الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٨
قال : من استنجى بالسعد بعد الغائط وغسل به فمه بعد الطعام لم تصبه علّة في فمه ، ولا يخاف (١) شيئاً من أرياح البواسير (٢) .
٤ ـ ومنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال : أخذني العبّاس بن موسى فأمر فوجىء فمي فتزعزعت أسناني ، فلا أقدر أن أمضغ الطعام . فرأيت أبي في المنام ومعه شيخ لا أعرفه ، فقال أبي : سلّم عليه فقلت : يا أبه ، من هذا ؟ فقال : هذا أبو شيبة الخراسانيّ .
قال : فسلّمت عليه ، فقال لي : ما لي أراك هكذا ؟ قال : فقلت : إنّ الفاسق عبّاس (٣) بن موسى أمر بي فوجىء فمي ، فتزعزعت أسناني . فقال لي : شدّها بالسعد فأصبحت فتمضمضت بالسعد ، فسكنت أسناني . (٤)
بيان : في القاموس : وجأه باليد والسكّين ـ كوضعه ـ : ضربه . وقال : الزعزعة : تحريك الريح الشجرة ونحوها ، أو كلّ تحريك شديد .
٥ ـ الكافي : عن محمّد ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولّاد ، قال : رأيت أبا الحسن عليهالسلام في الحجر وهو قاعد ومعه عدّة من أهل بيته ، فسمعته يقول : ضربت عليّ أسناني ، فأخذت السعد فدلكت به أسناني ، فنفعني ذلك وسكنت عنّي (٥) .
٦ ـ العلل : عن أحمد بن محمّد بن عيسى العلويّ ، عن محمّد بن أسباط ، عن أحمد بن محمّد بن زياد القطّان ، عن أبي الطيب أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن عيسى بن جعفر العلويّ ، عن عمر بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بمدينة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : مرّ أخي عيسى عليهالسلام بمدينة وإذا وجوههم صفر ، وعيونهم زرق ، فصاحوا إليه وشكوا ما بهم من العلل ، فقال لهم : [ أنتم ] دواؤه معكم ، أنتم إذا أكلتم اللحم طبختموه
__________________
(١) في المصدر : لم يخف .
(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٧٨ .
(٣) في المصدر : العباس .
(٤ و ٥) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٧٩ .
غير مغسول ، وليس يخرج شيء من الدنيا إلّا بجنابة . فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت أمراضهم .
وقال : مرّ أخي عيسى بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة ، ووجوههم منتفخة فشكوا إليه ، فقال : أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم فتغلى الريح في الصدور حتّى تبلغ إلى الفم فلا يكون لها مخرج فترجع إلى اُصول الأسنان فيفسد الوجه ، فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم وصيّروه لكم خُلقاً . ففعلوا فذهب ذلك عنهم (١) .
٧ ـ الطب : روي عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام قال : ضربت عليَّ أسناني فجعلت عليها السعد . وقال : خلُّ الخمر يشدّ اللثة . وقال : تأخذ حنظلة وتقشّرها وتستخرج دهنها ، فإن كان الضرس مأكولا متحفّراً تقطر فيه قطرتين (٢) من الدهن . واجعل منه في قطنة ، واجعلها في اُذنك الّتي تلي الضرس ثلاث ليال ، فإنّه يحسم ذلك إنشاء الله تعالى (٣) .
بيان : في القانون : السعد أصل نبات يشبه الكراث والزرع أيضاً ، إلّا أنّه أدقُّ وأطول في أكثر البلدان ، إلّا أنّ الجيّد منه هو الكوفيُّ ، ينفع من عفن الأنف والفم والقلاع واسترخاۤء اللثة ـ انتهى ـ .
وقيل : المراد بخلّ الخمر هو ما جعل بالعلاج خلّاً أو كلّ خلّ كان أصله خمراً ، إن أمكن الاستحالة خلّاً بدون الاستحالة خمراً ، كما يدّعى ذلك كثيراً . قال في القاموس : الخلّ ما حمض من عصير العنب وغيره ، وأجوده خلّ الخمر ، مركّب من جوهرين : حارّ وبارد ، نافع للمعدة واللثة والقروح الخبيثة والحكّة ونهش الهوامّ وأكل الافيون وحرق النار وأوجاع الأسنان ، وبخار حارّة للاستسقاء وعسر السّمع والدويّ والطنين ـ انتهى ـ .
والظاهر أنّ المراد بخلّ الخمر خلّ خمر العنب ، فإنّ الخمر تطلق غالباً
__________________
(١) علل الشرائع : ج ٢ ، ص ٢٦٢ .
(٢) في المصدر : « قطرتان » وعليه فالفعل مبنى للمفعول .
(٣) طب الائمة : ٢٤ .
عليها . وقال صاحب « بحر الجواهر » : خلّ الخمر هو أن يعصر الخمر ويصفّى ويجعل على كلّ عشرة أرطال من مأة رطل من خلّ العنب جيد ، ويجعل في خزف مقيّر في الشمس ـ انتهى ـ .
وهذا معنى غريب ، وإعمال الحنظل سيأتي مفصّلاً ، وكأنّه سقط منه شيء .
٨ ـ الكافي : عن أحمد بن محمّد الكوفيّ ، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن محمّد بن عبد الحميد ، عن الحكم بن مسكين ، عن حمزة بن الطيّار ، قال : كنت عند أبي الحسن الأوّل ، فرآني أتأوّه فقال : ما لك ؟ قلت : ضرسي . فقال : احتجم (١) فاحتجمت فسكن ، فأعلمته فقال لي : ما تداوى الناس بشيء خير من مصّة دم أو مزعة عسل . قال : قلت جعلت فداك ، ما المزعة عسل ؟ قال : لعقة عسل (٢) .
بيان : المذكور في كتب الرجال هو أنّ حمزة بن الطيّار مات في حياة الصادق عليه السّلام وترحّم عليه ، فروايته عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام لعلّها كانت في حياة والده عليهالسلام .
وقال الجوهري : المزعة ـ بالضمّ والكسر ـ قطعة لحم ، يقال : ما عليه مزعة لحم ، وما في الإناء مزعة من الماء ، أي جرعة .
٩ ـ الكافي : عن عدّة من أصحابه ، عن سهل بن زياد ، عن بكر بن صالح ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ ، قال سمعت أبا الحسن [ موسى ] عليهالسلام يقول : دواء الضرس ، تأخذ حنظلة فتقشّرها ثمّ تستخرج دهنها ، فإن كان الضرس مأكولاً منحفراً تقطر فيه قطرات . وتجعل منه في قطن شيئاً ، وتجعل في جوف الضرس ، وينام صاحبه مستلقياً ، يأخذه ثلاث ليال . فإن كان الضرس لا أكل فيه وكانت ريحاً قطر في الاُذن الّتي تلي ذلك الضرس ثلاث ليالٍ كلّ ليلة قطرتين أو ثلاث قطرات ، يبرأ بإذن الله .
قال : وسمعته يقول ـ لوجع الفم والدم الّذي يخرج من الأسنان والضربان
__________________
(١) في المصدر : فقال : لو احتجمت ، فاحتجمت .
(٢) روضة الكافي : ١٩٤ .
والحمرة الّتي تقع في الفم : يأخذ (١) حنظلة رطبة قد اصفرّت ، فيجعل عليها قالباً من طين ، ثمّ يثقب رأسها ويدخل سكّيناً جوفها ، فيحكّ جوانبها برفق ، ثمّ يصبّ عليها خلّ خمر حامضاً شديد الحموضة ثمّ يضعها على النار ، فيغليها غلياناً شديداً ، ثمّ يأخذ صاحبه كلّ ما احتمل ظفره ، فيدلك به فيه ويتمضمض بخلّ وإن أحبّ أن يحوّل ما في الحنظلة في زجاجة أو بُستوقة فعل ، وكلّما فنى خلّه أعاد مكانه ، وكلّما عتق كان خيراً له إنشاء الله تعالى (٢) .
بيان : « ثمّ يستخرج دهنها » دهنها معروف ، يخرج بوضعها في الشمس ، ونحو ذلك . قوله عليهالسلام « منحفراً » أي حدثت فيه حفرة . وقال الجوهريّ : تقول : في أسنانه حفر ، وقد حفرت تحفر حفراً ، إذا فسدت اُصولها . قوله « فيجعل عليها قالباً من طين » أي يطلى جميعها بالطين لئلّا تفسدها النار إذا وضعت عليها ، ولا يخرج منها شيء إذا حصل فيه خرق أو ثقبة .
وفي القانون : الحنظل المختار منه هو الأبيض الشديد البياض اللّين ، وينبغي أن لا يجتنى ما لم تأخذ في الصفرة ولم ينسلخ الخضرة بتمامها ، وإلّا فهو ضارٌّ رديء ، حارٌّ في الثالثة يابس ، نافع لأوجاع العصب والمفاصل وعرق النسا والنقرس البارد ، ينقّي الدماغ ويطبخ أصله مع الخلّ ويتمضمض به لوجع الأسنان ، أو يقوّر (١) ويرمى بما فيه ويطبخ الخلّ فيه في رماد حارّ ، وإذا طبخ في الزيت كان ذلك الزيت قطوراً نافعاً من الدويّ في الاُذن ، ويسهّل قلع الأسنان .
__________________
(١) في المصدر : « تأخذ » وكذا في الافعال التالية .
(٢) روضة الكافي : ١٩٥ .
(٣) قور الشيء : قطعه من وسطه خرقاً مستديراً .
٦٠
( باب علاج دود البطن )
١ ـ العيون : عن محمّد بن عليّ بن الشاه (١) عن أبي بكر بن عبد الله النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائيّ ، عن أبيه ، عن الرضا عليهالسلام . وعن أحمد بن إبراهيم الخوزيّ (٢) ، عن إبراهيم بن مروان ، عن جعفر بن محمّد بن زياد ، عن أحمد بن عبد الله الهرويّ عنه عليهالسلام . وعن الحسين بن محمّد الاشنانيّ العدل ، عن عليّ بن مهرويه القزوينيّ ، عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : كلوا خلّ الخمر ، فإنّه يقتل الديدان في البطن (٣) .
٢ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلوا التمر على الريق ، فإنّه يقتل الديدان في البطن (٤) .
قال الصدوق : يعني بذلك كلّ التمور إلّا البرنيّ ، فإنّ أكله على الريق يورث الفالج .
صحيفة الرضا : عنه عليهالسلام مثل الخبرين (٥) .
٣ ـ المحاسن : عن أبى القاسم ويعقوب بن يزيد معا عن زياد ، بن مروان عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه (٦) قتلن الدود في بطنه (٧) .
__________________
(١) في المصدر : عن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي ، عن أبي بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري .
(٢) عن أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري ، عن ابراهيم بن هارون بن محمد الخوري .
(٣) العيون : ج ٢ ، ص ٤٠ .
(٤) المصدر : ٤٢ .
(٥) صحيفة الرضا عليهالسلام : ١٠ .
(٦) عند منامه قتلن الديدان في بطنه ( خ ) .
(٧) المحاسن : ٥٣٣ .
٤ ـ الطب : عن الحسن بن عبد الله ، عن فضالة ، عن محمّد بن مسلم بن يزيد السكونيّ ، عن أبي عبد الله عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام : من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه قتلن الدود في بطنه (١) .
٥ ـ وعنه عليهالسلام أنّه قال : اسقه خلّ الخمر ، فإنّ خلّ الخمر يقتل دوابّ البطن (٢) .
٦ ـ وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : كل العجوة ، فإنّ تمرة العجوة تميتها وليكن على الريق . (٣)
٦١
( باب )
* ( علاج دخول العلق منافذ البدن ) *
١ ـ الخرائج : رووا أنّ تسعة إخوة أو عشرة في حيّ من أحياء العرب كانت لهم اُخت واحدة ، فقالوا لها : كلُّ ما يرزقنا الله نطرحه بين يديك ، فلا ترغبي في التزويج فحميّتنا لا تحمل ذلك . فوافقتهم في ذلك ورضيت به وقعدت في خدمتهم وهم يكرمونها . فحاضت يوماً فلمّا طهرت أرادت الاغتسال وخرجت إلى عين ماء كانت بقرب حيّهم فخرجت من الماء علقة ، فدخلت في جوفها وقد جلست في الماء ، فمضت عليها الأيّام والعلقة تكبر ، حتّى علت بطنها ، وظنّ الإخوة أنّها حبلى وقد خانت ، فأرادوا قتلها .
فقال بعضهم : نرفع أمرها إلى أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام فإنّه يتولّى ذلك . فأخرجوها إلى حضرته وقالوا فيها ما ظنّوا بها ، واستحضر عليٌّ عليهالسلام طستاً مملوّاً
__________________
(١) طب الائمة : ٦٥ .
(٢ و ٣) الطب : ٦٥ .
بالحمأة ، وأمرها أن تقعد عليه ، فلمّا أحسّت العلقة رائحة الحمأة نزلت من جوفها ـ الخبر ـ (١) .
٢ ـ وأقول قد روى جمٌّ غفير من علمائنا منهم شاذان بن جبرئيل ، ومن المخالفين منهم أسعد بن إبراهيم الأردبيليّ المالكيّ ، بأسانيدهم عن عمّار بن ياسر وزيد بن أرقم ، قالا : كنّا بين يدي أمير المؤمنين عليهالسلام وإذا بزعقة عظيمة ، وكان على دكّة القضاء ، فقال : يا عمّار ، ائت بمن على الباب . فخرجت وإذا على الباب امرأة في قبّة على جمل وهي تشتكي وتصيح : يا غياث المستغيثين ، إليك توجّهت وبوليّك توسّلت ، فبيّض وجهي ، وفرّج عنّي كربتي . قال عمّار : وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة ، وقوم لها ، وقوم عليها . فقلت : أجيبوا أمير المؤمنين عليهالسلام فنزلت المرأة ، ودخل القوم معها المسجد ، واجتمع أهل الكوفة ، فقام أمير المؤمنين عليه السلام وقال : (٢) سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام . فنهض من بينهم شيخ وقال : يا مولاي !
هذه الجارية ابنتي قد خطبها ملوك العرب ، وقد نكست رأسي بين عشيرتي لأنّها عاتق (٣) حامل ، فاكشف هذه الغمّة . فقال عليهالسلام : ما تقولين يا جارية ؟ قالت : يا مولاي أمّا قوله إنّي عاتق صدق ، وأمّا قوله إنّي حامل فو حقّك يا مولاي ما علمت من نفسي خيانة قطّ . فصعد عليهالسلام المنبر وقال : عليَّ بداية الكوفة ! فجاءت امرأة تسمّى « لبناء » وهي قابلة نساء أهل الكوفة فقال لها : اضربي بينك وبين الناس حجاباً وانظري هذه الجارية عاتق حامل أم لا . ففعلت ما أمر (٤) عليهالسلام به
__________________
(١) لم نجد هذه الرواية في الخرائج .
(٢) فقال ( خ ) .
(٣) قال الجوهري : جارية عاتق اي شابة أول ما ادركت فخدرت في بيت أهلها ولم تبن الى زوج .
(٤) ما امره به ( خ ) .
ثمّ خرجت وقالت : نعم ، يا مولاي هي عاتق حامل . فقال عليهالسلام : من منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة ؟ قال أبو الجارية : الثلج في بلادنا كثير ، ولكن لا نقدر عليها ههنا .
قال عمّار : فمدّ يده من أعلى منبر الكوفة وردّها وإذا فيها قطعة من الثلج يقطر الماء منها ، ثمّ قال : يا داية ، خذي هذه القطعة من الثلج ، واخرجي بالجارية من المسجد ، واتركي تحتها طستاً ، وضعي هذه القطعة ممّا يلي الفرج ، فسترى علقة وزنها سبعمائة وخمسون درهماً ! ففعلت ورجعت بالجارية والعلقة إليه عليهالسلام وكانت كما قال عليهالسلام .
ثمّ قال عليه السّلام لأبي الجارية : خذ ابنتك ، فو الله ما زنت ولكن دخلت الموضع الّذي فيه الماء ، فدخلت هذه العلقة ، وهي بنت عشر سنين ، وكبرت إلى الآن في بطنها .
والروايات طويلة مختلفة الألفاظ ، اقتصرنا منها على موضع الاتفاق والحاجة . والروايتان تدلّان على أنّ العلق إذا دخل شيئاً من منافذ البدن يمكن إخراجها بإدناء الحمأة والثلج إلى الموضع الّذي هي فيه .
٦٢
( باب )
* ( علاج ورم الكبد وأوجاع الجوف والخاصرة ) *
١ ـ الطب : عن عبد الله والحسين ابني بسطام ، قالا : أملى علينا أحمد بن رياح المتطبّب هذه الأدوية ، وذكر أنّه عرضها على الإمام فرضيها في وجع الخاصرة . قال : تأخذ أربعة مثاقيل فلفل ، ومثله زنجبيل ، ومثله دار فلفل ، وبربخ ، وبسباسة ، و دارچيني (١) من كلّ واحد مقداراً واحداً ـ يعني أربعة مثاقيل ـ ومن الزبد الصافي الجيّد خمسة وأربعين مثقالاً ، ومن السكّر الأبيض ستّة وأربعين مثقالاً ، يدقّ وينخل بخرقة أو بمنخل شعر صفيق ، ثمّ يعجن بزنة جميعه مرّتين بعسل منزوع الرغوة . فمن شربه للخاصرة فليشرب وزن ثلاثة مثاقيل ، ومن شربه للمشي فليشرب وزن سبعة مثاقيل أو ثمانية مثاقيل بماء فاتر ، فإنّه يخرج كلّ داء بإذن الله ، ولا يحتاج مع هذا الدواء إلى غيره فإنّه يجزيه ويغنيه عن سائر الأدوية ، وإذا شربه للمشي وانقطع مشيه فليشرب بعسل فإنّه جيّد مجرّب . (٢)
بيان : في القاموس : البربخ ـ كهرقل ـ دواء معروف يسهل البلغم . قوله « للمشي » أي للإسهال .
٢ ـ الكافي : عن عدّة من أصحابه ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن حسان عن موسى بن بكر ، قال : اشتكى غلام إلى (٣) أبي الحسن عليهالسلام فسأل عنه فقيل . إنّ به طحالاً ، فقال : أطعموه الكرّاث ثلاثة أيّام ، فأطعموه إيّاه ، (٤) فقعد الدم ثمّ برىء (٥) .
__________________
(١) في المصدر : دارصيني .
(٢) الطب : ٧٦ .
(٣) كذا في الروضة ، وفي الفروع « غلام لابي الحسن » وهو أظهر .
(٤) في المصدر : فأطعمناه .
(٥) روضة الكافي : ١٩٠ ، فروع الكافي ( ج ٦ ) : ٣٦٥ .
بيان : في القاموس : فقعد الدم أي سكن . وكأنّ طحاله كان من طغيان الدم فقد يكون منه نادراً ، وإنّهم ظّنوا أنّه الطحال فأخطأوا ، أو المعنى : انفصل عنه الدم عند البراز . قال في النهاية : فيه « نهى أن يقعد على القبر » قيل : أراد القعود لقضاء الحاجة من الحدث .
٣ ـ المكارم : قال الصادق عليهالسلام : اشربوا الكاشم لوجع الخاصرة (١) .
٤ ـ القصص : بإسناده إلى الصدوق ، بإسناده عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سأل أبي أبا عبد الله عليهالسلام : هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم ؟ قال : نعم ، ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره ، ويصيبه وجع الصغار في كبره ، ويصيبه المرض . وكان إذا مسّه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لاُمّه : ابغي لي عسلاً وشونيزاً وزيتاً فتعجني به ، ثمّ ائتني به . فأتته به ، فأكرهه ، فتقول : لم تكرهه وقد طلبته ؟ فقال هاتيه ، نعتّه بعلم النبوّة ، وأكرهته لجزع الصبي ويشمُّ الدواء ، ثمّ يشربه بعد ذلك .
٥ ـ المحاسن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد (٢) عن عبيد الله بن صالح الخثعميّ ، قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام وجع الخاصرة فقال : عليك بما يسقط من الخوان فكله . ففعلت ذلك فذهب عنّي .
قال إبراهيم : قد كنت أجد في الجانب الأيمن والأيسر ، فأخذت ذلك فانتفعت به (٣) .
٦ ـ ومنه : عن محمّد بن عليّ ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن ابن الحرّ قال : شكا رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام ما يلقى من وجع الخاصرة ، فقال : ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان (٤) ؟
__________________
(١) مكارم الاخلاق : ٨٥ .
(٢) في المصدر : عبد الله .
(٣ و ٤) المحاسن : ٤٤٤ .
٧ ـ ومنه : عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كلوا الكمّثرى ، فإنّه يجلو القلب ، ويسكن أوجاع الجوف بإذن الله تعالى (١) .
٨ ـ الطب : عن محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمنيّ ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اشربوا الكاشم ، فإنّه جيّد لوجع الخاصرة (٢) .
٩ ـ ومنه : عن أحمد بن يزيد ، عن الصحّاف الكوفيّ . عن موسى بن جعفر عن الصادق عن الباقر عليهالسلام قال : شكى إليه رجل من أوليائه وجع الطحال وقد عالجه بكلّ علاج وأنّه يزداد كلَّ يوم شرّاً حتّى أشرف على الهلكة ، فقال : اشتر بقطعة فضّة كرّاثاً واقله قلياً جيّداً بسمن عربيّ وأطعم من به هذا الوجع ثلاثة أيّام ، فإنّه إذا فعل ذلك برىء إنشاء الله تعالى (٣) .
__________________
(١) المصدر : ٥٥٣ .
(٢) الطب : ٦٠ .
(٣) المصدر : ٣٠ .
٦٣
( باب )
* ( علاج البطن والزحير ووجع المعدة وبرودتها ورخاوتها ) *
١ ـ المحاسن : عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أصابني بطَن ، فذهب لحمي وضعفت عليه ضعفاً شديداً ، فاُلقي في روعي أن آخذ الأرز فأغسله ثمّ أقليه وأطحنه ، ثمّ أجعله حسا ، فنبت عليّ لحمي وقوي عليه عظمي .
فلا يزال أهل المدينة يأتون فيقولون : يا با عبد الله ، متّعنا بما كان يبعث العراقيّون إليك ، فبعثت إليهم منه (١) .
بيان : البطن ـ محرّكة ـ داء البطن . وقلاه : أنضجه في المقلى . وحسا المرق : شربه شيئاً بعد شيء كتحسّاه واحتساه ، واسم ما يتحسّى الحسيّة والحسا . ذكره الفيروز آباديّ . وقال الجوهريّ : الحسوّ ـ على فعول ـ : طعام معروف ، وكذلك الحساء ـ بالفتح والمدّ ـ .
٢ ـ المحاسن : عن أبيه ، عن النضر ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن مروان قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام وبه بطن ذريع ، فانصرفت من عنده عشيّة وأنا من أشفق الناس عليه .
فأتيته من الغد فوجدته قد سكن ما به ، فقلت له : جعلت فداك ، قد فارقتك عشيّة أمس وبك من العلّة ما بك ، فقال : إنّي أمرت بشيء من الأرز ، فغسل وجفّف ودقّ ثمّ استففته (٢) فاشتدّ بطني (٣) .
__________________
(١) المحاسن : ٥٠٢ .
(٢) سف الدواء والسويق واستف : أخذه غير ملتوت .
(٣) المحاسن : ٥٠٣ .
بيان : الذريع السريع .
٣ ـ المحاسن : عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح ، قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : وجع بطني ، فقال لي أحد : خذ الأرز فاغسله ثمّ جفّفه في الظلّ ، ثمّ رضّه وخذ منه راحة كلَّ غداة . وزاد فيه إسحاق الجريريُّ : تقليه قليلاً (١) .
بيان : رواه في الكافي عن العدّة ، عن البرقيّ ، عن عثمان ، عن ابن نجيح قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام وجع بطني ، فقال لي : خذ الأرز ـ وذكر مثله إلى قوله ـ وزاد فيه إسحاق الجريريّ تقليه قليلاً وزن أوقية واشربه (٢) .
[ بيان ] : الرضّ الدقّ ، أو الدقّ غير الناعم . وفي الصحاح : الأوقية في الحديث أربعون درهماً ، وكذلك كان فيما مضى ، فأمّا اليوم فيما يتعارفه الناس ويقدر عليه الأطبّاء فالأوقية عندهم عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم .
٤ ـ المحاسن : عن ابن سليمان الحذّاء ، عن محمّد بن الفيض ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاءه رجل فقال له : إنّ ابنتي قد ذبلت وبها البطن ، فقال ما يمنعك من الأرز بالشحم ؟ خذ حجاراً أربعاً أو خمساً واطرحها تحت النار ، واجعل الأرز في القدر واطبخه حتّى يدرك ، وخذ شحم كلى طريّاً ، فإذا بلغ الأرز فاطرح الشحم في قصعة مع الحجارة ، وكبّ عليها قصعة اُخرى ، ثمّ حرّكها تحريكاً شديداً ، واضبطها [ كي ] لا يخرج بخاره ، فإذا ذاب الشحم فاجعله في الأرز ، ثمّ تحساه (٣) .
بيان : قال في بحر الجواهر في منافع الأرز : إذا صنع في دقيقه حسو رقيق وبولغ في طبخه مع شحم كلى ماعز نفع من السجج ، (٤) وهو مجرّب .
__________________
(١) المحاسن : ٥٠٣ .
(٢) الكافي ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ .
(٣) المحاسن : ٥٠٣ .
(٤) السجج ـ بالجيمين ـ : رقة الغائط .
٥ ـ المحاسن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : مرضت مرضاً شديداً فأصابني بطن فذهب جسمي ، فأمرت بأرز فقلي ثمّ جعلته سويقاً ، فكنت آخذه ؛ فرجع إليّ جسمي (١) .
٦ ـ الطب : عن بشير بن عبد الحميد الأنصاريّ ، عن الوشّاء ، عن محمّد بن فضيل عن الثماليّ ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام أنّ رجلاً شكى إليه الزحير فقال له : خذ من الطين الأرمنيّ ، واقله بنار ليّنة ، واستفَّ منه ، فإنّه يسكن عنك (٢) .
٧ ـ وعنه عليهالسلام أنّه قال في الزحير : تأخذ جزءً من خربق (٣) أبيض ، وجزءً من بزر قطونا ، وجزءً من صمغ عربيّ ، وجزءاً من الطين الأرمنيّ يقلى بنار ليّنة ويستفّ منه (٤) .
بيان : يدلّ على جواز التداوي بالطين الأرمنيّ ، والمشهور تحريمه إلّا عند الضرورة وانحصار الدواء فيه ، فإنّ المشهور حينئذ الجواز ، بل قيل بالوجوب ، وقيل بالمنع من التداوي بالحرام مطلقاً ، والمسألة لا تخلو من إشكال .
٨ ـ وروى الشيخ في المصباح عن محمّد بن جمهور العمّي ، عن بعض أصحابه ؛ قال : سئل جعفر بن محمّد عليهماالسلام عن الطين الأرمنيّ يؤخذ للكسير ، أيحلّ أخذه ؟ قال لا بأس به ، أما إنّه من طين قبر ذي القرنين ، وطين قبر الحسين بن عليّ عليهماالسلام خير منه (٥) .
__________________
(١) المحاسن : ٥٠٣ .
(٢) الطب : ٦٥ .
(٣) الخربق ـ كجعفر ـ نبات ورقه كلسان الحمل .
(٤) الطب : ٦٥ .
(٥) المصباح : ٥١٠ .
ورواه الطبرسيّ ـ ره ـ في المكارم مرسلاً عنه عليهالسلام : وفيه : يؤخذ للكسير و المبطون (١) .
٩ ـ الطب : عن أحدهم عليهمالسلام لوجع المعدة وبرودتها وضعفها قال : يؤخذ خيار شنبر مقدار رطل ، فينقّى ثمّ يدقّ وينقع في رطل من ماء يوماً وليلة ، ثمّ يصفّى ويطرح ثفله ، ويجعل مع صفوه رطل من عسل ، ورطلان من أفشرج السفرجل وأربعون مثقالاً من دهن الورد ، ثمّ يطبخ بنار ليّنة حتّى يثخن ، ثمّ ينزل القدر عن النار ويترك حتّى يبرد ، فإذا برد جعل فيه الفلفل ودار فلفل وقرفة القرنفل وقرنفل وقاقلة وزنجبيل ودارچيني وجوزبوّا ، من كلّ واحد ثلاث مثاقيل مدقوق منخول .
فإذا جعل فيه هذه الأخلاط عجن بعضها ببعض وجعل في جرّة خضراء ، الشربة منه وزن مثقالين على الريق مرّة واحدة ، فإنّه يسخن المعدة ، ويهضم الطعام ، و يخرج الرياح من المفاصل كلّها بإذن الله تعالى . (٢)
١٠ ـ الطب : عن إسماعيل بن القاسم المتطبّب الكوفيّ ، عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسحاق بن الفيض ، قال : كنت عند الصادق عليهالسلام فجاءه رجل من الشيعة فقال له : يا ابن رسول الله ، إنّ ابنتي ذابت ، ونحل جسمها وطال سقمها ، وبها بطن ذريع . فقال الصادق عليهالسلام : وما يمنعك من هذا الأرز بالشحم المبارك ؟ إنّما حرّم الله الشحوم على بني إسرائيل لعظم بركتها أن تطعمها حتّى يمسح الله ما بها لعلّك تتوهّم أن تخالف لكثرة ما عالجت .
قال : يا ابن رسول الله ، وكيف أصنع به ؟ قال : خذ أحجاراً أربعة فاجعلها تحت النار ، واجعل الأرز في القدر واطبخه حتّى يدرك ، ثمّ خذ شحم كليتين (٣)
__________________
(١) المكارم : ١٩٠ .
(٢) الطب : ٧١ .
(٣) الكليتين ( خ ) .
طريّاً ، واجعله في قصعة ، فإذا بلغ الأرز ونضج فخذ الأحجار الأربعة فألقها في القصعة الّتي فيها الشحم ، وكبّ عليها قصعة اُخرى ، ثمّ حرّكها تحريكاً شديداً ولا يخرجنّ بخاره ، فإذا ذاب الشحم فاجعله في الأرز لتحساه ، لا حارّاً ولا بارداً فإنّها تعافى بإذن الله عزّ وجل .
فقال الرجل المعالج : والله الّذي لا إله إلّا هو ، ما أكلته إلّا مرّة واحدة حتّى عوفيت . (١)
١١ ـ ومنه : عن يوسف بن يعقوب الزعفرانيّ ، عن عليّ بن الحكم ، عن يونس بن يعقوب ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام وكنت أخدمه في وجعه الّذي كان فيه ـ وهو الزحير ـ : ويحك يا يونس ، أعلمت أنّي اُلهمت في مرضي أكل الأرز فأمرت به فغسل ثمّ جفّف ثمّ قلي ثمّ رضّ فطبخ فأكلته بالشحم ، فأذهب الله بذلك الوجع عنّي (٢) .
١٢ ـ الطب : أيّوب بن عمر ، عن محمّد بن عيسى ، عن كامل ، عن محمّد بن إبراهيم الجعفيّ ، قال : شكى رجل إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام مغصاً كاد يقتله وسأله أن يدعو الله عزّ وجلّ له ، فقد أعياه كثرة ما يتّخذ له من الأدوية ، وليس ينفعه ذلك بل يزداد غلبة وشدّة .
قال فتبسّم عليهالسلام وقال (٣) : ويحك ، إنّ دعاءنا من الله بمكان ، وإنّي أسأل الله أن يخفّف عنك بحوله وقوّته ، فإذا اشتدّ بك الأمر والتويت منه فخذ جوزة واطرحها على النار حتّى تعلم أنّها قد اشتوى ما في جوفها وغيّرته النار ، قشّرها وكلها ، فإنّها تسكن من ساعتها .
قال : فو الله ما فعلت ذلك إلّا مرّة واحدة ، فسكن عنّي المغص ، بإذن الله عزّ وجلّ . (٤)
__________________
(١) الطب : ٩٩ .
(٢) الطب : ١٠٠ .
(٣) في المصدر : وقال .
(٤) الطب : ١٠١ .
بيان : في القاموس : المغص ـ ويحرَّك ـ : وجع في البطن .
١٣ ـ الطب : عن أحمد بن محارب ، عن صفوان بن عيسى ، عن عبد الرحمان بن الجهم ، قال : شكى ذريح المحاربيّ قراقر في بطنه إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : أتوجعك ؟ قال : نعم ، قال : ما يمنعك من الحبّة السوداء والعسل لها (١) .
١٤ ـ العياشي : عن أبي عبد الله بن القدّاح ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهماالسلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال يا أمير المؤمنين ، لي (٢) وجع في بطني . فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : لك (٣) زوجة ؟ قال : نعم ، قال : استوهب منها (٤) طيّبة به نفسها من مالها ، ثمّ اشتر به عسلاً ثمّ اسكب عليه من ماء السماء ثمّ اشربه ، فإنّي أسمع الله يقول في كتابه : « وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا » (٥) وقال : « يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ » (٦) وقال تعالى : « فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا » (٧) شفيت إنشاء الله . قال : ففعل ذلك فشفي (٨) .
١٥ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن غير واحد ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن إبراهيم ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام وشكوت إليه ضعف معدتي ، فقال : اشرب الحزاءة (٩) بالماء البارد . ففعلت ، فوجدت منه ما اُحبّ (١٠) .
__________________
(١) الطب : ١٠٠ .
(٢) في المصدر : بي .
(٣) فيه : ألك .
(٤) زاد : في المصدر : شيئاً ـ
(٥) ق : ٩ .
(٦) النحل : ٦٩ .
(٧) النساء : ٤ .
(٨) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ٢١٨ .
(٩) في المصدر : الحزاء .
(١٠) روضة الكافي : ١٩١ .
بيان : الحزاءة نبت بالبادية يشبه الكرفس إلّا أنّه أعرض ورقاً ، ويسمّى بالفارسيّة بيوزا .
١٦ ـ الكافي : عن عدّة من أصحابه ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن حمران ، قال : كان بأبي عبد الله عليهالسلام وجع البطن ، فأمر أن يطبخ له الأرز ويجعل عليه السماق ، فأكله فبرىء (١) .
١٧ ـ ومنه : عن محمّد بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن عليّ بن حسان ، عن عبد الرحمان بن كثير ، قال : مرضت بالمدينة واُطلق (٢) بطني فقال لي أبو عبد الله عليهالسلام وأمرني أن آخذ سويق الجاورس وأشربه بماء الكمون ، ففعلت فأمسك بطني وعوفيتُ (٣) .
بيان : قال ابن بيطار : قال الرازيّ : الجاورس والدخن والذرّة فإنّها عاقلة للطبيعة ، مجفّفة للبدن ، ولذلك ينتفع بها حيث يراد عقل الطبيعة . وقال : ديسفوريدس : هو أقلّ غذاء من سائر الحبوب الّتي يعمل منها الخبز ، وإذا عمل منه خبز عقل البطن وأدرّ البول ، وإذا قلي وكمد به حارّاً نفع من المغص وغيره من الأوجاع ـ انتهى ـ .
وأقول لعلّ ضمّ الكمون لدفع غائلة الجاورس وثقله ولتقويته للمعدة وتحليله للنفخ ، مع أنّه قد ذكر بعض الأطبّاء أنّ الجاورس قد يليّن ، ويدفع ذلك ببعض الأبازير . (٤)
١٨ ـ الكافي : عن العدّة ، عن سهل ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة عن حمران
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٤٢ .
(٢) في المصدر : فانطلق بطني فوصف لي أبو عبد الله عليهالسلام سويق الجاورس .
(٣) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٤٥ .
(٤) الابازير جمع الابزار وهو جمع البزر ، هو كل حب يبذر ، وذكروا في الفرق بين البزر والحب ان الاصل في الحب أن يكون في الاكمام بخلاف البزر .
قال : كان بأبي عبد الله عليهالسلام وجع البطن فأمر أن يطبخ له الأرز ويجعل عليه السماق فأكله فبرىء . (١)
اقول : سيأتي ما يناسب الباب في باب الأرز .
٦٤
( باب )
* ( الدواء لاوجاع الحلق والرئة والسعال والسل ) *
١ ـ الطب : عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم ، عن أحمد بن بشارة ، قال : حججت فأتيت المدينة ، فدخلت مسجد الرسول ، فإذا أبو إبراهيم جالس في جانب البئر ، فدنوت فقبّلت رأسه ويديه وسلّمت عليه ، فردّ عليَّ السلام وقال : كيف أنت من علّتك ؟ قلت : شاكياً بعد ـ وكان بي السلّ ـ فقال : خذ هذا الدواء بالمدينة قبل أن تخرج إلى مكّة فإنّك توافيها وقد عوفيتَ بإذن الله تعالى .
فأخرجت الدواة والكاغذ وأملى علينا : يؤخذ سنبل وقاقلة وزعفران و عاقر قرحا وبنج وخربق وفلفل أبيض (٢) أجزاء بالسويّة ، وأبرفيون جزئين ، يدقّ وينخل بحريرة ، ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويسقى صاحب السلّ منه مثل الحمّصة بماء مسخن عند النوم . وإنّك لا تشرب ذلك إلّا ثلاث ليال حتّى تعافى منه بإذن الله تعالى . ففعلت ، فدفع الله عنّي فعوفيت بإذن الله تعالى . (٣)
بيان : المراد بالبنج بزره أو ورقه قبل أن يعمل ويصير مسكراً ، وقد يقال : إنّه نوع آخر غير ما يعمل منه المسكر . قال ابن بيطار في جامعه : بنج هو السيكران بالعربيّة قال ديقوريدس : له قضبان غلاظ ، وورق عراض صالحة الطول ، مشقّقة
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٤٢ .
(٢) في المصدر : وخربق أبيض .
(٣) الطب : ٨٥ .
الأطراف إلى السواد عليها زغب (١) ، وعلى القضبان ثمر ، شبيه بالجلنار في شكله متفرّق في طول القضبان واحد بعد واحد ، كلُّ واحد منها مطبق بشيء شبيه بالترس وهذا الثمر ملاۤن بزر (٢) شبيه ببزر الخشخاش . وهو ثلاثة أصناف :
منه ما له دهن لونه إلى لون الفرفير ، وورق شبيه بورق النبات الّذي يقال له عين اللوبيا ، وورق أسود ، وزهره شبيه بالجلنار مشوك . ومنه ما له زهر لونه شبيه بلون التفّاح ، وورقه وزهره ألين من ورق وحمل الصنف الأوّل ، وبزر لونه إلى الحمرة شبيه ببزر النبات الّذي يقال له « أروسمين » وهو التوذري . وهذان الصنفان يجنّنان ويسبّتان ، (٣) وهما رديّان لا منفعة فيهما في أعمال الطبّ .
وأمّا الصنف الثالث فإنّه ينتفع به في أعمال الطبّ ، وهو ألينها قوّة وأسلسها ، وهو ألين في المجسّ (٤) وفيه رطوبة تدبق (٥) باليد ، وعليه شيء فيما بين الغبار والزغب ، وله زهر أبيض ، وبزر أبيض ، وينبت في القرب من البحر ، وفي الخرابات . فإن لم يحضر هذا الصنف فليستعمل بدله الصنف الّذي بزره أحمر .
وأمّا الصنف الّذي بزره أسود فينبغي أن يرفض ، لأنّه شرّها . وقد يدقّ الثمر مع الورق والقضبان كلّها رطبة ، وتخرج عصارتها وتجفّف في الشمس . وإنّما تستعمل نحو من سنة فقط لسرعة العفونة إليها ، وقد يؤخذ البزر على حدته وهو يابس ، يدقّ ويرشّ عليه ماء حارّ في الدقّ وتخرج عصارته . وعصارة هذا النبات هي أجود من صمغه ، وأشدّ تسكيناً للوجع ، وقد يدقّ هذا النبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص وتخزن . قال : وإذا أكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشوكران من الطلا .
__________________
(١) الزغب بفتح المعجمتين : صغار الشعر والريش .
(٢) بذر شبيه ببذر . . . ( خ ) .
(٣) اي يورثان الجنون والسبات وهو تعطل القوى كالغشى والنوم .
(٤) المجس : موضع اللمس .
(٥) أي تلصق .