لا يقوم مصعب وأخيه عبد اللّه بنفس الدور الذي لعبه أبوهما الزبير وخالتهما عائشة ضدّ الإمام علي عليهالسلام في بداية حكمه (١) ، ومن أجل إقامة الحجّة على إبراهيم. أمام الجيل المعاصر لإبراهيم وأمام الأجيال المتأخّرة عنه.
فلو استُشهد إبراهيم مع قوات المختار لكان ذلك أكثر أجرا وأعلى مقاما ، ولنال بذلك ما ناله المختار من مقامات عُليا. لأنّ ثورته رحمهالله كانت في سبيل اللّه ، ومن أجل القصاص من قتلة ابن بنت رسول اللّه الحسين بن علي وآل بيته وأنصاره عليهمالسلام.
٢ ـ أن آل الزبير ومن البداية كانوا يسعون جاهدين لفصل إبراهيم عن جيش المختار ، ولما تحقّق لهم ذلك نرى انكسار قوات المختار أمام جيش مصعب ، في أول جولة بينهما ، فقُتل من قُتل ، وفرّ من فرّ.
٣ ـ أن ابن الأشتر فضّل مصلحته الخاصة على مصلحة الأُمّة لمّا تأكّد له أن النصر قريب من مصعب ، فخلع المختار وانحاز إلى مصعب الذي قتل ستة آلاف من مسلمي الكوفة في يوم واحد ، وقتل أولاد حجر بن عدي
__________________
(١) قال ابن قتيبة في عيون الأخبار ١ : ٤٢١ ، دخلت أم أفعى على عائشة أم المؤمنين فقالت : يا أم المؤمنين ، ما تقولين في امرأة قتلت ابنا صغيرا لها؟ قالت : وجبت لها النار. قالت : فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفا (أي عدد من قتلوا في وقعة الجمل). قالت عائشة : خذوا بيد اللعينة عدوة اللّه.
وروى البلاذري في أنساب الأشراف : عرضت لعائشة حاجة فبعثت إلى ابن أبي عتيق ، أن أرسل إلي بغلتك لأركبها في حاجة ، فقال لرسولها وكان مازحا : قل لأم المؤمنين عائشة ما كفاها عار يوم الجمل! فتريدين أن تأتينا بيوم البغلة.