المحكم والمحيط الأعظم - ج ٤

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المحكم والمحيط الأعظم - ج ٤

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-3034-X

الصفحات: ٥٤٧

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحاء واللام والواو

[ح ل و ـ ى]

* الحَلاوَةُ : ضِدُّ المرارَةِ ، وقَد حَلِىَ وحَلا وحَلُوَ حَلاوَةً وحَلْواً وحُلْوانا ، واحْلَوْلَى ، وهذا البناءُ للمبالغةِ فى الأمْرِ.

* وحَلِىَ الشىءَ واستحلاه وتحَلّاهُ واحْلَوْلاه. قال ذو الرُّمَّةِ :

فَلَمّا تَحَلَّى قَرْعَهَا القَاعَ سَمْعُه

وبانَ لهُ وَسْطَ الأشَاءِ انْغِلالُها (١)

يَعنى أن الصائد فى القُتْرةِ إذا سَمِع وَطْءَ الحَمِير فعلم أن وطْؤُهَا فَرِحَ به وتحَلَّى سَمْعُه ذلك. وقال حُمَيْدٌ :

فَلَمَّا أَتى عَامَانِ بَعْدَ انْفِصالهِ

عَنِ الضَّرْعِ وَاحْلَولى دِماثاً يَرُودُهَا (٢)

* وقَوْلٌ حَلىٌ : يَحْلَوْلِى فى الفَمِ ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :

نُجِدُّ لَكَ القَوْلَ الحَلِىَ ونَمْتَطى

إلَيْكَ بَنَاتِ الصَّيْعَرِىِّ وَشَدْقَمِ (٣)

* وحَلِىَ بقلْبى وعَيْنى يحْلَى ، وحَلا يَحْلُو حَلاوَةً وحُلْوَاناً. وفَصل بعضُهم بينهما فقال : حَلا الشىءُ فى فمِى ، وحَلِىَ بعينى إلا أنهم يقولون : هو حُلْوٌ فى المعنَيَيْنِ. وقال قوم من أهلِ اللغة : ليس حَلِىَ من حَلَا فى شىء ، هذه لغة على حِدَتِها ، كأنها مُشْتقَّة من الحَلْىِ المَلبوس ، لأنه حَسُن فى عينِك كحُسْن الحَلْىِ ، وهذا ليس بِقوِىّ ولا مَرضىِّ.

* وحَلِى منه بخيرٍ وحَلَا : أصابَ منْه خَيْراً وحَلَّى الشىءَ وحَلأَه ، كلاهما : جعله ذا حَلاوةٍ ، همزوه على غيرِ قياسٍ ، والحُلْوُ مِن الرجالِ : الذى يَستخِفُّه النَّاسُ ويستَحلُونه ، أنشد اللِّحيانِىُّ :

وَإنى لَحُلْوٌ تَعْتَرِينى مَرَارَة

وَإنّى لَصَعبُ الرَّأْسِ غَيْرُ ذَلُولِ (٤)

والجمع حُلْوُونَ ، ولا يُكَسَّر. والأنْثى حُلْوة والجمع حُلْوَاتٌ ، ولا يُكَسَّر أيضاً. وحكى

__________________

(١) البيت لذى الرمّة فى ديوانه ص ٥٣٩ ؛ ولسان العرب (جلا) ، (حلا) ؛ وتهذيب اللغة (١١ / ١٨٧) ؛ وتاج العروس (جلا) ، (حلا) ، وهو بلفظ (تجلى).

(٢) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٧٣ ؛ ولسان العرب (حلا) ؛ والمحتسب (١ / ٣١٩) ؛ وبلا نسبة فى أدب الكاتب ص ٤٧٠.

(٣) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٣٠٠ ، ولسان العرب (حلا) ؛ وتاج العروس (جلا).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حلا) ؛ وتاج العروس (حلا).

٣

ابن الأعرابىّ : رجل حَلُوّ ـ على مِثال عَدُوّ ـ : حُلْو ، ولم يَحكِها يَعقوبُ فى الأشياءِ التى زعم أنه حَصَرَها ، كَحَسُوّ وَفَسُوّ.

* والحُلْوُ الحَلالُ : الرجل الذى لا رِيبَةَ فيه ، على المَثَلِ ؛ لأن ذلك يُستَحلَى منه. قال :

ألا ذَهَبَ الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ

وَمَنْ قَوْلُهُ حُكْمٌ وعَدْلٌ ونَائلُ (١)

* والحَلْواءُ : كلّ ما عُولِجَ بِحلاوة مِنَ الطَّعام ، يُمد ويُقصَر. والحلواء أيضاً : الفاكهةُ الحُلْوَة.

* وناقة حَلِيَّة : عَلِيَّة فى الحَلاوَةِ ، عن اللحيانىّ. هذا نَصُّ قولِه ، وأصلها حَلُوَّة.

* وما يُمِرُّ ومَا يُحْلِى ، أى ما يتكَلَّم بحُلْوٍ ولا مُرِّ ولا يفْعَلُ فِعْلاً حُلْواً ولا مُرّا ، فإن نَفَيْتَ عنه أنَّه يكون مُرّا مَرَّةً وحُلْواً أخْرَى قُلْتَ : ما يَمَرُّ ولا يَحلُو. وهذا الفَرْقُ عن ابن الأعرابىّ.

* وحلا الرَّجُلَ الشىءَ يَحْلُوه : أَعطاه إيَّاهُ ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ :

كأنِّى حَلَوْتُ الشِّعْرَ يَوْمَ مَدَحْتُهُ

صَفَا صَخْرةٍ صمَّاءَ يَبْسٍ بِلالُها (٢)

* وحَلا الرَّجُلَ حَلْوا وحُلْوَاناً ، وذلك أن يُزَوّجه ابنَتَه أو أختَه أو امرأةً مَّا بِمَهْرٍ مُسَمّى على أن يَجعلَ لَهُ من المهرِ شيئاً مُسمّى.

* وحُلْوانُ المرأةِ : مَهْرُها ، وقيل : هو ما كانتْ تُعْطَى على مُتْعَتِها بمكَّةَ ، والحُلْوان أيضاً : أجرةُ الكاهنِ. وفى الحديث : « نَهَى عن حُلْوَانِ الكاهِن ». وقال اللحيانىّ : الحُلْوَان : أجْرَة الدَّلَّالِ خاصَّةً ، والحُلْوَان : ما أَعْطَيْتَ مِنْ رَشْوَةٍ ونحْوِها.

* ولأَحْلُوَنَّك حُلْوَانَكَ : أى لأجْزِيَنَّكَ جَزَاءَك ، عن ابن الأعرابىّ.

* وحَلاوَةُ القَفَا ، وحُلَاوَتُه ، وحَلاوَاؤُه ، وحَلاوَاهُ ، وحَلاءَتُه ـ الأخيرةُ عن اللِّحيانىّ ـ : وَسَطُه. والجمع حَلاوَى.

* والحِلْوُ : حَفٌّ صَغير يُنْسَجُ به ، وشَبّه الشَّماخُ لِسانَ الحِمارِ به فقال :

قُوَيْرِحُ أعْوَامٍ كأنَّ لِسانَه

إذا صَاحَ حِلْوٌ زَلَّ عَنْ ظَهْرِ مِنْسَجِ (٣)

* وأرضٌ حَلاوَةٌ : تُنْبِتُ ذُكُور البَقْلِ.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حلا) ؛ وتاج العروس (حلا).

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ١٠٠ ؛ ولسان العرب (بلل) ، (حلا) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٣٤) ؛ ومقاييس اللغة (٢ / ٩٤) ؛ والمخصص (١٣ / ٢٦) ؛ ومجمل اللغة (٢ / ٩٧) ؛ وتاج العروس (بلل) ، (حلا).

(٣) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٣٧ ؛ ولسان العرب (حلا) ؛ وكتاب العين (٣ / ٢٩٥) ؛ وتاج العروس (حلا) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٣٥) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (١٢ / ٢٦٠).

٤

* والحُلاوَى مِنَ الجَنْبَةِ : شَجرة تَدُوم خُضْرَتُها. وقيل : هى شَجرة صَغيرة ذات شَوْكٍ ، والحُلاوَى : نبْتَة زَهْرتُها صَفراءُ ، ولها شَوْكٌ كثيرٌ وورَقٌ صغيرٌ مُستديرٌ مثلُ وَرَقِ السَّذابِ ، والجمع حُلاوَياتٌ ، وقيل : الجمع كالواحد.

* والحُلاوَةُ : ما يُحَكُّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ فَيُكْتَحَلُ به. ولستُ من هذه الكلمةِ على ثِقَةٍ لقولهم : الحَلْوُ فى هذا المعنى ، وقولهم : حَلأْته ، أى كَحَلْتُه.

* وحُلْوَة : فَرَسُ عُبَيْدِ بنِ مُعاوِيةَ.

مقلوبه : [ح و ل]

* الحَوْلُ : سَنَةٌ بأسْرِها ، والجمع أحْوَالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ ، حكاها سِيبويهِ.

* وحالَ الحَوْلُ حَوْلاً : تَمَّ.

* وأحَاله اللهُ علينا : أَتمَّهُ. وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً : أتى.

* وأحال الشىءُ واحْتالَ : أتى عليه حَوْلٌ كامِلٌ. قالَ رُؤْبَةُ :

*أوْرَقَ مُحْتَالاً ذَبِيحاً حِمْحِمُهْ* (١)

* وأحالت الدار ، وأحْوَلَتْ ، وحَالَتْ وحِيلَ بها : أتى عليها أحْوَالٌ ، قال :

حالَتْ وَحِيلَ بِها وغَيَّرَ آيَها

صرْفُ البِلَى تَجْرِى بِهِ الرِّيحانِ (٢)

وقال الكُمَيْتُ :

أَأبْكَاكَ بِالعُرُفِ المَنْزِلُ

وَما أنْت والطَّلَلُ المُحْوِلُ (٣)

* وأحْوَلَ الصبىُّ : أتى عليه حَوْلٌ من مَوْلده. قال امرُؤُ القَيْسِ :

*فَألْهَيْتُهَا عَنْ ذِى تَمائِمَ مُحْوِلِ* (٤)

وقيل : مُحْوِلٌ : صَغيرٌ مِن غيرِ أن يُحَدَّ حَوْل عن ابن كَيسانَ.

وأحْوَل بَالمكانِ ، وأحالَ : أقامَ بِه حَوْلاً. وقيل : أزْمَن من غير أن يُحَدَّ حَوْلٌ.

وأحال الحَوْلَ : بَلَغَه وأنشد ابن الأعرابىّ :

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٤٩ ؛ ولسان العرب (حول) ، وفيه (دبيحاً) بالدال المهملة.

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حول) ؛ والمخصص (٩ / ٦٧ ، ٨٤) ، (١٧ / ٦٠ ، ١٧ / ١٥١).

(٣) البيت للكميت فى ديوانه (٢ / ٢٩) ؛ ولسان العرب (عرف) ، (حول) ؛ والمخصص (١٣ / ١٨٦) ؛ وتاج العروس (عرف) ، (حول) ؛ ومعجم البلدان (عرفة) ؛ وديوان الأدب (١ / ٢٦٢).

(٤) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٢ ؛ وجواهر الأدب ص ٦٣ ؛ وخزانة الأدب (١ / ٣٣٤) ؛ والدرر (٤ / ١٩٣) ؛ ولسان العرب (رضع) ، (غيل) ؛ وتاج العروس (غيل) ؛ وبلا نسبة فى همع الهوامع (٢ / ٣٦) ؛ وتاج العروس باب الألف اللينة ، وورد فى اللسان بقوله (مغيل) مكان (محول).

٥

أزَائِدَ لا أحلْتَ الحَوْلَ حَتى

كَأنَّ عَجوزَكُمْ سُقِيَتْ سِمامَا

يُحلِّئُ ذُو الزّيادَةِ لِقْحَتَيْهِ

ومَنْ يَغْلِبْ فَإن لَه طَعامَا (١)

أى أماتَك اللهُ قَبْلَ الحَوْلِ حتى تَصير عَجوزُكم مِن الحُزْنِ عليك كأنها سُقِيَتْ سِمَاماً. وجَعل لَبَنَهُما طَعاما ، أى غَلَب على لِقْحَتَيْهِ فلم يَسْقِ أحَداً مِنهما.

* ونَبْتٌ حَوْلِىّ : أتى عليه حَوْلٌ ، كما قالوا فيه : عامِىّ. وجَمَلٌ حَوْلِىّ ، كذلك. وأرْضٌ مُستَحالَةٌ : تُرِكَتْ حَوْلاً وأحْوالاً ، قال أبو ذُؤَيْبٍ :

وحالَتْ كَحَوْلِ القَوْسِ طُلَّتْ وَعُطِّلَتْ

ثَلاثاً فَزَاغَ عَجْسُها وَظُهارُها (٢)

وقال أبو حنيفةَ : حالَ وتَرُ القَوْسِ : زالَ عِنْدَ الرَّمْىِ ، وقد حالَتِ القَوْسُ وَتَرَها ، هكذا حكاهُ حالَتْ.

* ورجُلٌ مُسْتَحالٌ : فى طَرَفَىْ ساقه اعْوِجاجٌ ، وقيل : كُلُّ شىءٍ تَغَيَّر عن الاسْتواءِ إلى العِوَجِ فقد حالَ واستَحالَ ، وفى المثل : « ذاكَ أحْوَلُ مِنْ بَوْلِ الجَمَلِ » وذلك أن بَوْلَه لا يخرُج مُستقيماً ، يَذهَبُ فى إحدى الناحِيتَيْنِ.

* والحَوْلُ ، والحَيْلُ ، والحِوَلُ ، والحِيلَةُ والحَويلُ ، والمَحالَةُ ، والاحْتِيالُ ، والتَّحَوُّل وَالتَّحَيُّلُ كل ذلك : الحِذْقُ وجَوْدَةُ النَّظَرِ. والقُدْرَةُ على دِقَّةِ التصرُّفِ.

* والحِيَل والحِوَلُ : جمْع حِيلَةٍ.

* ورَجُلٌ حُوَلٌ وحُولَةٌ وحُوَّلٌ وحَوَالِىٌ وحُوَالِىٌ وحَوَلْوَلٌ : شديدُ الاحتيالِ. قال :

*حَوَلْوَلٌ إذا وَنى القَوْمُ نَزَلْ* (٣)

ورَجُلٌ حَوَلْوَلٌ : مُنْكَرٌ كَمِيشٌ ، وهو من ذلك. وما أحْوَلَهُ وَأحْيَلَهُ ، وهو أحْوَلُ مِنك وأَحْيَلُ ، مُعاقَبَةٌ.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حول).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٨١ ؛ ولسان العرب (حول) ؛ وتاج العروس (حول) ، وهو فى اللسان بلفظ (فأعيا) بدل (فزاغ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (حول) ، (قفل) ، (هول) ؛ وجمهرة اللغة (١٢٧٧) ؛ وكتاب العين (١ / ٣٥٠) ؛ والمخصص (٣ / ٢٢) ؛ وتاج العروس (هول) ، وتمامه :

يا زيد أبشر بأخيك قد فعل

علباء ، أبشر بأبيك! والقفل

أتاك إن لم ينقطع باقي الأجل

هولول إذا ونى القوم نزل

بلفظ (هَوَلْوَل) وقال فى اللسان : والمعروف (حولول). اه.

٦

* ولا مَحَالَةَ من ذلك ، وما أحْوَلَه ، أى لابُدَّ.

* والمُحالُ من الكلامِ : ما عُدِلَ به عن وَجْهِه.

* وحَوَّله : جعلَه مُحالاً.

* وأحالَ : أتى بمُحالٍ.

* ورجل مِحْوَالٌ : كثيرُ مُحَالِ الكلامِ.

* وكلامٌ مُستحيلٌ : مُحَالٌ.

* وهو حَوْلَه ، وحَوْلَيْهِ ، وحَوَالَيْهِ ، وحَوَالَهُ. فأما قولُ امرئِ القيس :

*ألَسْتَ تَرَى السُّمَّارَ والنَّاسَ أحْوَالِى* (١)

فَعلى أنه جَعَل كُلَّ جُزْءٍ من الجِرْمِ المُحِيطِ بها حَوْلاً ذَهبَ إلى المُبالغَةِ بذلك ، أى أنه لا مَكانَ حَوْلَها إلَّا وهو مشغولٌ بالسُّمَّارِ ، فذلك أذْهَبُ فى تَعَذُّرِها عليه.

* واحْتَوَله القَوْمُ : احْتَوَشُوا حَوَالَيْهِ.

* وحاوَل الشىءَ مُحاوَلَةً وَحِوالاً : رَامَه ، قال رُؤْبَةُ :

*حِوَالَ حَمْدٍ وَائْتِجارِ المُؤْتَجِر* (٢)

وكل ما حَجَز بين شيئينِ فقد حالَ بينهما حَوْلاً ، واسم ذلك الشىءِ الحِوَالُ ، والحَوَلُ كالحِوَالِ.

* وحَوَالُ الدَّهْرِ : تَغَيرُه وتَصرُّفُه. قال مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلدٍ الهذلىُّ :

ألا مِنْ حَوَالِ الدَّارِ أصْبَحْتُ ثاوِياً

أُسامُ النِّكاحَ فى خِزَانَةِ مَرْثَدِ (٣)

* وتَحوَّلَ عن الشىءِ : زالَ عنه إلى غَيْرِهِ. وقول النابغةِ الجَعْدىّ :

أكَظَّكَ آبائى فَحَوَّلْتَ عَنْهُمُ

وقُلْت له يا بْنَ الحَيا لا تَحَوَّلا (٤)

يَجوزُ أن يُستعمَل فيه حَوَّلْت مكانَ تَحَوَّلْت. ويجوز أن يُريد : حَوَّلْتَ رَحْلَك ، فحذف المفعولَ ، وهذا كثيرٌ.

* وحَوَّله إليه : أزالَه ، والاسمُ الحِوَلُ والحَويلُ.

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٣١ ؛ والدرر (٣ / ٩٠) ؛ ولسان العرب (حول) ؛ وتاج العروس (حول) ؛ وبلا نسبة فى همع الهوامع (١ / ٢٠١) ، وأوله : * فقالت سباك الله إنك فاضحى *.

(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ٩٤ ؛ ولرؤبة فى لسان العرب (حول) ، وليس فى ديوانه.

(٣) البيت لمعقل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٩٣ ، وفيه : « قال الأصمعى : بل قالها خويلد أبو معقل ». ونسب أيضا لخالد بن وائلة فى شرح أشعار الهذليين ص ٦٩٠ ؛ وهو أيضاً فى لسان العرب (حول).

(٤) البيت للنابغة الجعدى فى لسان العرب (حول) ؛ وتاج العروس (حول) ؛ وليس فى ديوانه.

٧

وفى التنزيل : (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) [الكهف : ١٠٨] وأنشد اللِّحيانى :

أُخِذَتْ حَمولَتُه فَأصْبَحَ ثاوِياً

لا يَسْتَطيعُ عَنِ الدّيارِ حَويلاً (١)

وَحَالَ الشىءُ حَوْلاً وحُؤُولاً وأحالَ ، الأخيرةُ عن ابنِ الأعرابىّ ، كلاهما : تَحَوَّلَ ، وفى الحديث : « مَنْ أحَالَ دَخَلَ الجَنَّةَ » (٢) يريد : مَن أسْلَمَ ، لأنَّه تَحَوَّل عَمَّا كانَ يَعْبُدُ إلى الإسلام.

* والحَوَالَةُ : تَحْوِيلُ نهرٍ إلى نهرٍ.

* والحائلُ : المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ. يقال : رَمادٌ حائِلٌ ، ونَباتٌ حائِلٌ.

* وَحَوَّلَ كِساءَه : جَعل فيه شيئاً ثُم حملَه على ظَهرِه. والاسم الحال.

* والحالُ أيضاً : الشىءُ يَحمِلُه الرجلُ على ظَهْرِه ما كانَ. وقد تَحَوَّلَ حالاً : حَمَلَها.

* والحالُ : العَجَلَةُ التى يَدِبُّ عليها الصَّبىُّ. قال عبدُ الرحمن بن حَسَّان :

ما زَالُ يَنْمِى جَدُّهُ صَاعِداً

مُنْذُ لَدُنْ فارَقَه الحالُ (٣)

* والحائلُ : كُل شىء تَحرَّكَ فى مكانه ، وقد حالَ يَحُولُ.

* واستَحالَ الشَّخْصَ : نَظَر إليه هل يَتَحَرَّك.

* وناقَةٌ حائلٌ : حُمِلَ عليها فَلَمْ تَلْقَح ، وقيل : هى التى لم تَحْمِل سنةً أو سنتينِ أو سَنوَاتٍ. وكذلك كُلُّ حامِلٍ يَنقطِعُ عنها الحَمْلُ سنةً أو سَنواتٍ حتى تَحْمِلَ. والجمع حِيالٌ وحُوَّلً وحُولَلٌ ، الأخيرةُ اسمٌ للجَمعِ وحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ على المبالغةِ ، كقولك رَجُلُ رِجالٍ. وقيل : إذا حُمِلَ عليها سنةً فلم تَلْقَح فهى حائِلٌ ، فإن لم تَحْمِل سنتينِ فهى حائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ. ولَقِحَتْ على حُول وحُولَلٍ ، وقد حالَتْ حُؤُولاً وَحِيالاً ، وأحالَتْ ، وَحَوَّلَتْ وَهى مُحَوِّلٌ ، وقيل : المُحَوِّلُ : التى تُنْتَجُ سنةً سَقْباً ، وَسنةً قَلُوصاً.

* والحائلُ : الأنثى من أولادِ الإبلِ سَاعةَ تُوضَعُ. وشاة حائِل ، ونَخْلَة حائِل ، وَحالت النَّخْلَةُ : حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِلْ آخَرَ.

* والحالُ كِينَةُ الإنسانِ ، وما هو عليه مِن خَيْرٍ أو شَرّ ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ ، والجمعُ أحْوَال وَأحْوِلَة ، الأخيرةُ عنِ اللِّحيانىّ ، وهى شاذَّة ، لأن وزْنَ حالٍ فَعَل ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّرُ على

__________________

(١) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ٢٣٨ ؛ ولسان العرب (هدد) ؛ وتهذيب اللغة (١٣ / ٢٥٣) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (حول) ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٧.

(٢) أورده ابن الأثير فى النهاية (١ / ٤٦٣).

(٣) البيت لعبد الرحمن بن حسان الأنصارى فى لسان العرب (حول) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٤٥) ؛ والمخصص (١٣ / ١٥٣) ؛ وتاج العروس (حول) ؛ والمعانى الكبير ص ٥٣٤.

٨

أفْعِلَةٍ ، وهى الحالةُ أيضاً.

* وتحَوَّلَه بالنصيحة والوَصِيَّةِ وَالمَوْعِظَةِ : تَوَخِّى الحالَ التى يَنْشَطُ فيها لِقَبُولِ ذلك منه ، وكذلك رَوَى أبو عَمْرٍو الحديثَ : « كانَ رَسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يَتَحَوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ » (١) بالحاءِ غيرِ مُعْجَمَةٍ ، وقال : هو الصَّوَابُ ، وفسَّره بما تَقدَّم ، حكاه الهرَوِىُّ فى الغَرِيبَينِ.

* وحالاتُ الدَّهْرِ وَأحْوَالُه : صُرُوفُه.

* والحالُ : الوقْتُ الذى أنت فيه.

* وأحالَ الغَرِيمَ : زجَّاهُ عَنْه إلى غَريمٍ آخَرَ ، والاسمُ الحَوالَة.

* والحالُ : التُّرابُ اللَّيِّنُ الذى يُقال له : السَّهْلَة.

* والحالُ : الطِّينُ الأسْوَدُ والحَمْأةُ ، وفى الحديث : « أنَّ جِبريلَ عليه‌السلام قال : لَّما قالَ فِرْعَوْنُ (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ) [يونس : ٩٠] ـ أخَذْتُ مِنْ حالِ البَحْرِ فَضَرَبْتُ بِه وَجْهَهُ » (٢) وخص بعضُهم بِالحالِ الحَمْأةَ دونَ سائِرِ الطِّينِ الأسْوَدِ.

* والحالُ اللَّبَنُ ، عن كُراع.

* والحالُ : وَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ فى ثَوْبٍ ويُنْفَضُ ، يُقال : حالٌ مِنْ وَرَقٍ ، وَنُفاضٌ من وَرَقٍ.

* وحالُ الرَّجُلِ : امرأتُه ، هُذَلِيَّةٌ ، قال الأعلَمُ :

إذاً لَذكَرْتَ حالَكَ غَيْرَ عَصْرٍ

وَأفْسَدَ صُنْعَها فيكَ الوَجيفُ (٣)

غَيْرَ عَصْرٍ ، أى : غَيْرَ وَقْتِ ذِكْرِها.

* والمَحالَة : مَنْجَنونٌ يُسْتَقى عليه الماءُ وقيل : هى البَكَرَةُ العَظيمةُ يُسْتَقَى عليها ، والجمعُ مَحالٌ وَمحاوِلُ.

* وَالمَحالَةُ والمَحالُ : واسِطُ الظَّهْرِ ، وقيل : المَحالُ : الفَقارَةُ ، واحدتُه مَحالَةٌ ، ويجوز أن يكون فَعالة ، وقد تَقدَّمَ هُنالِك.

* والحَوَلُ فى العَيْنِ : أنْ يَظْهَرَ البَياضُ فى مُؤْخِرِها ، ويكون السَّوَادُ مِنْ قِبَلِ المَأقِ ، وقيل : الحَوَلُ : إقْبالُ الحَدَقَةِ على الأنْف. وقيل : هو ذَهابُ حَدَقَتِها قِبَلَ مُؤْخِرِها ، وقيل :

__________________

(١) رواه البخارى فى العلم (ح ٧٠) ، ومسلم فى صفات المنافقين (ح ٢٨٢١).

(٢) « صحيح » : أخرجه الترمذى فى التفسير (٣٣٢٠) ، وغيره ، وانظر صحيح الترمذى (ح ٢٤٨٣).

(٣) البيت للأعلم الهذلىّ فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٢٩ ؛ ولسان العرب (حول) ، وهو فى اللسان بلفظ : إذا أذكرت.

٩

الحَوَلُ : أن تكون العَين كأنَّما تَنْظُرُ إلى الحِجاجِ. وقيل : هو أن تَميلَ الحَدَقَةُ إلى اللِّحاظِ ، وقد حَوِلَتْ وحالَتْ تَحالُ وقَولُ أبى خِرَاشٍ :

إذا ما كانَ كُسُّ القَوْم رُوقاً

وَحالَتْ مُقلَتا الرَّجُلِ البَصيِرِ (١)

قيل معناه : انْقَلَبَتْ. وقال محمد بن حبيب : صَارَ أحْوَلَ ، قالَ ابنُ جِّنى : يَجبُ من هذا تَصحِيح الْعَينِ ، وَأنْ يُقال حَوِلَتْ كَعوِرَتْ وَصَيِدَ ، لأن هذه الأفعال فى مَعْنى ما لا يخْرُجُ إلَّا على الصّحّةِ. وهو احْوَلَ واعْوَرَّ واصْيَدَّ فعلى قولِ محمدٍ يَنْبَغى أن يَكونَ حالَتْ شاذا كما شَذَّ اجْتارُوا ، فى معنى اجْتَوَرُوا. واحْوَلَّتْ ورجُلٌ أحْوَلُ وحَولٌ ، جاء على الأصْلِ لِسلامَةِ فِعْلِه ، لأنهم شبهوا حَرَكةَ العَينِ التابِعَة لها بحرْفِ اللين التابِع لها ، فَكأنَّ فَعِلا فَعيلٌ ، فكما يَصِحُّ نَحْوُ طَوِيلٍ كذلك يَصِحُ حَوِلٌ من حيثُ شَبَّهْتَ فَتحةَ العَينِ بالألف من بعدها.

* وَأحالَ عَيْنَه وَأحْوَلَها : صَيَّرَها حَوْلاءَ. والحُولَةُ : العَجَبُ. قال :

وَمِنْ حُولَةِ الأيَّامِ والدَّهْرِ أنَّنا

لَنا غَنَمٌ مَقْصُورَةٌ وَلَنا بَقَر (٢)

ويُوصَفُ به ، فيقال : جاءَ بِأمْرٍ حُولَةٍ.

* والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من النَّاقة كالمَشيمَة للمرأةِ ، وهى جِلْدة ماؤها أخضَرُ ، وفيها أغْرَاس وعُرُوق وخُطوط حُمْر تأتِى بعدَ الولد فى السَّلَى الأوَّلِ ، وذلك أوَّلُ شىءٍ يَخرج منه ، وقد يُستعمل للمرأةِ. وقيل : الحِوَلاءُ : غِلاف أخضَرُ كأنَّه دَلو عَظيمة مملوءَة ماءً تَنْفَقِئُ حين تَقَعُ إلى الأرضِ ، ثُمَّ يخرُجُ السَّلَى فيه القُرْنَتانِ ، ثُمَّ يخرُج بعد ذلك بِيَوْمٍ أو يَوْمَينِ الصَّاءَةُ ، ولا تَحْمِلُ حامِلَة أبداً ما كان فى الرَّحِم شىء مِن الصَّاءَةِ والقَذَرِ ، أوْ تَخلُصَ وتُنَقَّى.

* ونَزَلُوا فى مِثْل حُوَلَاءِ الناقَةِ ، وفى مِثلِ حُوَلاءِ السَّلَى ، يُرِيدون بذلك الخِصْبَ والماءَ ، لأن الحُوَلاء مَلأى ماءً رِيّا.

* ورأيْتُ أرْضاً مِثْلَ الحُوَلَاءِ ، إذا اخْضَرَّتْ وَأظْلَمَتْ خُضْرَتُهَا ، وذلك حينَ يَتَفَقَّأُ بعضُها وَبَعْضٌ لم يَتَفَقَّأْ ، قال :

بِأغَنَّ كالحُوَلَاءِ زَانَ جَنابَهُ

نَور الدكادِكِ سوقُهُ يَتَحصَّدُ (٣)

__________________

(١) البيت لأبى خراش فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٠٩ ؛ ولسان العرب (حول) ؛ والأغانى (٢١ / ٢٢١) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (كسس) ، (ورق) ؛ والمخصّص (١ / ١٠١) ؛ وكتاب العين (٥ / ٢٠٩ ، ٢٧١).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حول) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٤٦) ؛ والمخصص (١٢ / ١٤٩) ؛ وتاج العروس (حول).

(٣) البيت للطرماح فى ديوانه ص ١٣٢ ؛ والمخصص (١٠ / ١٧٥ ، ١٩٣) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (حول) وفيه بلفظ (تَتَخَضَّدُ).

١٠

واحْوَالَّت الأرضُ ، إذا اخْضَرَّتْ وَاسْتَوَى نَباتُها.

* والحِوَلُ : الأخْدود الذى تُغْرَس فيه النَّخْلُ على صَفّ.

* وأحال عليه : استَضْعَفَهُ.

* وأحال عليه بالسَّوْطِ يَضْرِبُه : أقْبَلَ.

* وأحالَ عليه الماءَ : أفْرَغَه ، قال :

يُحيلُ فى جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُهُ

حَبْوَ الجَوَارِى تَرَى فى مائِه نُطَفا (١)

وقال :

*يُحيلونَ السجالَ على السجالِ* (٢)

وَأحالَ اللَّيْلُ : انْصَبَّ على الأرْضِ وَأقْبَلَ ، أنشد ابنُ الأعرَابىّ فى صِفةِ نَخْلٍ :

لا تَرْهَبُ الذّئْبَ عَلى أطْلَائِها

وَإن أحالَ اللَّيْلُ مِنْ وَرَائِها (٣)

يَعنى أن النَّخْلَ إنما أوْلادُها الفُسْلَانُ ، والذّئابُ لا تأكُل الفَسِيلَ ، فهى لا تَرْهَبُها عليها وَإن انْصَبَّ اللَّيْلُ مِنْ وَرَائِها وأقْبَلَ.

* وَالحالُ : مَوْضِعُ اللِّبْدِ مِنْ ظَهْرِ الفَرَسِ. وقيل : هى طَرِيقَةُ المَتْنِ ، قال :

كأنَّ غُلامِى إذْ عَلا حالَ مَتْنِهِ

عَلى ظَهْرِ بازٍ فى السَّمَاءِ مُحَلِّقٍ (٤)

* وحال فى ظَهْرِ دابَّتهِ حَوْلاً وَأحالَ : وَثَب واسْتَوَى فيه. وفى المثل : « تَجَنَّبَ رَوْضَةً وَأحالَ يَعْدُو ».

* ويُقال لِولد الناقة ساعَة تلْقيهِ مِن بَطنها إذا كانت أنُثى : حائِل ، وَأُمُّها أُمُ حائلٍ ، قال :

فَتِلْكَ الَّتى لَا يَبْرَحُ القَلْبَ حُبُّهَا

وَلا ذِكْرُها ما أرْزَمَتْ أُمُ حائِلِ (٥)

والجمع حُوَّل وحَوَائِلُ.

__________________

(١) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٤٠ ؛ ولسان العرب (نطق) ؛ وتاج العروس (نطق) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (حول) ، وورد فى اللسان بلفظ (نُطُقاً).

(٢) البيت للبيد فى ديوانه ص ٧٤ ؛ ولسان العرب (حول) ، (سجل) ، (سنا) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٤٥) ، (١٠ / ٥٨٧) ؛ وتاج العروس (حول) ، (سنى) ، وأوله من اللسان : * كأنَّ دموعه غَرْبا سُناة*.

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (حول) ، (دهم) ، (زها) ، (طلى) ؛ وتاج العروس (حول) ؛ وأوله : * دهمّا كأن الليل في ذهائها *.

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حوله).

(٥) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٤٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (حول).

١١

* والحِيالُ : خَيْط يُشَدُّ مِنْ بِطانِ البَعيرِ إلى حَقَبِهِ ؛ لِئَلا يَقَع الحَقَبُ على ثِيلِهِ.

* وهذا حِيالَ كَلِمَتِكَ ، أى مُقابَلَةَ كَلِمَتِكَ ، عن ابن الأعرابىّ. يَنْصِبُهُ على الظَّرْفِ ، ولو رَفعه على المبتدإ والخبرِ جازَ ، ولكن كذا رَواه عن العَرَبِ.

* والحَويلُ : الشاهِدُ ، والحَوِيل : الكفيل. والاسمُ الحَوَالَةُ.

* وحاوَلْتُ له بَصَرى ، إذا حَدَّدْتَه نحْوَه ورَمَيْتَه به ، عن اللِّحيانىّ.

* وبنو حَوَالَةَ : بَطْن ، وبَنو مَحَوَّلَةَ : بنو عَبْدِ الله بن غَطَفَانَ ، وكان اسمُه عَبدَ العُزَّى فسماه النبى عليه الصلاة والسلامُ عَبْدَ السَّلامِ ، فَسُمُّوا بنى مُحَوَّلَةَ لذلك.

* وحَوِيل : اسمُ مَوْضِعٍ ، قال النابغةُ الجَعْدِىّ :

تَحُلُ بِأطْرَافِ الوِحافِ وَدونَها

حَوِيلٌ فَرَيْطَاتٌ فَرَعْمٌ فَأخْرَبُ (١)

مقلوبه : ل ح و

* لَحَا الشَّجرَة يَلْحُوها لَحْواً : قَشَرَها ، أنْشَدَ سِيبَوَيهِ :

وَاعْوَجَّ عُودُكَ مِنْ لَحْوٍ وَمِنْ قِدَمٍ

لَا يَنْعَمُ الغُصْنُ حتى يَنْعَمَ الوَرَقُ (٢)

وَلحَا الرَّجُل لَحْواً : شَتَمَه ، وحكى أبو عبيدة : لَحَيْتُه ألْحَاهُ لَحْواً ، وهى نادِرَة ، وقد تقدَّم ذلك فى الياءِ.

مقلوبه : و ح ل

* الوَحَلُ : الطِّينُ الذى تَرْتَطِمُ فيه الدَّوابُّ. والجمع أوْحال وَوُحُول.

* واسْتَوْحَل المكانُ : صَارَ فيه الوَحَلُ.

* وَوَحِلَ وحَلاً ، فهو وَحِلٌ : وَقع فى الوَحَلِ. قال لَبِيد :

فَتَوَلَّوْا فَاتِراً مَشْيُهُمْ

كَرَوَايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بِالوَحَلْ (٣)

* وَوَاحَلَنى فَوَحَلْتُه أحِلُه : كُنْتُ أخْوَضَ لِلْوَحَلِ منه.

* والمَوْحِل : الموضِعُ الذى فيه الوَحَلُ.

__________________

(١) البيت للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٥ ؛ ولسان العرب (ريط) ، (حول) ؛ وتاج العروس (ريط).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (نعم) ، (لحا) ؛ ومجالس ثعلب (١ / ٨) ، وتاج العروس (نعم) ، وهو بلفظ (غصنك) بدلاً من (عودك).

(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٩٦ ؛ ولسان العرب (طبع) ، (وحل) ، (روى) ؛ وتهذيب اللغة (٢ / ١٨٦) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٥٧ ؛ وديوان الأدب (١ / ١٨٨) ؛ وكتاب العين (٢ / ٢٣) ؛ وتاج العروس (طبع) ، (وحل) ، (روى) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (٣ / ٤٣٩) ؛ والمخصص (١٠ / ٣٠).

١٢

* وَأوْحَلَ فُلَانٌ فُلَاناً شَرّا : أثقَلَهُ به.

* ومَوْحَلٌ : مَوضع ، قال :

*مِنْ قُللِ الشِّحْرِ فَجَنْبَىْ مَوْحَلِ* (١)

مقلوبه : ل و ح

* اللَّوْحُ : كُلّ صَفيحَةٍ عَرِيضةٍ من صَفائح الخَشَب. وفى التنزيل : (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [البروج : ٢٢] يعنى مُسْتَوْدَع مَشيئاتِ اللهِ ، وإنَّما هُو على المَثَلِ (٢).

وكُلُّ عَظيمٍ عَريضٍ لَوْحٌ ، والجمع منهما ألْوَاح ، وَألاويحُ جمعُ الجمعِ.

قال سيبويهِ : لم يُكسَّرْ هذا الضَّرْبُ على أْفُعَلٍ كَرَاهِيَةَ الضَّمِّ على الوَاو. وقوله عَزَّ وجَلَّ : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ) [الأعراف : ١٤٥] قال الزجَّاجُ : قيل فى التفسيرِ : إنهما كانا لَوْحَينِ ، ويَجوزُ فى اللُّغة أن يُقال للَّوحَينِ ألْوَاح ، ويجوز أن يكون ألْوَاح جَمْعَ أكْثَرَ من اثنينِ.

* وألْوَاحُ الجَسدِ : عِظامُه ما خَلَا قَصَبَ اليدَينِ والرّجْلَينِ.

* وَالمِلْوَاحُ : العَظيمُ الألْوَاحِ ، قال :

*يَتْبَعْنَ إثْرَ بازِلٍ مِلْوَاحِ* (٣)

ولَوْح الكَتِفِ : ما مَلُسَ منها عند مُنْقَطَعِ غَيرِها مِن أعْلاها ، وقيل : اللَّوْحُ : الكَتِفُ إذا كُتِبَ عليها.

* واللَّوْحُ واللُّوحُ ـ والفتْحُ أعلى ـ : أخَفُّ العَطَشِ ، وعَمَّ بعضُهم بهِ ، جِنْسَ العَطَشِ وقال اللِّحيانى : اللُّوحُ : سُرْعَةُ العَطَشِ ، وقد لَاحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُوَاحاً ولُوُوحاً ، ـ الأخيرة عن اللِّحيانىّ ـ ولَوَحاناً ، وَالْتاحَ.

* ولَوَّحَه : عَطَّشَه.

* وبَعير مِلْوَحٌ وَمِلْوَاحٌ : سَرِيعُ العَطَشِ ، وكذلك الأُنثى بغير هاءٍ. ورَجُل مِلْوَاح ، ومِلْياح كذلك ، الأخيرَةُ عن ابنِ الأعرابىّ ، فَأمَّا مِلْوَاح فَعلى القِياس ، وأمَّا مِلْياح فنادِر ، وكأنَّ هذه الواوَ إنما قُلِبتْ ياءً عندى لِقُرب الكَسرة ، كأنهم تَوَهَّمُوا الكَسْرَةَ فى لامِ مِلْوَاحٍ حتى كأنَّه لِوَاح فانقلَبتِ الوَاوُ ياءً لذلك.

* ومَرْأةٌ مِلْوَاح كالمُذَكَّرِ ، قال ابنُ مُقْبلٍ :

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ديوانه (١ / ٢٢٧) وفيه : (موكل) مكان (موحل) ؛ وتاج العروس (شحر) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (رحل) ، (وحل) ؛ وتهذيب اللغة (٤ / ١٧٩) ؛ وتاج العروس (رحل) ، (وحل).

(٢) قوله : هو على المثل. تأويل منه لا حاجة إليه.

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (لوح) ؛ وكتاب العين (٣ / ٣٠٠) ؛ والمخصص (٢ / ٦٢).

١٣

بِيضٌ مَلاويحُ يَوْمَ الصَّيْفِ لا صُبُر

 عَلى الهَوَانِ وَلا سُودٌ وَلا نُكُعُ (١)

* ولاحَه العَطَشُ لَوْحاً ، ولَوَّحَه : غَيَّرَه وَأضْمَره ، وكذلك السَّفَرُ والبَرْدُ والسُّقْمُ والحُزْنُ. وقِدْح مُلَوَّح : مُغَيَّر بالنَّارِ ، وكذلك نَصْل مُلَوَّح ، وَكُل ما غَيَّرَتْه النارُ فقد لَوَّحَتْهُ ، وَلَوَّحَتْه الشمسُ كذلك. والمِلْوَاحُ : الضَّامِرُ ، وكذلك الأُنثى ، قال :

*مِنْ كُلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْوَاحِ* (٢)

* واللَّوْح : النَّظْرَة ، كاللَّمْحَةِ.

* ولاحَه بِبَصَره لَوْحَةً : رَآهُ ثمَّ خَفِى عنه.

* وَلاحَ البَرْقُ يَلُوحُ لَوْحاً ولُوُوحاً ولَوَحانا وَألاح : أوْمَضَ ، وقيل : ألاحَ : أضَاءَ ما حَوْلَه قال أبُو ذُؤَيْبٍ :

رأيْتُ وَأهْلى بِوَادى الرَّجي

 ـ عِ مِنْ نَحْوِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحَا (٣)

* وَألاح بالسَّيْفِ وَلَوَّحَ : لَمعَ به وَحَرَّكه.

* وَلاحَ النَّجمُ : بَدا ، وَألَاحَ : أضَاءَ وَاتَّسَعَ ضَوْءُه ، قال المُتلَمِّسُ :

وَقَدْ ألَاحَ سُهَيْل بَعْدَ ما هَجَعُوا

كَأنَّهُ ضَرَمٌ بِالكَفِّ مَقْبُوسُ (٤)

* وَلاحَ لى أمْرك ، وتَلَوَّحَ : بانَ وَوَضَحَ.

* وَلَاحَ الرَّجلُ يَلُوحُ لُؤُوحا : بَرَزَ وظَهَرَ. وقَوْلُ أبى ذُؤَيْبٍ :

وَزَعْتَهُمُ حتى إذا ما تَبَدَّدُوا

سِرَاعا وَلاحَتْ أوْجُهٌ وَكُشُوحُ (٥)

إنما يُريد أنهم رَمَوْهُ فَسقَطَتْ تِرَسَتُهُمْ ومعَابِلُهم ، وتَفَرَّقُوا فَأعْوَرُوا لِذلك وظَهرَتْ مَقاتِلُهم.

__________________

(١) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ١٧١) ؛ ولسان العرب (لوح) ، (نكع) ؛ وتهذيب اللغة (١ / ٣٢٠) ؛ وتاج العروس (لوح) ، (نكع) ، وبلا نسبة فى المخصص (٤ / ٨).

(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه (٢ / ١٥٠) ؛ وكتاب العين (٣ / ٣٠٠) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (لوح) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٤٩) ؛ وتاج العروس (لوح) ؛ والمخصص (٧ / ٧٣).

(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين (ص ١٩٧) ؛ ولسان العرب (لوح) ؛ وكتاب العين (٣ / ٣٠٠) ؛ وتاج العروس (لوح) ، (رجع) ، وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (٥ / ٢٤٨).

(٤) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ٨٣ ؛ ولسان العرب (لوح) ، (ضرم) ؛ وأساس البلاغة (لوح) ؛ وتاج العروس (لوح) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (١١ / ٢٢).

(٥) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٤٩ ؛ ولسان العرب (شيح) ، (لوح) ، وتاج العروس (شيح).

١٤

* وَلاحَ الشَّيْبُ فى رَأسِه : بَدا.

* ولَوَّحَهُ الشَّيْبُ : بَيَّضَهُ ، قال :

*مِنْ بَعْدِ ما لَوَّحَكَ القَتِيرُ* (١)

وقَوْلُ خُفافِ بنِ نُدْبَةَ ، أنْشدَه يَعقوبُ فى المقلوب :

فَإمَّا تَرَى رَأسِى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ

وَلاحَتْ لَوَاحِى الشَّيْبِ فى كل مَفْرِقِ (٢)

فقال : أرادَ لَوَائِحَ ، فَقَلبَ.

* وألاحَ بِثَوْبِه ، ولَوَّحَ ، الأخيرة عن اللِّحيانى : أخَذَ طَرَفَه بِيَدِه مِن مَكانٍ بَعيدٍ ثمَّ أدارَه ولَمَعَ بِه لِيُرِيَهُ مَنْ يُحِبُّ أن يَراهُ. وكلُّ مَن لَمَعَ بِشىءٍ وَأظْهرَه فقد لاحَ به ، وَلَوَّح ، وألاحَ ، وهما أقَلُّ.

* وأبْيَضُ لِياح ولَياح ، وذلك إذا بُولِغَ فى وَصْفِه بِالبَياضِ ، قُلبت الواوُ فى لَياحٍ ياءً استحساناً لخِفَّة الياءِ ، لا عن قُوَّةِ عِلَّة.

* واللِّياحُ : الثَّوْرُ الوَحْشِىُّ ، وذلك لِبياضه.

* واللِّياحُ أيضاً : الصُّبْحُ.

* ولَقيتُه بِلِياحٍ ، إذا لَقيتَه عند العَصْرِ والشمسُ بيضاءُ ، الياءُ فى كل ذلك مُنْقَلِبَة عن واوٍ للكسْرَة قَبْلَها ، وأمَّا لَياح فَشاذُّ ، انْقَلَبَتْ واوُهُ ياءً لِغَيرِ عِلَّةٍ إلَّا طَلَب الخِفَّة.

* والألْوَاحُ : ما لاحَ من السِّلاحِ ، وأكْثَرُ ما يُعْنَى بذلك السُّيوفُ لِبَياضِها ، قال ابنُ أحْمَرَ :

تُمْسِى كَألْواحِ السِّلاحِ وتُضْ

 ـ حِى كالمَهاةِ صَبيحَةَ القَطْرِ (٣)

* واللُّوحُ : الهواءُ بين السماءِ والأرضِ ، قال :

لِطائِرٍ ظَلَّ بِنا يَخوتُ

يَنْصَبُّ فى اللُّوحِ فَما يَفوتُ (٤)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (لوح) ؛ وتاج العروس (لوح) ؛ والمخصص (١ / ٧٧) ؛ جمهرة اللغة (ص ٣٩٤ ، ٧٣٢).

(٢) البيت لخفاف بن ندبة فى ديوانه ص ٢٩ ؛ ولسان العرب (لوح) ؛ وتاج العروس (لوح).

(٣) البيت لعمرو الباهلى فى ديوانه ص ١١١ ؛ ولسان العرب (لوح) ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٧١ ؛ وتاج العروس (لوح) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٥٣٤ ؛ ومقاييس اللغة (٥ / ٢٢٠) ؛ وأساس البلاغة (لوح).

(٤) الرجز لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ١٤٩ ؛ ولسان العرب (حوت) ، (لوح) ، وتهذيب اللغة (٥ / ٢٠١) ؛ وتاج العروس (حوت) ، (لوح) ؛ وكتاب العين (٣ / ٢٨٣) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (٨ / ١٣٧) ، وتمامه. يكاد من رهبتنا يموت.

١٥

وقال اللِّحيانى : هو اللوحُ واللَّوْحُ ، لم يَحْكِ فيه الفَتْحَ غَيْرُه.

* ولَوَّحَه بالسَّيْفِ والسَّوْطِ والعَصا : عَلاهُ بِضَرْبَةٍ.

* وَألاحَ بحقِّى : ذَهَب.

* وقُلْتُ له قَوْلاً فما ألاحَ مِنْه ، أى ما اسْتَحْيا.

* وألاحَ مِن الشَّىءِ : حاذَرَ وأشْفَقَ ، قال :

*يُلِحْنَ مِنْ ذى دَأَبٍ شِرْواطِ* (١)

ويُروى : ذى زَجَلٍ.

* وألاحَ عن الشىءِ : اعْتَمَدَ.

* والمِلْواحُ : البُومَةُ تُخاطُ عَيْناها وتُشَد ، فإذا رَآها الصَّقْرُ سَقَط عليها فَأُخِذَ.

مقلوبه : و ل ح

* الوَلِيحُ والوَليحَةُ : الضَّخْمُ الواسعُ من الجُوالِقِ ، وقيل : هُو الجُوالِقُ ما كانَ ، والوَليحُ أيضاً : الغَرائِرُ والأعْدالُ يُحْمَلُ فيها الطيب والبَزُّ وَنحْوُه ، قال أبو ذُؤَيب :

يضِىءُ رَبابا كَدُهْمِ المخا

ضِ جُلِّلْنَ فَوْقَ الوَلايا الوَليحا (٢)

وقال اللِّحيانىُّ : الوَليحَةُ : الغِرارَة.

* والمِلاحُ : المِخْلاةُ ، وأُراه مَقلوبا مِن الوَليحِ ، إذ لم أجِدْ ما أسْتَدِلُّ به على ميمِه ، أهى زائدة أم أصْلٌ؟ وحَمْلُها على الزيادَةِ أكْثَرُ. وفى حديث المُختارِ لما قَتَلَ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعَلَ رَأسَه فى مِلاحٍ وعَلَّقَه ، حكى اللفظةَ الهرَوِىُّ فى الغَرِيبَينِ.

الحاء والنون والواو

ح ن و

* حَنَى الشىءَ حَنْواً وحَنَّاهُ : عَطَفَه ، قال يَزيد بن الأعْوَرِ الشَّنِّى :

__________________

(١) الرجز من أرجوزة طويلة وهو لجساس بن قطيب فى لسان العرب (شرط) ، (شمط) ، (ليط) ؛ وتاج العروس (أرط) ، (أطط) ، (شرط) ، ومواضع أخرى ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (دأب) ، (لحب) ، ومواضع أخرى ، وتاج العروس (دأب) ، (لحب) ، ومواضع أخرى ، وتهذيب اللغة (٥ / ٢٤٩) ، ومقاييس اللغة (٦ / ١٥٧) ، والمخصص (٦ / ١٩١) ؛ وأساس البلاغة (سمط).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٩٧ ؛ ولسان العرب (ولح) ؛ ومجمل اللغة (٤ / ٥٥٣) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٥٠) ؛ وتاج العروس (ولح) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة (٦ / ١٤٣) ؛ والمخصص (٦ / ١٤).

١٦

يَدُقُ حِنْوَ القَتَبِ المُحَنَّى

إذا عَلا صَوَّانَهُ أرَنَّا (١)

وقد تقدَّم فى الياء.

* وانحنى العودُ وتحَنَّى : انْعَطَفَ.

* والحَنِيَّةُ : القَوْسُ ، والجَمع حَنِىُ وحَنايا ، وقد حَنَوْتُها أحْنُوها حَنْواً.

* وحَنَتِ المرأةُ على وَلَدِها حُنُوّا ، وأحْنَتْ ـ الأخيرةُ عن الهَرَوِىّ ـ : عَطَفَتْ عليهم بعد زَوْجِها فلم تتزوَّجْ ، واستعمله قَيْسُ بنُ ذَريحٍ فى الإبل ، فقال :

فَأُقْسِمُ ما عُمْشُ العُيونِ شَوارِف

رَوائِمُ بَوِّ حانِياتٌ على سَقْبِ (٢)

وحنَت الشَّاةُ حُنُوّا ، وَهِىَ حَانٍ : أرَادَتْ الفَحْلَ وأمْكَنَتْه ، وقيل : الحانِى : الذى اشْتَدَّ عليها الاسْتِحْرامُ.

* والحانِيَةُ والحَنْواءُ من الغنم : التى تَلْوِى عُنُقَها لِغَيرِ عِلَّةٍ ، وكذلك هى من الإبل ، وقد يكون ذلك عن عِلَّةٍ ، أنشد اللِّحيانىُّ عن الكسائىّ :

يا خالِ هَلَّا قُلْتَ إذْ أعْطَيْتَنِى

هِيَّاكَ هِيَّاكَ وَحَنْواءَ العُنُقْ؟ (٣)

* وحَنَا يَدَ الرَّجُلِ حَنْواً : لَواها ، وقوله :

بَرَكَ الزَّمانُ عَلَيْهِمُ بِجِرانِهِ

وألَحَّ مِنْكَ بِحَيْثُ تُحْنَى الإصْبَعُ (٤)

يعنى أنه أخذ الخيارَ المعدودين ، حكاه ابن الأعرابىّ قال : ومثله قَول الأسَدِى :

فَإنْ عُدَّ مَجْدٌ أوْ قَديمٌ لِمَعْشَرٍ

فَقَوْمى بِهمْ تُحْنَى هُناكَ الأصابِعُ (٥)

وقال ثعلب : معنى قولِه « حيثُ تُحْنَى الإصْبَعُ » أن تقول : فلانٌ صَديقى ، وفلانٌ صَديقى ، فتَعُدَّ بِأصابعك. وقال : فُلانٌ مِمَّن لا تُحْنَى عليه الأصابع ، أى لا يُعَدُّ فى الإخْوانِ.

__________________

(١) الرجز ليزيد بن الأعور الشنى فى لسان العرب (غنن) ، (حنا) ؛ وتاج العروس (غنن) ، (حنا) ؛ وتمامه : * يرقعها والجندل الأغنّا *.

(٢) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٣٢ ؛ ولسان العرب (عمش) ، (حنا) ؛ والأغانى (٩ / ١٨٢) ؛ والحماسة البصرية (٢ / ١٠١) ، وتاج العروس (عمش) ، (حنا) ؛ ومجالس ثعلب (١ / ٢٣٧).

(٣) الرجز بلا نسبة فى الإنصاف (١ / ٢١٥) ؛ ولسان العرب (حنا) ، (هيا) ، (أيا) ؛ وتاج العروس (أيا).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حنا) ؛ وتاج العروس (حنا).

(٥) البيت للأسدى فى لسان العرب (حنا) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (ثنى) ؛ وتاج العروس (ثنى) ، وهو فى اللسان بلفظ (تثنى) مكان (تحنى).

١٧

* والحِنْوُ : كُلُّ شىءٍ فيه اعْوِجاجٌ أو شِبْهُ الاعْوِجاجِ ، كعَظْمِ الحِجاجِ واللَّحْىِ والضّلَعِ ، والقُفّ والحِقْفِ ومُنْعَرَجِ الوادى ، والجمعُ أحْناءٌ وحُنِىّ وحِنِىّ.

* وحِنْوُ الرَّحْلِ والقَتَبِ والسَّرْج : كُل عودٍ مُعوَجٍّ مِن عيدانِه.

* والحِنْوَانِ : الخَشبتانِ المَعْطوفتانِ اللَّتانِ عليهما الشَّبَكَةُ يُنْقَلُ عليهما البُرُّ إلى الكُدْسِ.

وقَولُ هِمْيان بن قُحافَةَ :

*وانْعاجَتِ الأحْناءُ حتى احْلَنْقَفَتْ* (١)

إنما أرادَ العِظامَ التى هى منه كالأحْناءِ.

* وأحْناءُ الأُمورِ : ما تَشابَهَ منها ، قال :

أزَيْد أخا وَرْقاءَ إنْ كُنْتَ ثائِراً

فَقَدْ عَرَضَتْ أحْناءُ حَقِّ فَخاصِمِ (٢)

* والمَحْنِيَةُ مِن الوادى : مُنْعَرَجُه حيث يَنْعَطِفُ ، وهى المَحْنُوَةُ والمَحْناةُ ، قال :

سَقَى كلَ مَحْناةٍ منَ الغَرْبِ والمَلا

وَجيدَ بِه منها المِرَبُّ المُحَلَّلُ (٣)

وهو من ذلك.

* وَتحَنَّى الحِنْوُ : اعْوَجَّ ، أنشدَ ابنُ الأعرابى :

فى إثْرِ حَىِّ كانَ مُسْتَباؤُهُ

حَيْثُ تَحَنَّى الحِنْوُ أوْ مَيْثاؤُهُ (٤)

* وَمحْنِيَةُ الرَّمْلِ : ما انْحَنَى عليه الحِقْفُ. قال سِيبوَيْهِ : المَحْنِيَةُ ما انْحَنَى مِن الأرضِ رَمْلاً كان أو غَيرَه ، ياؤُه مُنْقلِبةٌ عن واوٍ ، لأنها من حَنَوْتُ ، وهذا يَدُل على أنه لم يَعْرِف حَنَيْتُ ، وقد حكاها أبو عُبَيْدٍ وغَيرُه.

* والحَوانِى : أطْوَلُ الأضْلاعِ كُلِّهنَّ فى كل جانبٍ من الإنسانِ ضِلَعانِ مِنَ الحَوانِى ، فإنهن أرْبَعُ أضْلُعٍ مِن الجَوانِح يَلينَ الواهِنَتَينِ بَعْدَهُما.

* وفيه حِنايَةٌ يهودِيَّة ، أى انحِناء.

* وناقَة حَنْواءُ : حَدْباءُ.

* والحانوتُ : فاعول مِن حَنَوْتُ ، تشْبيها بِالحَنِيَّةِ مِن البِناءِ ، تاؤُه بَدَلٌ مِن واوٍ ، حكاه

__________________

(١) الرجز لهميان بن قحافة فى لسان العرب (حلقف) ، (حنا) ؛ وتاج العروس (حنا).

(٢) البيت بلا نسبة فى شرح المفصل (٢ / ٤) ؛ ولسان العرب (حنا) ؛ واللمع ص ١٩٣.

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حنا) ؛ والمخصص (١٠ / ١٠٢) ؛ وتاج العروس (حنا).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (حنا) ؛ وتاج العروس (حنا).

١٨

الفارِسى فى البَصْرِيَّات قال : ويُحتَمل أن يكون فَلْعوتاً منه ، ويقال : الحانوتُ والحانِيَةُ والحاناةُ ، كالنَّاصِيَةِ والنَّاصاةِ ، والحانِيَّةُ : الخَمَّارون نَسَب إلى الحانِيَةِ ، وعلى ذلك قال :

*....... حانِيَّةٌ حُومُ* (١)

فأمَّا قَوْلُ الآخرِ :

*دَنانيرُ عِنْدَ الحانَوِى وَلا نَقْدُ* (٢)

فهو نَسَب إلى الحاناةِ.

* والحَنْوَةُ : نَبات سُهْلِىُّ طَيِّبُ الريحِ ، وقيل : هى عُشْبَة وَضِيئَة ذاتُ نَوْرٍ أحْمَرَ ، ولها قُضُب ووَرَق ، طَيّبَةُ الريحِ ، إلى القِصَرِ والجُعُودَةِ ما هِىَ ، وقيل : هى آذَرْيونُ البَر ، وقال أبو حَنيفَةَ : الحَنْوَةُ الرَّيحانَةُ ، قال : وقال أبو زِيادٍ : مِن العُشْبِ : الحَنْوَةُ ، وهى قَليلة شَديدة الخُضْرَةِ ، طَيِّبَةُ الريحِ ، وزَهْرَتُها صَفراءُ ولَيْسَتْ بِضَخْمَةٍ ، قال جَميل :

بِها قُضُب الرَّيْحانِ تَنْدَى وَحَنْوَةٌ

وَمِنْ كل أفْواهِ البُقول بِها بَقْلُ (٣)

* وحَنْوَةُ : فَرَسُ عامِرِ بن الطُّفَيْل. * والحِنْوُ : مَوْضع ، قال الأعْشَى :

نحنُ الفَوارِسُ يَوْمَ الحِنْوِ ضاحِيَةً

جَنْبَىْ فُطَيْمَةَ لا مِيلٌ وَلا عُزْلُ (٤)

وقال جَرير :

حىِّ الهِدَمْلَةَ مِنْ ذاتِ المَواعيسِ

فَالحِنْوُ أصْبَحَ قَفْراً غَيرَ مَأنوسِ (٥)

__________________

(١) جزء من بيت لعلقمة بن عبدة فى ديوانه ص ٦٨ ؛ ولسان العرب (كأس) ، (حوم) ، (حنا) ، (دوا) ؛ والمحتسب (١ / ١٣٤) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٥٧٤ ؛ وشرح المفصل (٥ / ١٥٢) ؛ والمقرب (٢ / ٦٥) ؛ وتمامه :

كأس عزيز من الأعناب عتّقها

لبعض أدبابها حانيّة حوم

(٢) البيت لتميم بن مقبل فى ملحق ديوانه ص ٣٦٢ ؛ وأساس البلاغة (عين) ؛ ولذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٦٢ ؛ ولسان العرب (عون) ؛ ولعمارة فى شرح المفصل (٥ / ١٥١) ؛ والمحتسب (١ / ١٣٤) ؛ وللفرزدق فى المقاصد النحوية ، ٤ / ٥٣٨ ؛ وبلا نسبة فى شرح التصريح (٢ / ٣٢٩) ؛ ولسان العرب (حنا) ، وصدره من اللسان : * فكيف لنا بالشرب إن لم تكن * ، انظر (عون).

(٣) البيت لجميل بثينة فى ديوانه ص ١٥٣ ؛ ولسان العرب (فوه) ، (حنا) ؛ وأساس البلاغة (فوه) ؛ وتاج العروس (حنا) ، (فوه).

(٤) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١١٣ ؛ وخزانة الأدب (٨ / ٣٩٨) ؛ والدرر (٣ / ٨٥) ؛ ولسان العرب (حنا) ، (صيل) ؛ وتاج العروس (حنا) ؛ وبلا نسبة فى همع الهوامع (١ / ١٩٩).

(٥) البيت لجرير فى ديوانه ص ١٢٥ ؛ ولسان العرب (أنس) ، (حنا) ؛ وكتاب العين (٢ / ٢٠٤) ؛ وتهذيب اللغة (٣ / ٨٨) ؛ وأساس البلاغة (أنس) ؛ وتاج العروس (أنس) ، (وعس) ، (حنا) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (١٠ / ١٤٠).

١٩

* والحَنِيَّانِ : وادِيان مَعروفانِ ، قال الفَرَزْدق :

أقَمْنا ورَثَّيْنا الديارَ وَلا أرَى

كَمَرْبَعِنا بَينَ الحَنِيَّيْنِ مَرْبَعا (١)

* وحنْوُ قُراقِرٍ : مَوْضع.

مقلوبه : ح و ن

* الحانَة : موضع بَيْعِ الخَمْرِ ، قال أبو حنيفة : أظنها فارِسِيَّة ، وأن أصلَها خانة.

مقلوبه : ن ح و

* النَّحْوُ : القَصْدُ ، يكون ظَرْفا واسما ، نحاه يَنْحوه ويَنْحاه نَحْواً ، وانْتَحاهُ. ونَحْوُ العَربِيَّةِ مِنْه ، إنما هو انْتِحاءُ سَمْت كلامِ العرب فى تَصرفِه من إعرابٍ وغيرِه كالتَّثْنِيَةِ والجمْعِ والتحقير والتكسير والإضافة والنَّسَبِ وغيرِ ذلك ؛ لِيَلْحَقَ مَنْ ليس من أهْلِ اللُّغةِ العربِيَّةِ بأهْلِها فى الفَصاحَةِ ، فَيَنْطِقَ بِها وإن لم يَكُنْ منهم ، أو إنْ شَذَّ بعضُهُم عنها رُدَّ به إليها ، وهو فى الأصْلِ مَصْدر شائِع ، أى نَحَوتُ نَحْواً ، كقولك : قَصَدْتُ قَصْدا ، ثم خُصَّ به انْتِحاءُ هذا القَبيل مِن العِلْمِ ، كما أنَّ الفِقْهَ فى الأصل مَصدرُ فَقِهْتُ الشىءَ ، أى عَرفْتُه ، ثم خُصَّ به عِلْمُ الشَّريعة من التَّحْليل والتَّحْريمِ ، وكما أن بَيْتَ اللهِ تعالى خُصَّ به الكَعْبَةُ وإنْ كانَت البُيوتُ كُلُّها لله تعالى ، ولهُ نَظائِرُ فى قَصْرِ ما كانَ شائِعا فى جِنْسه على أحد أنْواعِه ، وقد استعْملَتْهُ العَرَبُ ظَرْفا وأصلُه المَصْدَرُ ، وأنشد أبو الحَسَنِ :

تَرْمِى الأماعِيزَ بِمُجْمَراتِ

بِأرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ

يَحْدو بِها كلُّ فَتًى هَيَّاتِ

وَهُنَ نَحوَ البَيْتِ عامِداتِ (٢)

والجمعُ أنْحاء ونُحُوُّ. سيبويهِ : شَبَّهوها بِعُتُوِّ ، وهذا قليل. وفى بعضِ الكلام : إنكم لَتَنْظُرونَ فى نُحُوِّ كَثِيرَةٍ. أى فى ضُروبٍ من النَّحْوِ.

* ورجل ناحٍ من قَوْمٍ نُحاةٍ : نَحْوِىٌ ، وكأنما هذا إنما هو على النَّسَب ، كقولك : تامِر ولابِن.

__________________

(١) البيت للفرزدق فى لسان العرب (حنا) ؛ وتاج العروس (حنا) ؛ وليس فى ديوانه ، وهو فى اللسان بقوله : « أقمنا ورببنا ».

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (هيت) ، (فحا) ، (وحى) ؛ والخصائص (١ / ٣٤) ؛ والمحتسب (١ / ٣١٧) ؛ وأساس البلاغة (هيت) ؛ وتاج العروس (وحى) ، وتمامه من اللسان : تلقاه بعد الوهن ذا وحاة.

٢٠