خرجت عن حدود الآداب التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها ، فقالت له : يا ابن ابيطالب افترست الذئاب وافترشت التراب ـ الى ان قالت : هذا ابن ابي فلانة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني ، لقد أجهد في كلامي ، والفيته الالد في خصامي ، ولم تقل أنه او صاحبه ضربني ، او مدّت يد اليّ وكذلك في كلماتها مع نساء المهاجرين والانصار بعد سؤالهن كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ فقالت : اصبحت والله عائفة الدنياكن ، قالية لرجالكن ، ولا اشارة فيها الى شيء من ضربة او لطمة ، وانما تشكو أعظم صدمة وهي غصب فدك واعظم منها غصب الخلافة وتقديم من أخّر الله وتأخير من قدّم الله ، وكلّ شكواها كانت تنحصر في هذين الامرين وكذلك كلمات اميرالمؤمنين عليهالسلام بعد دفنها ، وتهيّج أشجانه وبلابل صدره لفراقها ذلك الفراق المؤلم ، حيث توجه الى قبر النبي صلىاللهعليهوآله قائلا : السلام عليك يا رسول الله عنّي وعن ابنتك النازلة في جوارك الى آخر كلماته (١) التي ينصدع لها الصخر الاصم لو وعاها ، وليس فيه اشارة الى الضرب واللطم ولكنه الظلم الفظيع والامتهان الذريع ، ولو كان شيء من ذلك لأشار اليه سلام الله عليه ، لان الأمر يقتضى ذكره ولايقبل ستره ، ودعوى أنها أخفته عنه ساقطة بأن ضربة الوجه ولطمة العين لايمكن اخفاؤها.
وأما قضية قنفذ وأن الرجل لم يصادر أمواله كما صنع مع سائر ولاته وأمرائه وقول الامام عليهالسلام : انه شكر له ضربته فلا أمنع من أنه ضربها بسوطه من وراء الرداء وانما الذي استبعده او أمنعه هو لطمة الوجه وقنفذ ليس ممن يخشى العار لو ضربها من وراء الثياب او على عضدها (٢) وبالجملة فانّ وجه فاطمة الزهراء هو
__________________
(١) نقلها سيدنا الرضى رحمهالله في نهج البلاغة فراجع.
(٢) يظهر من هذا
الكلام ان مراد شيخنا الامام رحمهالله
من اول هذا المقال الى آخره هو استبعاد ان تصل يد