عنوان الكتاب ومنهج التأليف
أولا : العنوان :
بتأمل عنوان
الكتاب نجد أنّ نسخ المخلوط كلها اتفقت على « المتشابه » ، وإن ورد ذلك بألفاظ
مختلفة ؛ فنسخة باريس بعنوان : « المشتبه في القرآن » ، ونسخة استانبول بعنوان : «
مشتبهات القرآن » ، ونسخة دار الكتب بعنوان : « ما تشابه من ألفاظ القرآن وتناظر
من كلمات الفرقان ».
وبتأمّل عنوان
نسخة دار الكتب يتّضح أنها اتفقت مع غيرها في ذكر كلمة « المتشابه » ، ثم أضافت «
تناظر ». وبالمقابلة بين الجزء الأول من العنوان « ما تشابه من ألفاظ القرآن »
والجزء الثاني « ما تناظر من كلمات الفرقان » نلاحظ الآتي :
أنّ « تشابه »
مرادفة لـ « تناظر » ، و « ألفاظ » ترادف « كلمات » ، و « القرآن » يرادف «
الفرقان ».
فالمسألة ـ كما هو
واضح ـ لا تخرج عن إرادة السجع ، وهو من سنن العربية ، ويطلق عليه المزدوج من
التعبيرات ، وسبب عناية العرب بظاهرة السجع يظهره الجاحظ لمّا سأله أحد الأعراب :
لم تؤثر السّجع؟ فأجاب الجاحظ :« لأن الحفظ إليه أسرع ، والآذان لسماعه أنشط ، وهو
أحقّ بالتقييد وقلّة التفلّت » .
__________________