• الفهرس
  • عدد النتائج:

وكانت بارعة في الجمال ، فلمّا رآها ابن ملجم فتن بها ، فخطبها فأجابته إلى ذلك ، وشرطت عليه الباغية مهرا وهو ثلاثة آلاف درهم ، ووصيفا ، وخادما ، وقتل الإمام عليه‌السلام ، وفي هذا المهر المنحوس يقول الشاعر :

فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة

كمهر قطام من غنيّ ومعدم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة

وضرب عليّ بالحسام المسمّم

فلا مهر أغلى من عليّ وإن غلا

ولا فتك إلاّ دون فتك ابن ملجم

فاقسم بالبيت الحرام ومن أتى

إليه جهارا من محلّ ومحرم

لقد خاب من يسعى بقتل إمامه

وويل له من حرّ نار جهنّم (١)

وانبرى الخبيث قائلا لقطام : لك جميع ما سألت ، فأمّا قتل عليّ فإنّي لي ذلك؟

قالت : تلتمس غرّته ، فإن قتلته شفيت نفسي ، وهنأك العيش معي ، وإن قتلت فما عند الله خير لك.

فقال لها الزنيم الأثيم : ما أقدمني إلى هذا المصر إلاّ قتل عليّ.

فقالت له : فأنا طالبة لك من يساعدك ، وبعثت إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب فأخبرته بما عزمت عليه مع ابن ملجم ، وطلبت منه أن يعين ابن ملجم فأجابها إلى ذلك ، ومضى ابن ملجم إلى رجل من الخوارج من قبيلة أشجع يقال له :

شبيب بن بحيرة فقال له :

ـ هل لك من شرف الدنيا والآخرة؟

ـ وما ذاك؟

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٢ : ٢٦٧.