... عَنِ الحَقِ أَنْكَبُ

١٥٧

أي مائلٌ عنه ، وإِنه لَمِنْكَابٌ عن الحَقِّ.

والأنْكَبُ من الإبل كأنَّما يَمْشي في شِقٍّ.

وأنشد :

أَنْكَبُ زَيَّافٌ وما فِيهِ نَكَبْ

والعربُ تقولُ : نَكَبَ الدَّليلُ عن صَوْبِه يَنْكُبُ نُكُوباً إذا عَدَل عنه ، ونَكَّبَ عنه تَنْكِيباً : مثلُه ، ونَكَّبَ غَيْرَهُ.

وروي عن عمرَ أَنه قال لِهُنيٍّ مَولاهُ : «نكِّبْ عَنَّا ابنَ أُمِّ عَبْدٍ» ، أي نَحِّهِ عَنَّا.

وتَنَكّب فلانٌ عنّا تَنَكُّباً أي مالَ عنّا.

وقال الليث : الرجلُ يَنْتَكِبُ كِنانَتَهُ ويَتَنَكَّبُها إِذا أَلْقَاهَا في مَنْكِبِه.

ومَنْكِبا كلِّ شيءٍ : مَجْمَعُ عظْم العَضُدِ والكتِفِ وحَبْل العَاتِقِ مِنَ الإنسانِ والطّائرِ ، وكلِّ شيءٍ.

وقولُ الله جلَّ وعزَّ : (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) [الملك : ١٥].

قال الفراء : يُريدُ في جَوَانبها.

وقال الزجاج : معناهُ في جِبَالها ، وقيل في طُرُقِهَا.

وأَشْبَهُ التفسيرِ ـ واللهُ أعلَمُ ـ تَفسيرُ من قال في جِبَالها ، لأنَّ قوله : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً) [الملك : ١٥] معناه : سَهَّلَ لكم السُّلُوكَ فيها فأمْكَنَكُمُ السُّلُوكُ في جبالها ، فهو أَبْلَغُ في التَّذْليلِ.

(أبو عبيد عن أبي زيد) : يقال لِلْمَنْكبِ نَكَبَ : عليهم فهو يَنْكُبُ نِكابَةً.

قال : وقال الفراء : المَنْكِبُ : عَوْنُ العَرِيفِ.

وقال الليث : مَنْكِبُ القومِ : رأسُ العُرَفَاءِ ، على كذَا وكذَا عرِيفاً : مَنْكِبٌ.

ويقال : لهُ النِّكابَةُ في قوْمِهِ.

قال : والنَّكْبُ : أنْ يَنْكُبَ الحَجَرُ ظَفْراً أو حافراً أو مَنْسِماً.

يقال : مَنْسِمٌ مَنْكُوبٌ ونَكِبٌ.

وقال لبيد :

وتَصُكُّ المَرْوَ لَمَّا هَجَّرَتْ

بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دَامِي الأظَلّ

ويقال : نكَبَتْهُ حوادثُ الدَّهْرِ ، وأَصابَتْهُ نَكْبةٌ ونَكبَاتٌ ونُكُوبٌ كثيرة.

(أبو عبيد عن الأصمعي) قال : كلُّ رِيحٍ من الرِّياحِ تَحَرَّفَتْ فَوقَعَتْ بين رِيحيْنِ فهيَ نَكْبَاءُ ، وقَدْ نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً.

وقال أبو زيد : النِّكْبَاءُ : التي تَهُبُّ بين الصَّبَا والشَّمالِ ، والجِرْبيَاءُ : التي بين الجَنُوبِ والصَّبَا.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : النُّكْبُ من الرِّياحِ أَرْبعٌ : فَنَكْبَاءُ الصَّبَا والجَنوب : مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِيبَاسٌ للبَقْلِ ، وهي التي تَجِيءُ بين الرِّيحيْنِ. ونَكْبَاءُ الشَّمالِ : مِعْجَاج مِصْرَادُ لا مطر فيها ولا خَيرَ ، وهي قَرَّةٌ ، وربما كان معها مطرٌ قليلٌ.

١٥٨

ونكباءُ الدَّبُورِ والجَنوب حارَّةٌ.

قال : والدبورُ : ريحُ من رِياحِ القَيْظِ ، لا تكونُ إلا فيه وهي مِهْيَافُ.

والجنُوبُ تَهُبُّ في كلِّ وقتٍ.

قال ابن كُنَاسَةَ : مَخْرَجُ النَّكْبَاء : ما بين مَطْلَع الذّراعِ إلى القُطْبِ ، وهو مطلع الكواكب الشامية ، وجعلَ ما بين القُطْب إلى مَسْقَط الذراع مَخْرَجَ الشّمال ، وهو مسقط كل نجم طلع من مَخْرَج النكباء من اليمَانيَةِ ، واليَمانِيَةُ لا تنزل فيها شمسٌ ولا قمرٌ ، إنما يُهْتَدَى بها في البَرِّ والبَحْرِ ، فهي شامية.

وقال غيرُه : قامَةٌ نكْبَاءُ : مائلَةٌ وقِيمٌ نُكْبٌ والقامةُ : البَكْرَةُ. ونَكَبَ فلانٌ كنانتَه إذا كبَّها ليُخرجَ ما فيها من السِّهامِ نَكْباً.

ونَكِبَ فلانٌ يَنْكَبُ نَكَباً إذا اشتَكى مَنْكِبَهِ.

وقال شمرٌ : لكلِّ ريحٍ من الرياح الأربعِ : نكباءُ تُنْسَبُ إليها ، فالنكباءُ التي تنسب إلى الصَّبَا : هي التي بينها وبين الشّمال ، وهي تشبهها في اللِّينِ ، ولها أحياناً عُرَامٌ وهو قليل ، إنما يكون في الدهر مرَّةً ، والنكباءُ التي تنسب إلى الشّمَال ، وهي التي بينها وبين الدّبُور ، وهي تشبهها في البَرْدِ.

ويقال لهذه الشمالِ : الشاميَّة ، كل واحدة منهما عند العرب : شاميةٌ ، والنكباءُ التي تنسب إلى الدَّبُورِ هي التي بينها وبين الجَنُوب ، تجيء من مَغِيبِ سُهيْلٍ ، وهي تُشبهُ الدبورَ في شِدَّتها وعَجَاجِها ، والنكباء التي تنسب إلى الجنوب : هي التي بينها وبين الصَّبَا ، وهي أشبهُ الرياح بها في دفئها ولينها في الشتاء.

نبك : شمرٌ فيما أَلَّفَ بخطِّهِ : النَّبَكُ : هي رَوَابٍ من طينٍ ، واحدتُها : نَبَكَةٌ.

قال وقال ابن شميل : النَّبْكَةُ مِثل الفَلْكةِ غيرَ أنَّ الفلكةَ أعلاها مُدَوَّرٌ مجتمِعٌ ، والنّبْكَةُ رأسها مُحَدَّدٌ كأنه سِنَانُ رُمْحٍ وهما مصعّدتان.

وقال الأصمعي : النّبْك : ما ارتفَع من الأرض.

وقال طرفة :

تَتَّقِي الأرضَ برُحٍّ وُقَّحٍ

وُرُقٍ تَقْعَرُ أَنْباكَ الأكَمْ

(قلت) : والذي شاهدتُ العرب عليه في النِّبَاكِ أنها رَوَابِي الرِّمال في الْجرْعاوَاتِ اللَّيِّنة ، الواحدةُ : نَبَكَةٌ.

بنك : قال الليث : تقولُ العربُ : كلمة كأنها دَخِيلٌ تقول : ردَّهُ إلى بُنْكهِ الخَبيث تريدُ أَصْلَه.

ويقال : تَبَنّك فلانٌ في عِزٍّ راتِبٍ.

(قلت): البُنْكُ : أَصْلُه فارسيَّةٌ معناه : الأصلُ.

وأَنشد ابنُ بُزُرْجَ :

١٥٩

وصاحبٍ صاحَبْتُهُ ذي مأْفَكَهْ

يَمْشِي الدَّوَالَيْكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ

قال : البُنَّكَةَ يعني ثِقْلَه إذا عَدا ، والدَّوَالِيكُ : التَّحَفُّزُ في مشيه ـ إذا حَاكَ.

ك ن م

كمن ، كنم ، مكن ، نكم : [مستعملة].

أهمل الليث : نكم ، وكنم.

[نكم ـ كنم] : وقد رَوَى أبو عُمَر ، عن أبي العباس عن ابن الأعرابيِّ أنه قال : النَّكْمَةُ : المصيبةُ الفادحة ، والكَنْمةُ ) : الْجِراحة.

كمن : قال الليث : كَمَنَ فلان يَكْمُنُ كُموناً إذا اسْتَخْفَى في مَكْمَنٍ لا يُفْطَنُ له.

ولكلِّ حرفٍ مَكْمَنٌ إذا مرَّ به الصّوت أَثَارَه.

والكَمِينُ في الحَرْبِ : معروفٌ.

وتقول : هذا أَمْرٌ فيه كَمِينٌ أي فيه دَغَلٌ لا يُفْطَنُ له.

(قلت): كمينٌ بمعنى كامِن مثلُ علِيمٍ وعالمٍ وقديرٍ وقادرٍ.

وقال الليث : ناقةٌ كَمُونٌ ، وهي الكَتُومُ لِلِّقَاحِ إذا لَقِحَتْ لم تبشِّرْ بذنَبها ولم تَشُلْ ، وإنما يُعرفُ حَمْلُها بِشوَلَانِ ذَنَبِها.

وقال ابن شميل : ناقةٌ كَمُونٌ إذا كانت في مُنْيَتِهَا وزادت عَلَى عَشْر ليالٍ إلى خَمْسَ عَشْرَةَ ويُستَيْقَنُ لِقَاحُها.

وقال الليث : الكَمُّونُ : معروفٌ. وأَنشدَ :

فأصْبَحْتُ كالكمُّونِ ماتَتْ عُروقُهُ

وأغْصانُه مِمَا يُمنُّونه خُضْرُ

قال : والكُمْنةُ : جَرَبٌ وحُمْرَةٌ تَبقَى في العَين من رَمَدٍ يُساءُ علاجه فتُكْمَنُ : وهي مَكْمُونة. وأنشد ابنُ الأعرابي :

سِلاحُها مُقْلةٌ تَرَقْرَقُ لَمْ

تَحْذَلْ بها كُمْنَةٌ ولا رَمَدُ

وقال أبو عبيد : الكُمْنَةُ في العَين : وَرَمٌ في الأجفان وغِلَظٌ وأُكَالٌ يَأْخذُ في العين فتَحْمَرُّ له.

يقال : كَمِنَتْ عَينُهُ تَكْمَنُ كُمْنَةً شديدةً.

وقال الطرماح : بِمُكْتَمِنٍ مِنْ لاعِجِ الْحُزْنِ وَاتِنِ المكْتَمِن : الخافي الْمُضْمَرُ.

وروى شمرٌ عن إسحاقَ بنِ منصورٍ عن سعيدِ بنِ سليمانَ ، عن فرج بن فُضَالَة عن ابن عامرٍ عن أبي أمامةَ الباهليِّ قال : نَهى رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قَتْلِ عَوَامِرِ البيوت إلّا ما كان مِن ذي الطُّفْيَتَيْنِ ، والأبْتَرِ ، فإنهما يُكمِنَانِ الأبصارَ أو يُكْمِهَان وتُخْدِجُ منه النِّسَاء.

قال شمرٌ : الكُمْنَةَ : وَرَمٌ في الأجْفَانِ ،

__________________

(١) في المطبوعة : «والنْكمة» ، والمثبت من «اللسان» (كنم ـ ١٢ / ١٧٢).

١٦٠