بِقَوْلِ شَاعِر) وهو يحمل في طيّه الجمّ الغفير من أوزان الشعر ، إنّما هو قول جاهل أو إقحام متحامل ؛ وذلك أنّ للأدب قوانينه وموازينه العلمية ، فلا يمكن تجاوزها أو تحميلها غير ما تبديه من قواعد وفنون وبيان.

أمّا الأوزان الشعرية التي يحملها القرآن فهذا ما سنتصدّى له ونبيّنه من خلال البحث ليتبيّن لنا الغثّ من السمين وتتّضح لنا ماهيّة النظم والوزن الخاص بالقرآن وعلّنا نعلم ما هو وجه إعجاز القرآن.

الإعجاز البياني في القرآن الكريم :

ففي هذه المرحلة من البحث آنَ لَنا أن نجيب عن السؤال الأوّل الذي ذكرناه آنفاً وهو : ما الذي كان يدركه المستمع لآيات القرآن ويطرق سمعه حتّى صار يطلق صفة شاعر على رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟

لا يخفى أنّ الكلام حول القرآن في مقالنا هذا إنّما هو من الناحية الأدبية لكلام الله أيّ الإعجاز البياني ، وهذا هو أحد الاصطلاحات المعروفة في بحوث إعجازالقرآن ، أمّا الإعجاز العلمي والتاريخي والتنبؤّات عن أحداث المستقبل فهذا أمرٌ آخر وجوانب أخرى في إعجاز كتاب الله فلا نقصدها في البحث ولا نرمي إليها بغرض.

فكلّما سرنا في رحاب الكتاب الإلهي وبحثنا ونقّبنا وفتّشنا عن أقوال العلماء والأدباء وأهل الصنعة والفنّ ، وأعملنا النظر وأرجعنا البصر وأمعنّا فيما تبديه الفكر من إعجاز الآيات الغرر فلا يدور الكلام ولا يقصد المرام في