الوشايج الجسمية ، فهل ترى معى أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لعله ارتفع عن افق الزمان ، واشرف بروحيته المقدسة من نافذة الدهر ، واطل على صحيفة التكوين من ألفه الى يائه ، فنظر الى الماضي والحاضر والآتي نظرة واحدة ؛ رأى الحوادث الآتية ممثّلة بعينها في صحيفة الوجود لابصورها على شاشة التمثيل ، رأى ما كابد ولداه من الدفاع عن دينه ، والحماية لشريعته والتضحية بانفسهم وأموالهم وأولادهم ، وأنهم ارخصوا في المفادات كل غال وعزيز ، تجرّع الحسن السمّ من معاوية مرارا حتى قضى بالمرّة الاخيرة التي تقيأ بها كبده قطعة قطعة.
ثم ضرب الحسين عليهالسلام المثل الاعلى في التضحية والمفادات لحفظ شريعة جده ، فاستقبل السيوف والرماح والسهام وجعل صدره ونحره ورأسه ورئته ، وقاية عن المعاول التي اتخذها بنو أمية لهدم الاسلام ، وقلعه من اساسه ، ونصب نفسه وأولاده وانصاره ، الغرّ الميامين هدفا وشبحا لوقاية الاسلام من أن تنهار دعائمه ، وتنهد قواعده وقوائمه ، بهجمات الامويين عليه ، حتى سلم الاسلام واشرقت أنواره ، وعلمت اسراره ، وهلك الكافرون وخسر هنا لك المبطلون ، وكانت كلمة الله العليا ، وكلمة اعدائه السفلى ، وكل مسلم من أول اسلام الناس الى اليوم بل والى يوم القيمة مدين ورهين بالشكر والمنة لهذين الامامين ؛ ولو لا تضحيتهما التي ماحدث التاريخ بمثلها ابدا.
نعم لولا تلك التضحية لعاد الناس بمساعي
الامويين الى جاهليتهم الاولى بل أتعس اذاً ، فهل تستغرب من النبي صلىاللهعليهوآله
تلك الحفاوة والتعظيم لهما وهما طفلان صغيران ، وقد عرب بل رأى بعين بصره تلك الحوادث الفجيعة ؛ وذلك الكفاح المرير من اجله وفي سبيله ، وكان يشمهما ويضمهما ويقول : « هما ولداي وريحانتاي » وباليقين انه كان ينتسم منهما العبق
الربوبى ، ويتوسم بهما الالق الالهي وبهذا نعرف ويجب ان نعرف أن الحسن والحسين ، نور واحد لا يفضل احدهما على