مركز الأبحاث العقائديّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-66-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٢٦٤
يا حبّذا الموسوم بالرياض |
|
رياض علم خضرة الألحاظ |
في الحكم بين الداعيين صاحبي |
|
« الإصلاح » و « النصرة » بالحفاظ |
للحجّة الحميد ديناً مصلحاً |
|
بينهما بأوضح الألفاظ (١) |
ونسبه إليه الدكتور مصطفى غالب في مقدّمة المصابيح (٢).
وكذا نسبه إليه الكاتب الإسماعيلي عارف تامر في مقدّمة رسالة أسبوع دور الستر ، وقال في الهامش : حقّقه عارف تامر ، منشورات دار الثقافة (٣).
ونسبه إليه أيضاً الطهراني في الذريعة (٤).
قال طه الولي في كتابه القرامطة : كتاب الرياض في الحكم بين الصادين ، أو الإصلاح بين الشيخين ، قال الكرماني : « ووسمته بكتاب الرياض في الحكم بين الصادين : صاحب « الإصلاح » وصاحب « النُصرة » لكونه فيما نجمله من أقاويلهما ، وما نورده فصلاً بينهما ، وبياناً لما استمرّ من الخطأ ، وما أهّل إصلاحه من كتاب المحصول ».
في هذا الكتاب يناقش المؤلّف الخلافات التي وردت في ثلاثة كتب قرمطية ، وهي كتاب « المحصول » للنسفي ، وكتاب « الإصلاح » لأبي حاتم الرازي ، وكتاب « النُصرة » للسجزي. وجميع هذه الكتب الثلاثة لمؤلّفين
____________
١ ـ فهرست المجدوع : ٢٥٤.
٢ ـ المصابيح في إثبات الإمامة ١١ ، مقدّمة المحقّق.
٣ ـ أسبوع دور الستر : ٤٠ ، مقدّمة المحقّق ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، تحقيق عارف تامر.
٤ ـ الذريعة ٢٤ : ١٧٤.
قرامطة من فئة الدعاة.
توجد نسخة مخطوطة من هذا الكتاب في المكتبة المحمّدية الهدانية بالهند ، وأخرى في مكتبة طهران ، وقد نسخ هذا الكتاب في العصور الحديثة مرّتين : الأوّل سنة ١٣٥٤ هـ ، والثاني في السنة التالية ١٣٥٥ هـ. وعليهما اعتمد عارف تامر بطبع هذا الكتاب سنة ١٩٦٠ م ، بيروت (١).
____________
١ ـ القرامطة : ١٩٥.
مؤلّفات المؤيّد في الدين هبة الله الشيرازي ( ت ٤٧٠ هـ )
( ١٢ ) المجالس المؤيّدية
الحديث :
الأوّل : قال : فعليكم بتمسّككم بما خلّفه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيكم من كتاب الله وعترته اللذين هما الثقلان ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (١).
الثاني : قال : كان علي بن أبي طالب والأئمّة من ذرّيّته عليه وعليهم السلام بكونهم أهل الذكر أحق وأولى ; إذ هم الكتاب الناطق الذي يحكم على الكتاب الصامت ، كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تصديقاً لذلك : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » الخبر المشهور (٢).
الثالث : قال : فالوصي والأئمّة من ذرّيّته عليه وعليهم السلام هم الذين يقوم بهم إعجاز القرآن ، ويقومون له بمبين البرهان ، وهم الثقلان اللذان أشار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إليهما ، وذكر أنّه تاركهما (٣).
____________
١ ـ المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : ١١١ ، المجلس : ٢٣.
٢ ـ المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : ٢٢٣ ، المجلس : ٤٥.
٣ ـ المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : ٤١٨ ، المجلس : ٨٤.
الرابع : قال : وغيبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مستحيلة ، وأَزْره بوصيّه صلوات الله عليه مشدود ، ونظام الإمامة قائم في ولده لكل وقت منهم إمام موجود ، يدلّ على ذلك قول الله سبحانه ( ... ) ويدلّ عليه أيضاً قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » إلى قوله : « وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
الخامس : قال : وإنّما ألفاظ القرآن الواردة في مثل ذلك مخرجة على صيغة يأخذ منها الجاهل بحسب جهله ، والعاقل على قدر عقله ، ومقيّدة بالثقل الذي هو أهل بيت نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلا يكاد يصحّ معلوم من معانيه إلاّ ما جعلوه للناس معلوماً ، وما قرّروه في نفوسهم فيصير مفهوماً ، كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » الخبر المشهور ، وأردفه بقوله : « وإنّهما لن يفترقا » (٢).
السادس : قال : ونبذوا قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وراء ظهورهم ، إذ قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » (٣).
السابع : قال : وأوصيكم بتقوى الله العظيم ، واتّباع صراطه المستقيم الذي إن لزمتموه لم تزلّوا ، وإن تمسّكتم به لن تضلّوا ، وأنّهما كتاب الله والأئمّة من آل رسول الله ، وهما الثقلان المتروكان في الثقلين ، والسبيلان المسيّران لنجاة الخافقين ، وأنّهما كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » ، وجمع بين أصبعيه المسبحتين (٤).
____________
١ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : ٤٢٧ ، المجلس : ٨٦.
٢ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : ٤٧١ ، المجلس : ٩٤.
٣ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ٣١ ، المجلس : ٩.
٤ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ٥٩ ، المجلس : ٢٠.
الثامن : قال : أوصيكم بالتقوى التي من تمسّك بها نجا ، والتمسّك بعترة نبيّكم ، إنّهم النجوم المهتدى بهم في غياهب الدجى ، وأذكّركم قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، وأنّهما بعدي لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » وجمع بين اليدين بين أصبعين المسبحتين ، ثمّ قال : « ولا أقول كهاتين » وجمع بين أصبعيه المسبحة والوسطى « فإنّ إحدهما تسبق الأولى » (١).
____________
١ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ١٨٩ ، المجلس : ٦٤.
المؤيّد في الدين هبة الله الشيرازي
يحتلّ المؤيّد في الدين مكانة مرموقة عند الإسماعيليّة ، ويعتبر من علمائهم الكبار ، حتّى وصفه إبراهيم بن الحسن الحامدي ـ وهو من كبار الإسماعيليّة ـ بسيدنا المؤيّد في الدين (١).
قال الشيخ المجدوع في فهرسته : سيدنا الأجل ، داعي الدعاة ، المؤيّد في الدين ، عصمة المؤمنين ، صفي أمير المؤمنين ووليّه وبابه ، أبو نصر ، هبة الله بن موسى الشيرازي ، أعلى الله قدسه ، ورزقنا شفاعته وأنسه (٢).
قال الدكتور الإسماعيلي مصطفى غالب : داعي الدعاة المؤيّد في الدين هبة الله الشيرازي الذي عرف في تاريخ الأدب العربي بمناظرته مع أبي العلاء المعرّي حول تحريم أكل اللحوم.
جاء من شيراز في فارس إلى مصر ، مقرّ الخلافة الفاطمية ، وأقام بها زهاء ثلاثين عاماً ، عمل خلالها على نشر العقائد الإسماعيليّة ، فكان له تأثير كبير في الحياة العقلية ، وفي القاهرة أنشد المؤيّد أكثر قصائد ديوانه ، وألقى مجالسه التي بلغت الثمانمائة مجلس.
قيل : إنّه ولد سنة ٣٩٠ هـ ، وتوفّى في القاهرة سنة ٤٧٠ هـ ، وصلّى
____________
١ ـ كنز الولد : ١١.
٢ ـ فهرست المجدوع : ٤٠.
عليه الخليفة الفاطمي المستنصر بالله (١).
قال العلاّمة الأميني في الغدير : هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي ، المؤيّد في الدين ، داعي الدعاة ، أوحدي من حملة العلم ، وفذّ من أفذاذ الأمّة ، وعبقري من جلّة أعلام العلوم العربية ... ، كان من الدعاة إلى الفاطمية منذ بلغ أشدّه في كل حاضرة حلّ بها ، وله في تلك الدعوة خطوات واسعة ، وهو كما وصف نفسه للمستنصر بالله بقوله في سيرته صفحة ٩٩ : وأنا شيخ هذه الدعوة ، ويدها ولسانها ، ومن لا يماثلني أحد فيها ....
ولد بشيراز حوالي سنة ٣٩٠ هـ ، كما يظهر من شعره ، وبها شبّ ونما ، إلى أن غادرها سنة ٤٢٩ هـ ، ويمّم الأهواز ... ، ثمّ عاد إلى مصر بعد مدّة ، فقطن فيها بقيّة حياته إلى أن توفّي بها سنة ٤٧٠ هـ.
وللمؤيّد آثار علمية ، تنمّ عن طول باعه في الحجاج والمناظرة ، وعن سعة اطلاعه عن معالم الدين.
ثمّ قال الأميني : توجد ترجمة شاعرنا المترجم له بقلمه في كتاب أفرده في سيرته بين سنة ٤٢٩ هـ ، وسنة ٤٥٠ هـ ، وهو المصدر الوحيد للباحثين عن ترجمته ، طبع بمصر في ١٨٤ صفحة ، وللأستاذ محمّد كامل حسين المصري بكلّيّة الآداب دراسة ضافية حول حياة المترجم بحث عنها من شتّى النواحي (٢).
قال الطهراني في الذريعة : وهو أبو نصر ، هبة الله بن موسى بن
____________
١ ـ كنز الولد : ١١ ، في الهامش ، وانظر : أعلام الإسماعيليّة : ٥٩٦.
٢ ـ الغدير ٤ : ٣١١.
عمران بن داود ، داعي الدعاة للخلفاء الفاطميين بمصر ، لقّبه السلطان أبو كالنجار البويهي المتوفّى ٤٤٠ هـ بالمؤيّد في الدين في كتاب أرسله من شيراز إلى المؤيّد بعد وصوله إلى مصر في ٤٣٨ هـ ، كما ذكره المؤيّد نفسه في السيرة المؤيّدية (١).
قال طه الولي في كتابه القرامطة : وترك مؤلّفات كثيرة في المذهب القرمطي ، وهي ما تزال معتمدة من قبل الإسماعيليّين إلى اليوم ، وله شعر يكاد لا تخلو قصيدة فيه من ذكر الولاية والإشارة إلى طاعة الأئمّة ، وأنّ علياً والأئمّة من ذرّيّته هم الذين اختصّوا بتأويل القرآن دون غيرهم من الناس (٢).
____________
١ ـ الذريعة ٩ : ١١٢٨ ، وانظر في ترجمته أيضاً : مستدركات علم رجال الحديث ٦ : ٣٤١ ، الأعلام ٨ : ٧٥ ، معجم المؤلّفين ١٣ : ١٤٤ ، القرامطة لطه الولي : ١٩٩.
٢ ـ القرامطة : ٢٠٠.
كتاب : المجالس المؤيّديّة
نسبه إليه الحامدي في كنز الولد (١).
قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته : المجالس المؤيّديّة ، وهي ثمانمائة مجلس ، كل مائة منها مجلّد برأسه.
وقد نظم سيدنا ومولانا حاتم بن إبراهيم ( قس ) جميع ما أتى في مجالسه من المعاني الشريفة والحكم اللطيفة إلى إخوانه وأمثاله ; إذ سأل بذلك بعض الإخوان ليسهل استخراج ما يراد استخراجه منها إذا احتيج إليه ، في مجموع ، ووسمه بكتاب « جامع الحقائق » لكونه جامعاً لكل حقيقة ، ومحتوياً على كل شعبة من الحق والطريق.
وعدّة أبوابه ثمانية عشر باباً :
الباب الأوّل : يشتمل على ذكر التوحيد ، وفيه خمسة عشر فصلاً.
الباب الثاني : يختصّ بذكر المبدع الأوّل ، وما ذكر في جميع مجالسه في ذكر عالم الأمر ، فيه أربعة وعشرون فصلاً.
الباب الثالث : في ذكر رسول الله وفضله.
____________
١ ـ كنز الولد : ١٣.
الباب الرابع : فيما يختصّ بذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذكر وصيّه ، وفيه اثنان وثلاثون فصلاً.
الباب الخامس : فيما يختصّ بذكر أمير المؤمنين مولانا عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ، وفيه مائة وثمانية فصول.
الباب السادس : فيما يختصّ بذكر الأئمّة ( عليهم السلام ) ، وأنّ الإمامة في العقب في واحد بعد واحد ومولود عقب والد ، وأنّها لا تعود القهقرى ، وأنّ الإمامة جارية في كُلّ عصر وزمان ، لا انقطاع لذلك ، وفي هذا الباب أيضاً ذكر ما يجب لهم ، وفيه خمسة وأربعون فصلاً.
الباب السابع : فيما يختصّ بذكر الحدود ، وما يجب لهم ، وفيه إحدى وأربعون فصلاً.
الباب الثامن : فيما يختصّ بذكر المادة والمائية والوحي إلى الأنبياء والأوصياء والأئمّة ( عليهم السلام ) في كُلّ عصر وزمان ، وفيه اثنان وخمسون فصلاً .... (١)
الباب العاشر : فيما يختصّ بذكر وجوب أخذ العهد ، ووجوب التأويل وصحّته ، وفيه أربعون فصلاً.
الباب الحادي عشر : فيما يختصّ بالرد على الغلاة ، وأهل التناسخ ، وعلى من يعطّل الشريعة ، أو أخلّ بشيء منها ، والتبرّي ممن فعل شيئاً من ذلك ، واللعن لفاعله ، وفيه أربعة وعشرون فصلاً.
الباب الثاني عشر : فيما يختصّ بالرد على الفلاسفة وأهل التعطيل
____________
١ ـ ولم يذكر المجدوع الباب التاسع.
وأهل النجوم ، وفيه اثنا عشر فصلاً.
الباب الثالث عشر : فيما يختصّ بذكر الرد على المعرّي والثغوري والمعتزلة ، والرد على أهل الظاهر وعلى اليهود ، وفيه أربعون فصلاً.
الباب الرابع عشر : يشتمل على ذكر أضداد الوصي والأئمّة ( عليهم السلام ) وضدّ كُلّ ناطق ، وذكر إبليس كُلّ عصر وزمان ، وفيه سبعون فصلاً.
الباب الخامس عشر : فيما يختصّ بذكر ما في المجالس من ذكر موعظة ومناجاة ، وخطبة ودعاء ، وفيه ذكر امتحان أولياء الله تعالى عليهم السلام ، ينقسم إلى تسعة عشر فصلاً.
الباب السادس عشر : فيما يختصّ بذكر فضل قائم القيامة « عليه السلام » وفيه ثمانية وعشرون فصلاً.
الباب السابع عشر : فيما يختصّ بذكر المعاد والثواب لأهل الثواب ، وفيه أيضاً شيء من ذكر أهل العذاب ـ نعوذ بالله منه ـ وفيه تسعة وعشرون فصلاً.
الباب الثامن عشر : فيما يختصّ بذكر أهل العذاب ، وهذا الباب آخر الكتاب ، وفيه أربعة فصول (١).
قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : المجالس المؤيّدية للمؤيّد في الدين ، داعي الدعاة ، هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي ، المولود بها حدود ٣٩٠ هـ ، والمتوفّى ٤٧٠ هـ ، طبع ظاهراً في ثلاث مجلّدات ، فيها ثمانمائة محاضرة في بيان المذاهب والعقائد الفاطمية ... ، ورتّب المجالس
____________
١ ـ فهرست المجدوع : ١٧٣.
حاتم بن إبراهيم في ثمانية عشر باباً ، وسمّاه جامع الحقائق ... ، ابتدأ في كُلّ مجلس بالبسملة والتحميد والصلوات ، ثُمّ آية من القرآن ، أو كلام من النبيّ ، ويشرع في شرحهما (١).
ونسبه إليه أيضاً : العلاّمة الأميني في الغدير (٢) ، والزركلي في الأعلام (٣) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (٤).
قال طه الولي في كتابه القرامطة : كتاب المجالس المؤيّدية ، وهو من أهمّ كتب هذا الداعي القرمطي ، ويضمّ مجموعة المجالس ـ المحاضرات ـ التي كان يلقيها المؤيّد في مجالس الدعوة ، ويشرح فيها المذهب القرمطي ( الإسماعيلي ) ، وعددها ثمانمائة ، ويرجّح الدكتور محمّد كامل حسين أنّ الشيرازي ألقى هذه المجالس بعد ارتقائه إلى رتبة داعي الدعاة سنة ٤٥١ هـ (٥).
____________
١ ـ الذريعة ١٩ : ٣٧١.
٢ ـ الغدير ٤ : ٣١٢.
٣ ـ الأعلام ٨ : ٧٥.
٤ ـ معجم المؤلّفين ١٣ : ١٤٤.
٥ ـ القرامطة : ٢٠٠.
( ١٣ ) المجالس المستنصرية
الحديث :
قال : فالقرآن العظيم هو هذا الكتاب الكريم ، وقرينه في التأويل الحكيم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والتسليم ; لأنّه في زمانه قرين القرآن ، والقرآن قرينه ، وإنّما يسمّى الكتاب قرآنا لاقترانه بالعترة ، بيّن ذلك قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فالقرآن قرين لكل واحد من الأئمّة الطاهرين ، ذرّيّة الرسول الأمين (١).
____________
١ ـ المجالس المستنصرية : ٢٢.
كتاب : المجالس المستنصرية
قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المجالس المستنصرية لسيدنا المؤيّد في الدين ( قس ) ، وهي خمسة وثلاثون مجلساً ، من مجالس الحكمة ، في بيان فضل العدّة التي هي تسعة عشر ; لكونها مقابلة لعدد كلمات إقامة الصلاة وحروف « بسم الله الرحمن الرحيم » ومن الشهادة لفصولها السبعة ، وحروفها الاثني عشر التي هي تسعة عشر ، وفي شرح ما في كل واحد من حقوق الشهادة التي هي سبع دعائم من الولاية ، والطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، وسننها الاثني عشر من برّ الوالدين وصلة الرحم ، وحفظ الجار ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن ، وحسن معاشرة الأزواج ، والرفق بالمماليك ، وافشاء السلام ، وإطعام الطعام ، وصلة الإخوان ، وعيادة المرضى ، المقابلة لفصول الشهادة وحروفها التي جملتها من العدد تسعة عشر ، وقد أسّس ( عليه السلام ) كل مجلس من مجالسه على نوع من الإنشاء البديع ، وذلك أنّه أتى فى كل مجلس بعد التحميد بلون من النصائح ، ثمّ أخذ في شرح ما في كل حق من حقوق الشهادة من السبعة والاثني عشر ، ثُمّ في شيء من تلاوة القرآن من أوّله على ترتيبه ، والإيضاح على ما فيه من البيان بحسب ما يليق بالمجلس ، ثمّ بإسناد من الأئمّة ممّا كان ورد في ذكر الحق الذي أخذ فيه مما يوافق ما في المجلس ، ثمّ ختم المجلس كما افتتحه بالتحميد ، وهكذا في كل مجلس من المجالس شيئاً منها ، والموجود فيه من شرح حقوق الشهادة إلى آخر ذكر السلام ، ومن
تلاوة القرآن والتفسير للآية ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ ) إلى قوله ( وَمَا اللّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ ) وفي آخره من المجلس السادس والعشرين بيان الصيام وما فيه من إحدى وأربعين وجهاً ، وما هي الوجوه ، وما الذي يفسر به ، وغير ذلك من الاحتجاج على العامة في أمر الهلال (١).
قال الطهراني في الذريعة : المجالس المستنصرية في خمسة وثلاثين مجلساً ، من إملاء داعي الإسلام الثقة ، الإمام المؤيّد في الدين هبة الله بن موسى الشيرازي المتوفّى ٤٧٠ هـ ، داعي دعاة المستنصر ، قد عرضها على الإمام التاسع عشر من الأئمّة الإسماعيليّة ، وهو المستنصر بالله ، أبو تميم معد ابن الظاهر المتوفّى ٤٨٧ ، ونشره مع مقدّمة مبسوطة للطبع الدكتور محمّد كامل حسين المصري بكلّية جامعة فؤاد الأول ١٣٦٦ ، وفي خطبة كل مجلس يخصّ أمير المؤمنين بالسلام مصرّحاً بأنّه الوصي والخليفة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (٢).
ونسبه إليه طه الولي في كتابه القرامطة ، وقال : المستنصرية نسبة إلى الخليفة العبيدي المستنصر بالله أبو تميم ... ، وفي هذا الكتاب مجّد المؤلّف الخليفة المستنصر حتّى أنّه ـ أي المؤلّف ـ جعل من الرقم ١٩ أصلاً من أصول الدين ( حسب المذهب القرمطي ) ; لأنّ الخليفة المذكور هو التاسع عشر في سلسلة الأئمّة العبيديين.
وأهمّ المبادئ التي قرّرها الشيرازي في هذا الكتاب هي : توحيد الله وتنزيهه ، ونفي الشرك به
____________
١ ـ فهرست المجدوع : ١٣٦.
٢ ـ الذريعة ١٩ : ٣٦٥.
عصمة الأنبياء الذي كان محمّد خاتمة لهم.
تقرير وصاية عليّ بن أبى طالب ، وولاية الأئمّة من ذرّيّته ، وعصمتهم جميعاً.
التصديق بالقرآن ظاهره وباطنه.
اعتبار الأئمّة مصدراً للتشريع ، وعدم الأخذ بالرأي والقياس.
القول باتفاق الظاهر مع الباطن ، وبالعكس ، وعدم القول بالفصل بينهما في التأويل الذي يعتبره المؤلّف واجباً.
ويشتمل كتاب المجالس المستنصرية على ٣٥ مجلساً ( أي : محاضرة ) وبعضها موجّه إلى المؤمنات المستجيبات للدعوة القرمطية ( الإسماعيليّة ) (١).
ونسبه إليه أيضاً الأميني في الغدير (٢).
____________
١ ـ القرامطة : ٢٠٣.
٢ ـ الغدير ٤ : ٣١٢.
( ١٤ ) كلام بير
لناصر بن الحارث القبادياني المروزي
المعروف بناصر خسرو ( ت ٤٨١ هـ )
الحديث :
قال : قال النبي ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (١).
____________
١ ـ كلام بير : ٣٤.
ناصر بن الحارث القبادياني المروزي
( ناصر خسرو )
نسب ناصر خسرو نفسه في كتابه سفر نامة (١) هكذا :
هذا ما يقول أبو معين الدين ناصر خسرو القبادياني المروزي ، تاب الله عنه : كانت صناعتي الإنشاء ، وكنت من المتصرّفين في أموال السلطان وأعماله ، وانشغلت بالديوان ....
إلى آخر ما يذكره من أحواله ، وأسفاره ، وتنقّلاته في مختلف البلاد (٢).
قال الكاتب الإسماعيلي عارف تامر في كتابه تاريخ الإسماعيليّة : ناصر خسرو ، هو الحكيم أبو المعين ، ناصر بن خسرو بن الحارث القبادياني المروزي البلخي البدخشاني ، نشأ في أسرة متوسّطة الحال ، لا هي بالغنيّة ، ولا هي بالفقيرة ... ، ثمّ التحق بخدمة السلطانين الغزنويين : محمود ، ثمّ ابنه مسعود ، وبعد أن أفلح السلاجقة بالقضاء على الدويلات الشرقية والإمارات الصغيرة ، وأصبح الأمر لهم التحق بخدمة جعفري بك السلجوقي حاكم خراسان ، وتولّى أمر خزانته في مرو ، وفي تلك الفترة كان
____________
١ ـ أي : كتاب السفر.
٢ ـ سفر نامه : ١.