• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • بحوث تمهيديّة
  • ولاته على مصر
  • أيام الحكم العبّاسي :

    وأسندت الحكومة العبّاسية وظيفة جمع الخراج إلى جماعة من القساة والأشرار ، فكانوا يجبون الضرائب التي لم يشرّعها الإسلام ، ويأخذونها بقسوة وعنف ، وقد صوّر ذلك ابن المعتزّ في ارجوزته ، يقول :

    فكم وكم من رجل نبيل!

    ذي هيبة ومركب جليل

    رأيته يعتلّ بالأعوان

    إلى الحبوس وإلى الدّيوان

    وجعلوا في يده حبالا

    من قنّب يقطّع الأوصالا

    وعلّقوه في عرى الجدار

    كأنّه برّادة في الدّار

    وصفّقوا قفاه صفق الطّبل

    نصبا بعين شامت وخلّ

    وصبّ سجّان عليه الزّيتا

    فصار بعد بزّة (١) كميتا

    لقد وصفت هذه الأبيات الحالة القاسية التي عاناها الناس في أخذ الخراج ، فقد قوبلوا بمنتهى الشدّة والقسوة ، ويستمر ابن المعتزّ في وصف تلك الأحوال الرهيبة فيقول :

    حتّى إذا ملّ الحياة وضجر

    وقال : ليت المال جمعا في سقر

    أعطاهم ما طلبوا فأطلقا

    يستعمل المشي ويمشي العنقا (٢)

    ويصف ابن المعتزّ ما يتعرّض له السجين من الضرب واللكم والصفع بقوله :

    وأسرفوا في لكمه ودفعه

    وانطلقت أكفّهم في صفعه

    __________________

    (١) البزّة : الثوب الهيئة.

    (٢) العنقا : السريع المشي.