لأضربن عن ابن حكيم.
مفارق الأعبد والحميم.
ثم انكسروا ، كسرة هائلة ، وجاء البشير
إلى المختار ، انهم ولَّوا مدبرين ، فمنهم من اختفى في بيته ، ومنهم من لحق بمصعب
بن الزبير ، ومنهم من خرج إلى البادية.
ثمّ أحصوا عدد القتلى فكانوا ستمائة
وأربعين رجلاً ثم استخرج من دور الوادعين خمسمائة أسير كما ذكر الطبري وغيره ، فجاؤا
بهم إلى المختار فعرضوهم عليه ، فقال :
«كلُّ من حضر فيهم قتل الحسين عليهالسلام فاعلموني به».
فلا يُؤتى بمن حضر قتله عليهالسلام إلاّ قيل هذا ، فيضرب عنقه ، حتى قتل
منهم مائتين وثمانية وأربعين رجلاً ، وقتل أصحابُ المختار جمعا كثيرا بغير علمه ، وأطلق
الباقين ، ثم علم المختار ، أن شمر بن ذي الجوشن لعنة اللّه عليه ، خرج هاربا ومعه
نفر ، ممن اشترك في قتل الحسين عليهالسلام
، فأمر عبدا له ، أسود يقال له رزين ، ومعه عشرة ، أن يتبعه ، فأتاه برأسه.
والغريب في هذا ، إنّ عبد المؤمن بن شبث
بن ربعي التميمي ، كان يحارب بشجاعة ضد أبيه الملعون إلى جانب المختار .
وعلى الرغم من انتصار المختار العظيم
على أشراف الكوفة ، فإنّه لم يستطع القضاء نهائيا على أولئك المتمرّدين ، فقد هرب
خلق كثير منهم إلى البصرة ، وانضمّوا إلى مصعب بن الزبير ، وهؤلاء راحوا يحرّضون
مصعب ضدّ المختار ، وكانوا عاملاً مهمّا ساعدوا على الإطاحة بثورته.
__________________