ليتولّى بنفسه قيادة
الجموع وذلك في يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان عام ٦٤ هـ (السادس من مايس عام
٦٧٤م) . بعد هلاك
يزيد بن معاوية لعنهما اللّه بنحو سنة وبضعة أشهر إذ هلك يزيد لعنه اللّه في يوم
الخميس لأربع عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول (سنة / ٦٣ هـ).
وكان يصحب المختار رجل واحد هو عبد
اللّه بن كامل الهمداني ، وقد لقيا بـ (العذيب) ، هاني بن أبي حبة الوداعي ، فسأله المختار عن أخبار الكوفة ، فقال
: تركت الناس كالسفينة تجول بلا ملاح عليها. فقال المختار : أنا ملاحها الذي
يقيمها .
ثم سار المختار حتى انتهى إلى نهر الحيرة
، فنزل واغتسل ولبس ثيابه ، وتقلّد سيفه ، وركب فرسه ، ودخل الكوفة نهارا ، والناس
يتهيئون للصلاة ، فجعل لا يمر بملأ إلاّ وقف وسلّم ، وقال : «ابشروا بالفرج ، فقد
جئتكم بما تحبّون ، وأنا المسلّط على الفاسقين ، والطالب بدم أهل بيت نبي رب
العالمين». ثم دخل الجامع وصلّى فيه ، فرأى الناس ينظرون إليه ، ويقول بعضهم لبعض
: هذا المختار ما قدم إلاّ لأمر ونرجو به الفرج.
وخرج من الجامع ، ونزل داره ، ثم بعث
إلى وجوه الشيعة وعرفهم أنه جاء من محمد بن الحنفية ، وعلي بن الحسين السجّاد عليهالسلام ، للطلب بدماء أهل البيت عليهمالسلام. فقالوا : « أنت موضع ذلك وأهل ».
__________________