إعجازيا يتمثّل
بانفلاق البحر ، وعبور موسى ، وأصحابه ومن ثمّ انغلاق البحر على فرعون وجنوده .
أما الآية (
وَمَن
قُتِلَ مُظْلُوماً ... ) ، فإنّها تعني أن اللّه سبحانه تعالى ،
لابدّ أن يؤتي للقتيل المظلوم حقّه فيجعل من خلال القوة التي يمنحها لوليه فيما
بعد ، وكان قد تجسّد هذا ، وتجلّى فيما سبب سبحانه وتعالى لأولياء الحسين عليهالسلام ، والذين استُشهدوا معه من قوة عكست
انتصارهم بحقّ ، لأنّ النصر من وجهة النظر الإلهية لا يقتصر على الجانب المادي ، ولا
الدنيوي فقط. إنّما يتركّز أساسا في الجانب الروحي ، وهو انتصار الإنسان على ذاته
أولاً. وذلك الانتصار ما بعده انتصار آخر. إنّه الخلود في الجنّة ، والخلود في
ضمير الإنسانية ما دامت موجودة على وجه الأرض.
ولا نشك أبدا ، في أن المختار ، ومن
قاتل معه هم من أولياء أولئك الأبطال الذين زهدوا بالحياة الدنيا ابتغاء مرضاة
اللّه تعالى ، فقد ابتدأوا ثورتهم طلبا بثارات الحسين عليهالسلام ، ولما كتب اللّه لهم النصر المبين في
القضاء على ابن زياد ، أرادوا أن يقيموا احتفالاً كبيرا ينفّذون خلاله شعارهم
المركزي بشكل حرفي ، وما كان ذلك ليتمّ إلاّ بإقامة محكمة ميدانية عظيمة المساحة
والأبعاد. أجل فقد جرت المحاكمة على مسرح كبير.
لذا بدأ المختار ، ينفّذ ما وعد به
الإمام علي بن الحسين ومحمد بن
__________________