• الفهرس
  • عدد النتائج:

قتل محمّد ، ألا قد قتل محمّد.

ولقد زاد هذا الخبر الكاذب من جرأة العدوّ فتحركت جحافله وأفراده نحو المسلمين يسعى كل واحد منهم أن يقتطع من جسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عضوا ، وبذلك ينال فخرا في أوساط المشركين!!

وبقدر ما ترك هذا الخبر الكاذب من أثر ايجابي في نفوس المشركين ، ترك أثرا سيئا جدا في نفوس المسلمين ، وأضعف معنوياتهم بشدة بحيث تخلّى عدد كبير من المسلمين عن القتال ، ولجئوا إلى الجبل فرارا بأنفسهم ، ولم يثبت الاّ عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد من الرجال.

هل يمكن أن ينكر أحد فرار البعض؟

لا يمكن أبدا أن ينكر أحد فرار أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ من يعدّون بالاصابع في تلك المعركة ، ولا يمنع كونهم صحابة ، أو كونهم أصبحوا في ما بعد ذوي مكانة أو مناصب في المجتمع الإسلامي في ما بعد ، من القبول بهذه الحقيقة التاريخية المرّة.

فهذا هو ابن هشام المؤرخ الاسلامي الكبير يكتب في هذا الصدد قائلا : انتهى أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بايديهم (١) فقال : ما يجلسكم؟ ( اي ما يقعدكم عن القتال والمقاومة ).

قالوا : قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال : فما ذا تصنعون بالحياة بعده؟ فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثم عاد الى المشركين فقاتلهم حتى قتل.

أو قال : حسب رواية كثير من المؤرخين : ـ ان كان محمد قد قتل فان ربّ محمّد لم يقتل ، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقاتلوا على

__________________

(١) اي استسلموا.