القومي الذي وقف حائلا في حياته دون وقوع حرب طاحنة ـ كالحرب الاموي : فيما لو ضم صوته الى صوت اخيه الحسين عليهالسلام في زمن معاوية الذي تعود مبايعته لهذا السبب الوفاقي ـ على ما أظن ـ لالأسباب الخوف والوجل الذي عزاه كثير من ضعفاء العقول والنوايا السيئة للحسن عليهالسلام ، أما قضية العادة العربية التي قلتم سماحتكم أنها دفعت بالحسين عليهالسلام أن يصحب أولاده ونسائه معه مستميتا في سبيل الكرامة والشرف ، فهذه تخضع على خروجها عن قلم سماحتكم لضروب النقد والاعتراض اذ كان الدين الاسلامي او التعاليم الاسلامية ـ بتعبير أصح ـ حرمت المرأة من مخالطة الرجال وسماع أحاديثهم الا من وراء الحجاب ، وأرجعتها الى بيتها حيث تقوم بتربية وتهذيب أولادها وتبير شئون منزلها الذي يعد نصف الحياة الزوجية ـ اذ لم يكن كلها ـ في نظر قانون الزواج المدني والديني فكيف بالحسين عليهالسلام خرق حجاب هذا النظام وأصحب عائلته وتابعيه معه جريا على العادة العربية المعروفة قبل ظهور الاسلام وبعده ؟
وتعلمون ان العادة التقليدية غير حكم الدين التشريعي ، فحكم الدّين أسمى مكانة في نفس الحسين عليهالسلام من العاطفة العادة ، فهل هناك ضرورة حيوية دفعت بالحسين عليهالسلام ان لايكترث بتعاليم الدين ؟ ويتبع ما أوحته عاطفة العادة التي تعد ملغاة بحكم هذه التعاليم ؟ هذا ما نريد الاجابة عليه مفصلا.
وهناك شيء آخر يخضع للنقد الشخصي وهو ،
أن الخمسة أثواب التي أعطاها الحسين عليهالسلام الى
محمّد بن بشير الحضرمي ـ السياسة الحسينية ـ كان يزيد ثمن الواحد منها على المأة ليرة عثمانية لايتوافق اقتنائها بهذا الثمن الباهظ من قبل الحسين عليهالسلام مح
دواعى الزهد التي كانت متجسمة في أبيه وجده سيد الرسل ، اذ عرفنا عن طرق الاحايث المروية أن عليا عليهالسلام والد
الحسين عليهالسلام كان
يرتدي الصوف على بدنه داخلا ويلبس الاطمار الرخيصة خارجا ، دلالة على زهده وورعه