• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الإمامة والخلافة وقضية النص
  • ويكثر العثار فيها » (١).

    أما مسألة التأويلات الفاسدة التي يلجأ البعض اليها في مثل هذه الموارد ، فلا تجدي نفعاً لمن ألقى السمع وهو شهيد ، ولمن رام الحقيقة ، وإلا فإنّه لا يضيع على من اتبع الهوى مخرجٌ وتأوّل.

    ثم ما المانع أن يكون المدح من الإمام عليّ عليه‌السلام لهم ووصفه لهم بالخلافة ، قد صدر منه تقية ؟

    لا يقال : إنَّ التقية مرتفعة.

    لأنّا نقول : كيف وقد أُخرج عليه‌السلام من منزله يقاد قهراً ليكره على البيعة (٢).

    ثم كيف ، وقد اتقى قبله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما في الأثر الصحيح : « بئس أخو العشيرة » لما في خلق ذلك الرجل من الشكاسة والخشونة (٣).

    وهل يستلزم المدح على فعل معين أكثر من التشجيع على المثابرة عليه ، ومتى كان الممدوح أحق من المادح بالخلافة ؟!! ثم هل أبقت الشقشقية للمدح عيناً أو أثراً ، وهنا لابدّ من الاشارة إلى نكتة طريفة وهي أنّ المدح لا يدلّ على تعديلٍ وفي الشقشقية جرح ، وأن الجرح هو المتعيَّن للأخذ مع كونه المتقدم في حالة التساوي.

    هذا ، وقد ورد من طرقٍ صحيحة تقريعُهم ولومُهم وبيانُ خطئهم وما

    __________________

    (١) نهج البلاغة ، ضبط الدكتور صبحي الصالح خطبة ٣ « الشقشقية ».

    (٢) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ٦ : ٤٩ ـ ٥٠. وتاريخ الطبري ٢ : ٤٤٨ ، حوادث سنة ١١ ه‍ حديث السقيفة.

    (٣) صحيح البخاري ٨ : ٣٨ كتاب الاكراه باب المداراة مع الناس.