• الفهرس
  • عدد النتائج:

يا أمير المؤمنين ، ليس عليك بأس ، إنّما هو خدش ...

فأجابه الإمام آيسا من حياته قائلا :

« إنّي مفارقكم ».

ثمّ اغمي عليه فبكت السيّدة أمّ كلثوم بكاء عاليا ، فانتبه الإمام ، فلمّا رآها تبكي قال لها :

« يا أمّ كلثوم ، لا تؤذيني فإنّك لو ترين ما أرى ، إنّ الملائكة من السّماوات السّبع بعضهم خلف بعض ، والنّبيّين يقولون : انطلق فما أمامك خير لك ممّا أنت فيه » (١).

إنّ ملائكة السماء ـ ومعهم النبيّون ـ يستقبلون روح إمام المتّقين وسيّد العابدين الممتحن والصابر على ما ألمّ به من الأحداث الجسام التي مزّقت قلبه أسى وحزنا ، وكان من أعظمها فجيعة انتصار معاوية الباغي الأثيم ، وافول دولة الحقّ.

٤ ـ صعصعة بن صوحان :

أمّا صعصعة فكان من الأخيار الزاهدين في الدنيا ، والمتحرّجين في دينه ، وكان على اتّصال وثيق بالإمام عليه‌السلام ، وقد هرع لعيادته وقال للرجل الذي يتولّى الإذن بالدخول عليه ، قل له :

يا أمير المؤمنين ، يرحمك الله ، فلقد كنت خفيف المئونة ، كثير المعونة (٢).

ودخل صعصعة على الإمام فرآه يجود بنفسه قد خيّم عليه الموت ، فاضطرب صعصعة ، وودّ أنّ المنية قد وافته ولم يشاهد الإمام بمثل هذه الحالة.

٥ ـ حجر بن عدي :

أمّا حجر بن عدي الشهيد الخالد في دنيا الإسلام فكان من خيار أصحاب

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي : ١٢٣.

(٢) مقاتل الطالبيّين : ٥٠.