ومدلولها لا يطاوع مشتهاه : صرفها عن ظاهرها بتكلفات باردة ، وتعسفات جامدة ، وصرف الآية ـ بلا نكتة بلاغية لغير ضرورة ـ عن الظاهر ، تحريف لكلام الله سبحانه وتعالى ، وليته يكتفى بقدر الضرورة ، بل يبالغ فى الاطناب والتكثير لئلا يتهم بالعجز والتقصير ، فتراه مشحونا بالاعتزالات الظاهرة التى تتبادر إلى الافهام ، والخفية التى لا تتسارق إليها الأوهام بل لا يهتدى إلى حبائله إلا وراد بعد وراد من الأذكياء الحذاق ـ ولا ينتبه لمكائده إلا واحد من فضلاء الآفاق ، وهذه آفة عظيمة ، ومصيبة جسيمة.
ومنها : أنه يطعن فى أولياء الله المرتضين من عباده ، ويغفل عن هذا الصنيع لفرط عناده ، ونعم ما قال الرازى فى تفسير قوله تعالى : « يحبهم.ويحبونه » : خاض صاحب « الكشاف » فى هذا المقام فى الطعن فى أولياء الله تعالى ، وكتب فيها ما لا يليق بعاقل أن يكتب مثله فى كتب الفحش ، فهب أنه اجترأ على الطعن فى أولياء الله تعالى ، فكيف اجتراؤه على كتبه ذلك الكلام الفاحش فى تفسير كلام الله المجيد.
ومنها : أنه ... أورد فيه أبياتا كثيرة ـ وأمثالا غريزة ، بنى على الهزل والفكاهة أساسها وأورد على المزاج البارد نبراسها وهذا أمر من الشرع والعقل بعيد لا سيما عند أهل العدل والتوحيد.
ومنها : أنه يذكر أهل السنة والجماعة وهم الفرقة الناجية ـ بعبارات فاحشة ، فتارة يعبر عنهم بالمجبرة ، وتارة ينسبهم على سبيل التعريض إلى الكفر والإلحاد ـ وهذه وظيفة السفهاء الشطار ، لا طريقة العلماء الابرار ... ».
وهاك نموذجا من التفسير لقوله تعالى :
( الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ، يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ )
( سورة الزخرف الآية ٦٧ ، ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٠ )