والاقتصادية ، فقد
اختار جميع ولاته ، وقواده من العرب ، وكانوا كلّهم من طبقة النبلاء .
فقد أرسل القائد العربي شرحبيل بن ورس ،
لإنقاذ ابن الحنفية من عبد اللّه بن الزبير ، ومعه جيش قوامه ثلاثة آلاف رجل ، سبعمائة
فقط من العرب اليمنيين ، أما الباقي فكانوا من الموالي .
نستنتج مما تقدّم ، أن المختار ، كان
رجلاً ، تحرّريا لا يعرف جنسا ، ولا يتعصّب لعنصر أو لون ، فكان يرى جميع البشر
على مستوى واحد بغضّ النظر عن قوميتهم أو لونهم ، لهذا ضمّ الموالي إلى ثورته ، وشاركهم
مع العرب بالفيء ، والزواج من العربيات ، كما وعيّن كيسان أبا عمرة مولى عرينة على
حرسه.
كما كان المختار يرى أن الموالي هم أطوع
من الأشراف وأوفى ، لذلك استعان بهم للقضاء على كل من النفوذ الأموي ، والنفوذ الزبيري
، بدليل أنهم لم يتخلّوا عنه عندما حاصره مصعب بن الزبير في قصره ، في حين تركه
العرب ، ولجأوا إلى قبائلهم. ويدافع (فلهوزن) عن المختار فيقول : « وجد المختار
الموالي وقد أصبحوا من جماعته ، ولم يكن يرمي إلى إثارتهم ضدّ العرب ، بل اتّبع
سياسة المهادنة والتوفيق ، وكانت الناس من ورائه حتى استطاع أن يجتذب إليه كبار
التجار العرب. وشاء القضاء على الفوارق بين المسلمين من الطبقة الأولى والمسلمين
من الطبقة الثانية ممن يأخذ عليه ذلك ، لا يكن له
__________________