له ، فارفق أيّها السّاعي من سعيك ، واقصر من عجلتك ، وانتبه من سنة غفلتك ، وتفكّر فيما جاء عن الله عزّ وجلّ على لسان نبيّه » (١).
( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) (١٧)
تظافرت كتب الأخبار وتفاسير القرآن الكريم على أنّ من كان على بيّنة من ربّه هو الرّسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ الشاهد هو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد أعلن الإمام أنّه هو الشاهد فقد قال :
« لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التّوراة بتوراتهم ، وأهل الإنجيل بإنجيلهم ، وأهل الفرقان بفرقانهم ، بقضاء يصعد إلى الله يزهر ، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلاّ وقد علمت فيمن أنزلت ، ولا أحد ممّن مرّ على رأسه المواسين إلاّ وقد انزلت آية فيه من كتاب الله تسوقه إلى الجنّة أو النّار ».
فقام إليه رجل فقال له :
يا أمير المؤمنين ، ما الآية التي انزلت فيك؟ ...
فقال عليهالسلام :
« أما سمعت الله يقول : ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ... ) ،
__________________
(١) نهج البلاغة ـ صبحي الصالح ٥٢٣ / ح ٢٧٣.