الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٧
وعلي وصيك من بعدك وفاطمة بنتك سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين إبناك سيدا شباب أهل الجنة ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر الطيار ابن عمك يطير مع الملائكة في الجنة ، والسقاية للعباس عمك فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ويلك يا حارث ما فعلت ذلك ببني عبدالمطلب ، لكن الله فعله بهم ، فقال : « إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء » الآية. فأنزل الله تعالى : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم (١) » ودعا رسول الله صلىاللهعليهوآله الحارث فقال : إما أن تتوب أو ترحل عنا ، قال : فإن قلبي لا يطاوعني إلى التوبة لكني أرحل عنك! فركب راحلته فلما أصحر (٢) أنزل الله عليه طيرا من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة ، فأنزلها على هامته (٣) وخرجت من دبره إلى الارض ، ففحص برجله (٤) ، وأنزل الله تعالى على رسوله : « سأل سائل بعذاب واقع » للكافرين بولاية علي ، قال : هكذا نزل به جبرئيل عليهالسلام (٥).
١٨ ـ فر : الحسين بن سعيد ، ومحمد بن عيسى بن زكريا ، عن يحيى بن الصباح المزني ، عن عمرو بن عمير ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا إلى شعب فأعظم فيه العناء (٦) ، فلما أن جاء قال : يا علي قد بلغني نبؤك والذي صنعت ، وأنا عنك راض قال : فبكى علي عليهالسلام فقال : قال (٧) رسول الله (ص) : ما يبكيك يا علي أفرح أم حزن؟ قال : بل فرح ومالي لا أفرح يا رسول الله وأنت عني راض ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : أما (٨) و إن الله وملائكته وجبرئيل وميكائيل عنك راضون ، أما والله لولا أن يقول فيك طوائف من
____________________
(١) الانفال : ٣٣.
(٢) اى خرج إلى الصحراء.
(٣) الهامة : رأس كل شئ وتطلق على الجثة.
(٤) فحص برجله التراب كناية عن تحرك رجليه عند النزع.
(٥) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٧٨.
(٦) العناء : التعب والمشقة وفى المصدر : فاعظم فيه البلاء.
(٧) ليست كلمة ( قال ) في المصدر.
(٨) كذا في المصدر ، وفى النسخ ( أنا ) وهو؟؟؟؟.
امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك قولا لاتمر بملاء منهم قلوا أو كثروا إلا قاموا إليك يأخذون التراب من تحت قدميك يلتمسون في ذلك البركة ، قال : فقال قريش : ما رضي حتى جعله مثلا لا بن مريم! فأنزل الله تعالى « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » قال : يضجون (١).
١٩ ـ فر : الحسين بن يوسف ، عن يوسف بن موسى بن عيسى بن عبدالله قال : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جده عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : جئت إلى النبي صلىاللهعليهوآله وهو في ملاء من قريش فنظر إليه ثم قال : يا علي إنما مثلك في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا ، وأبغضه قوم فأفرطوا ، فضحك الملاء الذين عنده وقالوا : انظروا كيف يشبه ابن عمه بعيسى بن مريم؟! قال : فنزل الوحي « فلما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » (٢).
٢٠ ـ فر : أحمد بن القاسم قال : أخبرنا عبادة ـ يعني ابن زياد ـ عن محمد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي إن فيك مثلا من عيسى بن مريم ، إن اليهود أبغضوه حتى بهتوه ، وأن النصارى أحبوه حتى جعلوه إلها ويهلك فيك رجلان : محب مطر (٣) ومبغض مفتر. وقال المنافقون ما قالوا (٤) لما رفع بضبع ابن عمه : جعله مثلا لعيسى بن مريم وكيف يكون هذا؟ وضجوا بما قالوا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » أي يضجون قال : وهي في قراءة ابي بن كعب « يضجون » (٥).
٢١ ـ فر : علي بن محمد هند الجعفي ، عن أحمد بن سليمان الفرقاني قال : قال
____________________
(١) تفسير فرات : ١٥٣.
(٢) تفسير فرات : ١٥١.
(٣) من أطرى يطرى اطراء : أحسن الثناء عليه وبالغ في مدحه. وفى المصدر : محب مفرط
(٤) في المصدر : ما يألو ما رفع اه.
(٥) تفسير فرات : ١٥١.
لنا ابن المبارك الصوري ، قال (١) النبي صلىاللهعليهوآله لابي ذر : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (٢) ألم يكن النبي قال؟ قال : بلى (٣) ، قال : فما القصة يا أبا عبدالله في ذلك؟ قال : كان النبي في نفر من قريش إذ قال : يطلع عليكم من هذا الفج (٤) رجل يشبه بعيسى بن مريم ، فاستشرفت (٥) قريش للموضع فلم يطلع أحد ، وقام النبي صلىاللهعليهوآله لبعض حاجته إذا طلع من ذلك الفج علي بن أبي طالب عليهالسلام فلما رأوه قالوا : الارتداد وعبادة الاوثان أيسر علينا مما يشبه ابن عمه بنبي! فقال أبوذر : يا رسول الله إنهم قالوا كذا وكذا ، فقالوا بأجمعهم كذب ، وحلفوا على ذلك ، فجحد (٦) رسول الله صلىاللهعليهوآله على أبي ذر ، فما برح حتى نزل عليه الوحي : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » قال : يضجون « وقالواءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل » فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (٧).
٢٢ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : بينا رسول الله (ص) ذات يوم جالسا إذ أقبل أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن فيك شبها من عيسى بن مريم ، لولا (٨) أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصاري في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لاتمر بملاء من الناس إلا أخذوا التراب من
____________________
(١) في المصدر : لم قال؟.
(٢) قال الجزرى في النهاية ( ٣ : ١٤٦ ) : فيه ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبى ذر ) الغبراء : الارض ، والخضراء : السماء للونهما ، أراد أنه متناه في الصدق إلى الغاية : فجاء به على اتساع الكلام والمجاز.
(٣) في المصدر : ألم يكن النبى أصدق؟ قال : بلى.
(٤) الفج : الطريق الواسع الواضح بين جيلين.
(٥) استشرف الشئ : رفع بصره لينظر إليه باسطا كفه فوق حاجبه.
(٦) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ ( فوجد ) أى غضب. وفى المصدر : فوجل.
(٧) تفسير فرات : ١٥٥.
(٨) في المصدر : ولولا.
تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ، قال : فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم! فأنزل الله على نبيه فقال : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدوق * وقالواء آلهتنا خير أم هو ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم » يعني من بني هاشم « ملائكة في الارض يخلفون ».
قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هر قلا بعد هرقل (١) فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فأنزل الله عليه مقالة الحارث وتزلت هذه الآية : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون » ثم قال : يا أبا عمرو (٢) إما تبت وإما رحلت ، فقال يا محمد بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : ليس ذلك إلي ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد قلبي ما يتا بعنى على التوبة ولكن أرحل عنك! فدعا براحلته فركبها ، فلما سار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته (٣) ، ثم أتى الوحي إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : « سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين » بولاية علي « ليس له دادع * من الله ذي المعارج » ـ قال (٤) قلت : جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا ، فقال : هكذا نزل (٥) بها جبرئيل على محمد صلىاللهعليهوآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليهاالسلام ـ فقال رسول الله (ص) لمن حوله من المنافقين انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، قال الله عزوجل : « واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد (٦) ».
____________________
(١) هر قل : اسم ملك الروم ، وهو اول من ضرب الدنانير وأحدث البيعة. وكان اولاده يتوارثون الملك والسلطنة بعضه من بعض ، ولذا صاروا مثلا في ذلك.
(٢) في المصدر : ثم قال له : يا عمرو ، وكانه مصحف : ( يا ابن عمرو ).
(٣) جندل ـ كجعفر ـ : ما يعمله الرجل من الحجارة. وفى المصدر : فرضخت هامته. أى كسرت
(٤) أى قال أبوبصير لا حدهما عليهماالسلام فالخبر مضمر كما عرفت
(٥) في المصدر : هكذا والله نزل.
(٦) روضة الكافى : ٥٧ و ٥٨ والاية الاخيرة في سورة ابراهيم : ١٥.
تذنيب : قال الطبرسي رحمهالله : اختلف في المراد (١) على وجوه : أحدها أن معناه لما وصف ابن مريم شبيها في العذاب بالآلهة ـ أي فيما قالوه وعلى زعمهم ـ وذلك أنه لما نزل قوله : « إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (٢) » قال المشركون : قد رضينا أن تكون آلهتنا حيث يكون عيسى ، وذلك قوله : « إذا قومك منه يصدون » أي يضجون ضجيج المجادلة حيث خاصموك وهو قوله : « وقالواءآلهتنا خير أم هو » أي ليست آلهتنا خيرا من عيسى ، فإن كان عيسى في النار بأنه يعبد من دون الله فكذلك آلهتنا. عن ابن عباس ومقاتل.
وثانيها أن معناه : لما ضرب الله المسيح مثلا بآدم في قوله : « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب (٢) » أي من قدر على أن ينشئ آدم من غير أب وام قادر على إنشاء المسيح من غير أب ، اعترض على النبي صلىاللهعليهوآله بذلك قوم من كفار قريش فنزلت هذه الآية.
وثالثها أن معناه : أن النبي صلىاللهعليهوآله لما مدح المسيح وامه وأنه كآدم في الخاصية قالوا : إن محمدا يريد أن نعبده كما عبدت النصارى المسيح ، عن قتادة. ورابعها ما رواه سادة أهل البيت عن علي عليهالسلام ، ثم ذكر نحوا من الاخبار السابقة (٤).
أقول : لا يخفى أن ماروي في أخبار الخاصة والعامة بطرق متعددة أو ثق من المحتملات الغير المستندة إلى خبر ، مع أن ما ذكرنا أشد انطباقا على مجموع الآية مما ذكروه.
ثم اعلم أنها تدل على فضل جليل لا يشبه شيئا من الفضائل ، وتدل على أن النبي صلىاللهعليهوآله مع كثرة ما مدحه وصدع (٥) بفضائله صلوات الله عليه أخفى كثيرا منها خوفا
____________________
(١) في المصدر : في المراد به.
(٢) الانبياء : ٩٨.
(٣) آل عمران : ٥٩.
(٤) مجمع البيان : ٩ : ٥٢ و ٥٣.
(٥) صدع الامر : كشفه وبينه.
من غلو الغالين ، فكيف يجوز أن يتقدم على من هذا شأنه حثالة (١) من الجاهلين الناقصين الذين لم يعرفوا الغث من السمين (٢) ، ولم يعلموا شيئا من أحكام الدنيا و الدين ، أعاذنا الله من عمه العامهين (٣) وحشرنا في الدنيا والآخرة مع الائمة الطاهرين.
١١
( باب )
* ( قوله تعالى « وتعيها اذان واعية * » ) *
١ ـ كا : أحمد بن مهران ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن يحيى بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لما نزلت « وتعيها أذن واعية » قال رسول الله (ص) : هي اذنك يا علي (٤).
٢ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله في قوله عزوجل : « وتعيها اذن واعية » قال : دعوت الله عزوجل على أن يجعلها اذنك يا علي (٥).
٣ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن موسى ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن كثير ، عن أبي عبدالله صلىاللهعليهوآله في قوله الله تعالى « وتعيها اذن واعية » قال : وعت اذن أميرالمؤمنين ما كان وما يكون (٦).
٤ ـ قب : أبونعيم في الحلية : روى عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه عليهالسلام ، و الواحدي في أسباب نزول القرآن (٧) عن بريدة ، وأبوالقاسم بن حبيب في تفسيره ، عن
____________________
(١) حثالة الناس ، وذالتهم.
(٢) الغث من الكلام : رديئه. والسيمن منه ، رصينه ومحكمه.
(٣) العمه : عمى البصيرة.
(*) الحاقة : ١٢ ـ (٤) اصول الكافى ١ : ٤٢٣.
(٥) عيون اخبار الرضا : ٢٢٢.
(٦) بصائر الدرجات : ١٥١.
(٧) ص ٣٢٩.
زربن حبيش (١) ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ واللفظ له ـ قال علي بن أبي طالب عليهالسلام ضمني رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : أمرني ربي أن ادنيك ولا اقصيك (٢) ، وأن تسمع وتعي. تفسير الثعلبي في رواية بريدة : وأن اعلمك وتعي ، وحق على الله أن تسمع وتعي ، فنزلت : « وتعيها اذن واعية » ذكرء النطنزي في الخصائص.
أخبار أبي رافع قال صلىاللهعليهوآله : إن الله تعالى أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، وإن اعلمك ولا أجفوك (٣) ، وحق علي أن اطيع ربي فيك ، وحق عليك أن تعي. محاضرات الراغب : قال الضحاك ، وابن عباس ، وفي أمالي الطوسي : قال الصادق عليهالسلام ، وفي بعض كتب الشيعة : عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليهالسلام قالوا : « وتعيها اذن واعية » أذن علي.
الباقر عليهالسلام : قال النبي صلىاللهعليهوآله لما نزلت هذه الآية ـ : والله اذنيك يا علي (٤).
كتاب الياقوت ، عن أبي عمرو غلام ثعلب ، والكشف والبيان عن الثعلبي قال عبدالله بن الحسن في كتاب الكليني ـ واللفظ له ـ عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله لما نزلت : « وتعيها اذن واعية » قلت : اللهم اجعلها اذن علي فما سمع شيئا بعده إلا حفظه.
سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : « وتعيها اذن واعية » علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ثم قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : ما زلت أسأل الله تعالى منذ انزلت أن تكون اذنيك يا علي. تفسير القشيري وغريب الهروي لما نزلت هذه الآية قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي بن أبي طالب عليهالسلام : إني دعوت الله أن يجعل هذه اذنك.
جابر الجعفي وعبدالله بن الحسين ، ومكحول ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إني سألت ربي
____________________
(١) قال في جامع الرواة ( ١ : ٣٢٤ ) : زربن حبيش من رجال أميرالمؤمنين عليهالسلام ، و كان فاضلا.
(٢) ادناه : قربه اليه اقصاه : أبعده.
(٣) اجفى فلانا : أبعده.
(٤) كذا في النسخ ، واستظهر في ( ك ) : والله جعلها اذنيك يا على. أقول : وفى ( ت ) والله أذناك يا على وفى المصدر الطبعة الحديثة : والله اذنك يا على ( ب ).
أن يجعلها اذنك يا علي ، اللهم اجعلها (١) اذنا واعية ، اذن علي ، ففعل فما نسيت شيئا سمعته بعد (٢).
٥ ـ كشف : محمد بن طلحة ، عن الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال لما نزلت هذه الآية : « وتعيها اذن واعية » قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لعلي عليهالسلام : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ، قال علي : فما نسيت شيئا بعد ذلك وماكان لي أن أنسى (٣).
يف : الثعلبي وابن المغازلي مثله (٤).
مد : بإسناده إلى الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن ابن حنان ، عن إسحاق بن محمد ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن عيسى ، عن علي بن علي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبدالله بن الحسين مثله (٥).
٦ ـ كشف : وروى الثعلبي والواحدي كل واحد منهما يرفعه بسنده : الثعلبي في تفسيره ، والواحدي في تصنيفه الموسوم بأسباب النزول إلى بريدة الاسلمي قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام : إن الله أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، وأن اعلمك وأن تعي ، وحق على الله أن تعي ، قال : فنزلت « وتعيها اذن واعية (٦). وروى أبوبكر بن مردويه عن بريدة مثله (٧).
مد : (٨) بإسناده عن الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن ابن حبش ، عن أبي القاسم بن الفضل ، عن محمد بن غالب بن حرب ، عن بشر بن آدم ، عن عبدالله الاسدي ، عن صالح بن
____________________
(١) في المصدر : اللهم اجعل.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ٥٦٣.
(٣) كشف الغمة : ٣٥.
(٤) الطرائف : ٢٣.
(٥) العمدة : ١٥١.
(٦) كشف الغمة : ٣٥.
(٧) المصدر نفسه : ٩٥.
(٨) وفى ( ت ) ( يف ) وإن شئت راجع ص ٣٣٠ بدقة.
هيثم ، عن بريدة مثله (١).
٧ ـ كنز : قوله تعالى « وتعيها اذن واعية » أورد فيه محمد بن العباس ثلاثين حديثا عن الخاص والعام ، فمما اخترنا ما رواه عن محمد بن سهل القطان ، عن أحمد بن عمير الدهقان عن محمد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود ، عن أبي بريدة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إني سألت الله ربي أن يجعل لعلي عليهالسلام اذنا واعية ، فقيل لي : قد فعل ذلك به.
٨ ـ ومنها ما رواه عن محمد بن جرير الطبري ، عن عبدالله بن أحمد المروزي ، عن يحيى بن صالح ، عن علي بن حوشب الفزاري ، عن مكحول في هذه الآية قال : سألت الله أن يجعلها اذن علي ، قال : وكان علي عليهالسلام يقول : ما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله شيئا إلا حفظته ولم أنسه.
٩ ـ ومنها ما رواه عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن عن سالم الاشل ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الاذن الواعية أذن علي عليهالسلام.
[ ١٠ ـ ومنها ما رواه عن علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إسماعيل ابن بشار ، عن علي بن جعفر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام وهو في منزلة فقال : يا علي نزلت الليلة هذه الآية : « وتعيها اذن واعية » وإني سألت ربي أن يجعلها اذنك ، اللهم اجعلها اذن علي اللهم ، اجعلها اذن علي فقعل (٢) ].
أقول : روى السيد في كتاب سعد السعود (٣) من تفسير محمد بن العباس بن مروان الخبر الثاني ، وذكر أنه رواه بثلاثين طريقا.
١١ ـ مد : الحافظ أبونعيم بإسناده ، عن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه عليهالسلام
____________________
(١) العمدة : ١٥١.
(٢) جميع هذه الروايات الاربعة منقولة من كنز جامع الفوائد وهو مخطوط.
(٣) ص ١٠٨.
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي إن الله عزوجل أمرني أن ادنيك واعلمك لتعي. و انزلت هذه الآية : « وتعيها اذن واعية » فأنت الاذن الواعية.
١٢ ـ وبإسناده عن مكحول ، عن علي عليهالسلام في قول الله تعالى : « وتعيها اذن واعية » قال علي عليهالسلام : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : دعوت الله أن يجعلها اذنك يا علي.
١٣ ـ وبإسناده عن عبدالله بن الحسين ، قال لما نزلت ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اذن علي. (١)
كشف : ابن مردويه ، عن مكحول مثل مامر (٢).
١٤ ـ وبالاسناد قال : فسألت ربي وقلت : اللهم اجعلها أذن علي ، وكان علي عليهالسلام يقول : ما سمعت من نبي الله كلاما إلا وعيته وحفظته فلم أنسه (٣).
* [ أقول : وجدت في كتاب الغرر للسيد الجليل حيدر الحسيني الآملي نقلا من كتاب منقبة المطهرين للحافظ أبي نعيم ، عن محمد بن أسلم ، عن القاسم بن محمد بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي إن الله عزوجل أمرني أن ادنيك واعلمك لتعي ، وانزلت علي (٤) « وتعيها اذن واعية » فأنت اذن واعية للعلم.
وروى المضامين المتقدمة بثلاثة أسانيد عن مكحول. وروى أيضا بإسناده عن عبدالله ابن الحسين قال : لما نزلت « وتعيها اذن واعية » قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اذني واذن علي ].
بيان : نزول هذه الآية في أميرالمؤمنين عليهالسلام مما قد أجمع عليه المفسرون. قال الزمخشري : اذن واعية من شأنها أن تعي وتحفظ ما سمعت به ، ولا تضيعه بترك العمل ،
____________________
(١) لم نجد هذه الروايات الثلاثة المنقولة عن العمدة فيه ، والمظنون انها موجودة في المستدرك ـ وليست عندنا نسخته ـ وقد مضى ما أورده عن العمدة ذيل الخبر الخامس والسادس.
(٢ و ٣) كشف الغمة : ٩٥.
* من هنا إلى الباب الاتى يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط.
(٤) في ( د ) : وانزلت على هذه الاية اه.
وكل ما حفظته في نفسك فقد وعيته ، وما حفظته في غيرك (١) فقد أو عيته ، كقولك أو عيت الشئ في الظرف ، وعن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال لعلي عليهالسلام عند نزول هذه الآية : سألت الله أن يجعلها اذنك يا علي ، قال علي عليهالسلام : فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن أنسى.
فإن قلت : لم قيل « اذن واعية » على التوحيد والتنكير؟ قلت : للايذان بأن الوعاة فيهم قلة (٢) ، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم ، وللدلالة على أن الاذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله فهي السواد الاعظم عندالله ، وأن ما سواها لا يبالي بهم وإن ملؤوا ما بين الخافقين. انتهى (٣). ونحوذلك ذكر الرازي في تفسيره (٤) ، فدلت الآية باتفاق الفريقين على كمال علمه واختصاصه من بين سائر الصحابة بذلك ، ولا يريب عاقل في أن فضل الانسان بالعلم وأن العمدة في الخلافة التي هي رئاسة الدين والدنيا العلم ، و الآيات والاخبار المتواترة مشحونة بذلك ، وقد اعترف المفسران المتعصبان بذلك ، كما نقلنا آنفا ، فثبت أنه عليهالسلام أولى بالخلافة من سائر الصحابة ، وأنه لا يجوز تفضيل غيره عليه ، وسيأتي تمام القول في ذلك في باب علمه عليهالسلام.
____________________
(١) في المصدر : في غير نفسك.
(٢) اى بأن الحافظون لا حاديث النبى وما يعلمهم من الحقائق قليل.
(٣) الكاشف ٣ : ٢١٣. وانظر كيف اجرى الله الحق على ألسنة تبعة الباطل؟ وكيف جحدوا به وقد استيقنته أنفسهم؟ وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون.
(٤) مفاتيح الغيب ٨ : ١٩٩.
١٢
( باب )
* ( أنه عليهالسلام السابق في القرآن وفيه نزلت : « ثلة من الاولين * ) *
* ( وقليل من الاخرين * » ) *
١ ـ ما : المفيد ، عن محمد بن الحسين : عن عمر بن محمد الوراق ، عن علي بن العباس عن حميد بن زياد ، عن محمد بن تسنيم ، عن الفضل بن دكين ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله عزوجل « والسابقون السابقون * اولئك المقربون في جنات النعيم (١) » فقال : قال لي جبرئيل : ذلك علي وشيعته ، هم السابقون إلى الجنة ، المقربون من الله بكرامته لهم (٢).
٢ ـ كشف : العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : « والسابقون السابقون أولئك المقربون » هو علي عليهالسلام وكان ينشد :
سبقتكم إلى الاسلام طرا |
|
صغيرا ما بلغت أو ان حلمي (٣) |
٣ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله .. اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (٤) » يقول : علي بن أبي طالب لم يسبقه أحد (٥).
٤ ـ كنز : أبونعيم الحافظ مرفوعا إلى ابن عباس أن سابق هذه الامة علي بن أبي طالب عليهالسلام (٦).
____________________
(*) الواقعة : ١٣ و ١٤. وفى ( م ) : ( ثلة من الاولين وثلة من الاخرين ) الوقعة : ٣٩ و ٤٠
(١) الواقعة : ١٠ ـ ١٢.
(٢) امالى الشيخ : ٤٤.
(٣) كشف الغمة : ٩٢.
(٤) المؤمنون : ٦١.
(٥) تفسير القمى : ٤٤٧. وفيه : هو على بن ابى طالب.
(٦) كنز جامع الفوائد مخطوط.
[ أقول : وروى السيد حيدر من كتاب منقبة المطهرين لابي نعيم عن ابن عباس مثله ].
٥ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد الكاتب ، عن حميد بن الربيع ، عن حسين ابن الحسن الاشعري ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن عامر ، عن ابن عباس قال : سبق الناس ثلاثة (١) : يوشع صاحب موسى إلى موسى ، وصاحب « يس » إلى عسى ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله (٢).
كشف : ابن مردويه ، عن ابن عباس مثله (٣).
٦ ـ كنز : روى الشيخ المفيد ، عن علي بن الحسين بإسناده إلى داود الرقي قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك أخبرني عن قوله تعالى « والسابقون السابقون اولئك المقربون » فقال : إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق من طين ورفع لهم نارا وقال : ادخلوها ، فكان أول من دخلها محمد وأميرالمؤمنين والحسن والحسين والتسعة الائمة عليهمالسلام إمام بعد إمام ، ثم اتبعهم شيعتهم فهم والله السابقون (٤).
٧ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن جرير ، عن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن الحسين عن محمد بن فرات ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام في هذه الآية « ثلة من الاولين » ابن آدم الذي قتله أخوه ، ومؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صابح يسل « وقليل من الآخرين » علي بن أبي طالب عليهالسلام (٥).
٨ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن علي التميمي ، عن سليمان بن داود الصرمي ، عن أسباط ، عن أبي سعيد المدائني ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قوله تعالى : « ثلة من الاولين وثلة من الآخرين » قال : « ثلة من الآخرين » علي بن أبي طالب عليهالسلام (٦).
قال الكراجكي : ومعنى الثلة : الجماعة ، وإنما عبر عنه كذلك تفخيما لشأنه
____________________
(١) اى السابقون من الناس ثلاثة.
(٢ و ٤ و ٥ و ٦) كنز جامع الفوائد مخطوط.
(٣) كشف الغمة.
عليهالسلام كما قال تعالى : « إن إبراهيم كان امة (١) » وهو كثير في القرآن.
[ ٩ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد ، عن يحيى بن صالح ، عن الحسين الاشقر ، عن عيسى بن راشد ، عن أبى بصير ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : فرض الله الاستغفار لعلي عليهالسلام في القرآن على كل مسلم وهو قوله تعالى : « ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين مبقونا بالايمان (٢) » وهو سابق الامة (٣) ].
١٠ ـ كشف : ابن مردويه قال : « السابقون الاولون » علي عليهالسلام وسلمان رضي الله عنه (٤).
أقول : روى العلامة ـ رحمهالله ـ مثله من طرقهم (٥) ، وإن نوقش في سبق إسلام سلمان فيمكن أن يكون المراد السبق بحسب الرتبة لا بحسب الزمان ، أو يقال : إنه كان مؤمنا بالرسول الله صلىاللهعليهوآله قبل الوصول إليه كمامر في باب أحواله ، على أنه قد قيل : إنه وصل إليه وآمن به قبل البعثة ، ونقل عن بعض الكتب المعتبرة أنه كان واسطة في تقريب أبي بكر إلى النبي صلىاللهعليهوآله في مكة كما ذكره صاحب كتاب إحقاق الحق (٦).
١١ ـ : محمد بن العباس ، عن محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، عن الامام موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : نزلت في أميرالمؤمنين وولده عليهمالسلام « إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون * والذين هم بآيات ربهم يؤمنون * والذين هم بربهم لايشركون * والذين ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون * اولئك (٧) يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (٨) ».
١٢ ـ فر : عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله سبحانه : « والذين
____________________
(١) النحل : ١٢٠.
(٢) الحشر : ١٠.
(٣ و ٨) كنز جامع الفوائد مخطوط.
(٤) كشف الغعمة : ٩٤.
(٥) راجع كشف اليقين : ١٢٥ وكشف الحق ١ : ٩٧.
(٦) راجع ج ٣ : ٣٨٨. أقول : الصحيح أن المراد بالسبق : السبق إلى الهجرة راجع الاية ١٠٠ في سورة التوبة ( ب )
(٧) المؤمنون : ٥٧ ـ ٦١.
يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون » يقول : يعطون ما اعطوا وقلوبهم وجلة « اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون » علي بن أبي طالب لم يسبقه أحد (١)
١٣ ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا ، عن أبي الجارود في تفسير قول الله تعالى : « إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون » إلى « سابقون » قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢).
١٤ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : « السابقون السابقون » نزلت في (٣). وقال عليهالسلام : في قوله تعالى. « أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (٤) » قال : في نزلت (٥).
كشف : عن محمد بن بن طلحة ، قوله تعالى : « السابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم » قيل : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، وقيل : السابقون إلى الطاعة ، و قيل : إلى الهجرة ، وقيل : إلى الاسلام وإجابة الرسول ، وكل ذلك موجود في أميرالمؤمنين علي عليهالسلام على وجه التمام والكمال والغاية التي لا يقاربه فيها أحد من الناس. وعن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قوله تعالى « والسابقون السابقون (٦) » فقال قال لي جبرئيل : ذاك علي وشيعته ، هم السابقون إلى الجنة ، المقربون من الله بكرامته لهم (٧).
بيان : كونه عليهالسلام سابق هذه الامة وأفضل من سباق الامم وكونه من المقربين بل حصر المقرب في هذه الامة فيه لقوله : « أولئك المقربون » كما صرح به المفسرون يأبى عن تقديم غيره وتفضيله عليه كمامر مرارا بيانه.
____________________
(١ و ٢) تفسير فرات : ١٠١.
(٣) في المصدر : في نزلت.
(٤) المؤمنون : ١٠ و ١١.
(٥) عيون اخبار الرضا : ٢٢٤.
(٦) قد ذكر ذيل الاية ايضا في المصدر.
(٧) كشف الغمة : ٩٠.
١٣
( باب )
* ( أنه عليهالسلام المؤمن والايمان والدين والاسلام والسنة ) *
* ( والسلام وخير البرية في القرآن ، واعداؤه ) *
* ( الكفر والفسوق والعصيان ) *
١ ـ فس : محمد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن ابن كثير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : «؟؟؟؟ إليكم الايمان وزينه في قلوبكم (١) » يعني أميرالمؤمنين عليهالسلام « وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان » الاول والثاني والثالث (٢).
وبهذا الاسناد عن عبدالرحمن قال : سألت الصادق عليهالسلام عن قوله : « أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات (٣) » قال : أميرالمؤمنين وأصحابه « كالمفسدين في الارض » حبتر و زريق وأصحابهما « أم نجعل المتقين » أميرالمؤمنين وأصحابه « كالفجار » حبتر ودلام و أصحابهما. « كتاب أنزلناه إليك مبارك ليد بروا آياته » هم أميرالمؤمنين والائمة عليهمالسلام « وليتذكر اولو الالباب » فهم أولو الالباب (٤) قال : وكان أميرالمؤمنين عليهالسلام يفتخر بها ويقول : ما اعطي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما اعطيت (٥).
بيان : الحبتر : الثعلب ، وعبربه عن أبي بكر لكثرة خدعته ومكره. وزريق : كناية عن عمر إما لزرقة عينه أولان الزرقة مما يتشاءم به العرب ، كناية عن نحوسته. والدلام أيضا كناية عنه.
____________________
(١) الحجرات : ٧ ، وما بعدها ذيلها.
(٢) تفسير القمى : ٦٤٠.
(٣) سورة ص : ٢٨ ، وما بعدها ذيلها.
(٤) في المصدر : فهم أهل الالباب الثاقبة.
(٥) تفسير القمى : ٥٦٥.
قال الفيروزآبادي : الدلام ـ كسحاب ـ السواد والاسود. قال الجزري : فيه : « أميركم رجل طوال أدلم » الادلم : ألاسود الطويل. ومنه الحديث « فجاء رجل أدلم فاستأذن على النبي صلىاللهعليهوآله » قيل : هو عمر بن الخطاب.
٢ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (١) قال : وذلك أن علي بن أبي طالب عليهالسلام والوليد بن عقبة ابن أبي معيط تشاجرا ، فقال الفاسق الوليدبن عقبة : أنا والله أبسط منك لسانا ، وأحد (٢). منك سنانا ، وأمثل (٣) منك حشوا في الكتيبة ، فقال علي عليهالسلام : اسكت فإنما أنت فاسق ، فأنزل الله « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون » فهو علي بن أبي طالب » وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون (٤) ».
فر : إسماعيل بن إبراهيم معنعنا عن ابن عباس مثله (٥).
* [ ٣ ـ وأقول : وروى الحافظ أبونعيم في كتاب ما نزل القرآن في علي عليهالسلام بأسانيد [ ه ] عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال ذكر وليدبن عقبة عليا عليهالسلام عند النبي بمايكره ، فقال : أنا أحد منه سنانا وأملاء للكتيبة غناء (٦) ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ».
____________________
(١) السجدة : ١٨ وما بعدها من الايات ذيلها.
(٢) أى أشحذ
(٣) أملا ( ظ ) * أقول : كذا في هامش ( ك ) وليس بشئ فان الامثل بمعنى الاخير فتعتبر الافضلية في نفسها كما يقول المريض : أنا اليوم أمثل أو في تميزها كقوله تعالى أمثلهم طريقة ـ كما فيما نحن فيه ـ أو على الاطلاق كما يقال هو أمثل بنى فلان ، فالحشو اذا كان هو الملء من كل شئ ، والكتيبة الصف المقدم من الجيش ، يكون المعنى : أنا أملامنك صف الجيش من حيث المهابة والجسامة في عيون الناس ( ب ).
(٤) تفسير القمى : ٥١٣.
(٥) تفسير فرات : ١٢٠.
(٦) أى كفاية.
* من هنا إلى الرواية الثامنة يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط.
٤ ـ وعن محمد بن المظفر ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الربيع بن سليمان ، عن عبدالله ابن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس في قوله : « أفمن كان مؤمنا » الآية قال ابن عباس رضياللهعنه : أما المؤمن فعلي بن أبي طالب عليهالسلام وأما الفاسق فعقبة بن أبي معيط.
٥ ـ وعن ابن حبان ، عن عبدالله بن محمد ، عن إسحاق بن الفيض ، عن سلمة بن حفص ، عن سفيان الجريري ، عن حبيب بن أبي العالية ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليهالسلام والوليدبن عقبة ، وبإسناد آخر عن حبيب مثله.
٦ ـ وعن عبدالله بن محمد بن جعفر ، عن إسحاق بن بنان ، عن حبيش بن مبشر ، عن عبيدالله بن موسى ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال الوليدبن عقبة لعلي عليهالسلام : أنا أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملا للكتيبة منك ، فقال له علي عليهالسلام : اسكت فإنما أنت فاسق ، فنزلت « أفمن كان مؤمنا » الآية قال : يعني بالمؤمن عليا عليهالسلام وبالفاسق الوليدبن عقبة.
٧ ـ وعن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن أبي بكر ، عن أبي حاتم ، عن أبي عبيدة معمر بن مثنى ، عن يونس بن حبيب ، قال : سألت أبا عمرو عن تلخيص الآي المكي والمدني من القرآن ، فقال أبوعمرو : سألت مجاهدا كما سألتني ، فقال : سألت ابن عباس ذلك فقال : الم السجدة نزلت بمكة إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ، وذلك أنه شجر (١) بين علي والوليد كلام فقال له الوليد : أنا أذرب (٢) منك لسانا وأحد منك سنانا وأدرك للكتيبة. فقال له علي عليهالسلام : اسكت فإنك فاسق فأنزل الله عزوجل الآية.
وأقول : قال الزمخشري في الكشاف : روي في نزولها أنه شجر بين علي بن أبي طالب والوليدبن عقبة بن أبي معيط يوم بدر كلام ، فقال له الوليد : اسكت فإنك صبي :
____________________
(١) شجر بينهم أمر : تنازعوا فيه.
(٢) ذرب السيف : كان حادا ، والرجل : فصح لسانه فهو ذرب وهذا أذرب.
أنا أشب منك شبابا ، وأجلد منك جلد (١) ، وأذرب منك لسانا ، وأحد منك سنانا ، و أشجع منك جنانا (٢) ، وأملا منك للكتيبة (٣) ، فقال له علي عليهالسلام : اسكت فإنك فاسق ، فنزلت.
وعن الحسن بن علي عليهماالسلام أنه قال للوليد : كيف تشتم عليا وقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات وسماك فاسقا؟. (٤) ]
٨ ـ شى : عن عكرمة أنه قال : ما أنزل الله جل ذكره « يا أيها الذين آمنوا » إلا ورأسها علي بن أبي طالب عليهالسلام (٥).
[ ٩ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن الحكم بن سليمان ، عن محمد بن كثير ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (٦) » قال : ذلك هو الحارث بن قيس واناس معه ، كانوا إذامر بهم علي عليهالسلام قالوا : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد صلىاللهعليهوآله ، واختاره من بين أهل بيته ، فكانوا يسخرون ويضحكون فإذاكان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب ، فعلي عليهالسلام يومئذ على الارائك (٧) متكئ ويقول لهم : هلم لكم ، فإذا جاؤوا يسد بينهم الباب ، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، وهو قوله تعالى : «فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون».
١٠ ـ كنز : محمد العباس ، بإسناده عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبدالرحمن
____________________
(١) الجلد : الشديد القوى.
(٢) الجنان : القلب ، يريد قوة قلبه.
(٣) في المصدر : وأملاعنك حشوا في الكتيبة.
(٤) الكشاف ٢ : ٤٢١.
(٥) تفسير العياشى مخطوط.
(٦) المطففين : ٢٩.
(٧) جمع الاريكة : سرير مزين فاخر.
(٨) المطففين : ٣٤ ـ ٣٦. وكنز جامع الفوائد مخفوط.
ابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله عزوجل : « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون » إلى آخر السورة نزلت في علي عليهالسلام وفي الذين استهزؤوا به من بني امية ، وذلك أن عليامر على قوم من بني امية والمنافقين فسخروا منه (١) ].
١١ ـ قب : أبوحمزة عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان (٢) » قال : فإن الايمان ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام.
الباقر عليهالسلام وزيد بن علي « ومن يكفر بالايمان (٣) قال : بولاية علي عليهالسلام. الباقر والصادق عليهماالسلام في قوله تعالى : « إن الذين كفروا ينادرون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون (٤) » قالا : إلى ولاية علي عليهالسلام. الثعلبي في تفسيره ، وقد روى أبوصالح عن ابن عباس أن عبدالله بن أبي وأصحابه تملقوا (٥) مع علي عليهالسلام في الكلام ، فقال علي عليهالسلام : يا عبدالله اتق الله ولا تنافق ، فإن المنافق شر خلق الله ، فقال : مهلا يا أبا الحسن والله إن إيماننا كإيمانكم ، ثم تفرقوا ، فقال عبدالله : كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه ، فنزل : « وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا (٦) » الآية.
تفسير الهذيل ومقاتل عن محمد بن الحنفية في خبر طويل والحديث مختصر « إنما نحن مستهزؤون (٧) » بعلي بن أبي طالب وأصحابه ، فقال الله تعالى : « الله يشتهزئ بهم (٨) » يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بأميرالمؤمنين عليهالسلام قال ابن عباس : وذلك
____________________
(١) مخطوط.
(٢) التوبة : ٢٣.
(٣) المائدة : ٥.
(٤) المومن : ١٠.
(٥) تملقه : تودد إليه وتذلل له ، وأبدى له بلسانه من الاكرام والود ما ليس في قلبه.
(٦) البقرة : ١٤.
(٧) البقرة : ١٤.
(٨) البقرة : ١٥.