الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣٧
(٧٥)
* ( باب ) *
* (ثواب تمنى الخيرات ومن سن سنة عدل على نفسه ، ولزوم الرضا بمافعله الانبياء والائمة عليهمالسلام) *
أقول : قد مضى في باب تضاعف الحسنات مايشيد بنيان هذا الباب.
١ ـ ل ، ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن مهزيار ، عن فضالة ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، عن آبائه عن علي عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من تمنى شيئا وهولله عزوجل رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه (١).
لى : ابن إدريس ، عن الحسين بن إسحاق مثله (٢).
٢ ـ سن : أبي ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن سعدان بن مسلم ، عن إسحاق ابن عمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : مامن مؤمن سن على نفسه سنة حسنة أو شيئا من الخير ثم حال بينه وبين ذلك حائل إلا كتب الله له ما أجرى على نفسه أيام الدنيا (٣).
٣ ـ سن : ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن العبد المؤمن الفقير ليقول يارب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير ، فاذا علم الله ذلك منه بصدق نيته كتب الله له من الاجر مثل مايكتب له لوعمله ، إن الله واسع كريم (٤).
___________________
(١) الخصال ج ١ ص ٦.
(٢) أمالى الصدوق ٣٤٥.
(٣) المحاسن : ٢٨.
(٤) المحاسن : ٢٦١.
٤ ـ سن : محمدبن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن الصباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الحكم بن عيينة قال : لماقتل أمير ـ المؤمنين عليهالسلام الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين [ طوبى لنا إذشهدنا ، معك هذا الموقف ، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج فقال أمير المؤمنين عليهالسلام ] (١) والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقدشهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد ، فقال الرجل : وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال : بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيمانحن فيه ، ويسلمون لنا ، فاولئك شركاؤنا فيماكنا فيه حقا حقا (٢).
٥ ـ سن : محمدبن سلمة رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنما يجمع الناس الرضا والسخط ، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه ومن سخطه فقد خرج منه (٣).
٦ ـ سن : ابن بزيع ، عن جعفر بن بشير ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لوأن أهل السماوات والارض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله لكانوا من أهل النار (٤).
___________________
(١) مابين العلامتين زيادة من المصدر.
(٢ ـ ٤) المحاسن : ٢٦٢.
(٧٦)
* ( باب ) *
* ( الاستعداد للموت ) *
١ ـ لى (١) ن : المفسر ، عن أحمدبن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري عن آبائه عليهمالسلام قال : قيل لامير المؤمنين عليهالسلام ما الاستعداد للموت؟ قال : أداء الفرائض ، واجتناب المحارم ، والاشتمال على المكارم ، ثم لايبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه ، والله مايبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه (٢).
٢ ـ لى : في خطبة الوسيلة عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لاغائب أقرب من الموت ، أيها الناس إنه من مشى على وجه الارض فانه يصير إلى بطنها ، والليل والنهار مسرعان في هدم الاعمار ، ولكل ذي رمق قوت ، ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت ، وإن من عرف الايام لم يغفل عن الاستعداد لن ينجو من الموت غني بماله ، ولافقير لاقلاله (٣).
٣ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام بالكوفة إذا صلى العشاء الاخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد :
أيها الناس تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل ، فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل ، تجهزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل مابحضرتكم من الزاد ، وهوالتقوى ، واعلموا أن طريقكم إلى المعاد ، وممركم على الصراط والهول الاعظم أمامكم ، وعلى طريقكم عقبة كؤد ، ومنازل مهولة مخوفة ، لابد
___________________
(١) أمالى الصدوق : ٦٧.
(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٩٧.
(٣) أمالى الصدوق : ١٩٣.
لكم من الممر عليها ، والوقوف بها ، فإما برحمة من الله فنجاة من هولها ، وعظم خطرها ، وفظاعة منظرها ، وشدة مختبرها ، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار (١).
٤ ـ ما : فيما كتب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى أهل مصر : عبادالله إن الموت ليس منه فوت ، فاحذروا قبل وقوعه ، وأعدواله عدته ، فانكم طرد الموت إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهوألزم لكم من ظلكم ، الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى خلفكم ، فأكثروا ذكر الموت عند ماتنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ، وكفى بالموت واعظا.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله كثيرا مايوصي أصحابه بذكر الموت ، فيقول : أكثروا ذكر الموت ، فانه هادم اللذات ، حايل بينكم وبين الشهوات (٢).
٥ ـ ما : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : الموت طالب ومطلوب ، لايعجزه المقيم ولايفوته الهارب ، فقدموا ولاتتكلوا ، فانه ليس عن الموت محيص ، إنكم إن لم تقتلوا تموتوا ، والذي نفس علي بيده لالف ضربة بالسيف على الرأس أهون من موت على فراش (٣).
٦ ـ ما : ومن كلامه عليهالسلام أيها الناس أصبحتم أغراضا ، تنتضل فيكم المنايا (٤) وأموالكم نهب للمصائب ، ماطعمتم في الدنيا من طعام فلكم فيه غصص وما شربتموه من شراب فلكم فيه شرق (٥) وأشهد بالله ماتنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلا بفراق اخرى تكرهونها ، أيها الناس وإنا خلقنا وإياكم
___________________
(١) أمالى الصدوق : ٢٩٨.
(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٧.
(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٢٠.
(٤) الاغراض جمع غرض ـ بالتحريك ـ وهوما ينصب هدفا للترامى ، ومعنى تنتضل فيه : أى تترامى اليه والمنايا جمع منية وهوالموت ووجه التشبيه ظاهر.
(٥) الشرق : انعقاد الماء ووقوفه في الحلق ، والغصص في مقابله وهوانعقاد اللقمة المأكولة ووقوفها في الحلق.
للبقاء لاللفناء ، ولكنكم من دار [ إلى دار ] تنقلون ، فتزودوا لما أنتم صائرون إليه وخالدون فيه والسلام (١).
٧ ـ لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن سمع الصادق قال : كان عليهالسلام يقول :
اعمل على مهل ، فانك ميت |
|
واختر لنفسك أيها الانسان |
فكأنما قدكان لم يك إذمضى |
|
وكأنما هوكائن قد كان (٢) |
٨ ـ مص : قال الصادق عليهالسلام : لولم يكن للحساب مهولة إلا حياء العرض على الله عزوجل ، وفضيحة هتك الستر على المخفيات ، لحق للمرء ألا يهبط من رؤس الجبال ، ولايأوي إلى عمران ، ولايأكل ، ولايشرب ، ولاينام إلاعن اضطرار متصل بالتلف ، ومثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها ، وشدائد ها قائمة في كل نفس ويعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار ، حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة كأنه إلى عرصاتها مدعو ، وفي غمراتها مسؤل ، قال الله عزوجل « وإن كان مثقال حبة من خردل أتينابها وكفى بناحاسبين » (٣).
وقال بعض الائمة : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم بميزان الحياء قبل أن توزنوا (٤).
وقال أبوذر رحمة الله عليه : ذكر الجنة موت ، وذكر النار موت ، فواعجبا لنفس تحيى بين موتين.
___________________
(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٢٠ ، وترى هذا الكلام في نهج البلاغة مع اختلاف تارة في قسم الخطب تحت الرقم ١٤٣ ، وتارة في قسم الحكم تحت الرقم ١٩١ ، اكثر خطبه وكلماته عليهالسلام في الاستعداد للموت.
(٢) أمالى الصدوق : ٢٩٣.
(٣) الانبياء : ٤٧.
(٤) رواه في كتاب محاسبة النفس عن النبى صلىاللهعليهوآله ، كما مرفى ج ٧٠ ص ٧٣.
وروي أن يحيى بن زكريا عليهالسلام كان يفكر في طول الليل في أمر الجنة والنار ، فيسهر ليله ولايأخذه نوم ، ثم يقول عند الصباح : اللهم أين المفر وأين المستقر اللهم إلا إليك (١).
٩ ـ ضه : قال سلمان رضياللهعنه عجبت لست : ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني : فأما التي أبكتني ففراق الاحبة محمد وحزبه ، وهول المطلع ، والوقوف بين يدي الله عزوجل ، وأما الذي أضحكتني فطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك ملء فيه لايدري أرضي الله أم سخط.
١٠ ـ ين : فضالة ، عن سعدان الواسطي ، عن عجلان أي صالح قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : ياباصالح إذا حملت جنازة فكن كأنك أنت المحمول ، أوكأنك سألت ربك الرجوع إلى الدنيا لتعمل ، فانظر ماتستأنف ، قال : ثم قال : عجبا حبس أولهم على آخرهم ، ثم نادى منادفيهم بالرحيل وهم يلعبون.
١١ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن داود الابزاري ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ينادي مناد كل يوم : ابن آدم لد للموت واجمع للفناء ، وابن للخراب.
١٢ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي عبيدة قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام : جعلت فداك حدثني بما أنتفع به ، فقال : ياباعبيدة أكثر ذكر الموت ، فما أكثر ذكر الموت إنسان إلا زهد في الدنيا.
١٣ ـ ين : علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داودبن أبي يزيد ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الموت الموت جاء الموت بمافيه ، جاء بالروح والراحة ، والكرة المباركة إلى جنة عالية لاهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم ، وفيها رغبتهم.
وقال : إذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الامل بين العينين ، وذهب الاجل وراء الظهر.
___________________
(١) مصباح الشريعة : ٥٨.
قال : وقال سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله : أي المؤمنين أكيس؟ قال : أكثرهم ذكر اللموت ، وأشدهم له استعدادا.
١٤ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : جاء جبرئيل عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يامحمد عش ماشئت فانك ميت ، واحبب من شئت فانك مفارقه ، واعمل ماشئت فانك ملاقيه.
قال ابن أبي عمير : وزاد فيه ابن سنان : يامحمد شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كفه الاذى عن الناس.
١٥ ـ ين : فضالة ، عن إسماعيل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام عن أبيه قال : كان عيسى بن مريم عليهالسلام يقول : هول لاتدري متى يلقاك ، مايمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك.
١٦ ـ نهج : قال عليهالسلام : من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير (١).
١٧ ـ دعوات الراوندى : قال أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى : « ولاتنس نصيبك من الدنيا » (٢) أي لاتنس صحتك وقوتك ، وفراغك وشبابك ، ونشاطك وغناك أن تطلب به الاخرة.
وقيل لزين العابدين عليهالسلام ماخير مايموت عليه العبد؟ قال : أن يكون قدفرغ من أبنيته ودوره وقصور ، قيل : وكيف ذلك؟ قال : أن يكون من ذنوبه تائبا وعلى الخيرات مقيما ، يرد على الله حبيبا كريما.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله قال : من مات ولم يترك درهما ولادينارا لم يدخل الجنة أغنى منه.
وقال أبوعبدالله عليهالسلام : إذا أويت إلى فراشك فانظر ماسلكت في بطنك وماكسبت في يومك ، واذكر أنك ميت ، وأن لك معادا.
___________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٢٧.
(٢) القصص : ٧٧.
(٧٧)
* ( باب ) *
* ( العفاف وعفة البطن والفرج ) *
الايات : الاحزاب : الحافظين فروجهم والحافظات (١).
المعارج : والذينهم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ماملكتأيمانهم فانهم غير ملومين * فمن ابتغى ورآء ذلك فاولئك هم العادون (٢).
١ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن حمادبن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ماعبدالله بشئ أفضل من عفة بطن وفرج (٣).
بيان : العفة في الاصل الكف قال في القاموس : عف عفا وعفافا وعفافة بفتحهن وعفة بالكسر ، فهوعف وعفيف كف عما لايحل ولايجمل كاستعف وتعفف (١) وقال الراغب : العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة والمتعفف المتعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر ، وأصله الاقتصار على تناول الشئ القليل الجاري مجري العفافة والعفة أي البقية من الشئ أو مجرى العفعف ، وهو ثمر الاراك والاستعفاف طلب العفة انتهى (٥) وتطلق في الاخبار غالبا على عفة البطن والفرج وكفهما عن مشتهياتهما المحرمة ، بل المشتبهة والمكروهة أيضا ، من المأكولات والمشروبات والمنكوحات ، بل من مقدماتهما من تحصيل الاموال المحرمة لذلك ومن القبلة واللمس والنظر إلى المحرم ، ويدل على أن ترك المحرمات من العبادات
___________________
(١) الاحزاب : ٣٥.
(٢) المعارج : ٢٩ ـ ٣١.
(٣) الكافى ج ٢ ص ٧٩.
(٤) القاموس ج ٣ ص ١٧٧.
(٥) مفردات الراغب : ٣٣٩.
وكونهما من أفضل العبادات ، وكون العفتين من أفضل العبادات لكونهما أشقهما.
٢ ـ كا : عن محمدبن يحيى ، عن أحمدبن محمد ، عن محمدبن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : إن أفضل العبادة عفة البطن والفرج (١).
٣ ـ كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : أفضل العبادة العفاف (٢).
بيان : يمكن حمل العفاف هنا على مايشمل ترك جميع المحرمات.
٤ ـ كا : عن العدة ، عن أحمدبن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن النضربن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن معلى أبي عثمان ، عن أبي بصير قال : قال رجل لابي جعفر عليهالسلام : إني ضعيف العمل قليل الصيام ، ولكني أرجو أن لا آكل إلا حلالا ، قال : فقال له : وأي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج (٣).
بيان : الاجتهاد بذل الوسع في طلب الامر والمراد هنا المبالغة في الطاعة.
٥ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أكثر ماتلج به امتي النار الاجوفان : البطن والفرج.
وباسناده المتقدم وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ثلاث أخافهن بعدي على امتي الضلالة بعد المعرفة ، ومضلات الفتن ، وشهوة البطن والفرج (٤).
بيان : ماتلج أي تدخل وفي النهاية الاجوف الذي له جوف ، ومنه الحديث أن لا تنسوا الجوف ، وماوعا ، أي مايدخل إليه من الطعام والشراب ويجمع فيه ، وقيل أراد بالجوف القلب وماوعى وحفظ من معرفة الله تعالى ، وقيل : أراد بالجوف البطن والفرج معاومنه الحديث إن أخوف ما أخاف عليكم الاجوفان.
___________________
(١ ـ ٤) الكافى ج ٢ ص ٧٩.
« وباسناده » الضمير لعلي أو للسكوني ، وعلى التقديرين المراد بالاسناد الاسناد السابق ، وقيل : ليس هذا في نسخة الشهيد الثاني ره.
وأقول : قد وقعت الامة في كل ماخاف صلىاللهعليهوآله عليهم إلا من عصمه الله وهم قليل من الامة.
٦ ـ كا : عن أبي علي الاشعري ، عن محمدبن عبدالجبار ، عن بعض أصحابه عن ميمون القداح قال : سمعت أباجعفر عليهالسلام يقول : مامن عبادة أفضل من عفة بطن وفرج (١).
٧ ـ كا : عن محمدبن يحيى ، عن أحمدبن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن منصوربن حازم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : مامن عبادة أفضل عندالله من عفة بطن وفرج (٢).
٨ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن الفضل بن حباب ، عن عبدالواحد بن سليمان ، عن أبيه ، عن الاجلح الكندي ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله يحب الحيي المتعفف ، ويبغض البذي السائل الملحف (٣).
٩ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن سعدبن أبي خلف ، عن نجم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال لي : يانجم كلكم في الجنة معنا إلا أنه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قدهتك وبدت عورته ، قال : قلت له : جعلت فداك وإن ذلك لكائن؟ قال : نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه (٤).
١٠ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عبدالجبار ، عن ابن أبي نجران عن ابن رباط ، عن الحضرمي ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم (٥).
___________________
(١ ـ ٢) الكافى ج ٢ ص ٨٠.
(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧.
(٤) الخصال ج ١ ص ١٥.
(٥) الخصال ج ١ ص ٢٩.
١١ ـ ب : محمدبن عيسى ، عن القداح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : استحيوا من الله حق الحيا ، قالوا ومانفعل يارسول الله؟ قال : فان كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله بين عينيه ، وليحفظ الرأس وما وعا ، والبطن وماحوى ، وليذكر القبر والبلى ، ومن أراد الاخرة فليدع زينة الحياة الدنيا (١).
١٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن القداح مثله (٢).
١٣ ـ ل : الخليل بن أحمد ، عن معاذ ، عن الحسين المروزي ، عن محمدبن عبيد ، عن داود الاودي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إن أول مايدخل النار من امتي الاجوفان ، قالوا : يارسول الله صلىاللهعليهوآله وما الاجوفان؟ قال : الفرج والفم ، وأكثر مايدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق (٣).
اقول : قد مضى بعض الاخبار في باب صفات الشيعة.
١٤ ـ ل : الفامي ، عن محمدبن جعفر ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسين ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من سلم من امتي أربع خصال فله الجنة : من الدخول في الدنيا ، واتباع الهوى ، وشهوة البطن ، وشهوة الفرج (٤).
١٥ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : في قوله تعالى « يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا » (٥) فأما اللباس فالثياب التي يلبسون ، وأما الرياش فالمتاع والمال ، وأما لباس التقوى
___________________
(١) قرب الاسناد ص ١٣ في ط وص ١٨ في ط.
(٢) أمالى الصدوق ٣٦٦.
(٣) الخصال ج ١ ص ٣٩.
(٤) الخصال ج ١ ص ١٠٦.
(٥) الاعراف : ٢٦.
فالعفاف ، إن العفيف لاتبدوله عورة ، وإن كان عاريا من الثياب ، والفاجر بادي العورة وإن كان كاسيا من الثياب ، يقول الله « ولباس التقوى ذلك خير » يقول العفاف خير « ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون » (١).
١٦ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ثلاث أخافهن على امتي من بعدى : الضلالة بعد المعرفة ، ومضلاة الفتن ، وشهوة البطن والفرج (٢).
صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله (٣).
١٧ ـ ن : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أول من يدخل الجنة شهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ، ورجل عفيف متعفف ذوعبادة (٤).
صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله (٥).
ما : المفيد ، عن عمربن محمد الصيرفي ، عن علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام مثله (٦).
أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب الورع وفي باب المكارم.
١٨ ـ مع : علي بن عبدالله المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن الحسن ابن علي بن زكريا ، عن خراش مولى أنس ، عن أنس قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله على أصحابه فقال : من ضمن لي اثنين ضمنت له الجنة فقال أبوهريرة : فداك أبي وامي يارسول الله! أنا أضمنهما لك ، ماهما؟ قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من ضمن لي مابين لحييه ومابين رجليه ، ضمنت له الجنة.
___________________
(١) تفسير القمى ٢١٣.
(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٩.
(٣) صحيفة الرضا عليهالسلام : ص ٤.
(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٨.
(٥) صحيفة الرضا عليهالسلام : ص ٣.
(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٥٨ ، لكنه مثل الحديث الرقم ١٦.
يعني من ضمن لي لسانه وفرجه ، وأسباب البلايا تنفتح من هذين العضوين وجناية اللسان الكفر بالله ، وتقول الزور والبهتان ، والالحاد في أسماء الله وصفاته والغيبة والنميمة ، وكل ذلك من جنايات اللسان ، وجناية الفرج الوطي حيث لا يحل النكاح ولاملك يمين ، قال الله تبارك وتعالى « والذينهم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أوما ملكت إيمانهم فانهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون » (١).
١٧ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن علي بن حفص القرشي ، عن رجل من أصحابنا يقال له إبراهيم : قال سئل الحسن عليهالسلام : عن المروة فقال : العفاف في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة (٢).
١٨ ـ سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن معلى أبي عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال له رجل : إني ضعيف العمل قليل الصلاة قليل الصوم ، ولكن أرجو أن لا آكل إلا حلالا ، ولا أنكح إلا حلالا ، فقال : وأي جهاد أفضل من عفة بطن وفرج (٣).
١٩ ـ سن : ابن محبوب ، عن عبدالله بن غالب الاسدي ، عن ثابت أبي المقدام عن أبي برزة وكان مكفوفا وكان من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله في حديث له طويل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أخاف عليكم بعدي إلا ثلاثا : الجهل بعد المعرفة ومضلات الفتن ، وشهوات العين من البطن والفرج (٤).
٢٠ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله ما أكثر مايدخل الجنة؟ قال : تقوى الله وحسن الخلق ، وسئل عن أكثر ما يدخل
___________________
(١) معانى الاخبار ٤١١ ، والاية في المؤمنون ٥٠.
(٢) معانى الاخبار ص ٢٥٨.
(٣) المحاسن : ٢٩٢.
(٤) المحاسن : ٢٩٥ وفيه شهوات العنت.
النار قال : الاجوفان : البطن والفرج (١).
٢١ ـ ين : صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أتى النبي صلىاللهعليهوآله أعرابي فقال له : أوصني يارسول الله فقال : نعم اوصيك بحفظ مابين رجليك.
٢٢ ـ مشكوة الانوار : عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : اوصيكم بحفظ مابين رجليك ومابين لحييك (٢).
(٧٨)
* ( باب ) *
* (السكوت والكلام وموقعهما وفضل الصمت وترك مالايعنى من الكلام) *
الايات : المائدة : يا أيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم ـ إلى قوله تعالى : قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين (٣).
١ ـ ج : سئل علي بن الحسين عليهماالسلام عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟ فقال عليهالسلام : لكل واحد منهما آفات ، فاذا سلما من الافات فالكلام أفضل من السكوت ، قيل : كيف ذلك يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لان الله عزوجل مابعث الانبياء والاوصياء بالسكوت ، إنما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ، ولاتوقيت النار بالسكوت ، إنما ذلك كله بالكلام ، ماكنت لاعدل القمر بالشمس ، إنك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت (٤).
___________________
(١) صحيفة الرضا : ١٢.
(٢) مشكاة الانوار :
(٣) المائدة : ١٠١ ـ ١٠٢.
(٤) الاحتجاج : ١٧٢ ، ط النجف.
٢ ـ لى : أبي ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ابن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام أن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر ، والسكوت ، والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهوسهو ، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهولغو ، فطوبى لمن كان نظره عبرا وسكوته فكرا وكلامه ذكرا وبكلى على خطيئته ، وآمن الناس شره (١).
ثو : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن أبي أيوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام من أمير المؤمنين عليهالسلام مثله (٢).
سن : أبي ، عمن ذكره ، عن الصادق عليهالسلام مثله (٣).
لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس عن أبي أيوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : وذكر مثله (٤).
ل : ابن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس مثله (٥).
مع : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني مثله (٦).
٣ ـ لى : عن الباقر ، عن آبائه عليهمالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : لاحافظ أحفظ من الصمت (٧).
___________________
(١) أمالى الصدوق ١٨.
(٢) ثواب الاعمال : ١٦١.
(٣) المحاسن : ٥.
(٤) أمالى الصدوق : ٦٧.
(٥) الخصال : ٤٩.
(٦) معانى الاخبار ٣٤٤.
(٧) أمالى الصدوق : ١٩٣.
٤ ـ لى : الدقاق ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن سليمان الجعفري ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : مر أمير المؤمنين عليهالسلام علي بن أبي طالب برجل يتكلم بفضول الكلام ، فوقف عليه ، ثم قال : ياهذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع مالايعنيك (١).
٥ ـ مع (٢) لى : قال رسول الله : أعظم الناس قدرا من ترك مالايعنيه (٣).
٦ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن سعدان بن مسلم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : النوم راحة للجسد ، والنطق راحة للروح ، والسكوت راحة للعقل (٤).
٧ ـ ن (٥) لى : ابن موسى ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : المرء محبوء تحت لسانه (٦).
أقول : سيأتي في باب مواعظه باسناد آخر (٧).
٨ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليهالسلام قال : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة ، وهودليل على الخير (٨).
٩ ـ ن (٩) ل : أبي ، عن الكمنداني ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي عنه
___________________
(١) أمالى الصدوق : ٢١.
(٢) معانى الاخبار : ١٩٥.
(٣) أمالى الصدوق : ١٤.
(٤) أمالى الصدوق : ٢٦٤.
(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٤.
(٦) أمالى الصدوق : ٢٦٨.
(٧) راجع نهج البلاغة قسم الحكم ١٤٨.
(٨) قرب الاسناد : ٢١٦ ط النجف.
(٩) عيون الاخبارج ١ ص ٢٥٨.
عليهالسلام مثله وفيه أنه دليل على كل خير (١).
١٠ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن على لسان كل قائل رقيبا ، فليتق الله العبد ، ولينظر ما يقول : (٢).
وقال : من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه (٣).
١١ ـ ل : حمزة العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمدبن عيسى ، عن زياد ابن مروان ، عن أبي وكيع ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : مامن شئ أحق بطول السجن من اللسان (٤).
١٢ ـ ثو (٥) ل : أبي ، عن أحمدبن إدريس ، عن الاشعري ، عن موسى ابن عمران ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لايزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا فاذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا (٦).
ثو : أبي ، عن محمدبن يحيى ، عن الاشعري مثله (٧).
١٣ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : إن داود قال لسليمان عليهما جميعا السلام : يابني إياك وكثرة الضحك ، فان كثرة الضحك تترك العبد حقيرا يوم القيامة ، يابني عليك بطول الصمت ، إلا من خير فان الندامة على طول الصمت مرة واحدة ، خير من الندامة على كثرة الكلام مرات
___________________
(١) الخصال ج ١ ص ٧٦.
(٢ و ٣) قرب الاسناد : ص ٤٥ ط النجف.
(٤) الخصال ج ١ ص ١١.
(٥) ثواب الاعمال ص ١٤٩.
(٦) الخصال ج ١ ص ١١.
(٧) ثواب الاعمال ص ١٦٢.
يابني لو أن الكلام كان من فضة ينبغي للصمت أن يكون من ذهب (١).
١٤ ـ ثو (٢) ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمدبن السندي عن علي بن الحكم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول : كيف أصبحتم؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : الله الله فينا ويناشدونه ويقولون : إنما نثاب بك ونعاقب بك (٣).
١٥ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن ربيع بن محمد المسلي ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ماعبدالله بشي أفضل من الصمت والمشي إلى بيته (٤).
كتاب الغايات : مرسلا مثله وفيه مثل الصمت.
١٦ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال أبوذر رحمة الله عليه : اجعل الدنيا كلمتين : كلمة في طلب الحلال ، وكلمة للاخرة ، والثالثة تضر ولاتنفع ، فلاتردها الخبر (٥).
١٧ ـ ل : القاسم بن محمد السراج ، عن محمدبن أحمد الضبي ، عن محمدبن عبدالعزيز ، عن عبيدالله بن موسى ، عن سفيان الثور ي ، عن الصادق جعفربن محمد صلوات الله عليه قال : ياسفيان أمرني والدي عليهالسلام بثلاث ونهاني عن ثلاث فكان فيما قال لي : يابني من يصحب صاحب السوء لايسلم ، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ، ومن لايملك لسانه يندم ، ثم أنشدني :
___________________
(١) قرب الاسناد ص ٣٣ ط حجر وص ٤٦ ط النجف.
(٢) ثواب الاعمال ص ٢١٢.
(٣) الخصال ج ١ ص ٦.
(٤) الخصال ج ١ ص ١٩.
(٥) الخصال ج ١ ص ٢١ مع اختلاف.
عود لسانك قول الخير تحظ به |
|
إن اللسان لما عودت معتاد |
موكل بتقاضي ماسننت له |
|
في الخير والشر فانظر كيف تعتاد (١) |
اقول : قد مضى في باب جوامع المكارم (٢).
١٨ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار باسناده رفعه قال : يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحدة في الصمت (٣).
ثو : ابن الوليد ، عن محمدبن يحيى ، عن الاشعري ، عن ابن معروف مثله (٤).
١٩ ـ مع (٥) ل : في وصايا أبي ذر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، فان من حسب كلامه من عمله قل كلامه ، إلا فيما يعنيه.
وقال صلىاللهعليهوآله : عليك بطول الصمت فانه مطردة للشيطان ، وعون لك على أمر دينك (٦).
٢٠ ـ ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق عن أبيه عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ثلاث منجيات : تكف لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، وتلزم بيتك (٧).
٢١ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهانى ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى
___________________
(١) الخصال ج ١ ص ٨٠.
(٢) مرباب جوامع المكارم في ج ٦٩ ص ٣٣٢ ـ ٤١٤ ، ولايوجد مثله في ذاك الباب.
(٣) الخصال ج ٢ ص ٥٤.
(٤) ثواب الاعمال ص ١٦٢.
(٥) معانى الاخبار ص ٣٣٤.
(٦) الخصال الخصال ج ٢ ص ١٠٤.
(٧) الخصال ج ١ ص ٤٢.
قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن أردت أن تقرعينك ، وتنال خير الدنيا والاخرة فاقطع الطمع ممافي أيدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولاتحدثن نفسك أنك فوق أحد من الناس ، واخزن لسانك كماتخزن مالك (١).
٢٢ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفا ر ، عن ابن أبي الخطاب وأحمدبن محمد ، عن أبيه ، عن ابن أسباط والحجال أنهما سمعا الرضا عليهالسلام يقول : كان العابد من بني ـ إسرائيل لايتعبد حتى يصمت عشر سنين (٢).
٢٣ ـ مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن موسى بن بكر ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أتى النبي أعرابي فقال له : ألست خيرنا أباواما ، وأكرمنا عقبا ورئيسنا في الجاهلية ، والاسلام؟ فغضب النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا أعرابي كم دون لسانك من حجاب؟ قال : اثنان شفتان وأسنان فقال عليهالسلام : فماكان في أحد هذين مايرد عنا غرب لسانك هذا (٣) أما إنه لم يعط أحد في دنياه شئ هو أضرله في آخرته من طلاقة لسانه ، ياعلي قم فاقطع لسانه فظن الناس أنه يقطع لسانه ، فأعطاه دراهم (٤).
٢٤ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليهالسلام عند وفاته : الزم الصمت تسلم (٥).
٢٥ ـ مع : عن الحسن بن علي صلوات الله عليه قال : نعم العون الصمت في مواطن كثيرة ، وإن كنت فصيحا (٦).
٢٦ ـ مع : علي بن عبدالله بن أحمد المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري
___________________
(١) الخصال ج ١ ص ٦٠.
(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٢.
(٣) قال الجوهرى : يقال لحد السيف غرب ، وغرب كل شئ حده ، يقال : في لسانه غرب أى حدة وغرب الفرس حدته وأول جريه ، تقول : كففت من غربه.
(٤) معانى الاخبار ص ١٧١.
(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧.
(٦) معانى الاخبار ص ٤٠١.