٢ ـ أو أن يحاول إبراهيم ، ثني آل
الزبير عن عزمهم عن قتال المختار ، وينصحهم بالتريّث ، من أجل إبرام اتفاقية بين
الطرفين ضدّ آل مروان.
ولكن ابن الأشتر تردّد بين هاتين
السياستين ، فنراه أول الأمر يحضّ المختار ضدّ آل الزبير ، وآل مروان ، وبالتالي
يخذل المختار ، بل ويسلّمه لقمة مستساغة لمصعب بن الزبير ، حين شعر بضعف المختار ،
وقلّة عدد جنده.
ويرى البعض ، أن سبب انفصال إبراهيم عن
المختار ، يعود إلى أن إبراهيم عند خروجه إلى قتال أهل الشام قابل بعض الشيعة ، ومعهم
كرسي فارغ وضعوه على ظهر بغل أشهب
مدّعين أنّه كرسي الإمام علي عليهالسلام
، وأن هذا العمل ولّد لدى إبراهيم امتعاضا ، واتّهم المختار بتدبير ذلك.
إلاّ أننا نرى ذلك غير صحيح ، وغير كافٍ
لكي يتخلّى إبراهيم عن نصرة المختار ، فقد ذكر الطبري ، أن ابن طفيل كان بحاجة ماسّة إلى
المال ، فرأى كرسيا عند جار له (زيّات)
، فأخذه منه بعد أن غسله ، وزيّته ، وذهب به إلى المختار قائلاً : أنّه الكرسي
الذي كان جعدة بن هبيرة
يجلس عليه ، فأمر المختار فجيء به ، وأمر للطفيل بأثني عشر ألف درهم.
أما رواية أبي (مخنف) ، الذي ينقل عنه
كل من البلاذري والطبري
،
__________________