بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يامفضل هو منى بمنزلتي من أبي عليه‌السلام ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم قال : قلت : هوصاحب هذا الامر من بعدك؟ قال : نعم من أطاعه رشد و من عصاه كفر (١).

٢٧ ـ ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام قبل أن يحمل إلى العراق بسنة ، وعلي ابنه عليه‌السلام بين يديه ، فقال لي : يامحمد! قلت : لبيك قال : إنه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها ثم أطرق ونكت بيده في الارض ورفع رأسه إلي وهو يقول : يضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء ، قلت وماذاك جعلت فداك؟ قال : من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم على بن أبيطالب عليه‌السلام حقه وجحد إمامته من بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فعلمت أنه قد نعى إلي نفسه ، ودل على ابنه.

فقلت : والله لئن مدالله في عمري لاسلمن إليه حقه ولاقرن له بالامامة وأشهد أنه من بعدك حجة الله على خلقه ، والداعي إلى دينه ، فقال لي : يا محمد يمدالله في عمرك وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده ، قلت : من ذاك جعلت فداك؟ قال : محمد ابنه ، قال : قلت : فالرضا والتسليم ، قال : نعم كذلك وجدتك في كتاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام أما إنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.

ثم قال : يامحمد إن المفضل كان انسي ومستراحي ، وأنت انسهما ومستراحهما حرام على النار أن تمسك أبدا (٢).

غط : الكليني ، عن محمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن علي بن عبدالله ، عن ابن سنان مثله إلى قوله والتسليم (٣).

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٣٢.

(٢) المصدر ص ٣٢ و ٣٣.

(٣) غيبة الشيخ ص ٢٧.

٢١

شا : ابن قولويه عن الكليني مثله (١).

عم : عن الكليني مثله (٢).

٢٨ ـ ن : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن يوسف بن السخت ، عن علي بن القاسم العريضي الحسيني ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن إسحاق وعلي ابني أبي عبدالله جعفر ين محمد عليهما‌السلام أنهما دخلا على عبدالرحمن بن أسلم بمكة في السنة التي اخذ فيها السنة التي اخذ فيها موسى بن جعفر عليه‌السلام ومعهما كتاب أبي الحسن عليه‌السلام بخطه فيه حوائج قد أمربها فقالا : إنه قد أمر بهذه الحوائج من هذا الوجه فان كان من أمره شئ فادفعه إلى ابنه علي عليه‌السلام فانه خليفته والقيم بأمره ، وكان هذا بعد النفر بيوم بعد ما اخذ أبوالحسن عليه‌السلام بنحومن خمسين يوماو أشهد إسحاق وعلي ابنا أبي عبدالله عليه‌السلام الحسين بن أحمد المنقري وإسماعيل بن عمر وحسان بن معاوية والحسين بن محمد صاحب الختم على شهادتهما أن أبا الحسن علي من موسى عليه‌السلام وصي أبيه عليه‌السلام وخليفته ، فشهد اثنان بهذه الشهادة واثنان قالا خليفته ووكيله ، فقبلت شهادتهم عند حفص بن غياث (٣) القاضي (٤).

٢٩ ـ ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح قال : قلت

____________________

(١) الارشاد ص ٢٨٧.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣١٩.

(٣) هوأبوعمر حفص بن غياث ابن طلق بن معاوية النخعى قاضى الكوفة ، كان عاميا من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام ، ولى القضاء ببغداد الشرقية لهارون ، ثم ولاه قضاء الكوفه ومات بها سنة ١٩٤ ، قال النجاشى ص ١٠٣ : له كتاب وهو ١٧٠ حديث او نحوها.

والذى ينص على عاميته أنه قال في قاموس الرجال ص ٣٦٤ ج ٣ : عنونه الخطيب وروى أنه اذاو امروه في يتيمة قال لقيمها سل عنه فان رافضيا لم يزوجه.

(٤) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٣٩.

٢٢

لابراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : ماقولك في أبيك؟ قال : هو حي قلت : فما قولك في أخيك أبي الحسن؟ قال : ثقة صدوق ، قلت : فانه يقول : إن أباك قد مضى قال : هو أعلم وما يقول فأعدت عليه فأعاد علي قلت : فأوصى أبوك؟ قال : نعم ، قلت : إلى من أوصى؟ قال : إلى خمسة منا وجعل عليا عليه‌السلام المقدم علينا (١).

٣٠ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن داود بن زربي قال : كان لابي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام عندي مال فبعث فأخذ بعضه وترك عندي بعضه وقال : من جاءك بعدي يطلب مابقي عندك فانه صاحبك فلما مضى عليه‌السلام أرسل إلي علي ابنه عليه‌السلام ابعث إلي بالذي عندك وهو كذا وكذا ، فبعثت إليه ماكان له عندي (٢).

٣١ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن خالد بن حماد عن الحسين بن نعيم ، عن علي بن يقطين قال : قال لي أبوالحسن عليه‌السلام : ياعلي هذا أفقه ولدي وقد نحلته كنيتي وأشار بيده إلى علي ابنه.

٣٢ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن أنس بن محرز ، عن علي بن يقطين قال : سمعته يقول : إن ابني عليا سيد ولدي وقد نحلته كنيتي.

٣٣ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، وعثمان بن عيسى ، عن الحسين ابن نعيم ، عن علي بن يقطين قال : كنت جالسا عند أبي إبراهيم عليه‌السلام فدخل عليه علي ابنه فقال : هذا سيد ولدي وقد نحلته كنيتي.

٣٤ ـ شا ، عم ، غط (٣) : الكليني ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي عن محمد بن سنان وإسماعيل بن عباد معا ، عن داود الرقي قال : قلت لابي إبراهيم عليه‌السلام : جعلت فداك إني قد كبرت سني فخذ بيدي وأنقذني من النار من

____________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٣٩ و ٤٠.

(٢) المصدر ج ٢ ص ٢١٩.

(٣) كتاب الغيبة ص ٢٧.

٢٣

صاحبنا بعدك؟ فأشار إلى ابنه أبى الحسن عليه‌السلام فقال : هذا صاحبكم من بعدي (١)

٣٥ ـ شا ، عم ، غط (٢) : الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن أحمد بن محمد بن عبيدالله ، عن الحسن بن أبي عمير ، عن محمد بن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي الحسن الاول عليه‌السلام : ألا تدلني على من آخذ منه ديني؟ فقال : هذا ابني علي : إن أبي أخذ بيدي فأدخلني إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يابني إن الله قال : إني جاعلك خليفة في الارض ، وإن الله إذا قال قولا وفي به (٣).

٣٦ ـ شا ، عم ، غط (٤) : الكليني ، عن عدة من أصحابه ، عن ابن عيسى عن معاوية بن حكيم ، عن نعيم القابوسي ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : ابني علي أكبر ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إلي هو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي (٥).

٣٧ ـ شا ، عم ، غط (٦) : الكليني ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي عن محمد بن سنان وعلي بن الحكم معا ، عن الحسين بن المختار قال : خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن موسى عليه‌السلام وهو في الحبس ، عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل كذا ، وفلان لاتنله شيئا حتى ألقاك أو يقضي الله علي الموت (٧).

٣٨ ـ شا ، عم ، غط (٨) : بهذا الاسناد عن محمد بن علي ، عن أبي علي الخزاز عن داود بن سليمان ، قال : قلت لابي إبراهيم عليه‌السلام أني أخاف أن يحدث حدث

____________________

(١) ارشاد المفيد ص ٢٨٥ ، الكافى ج ١ ص ٣١٢.

(٢) غيبة الشيخ ص ٢٧.

(٣) الكافى ج ١ ص ٣١٢ ، ارشاد المفيد ص ٢٨٥.

(٤) الغيبة ص ٢٨.

(٥) الكافى ج ١ ص ٣١٢ ، ارشاد المفيد ص ٢٨٥.

(٦) غيبة الشيخ ص ٢٨.

(٧) الارشاد ص ٢٨٦ ، الكافى ج ١ ص ٣١٣.

(٨) غيبه الشيخ ص ٢٩.

٢٤

ولا ألقاك فأخبرني عن الامام بعدك فقال : ابني [ فلان ] يعني الحسن عليه‌السلام (١).

٣٩ ـ شا ، عم ، غط : بهذا الاسناد ، عن محمد بن علي ، عن سعيد بن أبي الجهم عن نصربن قابوس قال : قلت لابي إبراهيم عليه‌السلام إني سألت أباك من الذي يكون بعدك فأخبرني أنك أنت هو ، فلما توفي أبوعبدالله ذهب الناس يمينا وشمالا وقلت بك أنا وأصحابي ، فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك؟ قال : ابني فلان (٢).

٤٠ ـ شا ، عم ، غط : بهذا الاسناد ، عن محمد بن علي ، عن الضحاك بن الاشعث ، عن داود بن زربي قال : جئت إلى أبي إبراهيم بمال قال : فأخذ بعضه وترك بعضه فقلت : أصلحك الله لاي شئ تركته عندي؟ فقال : إن صاحب هذا الامر يطلبه منك ، فلما جاء نعيه بعث إلي أبوالحسن الرضا عليه‌السلام فسألني ذلك المال فدفعته إليه (٣).

كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه عن علي بن عقبة أو غيره عن الضحاك مثله (٤).

٤١ ـ غط : روى أبوالحسين محمد بن جعفر الاسدي ، عن سعد ، عن جماعة من أصحابنا منهم ابن أبي الخطاب والخشاب واليقطيني ، عن محمد بن سنان عن الحسن بن الحسن في حديث له قال : قلت لابي الحسن موسى عليه‌السلام : أسألك؟ فقال : سل إمامك ، فقلت : من تعني فاني لا أعرف إماما غيرك؟ قال : هو علي ابني قد نحلته كنيتي قلت : سيدي أنقذني من النار ، فان أبا عبدالله قال : إنك القائم بهذا الامر! قال : أو لم أكن قائما [ ثم ]؟ قال : ياحسن ما من إمام يكون قائما في امة إلا وهو قائمهم ، فإذا مضى عنهم فالذي يليه هو القائم والحجة حتى يغيب عنهم فكلنا قائم فاصرف جميع ماكنت تعاملني به إلى ابني علي والله والله ما أنا

____________________

(١ ـ ٣) الكافى ج ١ ص ٣١٣ ، الارشاد ص ٢٨٦ غيبة الشيخ ص ٢٩.

(٤) رجال الكشى ص ٢٦٥.

٢٥

فعلت ذاك به ، بل الله فعل به ذاك حبا (١).

٤٢ ـ غط : أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمد بن سنان وصفوان وعثمان بن عيسى ، عن موسى بن بكر قال : كنت عند أبي إبراهيم عليه‌السلام فقال لي : إن جعفرا عليه‌السلام كان يقول : سعد امرء لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه ، ثم أومأ بيده إلى ابنه علي فقال : هذا وفدأراني الله خلفي من نفسي (٢).

٤٣ ـ غط : الكليني ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن علي بن الحكم وعلي ابن الحسن بن نافع ، عن هارون بن خارجة قال : قال لي : هارون بن سعد العجلي : قد مات إسماعيل الذي كنتم تمدون إليه أعناقكم وجعفر شيخ كبير يموت غدا أو بعد غد ، فتبقون بلا إمام ، فلم أدر ما أقول ، فأخبرت أبا عبدالله عليه‌السلام بمقالته فقال : هيهات هيهات أبى الله ـ والله ـ أن ينقطع هذا الامر حتى ينقطع الليل والنهار فاذا رأيته فقل له : هذا موسى بن جعفر يكبر ونزوجه ويولد له فيكون خلفا إنشاء الله (٣).

ك : أبي ، عن سعد مثله.

٤٤ ـ غط : في خبر آخر : قال أبوعبدالله عليه‌السلام في حديث طويل : يظهر صاحبنا وهو من صلب هذا وأومأ بيده إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام فيملاها عدلا كماملئت جوراو ظلما ويصفو له الدنيا (٤).

٤٥ ـ غط : أيوب بن نوح ، عن ابن فضال قال : سمعت علي بن جعفر يقول : كنت عند أخي موسى بن جعفر ـ فكان والله حجة في الارض بعد أبي عليه‌السلام ـ إذ طلع ابنه علي فقال لي : يا علي هذا صاحبك ، وهو مني بمنزلتي من أبي

____________________

(١) غيبة الشيخ الطوسى ص ٢٩ و ٣٠.

(٢) غيبة الشيخ ص ٣٠.

(٣) كتاب الغيبة ص ٣٠.

(٤) المصدر ص ٣١.

٢٦

فثبتك الله على دينه ، فبكيت وقلت في نفسي ، نعى والله إلي نفسه ، فقال : ياعلي لابد من أن يمضي مقادير الله في ولي برسول الله اسوة وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ، وكان هذا قبل أن يحمله هارون الرشيد في المرة الثانية بثلاثة أيام تمام الخبر (١).

٤٥ ـ شى : عن علي بن أبي حمزة قال : قلت لابي الحسن عليه‌السلام : إن أباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو خبرتنا به ، قال : فأخذ بيدي فهزها ثم قال : «ما كان الله ليضل قوما بعد إذهديهم حتى يبين له مايتقون» (٢) قال : فخفقت (٣) فقال لي : مه لاتعود عينيك كثرة النوم ، فانها أقل شئ في الجسد شكرا (٤).

بيان : لعله عليه‌السلام بين له أن الله سيظهر لكم الامام بعدي ويبين ولايدعكم في ضلالة.

٤٦ ـ كش : حمدويه ، عن الحسين بن موسى ، عن سليمان الصيدي ، عن نصربن قابوس قال : كنت عند أبي الحسن في منزله فأخذ بيدي فوقفني على بيت من الدار فدفع الباب فاذا علي ابنه عليه‌السلام وفي يده كتاب ينظر فيه ، فقال لي : يانصر تعرف هذا؟ قلت : نعم هذا علي ابنك قال : يانصر أتدري ما هذا الكتاب الذي في يده ينظرفيه؟ فقلت : لا قال : هذا الجفر الذي لاينظر فيه إلا نبي أوصي نبي.

قال الحسن بن موسى : فلعمري ماشك نصر ولا ارتاب حتى أتاه وفاة أبي الحسن عليه‌السلام (٥).

٤٧ ـ كش : حمدويه ، عن الحسن بن موسى قال : كان نشيط وخالد يخدمان

____________________

(١) غيبة الشيخ ص ٣١.

(٢) براءة : ١١٥.

(٣) الخفقة النعسة من النوم ، في طبعة الكمبانى «فحققت» وهكذا «لاتعوذ» كلاهما مصحفان.

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ١١٥.

(٥) رجال الكشى ص ٣٨٢.

٢٧

أبا الحسن عليه‌السلام قال : فذكر الحسن عن يحيى بن إبراهيم ، عن نشيط ، عن خالد الجوان (١) قال : لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن عليه‌السلام قلت لخالد : أماترى ماقد وقعنا فيه من الختلاف الناس؟ فقال لي خالد : قال لي أبوالحسن عهدي إلى ابني علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم (٢).

٤٨ ـ ضه : أبوالمفضل الشيباني ، عن على بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن داود بن فرقد قال : قلت لابي إبراهيم عليه‌السلام : جعلت فداك قد كبر سنى فحدثني عن الباب فأشار إلى أبي الحسن عليه‌السلام وقال : هذا صاحبكم من بعدي.

أقول : قد سبق بعض النصوص في باب النص على الكاظم عليه‌السلام وبعضها في باب وصيته عليه‌السلام.

____________________

(١) هو خالد بن نجيح الجوان بيان الجون وهو سفط مغطى بجلد ، ظرف لطيب العطار وقد يهمز وربما صحفت الكلمة في نسخ الرجال ـ كما في رجال الكشى ـ بالجواز أو بالحوار وهو غلط صرح بذلك ابن داود في رجاله ص ١٣٩.

وكيف كان ، الرجل ـ اعنى خالد الجوان ـ من أهل الارتفاع كما صرح بذلك الكشى ص ٢٧٦. روى البصائر باسناده ، عن خالد بن نجيح الجوان قال : دخلت على أبى عبدالله عليه‌السلام فقنعت رأسى وجلست في ناحية وقلت في نفسى ، ويحكم ما أغفلكم عنه تتكلمون عند رب العالمين؟ فنادانى : ويحك : ياخالد! انى والله عبد مخلوق. لى رب أعبده ، ان لم أعبده والله عذبنى بالنار ، فقلت في نفسى لا والله لا أقول أبدا الا قولك في نفسك. راجع البصائر الجزء الخامس ب ١٠ ح ٢٥.

(٢) رجال الكشى ص ٣٨٤.

٢٨

(٣)

* ( باب ) *

* ( معجزاته وغرائب شأنه صلوات الله عليه ) *

١ ـ ب : الريان بن الصلت قال : كنت بباب الرضا عليه‌السلام بخراسان فقلت لمعمر : إن رأيت أن تسأل سيدي أن يكسوني ثوبا من ثيابه ويهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه ، فأخبرني معمر أنه دخل على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام من فوره ذلك ، قال : فابتدأني أبوالحسن فقال : يامعمر لايريد الريان أن نكسوه من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا؟ قال : فقلت له : سبحان الله هذا كان قوله لي الساعة بالباب ، قال : فضحك ثم قال : إن المؤمن موفق قل له فليجئني ، فأدخلني عليه فسلمت فرد علي السلام ودعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي ، فلما قمت وضع في يدي ثلاثين درهما (١).

كشف : من دلائل الحميري عن معمر بن خلاد مثله (٢).

كش : محمد بن مسعود ، عن علي ين الحسن ، عن معمر مثله (٣).

بيان : «المؤمن موفق» أي يسر الله لريان بأن ألهمني حاجته أو وفقني الله لقضاء حاجته بذلك.

٢ ـ ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمد الهاشمي قال : دخلت على المأمون يوما فأجلسني وأخرج من كان عنده ، ثم دعا بالطعام فطعمنا ثم طيبنا ثم أمر بستارة فضربت ثم أقبل على بعض من كان في الستارة ، فقال : بالله

____________________

(١) قرب الاسناد ص ١٩٨.

(٢) كشف الغمة ج ٣ ص ١٣٢.

(٣) رجال الكشى ص ٤٥٧ تحت الرقم ٤٢١.

٢٩

لما رثيت لنا من بطوس فأخذت تقول :

سقيا لطوس ومن أضحى بها قطنا

من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا

قال : ثم بكى فقال لي : ياعبدالله أيلومني أهل بيتى وأهل بيتك أن نصبت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام علما فوالله لاحدثنك بحديث تتعجب منه جئته يوما فقلت له : جعلت فداك إن آباءك موسى وجعفرا ومحمدا وعلي بن الحسين عليهم‌السلام كان عندهم علم ماكان وما هو كائن إلى يوم القيامة وأنت وصى القوم ووارثهم ، وعندك علمهم ، وقد بدت لي إليك حاجة ، قال : هاتها فقلت : هذه الزاهرية حظيتي ولا اقدم عليها أحدا من جواري وقد حملت غير مرة وأسقطت وهي الآن حامل فدلني على ماتتعالج به فتسلم ، فقال : لاتخف من ، إسقاطها فإنها تسلم وتلد غلاما أشبه الناس بامه وتكون له خنصر زائدة في يده اليمنى ليست بالمدلاة وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة فقلت في نفسي أشهد أن الله على كل شئ قدير ، فولدت الزاهرية غلاما أشبه الناس بامه في يده اليمنى خنصر زائدة ليست بالمدلاة وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة ، على ما كان وصفه لي الرضا عليه‌السلام فمن يلومني على نصبي إياه علما : والحديث فيه زيادة حذفناها ولاقوة إلا بالله العلي العظيم (١) بيان : «قطنا» أي مقيما ، وقال الجوهري : حظيت المرأة عند زوجها حظوة وحظوة بالكسر والضم وحظة أيضا ، وهي حظيتي وإحدى حظاياي.

٣ ـ ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن عمير بن بريد (٢) قال : كنت

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٢٤ ، وتراه في مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٣٣ نقلا عن الجلاء والشفاء عن محمد بن عبدالله بن الحسن. والعجب من الصدوق قدس‌سره ـ حيث استغرب علمه عليه‌السلام بما في بطون الامهات فقال بعد هذا الحديث : انما علم الرضا ( ع ) ذلك مما وصل اليه عن آبائه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك ان جبرئيل عليه‌السلام قد كان نزل عليه بأخبار الخلفاء وأولادهم من بنى أمية وولد العباس وبالحوادث التى تكون في أيامهم ومايجرى على ايديهم ، ولاقوة الا بالله.

(٢) يزيد خ ل ، زياد ، خ ل.

٣٠

عند أبي الحسن الرضا فذكر محمد بن جعفر فقال : إني جعلت على نفسي أن لا يظلني وإياه سقف بيت ، فقلت في نفسي ، هذايأمرنا بالبر والصلة ويقول هذا لعمه فنظر إلى فقال : هذا من البر والصلة إنه متى يأتيني ويدخل علي ويقول في فيصدقه الناس وإذا لم يدخل على ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال (١).

٤ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني قال : إن محمد بن عبدالله الطاهري كتب إلى الرضا عليه‌السلام يشكو عمه بعمل السلطان ، والتلبس به ، وأمر وصيته في يديه ، فكتب عليه‌السلام أما الوصية فقد كفيت أمرها فاغتم الرجل فظن أنها تؤخذ منه فمات بعد ذلك بعشرين يوما (٢).

٥ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن الحسن بن زعلان ، عن محمد بن عبيد الله القمي قال : كنت عند الرضا عليه‌السلام وفي عطش شديد فكرهت أن أستسقي فدعا بماء وذاقه وناولني فقال : يامحمد اشرب فإنه بارد فشربت (٣).

ير : ابن عيسى مثله (٤).

٦ ـ ن : ماجيلوية ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن هارون بن الحارث ، عن محمد ابن داود قال : كنت أنا وأخي عند الرضا عليه‌السلام فأتاه من أخبره أنه قد ربط ذقن محمد بن جعفر! فمضى أبوالحسن عليه‌السلام ومضينا معه وإذا لحياه قد ربطا ، وإذا إسحاق ابن جعفر وولده وجماعة آل أبي طالب عليهم‌السلام يبكون ، فجلس أبوالحسن عليه‌السلام عند رأسه ونظر في وجهه فتبسم ، فنقم من كان في المجلس عليه ، فقال بعضهم : إنما تبسم شامتا بعمه قال ، وخرج ليصلي في المسجد فقلنا له : جعلنا فداك قد سمعنا فيك من

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٠٤.

(٢) نفس المصدر ، وأخرجه في البصائر الجزء ٥ ب ١٠ تحت الرقم ٢٥.

(٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٠٤.

(٤) بصائر الدرجات الجزءالخامس ب ١٠ ح ١٦.

٣١

هؤلاء ما نكره حين تبسمت ، فقال أبوالحسن عليه‌السلام : إنما تعجبت من بكاء إسحاق وهو والله يموت قبله ويبكيه محمد. قال : فبرأ محمد ومات إسحاق (١).

نجم : بإسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري ، بإسناده إلى أبى الحسن بن موسى عليه‌السلام مثله.

بيان : «فنقم» أي يكره وعاب.

٧ ـ ن : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن على الكوفى ، عن الحسن بن على الحذاء قال : حدثنا يحيى بن محمد بن جعفر قال : مرض أبي مرضا شديدا فأتاه أبوالحسن الرضا عليه‌السلام يعوده وعمي إسحاق جالس يبكي ، قد جزع عليه جزعا شديدا قال يحيى : فالتفت إلى أبوالحسن عليه‌السلام فقال : ما يبكي عمك؟ قلت : يخاف عليه ماترى قال : فالتفت إلى أبوالحسن عليه‌السلام فقال : لاتغمن فان إسحاق سيموت قبله ، قال يحيى : فبرأ أبي محمد ومات إسحاق (٢).

قب : مرسلا مثله (٣).

٨ ـ ن : الوراق ، عن ابن أبي الخطاب ، عن إسحاق بن موسى قال : لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة ، ودعا إلى نفسه ، ودعي بأمير المومنين ، وبويع له بالخلافة دخل عليه الرضا عليه‌السلام وأنامعه فقال له : ياعم لاتكذب أباك ، ولا أخاك ، فان هذا الامر لايتم ، ثم خرج وخرجت معه إلى المدينة ، فلم يلبث إلا قليلا حتى قدم الجلودي فلقيه فهزمه ثم استأمن إليه فلبس السواد وصعد المنبر فخلع نفسه وقال : إن هذا الامر للمأمون ، وليس لي فيه حق ، ثم اخرج إلى خراسان فمات بجرجان (٤).

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٠٦.

(٢) المصدر ج ٢ ص ٢٠٦.

(٣) المناقب ج ٤ ص ٣٤٠.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٠٧.

٣٢

كشف : من دلائل الحميري مرسلا مثله وفيه : فمات بمرو (١).

٩ ـ ن : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب ، عن معمر بن خلاد قال : قال لي الريان بن الصلت بمرو ، وقد كان الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كور خراسان فقال لي : احب أن تستأذن لي على أبي الحسن عليه‌السلام فاسلم عليه واحب أن يكسوني من ثيابه ، وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه فدخلت على الرضا عليه‌السلام فقال لي مبتدئا : إن الريان بن الصلت يريد الدخول علينا والكسوة من ثيابنا ، والعطية من دراهمنا ، فأذنت له فدخل وسلم فأعطاه ثوبين وثلاثين درهما من الدراهم المضروبة باسمه (٢)

قب : عن معمر مثله (٣).

١٠ ـ كش : طاهر بن عيسى ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن على بن محمد بن شجاع عن ابن أبي الخطاب مثله (٤).

١١ ـ ن : علي بن أحمد بن عبدالله البرقى ، عن أبيه وعلى بن محمد ما جيلويه معا ، عن البرقى ، عن أبيه ، عن الحسين بن موسى بن جعفربن محمد قال : كنا حول أبي الحسن الرضا ونحن شبان من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهورث الهيئة ، فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئة جعفر بن عمر ، فقال الرضا عليه‌السلام : لترونه عن قريب كثير المال كثير التبع ، فما مضى إلا شهر أو نحوه حتى ولي المدينة ، وحسنت حاله ، فكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم ، وجعفر هذا هو جعفر بن عمر بن الحسين بن على بن عمربن على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم‌السلام (٥).

____________________

(١) كشف الغمة ج ٣ ص ١٣٤.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٠٨.

(٣) المناقب ج ٤ ص ٣٤٠.

(٤) رجال الكشى ص ٤٥٨.

(٥) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٠٨.

٣٣

قب : عن الحسين مثله (١).

١٢ ـ ن : أبي ، عن سعد عن اليقطيني ، عن الحسين بن بشار قال : قال الرضا عليه‌السلام : إن عبدالله يقتل محمدا ، فقلت له : وعبدالله بن هارون يقتل محمدبن هارون؟! فقال لي : نعم عبدالله الذي بخراسان ، يقتل محمد بن زبيدة الذي هو ببغداد فقتله (٢).

قب : عن الحسين مثله وذكر بعده وكان عليه‌السلام يتمثل :

وإن الضغن بعد الضغن يغشو

عليك ويخرج الداء الدفينا (٣)

١٣ ـ ن : حمزة العلوي ، عن اليقطيني ، عن ابن أبى نجران وصفوان قالا : حدثنا الحسين بن قياما ، وكان من رؤساء الواقفة ، فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه‌السلام ففعلنا فلما صار بين يديه قال له : أنت إمام؟ قال : نعم ، قال : إني اشهد الله أنك لست بإمام ، قال : فنكت طويلا في الارض منكس الرأس ثم رفع رأسه إليه ، فقال له : ماعلمك أني لست بامام؟ قال : لانا روينا عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن الامام لايكون عقيما ، وأنت قد بلغت هذا السن وليس لك ولد ، قال : فنكس رأسه أطول من المرة الاولى ثم رفع رأسه فقال : اشهدالله أنه لاتمضي الايام والليالي حتى يرزقني الله ولدا مني ، قال عبدالرحمن بن أبي نجران ، فعددنا الشهور من الوقت الذي قال فوهب الله له أبا جعفر عليه‌السلام في أقل من سنة ، قال : وكان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف فنظر إليه أبوالحسن الاول عليه‌السلام فقال له : مالك حيرك الله ، فوقف عليه بعد الدعوة (٤).

١٤ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمد بن أبي يعقوب ، عن موسى ابن هارون قال : رأيت الرضا عليه‌السلام وقد نظر إلى هرثمة بالمدينة فقال : كأني به وقد حمل إلى هارون فضربت عنقه فكان كما قال (٥).

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٣٥.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٠٩.

(٣) المناقب ج ٤ ص ٣٣٥.

(٤ و ٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٠٩ و ٢١٠.

٣٤

قب : عن موسى مثله (١).

كشف : من دلائل الحميري عن موسى مثله وفيه : وقد حمل إلى مرو (٢) ١٥ ـ ن : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن أبي حبيب النباجي (٣) أنه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام ، وقد وافا النباج ، ونزل بها في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سنة ، وكأني مضيت إليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه ، وجدت عنده طبقا من خوص نخل المدينة ، فيه تمر صيحاني فكأنه قبض قبضة من ذلك التمرفنا ولني فعددته ، فكان ثمانية عشر تمرة فتأولت أني أعيش بعدد كل تمرة سنة.

فلما كان بعد عشرين يوما كنت في أرض بين يدي تعمر للزراعة حتى جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه‌السلام من المدينة ، ونزوله ذلك المسجد ، ورأيت الناس يسعون إليه فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتحته حصير مثل ماكان تحته ، وبين يديه طبق خوص فيه تمرصيحاني فسلمت عليه فرد السلام علي واستدناني فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فاذا عدده مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت له : زدني منه يا ابن رسول الله فقال : لوزادك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لزدناك (٤).

عم : مماروت العامة مارواه أبو عبدالله الحافظ باسناده ، عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب النباجي وذكر مثله.

١٦ ـ ن : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن الريان بن الصلت قال : لما أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا عليه‌السلام فقلت في نفسي : إذا ودعته سألته قميصا من ثياب جسده لاكفن به ودراهم من ماره أصوغ بها لبناتي

____________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ج ٤ ص ٣٣٥.

(٢) كشف الغمة ٣ ص ١٣٩.

(٣) النباج بتقديم النون على الباء ككتاب قرية في البادية.

(٤) عيون أخبار الرضا ٢ ص ٢١٠.

٣٥

خواتيم ، فلما ودعته شغلني البكاء والاسى على فراقه عن مسألته ذلك ، فلما خرجت من بين يديه صاح بي ياريان ارجع فرجعت فقال لي : أماتحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلك؟ أو ماتحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟ فقلت : ياسيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك ، فمنعني الغم بفراقك فرفع عليه‌السلام الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إلي ورفع جانب المصلى فأخرج دراهم فدفعها إلى فعددتها فكانت ثلاثين درهما (١).

١٧ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطى قال : كنت شاكا في أبي الحسن الرضا صلوات الله وسلامه عليه فكتبت إليه كتابا أسأله فيه الاذن عليه وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها ، قال : فأتاني جواب ماكتبت به إليه «عافانا الله وإياك أماما طلبت من الاذن علي فان الدخول علي صعب وهؤلاء قد ضيقوا على ذلك : فلست تقدر عليه الآن ، سيكون إنشاءالله» وكتب عليه‌السلام بجواب ما أردت أن أسأله عن الآيات الثلاث في الكتاب ، ولاوالله ماذكر ت له منهن شيئا ، ولقد بقيت متعجبا لما ذكر مافي الكتاب ، ولم أدرأنه جوابي إلا بعد ذلك ، فوقفت على معنى ما كتب به عليه‌السلام (٢).

قب : البزنطي مثله (٣).

١٨ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : بعث الرضا عليه‌السلام إلي بحمار فركبته وأتيته وأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاءالله ، فلما أراد أن ينهض قال : لا أراك أن تقدر على الرجوع إلى المدينة ، قلت أجل جعلت فداك قال : فبت عندنا الليلة واغد على بركة الله عزوجل ، قلت : أفعل جعلت فداك ، فقال : يا جارية افرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي

____________________

(١) المصدر ص ٢١١.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٢١٢.

(٣) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٣٦.

٣٦

أنام فيها ، وضعي تحت رأسه مخادي ، قال : قلت في نفسى : من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه لقد جعل الله لي من المنزلة عنده وأعطاني من الفخر مالم يعطه أحدا من أصحابنا : بعث إلى بحماره فركبته ، وفرش لي فراشه وبت في ملحفته ووضعت لي مخاده ما أصاب مثل هذا [ أحد ] من أصحابنا ، قال : وهو قاعد معي وأنا احدث في نفسي ، فقال عليه‌السلام : يا أحمد إن أمير المؤمنين أتى زيد بن صوحان في مرضه يعوده فافتخر على الناس بذلك ، فلا تذهبن نفسك إلى الفخر ، وتذلل لله عزوجل واعتمد على يده فقام عليه‌السلام (١).

١٩ ـ ن : المكتب ، عن علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن بشار قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام بعد مضي أبيه عليه‌السلام فجعلت أستفهمه بعض ما كلمني به ، فقال الكتاب قال : فتبسم في وجهي (٢).

٢٠ ـ ن : جعفر بن نعيم ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن حفص قال : حدثني مولى العبد الصالح أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : كنت وجماعة مع الرضا عليه‌السلام في مفازة فأصابنا عطش شديد ودوابنا حتى خفنا على أنفسنا ، فقال لنا الرضا عليه‌السلام ، ائتوا موضعا وصفه لنا فانكم تصيبون الماء فيه قال : فأتينا الموضع فأصبنا الماء وسقينا دوابنا حتى رويت وروينا ومن معنا من القافلة ، ثم رحلنا فأمرنا عليه‌السلام بطلب العين فطلبناها فما أصبنا إلا بعر الابل ، ولم نجد للعين أثرا فذكرت ذلك لرجل من ولد قنبر كان يزعم أن له مائة وعشرين سنة فأخبرني القنبري بمثل هذا الحديث سواء قال : كنت أنا أيضا معه في خدمته وأخبرني القنبري أنه كان في ذلك مصعدا إلى خراسان (٣).

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢١٢ و ٢١٣.

(٢) المصدر ج ٢ ص ٢١٤.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٢١٧.

٣٧

٢١ ـ ن : محمد بن أحمد السناني وغير واحد من المشايخ ، عن الاسدي ، عن سعد بن مالك ، عن أبي حمزة ، عن ابن أبي كثير قال : لما توفي موسى عليه‌السلام وقف الناس في أمره فحججت في تلك السنة فاذا أنا بالرضا عليه‌السلام فأضمرت في قلبي أمرا فقلت : «أبشرا منا واحدا نتبعه» (١) الآيه فمر عليه‌السلام كالبرق الخاطف علي فقال : أنا والله البشرالذي يجب عليك أن تتبعني ، فقلت : معذرة إلى الله وإليك فقال : مغفور لك (٢).

٢٢ ـ ن : الوراق ، عن ابن بطة ، عن الصفار ، عن محمد بن عبد الرحمن الهمداني قال : حدثني أبومحمد الغفاري قال : لزمني دين ثقيل ، فقلت : ماللقضاء غيرسيدي ومولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام فلما أصبحت أتيت منزله فاستأذنت فأذن لي فلما دخلت قال لي : ابتداء يا با محمد ، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك ، فلما أمسينا أتى بطعام للافطار فأكلنا ، فقال : يا با محمد تبيت أو تنصرف؟ فقلت : ياسيدي إن قضيت حاجتي فالانصراف أحب إلي قال : فتناول عليه‌السلام من تحت البساط قبضة فدفعها إلي فخرجت فدنوت من السراج فاذا هي دنانير حمر وصفر ، فأول دينار وقع بيدي ورأيت نقشه كان عليه «يا با محمد الدنانير خمسون : ستة وعشرون منها لقضاء دينك ، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك ، فلما أصبحت فتشت النانير فلم أجد ذلك الدينار ، وإذا هي لا ينقص شيئا (٣).

يج : محمد بن عبدالرحمن مثله (٤).

٢٣ ـ ن : الفامي ، عن ابن بطة ، عن الصفار ، عن اليقطيني ، عن الحسن ابن موسى بن عمر بن بزيع قال : كان عندي جاريتان حاملتان فكتبت إلى الرضا

____________________

(١) القمر : ٢٤.

(٢) عيون أخبارالرضا ج ٢ ص ٢١٧ وبعده : وحدثنى بهذا الحديث غير واحد من المشايخ عن محمد بن أبى عبدالله الكوفى بهذا الاسناد.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢١٨.

(٤) الخرائج والجرائح ص ٢٠٤ وفيه» خمسمائة «بدل ( خمسين ).

٣٨

عليه‌السلام اعلمه ذلك وأساله أن يدعو الله أن يجعل مافي بطونهما ذكرين وأن يهب لي ذلك ، قال : فوقع عليه‌السلام : أفعل إنشاء الله ، ثم ابتدأني عليه‌السلام بكتاب مفرد نسخته «بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته الامور بيد الله عزوجل يمضي فيها مقاديره على مايحب ، يولد لك غلام وجارية إنشاء الله ، فسم الغلام محمدا والجارية فاطمة على بركة الله عزوجل» قال فولد لي غلام وجارية على ما قال عليه‌السلام (١).

نجم : بإسنادنا إلى الحميري وفي كتاب الدلائل الحميري بإسناده إلى عمر بن بزيع مثله.

٢٤ ـ ن : علي بن الحسين بن شاذويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد ابن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، قال : قال لنا عبدالله بن المغيرة كنت واقفيا وحججت على ذلك ، فلما صرت بمكة اختلج في صدري شئ فتعلقت بالملتزم ثم قلت : اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي فأرشدني إلى خير الاديان ، فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه‌السلام فأتيت المدينة. فوقفت ببابه فقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب ، فسمعت نداءه عليه‌السلام وهو يقول : ادخل ياعبدالله بن المغيرة ، فدخلت فلما نظر إلى قال : قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينه ، فقلت : أشهد أنك حجة الله وأمين الله على خلقه (٢).

يج : ابن فضال ، عن ابن المغيرة مثله (٣).

كشف : من دلائل الحميري ، عن ابن المغيرة مثله (٤).

ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال مثله (٥).

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢١٨ و ٢١٩.

(٢) المصدر ج ٢ ص ٢١٩.

(٣) الخرائج والجرائح ص ٢٠٧.

(٤) كشف الغمة ج ٣ ص ١٣٥.

(٥) الاختصاص للمفيد ص ٨٤.

٣٩

٢٥ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن اليقطيني ، عن الوشاء قال : شألني العباس بن جعفر بن محمد بن الاشعث أن أسأل الرضا عليه‌السلام أن يخرق كتبه إذا قرأها مخافة أن يقع في يد غيره ، قال الوشاء : فابتدأني عليه‌السلام بكتاب قبل أن أسأله أن يخرق كتبه فيه : «أعلم صاحبك أني إذا قرأت كتبه إلي خرقتها» (١).

كشف : من دلائل الحميري ، عن الوشاء مثله (٢).

٢٦ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي قال : هويت في نفسي إذا دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أن أسأله كم أتى عليك من السن فلما دخلت عليه وجلست بين يديه ، جعل ينظر إلي ويتفرس في وجهي ثم قال : كم أتى لك؟ فقلت : جعلت فداك كذا وكذا قال : فأنا أكبر منك قد أتى علي اثنان وأربعون سنة ، فقلت : جعلت فداك ، قدوالله أردت أن أسألك عن هذا فقال : قد أخبرتك (٣).

٢٧ ـ ن : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن فيض بن مالك قال : حدثني زروان المدائني بأنه دخل على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام يريد أن يسأله ، عن عبدالله بن جعفر قال : فأخذ بيدي فوضعها على صدره قبل أن أذكر له شيئا مما أردت ، ثم قال ، لي : يامحمد بن آدم إن عبدالله لم يكن إماما. فأخبرني بما أردت أن أسأله قبل أن أسأله (٤).

كشف : من دلائل الحميري عن زروان مثله (٥).

٢٨ ـ ن : ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطينى قال : سمعت هشام العباسي يقول : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وأنا اريد أن أسأله أن يعوذني لصداع أصابني وأن يهب لي ثوبين من ثيابه احرم فيهما ، فلما دخلت سألت عن

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢١٩.

(٢) كشف الغمة ج ٣ ص ١٣٦.

(٣ و ٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٢٠.

(٥) كشف الغمة ج ٣ ص ١٣٦.

٤٠