مركز الأبحاث العقائديّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-66-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٢٦٤
أخبار الدولة ... ، وأمّا فضل الآباء ومناقبهم ، وضعة الأعداء ومثالبهم ، فإنّ ذلك مما ينبغي أن يعرفه الأبناء والذرّية والأولياء (١).
نسبه إليه ابن شهر آشوب في المعالم (٢) ، وابن زولاق كما في وفيات الأعيان ، قال : وعمل في المناقب والمثالب كتاباً حسناً (٣).
وكذا نسبه إليه الذهبي في تاريخ الإسلام (٤) ، وسير أعلام النبلاء (٥) ، والصفدي في الوافي بالوفيات (٦).
ونسبه إليه العلاّمة المجلسي في البحار (٧) ، وقال : وكتاب المناقب والمثالب كتاب لطيف مشتمل على فوائد جليلة (٨).
ونسبه إليه السيّد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة (٩) ، والزركلي في الأعلام (١٠) ، والبغدادي في هديّة العارفين (١١).
قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : « المناقب والمثالب » في مناقب بني هاشم ومثالب بني أمية ، وذكر مساويء بني عبد شمس في الجاهلية
____________
١ ـ فهرست المجدوع : ٦٧.
٢ ـ معالم العلماء : ١٢٦.
٣ ـ وفيات الأعيان ٤ : ٥٨٦.
٤ ـ تاريخ الإسلام ٢٦ : ٣١٦.
٥ ـ سير أعلام النبلاء ١٦ : ١٥٠.
٦ ـ الوافي بالوفيات ٢٧ : ٩٥.
٧ ـ بحار الأنوار ١ : ٢٠.
٨ ـ بحار الأنوار ١ : ٣٩.
٩ ـ مستدركان أعيان الشيعة ٢ : ٣٤٠.
١٠ ـ الأعلام ٨ : ٤١.
١١ ـ هديّة العارفين ٢ : ٤٩٥.
والإسلام ، وقدم معاداتهم لبني هاشم ، للقاضي أبي حنيفة نعمان بن أبي عبد الله محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون ، قاضي في مصر في الدولة الفاطمية وهو صاحب « دعائم الإسلام » ... ، والمناقب هذا موجود ، وقد رآه سيدنا أبو محمّد الحسن صدر الدين ، كما حكاه لي شفاهاً ، وقال : إنّه يزيد على عشرين كرّاساً ، ونسخة عند الميرزا محمّد الطهراني ، ناقص الآخر أوّله : الحمد لله الأول الأزلي بغير غاية ، والآخر الأبدي بلا نهاية ، ونسخة عتيقة تامّة عند عيسى أفندي جميل زادة ، ونسخة ناقصة عند شاكر أفندي آلوسي ، وأخرى عند الشيخ علي كاشف الغطاء (١).
قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المناقب لأهل بيت رسول الله النجباء ، والمثالب لبني أميّة اللعناء ، تأليف : سيدنا القاضي النعمان بن محمّد ، أعلى الله قدسه وأنسه ... ، وأوّل ذكره مناقب عبد مناف بن قصي ، وشرفه بنفسه ، وبأبيه من قبله ، بدأ بذلك من عبد مناف ; لما كان بدء التنازع في الفضل بين ولديه لصلبه.
ثُمّ ذكر مناقب هاشم بن عبد مناف ، ومثالب عبد شمس.
ثُمّ ذكر مناقب عبد المطلب بن هاشم ، ومثالب أمية بن عبد شمس.
ثُمّ ذكر مناقب عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومثالب حرب بن أميّة لعنه الله.
ثُمّ ذكر مكافحة أبي طالب بن عبد المطلب عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومناواة من ناواه من بني أميّة وغيرهم عليه ، ممن نصب الحرب والعداوة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بني أميّة وعبد شمس ، ومن تألفوه من قبائل قريش
____________
١ ـ الذريعة ٢٢ : ٣٣٦.
وما كان من أمرهم بعد الهجرة.
ثُمّ نكت من أخبار بني أميّة ومن والاهم من قريش بعد الفتح ممّا يدلّ على أنّ إسلامهم لم يكن إلاّ للخوف والتقية من القتل ، وأنّهم بقوا على اعتقاد الجاهلية والعداوة الأصلية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته.
ثُمّ ذكر ما جاء من القول في بني أميّة وأشياعهم ، وفيه جمل من مناقب عليّ بن أبى طالب.
ثُمّ ذكر البيان في إثبات إمامة عليّ ، ومن دارت الإمامة عنه من ولده إليه ، وتغلّب معاوية ، ومن تغلّب من بعده من بني أميّة بسببه.
ثُمّ ذكر ما شبّه به معاوية من المحال ، فجاز له ما شبّه به من ذلك على الجهّال.
ثُمّ ذكر وجوه تهيّأت لمعاوية قويت بها أسبابه.
ثُمّ ذكر مناقب الحسن والحسين ، ومثالب يزيد ومروان اللعينين.
ثُمّ ذكر مناقب عليّ بن الحسين ، ومثالب عبد الملك بن مروان لعنه الله.
ثُمّ ذكر مناقب محمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد ، ومثالب من ولي من بني مروان ـ لعنه الله ـ في أيّامهما.
ثمّ ذكر مناقب الأئمّة القائمين بالإمامة ، ومثالب المتغلّبين بأرض الأندلس من بني أميّة (١).
____________
١ ـ فهرست المجدوع : ٦٥.
قال السيّد محمّد حسين الجلالي في مقدّمة شرح الأخبار : المناقب والمثالب ، أشار إليه المؤلّف في كتبه كثيراً ... ، وقد رأيت نسخة كاملة من هذا الكتاب في مكتبة الشيخ شير محمّد الهمداني الجورقاني.
ثمّ ذكر السيّد الجلالي عدّة نسخ للكتاب ، وذكر مواصفاتها (١).
____________
١ ـ شرح الأخبار ١ : ٥٩ ـ ٦٠ ، مقدّمة السيّد الجلالي.
(٧) سرائر وأسرار النطقاء
لجعفر بن منصور اليمن ( أواخر القرن الرابع )
الحديث :
قال : وكذلك فعل أصحاب الإنجيل بعد عيسى ، إلى أن قال : ولقد كفّر بعضهم بعضاً ; إذ لم يتّفقوا على تأليف واحد ، وكذلك فعل ضلاّل ملّتنا لمّا جمع محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كتابه ، وسلّمه إلى وصيّه ، وجمع نقباءه ، وقال لهم : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي » في خبر يطول شرحه ، نأتي عليه في موضعه ـ إن شاء الله تعالى ـ ثمّ قال : « اللّهم اشهد أنّي قد بلّغت » قالها ثلاثاً ، ثمّ قال : « ملعون ملعون من خالفه ، ملعون من ردّ قولي » (١)
____________
١ ـ سرائر وأسرار النطقاء : ١٧٣ ، القسم الثاني.
جعفر بن الحسن بن فرج بن حوشب
( جعفر بن منصور اليمن )
وصفه إبراهيم بن الحسين الحامدي « بسيدنا » في كتابه كنز الولد ، قال : وكذلك جاء عن سيدنا جعفر بن منصور اليمن ... (١).
قال علي بن محمّد بن الوليد ـ بعد أن ذكر رأيه في مسألة معيّنة ـ : يصحّح جميع ما ذكرناه قول سيّدنا المؤتمن جعفر بن منصور اليمن ، أعلى الله قدسه ، مولانا المعز لدين الله صلوات الله عليه (٢).
قال الكاتب الإسماعيلي مصطفى غالب : جعفر بن منصور اليمن ، من كبار علماء الإسماعيليّة ، وصاحب المؤلّفات العديدة في علم التأويل وعلم الحقيقة ، ولد في اليمن سنة ٢٧٠ هـ ، عاصر عدّة أئمّة من الخلفاء الفاطميين ، وتوفّي في خلافة المعز لدين الله في المنصورية سنة ٣٤٧ هـ ، وصل إلى أعلى مرتبة من مراتب الدعوة الإسماعيليّة ( باب الأبواب ) واسمه كما ورد في النصوص الإسماعيليّة جعفر بن الحسن بن فرج بن حوشب ابن زادان الكوفي ، لقّب والده الحسن بمنصور اليمن لما حقّق من انتصارات في اليمن (٣).
____________
١ ـ كنز الولد : ٤٣.
٢ ـ تحفة المرتاد : ١٦٤ ، ضمن مجموع أربع رسائل ، تحقيق : شتروطمان.
٣ ـ كنز الولد : ٤٣ ، في الهامش.
قال عارف تامر في تاريخ الإسماعيليّة : جعفر بن منصور اليمن ، جاء إلى المغرب من اليمن سنة ٣٢٢ هـ ، فوضع نفسه في خدمة الدولة الفاطمية ، وكان موضع تقدير القائم بأمر الله والمنصور بالله ، وهكذا في عهد المعز لدين الله ، ومن الجدير بالذكر أنّه انتقل معه عندما نقل عاصمة ملكه من المغرب إلى القاهرة ، في القاهرة عُيّن « داعي الدعاة » وهي أكبر وظيفة دينية في الدعوة ، ترك جعفر عدداً من المؤلّفات ... ، يعتبر جعفر ابن منصور من أشهر العلماء الذين أنجبتهم الدعوة الإسماعيليّة في المغرب ، وقد اشتهر بصراحته في كتبه ، وجرأته في الكشف عن كثير من الرموز الفلسفية ، مات ودفن في مصر سنة ٣٦٣ هـ (١).
وكما ترى فقد وقع اختلاف في تاريخ وفاته ، وهناك قول ثالث وهو ما ذكره علي نقي منزوي في هامش فهرست المجدوع ، من أنّ جعفر بن منصور ألّف كتابه أسرار النطقاء سنة ٣٨٠ هـ ـ ٩٩٠م ; لأنّه صرّح فيه بمضي ١٢٠ سنة على غيبة الإمام الثاني عشر ، والمعروف أنّها كانت في ٢٦٠ هـ (٢).
ولذلك عدّه علي نقي منزوي في هامش الذريعة من أعلام أواخر القرن الرابع (٣).
فالأقوال في وفاته ثلاثة : إمّا سنة ٣٤٧ هـ ، وإمّا سنة ٣٦٣ هـ ، وإمّا بعد سنة ٣٨٠ هـ.
فعلى الاحتمال الأول يكون متقدّماً على القاضي النعمان ، فلابدّ من
____________
١ ـ تاريخ الإسماعيليّة ٢ : ١٩٠.
٢ ـ فهرست المجدوع : ١٣٤ ، في الهامش.
٣ ـ الذريعة ٩ : ١١٢٩ ، في الهامش.
تقديمه حسب منهج هذه الموسوعة.
ولكن على الاحتمال الثاني والثالث لابدّ من تقديم القاضي النعمان.
ولكن رجّحنا الاحتمالين على الاحتمال الواحد ، وقدّمنا القاضي النعمان ، على أنّ هذه التواريخ حدسية احتمالية.
كتاب : سرائر وأسرار النطقاء
هذا الكتاب هو عبارة عن كتاب أسرار النطقاء ، وكتاب سرائر النطقاء ، وقد جمعا تحت هذا العنوان في كتاب واحد ، لاتّحاد موضوع الكتابين ، مع إضافة بعض المعلومات ، أو حذف بعض آخر ، وقد طبع هذا الكتاب تحت هذا العنوان مؤخّراً بتحقيق مصطفى غالب.
لذلك فقد نُسب كُلّ واحد من هذين الكتابين للمؤلّف بصورة مستقلّة ، كما في فهرست المجدوع (١) ، والذريعة للطهراني (٢) ، ورسالة تحفة المرتاد لعلي بن محمّد الوليد (٣) ، وتاريخ الإسماعيليّة لعارف تامر (٤) ، وفي هامش كتاب كنز الولد بتحقيق مصطفى غالب (٥).
ويعتبر هذا الكتاب من أقدم الكتب الإسماعيليّة التي تبحث في قصص الأنبياء وأسرارهم ، وتأويلاتهم الباطنية ، وسيرتهم ، واعتمادهم على الرموز والإشارات.
____________
١ ـ فهرست المجدوع : ٢٧٨.
٢ ـ الذريعة ٩ : ١١٢٩.
٣ ـ تحفة المرتاد : ١٦٤ ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، تحقيق : شتروطمان.
٤ ـ تاريخ الإسماعيليّة ٢ : ١٩٠.
٥ ـ كنز الولد : ٤٣ ، في الهامش.
حديث الثقلين عند الإسماعيليّة
القرن الخامس الهجري
مؤلّفات حميد الدين
أحمد بن عبد الله الكرماني ( ت ٤١١ هـ )
(٨) المصابيح في إثبات الإمامة
الحديث :
الأوّل : قال : وكان ما جاء به سيّد الأنبياء وخاتمهم محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الله تعالى من الشريعة عالَماً برأسه ، وكان هذا العالَم عالَم الوضع بما يجمعه من الصلاة والزكاة والحج وغيرها ، صورة أعمال ، والأعمال أفعال ، والأفعال غير عالمة بذاته ، وجب في الحكمة من حيث وجب حفظها ولا تعطّلت (١) أن يجعل أمرها إلى من يحفظها ويرعاها كغيرها من العوالم ، ولذلك كانت ولاية الإمام آخر الفرائض ، فتمّ عالَم الشرع به ، وأخبر الله تعالى حين فرضها فقال : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (٢) ، وقرن النبي الصامت بالناطق فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » ، وأجرى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العترة من الكتاب والشريعة مجرى النفس من عالم الشخص ، والملائكة من عالم الدنيا ، إذاً الإمامة واجبة (٣).
____________
١ ـ كذا في المصدر.
٢ ـ المائدة : ٣.
٣ ـ المصابيح في إثبات الإمامة : ٧٣ ، المصباح الأوّل في إثبات الإمامة ووجوبها.
الثاني : قال : وكان من قول من يقول بالنصّ الخفي : إنّ من كان من ذرّيّة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حسنياً كان أم حسينياً ، فهو من العترة وأهل البيت ، وإنّ من شهر سيفه منهم ، وأمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر ، وكان عالماً زاهداً سخيّاً شجاعاً ورعاً ، لزَم بقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما » (١).
____________
١ ـ ) المصابيح في إثبات الإمامة : ١٠٥ ، المصباح السابع ، في وجوب إمامة الحاكم بأمر الله.
حميد الدين أحمد بن عبد الله الكرماني
يحتلّ أحمد حميد الدين مكانة سامية عند أتباع المذهب الإسماعيلي ، وما تزال كتبه وآراؤه معتمدة ومعتبرة عندهم.
وصفه إبراهيم الحامدي في كتاب كنز الولد ( بسيدنا ) في أكثر من موضع (١) ، وقال عنه : نضّر الله وجهه ، ورزقنا شفاعته (٢).
قال الداعي الفاطمي إدريس عماد الدين : حتّى ورد إلى الحضرة الشريفة النبويّة الإمامية ، ووفد إلى الأبواب الزاكية الحاكمية ، باب الدعوة الذي عنده فصل الخطاب ، ولسانها الناطق بفصل الجواب ، ذو البراهين المضيئة ، حجّة العراقين أحمد بن عبد الله ، المعروف بحميد الدين الكرماني قدس الله روحه ، ورضي عنه ، مهاجراً عن أوطانه ومحلّه ، ووارداً كورود الغيث إلى المرعى بعد محلّه ، فجلى ببيانه تلك الظلمة المدلهمّة ، وأبان بواضح علمه ونور هداه فضل الأئمّة ، والداعي حميد الدين أحمد بن عبد الله هو أساس الدعوة التي عليه عمادها ، وبه علا ذكرها ، واستقام منارها (٣).
____________
١ ـ انظر : كنز الولد : ١٥ ، ٤٩ ، ٥٢ ، ٥٥ ، وغيرها.
٢ ـ كنز الولد : ٣٠٣.
٣ ـ المصابيح في إثبات الإمامة للكرماني : ١٠ ، مقدّمة المحقّق.
قال الشيخ إبراهيم المجدوع في الفهرست : سيّدنا حميد الدين ، صفي أمير المؤمنين وبابه ، أحمد بن عبد الله الكرماني ( قس ) (١).
قال الدكتور مصطفى غالب : حجّة العراقين أحمد حميد الدين الكرماني ، التاريخ الفاطمي أضفى هالة من التقديس والتقدير على حجّة العراقين الكرماني ، ونحن نقول بأنّه يكفي أن يكون للكرماني كتاب راحة العقل يرفعه إلى مصاف العلماء الكبار والفلاسفة الإسلاميين الأجلاّء ... ، ينسب إلى مدينة كرمان الفارسية ، تلقّى علومه في مدارس الدعوة الفاطمية ، وتتلمذ على المتضلّعين من علمائها ، ثُمّ ارتحل إلى القاهرة ; للتزوّد من العلوم ، فبلغ في نهاية المطاف مرتبة الحجّة ، وكان أن سمّي حجّة العراقين : فارس والعراق.
في سنة ٤٠٨ هـ استدعي إلى القاهرة من قبل ختكين الضيف داعي الدعاة ; ليردّ على الدعوات الجديدة ، وليكافح البدع المستحدثة ، ومبدأ الغلو ، فألقى ووجّه الرسائل للمنشقّين والخارجين.
وفي سنة ٤١١ هـ انتقل إلى رحمة الله ، مخلّفاً تراثاً علمياً اعتبر في أوساط الفاطميين المصدر الأساسي للعقيدة ، والينبوع الدفق للفلسفة الإسلامية (٢).
وانظر في ترجمته أيضاً : الذريعة للطهراني (٣) ، الأعلام للزركلي (٤) ،
____________
١ ـ فهرست المجدوع : ٤٨.
٢ ـ المصابيح في إثبات الإمامة : ١٠ ، مقدّمة المحقّق ، مصطفى غالب.
٣ ـ الذريعة ١١ : ٢٢٩ ، ٢٠ : ٨٣ ، ١٩ : ٤٤.
٤ ـ الأعلام ١ : ١٥٦.
مستدركات أعيان الشيعة لحسن الأمين (١) ، معجم المؤلّفين لعمر رضا كحالة (٢) ، هديّة العارفين للبغدادي (٣) ، القرامطة لطه الولي (٤) ، مقدّمة كتاب اسبوع دور الستر لعارف تامر (٥).
وقد وقع الاختلاف في تاريخ وفاته ، قال طه الولي في كتابه القرامطة : توفّي سنة ٤٠٨ هـ ( ١٠١٧ م ) على قول إيفانوف ، وسنة ٤١١ هـ ( ١٠٢٠ م ) على قول مصطفى غالب في كتابه أعلام الإسماعيليّة ، و٤١٢ هـ ( ١٠٢١ م ) على رأي محمّد كامل حسين (٦).
____________
١ ـ مستدركات أعيان الشيعة ٢ : ٣٤٠.
٢ ـ معجم المؤلّفين ١ : ٢٩٨.
٣ ـ هديّة العارفين ١ : ١٢١.
٤ ـ القرامطة : ١٩٢.
٥ ـ اسبوع دور الستر : ٣٩ ، مقدّمة المحقّق ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة.
٦ ـ القرامطة : ١٩٢.
كتاب المصابيح في إثبات الإمامة
قال حميد الدين الكرماني في مقدّمة الكتاب : أمّا بعد ، فإنّني لمّا رأيت سيّد العظماء وزين الوزراء ... ، فخر الملك ، وزير الوزراء ـ أطال اللّه بقاءه ـ مخصوصاً من الله بالفطنة والفهم ، ممنوحاً من الدراية والعلم ، متوّجاً بشرف الولاية النبويّة ، معتصماً بالعصمة العلوية ، متديناً بمحبّة العترة الطاهرة ، آل طه ويس ، وتخيّلت أنّ بعضاً من الشياطين الذين يوسوسون في صدور الناس من الأبالسة الملاعين قد تمكّن من عالي مجلسه ، وألقى إليه من الكلام ما أثّر في نفسه صدّاً عن سبيل الله ، وجرأة على الله وإخلالاً بطاعة الله ، وجحود الآيات من الله ، ثُمّ لم يكن في خدمته من كان له انبعاث في إظهار ما وصل إليه من مواد البركات من جهة أولياء النعمة وسادات الأمّة الذين افترض الله طاعتهم ، سلام الله على العابر والغابر ، والقائم منهم فينا والناظر ، بعثتني حميّة الدين ، وصدق الولاء واليقين ، وقضية ما أرجع إليه في الله من صحّة الاعتقاد ، وحكم ما افترض الله علي في سبيله من الجهاد على أن أقرّر وجوب الإمامة ، وصدق مقامات آل طه ويس من الأئمّة عليهم من الله التحية والسلام ، وصحّة إمامة القائم في عصرنا منهم مولانا أمير المؤمنين عبد الله ووليّه المنصور أبو علي الحاكم بأمر الله ، سلام الله عليه وعلى الأئمّة الطاهرين ، وافتراض طاعته ، واتّباعه بمقدار اليسير الذي تناهى إليّ من أنوارهم ، وأتي عليها ببراهين نيّرة لا ترد ،
ودلالات بيّنة لا تهد ، وأنْ أجعل ذلك إليه في كتاب ليقف عليه ، وينظر منه على صحّة المذهب الشريف ، والاعتقاد يتصور لديه رجاحة أهل الطاعة بما شملهم من فضل الله بالاستمرار ، ففعلت ، وسمّيته بكتاب « المصابيح في إثبات الإمامة » ... ، إذ المورود فيه من الدلالات كالمصابيح التي هي كالرجوم للشياطين ، وجعلته في مقالتين : إحداهما في إثبات المقدّمات التي يحتاج إليها في إثبات الإمامة ، وثانيتها في الإمامة.
ثمّ قال : والمقالتان تجمعان أربعة عشر مصباحاً يشتمل جميعها على مائة برهان ، وخمسة براهين (١).
قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المصابيح في إثبات الإمامة لسيدنا حميد الدين أحمد بن عبد الله ، وهي مقالان : أحدهما في إثبات المقدمات التي يحتاج إليها في الإمامة ، وثانيهما في الإمامة ، والمقالتان تجمعان أربعة عشر مصباحاً ، يشتمل جميعها على مائة برهان ، وخمسة براهين.
المقالة الأولى :
في إثبات المقدمات ، سبعة مصابيح (٢) :
الأوّل : في صدر الكتاب والبيان عن العلة الداعية إلى تقديم المقدمات ، وترتيبها على ما رتبت في برهان واحد.
الثاني : في إثبات الضائع.
____________
١ ـ المصابيح في إثبات الإمامة : ١٤ ، مقدّمة المؤلّف.
٢ ـ فهرست المجدوع : ١٢١.