١٨
التضحية في
ضاحية الطفّ
انّ التضحية والمفادات التي تسامى وتعالى
بها امام الشهداء وأبوالائمة يوم الطّف من أي ناحية نظرت اليها ، ومن كل وجهة اتجهت لها متأملاً فيها أعطتك دروساً وعبراً ، وأسراراً وحكماً تخضع لها الالباب وتسجد في محراب عظمتها العقول ، واقعة الطف وشهادة سيّد الشهداء واصحابه في تلك العرصات كتاب مشحون بالآيات الباهرات والعظات البليغة فهي :
كالبدر من حيث التفت وجدته
|
|
يهدى الى عينيك نوراً ثاقبا
|
أو :
كالشمس في كبد السماء ونورها
|
|
يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً
|
أو :
كالبحر يمنح للقريب جواهرا
|
|
غرراً ويبعث للبعيد سحائبا
|
هذه الدنيا وشهواتها ولذائذها وزينتها وزخارفها
التي يتكالب عليها البشر ويتهاوى على مذبحها ضحايا الانام ، هذه الدنيا التي اتخذها كل واحد من الناس