مقدمة
مقدّمة المحقّق
بسم الله الرّحمن
الرّحيم بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على
نبي الله ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فلم تشهد الدنيا
كتابا نال اهتمام أهله مثل القرآن الكريم ، فقد توجّهت جهود القدماء ـ أثابهم الله
خيرا ـ لخدمة هذا الكتاب الكريم في مجالات شتّى ونواح متعددة. ومن بين هذه
المجالات التي نالت اهتمام القدماء العناية بالمتشابه لفظا ، ومعنى.
والكتاب الذي بين
أيدينا يمثّل بداية مبكّرة لنشأة التأليف في المتشابه اللفظي في القرن الثاني
الهجري.
لقد اهتمّ القدماء
بالتأليف في هذا المجال بدافع العون على حفظ كتاب الله ، وتثبيت الحفظ ، والبعد عن
الوقوع في اللبس والخطأ فيما اشتبه من ألفاظه.
ويتميز هذا الكتاب
عن غيره من الكتب المناظرة له في نفس الموضوع ببساطة الأسلوب ، وسهولة البحث فيه ،
حيث إنه مقسّم إلى أبواب ، وكل باب له موضوع محدّد ، وكما أن الكتاب يجمع متشابه
القرآن من الألفاظ ، فقد فاق الكتاب غيره ، بجمع المتشابه من التراكيب ، مما يعين
حفّاظ القرآن على معرفة المتشابه من الألفاظ ، والتراكيب ، كما يحصر عدد الأحرف