يظهر على يد المختار
من مظاهر السداد ، وأن هذه الكلمة الصادرة من أمير المؤمنين عليهالسلام ، من مخبآت المستقبل ، وأنها ألمحت إلى
الحوادث التي يقوم بها ، وكان المختار يحسب لهذه البشارة حسابا ، ويحدث نفسه.
٢ ـ لا يمكن للمختار ، أن يعرض مثل ذلك
على عمه سعد بن مسعود ، لولاء عمّه لأمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وبقاء ولائه لسيد شباب أهل الجنّة
الحسن ابن علي عليهماالسلام
، فلا يمكن أن ينقلب هذا الولاء والمحبة الأكيدة إلى عداوة قاسية بين عشية وضحاها
، دون أن يرى من الإمام الحسن عليهالسلام
ـ وحاشاه من ذلك ـ شرا ، أو وعيدا أو تهديدا.
٣ ـ إن المختار شيعي العقيدة ، فقد كان
يعطف على العلويين ، ويميل إليهم وإلى محبّتهم ، بدليل أنه رفض طلب زياد بن أبيه ،
حين أراد منه أن يوقع الشكوى ضد حجر بن عدي ، شيخ الشيعة في العراق ، حتى يتخذ من
هذه العريضة ذريعة لأقدامه على قتل حجر ، كما أن المختار جعل داره مقرا لسفير
الإمام الحسين عليهالسلام
، مسلم بن عقيل عليهالسلام.
٤ ـ أن المختار ظلّ مواليا ، بل أنه
ضحّى بدمه من أجل آل محمد (عليهم الصلاة والسلام) فكيف يصدر منه مثل ذلك الفعل
المشين. وقد لاحظنا من خلال متابعتنا لما ذكر عن سيرة المختار ، أن هناك الكثير من
الروايات التي تشكِّك في سلامة عقيدته ، واستقامته في كل ما كان يصدر عنه من فعل ،
وقول ، وواضح أن أكثر كتبة التاريخ ورواته قد حرصوا على تشويه الصورة الرائعة ، لمريدي
ومحبي أهل البيت عليهمالسلام
، من الصحابة والتابعين ، بسبب ولائهم لبني ـ أمية ـ وغيرهم من أعداء الإسلام ، وكراهيتهم
لأهل البيت على وجه الخصوص.