تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات - ج ١

السيّد علي الحسيني الميلاني

تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات - ج ١

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الحقائق الإسلاميّة
المطبعة: وفا
الطبعة: ٤
ISBN: 964-2501-03-1
الصفحات: ٤٧٢

* وأخرج الترمذي فقال : « حدثنا بندار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عبدالملك بن ميسرة ، قال : سمع طاووسا قال : سئل ابن عباس عن هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه إلا المودة في القربى ) فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم. فقال ابن عباس : أعجلت؟! إن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة.

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح » (١).

* وأخرج ابن جرير الطبري ، قال :

[ ١ ] « حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا إسماعيل بن أبان ، قال : ثنا الصباح بن يحيى المري ، عن السدي ، عن أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين ـ رضي الله عنهما ـ أسيرا فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة! فقال له علي بن الحسين ـ رضي‌الله‌عنه ـ أقرأت القرآن؟! قال : نعم ، قال : أقرأت آل حم؟! قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال : ما قرأت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )؟! قال : وإنكم لأنتم هم؟! قال : نعم (٢).

__________________

الغرف : ٣٦.

(١) صحيح الترمذي ، كتاب التفسير ، ٥ | ٣٥١.

(٢) وأرسله أبو حيان إرسال المسلم ، حيث ذكر القول الحق ، قال : « وقال بهذا المعنى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، واستشهد بالآية حين سبق إلى الشام أسيرا » البحر المحيط ٧ | ٥١٦.

٢٤١

[ ٢ ] حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا مالك بن إسماعيل ، قال : ثنا عبد السلام ، قال : ثنا يزيد بن ابي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا ؛ فكأنهم فخروا ، فقال ابن عباس ـ أو العباس ، شك عبد السلام ـ : لنا لافضل عليكم.

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فأتاهم في مجالسهم فقال : يا معشر الأنصار! ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟!

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟!

قالوا بلى يا رسول الله.

قال : أفلا تجيبوني؟!

قالوا : ما نقول يا رسول الله؟

قال : ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك؟! أولم يكذبوك فصدقناك؟! أولم يخذلوك فنصرناك؟!

قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله ، قال : فنزلت ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ).

[ ٣ ] حدثني يعقوب ، قال : ثنا مروان ، عن يحيى بن كثير ، عن أبي العالية ، عن سعيد بن جبير ، في قوله ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال : هي قربى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم.

[ ٤ ] حدثني محمد بن عمارة الأسدي ومحمد بن خلف ، قالا : ثنا

٢٤٢

عبيد الله ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أيب إسحاق ، قال : سألت عمرو بن شعيب عن قول الله عز وجل ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال : قربى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم » (١).

أقول :

ولا يخفى أن ابن جرير الطبريذكر في معنى الآية أربعة أقوال ، وقد جعل القول بنزولها في « أهل البيت » القول الثاني ، فذكر هذه الأخبار.

وجعل القول الأول أن المراد قرابته مع قريش ، فذكر رواية طاووس عن ابن عباس ، التي أخرجها أحمد والشيخان ، وقد تقدمت ، وفيها قول سعيد بن جبير بنزولها في « أهل البيت » خاصة.

وأما القولان الثالث والرابع فسنتعرض لهما فيما بعد.

* وأخرج أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ـ صاحب المسند الكبير ـ في مسند عبد الله بن مسعود ، في ما رواه عنه زر بن حبيش ، قال :

« ححدثنا الحسن بن علي بن عفان ، حدثنا محمد بن خالد ، عن يحيى ابن ثعلبة الأنصاري ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر ، عن عبد الله ، قال :

كنا مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في مسير ، فهتف به أعرابي بصوت جهوري : يا محمد! فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : يا هناه! فقال : يا محمد! ما تقول في رجل يحب القوم ولم يعمل بعملهم؟ قال : المرء مع من أحب. قال : يا محمد! إلى ما تدعو؟ قال :

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٥ | ١٦ ـ ١٧.

٢٤٣

إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت. قال : فهل تطلب على هذا أجرا؟ قال : لا إلا المودة في القربى. قال : أقرباي يا محمد أم أقرباك؟ قال : بل أقرباي. قال : هات يدك حتى أبايعك ، فلا خير في من يودك ولا يود قرباك » (١).

* وأخرج الطبراني : « حدثنا محمد بن عبد الله ، ثنا حرب بن الحسن الطحان ، ثنا حسين الأشقر ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما » (٢).

وأخرج أيضا : « حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، ثنا محمد بن مرزوق ، ثنا حسين الاشقر ، ثنا نصير بن زياد ، عن عثمان أبي اليقظان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قالت الأنصار فيما بينهم : لو جمعتا لرسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مالا فنبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد ، فأتوا رسول الله فقالوا : يا رسول الله! غنا أردنا أن نجمع لك أموالنا. فأنزل الله عز وجل ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فخرجوا مختلفين ، فقال بعضهم : ألم تروا إلى ما قال رسول الله؟! وقال بعضهم : إنما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم ... » (٣).

* وأخرج الحاكم قائلا : « حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن

__________________

(١) مسند الصحابة ٢ | ١٢٧ ح٦٦٤.

(٢) المعجم الكبير ٣ | ٤٧ رقم ٢٦٤١ ، و١١ | ٣٥١ رقم ١٢٢٥٩.

(٣) المعجم الكبير ١٢ | ٢٦ رقم ١٢٣٨٤.

٢٤٤

يحيى ابن أخي طاهر العقيقي الحسني ، ثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، حدثني عمي علي بن جعفر محمد ، حدثني الحسين بن الزيد ، عن عمر بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، قال :

خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبع مائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله .. ثم قال :

أيها الناس! من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن النبي ، وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت » (١).

وقال الحاكم بتفسير الآية من كتاب التفسير : « إنما اتفقا في تفسير

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ | ١٧٢.

٢٤٥

هذه الآية على حديث عبدالملك بن ميسرة الزراد عن طاووس عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه في قربى آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (١).

* وأخرج أبو نعيم : « حدثنا الحسين بن أحمد بن علي أبو عبد الله ، ثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة ، ثنا إسماعيل بن يزيد ، ثنا قتيبة بن مهران ، ثنا عبد الغفور ، عن أبي هاشم ، عن زاذان ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : عليكم بتعلم القرآن وكثرة تلاوته تنالون به الدرجات وكثرة عجائبه في الجنة ، ثم قال علي : وفينا آل حم ، إنه لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ، ثم قرأ ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) » (٢).

وأخرج أيضا : « حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن مخلد ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عبادة بن زياد ، ثنا يحيى بن العلاء ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : يا محمد! عرض عليّ الإسلام. فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله. قال : تسألني عليه أجرا؟ قال : لا ، إلا المودة في القربى ، قال : قرباي أو قرباك؟ قال : قرباي. قال : هات أبايعك ، فعلى ، من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله. قال صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : آمين.

هذا حديث غريب من حديث جعفر بن محمد ، لم نكتبه إلا من

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٢ | ٤٤٤.

(٢) تاريخ أصبهان ٢ | ١٦٥.

٢٤٦

حديث يحيى بن العلاء ، كوفي ولي قضاء الري » (١).

* وأخرج أبو بشر الدولابي خطبة الإمام الحسن السبط ، فقال : « أخبرني أبو القاسم كهمس بن معمر : أن أبا محمد إسماعيل بن محمد ابن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب حدثهم : حدثني عمي علي بن جعفر بن محمد بن حسين بن زيد ، عن الحسن بن زيد بن حسن بن علي ، عن أبيه ، قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي ...

أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، حدثني أبي ، حدثني حسين بن زيد ، عن الحسن بن زيد بن حسن ـ ليس فيه : عن أبيه ـ ، قال : خطب الحسن بن علي الناس ...

حدثنا أحمد بن يحيى الأودي ، نا إسماعيل بن أبان الوراق ، نا عمر ، عن جابر ، عن أبي الطفيل ، وزيد بن وهب ، وعبد الله بن نجي ، وعاصم ابن ضمرة ، عن الحسن بن علي ، قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل ... » (٢).

* وأخرج ابن عساكر : « أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنبأنا عبد العزيز الصوفي ، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار ، أنبأنا أبو سليمان ...

قال : وأنبأنا ابن السمسار ، أنبأنا علي بن الحسن الصوري ، أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي بأصبهان ، أنبأنا الحسين بن إدريس الحريري التستري ، أنبأنا أبو عثمان طالوت بن عباد البصري

__________________

(١) حلية الأولياء ٣ | ٢٠١.

(٢) الدرية الطاهرة : ١٠٩ ـ ١١١.

٢٤٧

الصيرفي ، أنبأنا فضال بن جبير ، أنبأنا أبو أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : خلق اله الأنبياء من أشجار شتى ، وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى ، ومن أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ، ثم لم يدرك محبتنا لأكبّه الله على منخريه في النار ، ثم تلا ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ).

ورواه علي بن الحسن الصوفي مرة أخرى عن شيخ آخر ، أخبرناه أبو الحسن الفقيه السلمي الطرسوسي أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو نصر ابن الجيان ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسي الطرسوسي ، أنبأنا أبو الطفضل العباس بن أحمد الخواتيمي بطرسوس ، أنبأنا الحسين بن إدريس التستري ... » (١).

* وأخرج ابن عساكر خبر خطبة مروان ـ بأمر من معاوية ـ ابنة عبد الله بن جعفر ليزيد ، وأن عبد الله أوكل أمرها إلى الحسين عليه‌السلام فزوجها من القاسم بن محمد بن جعفر ، وتكلم عليه‌السلام ـ في المسجد النبوي وبنو هاشم وبنو أمية مجتمعون ـ فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « إن الإسلام دفع الخسيسة وتمم النقيصة وأذهل اللائمة ، فلا لوم على مسلم إلا في أمر مأثم ، وإن القرابة التي عظّم الله حقها وأمر برعايتها وأن يسأل نبيه الأجر له بالمودة لأهلها : قرابتنا أهل البيت ... » (٢).

__________________

(١) تاريخ دمشق ، ترجمة علي أمير المؤمنين ١ | ١٣٢ ـ ١٣٣.

(٢) تعليق العلامة المحمودي على شواهد التنزيل ٢ | ١٤٤ عن أنساب الأشراف بترجمة معاوية ، وتاريخ دمشق بترجمة مروان بن الحكم.

٢٤٨

* وأخرج ابن الأثير : « روى حكيم بن جبير ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : كنت أجالس أشياخا لنا ، إذ مر علينا علي بن الحسين ـ وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوجها منهم لم يرض منكحها ـ فقال أشياخ الأنصار : ألا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني؟! إن أشياخنا حدثونا أنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقالوا : يا محمد! ألا نخرج إليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا الله بك وفضلنا بك وأكرمنا بك؟ فأنزل الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ). ونحن ندلكم على الناس. أخرجه ابن مندة » (١).

* وأخرج ابن كثير : « وقول ثالث ، وهو ما حكاه البخاري وغيره رواية عن سعيد بن جبير ... وقال السدي عن أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين رضي‌الله‌عنه أسيرا ... وقال أبو إسحاق السبيعي : سألت عمرو بن شعيب عن قوله تبارك وتعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فقال : قربى النبي. رواهما ابن جرير.

ثم قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا عبد السلام ، حدثني يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس ...

وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن علي بن الحسين ، عن عبد المؤمن ابن علي ، عن عبد السلام ، عن يزيد بن أبي زياد ـ وهو ضعيف ـ بإسناده ، مثله أو قريبا منه.

____________

(١) اُسد الغابة في معرفة الصحابة ٥ | ٣٦٧.

٢٤٩

وفي الصحيحين في قسم غنائم حنين قريب من هذا السياق ، ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الآية ...

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا رجل سماه ، حدثنا حسين الأشقر ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، قال : لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال : فاطمة وولدها. رضي الله عنهم. وهذا إسناد ضعيف ، فيه مبهم لايعرف ، عن شيخ شيعي محترق وهو حسين الأشقر » (١).

* وروى الهيثمي : « عن ابن عباس قال : لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذي وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما.

رواه الطبري من رواية حرب بن الحسن الطحان عن حسين الأشقر عن قيس بن الربيع ، وقد وثقوا كلهم وضعفهم جماعة ، وبقية رجاله ثقات » (٢).

ورواه مرة أخرى كذلك وقال : « فيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا » (٣).

وروى خطبة الإمام الحسن عليه‌السلام قائلا : « باب خطبة الحسن ابن علي رضي الله عنهما :

عن أبي الطفيل ، قال : خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب ، فحمد

__________________

(١) تفسير القرآن العظيم ٤ | ١٠٠.

(٢) مجمع الزوائد ٧ | ١٠٠.

(٣) مجمع الزوائد ٩ | ١٦٨.

٢٥٠

الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا رضي‌الله‌عنه خاتم الأوصياء ووصي الأنبياء وأمين الصديقين والشهداء ، ثم قال : يا أيها الناس ، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون. لقد كان رسول الله يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه. ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى وعرج بروحه في الليلة التي ...

ثم قال : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم. ثم تلا هذه الآية قول يوسف : ( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب )ثم أخذ في كتاب الله.

ثم قال : أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، وأنا ابن النبي ، أنا ابن الداعي إلىالله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وولايتهم فقال في ما أنزل على محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ».

قال الهيثمي : « رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ... وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه ... ورواه أحمد باختصار كثير!

وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان » (١).

وروى السيوطي الحديث عن طاووس عن ابن عباس كما تقدم.

__________________

(١) مجمع الزوائد ٩ | ١٤٦.

٢٥١

قال : « وأخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله : ( إلا المودة في القربى ) قال : تحفظوني في قرابتي ».

قال : « وأخرج ابن جرير وابن ابي حاتم وابن مردويه من طريق مقسم ، عن ابن عباس ، قال : قالت الأنصار ... » الحديث ، وقد تقدم.

قال : « وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير ، قال : قالت الأنصار فيما بينهم : لو جمعنا لرسول الله ... » الحديث ، وقد تقدم.

قال : « وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي ».

قال : « وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وولداها ».

قال : « وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير : ( إلا المودة في القربى ) قال : قربى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ».

قال : « وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين ... » الحديث ، وقد تقدم.

ثم روى السيوطي حديث الثقلين وغيره مما فيه الوصية باتباع أهل

٢٥٢

البيت والتحذير من بغضهم ... (١).

* وقال الآلوسي : « وذهب جماعة إلى أن المعنى : لا أطلب منكم أجرا إلا محبتكم أهل بيتي وقرابتي. وفي البحر : أنه قول ابن جبير والسدي وعمرو بن شعيب. و « في » عليه للظرفية المجازية ، و « القربى » بمعنى الأقرباء ، والجار والمجرور في موضع الحال. أي : إلا المودة ثابتة في أقربائي متمكنة فيهم ، ولمكانة هذا المعنى لم يقل : إلا مودة القربى ... وروى ذلك مرفوعا :

أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، من طريق ابن جبير عن ابن عباس ، قال : لما نزلت هذه الآية ... » الحديث ، كما تقدم. قال : « وسند هذا الخبر ـ على ما قال السيوطي في الدر المنثور ـ ضعيف ، ونص على ضعفه في تخريج أحاديث الكشاف ابن حجر.

وأيضا : لو صح لم يق ل ابن عباس ما حكي عنه في الصحيحين وغيرهما وقد تقدم. إلا أنه روي عن جماعة من أهل البيت ما يؤيده ذلك : أخرج ابن جرير عن أبي الديلم ، قال : لما جيء بعلي بن الحسين ... » الحديث ، وقد تقدم.

« وروى زاذان عن علي كرّم الله تعالى وجهه ، قال : فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا مؤمن ؛ ثم قرا هذه الآية.

وإلى هذا أشار الكميت في قوله :

وجدنا لكم في آل حم آية

تأولـها منـا تقي ومعرب

ولله تعالى در السيد الهيتي ـ أحد الأقارب المعاصرين ـ حيث

__________________

(١) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ | ٦ ـ ٧.

٢٥٣

يقول :

بـأيـة آية يـأتي يـزيـد

غـداة صحائـف الأعمال تـتلى

وقام رسول رب العـرش يتلـو

وقد صمت جميع الخلق ( قل لا )

والخطاب على هذا القول لجميع الأمر لا للأنصار فقط ، وإن ورد ما يوهم ذلك ، فإنهم كلهم مكلفون بمودة أهل البيت ، فقد أخرج مسلم والترمذي والنسائي ... » فروى حديث الثقلين ، ونحوه ، ثم قال : « إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة من الأخبار » (١).

* وروى الشوكاني الأخبار التي نقلناها عن « الدر المنثور » كالحديث الذي رواه الأئمة من طريق مقسم عن ابن عباس. ثم قال : « وفي إسناده يزيد بن أبي زياد ، وهو ضعيف » وما رواه أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس ، ولم يتكلم في سنده ، وما رواه الجماعة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : « قال السيوطي : بسند ضعيف ».

ثم إنّه أشار إلى التعارض الموجود بين الأخبار في ما روي عن ابن عباس ، ورجح ما أخرج عنه في كتابي البخاري ومسلم ، وقال : « وقد أغنى الله آل محمد عن هذا بما لهم من الفضائل الجليلة والمزايا الجميلة ، وقد بينا بعض ذلك عند تفسيرنا لقوله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) » (٢).

تنبيه :

حاول القوم أن لا ينقلوا خطبة الإمام الحسن عليه‌السلام كاملة ،

__________________

(١) روح المعاني ٢٥ | ٣١ ـ ٣٢.

(٢) فتح القدير ٤ | ٥٣٦ ـ ٥٣٧.

٢٥٤

وحتى المنقوص منها تصرفوا في لفظه! فراجع : المسند ١ | ١٩٩ ، والمناقب ـ لأحمد ـ الرقم ١٣٥ و١٣٦ ، والمعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٣ | الرقم ٢٧١٧ إلى ٢٧٢٥ ، وتاريخ الطبري ٥ | ١٥٧ ، والمستدرك ٣ | ١٧٢ ، والكامل ٣ | ٤٠٠ ، ومجمع الزوائد ٩ | ١٤٦ ، وقارن بين الألفاظ لترى مدى إخلاص أمناء الحديث وحرصهم على حفظه ونقله!!

ولننقل الخبر كما رواه أبو الفرج وبأسانيد مختلفة ، فقال :

« حدثني أحمد بن عيسى العجلي ، قال : حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثنا زيد بن المعذل ، عن يحيى بن شعيب ، عن أبي مخنف ، قال : حدثني أشعث بن سوار ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن سعيد بن رويم.

وحدثني عليّ بن إسحاق المخرمي وأحمد بن الجعد ، قالا : حدثنا عبد الله بن عمر مشكدانة ، قال : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي.

وحدثني عليّ بن إسحاق ، قال : حدثنا عبدالله بنعمر ، قال : حدثنا عمران بن عيينة ، عن الأشعث بن أبي إسحاق ، موقوفا.

حدثني محمد بن الحسين الخثعمي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال :

قال عمرو بن ثابت : كنت أختلف إلى أبي إسحاق السبيعي سنة أسأله عن خطبة الحسن بن علي ، فلا يحدثني بها ، فدخلت إليه في بوم شات وهو في الشمس وعليه برنسه كأنه غول ، فقال لي : من أنت؟ فأخبرته ، فبكى وقال : كيف أبوك؟ كيف أهلك؟ قلت : صالحون. قال : في أي شيء تردد منذ سنة؟ قلت : في خطبة الحسن بن علي بعد وفاة أبيه.

قال : حدثني هبيرة بن يريم ، وحدثني محمد بن محمد الباغندي

٢٥٥

ومحمد بن حمدان الصيدلاني ، قالا : حدثنا إسماعيل بن محمد العلوي ، قال : حدثني عمي علي بن جعفر بن محمد ، عن الحسين بن زيد بن علي ابن الحسين بن زيد بن الحسن ، عن أبيه ـ دخل حديث بعضهم في حديث بعض ، والمعنى قريب ـ قالوا :

خطب الحسن بن علي بعد وفاة أمير المؤمنين علي عليه‌السلام فقال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعمل ، ولقد كان يجاهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقيه بنفسه ، ولقد كان يوجهه برايته فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه ، ولقد توفي في هذه الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ، ولقد توفي فيها يوشع بن نون وصي موسى ، وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم بقيت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.

ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه.

ثم قال : أيها الناس! من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي إلى الله عز وجل بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، والذين افترض الله مودتهم في كتابه إذ يقول : ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

قال أبو مخنف عن رجاله : ثم قام ابن عباس بين يديه فدعا الناس إلى بيعته ، فاستجابوا له وقالوا : ما أحبه إلينا وأحقه بالخلافة ؛ فبايعوه.

٢٥٦

ثم نزل عن المنبر » (١).

أقول :

وهكذا روى الشيخ المفيد بإسناده (٢).

وذيل الخبر من الشواهد على بطلان خبر طاووس عن سعيد عن ابن عباس ، كما لا يخفى.

* * *

__________________

(١) مقاتل الطالبيين ٦١ ـ ٦٢.

(٢) الإرشاد ٢ | ٧ ـ ٨.

٢٥٧

الفصل الثاني

في تصحيح أسانيد هذه الأخبار

قد ذكرنا في الفصل الأول طرفا من الأخبار في أن المراد من « القربى » في « آية المودة » هم « أهل البيت » ، وقد جاء في بعضها التصريح بأنهم « علي وفاطمة وابناهما ».

وقد نقلها تلك الأخبار عن أهم وأشهر كتب الحديث والتفسير عند أهل السنة ، من القدماء والمتأخرين ... وبذلك يكون القول بنزول الآية المباركة في « أهل البيت » قولا متفقا عليه بين الخاصة والعامة.

فأما ما رواه طاووس من جزم سعيد بن جبير بأن المراد هم « أهل البيت » عليهم‌السلام خاصة ، وهو الذي أخرجه الشيخان وأحمد والترمذي وغيرهم ... فلم أجد طاعنا في سنده ... وإن كان لنا كلام فيه ، وسيأتي.

وأما ما أخرج في ( المناقب ) لأحمد بن حنبل فهو من الزيادات ، فالقائل « كتب إلينا » هو « القطيعي » : أبو بكر أحمد بن جعفر الحنبلي ـ المتوفى سنة ٣٦٨ ـ وهو رواي : المسند ، والزند ، والمناقب ، لأحمد بن حنبل.

حدث عنه : الدارقطني ، والحاكم ، وابن رزقويه ، وابن شاهين ، والبرقاني ، وأبو نعيم ، وغيرهم من كبار الأئمة.

ووثقه الدارقطني قائلا : ثقة زاهد قديم ، سمعت أنه مجاب الدعوة ؛ وقال البرقاني : ثبت عندي أنه صدوق ، وقد ليّنته عند الحاكم فأنكر عليّ

٢٥٨

وحسّن حاله وقال : كان شيخي ؛ قالوا : قد ضعف واختل في آخر عمره ، وتوقف بعضهم في الرواية عنه لذلك.

ومن هنا أورده الذهبي في ( ميزانه ) مع التصريح بصدقه ، وهذه عبارته : « [ صح ] أحمد بن جعفر بن حمدان أبو بكر القطيعي ، صدوق في نفسه مقبول ، تغير قليلا. قال الخطيب : لم نز أحدا ترك الاحتجاج به » ثم نقل ثقته عن الدارقطني وغيره ، ورد على من تكلم فيه لاختلاله في آخر عمره (١).

و « محمد بن عبدالله بن سلميان الحضرمي » هو « مطين » المتوفى سنة ٢٩٧ ، قال الدارقطني : ثقة جبل ، وقال الخليلي : ثقة حافظ ، وقال الذهبي : الشيخ الحافظ الصادق ، محدث الكوفة ... (٢).

وسيأتي الكلام على سائر رجاله ؛ بما يثبت صحة السند وحجية الخبر.

وأما ما رواه ابنجرير الطبري حجة للقول بنزول الآية في « أهل البيت » وقد كان أربع روايات ... فما تكلم إلا في الثاني منها ، وهذا إسناده :

« حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا مالك بن إسماعيل ، قال : ثنا عبدالسلام ، قال : ثنا يزيد بن أبي زياد ، عن مِقسَم ، عن ابن عباس ... ».

قال ابن كثير : « وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن علي بن الحسين ، عن عبد المؤمن بن علي ، عن عبد السلام ، عن يزيد بن أبي زياد ـ وهو ضعيف ـ بإسناده مثله أو قريبا منه ».

__________________

(١) تاريخ بغداد ٤ | ٧٣ ، المنتظم ٧ | ٩٢ ، سير أعلام النبلاء ١٦ | ٢١٠ ، ميزان الاعتدال ١ | ٨٧ ، الوافي بالوفيات ٦ | ٢٩٠ ، وغيرها.

(٢) تذكرة الحفظ ٢ | ٦٦٢ ، الوافي بالوفيات ٣ | ٣٤٥ ، سير اعلام النبلاء ١٤ | ٤١.

٢٥٩

وتبعه الشوكاني حيث أنه بعد أن رواه قال : « وفي إسناده يزيد بن أبي زياد ، وهو ضعيف ».

وأما ما رواه الأئمة ، كابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، وعنهم السيوطي سنده ، وتبعه الشهاب الآلوسي ، وقد سبقهما إلى ذلك الهيثمي وابن كثير وابن حجر العسقلاني ، قال الأخير في شرح البخاري :

« وهذا الذي جزم به سعيد بن جبير قد جاء عنه من روايته عن ابن عباس مرفوعا ، فأخرج الطبراني وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ ... الحديث. وإسناده ضعيف ... وقد جزم بهذا التفسير جماعةمن المفسرين ، واستندوا إلى ما ذكرته عن ابن عباس من الطبراني وابن أبي حاتم ، وإسناده واه ، فيه ضعيف ورافضي » (١).

وقال في تخريج أحاديث الكشاف : « أخرجه الطبراني وابن أبي حاتم والحاكم في مناقب الشافعي ، من رواية حسين الأشقر ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، وحسين ضعيف ساقط » (٢).

وقال ابن كثير : « وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا رجل سماه ، حدثنا حسين الأشقر ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن

__________________

(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٨ | ٤٥٨.

(٢) الكاف الشاف في تخريج الكشاف ـ مع الكشاف ـ ٤ | ٢٢٠.

٢٦٠