• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • بحوث تمهيديّة
  • ولاته على مصر
  • ٢ ـ وكتب الإمام عليه‌السلام إلى ابن عبّاس هذه الرسالة الحافلة بالنصح والوعظ :

    أمّا بعد ، فإنّك لست بسابق أجلك ، ولا مرزوق ما ليس لك ؛ واعلم بأنّ الدّهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، وأنّ الدّنيا دار دول (١) ، فما كان منها لك أتاك على ضعفك ، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك (٢).

    وهذه الرسالة دعوة إلى الاستقامة وعدم الغرور بمباهج هذه الحياة التي لا يدوم سرورها ونعيمها على أحد.

    ٣ ـ ولمّا أراد الإمام عليه‌السلام الشخوص إلى حرب معاوية كتب إليه :

    أمّا بعد ، فأشخص إليّ من قبلك من المسلمين والمؤمنين ، وذكّرهم بلائي عندهم وعفوي عنهم ، واستبقائي لهم ، ورغّبهم في الجهاد وأعلمهم الّذي في ذلك من الفضل.

    وأقام الإمام في النخيلة لم يبرح عنها حتى قدم عليه ابن عباس مع أهل البصرة (٣).

    اتّهامه بالخيانة :

    واتّهم حبر الامّة بخيانة بيت مال البصرة واختلاس ما فيه من أموال ، وقد أعلن ذلك بعض المؤرّخين مستندين إلى كوكبة من الرسائل بعثها الإمام إليه ، وهي صريحة في جرحه واتّهامه بالخيانة ، وما يدرينا لعلّ تلك الكتب مفتعلة للحطّ من شأنه ، والتقليل من أهمّيته ، فقد خلط التاريخ بكثير من الموضوعات افتعلها من

    __________________

    (١) دار دول : أي لا تدوم لأحد ، فتارة تكون بيد شخص ، واخرى بيد غيره.

    (٢) نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ٥ : ٢٤٩.

    (٣) كتاب متين ٢ : ١١٦. بحار الأنوار ٨ : ٤٧١.