ولم تفت الفرصة على الإخوان فقد دمّر الله عز وجل طاغوت العراق وفتحت المكتبات أبوابها على المصراعين مزيدا على ما عندنا من مخطوطات في طهران والمشهدين بل وغيرهما.
ومنها : تسطير جمل الثناء عليه بعد شرح لطائف أفكاره بين حينة وفنية وهذا ما نلاحظه في « بحر الفوائد » في موارد متعدّدة.
ومنها : تواضعه الغريب له بحيث لا يرى نفسه شيئا في قباله إطلاقا والذي يغوص في « بحره » قد يصدّق بأنّ الشيخ لو أراد أن يشرح آراءه لما استطاع أن يأتي بأكثر مما جاء به المحقق الميرزا الآشتياني كما ينقل عن بعض وجوه تلامذة الآشتياني.
ومنها : حرصه على إصلاح ما صدر من شيخه سهوا أو زاغ عنه البصر غفلة دونما عمد مهما أمكن وكيفما أمكن.
ومنها : محاولة تصحيح رأي الشيخ ومختاره ما وجد له سبيلا.
ومنها : سعيه البليغ في أن لا يخالف مدرسة الشيخ ما وجد له طريقا لا لكي يكون مقلّدا ـ كما ربّما توهمه العبارة ـ فهو في أعلى مراتب الإجتهاد وإذا كان هذا الذي عند الآشتياني هو الذي يسمى اجتهادا فقليل المجتهدون ، لكن حبّا لأستاذه وايمانا بعبقريّته وعظمته العلميّة وإساءة الظنّ بنفسه مهما بلغ من مراتب رفيعة في الفقه والإجتهاد.
إلى غير ذلك ممّا يدلّل على انّه أشدّ تلامذته حبّا له وأكثرهم تقديرا لجهوده.
والعادة ان من يصل إلى الدرجات الرفيعة ويبلغ مراده يشتغل بنفسه عن غيره ويسعى لتوليد جديد يتعلّق به لا أن يكون لسانا لغيره فهذا شأن المتوسطين لا من انتهى وهو في عنفوان شبابه.
ولعلّ هذا هو السرّ فيما يتردّد على الالسنة في النجف الأشرف وغيرها : بان المحقق الآشتياني هو لسان الشيخ ، أو أنّ أوّل من نشر آراء الشيخ ومبانيه وتحقيقاته في طهران هو الآشتياني رغم انه كان قد تقدّمه المحقق الجليل الميرزا أبو القاسم النوري الكلانتري قدسسره في دخوله إلى طهران بعدّة سنين في أيّام حياة الشيخ ولم يكن غريبا عن