الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
٣٩
( باب )
*«(فضل الطهارة عند النوم)»*
١ ـ لى (١) مع : عن العطار عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن نوح بن شعيب ، عن الدهقان ، عن عروة : ابن أخي شعيب ، عن شعيب ، عن أبي بصير عن الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما لاصحابه : أيكم يصوم الدهر؟ قال سلمان رحمة الله عليه : أنا يارسول الله صلىاللهعليهوآله : فأيكم يحيى الليل؟ قال : سلمان أنا يا رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال : فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال سلمان : أنا يا رسول الله صلىاللهعليهوآله فغضب بعض أصحابه فقال : يا رسول الله (ص) إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش قلت : أيكم يصوم الدهر؟ فقال : أنا وهو أكثر أيامه يأكل ، وقلت : أيكم يحيى الليل؟ فقال : أنا وهو أكثر ليله نائم وقلت : أيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال : أنا وهو اكثر نهاره صامت.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم سله فانه ينبئك فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبدالله أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟ فقال : نعم فقال : ريتك في أكثر نهارك تأكل؟ فقال؟ ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر ، وقال الله عزوجل : «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر ، فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل؟ فقال : نعم فقال : أنت أكثر ليلك نائم فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «من بات على طهر فكأنما أحيا الليل كله» فأنا أبيت على طهر فقال : أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال : نعم ، قال : فأنت أكثر أيامك صامت فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله
____________________
(١) أمالى الصدوق ص ٢١.
صلىاللهعليهوآله يقول لعلي : يا أبا الحسن مثلك في امتي مثل قل هو الله أحد ، فمن قرءها مرة فقد قرء ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرء ها ثلاثا فقد ختم القرآن فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان ، والذي بعثني بالحق يا علي لوأحبك أهل الارض كمحبة أهل السماء لك ، لماعذب أحد بالنار وأنا أقرء قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات ، فقام وكأنه قد ألقم حجرا (١).
٢ ـ ل : الاربعمائة ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لاينام المسلم وهو جنب ولاينام إلا على طهور فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد فان روح المؤمن ترفع إلى الله تبارك وتعالى فيقبلها ويبارك عليها فان كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته ، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع امنائه من ملائكته فيردونها في جسدها (٢).
٣ ـ ثو : عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري عن السندي بن الربيع عن محمد كردوس ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده (٣).
٤ ـ سن : عن محمد بن علي ، عن الحكم بن مسكين ، عن محمد بن كردوس عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من بات على وضوء بات وفراشه مسجده فان تخفف وصلى ثم ذكر الله لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه (٤).
٥ ـ سن : في رواية حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من أوى إلى فراشه أنه على غيرطهر وتيمم من دثار ثيابه [ كائنا ماكان ] كان في صلاة ماذكر الله (٥).
٦ ـ مكا : قال الصادق عليهالسلام : من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه
____________________
(١) معانى الاخبار ٢٣٤. (٢) الخصال ج ٢ ص ١٥٦.
(٣) ثواب الاعمال : ١٨. (٥٤) المحاسن ص ٤٧.
كمسجده فان ذكر أنه على غير وضوء فليتيمم من دثاره كائنا ماكان ، فان فعل ذلك لم يزل في الصلاة وذكر الله عزوجل (١).
٧ ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من نام على الوضوء إن أدركه الموت في ليله فهو عند الله شهيد.
٤٠
( باب )
*«(كراهة استقبال الشمس والجلوس)»*
*«(والنوم وغيرهما)»*
١ ـ ل : عن ابن الوليد ، عن الحميري ، عن ابن عيسى عن أبي يحيى الواسطى رفعه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : لا تستقبلوا الشمس فانها مبخرة تشحب اللون وتبلي الثوب ، وتظهر الداء الدفين (٢).
٢ ـ ل : عن ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن جعفر البغدادي عن عبيدالله بن عبدالله ، عن موسى بن إبراهيم المروزي ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : في الشمس أربع خصال : تغير اللون ، تنتن الريح ، وتخلق الثياب ، وتورث الداء (٤).
٣ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا جلس أحدكم في الشمس فليستدبرها بظهره فانها تظهر الداء الدفين (٥).
____________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٣٣٣. (٢) الخصال ج ١ ص ٤٨ والمبخرة بالفتح مجلبة البخر ، وهونتن الفم ، كما يقال : اياكم ونومة الغداة فانها مبخرة وشحوبة اللون تغيره واغبراره.
(٣) الخصال ج ١ ص ١١٩. (٤) الخصال ج ٢ ص ١٥٩.
٤١
* ( باب ) *
*«(الاوقات المكروهة للنوم)»*
١ ـ ل : عن ما جيلويه عن محمد العطار ، عن الاشعري عن ابن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما عجت الارض إلى ربها عزوجل كعجيجها من ثلاثة : من دم حرام يسفك عليها ، أو اغتسال من زنا ، أو النوم عليها قبل طلوع الشمس (١).
أقول : قد مر في باب السهر بالاسناد عن النبي صلىاللهعليهوآله أن الله كره النوم قبل العشاء الآخرة.
٢ ـ ل : عن سعيد بن علاقة عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : النوم بين العشائين يورث الفقر ، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر (٢).
٣ ـ ما : عن الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه ، عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : «تنجافى جنوبهم عن المضاجع» (٣).
قال : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة (٤).
٤ ـ ما : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إسحاق بن محمد بن مروان عن أبيه ، عن يحيى بن سالم الفراء ، عن حماد بن عثمان ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قصرامن ياقوت أحمر ، يرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره ، وفيه فبتان من در وزبر جد فقلت : يا جبرئيل لمن هذا القصر؟ قال : هو لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، وأطعم الطعام ، وتهجد بالليل والناس نيام ، قال علي عليهالسلام :
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٦٩. (٢) الخصال ج ٢ ص ٩٣.
(٣) السجدة : ١٦. (٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠.
فقلت : يا رسول الله وفي امتك من يطيق هذا؟ فقال : أتدرى ما إطابة الكلام؟ فقلت : الله ورسوله أعلم قال : من قال «سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر» أتدري ما إدامة الصيام؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : من صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوما ، أتدري ما إطعام الطعام؟ قلت : الله ورسله أعلم قال : من طلب لعياله مايكف به وجوههم عن الناس أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : من لم ينم حتى يصلي العشاء الآخرة والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما (١).
٥ ـ ير : عن محمد بن عبدالجبار ، عن اللؤلؤى ، عن أحمد الميثمي ، عن صالح ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : يا أبا حمزة لا تنامن قبل طلوع الشمس فاني أكرهها لك ، إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها (٢).
٦ ـ مكا : قال الصادق عليهالسلام قال : رسول الله صلىاللهعليهوآله : النوم من أول النهار خرق والقائلة نعمة والنوم بعد العصر حمق ، وبين العشائين يحرم الرزق (٣).
٤٢
( باب القيلولة )
١ ـ ب : عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال : إن أعرابيا أتى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله إني كنت رجلا ذكورا فصرت نسيا فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : لعلك اعتدت القائلة فتركتها؟ فقال : أجل ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : فعد يرجع إليك حفظك إنشاء الله (٤).
____________________
(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٧٤. (٢) بصائر الدرجات : ٣٤٣.
(٣) مكارم الاخلاق ص ٣٣٣ ، والخرق : البلادة وأن لا يحسن الرجل العمل والتصرف في الامور ونومة الخرق نومة الضحى قيل لها ذلك ، لدلالتها على بلادة النائم.
(٤) قرب الاسناد ص ٤٨.
٢ ـ دعوات الراوندى : عن زين العابدين عليهالسلام أنه كان يصلى صلاة الغداة ثم يعقب في مصلاة تطلع الشمس ثم يقوم فيصلى صلاة طويله ثم يرقد رقدة ثم يستيقظ فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداة.
٤٣
( باب )
*«(أنواع النوم وما يستحب منها وآدابه)»*
*«(ومعالجة من يفزع في المنام)»*
١ ـ ل : الاربعمائة : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لا ينام الرجل على المحجة وقال : لا ينام الرجل على وجهه ومن رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ولا تدعوه.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الايمن فانه لايدري أينتبه من رقدته أم لا (١).
٢ ـ ع : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرد إزاره فانه لا يدري ما يحدث عليه ثم ليقل «اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاغفرلها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» (٢).
٣ ـ ب : عن اليقطيني ، عن القداح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بصنفة (٣) إزاره فانه لايدري ما حدث عليه بعده (٤).
٤ ـ ل ، ن ، ع : في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين عليهالسلام عن النوم على كم وجه هو؟ فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : النوم على أربعة أصناف : الانبياء تنام على أقفيتها مستلقية وأعينها لاتنام متوقعة لوحي ربها عزوجل والمؤمن ينام على
____________________
(١) الخصال ج ٢ ص ١٥٦ و ١٧٠. (٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٧٦.
(٣) الصنفة : حاشية الثوب وطرته. (٤) قرب الاسناد ص ١٧.
يمينه مستقبل القبلة ، والملوك وأبناؤها على شمائلها ليستمرؤا ما يأكلون وإبليس وإخوانه كل مجنون وذوعاهة ينامون على وجوههم منبطحين (١).
٥ ـ ل : عن ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن اليقطيني عن الدهقان ، عن درست ، عن ابن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : لعن رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثة : الآكل زاده وحده ، والراكب في الفلاة وحده ، والنائم في البيت وحده (٢).
٦ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام : يا على ثلاثة يتخوف منهن الجنون : التغوط بين القبور ، والمشي في خف واحد والرجل ينام وحده (٣).
٧ ـ ل (٤) لى : بالاسناد المتقدم في باب السهر عن النبي صلىاللهعليهوآله : أن الله كره النوم في سطح ليس بمحجر ، وقال : من نام علي سطح غير محجر برئت منه الذمة ، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده (٥).
٨ ـ ل : عن ابن موسى ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن عثمان بن سعيد ، عن هدبة بن خالد ، عن مبارك بن فضالة ، عن ابن نباته قال : قال أمير المؤمنين للحسن ابنه عليهماالسلام : يابني أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ فقال : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه وجود المضغ ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلا ، فاذا استعملت هذه استغنيت عن الطب (٦).
٩ ـ لى : في خبر المناهي عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : لا يبيتن أحدكم ويده غمرة فان فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه (٧).
١٠ ـ : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١٢٦ ، عيون الاخبار ج ١ ص ٢٤٦ ، علل الشرائع ج ٢ ص ٢٨٤ ، في حديث واستمراء الطعام : وجدانه هنيئا مريئا سائغا.
(٢) الخصال ج ١ ص ٤٦. (٣) الخصال ج ١ ص ٦٢.
(٤) الخصال ج ٢ ص ١٠٢. (٥) أمالى الصدوق ص ١٨١.
(٦) الخصال ج ١ ص ١٠٩. (٧) أمالى الصدوق ص ٢٥٤.
صلىاللهعليهوآله : اغسلوا صبيانكم من الغمر فان الشيطان يشم الغمر فيفزع الصبى في رقاده ويتأدى به الكاتبان (١).
ع : عن أبيه ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن القاسم ، عن جده ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام مثله (٢).
١١ ـ سن : عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه ، عن محمد بن المثنى عن رجل من بني نوفل بن عبدالمطلب ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : البائت في البيت وحده والسائر وحده شيطانان ، والاثنان ، لمة والثلاثة إنس (٣).
١٢ ـ سن : عن أبيه ، عن صفوان ، عن العيص قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن السطح ينام على بغير حجرة؟ فقال : نهي النبي صلىاللهعليهوآله عنه ، فسألته عن ثلاثة حيطان فقال : لا إلا أربع ، فقلت : كم طول الحائط قال : أقصره ذراع أو شبر (٤).
١٣ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يبات على سطح غير محجر (٥).
١٤ ـ سن : عن محمد بن علي ، عن الحجال ، عن ابن بكير عن ابن مسلم عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه كره أن يبيت الرجل على سطح ليست عليه حجرة ، والرجل والمرأة في ذلك سواء (٦).
١٥ ـ سن : عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن ابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه كان يكره البيتوتة للجرل على سطح وحده أو على سطح ليست على حجرة والرجل والمرأة فيه بمنزلة (٧).
١٦ ـ سن : عن ابن فضال ، عن أبي أحمد ، عن محمد بن أبي حمزة وغيره عن أبي عبدالله عليهالسلام في السطح يبات عليه غير محجر؟ فقال : يجزيه أن يكون مقدار ارتفاع الحائط ذراعين (٨).
____________________
(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٦٩. (٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٤٣.
(٣) المحاسن ص ٣٥٦. (٤ ـ ٨) المحاسن ص ٦٢١ ٦٢٢.
١٧ ـ سن : عن ابن فضال ، عن علي بن إسحاق ، عن سهل بن اليسع ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من بات على سطح غير محجر فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه (١).
١٨ ـ مص : قال الصادق عليهالسلام : ونم نومة المتعبدين ، ولاتنم نومة الغافلين فان المتعبدين الاكياس ينامون استرواحا ، وأما الغافلون ينامون استبطارا قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : تنام عيني ولاينام قلبي وانو بنومك تخفيف مؤنتك على الملائكة واعتزال النفس من شهواتها واختبر بها نفسك معرفة بأنك عاجز ضعيف لاتقدر على شئ من حركاتك وسكونك إلا بحكم الله وتقديره فان النوم أخ الموت فاستدلل به على الموت الذي لاتجد السبيل إلى الانتباه فيه ، والرجوع إلى إصلاح مافات عنك ، ومن نام عن فريضة أو سنة أو نافلة أو فاته بسببها شئ فذلك نوم الغافلين وسيرة الخاسرين وصاحبه مغبون ومن نام بعد فراغه من أداء الفرائض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك نوم محمود.
وإني لا أعلم لاهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم ، لان الخلق تركوا مراعات دينهم ومراقبة أحوالهم وأخذوا شمال الطريق والعبد إن اجتهد لا يتكلم كيف يمكنه أن لا يستمع إلى ماهو مانع له عن ذلك ، وإن النوم من إحدى تلك الآلات قال الله عزوجل : «إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا » وإن في كثرته آفات وإن كان على سبيل ماذكرناه وكثرة النوم يتولد من كثرة الشرب وكثرة الشرب يتولد من كثرة الشبع وهما يثقلان النفس عن الطاعة ويقسيان القلب عن التفكر والخشوع.
واجعل كل نومك آخر عهدك من الدنيا واذكر الله بقلبك ولسانك وخف اطلاعه على سرك ، واعتقد بقلبك ومستعينا به في القيام إلى الصلاة فاذا انتبهت فان الشيطان يقول لك : نم فان عليك بعد ليلا طويلا ، يريد تفويت وقت مناجاتك وعرض حالك على ربك ، ولا تغفل عن الاستغفار بالاسحار فان للقانتين فيه أشواقا (٢).
____________________
(١) المحاسن ص ٦٢٢. (٢) مصباح الشريعة ص ٢٩.
١٩ ـ طب : عن جعفر بن حنان الطائي ، عن محمد بن عبدالله بن مسعود ، عن ابن مسكان عن الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام لرجل من أوليائه وقد سأله الرجل فقال : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله إن لي بنية وأرق لها وأشفق عليها فإنها تفزع كثيرا ليلا ونهارا فان رأيت أن تدعو الله لها بالواقية قال : فدعا لها ثم قال : مرها بالفصد فانها تنتفع بذلك.
٢٠ ـ طب : أبوعبيدة بن محمد بن عبيد ، عن أبيه ، عن النصر ، عن ميسر عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن رجلا قال له : يا ابن رسول الله إن لي جارية يكثر فزعها في المنام ، وربما اشتد بها الحلال ، فلاتهدأ ويأخذها خدر في عضدها وقد رآها بعض من يعالج فقال : إن بهامس من أهل الارض وليس يمكن علاجها فقال عليهالسلام : بردها بالفصد وخذلها ماء الشبيت المطبوخ بالعسل ويسقى ثلاثة أيام قال : ففعلت ذلك فعوفيت باذن الله عزوجل.
٢١ ـ دعوت الراوندى : روى ابن بابويه رحمهالله عن أحمد بن إسحاق الوكيل القمي رضياللهعنه قال : دخلت على أبي محمد عليهالسلام فقلت : جعلت فداك إني مغتم بشئ يصيبني في نفسي وقد أردت أن أسأل أباك فلم يتفق لي ذلك فقال : ما هو؟ فقلت : ياسيدي روي لنا عن آبائك عليهمالسلام أن نوم الانبياء على أقفيتهم ونوم المؤمنين على أيمانهم ونوم المنافقين على شمائلهم ونوم الشياطين على وجوههم فقال : كذلك ، فقلت : يا سيدي فاني أجهد أن أنام على يميني فلا يمكنني ولا يأخذني النوم عليها ، فسكت ساعة ثم قال : يا أحمد ادن مني فدنوت منه فقال : يا أحمد أدخل يدك تحت ثيابك فأدخلتها فأخرج يده من تحت ثيابه وأدخلها تحت ثيابي ، ومسح بيده اليمنى على جانبي الايسر وبيده اليسرى على جانبي الايمن ، ثلاث مرات قال أحمد ، فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل عليهالسلام ذلك بي (١).
وقال أبو عبدالله عليهالسلام : إذا أويت إلى فراشك فانظر ماسلكت في بطنك وما كسبت في يومك واذكر أنك ميت وأن لك معادا.
____________________
(١) رواه في الكافى ج ١ ص ٥١٣.
٤٤
* ( باب ) *
*«(القراءة والدعاء عند النوم والانتباه)»*
١ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل «لا إله إلا الله الحليم الكريم الحي القيوم وهو على كل شئ قدير سبحان رب النبيين وإله المرسلين رب السموات السبع وما فيهن ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين» فاذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم «حسبي الله حسبي الرب من العباد حسبي الله الذي هو حسبي منذ كنت حسبي الله ونعم الوكيل».
إذا قام أحدكم من الليل فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ : «إن في خلق السموات والارض» إلى قوله : «إنك لا تخلف الميعاد» (١).
وقال عليهالسلام : إذا أراد أحدكم النوم فلا يضعن جنبيه على الارض حتى يقول : اعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربي وخولني بعزة الله ، وعظمة الله و ، جبروت الله ، وسلطان الله ، ورحمة الله ، ورأفة الله وغفران الله ، وقوة الله ، وقدرة الله ، وجلال الله ، وبصنع الله ، وأركان الله وبجمع الله ، وبرسول الله ، وبقدرة الله ، وعلى مايشاء من شر السامة والهامة ومن شر الجن والانس ، ومن شر مايدب في الارض ، وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم وهو على كل شئ قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » فان رسول الله كان يعوذ بها الحسن والحسين عليهماالسلام وبذلك أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢).
وقال : عليهالسلام : إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمني تحت خده الايمن
____________________
(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٣. (٢) الخصال ج ٢ ص ١٦٢.
وليقل : «بسم الله وضعت جنبي الله على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية من افترض الله طاعته ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن» فمن قال ذلك عند منامه حفظ من اللص والمغير والهدم ، واستغفرت له الملائكة ، ومن قرء «قل هوالله أحد» حين يأخذ مضجعه ، وكل الله عزوجل به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته (١).
٢ ـ يد (٢) لى : عن ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري عن محمد بن هلال عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه عن علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من قرء قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة (٣).
ثو : عن محمد العطار عن الاشعري مثله إلا أن فيه من قرء قل هو الله أحد مائة مرة حين يأخذ (٤).
٣ ـ ثو (٥) ل (٦) لى : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، الحسين ابن يوسف ، عن سلام بن غانم ، عن الصادق عليهالسلام قال : من قال حين يأوي إلى فراشه «لا إله إلا الله» مائة مرة بني الله له بيتا في الجنة ومن استغفر الله حين يأوي إلى فراشه مأة مرة تحاتت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر (٧).
٤ ـ ب : عن ابن سعد ، عن الازدي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من قال : حين يأخذ مصجعه ثلاث مرات : «الحمد لله الذي علا فقهر والحمد لله الذي بطن فخبروا والحمد الله الذي ملك فقدر والحمد لله الذي يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير» قال عليهالسلام : خرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته أمة (٨).
ثو : عن ابن الوليد ، عن الصفار عن ابن معروف ، عن محمد بن بكر مثله ، وفيه يحيى الموتى ويميت الاحياء (٩).
____________________
(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٢.
(٢) التوحيد : ٨١. (٣) أمالى الصدوق ، ١٠.
(٤) ثواب الاعمال : ١١٥. (٥) ثواب الاعمال : ٥.
(٦) الخصال ج ٢ ص ١٤٦. (٧) أمالى الصدوق :
(٨) قرب الاسناد : ٢٥. (٩) ثواب الاعمال : ١٣٨.
٥ ـ ن : في خبر رجاء بن ضحاك فيما كان يعمل الرضا عليهالسلام في طريق خراسان قال : فاذا كان الثلث الاخير من الليل قام عن فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار وقال : كان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن فاذا مربآية فيها ذكر جنة أونار بكى وسأل الله الجنة وتعوذبه من النار (١).
٦ ـ ع : عن القطان عن السكري عن الحكم بن أسلم ، عن ابن عيينة ، عن الحريري عن أبي الورد بن ثمامة عن علي عليهالسلام أنه قال لرجل من بني سعد : ألا أحدثك عني وعن فاطمة عليهاالسلام إنها كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه وإنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها (٢) وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها : لوأتيت أباك فسألته خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل فأتت النبي صلىاللهعليهوآله فوجدت عنده حداثا فاستحت وانصرفت قال : فعلم النبي صلىاللهعليهوآله أنها جاءت لحاجة.
قال : فغدا علينا ونحن في لفاعنا (٣) فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ثم قال : السلام عليكم فسكتنا ثم قال : السلام عليكم فخشينا إن لم نرد عليه ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فان اذن له وإلا انصرف فقلت : وعليك السلام يا رسول الله ادخل افلم يعد صلىاللهعليهوآله أن جلس عند رؤوسنا فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ قال : فخشيت إن لم نجبه أن يقوم قال : فأخرجت رأسي فقلت : أنا والله اخبرك يا رسول الله ، إنها استقت بالقربة حتى
____________________
(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٨١ و ١٨٢.
(٢) مجلت اليد : نفطت من العمل فمرنت ، وقيل : المجل أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل وقيل : قشر رقيق يجتمع فيه ماء من أثر العمل ، أقول يقال له بالفارسية : تاول.
(٣) اللفاع : كل ما يجلل به الجسد كساء كان أوغيره.
أثر في صدرها ، وجرت بالرحي حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها فقلت لها : أو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حرما أنت فيه من هذا العمل ، قال : أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين قال : فأخرجت عليهماالسلام رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله رضيت عن الله ورسوله ، رضيت عن الله ورسوله (١).
٧ ـ ع : عن أبيه ، عن سعد عن ابن هاشم ، عن النوفلي عن السكوني عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرد إزاره فانه لايدري ما يحدث عليه ثم ليقل : «اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاغفرلها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» (٢).
٨ ـ طب : عوذة للصبي إذا كثر بكاؤه ولمن يفزع بالليل وللمرأة إذا سهرت من وجع «فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا» حدثنا أبوالمغرا الواسطي عن محمد بن سليمان ، عن مروان بن الحكم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام مأثورة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قالت ذلك.
٩ ـ طب : عن إبراهيم الحزام الحريري ، عن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة عن عبدالرحيم بن عبدالمجيد القصير عن جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام قال : من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن فانه يخرج من أوصاله كل داء وغائلة ويقوي جسمه ويشد متنه ، ويقول : «لا إله إلا الله وحده لاشريك له يحيى ويميت ويميت ويحيى ، وهو حي لا يموت» يرددها عشر مرات قبل نومه ويسبح فاطمة عليهاالسلام ويقرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد.
١٠ ـ طب : عن إبراهيم بن عيسى الزعفراني عن محمد بن حبيب الحارثي وكان من أعلم أهل زمانه وأتقاهم ، عن ابن سنان ، عن المفضل عن عمر قال : قال.
____________________
(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٥٤. (٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٧٦.
أبوعبدالله عليهالسلام : إن استطعت أن لا تبيت حتى تتعوذ بالاحدى عشر حرفا فافعل فقلت : أخبرني بها يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «أعوذ بعزة الله ، أعوذ بقدرة الله أعوذ بجلال الله ، أعوذ بجمال الله ، أعوذ بسلطان الله ، أعوذ بدفع الله ، أعوذ بمن الله أعوذ بجمع الله ، أعوذ بملك الله ، أعوذ بتمام رحمة الله ، أعوذ برسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته ، من شر ما خلق وذرء وبرء» وتتعوذ به مما شئت فانه لا يضرك هوام ولاجن ولا إنس ولا شيطان إنشاء الله تعالى.
١١ ـ شى : قال الحسن بن راشد : إذا استيقظت من منامك فقل الكلمات التي تلقي بها آدم من ربه «سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت إني ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنك أنت التواب الرحيم الغفور» (١).
١٢ ـ مكا : عن الصادق عليهالسلام قال : إذا ادخل عليك المصباح فقال : «اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس ، ولا تحرمنا نورك يوم نلقاك ، واجعل لنا نورا إنك نور لا إله إلا أنت» وإذانطفئ السراج فقال : «اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور».
عن محمد بن مسلم قال : قال لي أبوجعفر عليهالسلام : إذا توسد الرجل يمينه فليقل : «بسم الله اللهم إني أسلمت نفي إليك ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك توكلت عليك رهبة منك ، ورغبة إليك ، لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبرسولك الذي أرسلت» ويسبح تسبيح فاطمة عليهاالسلام ومن أصابه فزع عندمنامه فليقرء إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي.
عن الصادق عليهالسلام قال : اقرء : قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون عن منامك فانها براءة من الشرك وقل هو الله أحد نسبة الرب عزوجل.
روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : سمعت نبيكم على أعواد المنبر وهو
____________________
(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٤١.
يقول : من قرء آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ولا يواظب عليها إلا صديق أوعابد ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والابيات حوله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من قرء قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.
عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما قال : لا يدع الرجل أن يقول عند منامه : «أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان رجيم ومن كل شيطان هامة ومن عين لامة» (١) فذلك الذي عوذبه جبرئيل الحسن والحسين عليهماالسلام : وقال الصادق عليهالسلام : من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات : «الحمد لله الذي علافقهر ، والحمد لله الذي بطن فخبر ، والحمد لله الذي ملك فقدر والحمد لله الذي يحيى الموتى ويميت الاحياء وهو على كل شئ قدير» خرج من الذنوب كيوم ولذته امة.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من قرء ألهيكم التكاثر عند منامه وفي فتنة القبر.
في الفزع : وإن فزعت من الليل فقل عشر مرات : «أعوذ بكلمات الله من غضبه ، ومن عقابه ومن شرعباده ، ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون» فان النبي صلىاللهعليهوآله كان يأمر به واقرء آية الكرسي «وإذا يغشيكم النعاس أمنة منه» «وجعلنا نومكم سباتا» (٢).
في من خاف من اللصوص : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الايمن وليقل « بسم الله وضعت جنبي الله على ملة إبراهيم عليهالسلام ودين محمد صلىاللهعليهوآله وولاية من افترض الله طاعته ماشاء الله كان وما لم يشأ
____________________
(١) الهامة : ماله سم يقتل كالحية أو لا يقتل كسائر الحشرات المؤذبة وفى الصحاح : لا يقع هذا الاسم الا على المخوف من الاحناش ، واللامة : العين التى تصيب الانسان بسوء عند ما تعجب منه يقال منه بالفارسية : جشم زخم.
(٢) الانفال : ١١ ، والنبأ : ٩.
لم يكن أشهد أن الله على كل شئ قدير » فان من قال ذلك عند منامه حفظ من اللص والهدم ، وتستغفر له الملائكة ومن قرء قل هو الله أحد عند مضجعه وكل الله به خمسين ملكا يحرسونه ليلته.
روي أن من خالف اللصوف فليقرء عند منامه : «قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» (١) إلى آخر السورة.
في الاحتلام : عن الصادق عليهالسلام قال : إذا خفت الجنابة فقل في فراشك : «اللهم إني أعوذبك من الاحتلام ومن سوء الاحلام ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام».
ومن خاف الارق : فاذا خفت الارق فقل عند منامك : «سبحان الله ذي الشان ، دائم السلطان ، عظيم البرهان ، كل يوم هو في شان» ثم يقول : «يا مشبع البطون الجائعة يا كاسي الجنوب العارية يا مسكن العروق الضاربة يامنوم العيون الساهرة ، سكن عروقي الضاربة وائذن لعيني نوما عاجلا».
آخر : اقرء آية الكرسي : «وإذا يغشيكم النعاس أمنة منه» «وجعلنا نومكم سباتا».
في الهدم : فاذا خفت الهدم عند الزلزلة ، فاقرأ عند منامك «إن الله يمسك السموات والارض أن تزلاولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا» (٢).
للنعاس : «ولما جاء موسى لميقاتنا» إلى قومه «أول المؤمنين» (٣) يقرء على الماء ويمسح به رأسه ووجهه وذراعيه.
لمن بال في النوم (٤) أوفزع فيه « بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله النبي الامي العربي الهاشمي القرشي المدني ، الابطحي ، التهامي إلى
____________________
(١) أسرى : ١١٠.
(٢) فاطر : ٣٩ راجع مكارم الاخلاق ص ٣٣٣ ٣٣٦.
(٣) الاعراف : ١٣٩ و ١٤٠ راجع مكارم الاخلاق ص ٤٤٤.
(٤) في المطبوع من المصدر اختلاف راجعه.
من حضر الدار من العمار أما بعد فان لنا ولكم في الحق سعة فان يكن فاجرا مقتحما ، أوداعي حق مبطلا ، أو من يؤذي الولدان ويفزع الصبيان ويبكيهم ويبولهم في الفراش فلتمضوا إلى أصحاب الاصنام وإلى عبدة الاوثان ولتخلوا عن أصحاب القرآن في جوار الرحمن ومخاري الشيطان وعن أيمانهم القرآن » وصلى الله على محمد النبي (١).
للفزع أيضا : شهد الله (٢) الاية وآية الكرسي و «قل ادعو الله» (٣) إلى آخر السورة «وإن ربكم الله» الآية (٤) «لقدجاء كم رسول من أنفسكم» إلى آخر السورة (٥) «قل من يكلؤ كم بالليل والنهار من الرحمن» (٦) من السباع والجن والسحرة «قل الله [ خالق كل شئ وهو ] الواحد القهار (٧)» «اليوم تجزى كل نفس بماكسبت لاظلم اليوم إن الله سريع الحساب» (٨) لمن الملك اليوم الله الواحد القهار » (٩).
١٣ ـ فس : (١٠) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : في قوله تعالى « إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون » إن فاطمة عليهاالسلام رأت في منامها أن رسول الله صلىاللهعليهوآله هم أن يخرج وفاطمة وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة فخرجوا جاوزوا من حيطان المدينة فتعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلىاللهعليهوآله شاة كبرا وهي التي في أحد اذنيها نقط بيض ، فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم ، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة ، فلم تخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك.
____________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٤٦٩. (٢) آل عمران : ١٦.
(٣) اسرى : ١١٠ و ١١١. (٤) يونس : ٣.
(٥) براءة : ١٢٩ و ١٣٠. (٦) الانبياء : ٤٢.
(٧) الرعد : ١٦. (٨) غافر : ١٦ و ١٧.
(٩) مكارم الاخلاق ص ٤٧٠. (١٠) في المطبوعة رمز سن المحاسن وهو مصحف ، لايوجد في المحاسن ، والاية في المجادلة : ١٠.
فلما أصبحت جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله بحمار فأركب عليه فاطمة عليهاالسلام وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين من المدينة كما رأت فاطمة عليهاالسلام في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات اليمين كما رأت فاطمة عليهاالسلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلىاللهعليهوآله شاة كما رأت فاطمة عليهاالسلام فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى وقع عليها وهي تبكي فقال عليهالسلام : ما شأنك يا بنية؟ قالت : يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته ، فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون.
فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فصلى ركعتين : ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد هذا شيطان يقال لها : الدها ، وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به فأمر جبرئيل به فجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال : نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات وشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد : قل يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل «أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباد الصالحون ، من شرما رأيت من رؤياي» ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد. ويتفل عن يساره ثلاث تفلات فانه لا يضره ما رأى ، وأنزل الله على رسوله «إنما النجوى من الشيطان» الآية (١).
____________________
(١) تفسير القمى ٦٦٨ ، ونقله المؤلف العلامة في شرح كتاب الروضة من الكافى ذيل الحديث الذى ياتى تحت الرقم ٢٨ ، وهكذا أخرجه في المجلد الرايع عشر باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها ص ٤٤٠ من طبعة الكمبانى وقال بعده :
بيان : مارأيت الكبراء بهذا المعنى فيما عندنا من كتب اللغة ، وتعرض الشيطان لفاطمة عليهاالسلام وكون منامها المضاهى للوحى شيطانيا وان كان بعيدا ، لكن باعتبار
١٤ـ ثو : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن الجهم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن رجل ، عن الرضا عليهالسلام قال : من قرء آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج (١).
أقول : قد مضى في فضائل السور (٢) مسندا عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : مامن عبد يقرء «قل إنما أنابشر مثلكم يوحى إلي» إلى آخر السورة إلا كان له نورا (٣) من مضجعه إلى بيت الله الحرام فان كان من أهل بيت الله الحرام كان له نورا إلى بيت المقدس (٤).
وعن الصادق عليهالسلام قال : من قرء : يس في ليلته قبل أن ينام وكل الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة (٥).
وعن الباقر عليهالسلام قال : من قرء الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقي الله عزوجل ووجهه كالقمر ليلة البدر (٦).
____________________
عدم بقاء الشبهة وزوالها سرعا وترتب المعجز من الرسول صلىاللهعليهوآله في ذلك والمنفعة المستمرة للامة ببركتها يقل الاستبعاد والحديث مشهور متكرر في الاصول والله يعلم.
أقول : وبعد ذلك يبقى تنحى فاطمة عليهاالسلام ناحية تبكى من دون أن تبادر بقصة الرؤيا ومنعهم من شراءالشاء ثم ذبحها ثم شوائها ثم التهيئة لاكلها! حتى يسألها رسول الله صلىاللهعليهوآله فتأمل.
(١) ثواب الاعمال ص ٩٥.
(٢) أبواب فضائل السور من كتاب فضل القرآن انما تأتى في المجلد التاسع عشر حسب تجزءة الاصل.
(٣) وزاد في بعض الروايات كما في الدر المنثور ج ٤ ص ٢٥٧ : «حشوذلك النور ملائكة تستغفرون له حتى يصبح» وهكذا تفسير الكشاف ذيل الاية الشريفة.
(٤) راجع ج ١٩ ص ٧٠ ، طبعة الكمبانى ثواب الاعمال ص ٩٧.
(٥) ثواب الاعمال ص ١٠٠ ، البحار ج ١٩ ص ٧١.
(٦) ثواب الاعمال ص ١٠٦ ، البحار ج ١٩ ص ٧٥.