الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨
٣٩ ـ وقال عليهالسلام : ان الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله ان لا يعذب أهل توحيده بالنار.
بسم الله الرحمن الرحيم
١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى جعفر عليهالسلام قال : من أدمن قراءة لا اقسم وكان يعمل بها بعثه الله عزوجل مع رسول الله صلىاللهعليهوآله من قبره في أحسن صورة ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان.
٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قرأ سورة القيامة شهدت انا وجبرئيل يوم القيامة انه كان مؤمنا بيوم القيامة وجاء ووجهه مفسر على وجوه الخلائق يوم القيامة.
٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) يعنى اقسم بيوم القيمة (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) قال : نفس آدم التي عصت فلامها الله عزوجل ، قوله : (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) قال : يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول : سوف أتوب (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) قال : يبرق البصر فلا يقدر أن يطرق.
٤ ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدسسره باسناده الى على بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على القائم عليهالسلام وسؤاله إياه. وفيه : فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال : إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر ، واستدار بهما الكواكب والنجوم ـ فقلت : متى يا ابن رسول الله؟ فقال لي : في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة ، معه عصى موسى وخاتم سليمان يسوق الناس الى المحشر.
٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : كلا لا وزر اى لا ملجأ ، قوله : (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) بما قدم من خير وشر وما أخر ، فما سن من سنة ليستن بها من بعده فان كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا ، وان كان
خيرا كان له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئا (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) قال ؛ يعلم ما صنع وان اعتذر.
٦ ـ في من لا يحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ما حد المرض الذي يفطر فيه الرجل ويدع الصلوة من قيام؟ فقال : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) هو أعلم بما يطيقه.
٧ ـ في أصول الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن فضل أبى العباس عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس يرجع الى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك؟ والله عزوجل يقول : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) ان السريرة إذا صحت قويت العلانية.
٨ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عمر بن يزيد قال : انى لأتعشى عند أبى عبد الله عليهالسلام إذ تلا هذه الاية : «(بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ «وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) يا با حفص ما يصنع الإنسان ان يتقرب الى الله جل وعز بخلاف ما يعلم الله جل وعز ، ان رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقول : من أسر سريرة رداه الله جل وعز ان خيرا فخير ، وان شرا فشر.
٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عمر بن يزيد قال : انى لا تعشى مع أبى عبد الله عليهالسلام وتلا هذه الاية : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) يا با حفص ما يصنع الإنسان ان يعتذر الى الناس بخلاف ما يعلم الله منه ، ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقول : من أسر سريرة ألبسه الله رداها ان خيرا فخيرا وان شرا فشر.
١٠ ـ في الكافي على بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسن بن على ابن سليمان عن محمد بن عمران عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : أتى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو جالس بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان ، فقال لهم أمير المؤمنين عليهالسلام أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا : نعم ، قال : يهود أنتم؟ قالوا : لا ، قال : فنصارى؟ قالوا : لا ، قال : فعلى اى شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟ قالوا : بل
مسلمون قال : فسفر أنتم؟ قالوا لا قال : فيكم علة استوجبتم الإفطار لا شعر بها فانكم ابصر بأنفسكم لان الله تعالى يقول : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) قالوا : بل أصبحنا ما بنا علة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال : قيل لأبي عبد الله عليهالسلام : انا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام ومعهم خادم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال : ان كان في دخولكم عليه منفعة لهم فلا بأس ، وان كان فيه ضرر فلا. وقال (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) فأنتم لا يخفى عليكم، وقد قال الله عزوجل : (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ).
١٢ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم عن أبى ـ عبد اللهعليهالسلام قال : ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس إذا رجع يعلم انه ليس كذلك ، والله سبحانه يقول : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) ان السريرة إذا صلحت قويت العلانية.
١٣ ـ وعن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ما حد المرض الذي يفطر صاحبه؟ قال : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) هو اعلم بما يطيق.
وفي رواية اخرى هو أعلم بنفسه ذاك اليه.
١٤ ـ (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) قال ابن عباس كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة ان ينساه فنهاه الله عن ذلك.
١٥ ـ وفي رواية سعيد بن جبير عنه انه عليهالسلام كان يعالج من التنزيل شدة ، وكان يشتد عليه حفظه فكان يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبرئيل من قراءة الوحي ؛ فقال سبحانه : (لا تُحَرِّكْ بِهِ) اى بالوحي أو بالقرآن (لِسانَكَ) يعنى القرائة.
١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : «فلا صدق ولا صلى» فانه كان سبب نزولها
أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا الى بيعة على عليهالسلام يوم غدير خم فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد الله أن يخبرهم به رجعوا الناس ، فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وأبى موسى الأشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول : ما نقر لعلى بالولاية أبدا ، ولا نصدق محمدا مقالته فيه ، فأنزل الله جل ذكره (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّىوَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) وعيد الفاسق فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآله المنبر وهو يريد البرائة منه ، فأنزل الله : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يسمه قوله : (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) قال : على آل محمد جمع القرآن وقراءته.
١٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبى المقدام عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : ما ادعى أحد من الناس انه جمع القرآن كله كما انزل الا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما نزله الله الا على بن أبى طالب والائمة عليهمالسلام.
١٨ ـ في مجمع البيان : فاذا قرأناه اى قرأه جبرئيل عليك بأمرنا فاتبع قرآنه عن ابن عباس والمعنى اقرأه إذا فرغ جبرئيل من قراءته ، قال : فكان النبي صلىاللهعليهوآله بعد هذا إذا نزل عليه جبرئيل عليهالسلام أطرق فاذا ذهب قرأ.
١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) قال : الدنيا الحاضرة وتذرون الاخرة قال : تدعون (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) اى مشرقة (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) قال : ينظرون الى وجه الله اى رحمة الله ونعمته.
٢٠ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الاخبار في التوحيد باسناده الى إبراهيم بن أبى محمود قال : قال على بن موسى الرضا عليهالسلام في قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) يعنى مشرقة تنتظر ثواب ربها.
٢١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليهالسلام يقول فيه : وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات. فأما قوله عزوجل (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ)
فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء الله عزوجل بعد ما يفرغ من الحساب الى نهر يسمى الحيوان ، فيغتسلون ويشربون منه ويدخلون الجنة ، فذلك قوله عزوجل في تسليم الملائكة عليهم : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر الى ما وعدهم فذلك قوله : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) وانما يعنى بالنظر اليه النظر الى ثوابه تبارك وتعالى.
٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله مثله سواء الى قوله (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) دون انما يعنى ـ إلخ ـ وفيه بعد قوله : «ناظرة» والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة ، ألم تسمع الى قوله تعالى : (فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) اى منتظرة (بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ).
٢٣ ـ في مجمع البيان واما من حمل النظر في الاية على الانتظار فإنهم اختلفوا في معناه على أقوال ، أحدها أن المعنى منتظرة لثواب ربها ، وروى ذلك عن مجاهد والحسن وسعيد بن جبير والضحاك وهو المروي عن على عليهالسلام.
في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) قال : يعنى النفس إذا بلغت الترقوة (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) قال : يقال له : من يرقيك قوله : (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) علم انه الفراق.
٢٥ ـ في مجمع البيان (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) وجاء في الحديث ان العبد ليعالج كرب الموت وسكراته ، ومفاصله يسلم بعضها على بعض ، يقول : عليك السلام تفارقني وأفارقك الى يوم القيامة.
٢٦ ـ في الكافي باسناده الى جابر عن أبى جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول اللهعزوجل : (وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) قال : فان ذلك ابن آدم إذا حل به الموت قال: هل من طبيب انه الفراق وأيقن بمفارقة الأحبة ، قال : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) قال: التفت الدنيا بالآخرة ثم (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) قال : المصير الى رب العالمين.
٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) قال : التفت الدنيا
بالآخرة (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) قال : يساقون الى الله وقوله : فلا صدق ولا صلى فانه كان سبب نزولها ان رسول الله صلىاللهعليهوآله دعا الى بيعة على يوم غدير خم ، فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد ان يخبر رجعوا الناس ، فاتكى معاوية على المغيرة ابن شعبة وأبى موسى الأشعري ثم اقبل يتمطى نحو أهله ويقول : ما تقر لعلى بالولاية أبدا ولا نصدق محمدا مقالته فيه ، فأنزل الله جل ذكره : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) وعيد الفاسق فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآله المنبر ويريد البرائة منه ، فأنزل الله (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يسمه.
٢٨ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الاخبار المجموعة وبهذا الاسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال : سألت محمد بن على الرضا عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) قال : يقول الله عزوجل بعدا لك من خير الدنيا ، وبعدا لك من خير الاخرة.
٢٩ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيد أبى جهل ثم قال له : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) فقال ابو جهل : بأى شيء تهددنى لا تستطيع أنت ولا ربك ان تفعلا بى شيئا ، وانى لأعز أهل هذا الوادي فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) قال لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شيء.
٣١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فقلت : لم خلق الله الخلق؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لإظهار قدرته وليكلفهم طاعته ، فيستوجبوا بذلك رضوانه ، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ، ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم الى نعيم.
٣٢ ـ وباسناده الى مسعدة بن زياد قال : قال رجل لجعفر بن محمد عليهالسلام : يا با عبد الله
انا خلقنا للعجب قال : وما ذلك لله أنت؟ قال : خلقنا للفناء؟ فقال : يا ابن أخ خلقنا للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قال انما نتحول من دار الى دار.
٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) قال : إذا نكح أمناه.
٣٤ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الاية: (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله سبحانك اللهم وبلى. وهو المروي عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهماالسلام.
٣٥ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليهالسلام ووصف عبادته : وكان إذا قرء (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) قال عند الفراغ : سبحانك اللهم بلى.
بسم الله الرحمن الرحيم
١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى جعفر عليهالسلام قال : من قرء هل أتى على الإنسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وحوراء من الحور العين ، وكان مع محمد صلىاللهعليهوآله.
٢ ـ في مجمع البيان وقال ابو جعفر عليهالسلام : من قرء سورة هل أتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٣ ـ أبى بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ومن قرء سورة هل أتى كان جزائه على الله جنة وحريرا.
٤ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده الى على بن عمر العطار قال : دخلت على ابى الحسن العسكري عليهالسلام يوم الثلثاء فقال لم أرك أمس؟ قال : كرهت الحركة في يوم الاثنين قال : يا على من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) ثم قرء ابو الحسن عليهالسلام (فَوَقاهُمُ اللهُ
شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً).
٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) في سورة الإنسان مكية في قول ابن عباس وضحاك وقال قوم : هي مدنية وهي احدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول على بن موسى بن طاوس : ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان المراد بنزول سورة (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك ، ومن المعلوم ان الحسن والحسين عليهماالسلام كانت ولادتهما بالمدينة ومع هذا فكأنهم نسوا ما رووه على اليقين ، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين.
٦ ـ في مجمع البيان حدثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسنى الى قوله : وباسناده عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب عليهالسلام انه قال : سألت النبيصلىاللهعليهوآله عن ثواب القرآن فأخبرنى بثواب سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم ، الى أن قال : وأول ما نزل بالمدينة سورة الأنفال ثم البقرة ، ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل أتى الى قوله : فهذا ما انزل بالمدينة.
٧ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن على بن أسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال : سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن قوله : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) فقال : كان مقدرا غير مذكور.
٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) قال : لم يكن في العلم ولا في الذكر ، وفي حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر.
٩ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله : (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) قال : كان شيئا ولم
يكن مذكورا.
١٠ ـ وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبى جعفر عليهالسلام قال : كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.
١١ ـ وعن عبد الأعلى مولى آل سام عن ابى عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) فقال : كان شيئا ولم يكن مذكورا.
١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده الى أبى جعفر الباقر عليهالسلام حديث طويل وفيه أن النبي صلىاللهعليهوآله قال لعلى عليهالسلام : قل : ما أول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها؟ قال : أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا ، قال : صدقت.
١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام في قوله : أمشاج نبتليه قال : ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.
١٤ ـ في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين الى أن قال عليهالسلام : ومحط الأمشاج من مشارب الأصلاب.
١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى حمزة بن الطيار عن أبى عبد الله عليهالسلام في قول اللهعزوجل : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) قال : عرفناه اما أخذا واما تاركا.
١٦ ـ في أصول الكافي باسناده الى حمران بن أعين قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله عزوجل : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) قال : اما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر.
١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) قال : اما آخذ فشاكر واما تارك فكافر.
١٨ ـ في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الآيات من هذه السورة وهي قوله : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ) الى قوله : و (كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) نزلت في على وفاطمة
والحسن والحسين عليهمالسلام وجارية لهم تسمى فضة ، وهو المروي عن ابن عباس ومجاهد وابى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا : يا با الحسن لو نذرت على ولديك نذرا؟ فنذر صوم ثلاثة أيام ان شفاهما الله سبحانه ، ونذرت فاطمة عليهاالسلام وكذلك الفضة فبرءا وليس عندهم شيء ، فاستقرض على عليهالسلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي وروى انه أخذها ليغزل له صوفا ، وجاء به الى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى على عليهالسلام المغرب وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته الى على عليهالسلام فاذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقي فطحنته واختبزته وقدمته الى على عليهالسلام فاذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أتى على ومعه الحسن والحسين عليهمالسلام الى النبي صلىاللهعليهوآله وبهما ضعف فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله ونزل جبرئيل بسورة هل أتى.
١٩ ـ وفي رواية عطاء عن ابن عباس ان على بن ابى طالب عليهالسلام آجر نفسه ليسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة (١) فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا اليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الثالث فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا (٢) يومهم ذلك ذكره الواحدي في تفسيره.
٢٠ ـ وذكر على بن إبراهيم ان أباه حدثه عن عبد الله بن ميمون عن أبى عبد اللهعليهالسلام قال : كان عند فاطمة عليهالسلام شعير فجعلوه عصيدة (٣) فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين : رحمكم الله فقام على عليهالسلام ، فأعطاه ثلثا فلم
__________________
(١) الحريرة : دقيق يطبخ بلبن أو دسم.
(٢) طوى فلان : جاع ولم يأكل شيئا.
(٣) العصيدة : دقيق يلت بالسمن ويطبخ.
يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم : رحمكم الله فقام على عليهالسلام فأعطاه الثلث ، ثم جاء أسير فقال الأسير : رحمكم الله فأعطاه على عليهالسلام الثلث وما ذاقوها ، فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم ، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عزوجل.
٢١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى ابو صالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيري والثعلبي والواحدي في تفسيرهم وصاحب أسباب النزول والخطيب المكي في الأربعين وابو بكر الشيرازي في نزول القرآن في أمير المؤمنين عليهالسلام والأشنهي في اعتقاد أهل السنة وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد وروى أهل البيت عليهمالسلام عن الأصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقر عليهالسلام واللفظ له في قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) انه مرض الحسن والحسينعليهماالسلام فعادهما رسول الله في جميع.
أصحابه وقال لعلى : يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله ، فقال : أصوم ثلاثة أيام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام. فانطلق على الى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف ، غأعطاه جزة من صوف (١) وثلاثة أصوع من شعير ، وقال : تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليهالسلام إذا مسكين على الباب يقول : السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال :
فاطم ذات المجد واليقين |
|
يا بنت خير الناس أجمعين |
اما ترين البائس المسكين |
|
قد قام بالباب له حنين |
يشكو إلينا جائع حزين |
|
كل امرئ بكسبه رهين |
__________________
(١) الجزة : صوف شاة في السنة.
فقالت فاطمة :
أمرك سمعا يا ابن عم وطاعة |
|
ما في من لؤم ولا وضاعة |
أطعمه ولا أبالى الساعة |
|
أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة |
ان ألحق الأخيار والجماعة |
|
وادخل الخلد ولي شفاعة |
ودفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا. وأصبحوا صياما ولم يذوقوا الا الماء القراح ، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة إذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد ، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة. فوضع اللقمة من يده وقال :
فاطم بنت السيد الكريم |
|
بنت نبي ليس بالذميم |
قد جاءنا الله بذا اليتيم |
|
من يرحم اليوم فهو رحيم |
موعده في جنة النعيم |
|
حرمها الله على اللئيم |
فقالت فاطمة :
انى أعطيه ولا أبالي |
|
وأوثر الله على عيالي |
امسوا جياعا وهم أشبالى ثم دفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا ، لا يذوقون الا الماء القراح ، فلما أصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليهالسلام إذا أسير من أسراء المشركين على الباب يقول : السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع على عليهالسلام اللقمة من يده وقال :
فاطم يا بنت النبي أحمد |
|
بنت نبي سيد مسدد |
هذا أسير للنبي المهتدى |
|
مكبل في غلة مقيد (١) |
يشكو إلينا الجوع قد تقدد |
|
من يطعم اليوم يجده في غد |
عند العلى الواحد الممجد
__________________
(١) الكبل : القيد أو أعظم ما يكون من القيود.
فقالت فاطمة :
لم يبق مما كان غير صاع |
|
قد رميت كفى مع الذراع |
وما على رأسى من قناع |
|
الا عباء نسجه بصاع |
ابناي والله من الجياع |
|
يا رب لا تتركهما ضياع |
أبوهما للخير ذو اصطناع |
|
عبل الذراعين شديد الباع (١) |
وأعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا ، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، فرآهم النبي صلىاللهعليهوآله جياعا فنزل جبرئيل عليهالسلام ومعه صحفة (٢) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا (٣) تفوح منها رائحة المسك والكافور ، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة ، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا أهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل وأخذها من يده ورفع الصفحة الى السماء. فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لو لا ما أراد الحسين من إطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها الى يوم القيامة ، ونزل : يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة ، ونزلت «هل أتى» في اليوم الخامس والعشرين منه.
٢٢ ـ وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهماالسلام قال : كل ما في كتاب الله عزوجل من قوله : (إِنَّ الْأَبْرارَ) فو الله ما أراد به الا على بن أبى طالب وفاطمة وانا والحسين ، لأنا نحن أبرار بآبائنا
__________________
(١) يقال : رجل عبل الذراعين أي ضخمهما. والباع : قد رمد اليدين وربما عبر بالباع عن الشرف والفضل والقدرة.
(٢) الصحفة : قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة ، قال الكسائي : أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ، ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل أو الثلاثة ، ثم الصحفة تشبع الرجل.
(٣) العراق ـ بالضم ـ جمع العرق : العظم الذي أخذ عنه اللحم.
وأمهاتنا ، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر ، ومبراة من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه ، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.
٢٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب : نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفي ولده (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) الى آخر السورة غيري؟ قالوا : لا.
٢٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده الى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام في قوله عزوجل : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) قالا : مرض الحسن والحسين عليهماالسلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه رجلان فقال : يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما؟ فقال : أصوم ثلاثة أيام شكرا لله عزوجل ، وكذلك قالت فاطمة عليهاالسلام وقال الصبيان : ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام ، وكذلك قالت جاريتهم فضة ، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام ، فانطلق على عليهالسلام الى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف ، فقال : هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير؟ قال : نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليهاالسلام فقبلت وأطاعت ، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا ، وصلى على عليهالسلام مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المغرب ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم ، فأول لقمة كسرها على عليهالسلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال :
فاطم ذات المجد واليقين |
|
يا بنت خير الناس أجمعين |
أما ترين البائس المسكين |
|
قد جاء الى الباب له حنين |
يشكو الى الله ويستكين |
|
يشكو إلينا جائعا حزين |
كل امرئ بكسبه رهين |
|
من يفعل الخير يقف سمين |
موعده في جنة دهين (١) |
|
حرمها الله على الضنين |
وصاحب النجل يقف حزين |
|
تهوى به النار الى سجين |
شرابه الحميم والغسلين فأقبلت فاطمة تقول :
أمرك سمع يا ابن عم وطاعة |
|
ما بى من لؤم ولا ضراعة (٢) |
غذيت باللب وبالبراعة |
|
أرجو إذا أشبعت من مجاعة |
ان ألحق الأخيار والجماعة |
|
وادخل الجنة في شفاعة |
وعمدت الى ما كان على الخوان فدفعته الى المسكين وباتوا جياعا ، وأصبحوا صياما لم يذوقوا الا الماء القراح ، ثم عمدت الى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرصا ، وصلى على عليهالسلام المغرب مع النبي صلىاللهعليهوآله ثم أتى منزله ، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليهالسلام إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة ، فوضع على عليهالسلام اللقمة من يده ثم قال :
فاطم بنت السيد الكريم |
|
بنت نبي ليس بالزنيم (٣) |
قد جاءنا الله بذا اليتيم |
|
من يرحم اليوم فهو رحيم |
موعده في جنة النعيم |
|
حرمها الله على اللئيم |
وصاحب البخل يقف ذميم |
|
تهوى به النار الى الجحيم |
شرابه الصديد والحميم
__________________
(١) قوله عليهالسلام «دهين» كناية عن النضارة والطراوة كأنه صب عليه الدهن يقال «قوم مدهنون» عليهم آثار النعم.
(٢) الضراعة : الذل والاستكانة والضعف.
(٣) الزنيم : اللئيم الذي يعرف بلؤمه.
فأقبلت فاطمة عليهاالسلام وهي تقول :
فسوف أعطيه ولا أبالي |
|
وأوثر الله على عيالي |
امسوا جياعا وهم أشبالى |
|
أصغر هما يقتل في القتال |
بكربلا يقتل باغتيال |
|
لقاتليه الويل مع وبال |
يهوى في النار الى سفال |
|
كبوله زادت على الأكبال |
ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا الا الماء القراح ، وأصبحوا صياما وعمدت فاطمة عليهاالسلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد قرصا ، وصلى على عليهالسلام المغرب مع النبي صلىاللهعليهوآله ثم أتى منزله فقرب اليه الخوان وجلسوا خمستهم ، فأول لقمة كسرها على عليهالسلام إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا؟ فوضع على عليهالسلام اللقمة من يده ثم قال :
فاطم يا بنت النبي أحمد |
|
بنت نبي سيد مسدد |
قد جاءك الأسير ليس يهتدى |
|
مكبلا في غله مقيد |
يشكو إلينا الجوع قد تقدد |
|
من يطعم اليوم يجده في غد |
عند العلى الواحد الموحد |
|
ما يزرع الزارع سوف يحصد |
فأطعمى من غير من أنكد (١) فأقبلت فاطمة عليهاالسلام وهي تقول :
لم يبق مما كان غير صاع |
|
قدد برت كفى مع الذراع (٢) |
شبلاي والله هما جياع |
|
يا رب لا تتركهما ضياع |
أبوهما للخير ذو اصطناع |
|
عبل الذراعين طويل الباع |
وما على رأسى من قناع |
|
الا عبا نسجتها بصاع |
__________________
(١) نكد عيشتهم : اشتد وعسر.
(٢) الدبر : الجرح.
وعمدوا الى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين ، وليس عندهم شيء ، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسين عليهماالسلام نحو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهما يرتعشان كالفراخ (١) من شدة الجوع ، فلما بصر بهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يا أبا الحسن شد ما يسوؤني ما ارى بكم انطلق الى ابنتي فاطمة فانطلقوا وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع ، وغارت عيناها (٢) فلما رآها رسول الله صلىاللهعليهوآله ضمها اليه وقال : وا غوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك ، فقال وما آخذ يا جبرئيل قال : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) حتى بلغ (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً ، وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) وقال الحسن بن مهران في حديثه : فوثب النبي حتى دخل منزل فاطمة عليهاالسلام فرأى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى ويقول : أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم؟! فهبط جبرئيل عليهالسلام بهذه الآيات (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) قال : هي عين في دار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تفجر الى دور الأنبياء والمؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام وجاريتهم (وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) يقول عابسا كلوحا (٣)
٢٥ ـ في كتاب الخصال في احتجاج على عليهالسلام على أبى بكر قال : أنشدك بالله أنا صاحب الاية (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) أم أنت؟ قال : بل أنت.
٢٦ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليهالسلام في قول الله عزوجل : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) الذي أخذ عليهم من ولايتنا.
__________________
(١) الفراخ جمع الفرخ : ولد الطائر.
(٢) غارت عينه : دخلت في الرأس وانحسفت.
(٣) الكلوح بمعنى العبوس.
على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليهالسلام قال : قلت قوله : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) قال : يوفون بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا.
٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) قال : المستطير العظيم.
٢٩ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبى المغرا عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليهالسلام قال قلت : قوله : و (يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) قال : ليس من الزكاة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبى الحسن عليهالسلام قال : ينبغي للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته ، وتلا هذه الاية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) قال : الأسير عيال : الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم ، ثم قال : ان فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر : وكان فلان حاضرا.
٣١ ـ في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام.
٣٢ ـ عن أحمد بن عمر الحلبي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أى الخصال بالمرء أجمل؟ قال : وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة ، وتشاغل بغير متاع الدنيا.
٣٣ ـ في مجمع البيان (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) اى على حب الطعام ، وفي الحديث عن أبى سعيد الخدري أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ما من مسلم أطعم مسلما على جوع الا أطعمه الله من ثمار الجنة ، وما من مسلم كسا أخاه على عرى الا كساه الله من خضر الجنة ، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.
٣٤ ـ وفيه وقال أهل التحقيق ، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف ، الى قوله : وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة ، لقوله صلىاللهعليهوآله لما سئل عن أفضل الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت التراقي قلت : لفلان كذا ولفلان كذا.
٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى قوله : عابسا كلوحا : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً) يقول : على شهواتهم للطعام وإيثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين ، ويتيما من يتامى المسلمين ، وأسيرا من أسارى المشركين ، ويقولون إذا أطعموهم : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) قال : والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم ، يقولون : لا نريد جزاء تكافوننا به ، ولا شكورا تثنون علينا به ، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
٣٦ ـ في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أى الخصال بالمرء أجمل؟ قال : وقار بلا مهابة ، وسماح بلا طلب مكافاة ، وتشاغل بغير متاع الدنيا.
٣٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبى الحسن على بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له : احتج فيقول : يا رب خلقتني وهديتني فأوسعت على ، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره؟ فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره : صدق عبدي أدخلوه الجنة.
٣٨ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال : ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته : يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقول عزوجل : فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الاخرة لا محالة.
٣٩ ـ في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله على بن أبي طالب أمير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ، ويعطيني الامنة.
٤٠ ـ وفيه : وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة امة محمد وألفتها منى ، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.
٤١ ـ في أمالي الصدوق رحمهالله باسناده الى النبي صلىاللهعليهوآله قال : من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.
٤٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده الى على بن عمر بن العطار قال : دخلت على ابى الحسن العسكري عليهالسلام يوم الثلثاء فقال : لم أرك أمس؟ قال : كرهت الحركة في يوم الاثنين ، قال : يا على من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلوة الغداة هل أتى على الإنسان ثم قرء أبو الحسن عليهالسلام (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً).
٤٣ ـ في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه اعنى قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره : (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه وسرورا في القلوب و (جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) والاريكة السرير (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) قال ابن عباس : بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة : يا رب انك قلت في كتابك (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً) فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول : ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما ، ونزلت «هل أتى» فيهم الى قوله : (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً).
٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة ، وذلك ان في القيامة لا يكون غدو وعشى ، لان الغدو والعشى انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.
٤٥ ـ حدثني أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليهالسلام انه قال : ان