وقال عبد العزيز بن يحيى : يعني طريق السواد الأعظم. [وقال] أبو بكر الورّاق : يعني صراطا لا تزيغ به الأهواء يمينا وشمالا. وقال محمد بن علي النهدي : يعني طريق الخوف والرجاء. وقال أبو عثمان الداراني : [يعني] طريق العبودية.

وسمعت أبا القاسم الحسن بن محمد يقول : سمعت أبا نصر منصور بن عبد الله بهرات يقول : سمعت أبا الحسن عمر بن واصل العنبري يقول : سمعت [سهل] بن عبد الله التستري يقول : طريق السنّة والجماعة لأن البدعة لا تكون مستقيمة.

وأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن المفسّر : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم : حدّثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي : أخبرنا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم عن زر عن أبي وائل عن عبد الله قال : خطّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطّين ، خطّا عن يمينه وخطّا عن شماله ثم قال : «هذه السبل ، وعلى كلّ سبيل منهما شيطان يدعو إليه ، وهذا سبيل الله» [٣٠] (١) ، ثم قرأ (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (٢).

وأخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف ، حدّثنا معمّر بن سفيان الصغير ، حدّثنا يعقوب بن سفيان الكبير ، حدّثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ، حدّثنا معاوية بن صالح أن عبد الرّحمن بن جبير بن نصر حدّثه عن أبيه جبير عن نواس بن معاذ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ضرب الله مثلا (صِراطاً مُسْتَقِيماً) وعلى جانبي الصراط ستور مرخاة فيها أبواب مفتّحة وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط ، فإذا أراد فتح شيء من تلك الأبواب قال : ويلك لا تفتحه ؛ فإنك إن تفتحه تلجه بالصراط : الإسلام. والستور حدود الله ، والأبواب المفتحة محارم الله ، وذلك الداعي على الصراط كتاب الله عزوجل ، والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم» [٣١] (٣).

(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧))

(صِراطَ) بدل من الأول (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) يعني : طريق الذين أنعمت عليهم بالتوفيق والرعاية ، والتوحيد والهداية ، وهم الأنبياء والمؤمنون الذين ذكرهم الله تعالى في قوله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٤).

__________________

(١) مسند أحمد : ١ / ٤٦٥ ، السنن الكبرى : ٦ / ٣٤٣ بتفاوت.

(٢) سورة الأنعام : ١٥٣.

(٣) مسند أحمد : ٤ / ١٨٢ ، المستدرك : ١ / ٧٣ بتفاوت يسير.

(٤) سورة النساء : ٦٩.