الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨
صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه الله تعالى مساكن الأبرار ، وأعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله ، وزوجه مأتى حوراء وأربعة آلاف ثيب ان شاء الله.
٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ومن قرء نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليهالسلام.
٣ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن سليمان عن أحمد ابن الفضل ابى عمرو الحذاء قال : سائت حالي فكتبت الى ابى جعفر عليهالسلام فكتب الى : أدم قراءة (إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) قال : فقرأتها حولا فلم أر شيئا ، فكتبت اليه أخبره بسوء حالي وأنى قد قرأت (إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) حولا كما أمرتنى ولم أر شيئا ، قال : فكتب الى : قد وفى لك الحول فانتقل منها الى قراءة «انا أنزلناه» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر ان شاء الله تعالى.
٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالي عن أبى جعفر عليهالسلام حديث طويل وفيه يقول عليهالسلام : كان بين آدم ونوح عشرة آباء كلهم أنبياء ، ويقول فيه أيضا وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة ، فأما نوح فانه أرسل الى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة.
٥ ـ وباسناده الى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : قال الصادق جعفر بن محمدعليهماالسلام : لما أظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح عليهالسلام وأيقن الشيعة بالفرج ، واشتدت البلوى وعظمت الفرية الى أن آل الأمر الى شدة شديدة نالت الشيعة ، والوثوب على نوح بالضرب المبرح (١) حتى مكث عليهالسلام في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى الدم من اذنه ثم أفاق ، وذلك بعد ثلاثمأة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ، ويدعوهم سرا فلا يجيبون ، ويدعوهم علانية فيولون ، فهم بعد ثلاثمأة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلوة الفجر للدعاء فهبط اليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا : يا نبي الله لنا حاجة ، قال : وما هي؟ قالوا : تؤخر الدعاء على قومك فانها أول سطوة الله عزوجل [في الأرض] قال : قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمأة
__________________
(١) اى الضرب الشديد.
سنة اخرى ، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمأة اخرى ويئس من ايمانهم ، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا : نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة ، ثم سألوا مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم الى مثل ما أجاب أولئك اليه ، وعاد عليهالسلام الى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعائه الا فرارا حتى انقضت ثلاثمأة سنة اخرى تتمة تسعمأة سنة ، فصارت اليه الشيعة وشكوا ما نالهم من العامة والطواغيت ، وسألوه الدعاء بالفرج ، فأجابهم الى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له : ان الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة : يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر ، فاذا أثمر فرجت عنهم ، فحمد الله واثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا الى نوح عليهالسلام بالتمر وسألوه أن ينجز لهم بالوعد ، فسأل الله عزوجل في ذلك فأوحى الله اليه : قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فاذا أثمر فرجت عنكم ، فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان ـ فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا عليهالسلام فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم ، فسأل الله عزوجل في ذلك فأوحى الله اليه : قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى ، فارتد الثلث الاخر وبقي الثلث ، فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحا عليهالسلام ثم قالوا له : لم يبق منا الا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخير الفرج ان نهلك ، فصلى نوح عليهالسلام فقال : يا رب لم يبق من أصحابى الا هذه العصابة ، وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج ، فأوحى الله عزوجل اليه : قد أجبت دعوتك فأصنع الفلك وكان بين اجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة.
٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال على بن الحسين عليهالسلام لبعض أصحابه قل في طلب الولد : رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني في حيوتى ويستغفرني بعد موتى واجعله لي خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ، اللهم انى أستغفرك وأتوب إليك انك أنت الغفور الرحيم ، سبعين مرة فانه من أكثر
من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد ، ومن خير الدنيا والاخرة ، فانه يقول (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً).
٧ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد ابن يوسف عن أبيه قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام وانا عنده فقال له : جعلت فداك انى كثير المال وليس يولد ولد فهل من حيلة؟ قال : نعم استغفر ربك سنة في آخر الليل مأة مرة ، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار ، فان الله يقول : «استغفروا ربكم» الى آخره.
٨ ـ في نهج البلاغة وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرود الرزق ورحمة الخلق فقال : سبحانه (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) فرحم الله امرءا استقبل توبته واستثقال خطيئته وبادر منيته.
٩ ـ وفيه وقال عليهالسلام لقائل بحضرته استغفر الله : ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ان الاستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع على ستة معان : أولها الندم على ما مضى ، والثاني العزم على ترك العود اليه أبدا ، والثالث ان تؤدى الى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى الله عزوجل أملس ليس عليك تبعة ، والرابع ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها ، والخامس ان تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد ، بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد ، والسادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول : استغفر الله.
١٠ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابه قال : شكا الأبرش الكلبي الى ابى جعفر عليهالسلام انه لا يولد له ، وقال : علمني شيئا ، قال له : استغفر الله في كل يوم أوفى كل ليلة مأة مرة ، فان الله يقول : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً) الى قوله : (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ).
١١ ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن سليمان بن جعفر عن شيخ مدني رواه (١) عن أبى جعفر عليهالسلام انه وفد الى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا ولا يولد له ، فدنا منه أبو جعفر عليهالسلام فقال له : هل لك أن توصلني الى هشام وأعلمك دعاء يولد لك؟ قال : نعم فأوصله الى هشام وقضى له جميع حوائجه قال : فلما فرغ قال الحاجب : جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي؟ قال : نعم ، قل في كل يوم إذا أصبحت وأمسيت : سبحان الله سبعين مرة ، وتستغفر عشر مرات ، وتسبح تسع مرات ، وتختم العاشر بالاستغفار يقول الله عزوجل : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة ، وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد الله عليهماالسلام ، فقال سليمان : فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لي وابطأ على الولد منها وعلمتها لأهلي فرزقت ولدا ، وزعمت المرأة انها متى تشاء ان تحمل حملت إذا قالتها ، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يولد لهم فولد لهم ولد كثير والحمد لله.
١٢ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله تعالى ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه امر فليقل : لا حول ولا قوة الا بالله.
١٣ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : أكثر الاستغفار تجلب الرزق.
١٤ ـ وفيه عن على عليهالسلام انه قال : والاستغفار يزيد في الرزق.
١٥ ـ في كتاب طب الائمة عليهمالسلام باسناده الى سليمان بن جعفر
__________________
(١) وفي المصدر «عن شيخ مدني عن زرارة عن ابى جعفر ... اه» وعن بعض النسخ «عن شيخ مدني عمن رواه. اه».
الجعفري عن الباقر عليهالسلام ان رجلا شكا اليه قلة الولد وانه يطلب الولد من الإماء والحرائر فلا يرزق له وهو ابن ستين سنة ، فقال عليهالسلام : قل كل ثلاثة أيام في دبر صلواتك المكتوبة صلوة العشاء الاخرة ، وفي دبر صلوة الفجر ، سبحان الله سبعين مرة ، واستغفر الله سبعين مرة ، تختمه بقول الله عزوجل : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً).
١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام في قوله لا ترجعون لله وقارا قال : لا تخافون لله عظمة.
١٧ ـ وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام في قوله : سبع سماوات طباقا يقول: بعضها فوق بعض.
١٨ ـ في نهج البلاغة وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعته ان جعل ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف (١) يبسا جامدا ، ثم فطر منه اطباقا ، ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها ، فاستمسك بأمره وقامت على حده.
١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً) قال : اتبعوا الأغنياء.
٢٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده عن جعفر بن محمد عليهماالسلام في قول الله عزوجل (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) قال : كانوا يعبدون الله عزوجل فماتوا فضج قومهم ، فشق ذلك عليهم ، فجاءهم إبليس لعنة الله فقال لهم : أتخذ لكم أصناما على صوركم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم وتعبدون الله ، فأعد لهم أصناما على مثالهم ، فكانوا يعبدون الله عزوجل وينظرون الى تلك الأصنام ، فلما جاءهم الشتاء والأمطار ادخلوا الأصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون الله عزوجل حتى هلك ذلك القرون ونشأ أولادهم ، فقالوا : ان آبائنا كانوا يعبدون هؤلاء
__________________
(١) البحر الزاخر : الذي قد امتد جدا وارتفع والمتراكم : المجتمع بعضه على بعض. والمتقاصف : الشديد الصوت.
فعبدوهم من دون الله عزوجل : فذلك قول الله تبارك وتعالى : «و (لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً) الاية.
٢١ ـ وباسناده الى بريد بن معاوية العجلي قال : قال ابو جعفر عليهالسلام : سمى العود خلافا لان إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمى العود خلافا.
٢٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبى يوسف يعقوب ابن عبد الله من ولد فاطمة عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن ابى عبد اللهعليهالسلام عن أمير المؤمنين حديث طويل يذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقول عليهالسلام : وكان فيه نسر ويغوث ويعوق.
٢٣ ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : كانت قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر ، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة ، وكان نسر عن يسارها ، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم الى يعوق ، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم الى نسر ؛ ثم يلبون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : «و (لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) قال : كان ود صنما لكلب ، وسواع صنما لهذيل ، وكان يغوث لمراد ، وكان يعوق لهمدان ، وكان نسر لحصين.
٢٥ ـ في روضة الكافي باسناده الى أبى عبد الله عليهالسلام حديث طويل يقول فيه عليهالسلام : فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده ، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها. وفيه فالتفت عن يساره واشاره بيده الى موضع دار الداريين (١) وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم ، فقال لي : يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوح عليهالسلام (يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً).
__________________
(١) باليائين اى العطارين.
٢٦ ـ في كتاب الخرائج والجرائح روى عن سليمان بن جعفر قال : كنت عند الرضا عليهالسلام بالحمرا في مشربة مشرفة على البر والمائدة بين أيدينا ، فرأى عليهالسلام رجلا مسرعا فرفع يده عن الطعام فما لبث ان جاء فصعد اليه فقال ، مات الزبيري ، فأطرق الى الأرض وتغير لونه ، فقال : انى لاحسبه قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر من ذنوبه ، قال الله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً) ثم مد يده فأكل فما لبث ان جاء مولى له فقال : مات الزبيري قال : فما سبب موته؟ قال : شرب الخمر البارحة فغرق فيها فمات.
في بصائر الدرجات معاوية بن حكيم عن سليمان ابن جعفر الجعفري قال : كنت عند الرضا عليهالسلام بالحمراء وذكر مثل ما في الخرائج والجرائح سواء.
٢٧ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبى عبد الله عليهالسلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليهالسلام : وكان نوح صلوات الله عليه رجلا نجارا فجعله الله عزوجل نبيا وانتجبه ، ونوح أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء ، قال : ولبث نوح في قومه الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم الى الله عز ذكره ، فيهزءون به ويسخرون منه ، فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم فقال : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) فأوحى الله عزوجل الى نوح ان اصنع سفينة وأوسعها وعجل عملها ، فعمل نوح سفينة في مسجد كوفة بيده الحديث.
٢٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفر عن ابى جعفر عليهالسلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليهالسلام : وقد ذكر نوحا : فأوحى الله عزوجل اليه (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) فلذلك قال نوح : ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فأوحى الله عزوجل اليه : (أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ).
٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى حنان بن سدير عن أبيه قال : قلت
لأبي جعفر عليهالسلام : أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) قال عليهالسلام علم انه لا ينجب من بينهم أحد قال : قلت : وكيف علم ذلك؟ قال : أوحى الله اليه انه (لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) فعندها دعا عليهم بهذا الدعاء.
٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : حدثنا احمد بن محمد بن موسى قال : حدثنا محمد بن حماد عن على بن إسماعيل النخعي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما كان علم نوح حين دعا على قومه انهم (لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً)؟ فقال: اما سمعت قول الله لنوح : (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ).
٣١ ـ حدثني ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : بقي نوح في قومه ثلاثمأة سنة يدعوهم الى الله فلم يجيبوه ، فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنى عشر الف قبيلة من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة ، فقال لهم نوح : ما أنتم؟ فقالوا : نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا ، وان مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمائة عام ، ومن سماء الدنيا الى الدنيا مسيرة خمسمائة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت ، فنسألك ان لا تدعو على قومك قال نوح : أجلتهم ثلاثمأة سنة ، فلما أتى عليهم ستمائة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية ، فقال نوح : من أنتم؟ قالوا : نحن اثنى عشر ألف قبيل من قائل ملائكة السماء الثانية. وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام ، ومن السماء الثانية الى السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام ، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام ، ومن السماء الدنيا الى الدنيا مسيرة خمسمائة عام ، خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسألك ان لا تدعو على قومك ، فقال نوح : قد أجلتهم ثلاثمأة سنة ، فلما أتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا همّ أن يدعو فأنزل الله عزوجل : (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا
يَفْعَلُونَ) فقال نوح : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً).
٣٢ ـ في كتاب الخصال عن جابر عن أبى جعفر عليهالسلام قال : لما دعا نوح عليهالسلام ربه عزوجل على قومه أتاه إبليس فقال له : يا نوح ان لك عندي يدا أريد أن أكافيك عليها ، فقال نوح : والله انى ليبغض الى ان يكون لي عندك يد فما هي؟ قال : بلى دعوت الله على قومك فأغرقهم فلم يبق لي أحد أغويه ، فأنا مستريح حتى ينشأو قرن آخر فأغويهم ، قال له : فما الذي تريد ان تكافئني به؟ قال له : اذكرني في ثلاث مواطن فانى أقرب ما أكون من العبد إذا كان في إحداهن : اذكرني عند غضبك ، واذكرني إذا حكمت بين اثنين ، واذكرني إذا كنت مع امرأة جالسا ليس معكما أحد.
٣٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً) يعنى الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء عليهمالسلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٤ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالي عن أبى جعفر عليهالسلام ان إبراهيم دعا للمؤمنين والمؤمنات والمذنبين من يومه ذلك [الى يوم القيامة] بالمغفرة والرضا عنهم ، قال : وأمن الرجل على دعائه : قال أبو جعفر عليهالسلام : فدعوة إبراهيم عليهالسلام بالغة للمذنبين من شيعتنا الى يوم القيامة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (١).
٣٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليهالسلام في قوله : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) التبار : الخسار.
__________________
(١) ومن أراد الوقوف على تمام القصة فليراجع بحار الأنوار ج ٢١ صفحة ٨٠ ـ ٨١ من الطبعة الحديثة.
بسم الله الرحمن الرحيم
١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : من أكثر قراءة قل اوحى الى لم يصبه في الحياة الدنيا من أعين الجن ولا نفثهم ولا سحرهم ولا من كيدهم ، وكان مع محمد صلىاللهعليهوآله فيقول : يا رب لا أريد به بدلا ولا أبغى عنه حولا.
٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ومن قرء سورة الجن اعطى بعدد كل جنى وشيطان صدق بمحمد وكذب به عتق رقبة.
٣ ـ وروى الواحدي باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ما قرء رسول الله صلىاللهعليهوآله على الجن وما رآهم انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين الى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء (١) فرجعت الشياطين الى قومهم فقالوا : ما لكم؟ قالوا : حيل بيننا وبى خبر السماء وأرسلت علينا الشهب ، قالوا : ما ذاك الا من شيء حدث؟ فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبيصلىاللهعليهوآله وهو بنخل عامدين الى سوق عكاظ ، وهو يصلى بأصحابه صلوة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا الى قومهم وقالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) فأوحى الى نبيهصلىاللهعليهوآله : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ). ورواه البخاري ومسلم أيضا في الصحيح.
٤ ـ وعن علقمة بن قيس قال : قلت لعبد الله بن مسعود : من كان منكم مع النبيصلىاللهعليهوآله ليلة الجن؟ فقال : ما كان منا معه أحد فقد ناه ذات ليلة ونحن بمكة
__________________
(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «جن السماء» بدل «خبر السماء» في المواضع والظاهر انه مصحف.
فقلنا : اغتيل رسول الله أو استطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء فقلنا : يا رسول الله اين كنت؟ لقد أشفقنا عليك وقلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقد ناك ، فقال : انه أتانى داعي الجن فذهبت اقرئهم القرآن ، فذهب بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، فأما ان يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه.
٥ ـ في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : الجن على ثلاثة أجزاء : فجزء مع الملائكة وجزء يطيرون في الهواء وجزء كلاب وحيات.
٦ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا عن محمد بن على عن يحيى بن مساور عن سعد الإسكاف قال : أتيت أبا جعفر عليهالسلام في بعض ما أتيته فجعل يقول : لا تعجل (١) حتى حميت الشمس على وجعلت اتتبع الأفياء ، (٢) فما لبثت ان خرج على قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت (٣) قد انتهكتم العبادة قال : فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم ، فلما دخلت عليه قال لي : أرانى قد شققت عليك قلت : والله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بى لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد ، كان ألوانهم الجراد الصفر ، قد انتهكتم العبادة؟ فقال : يا سعد رأيتهم؟ قلت : نعم ، قال : أولئك إخوانك من الجن قال. فقلت : يأتونك؟ قال : نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم.
٧ ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن على بن حسان عن إبراهيم بن إسماعيل عن ابن جبل عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم (٤) أزر وأكسية. فسألنا أبا عبد الله عليهالسلام عنهم فقال : هؤلاء إخوانكم من الجن.
__________________
(١) اى كلما استأذنت للدخول عليه يقول لي : لا تعجل فلبثت على الباب حتى حميت الشمس اى اشتد حرها.
(٢) الأفياء ، جمع الفيء وهو الظل.
(٣) البتوت جمع البت : الطيلسان قوله قد «انتهكتهم» اى هزلتهم.
(٤) الزط : بضم الزاء اى صنف من الهنود.
٨ ـ احمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفي عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال : أتيت أبا جعفر عليهالسلام أريد الاذن عليه ، فاذا رحال إبل على الباب مصفوفة ، وإذا الأصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين بالعمائم يشبهون الزط ، قال : فدخلت على أبى جعفر عليهالسلام فقلت : جعلت فداك أبطأ اذنك على اليوم ورأيت قوما خرجوا على معتمين بالعمائم فأنكرتهم؟ قال : وتدري من أولئك يا سعد؟ قال : قلت : لا ، فقال : أولئك إخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم.
٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبى البلاد عن سدير الصيرفي قال : وصاني ابو جعفر عليهالسلام بحوائج له بالمدينة ؛ فخرجت فبينما أنا بين فج الروحاء (١) على راحلتي إذا إنسان يلوى بثوبه (٢) قال : فملت اليه وظننت انه عطشان ، فناولته الاداوة (٣) فقال لي : لا حاجة لي بها وناولني كتابا طينه رطب ، قال : فلما نظرت الى الخاتم إذا خاتم أبى جعفر عليهالسلام فقلت : متى عهدك بصاحب الكتاب قال : الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ثم التفت فاذا ليس عندي أحد ، قال ثم قدم ابو جعفر عليهالسلام فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب؟ فقال : يا سدير ان لنا خدما من الجن فاذا أردنا السرعة بعثناهم.
وفي رواية اخرى قال : ان لنا أتباعا من الجن كما لنا اتباعا من الانس. فاذا أردنا امرا بعثناهم.
١٠ ـ على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد ابن جحرش قال : حدثتني حكيمة بنت موسى قال : رأيت الرضا عليهالسلام واقفا على باب بيت الحطب وهو يناجي ولست ارى أحدا فقلت : سيدي لمن تناجي؟ فقال : هذا
__________________
(١) الفج : الطريق الواسع. والروحاء : موضع بالحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة.
(٢) اى يشير به.
(٣) الاداوة : الإناء الذي يسقى منه.
عامر الزهراني أتانى يسألني ويشكوا لي فقلت : يا سيدي أحب أن أسمع كلامه. فقال لي : انك ان سمعت به حممت سنة ، فقلت : يا سيدي أحب أن أسمعه فقال لي : استمعى فاستمعت فسمعت شبه الصفير وركبتني الحمى فحممت سنة.
١١ ـ أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليهالسلام قال : بينا أمير ـ المؤمنينعليهالسلام على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد ، فهم الناس أن يقتلوه ؛ فأرسل أمير المؤمنين عليهالسلام ان كفوا فكفوا وأقبل الثعبان ينساب (١) حتى انتهى الى المنبر ، فتطاول فسلم على أمير المؤمنين عليهالسلام فأشار أمير المؤمنين اليه : ان يقف حتى يفرغ من خطبته ، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال : من أنت؟ قال : أنا عمر بن عثمان خليفتك على الجن ، فقلت له : جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه؟ قال : نعم.
١٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن مالك ابن عطية عن أبى حمزة الثمالي قال : كنت استأذن على أبى جعفر عليهالسلام فقيل : ان عنده قوما فأثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم ثم اذن فدخلت عليه فقلت : جعلت فداك هذا زمان بنى امية وسيفهم يقطر دما؟ فقال يا با حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم.
١٣ ـ وحدثني محمد بن إسماعيل عن على بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبى حمزة قال : كنت مع أبى عبد الله عليهالسلام فيما بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره فاذا كلب أسود فقال : مالك قبحك الله ما أشد مسارعتك؟! وإذا هو شبيه بالطائر ، فقلت : ما هذا جعلت فداك؟ فقال : هذا عثمان بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلد.
١٤ ـ على بن حسان عن بكر عن رجل عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : يوم الأحد للجن ليس تظهر فيه لأحد غيرنا.
١٥ ـ محمد عن على بن حديد عن منصور بن حازم عن سعد الإسكاف قال :
__________________
(١) الانسباب : مشى الحية وما يشبهها.
أتيت باب ابى جعفر عليهالسلام مع أصحاب لنا لندخل فاذا ثمانية نفر كأنهم من أب وأم ، عليهم ثياب زرابى وأقبية طاق (١) وعمائم صفر دخلوا فما احتسبوا حتى خرجوا ، فقال لي : يا سعد رأيتهم؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : أولئك إخوانكم من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم.
١٦ ـ وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الإسكاف قال : طلبت الاذن على أبى جعفر عليهالسلام فبعث الى : لا تعجل فان عندي قوما من إخوانكم ، فلم البث ان خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط ، عليهم اقبية طبقين (٢) وخفاف فسلموا ومروا فدخلت على ابى جعفر عليهالسلام فقلت ما اعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك؟ قال : هؤلاء قوم من إخوانكم.
١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) الى قوله (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وكان سبب نزول هذه الاية ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج من مكة الى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس الى الإسلام ، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله ، ثم رجع الى مكة فلما بلغ موضعا يقال له : وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل ، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول اللهصلىاللهعليهوآله (وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ
__________________
(١) الزرابي جمع الزربية : الطنفسة المخملة. وطاق : ضرب من الثياب. والطيلسان وقيل : الأخضر وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البحار «طاق طاق» بتكرير لفظ الطاق. قال المجلسي (ره) وقوله «طاق طاق» اى لبسوا قباء مفردا ليس معه شيء آخر من الثياب كما ورد في الحديث : الاقامة طاق طاق ، أو انه لم يكن له بطانة ولا قطن ثم نقل عن القاموس ما ذكرناه في معنى الطاق ثم قال : وما ذكرناه أظهر في المقام لا سيما مع التكرار.
(٢) قال المجلسي (ره) : لعل المراد بالطبقين ان كل قباء كان من طبقين غير محشو بالقطن.
مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ) الى قوله : (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فجاؤا الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله شرائع الإسلام ، فانزل الله على نبيه : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) السورة كلها ، فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله منهم وكانوا يعودون الى رسول الله صلىاللهعليهوآله في كل وقت ، فأمر رسول الله أمير المؤمنين عليهالسلام أن يعلمهم ويفقهم ، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.
١٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهمالسلام ان عليا عليهالسلام قال لبعض اليهود : ان الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ؛ وقد سخرت لنبوة محمد صلىاللهعليهوآله الشياطين بالايمان فأقبل اليه من الجن التسعة من أشرافهم وأحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الاحجة (١) منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو (٢) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ) وهم التسعة (يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ). أقول وستسمع لهذا تتمة في محله قريبا إنشاء الله تعالى.
١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) اى بخت ربنا حدثنا على بن الحسين عن احمد بن أبى عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليهالسلام في قول الجن : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) فقال : كل شيء كذبه الجن فقصه الله كما قال.
٢٠ ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليهالسلام قال : شيئان يفسد الناس بهما صلوتهم: قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك ، وانما هو شيء قاله الجن بجهالة ، فحكى
__________________
(١) قال في البحار : «من الاحجة» جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفي بعض النسخ «من الاجنحة» اى الرؤساء ، أو اسم قبيلة منهم.
(٢) في ضبط هذه الأسماء خلاف راجع البحار ج ١٠ صفحة ٤٤ من الطبعة الحديثة والمصدر صفحة ١١.
الله عنهم وقول الرجل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
٢١ ـ في مجمع البيان وعن الربيع بن انس قال : ليس لله تعالى جد وانما قالته الجن بجهالة ، فحكاه الله سبحانه كما قالت ، وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهماالسلام.
٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى يستمعون القرآن فأقبل اليه الجن والنبي صلىاللهعليهوآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم (ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) ولقد اقبل اليه أحد وسبعون ألفا منهم ، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين ، فاعتذروا بأنهم «قالوا على الله شططا».
٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده الى زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً) قال : كان الرجل ينطلق الى الكاهن الذي يوحى اليه الشيطان فيقول : قل للشيطان فلان قد عاذ بك.
أقول : قد سبق قريبا عن كتاب الاحتجاج قول أمير المؤمنين عليهالسلام فأقبل اليه الجن والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببطن النخل فاعتذر بأنهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا.
قال عز من قائل : (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً)
٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله حديث طويل عن أمير المؤمنين عليهالسلام يذكر فيه مناقب الرسول صلىاللهعليهوآله وفيه : ولقد رأيت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده ، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة ، وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع ، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع فاذا هم قد حجبوا عن السماوات كلها ؛ ورموا بالشهب جلالة لنبوة
محمد صلىاللهعليهوآله. (١)
٢٥ ـ وعن ابى عبد الله عليهالسلام حديث طويل واما أخبار السماء فان الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم ، وانما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء ، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله لاثبات الحجة ونفى الشبهة ، وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء ، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط بها الى الأرض فيقذفها الى الكاهن فاذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به فهو مما اداه اليه شيطانه مما سمعه ، وما اخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة ، فقال : كيف صعدت الشياطين الى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود عليهماالسلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟ قال : غلظوا لسليمان لما سخروا ، وهم خلق رقيق غذاءهم التنسم ، والدليل على ذلك صعودهم الى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء اليه الا بسلم أو بسبب.
٢٦ ـ في نهج البلاغة واقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها.
٢٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم باسناده الى الحسين بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام في قوله : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) فقال: لا والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن على عليهالسلام وقوله : كنا طرائق قددا اى على مذاهب مختلفة.
أقول : قد تقدم عن على بن إبراهيم في بيان سبب النزول ، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.
٢٨ ـ وفيه قوله : (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) قال : البخس النقصان ، والرهق العذاب ، وسئل العالم عليهالسلام عن مؤمني الجن أيدخلون
__________________
(١) وفي البحار «دلالة لنبوته صلىاللهعليهوآله».
الجنة؟ فقال : لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنوا الجن وفساق الشيعة.
٢٩ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليهالسلام قال : قلت قوله : (لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ) قال: الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه (فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) قلت : تنزيل؟ قال : لا ، تأويل.
٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده الى عبادة بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام في قول الله عزوجل : (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) اى الذين أقروا بولايتنا (فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) معاوية وأصحابه (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ) ماءا غدقا الطريقة الولاية لعلى.
٣١ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول في هذه الاية : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) يعنى من جرى من شرك الشيطان على الطريقة يعنى على الولاية في الأصل عند الاظلة حين أخذ الله ميثاق ذرية آدم (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) يعنى لكنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب.
٣٢ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن ابى جعفر عليهالسلام في قول الله : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) قال : يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين على والأوصياء من ولده عليهمالسلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) يقول : لأشربنا قلوبهم الايمان ، والطريقة هي الايمان بولاية على والأوصياء.
٣٣ ـ في مجمع البيان وفي تفسير أهل البيت عليهمالسلام عن أبى بصير قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) قال : هو والله ما أنتم عليه (وَأَنْ
لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً).
٣٤ ـ وعن بريد العجلي عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : معناه لأفدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الائمة.
٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله : لنفتنهم فيه قتل الحسين عليهالسلام (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) اى الأحد من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا.
٣٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليهالسلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية : يا بنى لا تقل ما لا تعلم الى قوله : وقال الله عزوجل : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) يعنى بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والإبهامين.
٣٧ ـ في تفسير العياشي عن أبى جعفر عليهالسلام (١) انه سأله المعتصم عن السارق من اى موضع يجب ان يقطع؟ فقال ان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف ، فقال : وما الحجة في ذلك؟ قال : قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : السجود على سبعة أجزاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين ، فاذا قطعت يده من الكر سوع (٢) أو المرفق لم يدع له يد يسجد عليها ، وقال الله : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) يعنى به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) وما كان لله فلا يقطع ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضل عن ابى الحسن عليهالسلام في قوله : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) قال : هم الأوصياء.
٣٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال : حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليهالسلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليهالسلام بعد
__________________
(١) يعنى أبا جعفر الثاني محمد بن على الجواد (عليه السلام)
(٢) الكر سوع : طرف الزند الذي يلي الخنصر.
أن قال : ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها : وفرض على الوجه السجود بالليل والنهار في مواقيت الصلوة ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين ، وقال في موضع آخر : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً).
٤٠ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبى عبد اللهعليهالسلام حديث طويل وفيه : وسجد يعنى أبا عبد الله عليهالسلام على ثمانية أعظم : الكفين والركبتين وإبهامي الرجلين والجبهة والأنف ، وقال : سبعة منها فرض يسجد عليها وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) وهي الجبهة والكفان والركبتان والإبهامان ، ووضع الأنف على الأرض سنة.
٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : حدثني أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليهالسلام قال : المساجد الائمة صلوات الله عليهم وانه لما قام عبد الله يدعوه يعنى محمدا يدعوهم الى ولاية على كادوا قريش يكونون عليه لبدا يتعاونون عليه.
٤٢ ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليهالسلام قال : ان لرسول الله صلىاللهعليهوآله عشرة أسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن فاما التي في القرآن فمحمد واحمد وعبد الله ويس ون.
٤٣ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليهالسلام قال : قلت : قوله : (لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) قال : ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا الناس الى ولاية على فاجتمعت اليه قريش ، فقالوا : يا محمدا عفنا من هذا ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : هذه الى الله ليس الى فاتهموه وخرجوا من عنده ، فأنزل الله عزوجل : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً).
٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) ان توليتم عن ولايته