في منزلة الرقيق ، ثمّ
أسلموا فاعتقوا ، وأصبحوا موالي.
فمنهم من أصبحت له منزلة عظيمة أمثال : زيد
بن حارثة ، الذي كانت تمتلكه خديجة ، والذي أعتقه وتبنّاه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ زوّجه زينب بنت جحش ، بنت عمّته
أميمة ، وكانت من أجمل وأشرف بنات هاشم ، وهذا أول مظهر من مظاهر المساواة بين
الناس.
ومنهم ، عمار بن ياسر مولى بني مخزوم ، وبلال
بن رباح مولى بني جمح ، وخباب بن الأرت مولى أم أنمار ، وسلمان الفارسي من موالي
يهود بني قريظة ، وصهيب بن سنان الروحي ، مولى عبد اللّه بن جدعان. وسالم مولى
امرأة من الأنصار ، وقد تبنّاه أبو حذيفة بن عقبة بن ربيعة وأنكحه ابنة أخيه
الوليد بن عقبة ، وأمثالهم كثير.
فهؤلاء ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ
كانوا أرقّاء ، ومن أوطان وجنسيات متعدّدة ، وذوي ألوان مختلفة ، فلمّا أظلّهم
الإسلام ، تحرّروا من أسر الرقّ وصاروا أحرارا!
والموالي كفئة مسحوقة لم تحقّق الحدّ
النسبي من حقوقها الاجتماعية ، خاصة حقّها الكامل في المساواة. ولقد عاشت هذا
الاستغلال مزدوجا ، سواء تحت قبضة ، ملاكي الأرض ، أو حين التجأت إلى الإسلام
تخلّصا من الضرائب ، فاصطدمت بسلطة قمعية على رأسها الحجّاج بن يوسف الثقفي. وكان
الموالي قد تلمّسوا بداية الطريق إلى موقعهم الطبيعي من السلطة الأموية ، وذلك مع
ثورة المختار الثقفي.
أجل ، لقد كان عصر سيادة المختار في
العراق ، بداية مرحلة جديدة في تاريخ الموالي ، فقد بدأ فترة من التسامح ، والمساواة
، والعدل ، وبهذا أعاد