استحقاقهم ولا تنافي بينهما.

وقال الحسين بن عليّ المغربي : إنّما كرّر لفظ التفضيل لأنّ الأوّل أراد تفضيلهم في الدنيا على القاعدين ، والثاني أراد تفضيلهم في الآخرة بدرجات النعيم»(١).

٢٦ ـ (اِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)(٢).

«قال المغربي : ذكر (عسى) هاهنا تضعيف لأمر غيرهم ؛كما يقول القائل : ليت من أطاع الله سلم فكيف من عصاه. ومثله قول الشاعر :

ولم تر كافر نعمى نجا

من السوء ليت نجا الشاكر»(٣).

٢٧ ـ (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاَءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)(٤).

«قال المغربي : (هؤلاء) كناية عن اللصوص الّذين يجادل عنهم وهو

__________________

(١) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٣٠٢ ، (ج ٥ ، ص ٥٣) ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ؛ فقه القرآن ، ج ١ ، ص ٣٣٥.

(٢) النساء : ٩٧ ـ ٩٩.

(٣) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، (ج ٥ ، ص ٥٥).

(٤) النساء : ١٠٩.