وما من شك في وقوف السلطة الأُموية
مؤيّدة ومساندة لتلك الحثالات ، وخلق المناخات المناسبة لها وتمكينها من إشاعة ما
تفتريه على أوسع نطاق ، سواء كان ذلك على مستوى وضع الحديث ، أو تشويه حقائق
التاريخ ، وصياغتها بالشكل الذي تريد.
ومن هنا أصبحت القراءة الحرفية لكتب
التاريخ لا تسعف صاحبها في معرفة حقيقة الكثير من الرجال الذين صنعوا لأنفسهم
تاريخاً ، بخلاف القراءة الواعية للتحوّلات السياسية والفكرية التي لازمت حياة
بناة التاريخ وصانعيه ، وكيف كان تأثيرها على المجتمع في ذلك الحين.
إنّ التعامل مع كل وضع بما يناسب حجمه
في إطار موضوعي ، وربط كل حادث بسببه ، وكل معلول بعلّته كما يقتضيه قانون العلّية
العامة ، سيؤدّي بالنتيجة إلى فهم الكثير من الحقائق التاريخية المغطّاة بأوهام
وخرافات كتب التاريخ ، وتلك هي القراءة الواعية التي لمسناها في هذا الكتاب.
حاول المؤلّف المحترم أن يحلّل أحداث
التاريخ تحليلاً علمياً ، ليبيّن من خلالها دسائس السلطة في النيل من الحركات
السياسية المناوئة لها وذلك من خلال قنواتها الإعلامية المسخّرة لخدمتها ، واضعاً
بذلك شخصية هذا الثائر الكبير (المختار الثقفي رحمهالله)
في الموضع الذي يستحقّه ، بعبارة مختصرة واضحة مدعومة بالتوثيق.
آملين أن يحقّق بعض ما نصبو إليه من
الثقافة التاريخية المطلوبة على أكثر من صعيد.
واللّه الهادي إلى سواء السبيل.
مركز الرسالة